( مقالة تحشيش ، تم نشرها سابقاً )
" المواطن السوري " أو " رجل الشارع السوري " وجه قد تراه كل يوم صباحاً في مرآتك وأنت تغسل وجهك _ إن لم تكن المياه مقطوعة _ وقد تراه قبالتك على مائدة الفطور _ في حال لم تكن عائلتك ممزقة بفعل ضغوط الحياة عليها _ وقد تراه أمامك يسير في الشارع _ ما لم يكن ينظر في جيبه بحثاً عما تبقى من فتات الراتب _ وقد تراه يشاركك مكتبك في وظيفتك _ ما لم يكن مدعوماً وليس مضطراً لأن يأتي إلى عمله _ وقد تراه في مرآة سيارتك _ ما لم تكن مشغولاً بالنظر إلى شرطي المرور الذي يوقع مخالفتك لغاية في نفس يعقوب _ وقد تراه مرة أخرى في منزلك ليلاً _ ما لم تكن الكهرباء مقطوعة والشموع شحيحة !! أماكن عديدة ومحطات كثيرة يمكن لك فيها عزيزي القارئ أن تقابل المواطن السوري أو رجل الشارع السوري ، لكنني وبكل فخر أدعوك وعلى غير العادة لمقابلة : "سوبر مواطن سوري " !!
فكما عرفنا جميعاً سوبر مان من خلال سلسلة تلفزيونية أو فيلم سينيمائي ، دارت الأيام بنا وعدنا لنتعرف على سوبر مواطن سوري !! وقد يكون من الجدير بالذكر أن الفارق بين هذا وذاك يكمن في كون سوبر مان كان فريد نوعه على كوكبنا ، أما سوبر مواطن سوري فهو ليس وحيداً في سوريا !! وأعداد نوعه آخذة بالازدياد يوماً بعد يوم .. وأما عن المكان الذي تستطيع فيه مقابلة هذا السوبر مواطن سوري فهناك أماكن كثيرة ، ولكن بعضها يتواجد في فضاء افتراضي على شبكة الانترنت !! فمنذ أيام دخلت كعادتي إلى أحد مواقع الدردشة الذي عرفته سابقاً من خلال ترويجه لبعض الإساءات التي تمس شريحة أساسية من شرائح الشعب السوري على أساس طائفي و مذهبي فقط لأن هذه الإساءات كانت تجتذب إليه المزيد من المرتادين المتعصبين ، وعرفته أيضاً في سعة مخيلة مالكه الشاب من خلال الروايات البوليسية التي يتفنن في ابتداعها بين الحين والآخر عن محاولات الأعداء اختراق الموقع أو تدميره كما لو أنه ذا قيمة في أعينهم !! وعرفته أيضاً عندما اخترق فعلاً ولكن ليس من قبل الأعداء بل من قبل شاب تعرض للإهانة والطرد بلا مبرر ، ويومها قال مالك الموقع المخترق حين سئل من أحد أصحاب المواقع الأخرى عن سبب الخلاف : ( ايه أنا فتحت الموقع لاحكي مع بنات ، معقول اقبل يجي واحد من برا ويحكيلي مع رفيقتي عالموقع ؟ ) ، وعرفته أيضاً في مواقف كثيرة لا تعد ولا تحصى ، ولا تنم إلا عن السطحية والابتذال ، والمزاودة والانفعال ، بما لا يترك أي مجال للشك في خلدي بأن من يمتلكه ويديره ليس سوى شخص يريد أن يشعر بالأهمية والسلطة ، والانتماء إلى شيء ما حتى ولو كان موقع دردشة !! ففي ذلك اليوم دخلت إلى الموقع لأجد البعض من مرتاديه يتحدثون ضمن ما يدعونه ( زاوية الحوار اليومية ) ومن يتحدث جيداً يفوز بجائزة رمزية !! وكان موضوعهم زيادة الرواتب وارتفاع الأسعار ، فقلت في نفسي من الجيد تسليط الضوء على مشاكلنا وهمومنا شرط أن يمتلك من يتحدث فيها حداً أدنى من المصداقية ، وبعد صبر دام ما يقارب الساعة على مراقبتي للآراء الشرقية الغربية ، و معاينتي للمزايدات الجنوبية الشمالية ، استفزتني وقاحة أحدهم عندما قال : ( قريباً ستشاهدون زملاء من موقعنا يناظرون خبراء الاقتصاد في البلد على شاشات الفضائيات ) !! فما كان مني أنا العبد الفقير إلا أن أخاطبهم _ و أنا أعرف بعضهم _ بكل حسن نية :
" من الجيد أن يرتاد المثقفون والكتاب أو حتى العلماء والخبراء مواقع الدردشة ليطلعوا على اهتمامات من يرتادونها من شبان وشابات ، لكن مشكلة هؤلاء جميعاً ستكمن معكم عندما يشاهدون بأي لغة تتحدثون !! موضوعكم كان عن زيادة الرواتب وارتفاع الأسعار ، فما الذي حوله إلى حفلة استعراض ؟ بعضكم قال : نحن جيل المستقبل ونحن سنغير كل شي ء ! فماذا ستغيرون وبأي طريقة ؟ وبعضكم قال : نحن متألمون ولكننا خائفون من الكلام ! فمما تخافون ؟ وبعضكم قال : نحن متألمون ولكننا لسنا بخائفين ، وهانحن نتكلم ولكن لا أحد يسمعنا ! فماذا تريدون أن تقولوا ولمن ؟ وبعضكم الآخر قال : سنناظر خبراء الاقتصاد على شاشات الفضائيات ! فبأي صفة واستناداً لأية مرجعية ؟ ماذا ستقولون لخبراء الاقتصاد إذا قالوا لكم : تفضلوا وأتحفونا بخطة اقتصادية مالية متكاملة ؟ هل ستقولون لهم نحن جيل المستقبل وسنغير كل شيء ؟ سيسألونكم : أين الخطة ؟! فهل ستقولون لهم نحن نريد أن نتكلم ولكن لا أحد يسمعنا ؟ سيسألونكم بإلحاح في هذه المرة : أين الخطة ؟! فهل ستجيبونهم بأنكم ستناظرون الجميع على شاشات الفضائيات ؟ ! ... أوليس من المعيب أن يتحول الحديث بين شبان وشابات _ يدعون الوعي _ من حق بسيط في إثارة إحدى الهموم الحياتية اليومية في بلدهم إلى مهرجان للمزايدات الفارغة المضمون التي لا تهدف إلا إلى الاستعراض وجذب انتباه الآخرين ممن يبحثون عن الإحساس بالاهتمام ؟ لاسيما أن الاختلاف و الهجومية يؤمن هذا الإحساس .. ألا يعتبر هذا دليلاً واضحاً على الضعف والخلل في تركيب الشخصية ؟ ؟!! .. "
صمت الجميع ، وفجأة قال أحدهم : مبروك عليك .. قد فزت بجائزة الحوار الرمزية !!
بالله عليك عزيزي القارئ ألا يستحق هؤلاء لقب سوبر مواطنين سوريين ؟ هذا مع الأخذ بالعلم أنني ذكرت الموقع على سبيل المثال لا الحصر وبأنك يمكن أن تشاهد هذا السوبر مواطن سوري في حياتك اليومية الواقعية ، وفي مواقف شتى ، وقبل أن تأخذ علي إطلاقي على هؤلاء لقب سوبر مواطنين سوريين أستحلفك بالله أن تجيبني أولاً : ألا تصف تسميتي بدقة من يملكون القوة الخارقة لتغيير كل شيء من تحت قدمي وقدميك بوصفهم جيل المستقبل بمجرد الكلمات ، ودون ان يتحركوا شبراً واحدا ً من خلف شاشات أجهزة الكمبيوتر ؟ ألا يصح هذا اللقب تماماً على من يملكون القدرات الفائقة للطبيعة بحيث يريدون مناظرة خبراء الاقتصاد في البلد متناسين أن هؤلاء الخبراء هم أساتذتهم في الجامعات وهم من يعلمونهم ما يعرفونه ؟! ألا يستحق لقب سوبر مواطن سوري كل شخص ممن يجدون في أنفسهم السوبر قدرة على إخراج الزير من البير والتأثير في السياسة والاقتصاد دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الانخراط في منظمات شبابية أو شعبية أو حتى الانتساب إلى أي حزب سياسي !!!!
أستحلفك بالله عزيزي القارئ ، أجب نفسك وأجبني ، وحاول ألا تستفرغ قرفاً كما فعلت أنا .
( للأمانة انحذف منها قبل النشر " على أساس طائفي و مذهبي " من عبارة : ترويجه لبعض الإساءات التي تمس شريحة أساسية من شرائح الشعب السوري على أساس طائفي ومذهبي )
أول عن آخر مقالة تحشيش .. و فشة خلق ..
" المواطن السوري " أو " رجل الشارع السوري " وجه قد تراه كل يوم صباحاً في مرآتك وأنت تغسل وجهك _ إن لم تكن المياه مقطوعة _ وقد تراه قبالتك على مائدة الفطور _ في حال لم تكن عائلتك ممزقة بفعل ضغوط الحياة عليها _ وقد تراه أمامك يسير في الشارع _ ما لم يكن ينظر في جيبه بحثاً عما تبقى من فتات الراتب _ وقد تراه يشاركك مكتبك في وظيفتك _ ما لم يكن مدعوماً وليس مضطراً لأن يأتي إلى عمله _ وقد تراه في مرآة سيارتك _ ما لم تكن مشغولاً بالنظر إلى شرطي المرور الذي يوقع مخالفتك لغاية في نفس يعقوب _ وقد تراه مرة أخرى في منزلك ليلاً _ ما لم تكن الكهرباء مقطوعة والشموع شحيحة !! أماكن عديدة ومحطات كثيرة يمكن لك فيها عزيزي القارئ أن تقابل المواطن السوري أو رجل الشارع السوري ، لكنني وبكل فخر أدعوك وعلى غير العادة لمقابلة : "سوبر مواطن سوري " !!
فكما عرفنا جميعاً سوبر مان من خلال سلسلة تلفزيونية أو فيلم سينيمائي ، دارت الأيام بنا وعدنا لنتعرف على سوبر مواطن سوري !! وقد يكون من الجدير بالذكر أن الفارق بين هذا وذاك يكمن في كون سوبر مان كان فريد نوعه على كوكبنا ، أما سوبر مواطن سوري فهو ليس وحيداً في سوريا !! وأعداد نوعه آخذة بالازدياد يوماً بعد يوم .. وأما عن المكان الذي تستطيع فيه مقابلة هذا السوبر مواطن سوري فهناك أماكن كثيرة ، ولكن بعضها يتواجد في فضاء افتراضي على شبكة الانترنت !! فمنذ أيام دخلت كعادتي إلى أحد مواقع الدردشة الذي عرفته سابقاً من خلال ترويجه لبعض الإساءات التي تمس شريحة أساسية من شرائح الشعب السوري على أساس طائفي و مذهبي فقط لأن هذه الإساءات كانت تجتذب إليه المزيد من المرتادين المتعصبين ، وعرفته أيضاً في سعة مخيلة مالكه الشاب من خلال الروايات البوليسية التي يتفنن في ابتداعها بين الحين والآخر عن محاولات الأعداء اختراق الموقع أو تدميره كما لو أنه ذا قيمة في أعينهم !! وعرفته أيضاً عندما اخترق فعلاً ولكن ليس من قبل الأعداء بل من قبل شاب تعرض للإهانة والطرد بلا مبرر ، ويومها قال مالك الموقع المخترق حين سئل من أحد أصحاب المواقع الأخرى عن سبب الخلاف : ( ايه أنا فتحت الموقع لاحكي مع بنات ، معقول اقبل يجي واحد من برا ويحكيلي مع رفيقتي عالموقع ؟ ) ، وعرفته أيضاً في مواقف كثيرة لا تعد ولا تحصى ، ولا تنم إلا عن السطحية والابتذال ، والمزاودة والانفعال ، بما لا يترك أي مجال للشك في خلدي بأن من يمتلكه ويديره ليس سوى شخص يريد أن يشعر بالأهمية والسلطة ، والانتماء إلى شيء ما حتى ولو كان موقع دردشة !! ففي ذلك اليوم دخلت إلى الموقع لأجد البعض من مرتاديه يتحدثون ضمن ما يدعونه ( زاوية الحوار اليومية ) ومن يتحدث جيداً يفوز بجائزة رمزية !! وكان موضوعهم زيادة الرواتب وارتفاع الأسعار ، فقلت في نفسي من الجيد تسليط الضوء على مشاكلنا وهمومنا شرط أن يمتلك من يتحدث فيها حداً أدنى من المصداقية ، وبعد صبر دام ما يقارب الساعة على مراقبتي للآراء الشرقية الغربية ، و معاينتي للمزايدات الجنوبية الشمالية ، استفزتني وقاحة أحدهم عندما قال : ( قريباً ستشاهدون زملاء من موقعنا يناظرون خبراء الاقتصاد في البلد على شاشات الفضائيات ) !! فما كان مني أنا العبد الفقير إلا أن أخاطبهم _ و أنا أعرف بعضهم _ بكل حسن نية :
" من الجيد أن يرتاد المثقفون والكتاب أو حتى العلماء والخبراء مواقع الدردشة ليطلعوا على اهتمامات من يرتادونها من شبان وشابات ، لكن مشكلة هؤلاء جميعاً ستكمن معكم عندما يشاهدون بأي لغة تتحدثون !! موضوعكم كان عن زيادة الرواتب وارتفاع الأسعار ، فما الذي حوله إلى حفلة استعراض ؟ بعضكم قال : نحن جيل المستقبل ونحن سنغير كل شي ء ! فماذا ستغيرون وبأي طريقة ؟ وبعضكم قال : نحن متألمون ولكننا خائفون من الكلام ! فمما تخافون ؟ وبعضكم قال : نحن متألمون ولكننا لسنا بخائفين ، وهانحن نتكلم ولكن لا أحد يسمعنا ! فماذا تريدون أن تقولوا ولمن ؟ وبعضكم الآخر قال : سنناظر خبراء الاقتصاد على شاشات الفضائيات ! فبأي صفة واستناداً لأية مرجعية ؟ ماذا ستقولون لخبراء الاقتصاد إذا قالوا لكم : تفضلوا وأتحفونا بخطة اقتصادية مالية متكاملة ؟ هل ستقولون لهم نحن جيل المستقبل وسنغير كل شيء ؟ سيسألونكم : أين الخطة ؟! فهل ستقولون لهم نحن نريد أن نتكلم ولكن لا أحد يسمعنا ؟ سيسألونكم بإلحاح في هذه المرة : أين الخطة ؟! فهل ستجيبونهم بأنكم ستناظرون الجميع على شاشات الفضائيات ؟ ! ... أوليس من المعيب أن يتحول الحديث بين شبان وشابات _ يدعون الوعي _ من حق بسيط في إثارة إحدى الهموم الحياتية اليومية في بلدهم إلى مهرجان للمزايدات الفارغة المضمون التي لا تهدف إلا إلى الاستعراض وجذب انتباه الآخرين ممن يبحثون عن الإحساس بالاهتمام ؟ لاسيما أن الاختلاف و الهجومية يؤمن هذا الإحساس .. ألا يعتبر هذا دليلاً واضحاً على الضعف والخلل في تركيب الشخصية ؟ ؟!! .. "
صمت الجميع ، وفجأة قال أحدهم : مبروك عليك .. قد فزت بجائزة الحوار الرمزية !!
بالله عليك عزيزي القارئ ألا يستحق هؤلاء لقب سوبر مواطنين سوريين ؟ هذا مع الأخذ بالعلم أنني ذكرت الموقع على سبيل المثال لا الحصر وبأنك يمكن أن تشاهد هذا السوبر مواطن سوري في حياتك اليومية الواقعية ، وفي مواقف شتى ، وقبل أن تأخذ علي إطلاقي على هؤلاء لقب سوبر مواطنين سوريين أستحلفك بالله أن تجيبني أولاً : ألا تصف تسميتي بدقة من يملكون القوة الخارقة لتغيير كل شيء من تحت قدمي وقدميك بوصفهم جيل المستقبل بمجرد الكلمات ، ودون ان يتحركوا شبراً واحدا ً من خلف شاشات أجهزة الكمبيوتر ؟ ألا يصح هذا اللقب تماماً على من يملكون القدرات الفائقة للطبيعة بحيث يريدون مناظرة خبراء الاقتصاد في البلد متناسين أن هؤلاء الخبراء هم أساتذتهم في الجامعات وهم من يعلمونهم ما يعرفونه ؟! ألا يستحق لقب سوبر مواطن سوري كل شخص ممن يجدون في أنفسهم السوبر قدرة على إخراج الزير من البير والتأثير في السياسة والاقتصاد دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الانخراط في منظمات شبابية أو شعبية أو حتى الانتساب إلى أي حزب سياسي !!!!
أستحلفك بالله عزيزي القارئ ، أجب نفسك وأجبني ، وحاول ألا تستفرغ قرفاً كما فعلت أنا .
( للأمانة انحذف منها قبل النشر " على أساس طائفي و مذهبي " من عبارة : ترويجه لبعض الإساءات التي تمس شريحة أساسية من شرائح الشعب السوري على أساس طائفي ومذهبي )
أول عن آخر مقالة تحشيش .. و فشة خلق ..
Comment