حذار الفخ التركي!
أشار وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في حوار أجراه مع صحيفة "حرييت" التركية قبل أيام في بروكسل الى "
...خطوات محددة تهدف الى اعطاء تركيا
ضمانة من اجل حماية امن المسيحيين في سوريا وذلك لمنع حصول صدام مذهبي حسب وصفة ...".
وفي خبر آخر نشرته احدى الصحف اللبنانية المهمة، قرأنا " ان تركيا ستدعم الحركات العربية السائرة باتجاه الديمقراطية من خلال تقديم خطة لحماية الاقليات في المنطقة،
وستركز الخطة على مسيحيي العراق وسوريا ولبنان ومصر..."
موقفان مهمان في أقل من اسبوع يصدران عن تركيا، التي تعبر فيهما عن قلقها تجاه أوضاع الاقليات وخاصة أوضاع المسيحيين في المنطقة، وها هي تعد العدة لنجدتهم!!
واذا كانت الذاكرة العربية للاسف قد بدأت تضعف مع عامل الزمن،
فان الذاكرة الارمنية مازالت حية وهي تحتفظ لنفسها حق تذكير الشعوب العربية بالتاريخ البعيد-القريب، وبالارث البالي الذي خلفته الامبراطورية العثمانية بعد اسعبادها لشعوب المنطقة فترة اربعة قرون .
وهذا أقل ما يمكن ان يقدمه الارمن في الشرق كعربون شكر ووفاء للشعوب التي استضافتها عندما لجأت اليها هربا من البطش التركي ،
وانطلاقا من روابط الاخوة والصداقة والمصير المشترك الذي يربط الشعبين في العالم العربي.
لذا اسمحوا لي ان أنعش هذه الذاكرة وذلك بأن أعود بكم الى فترة تاريخية مهمة في مسار تكوين الدولة التركية الحديثة
(الوريثة الشرعية للامبراطورية العثمانية بحسب القانون الدولي)
التي قامت على أنقاض الابادة الجماعية الارمنية، والمجازر التي ارتكبت بحق الرعايا العثمانيين من السريان والاشوريين واليونانيين.
اثر انتهاء الحرب العالمية الاولى وبعد أن أنهى الاتراك مخططهم بافناء الارمن
( وكان عددهم يقارب المليوني ارمني)
المتواجدين في الاناضول ، واخلاء أراضيهم وتدمير ارثهم الثقافي وفرض التهجير القسري عليهم في ظروف وحشية غير انسانية استمرت حتى العام 1930، تم توقيع معاهدة سيفر في 10 آب 1920 التي بموجبها تم الاعتراف بأرمينيا المستقلة.
ولكن مع قيام تركيا الحديثة بزعامة مصطفى اتاتورك والتنافس بين الحلفاء ، لم تنفذ المعاهدة المذكورة وتلتها معاهدة "لوزان" في 24 تموز 1923 والتي وقعت عليها تركيا.
ونصت معاهدة لوزان على ان تلتزم تركيا باعتبار الشروط الواردة في المواد من 38 الى 44 قوانين أساسية تمنح بموجبها تركيا الاقليات الدينية وضعا خاصا وشددت على حماية مؤسساتهم من مدارس ومعابد ومستشفيات دون تمييز في المولد أو الجنسية أو العرق أو الدين.
كما نصت المادة 22 من القوانين واللوائح
( الصادرة في 10 حزيران 1915)
الخاصة بترحيل الارمن في الامبراطورية العثمانية، صراحة على اعادة الاملاك المصادرة او ما يعادل قيمتها الى اصحابها الشرعيين.
وكذلك نصت المادتان 3 و6 من القوانين واللوائح نفسها على ضرورة اعادة جميع الاوقاف العائدة للكنائس والاديرة الى الارمن..
أين ذهبت الاملاك والاوقاف العائدة للكنائس والاديرة التابعة للمسيحيين في تركيا؟
ماذا فعلتم بالارث الثقافي الذي يدل على الوجود الارمني التاريخي في تلك المنطقة ؟
كم يناهز عدد الارمن واليونانيين اليوم في اسطنبول؟
اين اصبحت القرى والمدن التي تدل على الحضارة المدنية الارمنية؟
وأخيرا وليس آخرا لماذا أجبر آلاف الارمن الموجودون حاليا في تركيا الى تغيير ديانتهم المسيحية واخفاء هويتهم الحقيقة؟ لماذا ولماذا ولماذا ....
أسئلة يجب ان تجيب عليها تركيا وعلى رأسها أحمد داوود أوغلو قبل ان يخطط لنجدة مسيحيي الشرق في سوريا والعراق ولبنان ومصر، وقبل ان يسدي النصائح للعرب في الحقوق والحريات والديمقراطية والمذهبية...
واذا كانت تركيا قد نسيت، فانه من واجبنا ان نذكرها بتاريخها المثقل بجرائم الابادة والقتل والتهجير بحق الاقليات المسيحية والمسلمة الموجودة على ارضها اليوم.
قبل أيام مررت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي مشروع قرار يدعو الحكومة التركية الى حماية الارث المسيحي واعادة الاملاك الكنسية المصادرة ووقف كل انواع التمييز الديني.
وتحاول تركيا اليوم استخدام ثقلها الدبلوماسي والسياسي لمنع تمرير مشروع قرار سوف يعرض على الجمعية الوطنية الفرنسية يجرم الابادة الارمنية التي وقعت في تركيا بين عامي 1915-1923.
* المديرة التنفيذية للهيئة الوطنية الارمنية-الشرق الاوسط
أشار وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في حوار أجراه مع صحيفة "حرييت" التركية قبل أيام في بروكسل الى "
...خطوات محددة تهدف الى اعطاء تركيا
ضمانة من اجل حماية امن المسيحيين في سوريا وذلك لمنع حصول صدام مذهبي حسب وصفة ...".
وفي خبر آخر نشرته احدى الصحف اللبنانية المهمة، قرأنا " ان تركيا ستدعم الحركات العربية السائرة باتجاه الديمقراطية من خلال تقديم خطة لحماية الاقليات في المنطقة،
وستركز الخطة على مسيحيي العراق وسوريا ولبنان ومصر..."
موقفان مهمان في أقل من اسبوع يصدران عن تركيا، التي تعبر فيهما عن قلقها تجاه أوضاع الاقليات وخاصة أوضاع المسيحيين في المنطقة، وها هي تعد العدة لنجدتهم!!
واذا كانت الذاكرة العربية للاسف قد بدأت تضعف مع عامل الزمن،
فان الذاكرة الارمنية مازالت حية وهي تحتفظ لنفسها حق تذكير الشعوب العربية بالتاريخ البعيد-القريب، وبالارث البالي الذي خلفته الامبراطورية العثمانية بعد اسعبادها لشعوب المنطقة فترة اربعة قرون .
وهذا أقل ما يمكن ان يقدمه الارمن في الشرق كعربون شكر ووفاء للشعوب التي استضافتها عندما لجأت اليها هربا من البطش التركي ،
وانطلاقا من روابط الاخوة والصداقة والمصير المشترك الذي يربط الشعبين في العالم العربي.
لذا اسمحوا لي ان أنعش هذه الذاكرة وذلك بأن أعود بكم الى فترة تاريخية مهمة في مسار تكوين الدولة التركية الحديثة
(الوريثة الشرعية للامبراطورية العثمانية بحسب القانون الدولي)
التي قامت على أنقاض الابادة الجماعية الارمنية، والمجازر التي ارتكبت بحق الرعايا العثمانيين من السريان والاشوريين واليونانيين.
اثر انتهاء الحرب العالمية الاولى وبعد أن أنهى الاتراك مخططهم بافناء الارمن
( وكان عددهم يقارب المليوني ارمني)
المتواجدين في الاناضول ، واخلاء أراضيهم وتدمير ارثهم الثقافي وفرض التهجير القسري عليهم في ظروف وحشية غير انسانية استمرت حتى العام 1930، تم توقيع معاهدة سيفر في 10 آب 1920 التي بموجبها تم الاعتراف بأرمينيا المستقلة.
ولكن مع قيام تركيا الحديثة بزعامة مصطفى اتاتورك والتنافس بين الحلفاء ، لم تنفذ المعاهدة المذكورة وتلتها معاهدة "لوزان" في 24 تموز 1923 والتي وقعت عليها تركيا.
ونصت معاهدة لوزان على ان تلتزم تركيا باعتبار الشروط الواردة في المواد من 38 الى 44 قوانين أساسية تمنح بموجبها تركيا الاقليات الدينية وضعا خاصا وشددت على حماية مؤسساتهم من مدارس ومعابد ومستشفيات دون تمييز في المولد أو الجنسية أو العرق أو الدين.
كما نصت المادة 22 من القوانين واللوائح
( الصادرة في 10 حزيران 1915)
الخاصة بترحيل الارمن في الامبراطورية العثمانية، صراحة على اعادة الاملاك المصادرة او ما يعادل قيمتها الى اصحابها الشرعيين.
وكذلك نصت المادتان 3 و6 من القوانين واللوائح نفسها على ضرورة اعادة جميع الاوقاف العائدة للكنائس والاديرة الى الارمن..
أين ذهبت الاملاك والاوقاف العائدة للكنائس والاديرة التابعة للمسيحيين في تركيا؟
ماذا فعلتم بالارث الثقافي الذي يدل على الوجود الارمني التاريخي في تلك المنطقة ؟
كم يناهز عدد الارمن واليونانيين اليوم في اسطنبول؟
اين اصبحت القرى والمدن التي تدل على الحضارة المدنية الارمنية؟
وأخيرا وليس آخرا لماذا أجبر آلاف الارمن الموجودون حاليا في تركيا الى تغيير ديانتهم المسيحية واخفاء هويتهم الحقيقة؟ لماذا ولماذا ولماذا ....
أسئلة يجب ان تجيب عليها تركيا وعلى رأسها أحمد داوود أوغلو قبل ان يخطط لنجدة مسيحيي الشرق في سوريا والعراق ولبنان ومصر، وقبل ان يسدي النصائح للعرب في الحقوق والحريات والديمقراطية والمذهبية...
واذا كانت تركيا قد نسيت، فانه من واجبنا ان نذكرها بتاريخها المثقل بجرائم الابادة والقتل والتهجير بحق الاقليات المسيحية والمسلمة الموجودة على ارضها اليوم.
قبل أيام مررت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي مشروع قرار يدعو الحكومة التركية الى حماية الارث المسيحي واعادة الاملاك الكنسية المصادرة ووقف كل انواع التمييز الديني.
وتحاول تركيا اليوم استخدام ثقلها الدبلوماسي والسياسي لمنع تمرير مشروع قرار سوف يعرض على الجمعية الوطنية الفرنسية يجرم الابادة الارمنية التي وقعت في تركيا بين عامي 1915-1923.
* المديرة التنفيذية للهيئة الوطنية الارمنية-الشرق الاوسط
Comment