منذ تأسيسها وقناة الجزيرة ترفع شعار "الرأي والرأي الآخر" في محاولة لاقناع المشاهدين بحياديتها، مهنيتها ومصداقيتها كون تلك الصفات هي الأسس لنجاح كل وسيلة اعلام تصبو للنجاح والانتشار والتأثير في الرأي العام، ومن اجل تحقيق اهدافها تلك اخذت القناة ببث البرامج الحوارية والنشرات المفتوحة وبدأت باستقطاب المحللين والمعلقين والمفكرين من جميع اصقاع الارض لتنقل للمشاهدين الرأي والرأي الآخر.
تطورت القناة وبدأت تكتسب اهتماما عالميا اثناء الحرب على افغانستان، حيث كانت القناة الوحيدة التي تغطي الاحداث ببث مباشر من هناك، واصبحت شبكة من القنوات تبث باللغة العربية والانجليزية وتعددت قنواتها (الوثائقية والمباشر والرياضية والاطفال)، هذا بالاضافة لموقعها على الشبكة العنكبوتية، حتى باتت طواقم العاملين فيها من مقدمي برامج ومراسلين وفنيين تعد بالمئات.
كان للاحداث التي تمر بها بعض الدول العربية في الاشهر الاخيرة أكبر الأثر على وسائل الاعلام العالمية عامة والعربية خاصة، وقد فوجئت وسائل الاعلام من بداية الاحداث حيث لم تكن مستعدة بعد لمواكبتها، ومع تصاعد وتيرة الاحداث بدأت وسائل الاعلام تفرد مساحة من بثها في محاولة لركوب الموجة، حتى غدت بعضها كمن تريد الامساك بزمام الامور وتوجيه الاحداث، فهل استطاعت قناة الجزيرة في خضم الاحداث ان تحافظ على حياديتها، مهنيتها ومصداقيتها؟
في ندوة اقيمت في مدينة حيفا نهاية شهر ايلول الماضي تحت عنوان "دور الاعلام في الثورات العربية " قال مدير مكتب الجزيرة في فلسطين، الاعلامي وليد العمري ان لكل وسيلة اعلام اجندتها، ولا يعقل ان تكون وسيلة اعلام بحجم الجزيرة من دون اجندة، وان كل وسيلة اعلام بحاجة لممول خاصة في ايامنا هذه حيث ان الاعلانات لا تسد حاجة القناة المادية، لذلك يقوم امير دولة قطر بتمويل القناة ودفع رواتب الموظفين.
نفهم من كلام العمري ان الكلمة الفصل هي لامير قطر ذلك لانه هو صاحب المال وان اجندة الجزيرة من اجندته، يبقى السؤال: ما هي اجندة امير قطر لنعرف اجندة قناة الجزيرة. ما لا شك فيه ان للقناة اجندة، واجندتها تلك جعلتها تتخذ موقفا من كل ما يجري، وعندما تكون صاحب موقف وصاحب رأي فانك تحارب الرأي الآخر وتفقد حياديتك.
في سياق الندوة تطرق العمري للتصوير باجهزة الهواتف النقالة وبث الصور عير شاشات التلفزيون، فقال ان بامكانه تصوير بعض الحضور في القاعة عبر جهاز الهاتف النقال ومن ثم يقوم ببث الصور على انها التقطت في مدينة اخرى من دون ان يستطيع احد ان يتعرف على المكان، بالمقابل اذا ما تم التصوير بكاميرا تلفزيونية فانك لا تستطيع الادعاء على ان الصورة التقطت في غير مكانها.
مرة اخرى نفهم من كلام العمري، وهو الخبير الاعلامي، ان ما تبثه قناة الجزيرة من افلام التقطت عبر الهواتف النقالة وتخبرنا ان تلك اللقطات هي لمظاهرات في مدينة ما، تكون قد التقطت في مكان آخر خاصة وانها غير معروفة المصدر، فهي على النقيض تماما للتقرير الذي يصوره ويبثه المراسل التلفزيوني حيث عليه ان يتبع اسس المهنية في تحضير تقريره، اما التقارير التي تصلنا عبر الهواتف النقالة فلا تملك من المهنية شيئًا، يبقى على المشاهد المتابع لنشرات الاخبار على قناة الجزيرة ان يحصي عدد التقارير المنقولة عبر الهواتف النقالة لكي يدرك مدى المهنية في تلك النشرة والفبركات التي تقوم بها والتي كان آخرها قصة زينب الحصني.
لقد كتب احد اشهر مقدمي البرامج في قناة الجزيرة فيصل القاسم مقالة في نيسان 2008 تحت عنوان "لا مكان للمتفلسفين على شاشة التلفزيون! " هاجم فيها عبر صفحات صحيفة "الشرق" الالكترونية بعض الشخصيات العربية من سياسيين ومفكرين واصفا اياهم بالمتثاقفين والعلاكين والمفكرجية.
ابتدأ القاسم مقالته بالتالي "ابتليت الساحة الإعلامية العربية بثلة من "المفكـّرجية»" والمتفلسفين والمتسلقين والمنظّرين والمتثاقفين العلاكين الذين لم يعد لهم في هذه الأيام سوى محاربة الإعلام السياسي الجماهيري في السر والعلن، وشيطنته، وتسخيفه، والتحريض بطرق رخيصة ومكشوفة، على نجومه، وضيوفه وأساليبه، والدعوة إلى اقتلاعه من جذوره، كي تخلو لهم الساحة وحدهم دون غيرهم (قدّس الله سرّهم) ليتحفونا بنظرياتهم "الفلسفجية، الفكرجية" في السياسة والاجتماع و"البتاع"".
ويتابع "أحيانا ينتابني شعور بالضحك المجلجل وأنا أرى أستاذ فلسفة لا يستطيع أن يؤدي دوره في قاعات المحاضرات بالجامعات لشدة بؤسه الأكاديمي وطريقته المملة، وفوقيته المقيتة، وجفاف أسلوبه، وخلوه من أي إحساس وروح، وهو يتفلسف علينا من على شاشات التلفزيون حول مختلف القضايا الفكرية، والسياسية، المحلية، والإسرائيلية، واللاتينية، والأمريكية، والبدوية، والهيغلية، والعسكرية، و"الشنكليشية".
ثم يضيف "وكي لا نذهب بعيدا، هناك بعض الأشخاص الذين يظهرون على الشاشات العربية بصفتهم "مفكرين كبارا" "عمـّال على بطـّال"، فلا تفتح قناة إلا ويظهرون في وجهك، كما يظهر الممثل المصري حسن مصطفى في الأفلام المصرية "
ويختم القاسم مقالته " إن الكلام أعلاه يخص فقط رهط "المفكرجيين" و"الفلسفجيين" المرضى، الذين نتوسل إليهم أن يلتزموا أماكنهم، وأن يتوقفوا عن إقحام أنوفهم فيما لا يعنيهم، وأن يتعلموا أن ما يصلح لمخاطبة بعض المريدين والأتباع والأزلام داخل الغرف المغلقة، لا يصلح أبدا للاتصال والتواصل الإعلامي مع الجماهير العريضة بأطيافها المختلفة، هذا إذا كانت حملتهم ضد الإعلام الجماهيري صادقة أصلاً ".
القاسم يصف هؤلاء السياسيين والمفكرين، الذين لم تعد اسماؤهم تخفى على احد، بهذه الصفات ويعلم بأنهم يثيرون الضحك وانهم مرضى ومن اصحاب الغرف المغلقة، ويعلم اليوم ايضا ان قناة الجزيرة قامت بتجنيد كل هؤلاء كمحللين ومفكرين ومتابعين للثورات العربية لهم اجندة كأجندتها، وإن كانوا بلا مصداقية فقد نقلوا عدم مصداقيتهم الى الجزيرة التي اصبحت بلا حيادية ولا مهنية وبلا مصداقية ليبقى الشعار "الرأي والرأي الآخر" حبرا على ورق وشعارا خاويا بلا معنى.
تطورت القناة وبدأت تكتسب اهتماما عالميا اثناء الحرب على افغانستان، حيث كانت القناة الوحيدة التي تغطي الاحداث ببث مباشر من هناك، واصبحت شبكة من القنوات تبث باللغة العربية والانجليزية وتعددت قنواتها (الوثائقية والمباشر والرياضية والاطفال)، هذا بالاضافة لموقعها على الشبكة العنكبوتية، حتى باتت طواقم العاملين فيها من مقدمي برامج ومراسلين وفنيين تعد بالمئات.
كان للاحداث التي تمر بها بعض الدول العربية في الاشهر الاخيرة أكبر الأثر على وسائل الاعلام العالمية عامة والعربية خاصة، وقد فوجئت وسائل الاعلام من بداية الاحداث حيث لم تكن مستعدة بعد لمواكبتها، ومع تصاعد وتيرة الاحداث بدأت وسائل الاعلام تفرد مساحة من بثها في محاولة لركوب الموجة، حتى غدت بعضها كمن تريد الامساك بزمام الامور وتوجيه الاحداث، فهل استطاعت قناة الجزيرة في خضم الاحداث ان تحافظ على حياديتها، مهنيتها ومصداقيتها؟
في ندوة اقيمت في مدينة حيفا نهاية شهر ايلول الماضي تحت عنوان "دور الاعلام في الثورات العربية " قال مدير مكتب الجزيرة في فلسطين، الاعلامي وليد العمري ان لكل وسيلة اعلام اجندتها، ولا يعقل ان تكون وسيلة اعلام بحجم الجزيرة من دون اجندة، وان كل وسيلة اعلام بحاجة لممول خاصة في ايامنا هذه حيث ان الاعلانات لا تسد حاجة القناة المادية، لذلك يقوم امير دولة قطر بتمويل القناة ودفع رواتب الموظفين.
نفهم من كلام العمري ان الكلمة الفصل هي لامير قطر ذلك لانه هو صاحب المال وان اجندة الجزيرة من اجندته، يبقى السؤال: ما هي اجندة امير قطر لنعرف اجندة قناة الجزيرة. ما لا شك فيه ان للقناة اجندة، واجندتها تلك جعلتها تتخذ موقفا من كل ما يجري، وعندما تكون صاحب موقف وصاحب رأي فانك تحارب الرأي الآخر وتفقد حياديتك.
في سياق الندوة تطرق العمري للتصوير باجهزة الهواتف النقالة وبث الصور عير شاشات التلفزيون، فقال ان بامكانه تصوير بعض الحضور في القاعة عبر جهاز الهاتف النقال ومن ثم يقوم ببث الصور على انها التقطت في مدينة اخرى من دون ان يستطيع احد ان يتعرف على المكان، بالمقابل اذا ما تم التصوير بكاميرا تلفزيونية فانك لا تستطيع الادعاء على ان الصورة التقطت في غير مكانها.
مرة اخرى نفهم من كلام العمري، وهو الخبير الاعلامي، ان ما تبثه قناة الجزيرة من افلام التقطت عبر الهواتف النقالة وتخبرنا ان تلك اللقطات هي لمظاهرات في مدينة ما، تكون قد التقطت في مكان آخر خاصة وانها غير معروفة المصدر، فهي على النقيض تماما للتقرير الذي يصوره ويبثه المراسل التلفزيوني حيث عليه ان يتبع اسس المهنية في تحضير تقريره، اما التقارير التي تصلنا عبر الهواتف النقالة فلا تملك من المهنية شيئًا، يبقى على المشاهد المتابع لنشرات الاخبار على قناة الجزيرة ان يحصي عدد التقارير المنقولة عبر الهواتف النقالة لكي يدرك مدى المهنية في تلك النشرة والفبركات التي تقوم بها والتي كان آخرها قصة زينب الحصني.
لقد كتب احد اشهر مقدمي البرامج في قناة الجزيرة فيصل القاسم مقالة في نيسان 2008 تحت عنوان "لا مكان للمتفلسفين على شاشة التلفزيون! " هاجم فيها عبر صفحات صحيفة "الشرق" الالكترونية بعض الشخصيات العربية من سياسيين ومفكرين واصفا اياهم بالمتثاقفين والعلاكين والمفكرجية.
ابتدأ القاسم مقالته بالتالي "ابتليت الساحة الإعلامية العربية بثلة من "المفكـّرجية»" والمتفلسفين والمتسلقين والمنظّرين والمتثاقفين العلاكين الذين لم يعد لهم في هذه الأيام سوى محاربة الإعلام السياسي الجماهيري في السر والعلن، وشيطنته، وتسخيفه، والتحريض بطرق رخيصة ومكشوفة، على نجومه، وضيوفه وأساليبه، والدعوة إلى اقتلاعه من جذوره، كي تخلو لهم الساحة وحدهم دون غيرهم (قدّس الله سرّهم) ليتحفونا بنظرياتهم "الفلسفجية، الفكرجية" في السياسة والاجتماع و"البتاع"".
ويتابع "أحيانا ينتابني شعور بالضحك المجلجل وأنا أرى أستاذ فلسفة لا يستطيع أن يؤدي دوره في قاعات المحاضرات بالجامعات لشدة بؤسه الأكاديمي وطريقته المملة، وفوقيته المقيتة، وجفاف أسلوبه، وخلوه من أي إحساس وروح، وهو يتفلسف علينا من على شاشات التلفزيون حول مختلف القضايا الفكرية، والسياسية، المحلية، والإسرائيلية، واللاتينية، والأمريكية، والبدوية، والهيغلية، والعسكرية، و"الشنكليشية".
ثم يضيف "وكي لا نذهب بعيدا، هناك بعض الأشخاص الذين يظهرون على الشاشات العربية بصفتهم "مفكرين كبارا" "عمـّال على بطـّال"، فلا تفتح قناة إلا ويظهرون في وجهك، كما يظهر الممثل المصري حسن مصطفى في الأفلام المصرية "
ويختم القاسم مقالته " إن الكلام أعلاه يخص فقط رهط "المفكرجيين" و"الفلسفجيين" المرضى، الذين نتوسل إليهم أن يلتزموا أماكنهم، وأن يتوقفوا عن إقحام أنوفهم فيما لا يعنيهم، وأن يتعلموا أن ما يصلح لمخاطبة بعض المريدين والأتباع والأزلام داخل الغرف المغلقة، لا يصلح أبدا للاتصال والتواصل الإعلامي مع الجماهير العريضة بأطيافها المختلفة، هذا إذا كانت حملتهم ضد الإعلام الجماهيري صادقة أصلاً ".
القاسم يصف هؤلاء السياسيين والمفكرين، الذين لم تعد اسماؤهم تخفى على احد، بهذه الصفات ويعلم بأنهم يثيرون الضحك وانهم مرضى ومن اصحاب الغرف المغلقة، ويعلم اليوم ايضا ان قناة الجزيرة قامت بتجنيد كل هؤلاء كمحللين ومفكرين ومتابعين للثورات العربية لهم اجندة كأجندتها، وإن كانوا بلا مصداقية فقد نقلوا عدم مصداقيتهم الى الجزيرة التي اصبحت بلا حيادية ولا مهنية وبلا مصداقية ليبقى الشعار "الرأي والرأي الآخر" حبرا على ورق وشعارا خاويا بلا معنى.
وصفي عبد الغني
الجمعة 7.10.2011
حيفا
من موقع الجبهة الديمقراطيه للسلام والمساوة
الجمعة 7.10.2011
حيفا
من موقع الجبهة الديمقراطيه للسلام والمساوة
Comment