الوطن ليس كلمة حسن م.يوسف

[Molham Haddad]

نقلا عن موقع جريدة الوطن

http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=104163





أقرُّ أنني لم أكلف نفسي عناء قراءة الكتاب عندما وقع بين يدي لأول مرة، فعنوانه «العرب ظاهرة صوتية» جعلني أتصور أنه ضربٌ من جلد الذات، هدف مؤلفه هو رشق أمته بطاسة من الماء البارد كي تقوم بواجباتها وتدافع عن حقوقها. لكنني سرعان ما تبينت خطئي، فمؤلف الكتاب العربي السعودي عبد اللـه القصيمي (1907 - 1996) هو أحد أكثر المفكرين العرب المعاصرين إثارة للجدل بسبب انقلابه من سلفي بالغ التطرف إلى ملحد، وقد تعرَّض بسبب جرأته لمحاولتي اغتيال في كل من مصر ولبنان، كما سجن في القاهرة، حيث كان يقيم، بضغط من الحكومة اليمنية بهدف الحد من أثر فكره على الطلاب اليمنيين في مصر!
يرى القصيمي: «أن الأصوات العالية تستهلك حماسة الإنسان وطاقته، إنها تفسد قدرته على الرؤية والتفكير والسلوك الجيد»، ويرى أنه كي يخرج المسلمون من الركود الذي هم فيه: «ما عليهم إلا أن يعرفوا أنه لا معرفة ضارة ولا جهل نافعاً، وأن كل الشرور مصدرها الجهل وكل الخير مصدره المعرفة».
منذ سنوات طويلة تبين لي أن الكلام الإيجابي عن أمر ما قد يكون مؤشراً إلى وجود مشكلة سلبية في الواقع، فأنا أتنفس وقلبي يخفق باستمرار، لكنني لا أشير إلى هذين الأمرين البتة، لذا يبدو أي كلام عن ذلك، بمنزلة إعلان غير مباشر، عن وجود مشكلة، أو تهديد بمشكلة.
في الأحد الثالث من نيسان الماضي كتبت في هذا الركن عن السلوك المتحضر لليابانيين أثناء الكارثة التي تعرضت لها بلادهم التي دكها زلزال بقوة 8.9 درجات على مقياس ريختر، لم يسبق لليابان أن شهدت مثيلاً له في قوته، وقد ترافق الزلزال مع أمواج ارتفاعها عشرة أمتار وسرعتها 800 كلم في الساعة، ما أسفر عن مقتل وفقدان أكثر من 23 ألف شخص ونزوح أكثر من 85 ألف مواطن من سكان السواحل هرباً من الإشعاعات التي تسربت من محطة فوكوشيما للطاقة النووية.
خلال الكارثة لم يتحدث اليابانيون عن البطولة، بل مارسوها ببساطة.
في زاويتي السابقة كنت قد حدثتكم عن الرجال الخمسين الذين قرروا البقاء في المفاعل النووي لمتابعة عملية ضخ مياه البحر إليه لتبريد نواته ومنع انفجاره الذي قد يسبب كارثة أخرى أفظع من التسونامي.
ما حفزني على التذكير بهذا الأمر، هو أن 180 مهندساً يابانياً من الشيوخ طلبوا مؤخراً العمل في إصلاح مفاعل فوكوشيما بدلاً من الشباب، لحماية الشباب. أحد أولئك المهندسين عمره 72 عاماً ونظراً لأن التعرض للإشعاع يصيب المرء بالسرطان بعد عشرين عاماً فقد أثبت الشيخ بالقلم والورقة أنه قد يموت قبل أن يصاب بالسرطان.
يقول ذلك المهندس الشيخ: « نحن لا نحاول الموت... علينا أن نسير ولكن لا نموت...
بالتأكيد هناك مخاطرة... الأمة التي تحفظ شبابها تحيا... والتي تحيا على دمائهم تموت».
أومن أنه قد آن الأوان لنا نحن العرب، أن نتعلم من اليابانيين كيف نهتم بالشباب ونفديهم، وأن نكف عن كوننا «ظاهرة صوتية» فالوطن ليس كلمة، بل هو قيمة عندما تملؤنا بضوئها الجامع، تحول مجتمعنا الى قوة لا تقهر.

[raindrop]

رد: الوطن ليس كلمة حسن م.يوسف

فالوطن ليس كلمة، بل هو قيمة عندما تملؤنا بضوئها الجامع، تحول مجتمعنا الى قوة لا تقهر

الكاتب حسن يوسف رائع

شكراً جزيلاً لك أخي ملهم 

[mesho999]

رد: الوطن ليس كلمة حسن م.يوسف

الوطن..سوريا غاليه جدا

[midnight man]

رد: الوطن ليس كلمة حسن م.يوسف

صدقت

[Molham Haddad]

رد: الوطن ليس كلمة حسن م.يوسف

اطلاعكن ع المقال اسعدني جدا شكرا لمروركن