آفة إجتماعية مستحدثة، لكنها تعود بجذورها إلى العهد العثماني الذي أدخل هذه العادة "الجديدة" إلى بلادنا، تحت عنوان العادات والتقاليد التركية، لتصبح واحدة من ركائز عاداتنا و تراثنا "العربي" المستعمر، وبعد مرور أكثر من ألف عام على الإحتلال العثماني، إلا أنها ومن ضمن عادات سيئة كثيرة ما زالت وتزال تنتشر بقوة، تفتك في مجتمعنا وصحتنا.
النرجيلة، هذا المرض "المودرن " الذي يجتاح المجالس والمنازل وحتى مقاهي الجامعات وكذلك الأفراح، ولولا العيب لكنا وجدناه في مجالس العزاء و المناسبات الحزينة.
هذه الظاهرة لم يسلم منها أحد فقد طالت جميع الفئات الإجتماعية والعمرية لتستحوذ على أوقاتهم وعقولهم، فقد أثبت الطب أن للنرجيلة تأثيراً كبيراً وفتاكاً في الدماغ حيث يدمّر ويعطّل بعض الخلايا الدماغية، ويزيد من نسبة الشلل الدماغي بنسبة خمسين في المئة، وشأنها شأن التدخين، تؤثر النرجيلة على الجهاز العصبي نتيجة للإدمان كما تضعف القدرة الجنسية عند الرجال.
ولا يتوقف خطر النرجيلة على تلك الأمراض، فتتسبّب النرجيلة بسرطان الحلق والفم والمثانة كما يؤكد الدكتور أحمد الحصري، أخصائي في الأمراض الداخلية والأمراض الصدرية، مضيفاً أن نرجيلة واحدة تساوي علبة دخان، خاصة إذا تجاوز عدد ساعات تدخينها الأربع، كما أن احتراق تبغها يجعل قطرانها وأكسيده الأحادي يجتاحان الرئاتين ليدمراهما، وهذه النتائج الخطيرة ليست محصورة بالتنبك والعجمي كما هو شائع، فالمعسل له التأثيرات نفسها على اختلاف نكهاته، ولا يمكن الجزم بأن المعسل أقل ضرراً منهما فلم تتوصّل الدراسات لنتيجة حاسمة بشأن نسبة الضرر، لعدم المعرفة الدقيقة بمحتوى المعسل المصنّع من مواد كيماوية وما لها من تأثيرات خطرة على الصحة. هذا الخطر لا ينحصر في التبغ (الراس) وحده، بل ونجد في الماء أيضاً سموماً مسرطنة، تذوب بالدم بسرعة لتؤذي الجهاز العصبي والجهاز التنفسي، كما تؤثر النرجيلة على نمو الأجنة، وتتسبب بالتهاب الكبد، والأمراض الفطرية، وورم العينين، جرّاء امتصاص الجسم للمواد المضرة أثناء تدخينها. ذلك بالإضافة للبكتيريا الموجودة على ال"نربيش".
وفي حالات الحمل، يتسبب الدخان بالولادة المبكّرة ويولد الطفل نحيلاً، كما يزيد من نسبة الوفاة الفجائي عند الأطفال الرّضّع.
من أبرز المروّجين والمساهمين في نشر عادة التدخين، الشركات التجارية التي تبغي الربح المادي فتتوجّه إلى فئة المراهقين والشباب الذين يشكّلون النسبة الأكبر من بين المدخنين للنلرجيلة، حيث تشير الإحصاءات أن سبعين في المئة منهم قد بدؤوا بالإقبال عليها في أعمار صغيرة، وقبل بلوغهم الثامنة عشر، فتستغل شركات التبغ ذلك لتروّج لنماذج جديدة للنراجيل بنكهات وأشكال مختلفة لتجذب الشباب وتزيدهم تعلّقاً بعادتهم السيئة التي تدرّ على الشركة مزيداً من المال مصدره صحة الشباب وعقولهم.
ويلاحظ بالفترة الأخيرة إقبال النساء والفتيات بوتيرة متصاعدة على النرجيلة، إقبالاً كبيراً يفوق إقبال الرجال، فتجد الفتاة تمسك ب (نربيش) النرجيلة بكل ثقة وتنفخ الدخان من فمها برخاوة غير عابئة بالصورة الأنثوية لها، فيما يتفنّن الشباب و يتبارون بسحبة قوية أو نفخ الدخان بأساليب "فنية" جديدة.
بين التسلية و الولع:
هذا الإقبال غير المبرّر لا عقليا ولا صحياً وغير المقبول إجتماعياً، يعوزه الشباب (شباناً و فتيات) إلى كونه وسيلة لل"تنفيخ" على قاعدة "أنفخ عليها تنجلي"، غير مدركين لواقع أنها تجلي صحتهم وأياماً من عمرهم الذي يقصر مع كل "نفس" وكل "سحبة".
ويبرّرون أن فيها متعة ولذة يهربون عبرها من هموم الحياة والمعيشة للتنفيس عن الضغوطات اليومية،كما أنها سلوى لهم في السهرات، فيعتبر ر.م الذي يدخن رأسين، على الأقل خلال النهار، أن للنرجيلة طعماً لذيذاً يجعلك ترغب في "شربها"، فيما يجد م.ط فيها بديلاً عن الدخان فبعدما كان يستهلك علبة دخان في النهار وجد في رأس النرجيلة النتيجة ذاتها لكن بطعم ألذّ، فيما تجد و.ر في النرجيلة عادة مكتسبة أكثر منها إدماناً حيث تجلس لترتاح بعد يوم طويل لتسلّي نفسها بها وهي تجلس مع أصدقائها يتسامرون، فأصبحت النرجيلة "مازة " الجلسة. فيما يجد فيها البعض الآخر إثباتاً للرجولة متناسياً أنه "خاضع" للفافة أو زجاجة تتحكّم بمصيره ومزاجه وتسيطر على عقله وجسده.
إدمان و تمرّد على العادات و التقاليد:
هذا الإقبال الصارخ على النرجيلة، تعوزه الد.دولة خنافر، أستاذة في علم النفس، إلى شعور الفرد الذي يؤرجل باللّذة والسعادة ينسى معها همومه وتعب النهار ومشاكل الحياة فيتراىء له أنه يخرج ما بداخله بالدخان الخارج من فمه أو أنفه، محققاً السعادة الوهمية المؤقتة. وتفسّر أن التعلّق الشديد بالنرجيلة يعود إلى حالة فراغ يعيشها الشباب، وحالة من القلق الداخلي الدائم وعدم التوافق مع المحيط فيهرب الشباب من الواقع الذين يعيشونه إلى الإدمان على النرجيلة، كما يجد الشباب فيها إنقلاباً على العادات والتقاليد، على مبدأ أن كل ممنوع مرغوب، فهي من الممنوعات في أعرافنا الإجتماعية، ما يزيد من تعلّقهم بها لتصبح عادة نفسية لا يمكن الإستغناء عنها، فتصبح موضة إجتماعية لا تكتمل ال"قعدة" دونها.
إغتصاب الرئة:
الخطر الصحي لا يقتصر على المدخّن الفاعل، فالخطر يلحق بمن حوله أو بما يعرف بال"مدخّن السلبي" أو ال"مدخن اللا إرادي" وهو الإنسان الّذي يتنشق الدخان المتصاعد من فم زميله ليدخل رئته مغتصباً لها، ويسبب له الأمراض ذاتها وربما أشد، لاحتواء الهواء، بالإضافة إلى سموم الدخان والتبغ، سموماً أخرى في الهواء تمتزج معها لتكوّن مزيجاً فتاكاً من السموم المدمرة للرئة والصحة، مواد تؤثر على الأهداب في الغشاء المخاطي وخضاب الدم والجهاز التنفسي، كذلك هنالك خطر بنسبة 72% على قلب "المدخّن السلبي" وإصابته بجلطة أو ذبحة قلبية. ومن أكثر الأشخاص عرضةً للتأثيرات السلبية جراء التدخين اللاإرادي الذي يهدّد حياتهم هم لأطفال، لاسيما الأطفال الذين ينشؤون في منازل مدخّنين سواء من النرجيلة أو غيرها، ما يتسبب لهم بأعراض ومشاكل صحية في جهازهم التنفسي على وجه التحديد .
والنرجيلة هي عادة مكتسبة من إستعمار كان له أن يؤذينا بشتى الطرق، وبالرغم من رحيله عنا إلا أنه ترك خلفه أسلوباً ووسيلة "مستدامة" للتدمير الصحي والنفسي والعقلي، تحت شعار الإسترخاء والتنفيس النفسي، فهل يدرك شبابنا مدى خطورة هذا الواقع المفروض عليهم؟ وإذا كان لا بد لهم أن يملأوا فراغ أيامهم بما يسلّيهم ويرفّه عنهم تخفيفاً للتوتر والضغط النفسي الحياتي، فلا أنسب من الرياضة لتحقيق ذلك.
النرجيلة، هذا المرض "المودرن " الذي يجتاح المجالس والمنازل وحتى مقاهي الجامعات وكذلك الأفراح، ولولا العيب لكنا وجدناه في مجالس العزاء و المناسبات الحزينة.
هذه الظاهرة لم يسلم منها أحد فقد طالت جميع الفئات الإجتماعية والعمرية لتستحوذ على أوقاتهم وعقولهم، فقد أثبت الطب أن للنرجيلة تأثيراً كبيراً وفتاكاً في الدماغ حيث يدمّر ويعطّل بعض الخلايا الدماغية، ويزيد من نسبة الشلل الدماغي بنسبة خمسين في المئة، وشأنها شأن التدخين، تؤثر النرجيلة على الجهاز العصبي نتيجة للإدمان كما تضعف القدرة الجنسية عند الرجال.
ولا يتوقف خطر النرجيلة على تلك الأمراض، فتتسبّب النرجيلة بسرطان الحلق والفم والمثانة كما يؤكد الدكتور أحمد الحصري، أخصائي في الأمراض الداخلية والأمراض الصدرية، مضيفاً أن نرجيلة واحدة تساوي علبة دخان، خاصة إذا تجاوز عدد ساعات تدخينها الأربع، كما أن احتراق تبغها يجعل قطرانها وأكسيده الأحادي يجتاحان الرئاتين ليدمراهما، وهذه النتائج الخطيرة ليست محصورة بالتنبك والعجمي كما هو شائع، فالمعسل له التأثيرات نفسها على اختلاف نكهاته، ولا يمكن الجزم بأن المعسل أقل ضرراً منهما فلم تتوصّل الدراسات لنتيجة حاسمة بشأن نسبة الضرر، لعدم المعرفة الدقيقة بمحتوى المعسل المصنّع من مواد كيماوية وما لها من تأثيرات خطرة على الصحة. هذا الخطر لا ينحصر في التبغ (الراس) وحده، بل ونجد في الماء أيضاً سموماً مسرطنة، تذوب بالدم بسرعة لتؤذي الجهاز العصبي والجهاز التنفسي، كما تؤثر النرجيلة على نمو الأجنة، وتتسبب بالتهاب الكبد، والأمراض الفطرية، وورم العينين، جرّاء امتصاص الجسم للمواد المضرة أثناء تدخينها. ذلك بالإضافة للبكتيريا الموجودة على ال"نربيش".
وفي حالات الحمل، يتسبب الدخان بالولادة المبكّرة ويولد الطفل نحيلاً، كما يزيد من نسبة الوفاة الفجائي عند الأطفال الرّضّع.
من أبرز المروّجين والمساهمين في نشر عادة التدخين، الشركات التجارية التي تبغي الربح المادي فتتوجّه إلى فئة المراهقين والشباب الذين يشكّلون النسبة الأكبر من بين المدخنين للنلرجيلة، حيث تشير الإحصاءات أن سبعين في المئة منهم قد بدؤوا بالإقبال عليها في أعمار صغيرة، وقبل بلوغهم الثامنة عشر، فتستغل شركات التبغ ذلك لتروّج لنماذج جديدة للنراجيل بنكهات وأشكال مختلفة لتجذب الشباب وتزيدهم تعلّقاً بعادتهم السيئة التي تدرّ على الشركة مزيداً من المال مصدره صحة الشباب وعقولهم.
ويلاحظ بالفترة الأخيرة إقبال النساء والفتيات بوتيرة متصاعدة على النرجيلة، إقبالاً كبيراً يفوق إقبال الرجال، فتجد الفتاة تمسك ب (نربيش) النرجيلة بكل ثقة وتنفخ الدخان من فمها برخاوة غير عابئة بالصورة الأنثوية لها، فيما يتفنّن الشباب و يتبارون بسحبة قوية أو نفخ الدخان بأساليب "فنية" جديدة.
بين التسلية و الولع:
هذا الإقبال غير المبرّر لا عقليا ولا صحياً وغير المقبول إجتماعياً، يعوزه الشباب (شباناً و فتيات) إلى كونه وسيلة لل"تنفيخ" على قاعدة "أنفخ عليها تنجلي"، غير مدركين لواقع أنها تجلي صحتهم وأياماً من عمرهم الذي يقصر مع كل "نفس" وكل "سحبة".
ويبرّرون أن فيها متعة ولذة يهربون عبرها من هموم الحياة والمعيشة للتنفيس عن الضغوطات اليومية،كما أنها سلوى لهم في السهرات، فيعتبر ر.م الذي يدخن رأسين، على الأقل خلال النهار، أن للنرجيلة طعماً لذيذاً يجعلك ترغب في "شربها"، فيما يجد م.ط فيها بديلاً عن الدخان فبعدما كان يستهلك علبة دخان في النهار وجد في رأس النرجيلة النتيجة ذاتها لكن بطعم ألذّ، فيما تجد و.ر في النرجيلة عادة مكتسبة أكثر منها إدماناً حيث تجلس لترتاح بعد يوم طويل لتسلّي نفسها بها وهي تجلس مع أصدقائها يتسامرون، فأصبحت النرجيلة "مازة " الجلسة. فيما يجد فيها البعض الآخر إثباتاً للرجولة متناسياً أنه "خاضع" للفافة أو زجاجة تتحكّم بمصيره ومزاجه وتسيطر على عقله وجسده.
إدمان و تمرّد على العادات و التقاليد:
هذا الإقبال الصارخ على النرجيلة، تعوزه الد.دولة خنافر، أستاذة في علم النفس، إلى شعور الفرد الذي يؤرجل باللّذة والسعادة ينسى معها همومه وتعب النهار ومشاكل الحياة فيتراىء له أنه يخرج ما بداخله بالدخان الخارج من فمه أو أنفه، محققاً السعادة الوهمية المؤقتة. وتفسّر أن التعلّق الشديد بالنرجيلة يعود إلى حالة فراغ يعيشها الشباب، وحالة من القلق الداخلي الدائم وعدم التوافق مع المحيط فيهرب الشباب من الواقع الذين يعيشونه إلى الإدمان على النرجيلة، كما يجد الشباب فيها إنقلاباً على العادات والتقاليد، على مبدأ أن كل ممنوع مرغوب، فهي من الممنوعات في أعرافنا الإجتماعية، ما يزيد من تعلّقهم بها لتصبح عادة نفسية لا يمكن الإستغناء عنها، فتصبح موضة إجتماعية لا تكتمل ال"قعدة" دونها.
إغتصاب الرئة:
الخطر الصحي لا يقتصر على المدخّن الفاعل، فالخطر يلحق بمن حوله أو بما يعرف بال"مدخّن السلبي" أو ال"مدخن اللا إرادي" وهو الإنسان الّذي يتنشق الدخان المتصاعد من فم زميله ليدخل رئته مغتصباً لها، ويسبب له الأمراض ذاتها وربما أشد، لاحتواء الهواء، بالإضافة إلى سموم الدخان والتبغ، سموماً أخرى في الهواء تمتزج معها لتكوّن مزيجاً فتاكاً من السموم المدمرة للرئة والصحة، مواد تؤثر على الأهداب في الغشاء المخاطي وخضاب الدم والجهاز التنفسي، كذلك هنالك خطر بنسبة 72% على قلب "المدخّن السلبي" وإصابته بجلطة أو ذبحة قلبية. ومن أكثر الأشخاص عرضةً للتأثيرات السلبية جراء التدخين اللاإرادي الذي يهدّد حياتهم هم لأطفال، لاسيما الأطفال الذين ينشؤون في منازل مدخّنين سواء من النرجيلة أو غيرها، ما يتسبب لهم بأعراض ومشاكل صحية في جهازهم التنفسي على وجه التحديد .
والنرجيلة هي عادة مكتسبة من إستعمار كان له أن يؤذينا بشتى الطرق، وبالرغم من رحيله عنا إلا أنه ترك خلفه أسلوباً ووسيلة "مستدامة" للتدمير الصحي والنفسي والعقلي، تحت شعار الإسترخاء والتنفيس النفسي، فهل يدرك شبابنا مدى خطورة هذا الواقع المفروض عليهم؟ وإذا كان لا بد لهم أن يملأوا فراغ أيامهم بما يسلّيهم ويرفّه عنهم تخفيفاً للتوتر والضغط النفسي الحياتي، فلا أنسب من الرياضة لتحقيق ذلك.
Comment