سورية مهادنة أم منتصرة ؟
الجمل ـ بشار بشير: لم يسبق أن تصرف المجتمع الدولي والعربي تجاه دولة عربية ( أو غير عربية ) بمثل هذه العدائية والفظاظة والتحريض والتجاوز للأصول وللبروتوكولات وحتى للمنطق كما تصرف ويتصرف تجاه سورية .
خلال أيام في بداية الأزمة شاهدنا رؤساء وأمراء يتحولون من أقرب أصدقاء االرئاسة والدولة السورية إلى أعتى الأعداء وشاهدنا إعلاماً يسفح ماء وجهه بدون تردد أمام العالم كله كرمى ليكيد ( كذباً) لسورية وشاهدنا كيف تدب الروح في رمة الجامعة العربية فتطرد الدولة المؤسسة لها دون أن تدب الروح في الدول العربية الحاضرة لجلسة طرد سورية و تعترض بكلمة لا على الطرد وإنما أضعف الإيمان على تجاوز قوانين وأصول عمل الجامعة العربية (لا اطال الله بعمرها ولا يسر لها أمراً ولا سدد خطواتها). وشاهدنا كيف تتنازل الدولة الجارة تركيا عن كبريائها القومي الذي طالما فاخرت به لتتحول من دولة ذات تاريخ وأمجاد إلى تاجر بالة و رحبة لتسويق المسروقات طالما ان هذا التحول يضر سورية دولة وشعباً . وشاهدنا بأم العين كيف يتحول رئيس دولة مصر إلى مهرج "كراكوز" فيرمي مقام الرئاسة ويحمل علم عصابة يلوح ويكاد يرقص به لتأكيد معاداته لسورية ومحاولة منه ليغيظها ( هكذا يتصرف سخفاء المهرجين فلا تستغربوا).
والآن وقد دخل من أعداء سورية من دخل إلى عتمة النسيان. و أنكشفت عورة مواخير الإعلام التي ناصبت سورية العداء, وبعد أن عُزل "مالك" الجامعة العربية حمد الأول و"مديرها" حمد الثاني . وبعد أن انكفأت تركيا الإنكفاء الأول نتيجة إضطراباتها الداخلية الذي سيتبعه إنكفائها الكبير وتقوقعها وإنعزالها فهي قد خسرت بعد سقوط الأخوان في مصر مشروع قيادتها للشرق وربحت بدلاً عنه عداوة جيرانها المشرقيين سورية والعراق وكانت قبلها قد أيقنت (وايقنا ) أنها لن تدخل جنة الإتحاد الأوروبي بالإضافة لمشاكلها مع اليونان وقبرص وأرمينيا وغيرهم , وهكذا لن يتبقى لها إلا منفذ واحد ستحاول إعادة إحيائه وسنتكلم عنه بعد قليل.
وانتهت وصلة مهرج مصر ونزل عن المسرح لكننا لازلنا بإنتظار من سيصعد مكانه فحزب النور السلفي (نتيجة الأنوار السعودية التي تنيره ) يظن نفسه الأنسب لإنارة وإدارة مصر بعد الأخوان وهذا إن حصل سيجعلنا نترحم على مرسي وإخوانه .في خضم كل هذا أتساءل وتتسائلون ماذا سيكون موقف سورية من كل هذه الأطراف أو من بعضها ومن التطورات التي حصلت وتحصل . و لنطرح الأسئلة كل على حدة :
إذا جنحت قطر بأميرها الجديد لمهادنة سورية فهل سنعاود مد يد الأخوة لقطر ؟ لا اعرف ماهو رأي القيادة السورية ولا ماهو رأيكم لكن رأيي أن لاشيء يمكن أن يجمعنا مع هذه الدويلة مستقبلاً بإستثناء علاقة باردة هدفها الوحيد إجبارها على دفع تعويضات و"ديات" لسورية وأبنائها مرفقين مع الكثير من الإعتذارات التي لن نقبلها ولكن يجب على قطر التقدم بها كنوع من فعل الندامة أمام الدولة والشعب السوريين .
اما الجامعة العربية ( التي يبدوا أنها تريد البدء بمغازلة سورية ) فماذا إذا رجعت عن قرارها ودعت سورية لتعاود شغل مقعدها في الجامعة هل سنقول إن الجامعة هي بيت العرب وأننا لا يمكن أن نبقى بلا بيت وبلا سقف عربي لذلك سنعود لحضن الجامعة ( ولو كان بارداً )؟ لا أعرف رأي القيادة ولا رأيكم في مسألة العودة للجامعة العربية . ورأيي هو أن الجامعة لابيت ولا حيط ولا سقف ولا حتى جثة جامعة هي خيال أو سراب لم تستفد منه لا سورية ولا غيرها يوماً وإنجازها الوحيد كان الحقد على سورية والإنغماس في مؤامرة تدميرها وعندما وجدت أنها أصغر من هذا الدور وأي دور آخر ارتضت أن تكون مجرد مناكِفة للسوريين . فهل هذا العكاز الذي لم يسندنا في الماضي سيستطيع أن يسندنا اليوم وخاصة أنه انكسر وهم يضربوننا به فلم يعد نافعاً لا كسند ولا كمقرعة . فلتتجاهل سورية هذه الرمة ولتحاول إنشاء كيان آخر يضمها مع دول متجانسة متعاونة متقاربة تسند بعضها في السراء وفي الضراء بدل أن نعيش في وهم سقف الجامعة الذي سيظلّنا والذي تبين أنه مصمم لكي يقع على رأسنا ويكسره, و الحمد لله أننا نجونا برأس مشجوج بدل أن يكون مكسور ولا داعي لتجربة اخرى قد لا يحتملها رأسنا .
نصل لتركيا التي ستجد أنها أصبحت نتيجة سياسات ثنائيها ( أوغلو وتابعه قفة ) قابعة ضمن سور حديدي فأوروبا لن تقبلها, وآسيا بأوامر موسكو وبكين ( ونتيجة لعداوات تاريخية ) لن تسمح لها بالتمدد فيها و المشرق
العربي أقامت هي جداراً بينها وبينه حينما أحلت القطيعة مع سورية والعراق محل حسن الجوار. لن يبقى لتركيا إلا بوابة وحيدة في هذا الجدار ستحاول عاجلاً أو آجلاً فتحها هي سورية التي كانت وستبقى بوابة تركيا الوحيدة على عمقها الحقيقي ورغم كل ما حصل ستجد تركيا نفسها مجبرة على إعادة وصل ما أنقطع مع سورية وفي هذا بالواقع مصلحة لسورية أيضاً ولكن هذه المرة يجب الإستفادة من دروس الماضي فشكل العلاقة الجديد يجب أن تكون سورية صاحبة اليد العليا فيه والدلال الذي تمتعت به تركيا على حساب سورية (وبرضاها) سابقاً يجب أن ينقلب ليصبح دلال سوري على حساب تركيا, دلال يتمثل بحصص مائية أكبر و بإتفاقات إقتصادية تميل لصالح سورية و بأرباح متأتية من السماح لتركيا بالعبور ممن خلال البوابة السورية إلى المشرق العربي .
أما مصر وعلاقاتنا معها التي قاربت الستة آلاف سنة ( لعلها أقدم علاقات بالتاريخ بين دولتين ) تَحاربنا وتَحالفنا احتلونا واحتللناهم قامت علاقات وانقطعت علاقات فيما بيننا . ما يعني أن لافكاك من العلاقة مع مصر ولكن هذا لايعني أن لاقطيعة مع مصر أيضاً و هذا ما تحدده من طرف سورية المصالح السورية دون أي إعتبار آخر و أقرب مثال وحدة سورية القوتلي مع مصر عبد التاصر و قطيعة سورية حافظ الأسد مع مصر أنور السادات فالوحدة تمت بطلب سوري ونتيجة لمصالح سورية والقطيعة تمت بقرار سوري ونتيجة لمصالح سورية أساسها غيرة سورية على المصالح والحقوق العربية عامة .و اليوم لن يشذ عن الغد إن كانت مصر مع سورية وداعمة لها فأهلاً وسهلاً وإن كانت الباب الذي سيأتي منه الريح ... فالحل معروف ومجرب .
وأخيراً نصل للبنان والأردن والسعودية , أما لبنان والأردن فهم أجزاء من سورية جغرافياً وإجتماعياً ويجب أن يكونوا كذلك سياسياً وإقتصادياً ( خاصة إذا كان ما يحكى عن مكامن النفط والغاز في سورية صحيحاً ).
اما نجد والحجاز "السعودية " فما يهمنا منها هو علاقة سورية مع منطقة الحجاز نظراً لأهميتها وحتى قدسيتها للملايين من السوريين ولتاريخية العلاقة معها أما نجد فعلاقة سورية معها سطحية وهي حاولت مرة في التاريخ أن تأخذ دور الحجاز بالعلاقة مع سورية عبر محاولة طائشة لإحتلال الشام ( الجزء الجنوبي من سورية ) ورغم فشلها إلا أنها ما فتئت تعاود التجربة بمختلف الوسائل مسببة الكثير من الأضرار لسورية .
فلنتعلم مما جرى خلال المئة سنة الماضية التي تشكل فترة وجود السعودية والتي كانت بمعظمها فترة عداء لسورية لذلك علينا الآن أن نعتبر علاقاتنا مع السعودية هي علاقات دينية وإجتماعية فرضتها الظروف وأن نسعى لتنظيمها عبر إتفاقية أو معاهدة تحدد شكل العلاقة البروتوكولية بين البلدين, ريثما يحدث تحول كبيرما يسمح لنا بإعتبار نجد والحجاز دولة جارة وصديقة .
عندما تجتاز الدول والشعوب المحن والحروب وتخرج منتصرة تصبح أكثر عنفواناً وأكثر خبرة وأكثر ثقة بالنفس وأكثر قوة وهذا مايجب أن نؤمن به في سورية فصمودنا في هذه المحنة ( الحرب ) بين لنا مكامن قوتنا و أكد لنا كم نحن قادرين على الوقوف معتمدين على أنفسنا ( وعلى أصدقائنا المخلصين ) لذلك بعد نهاية الحرب (وكما يحصل بعد كل حرب) لابد من إعادة صياغه لقسم كبيرمن أفكارنا وسياساتنا فسورية الدولة العظمى القوية المنتصرة التي بيَّنت لها هذه المحنة أصدقائها وأعدائها يجب أن تعيد صياغة ودراسة بعض أفكارها وسياساتها مثل :
*مبادئها العربية (هل كل الدول العربية دول شقيقة مهما اقترفت بحقنا وهل رابطة الأخوة هذه لايحق لسورية كسرها بينما يحق ذلك لكل أشقاء سورية )
*أحمالها الثقيلة (هل يجب على سورية دعم كل حركة مقاومة بغض النظر عن مدى إخلاص وتعاون هذه الحركة مع سورية )
*إلتزاماتها التي فرضتها على نفسها ( هل على سورية حمل راية الوحدة العربية لوحدها مع ما يستتبع ذلك من تضحيات تفننت الدول العربية بإستغلالها دون أن تستفيد سورية شيئاً بالمقابل).
نار الحرب التي أحرقت الأبناء والبناء ستتبدل قريباً إلى نور الإنتصار الذي يجب أن يضيء على مبدأنا وتوجهنا الجديد : سورية أولاً .... وآخراً .
منفول
الجمل ـ بشار بشير: لم يسبق أن تصرف المجتمع الدولي والعربي تجاه دولة عربية ( أو غير عربية ) بمثل هذه العدائية والفظاظة والتحريض والتجاوز للأصول وللبروتوكولات وحتى للمنطق كما تصرف ويتصرف تجاه سورية .
خلال أيام في بداية الأزمة شاهدنا رؤساء وأمراء يتحولون من أقرب أصدقاء االرئاسة والدولة السورية إلى أعتى الأعداء وشاهدنا إعلاماً يسفح ماء وجهه بدون تردد أمام العالم كله كرمى ليكيد ( كذباً) لسورية وشاهدنا كيف تدب الروح في رمة الجامعة العربية فتطرد الدولة المؤسسة لها دون أن تدب الروح في الدول العربية الحاضرة لجلسة طرد سورية و تعترض بكلمة لا على الطرد وإنما أضعف الإيمان على تجاوز قوانين وأصول عمل الجامعة العربية (لا اطال الله بعمرها ولا يسر لها أمراً ولا سدد خطواتها). وشاهدنا كيف تتنازل الدولة الجارة تركيا عن كبريائها القومي الذي طالما فاخرت به لتتحول من دولة ذات تاريخ وأمجاد إلى تاجر بالة و رحبة لتسويق المسروقات طالما ان هذا التحول يضر سورية دولة وشعباً . وشاهدنا بأم العين كيف يتحول رئيس دولة مصر إلى مهرج "كراكوز" فيرمي مقام الرئاسة ويحمل علم عصابة يلوح ويكاد يرقص به لتأكيد معاداته لسورية ومحاولة منه ليغيظها ( هكذا يتصرف سخفاء المهرجين فلا تستغربوا).
والآن وقد دخل من أعداء سورية من دخل إلى عتمة النسيان. و أنكشفت عورة مواخير الإعلام التي ناصبت سورية العداء, وبعد أن عُزل "مالك" الجامعة العربية حمد الأول و"مديرها" حمد الثاني . وبعد أن انكفأت تركيا الإنكفاء الأول نتيجة إضطراباتها الداخلية الذي سيتبعه إنكفائها الكبير وتقوقعها وإنعزالها فهي قد خسرت بعد سقوط الأخوان في مصر مشروع قيادتها للشرق وربحت بدلاً عنه عداوة جيرانها المشرقيين سورية والعراق وكانت قبلها قد أيقنت (وايقنا ) أنها لن تدخل جنة الإتحاد الأوروبي بالإضافة لمشاكلها مع اليونان وقبرص وأرمينيا وغيرهم , وهكذا لن يتبقى لها إلا منفذ واحد ستحاول إعادة إحيائه وسنتكلم عنه بعد قليل.
وانتهت وصلة مهرج مصر ونزل عن المسرح لكننا لازلنا بإنتظار من سيصعد مكانه فحزب النور السلفي (نتيجة الأنوار السعودية التي تنيره ) يظن نفسه الأنسب لإنارة وإدارة مصر بعد الأخوان وهذا إن حصل سيجعلنا نترحم على مرسي وإخوانه .في خضم كل هذا أتساءل وتتسائلون ماذا سيكون موقف سورية من كل هذه الأطراف أو من بعضها ومن التطورات التي حصلت وتحصل . و لنطرح الأسئلة كل على حدة :
إذا جنحت قطر بأميرها الجديد لمهادنة سورية فهل سنعاود مد يد الأخوة لقطر ؟ لا اعرف ماهو رأي القيادة السورية ولا ماهو رأيكم لكن رأيي أن لاشيء يمكن أن يجمعنا مع هذه الدويلة مستقبلاً بإستثناء علاقة باردة هدفها الوحيد إجبارها على دفع تعويضات و"ديات" لسورية وأبنائها مرفقين مع الكثير من الإعتذارات التي لن نقبلها ولكن يجب على قطر التقدم بها كنوع من فعل الندامة أمام الدولة والشعب السوريين .
اما الجامعة العربية ( التي يبدوا أنها تريد البدء بمغازلة سورية ) فماذا إذا رجعت عن قرارها ودعت سورية لتعاود شغل مقعدها في الجامعة هل سنقول إن الجامعة هي بيت العرب وأننا لا يمكن أن نبقى بلا بيت وبلا سقف عربي لذلك سنعود لحضن الجامعة ( ولو كان بارداً )؟ لا أعرف رأي القيادة ولا رأيكم في مسألة العودة للجامعة العربية . ورأيي هو أن الجامعة لابيت ولا حيط ولا سقف ولا حتى جثة جامعة هي خيال أو سراب لم تستفد منه لا سورية ولا غيرها يوماً وإنجازها الوحيد كان الحقد على سورية والإنغماس في مؤامرة تدميرها وعندما وجدت أنها أصغر من هذا الدور وأي دور آخر ارتضت أن تكون مجرد مناكِفة للسوريين . فهل هذا العكاز الذي لم يسندنا في الماضي سيستطيع أن يسندنا اليوم وخاصة أنه انكسر وهم يضربوننا به فلم يعد نافعاً لا كسند ولا كمقرعة . فلتتجاهل سورية هذه الرمة ولتحاول إنشاء كيان آخر يضمها مع دول متجانسة متعاونة متقاربة تسند بعضها في السراء وفي الضراء بدل أن نعيش في وهم سقف الجامعة الذي سيظلّنا والذي تبين أنه مصمم لكي يقع على رأسنا ويكسره, و الحمد لله أننا نجونا برأس مشجوج بدل أن يكون مكسور ولا داعي لتجربة اخرى قد لا يحتملها رأسنا .
نصل لتركيا التي ستجد أنها أصبحت نتيجة سياسات ثنائيها ( أوغلو وتابعه قفة ) قابعة ضمن سور حديدي فأوروبا لن تقبلها, وآسيا بأوامر موسكو وبكين ( ونتيجة لعداوات تاريخية ) لن تسمح لها بالتمدد فيها و المشرق
العربي أقامت هي جداراً بينها وبينه حينما أحلت القطيعة مع سورية والعراق محل حسن الجوار. لن يبقى لتركيا إلا بوابة وحيدة في هذا الجدار ستحاول عاجلاً أو آجلاً فتحها هي سورية التي كانت وستبقى بوابة تركيا الوحيدة على عمقها الحقيقي ورغم كل ما حصل ستجد تركيا نفسها مجبرة على إعادة وصل ما أنقطع مع سورية وفي هذا بالواقع مصلحة لسورية أيضاً ولكن هذه المرة يجب الإستفادة من دروس الماضي فشكل العلاقة الجديد يجب أن تكون سورية صاحبة اليد العليا فيه والدلال الذي تمتعت به تركيا على حساب سورية (وبرضاها) سابقاً يجب أن ينقلب ليصبح دلال سوري على حساب تركيا, دلال يتمثل بحصص مائية أكبر و بإتفاقات إقتصادية تميل لصالح سورية و بأرباح متأتية من السماح لتركيا بالعبور ممن خلال البوابة السورية إلى المشرق العربي .
أما مصر وعلاقاتنا معها التي قاربت الستة آلاف سنة ( لعلها أقدم علاقات بالتاريخ بين دولتين ) تَحاربنا وتَحالفنا احتلونا واحتللناهم قامت علاقات وانقطعت علاقات فيما بيننا . ما يعني أن لافكاك من العلاقة مع مصر ولكن هذا لايعني أن لاقطيعة مع مصر أيضاً و هذا ما تحدده من طرف سورية المصالح السورية دون أي إعتبار آخر و أقرب مثال وحدة سورية القوتلي مع مصر عبد التاصر و قطيعة سورية حافظ الأسد مع مصر أنور السادات فالوحدة تمت بطلب سوري ونتيجة لمصالح سورية والقطيعة تمت بقرار سوري ونتيجة لمصالح سورية أساسها غيرة سورية على المصالح والحقوق العربية عامة .و اليوم لن يشذ عن الغد إن كانت مصر مع سورية وداعمة لها فأهلاً وسهلاً وإن كانت الباب الذي سيأتي منه الريح ... فالحل معروف ومجرب .
وأخيراً نصل للبنان والأردن والسعودية , أما لبنان والأردن فهم أجزاء من سورية جغرافياً وإجتماعياً ويجب أن يكونوا كذلك سياسياً وإقتصادياً ( خاصة إذا كان ما يحكى عن مكامن النفط والغاز في سورية صحيحاً ).
اما نجد والحجاز "السعودية " فما يهمنا منها هو علاقة سورية مع منطقة الحجاز نظراً لأهميتها وحتى قدسيتها للملايين من السوريين ولتاريخية العلاقة معها أما نجد فعلاقة سورية معها سطحية وهي حاولت مرة في التاريخ أن تأخذ دور الحجاز بالعلاقة مع سورية عبر محاولة طائشة لإحتلال الشام ( الجزء الجنوبي من سورية ) ورغم فشلها إلا أنها ما فتئت تعاود التجربة بمختلف الوسائل مسببة الكثير من الأضرار لسورية .
فلنتعلم مما جرى خلال المئة سنة الماضية التي تشكل فترة وجود السعودية والتي كانت بمعظمها فترة عداء لسورية لذلك علينا الآن أن نعتبر علاقاتنا مع السعودية هي علاقات دينية وإجتماعية فرضتها الظروف وأن نسعى لتنظيمها عبر إتفاقية أو معاهدة تحدد شكل العلاقة البروتوكولية بين البلدين, ريثما يحدث تحول كبيرما يسمح لنا بإعتبار نجد والحجاز دولة جارة وصديقة .
عندما تجتاز الدول والشعوب المحن والحروب وتخرج منتصرة تصبح أكثر عنفواناً وأكثر خبرة وأكثر ثقة بالنفس وأكثر قوة وهذا مايجب أن نؤمن به في سورية فصمودنا في هذه المحنة ( الحرب ) بين لنا مكامن قوتنا و أكد لنا كم نحن قادرين على الوقوف معتمدين على أنفسنا ( وعلى أصدقائنا المخلصين ) لذلك بعد نهاية الحرب (وكما يحصل بعد كل حرب) لابد من إعادة صياغه لقسم كبيرمن أفكارنا وسياساتنا فسورية الدولة العظمى القوية المنتصرة التي بيَّنت لها هذه المحنة أصدقائها وأعدائها يجب أن تعيد صياغة ودراسة بعض أفكارها وسياساتها مثل :
*مبادئها العربية (هل كل الدول العربية دول شقيقة مهما اقترفت بحقنا وهل رابطة الأخوة هذه لايحق لسورية كسرها بينما يحق ذلك لكل أشقاء سورية )
*أحمالها الثقيلة (هل يجب على سورية دعم كل حركة مقاومة بغض النظر عن مدى إخلاص وتعاون هذه الحركة مع سورية )
*إلتزاماتها التي فرضتها على نفسها ( هل على سورية حمل راية الوحدة العربية لوحدها مع ما يستتبع ذلك من تضحيات تفننت الدول العربية بإستغلالها دون أن تستفيد سورية شيئاً بالمقابل).
نار الحرب التي أحرقت الأبناء والبناء ستتبدل قريباً إلى نور الإنتصار الذي يجب أن يضيء على مبدأنا وتوجهنا الجديد : سورية أولاً .... وآخراً .
منفول
Comment