د. نزار احمد
مشغان, الولايات المتحدة الامريكية
مشغان, الولايات المتحدة الامريكية
اختيار قطر لتنظيم مونديال 2022 اثبت بلا مجال للشك والجدل الحقائق التالية والغنية عن التعريف:
اولا: لا حدود لحماقات ونزوات ومغامرات رؤسساء الانظمة العربية الشمولية. فها نحن نرى مغامرا جديدا يضحي ويجازف بواردات دولة بكاملها ولمدة خمس سنوات لمجرد تسجيل اسمه في صفحات التاريخ.
لمعرفة الحجم الحقيقي لابعاد حماقة ومجازفة حاكم قطر وتأثيرها على استهلاك الاقتصاد القطري وربما افلاسه بالكامل ومدى وحجم الفساد الفيفاوي في اختيار قطر لتنظيم مونديال 2022 علينا الوقوف عند تكاليف تأهيل البنية التحتية القطرية وتكاليف تنظيم البطولة ومقارنتها بحجم واردات قطر المالية زائدا طبيعة الصعوبات والتحديات التي سوف تواجه الملف القطري.
اولا: قطر لاتملك ملعبا واحدا مؤهلا لاستضافة نهائيات كأس العالم حسب مواصفات وضوابط الفيفا. قطر سوف تبني تسعة ملاعب جديدة وتطور ثلاثة ملاعب قديمة بكلفة اولية مقدارها اربعة مليارات دولار. شخصيا اعتقد بأن الكلف ة النهائية لانشاء 12 ملعبا حسب المواصفات التي احتواها ملف قطر المقدم للفيفا سوف تصل الى اكثر من ستة مليارات دولار وذلك لأن هذه الملاعب مجهزة بانظمة تبريد لارضية وسقائف المدرجات بناءا على تقنية لم تستخدم سابقا ولازالت لا تتعدى كونها مجرد نظريات وافكار. هذه الملاعب الاثنى عشر لا فائدة لها قبل او بعد استضافة كأس العالم فما هي الجدوى الاقتصادية لبناء ملعب يتسع الى 85 الف متفرج في مدينة (الظعاين) نفوسها 36 الف نسمة او ملعبا يتسع الى 41 الف متفرج في مدينة (الشمال) نفوسها 11 الف نسمة او ملعبا سعة 41 الف متفرجا في مدينة (ام صلال) نفوسها 33 نسمة.
اولا: لا حدود لحماقات ونزوات ومغامرات رؤسساء الانظمة العربية الشمولية. فها نحن نرى مغامرا جديدا يضحي ويجازف بواردات دولة بكاملها ولمدة خمس سنوات لمجرد تسجيل اسمه في صفحات التاريخ.
لمعرفة الحجم الحقيقي لابعاد حماقة ومجازفة حاكم قطر وتأثيرها على استهلاك الاقتصاد القطري وربما افلاسه بالكامل ومدى وحجم الفساد الفيفاوي في اختيار قطر لتنظيم مونديال 2022 علينا الوقوف عند تكاليف تأهيل البنية التحتية القطرية وتكاليف تنظيم البطولة ومقارنتها بحجم واردات قطر المالية زائدا طبيعة الصعوبات والتحديات التي سوف تواجه الملف القطري.
اولا: قطر لاتملك ملعبا واحدا مؤهلا لاستضافة نهائيات كأس العالم حسب مواصفات وضوابط الفيفا. قطر سوف تبني تسعة ملاعب جديدة وتطور ثلاثة ملاعب قديمة بكلفة اولية مقدارها اربعة مليارات دولار. شخصيا اعتقد بأن الكلف ة النهائية لانشاء 12 ملعبا حسب المواصفات التي احتواها ملف قطر المقدم للفيفا سوف تصل الى اكثر من ستة مليارات دولار وذلك لأن هذه الملاعب مجهزة بانظمة تبريد لارضية وسقائف المدرجات بناءا على تقنية لم تستخدم سابقا ولازالت لا تتعدى كونها مجرد نظريات وافكار. هذه الملاعب الاثنى عشر لا فائدة لها قبل او بعد استضافة كأس العالم فما هي الجدوى الاقتصادية لبناء ملعب يتسع الى 85 الف متفرج في مدينة (الظعاين) نفوسها 36 الف نسمة او ملعبا يتسع الى 41 الف متفرج في مدينة (الشمال) نفوسها 11 الف نسمة او ملعبا سعة 41 الف متفرجا في مدينة (ام صلال) نفوسها 33 نسمة.
ثانيا: قطر وعدت الفيفا ببناء 22 ملعبا في الدول النامية ثمنا على استضافة كأس العالم.
ثالثا: مطار الدوحة الوحيد لا يكفي لاستقبال زوار حدث كاستضافة كأس العالم. لذلك سوف تشيد قطر مطارا جديدا بسعة 50 مليون مسافرا في السنة وبكلفة اجمالية مقدارها 13 مليار دولار لدولة نفوسها 350 الف نسمة (قطريين) و500 الف نسمة (اجانب).
رابعا: قطر واعدت الفيفا على بناء 64 مجمعا سكنا (54 مجمعا غير موجودة في الوقت الراهن) لايواء الفرق المشاركة, كل مجمع يحتوي على فندق بخمس نجوم سعة 316 غرفة مع شقق سكنية اضافية وذلك لاستضافة الفرق والصحفيين والشخصيات المرافقة للوفود مع ملعب تدريب مكثيف. كلفة بناء مجمعات الفرق تصل الى عدة مليارات دولار.
خامسا: بناء اكثر من 100 فندقا بسعة اجمالية تصل الى 44 الف غرفة زائدا بناء ميناء خاصا لايواء البواخر السياحية مع تأجير بواخر سياحية بسعة 6000 شخصا. كلفة مرافق ايواء الضيوف سوف تصل الى عدة مليارات دولار.
سادسا: انشاء جسرا يربط قطر بالبحرين يحتوي على طريق بري وخط لسكك الحديد بكلفة تفوق العشرين مليار دولار.
سابعا: انشاء خط سكك حديد يربط السعودية بقطر بكلفة تزيد عن الخمسة مليارات دولار.
ثامنا: انشاء شبكة مترو تربط مدن قطر بكلفة تزيد عن العشرين مليار دولار.
تاسعا: تحسين شبكة الطرق البرية بكلفة تزيد عن الخمسة مليارات دولار.
عاشرا: توفير الحماية للفرق والزوار بحاجة الى استيراد اكثر من مائة الف رجل حفظ نظام. تكاليف حفظ النظام سوف يزيد عن المليار دولار.
احدى عشر: مشاريع البنية التحتية سوف تحتاج الى استيراد اكثر من 300 الف يدا عاملة زائدا ضيوف كأس العالم زائدا اجهزة الحماية والخدمات زائدا كوادر النقل التلفزيوني زائدا كوادر الاتصالات زائدا كوادر تقديم الخدمات سوف تحتاج الى بناء محطات كهربائية جديدة ومحطات تحلية المياه ومستشفيات اضافية وما شابه ذلك من خدمات بكلفة اجمالية سوف تزيد عن العشرين مليار دولار.
اثنى عشر: وبما ان لاطعم لكرة القدم بدون جمهور, فقد تعهدت قطر على استيراد 300 الف متفرجا. كلفة نقل وايواء واجرة هذا العدد الهائل من الجمهور سوف يكلف الحكومة القطرية اكثر من عشرة مليارات دولار.
لذلك سوف نجد بأن الكلفة الاجمالية لاستضافة كأس العالم سوف تزيد عن المائة مليار دولار او ما يعادل ميزانية قطر الاجمالية لخمسة سنوات متتالية. المنشئات التي سوف تشيدها قطر لاستضافة كأس العالم كالملاعب والمجمعات السكنية والمطارات ومتروات النقل وخطوط سكك الحديد مع السعودية والبحرين ومحطات توليد الطاقة وتحلية المياه والمستشفيات الاضافية لافائدة اقتصادية لها اذا اخذنا بنظر الاعتبار النمو الطبيعي لنفوس قطر. فقط الميزانية السنوية لصيانة هذه المنشئات سوف تكلف قطر ما يعادل خمس ميزانية الدولة.
النقاط التالية توضح حجم وابعاد مغامرة الفيفا:
1: امكانية قطر في تأهيل بنيتها التحتية تعتمد بالدرة الاساسية على تخصيص قطر لنصف وارداتها من الغاز والنفط لفترة الاثنى عشر سنة القادمة زائدا محافظة النفط على اسعاره المرتفعة. انخفاض اسعار النفط سوف يؤثر على قدرة قطر في تمويل متطلبات استضافة كأس العالم. احد اهم اسباب الاسعار المرتفعة لبرميل النفط هو انخفاض قيمة الدولار الامريكي نتيجة الركود الاقتصادي الذي تعاني منه الولايات المتحدة حيث قيمة الدولار في الوقت الراهن يبلغ اقل من ثلث قيمته قبل خمس سنوات. في حالة انتعاش الاقتصاد الامريكي وهذا امر متوقع خلال السنتين القادمتين فأن ذلك سوف يؤدي تلقائيا الى ارتفاع قيمة الدولارالامريكي مما يؤدي الى اعادة اسعار النفط الى معدلاتها الحقيقية (ما بين 20-30 دولار للبرميل الواحد) مما يؤدي الى انخفاض واردات قطر السنوية الى اقل من سبعة مليارات دولار سنويا مما يجعلها عاجزة عن تلبية متطلبات استضافة كأس العالم ناهيك عن الافلاس الكلي للحكومة القطرية.
2: خلال الثلاث سنوات الماضية مر الاقتصاد العالمي ولازال يمر بركود لم تكن له سابقة من قبل. هذا الركود ادى الى تأجيل المشاريع العمرانية والانمائية والصيانية في الدول المتقدمة والنامية. جميع المؤشرات تدل على قرب نهاية هذا الركود وبداية فترات نمو جديدة. في حالة حدوث ذلك فأن المباشرة مرة اخرى في مشاريع الانماء والاعمار والصيانة عالميا سوف يؤدي الى كثرة الاقبال على مواد البناء والتعمير مما يؤدي تلقائيا الى زيادة سعرها وشحة وتأخر توفرها. هذا الامر ايضا ينطبق على الايادي والكفاءات الفنية وشركات التنفيذ العالمية. كل هذا سوف يهدد كلفة وجاهزية المنشئات القطرية.
3: الاعتماد على مطار واحد لاستقبال الفرق وكوادرها الفنية والادارية والمشجعين والصحفيين والكوادر الفنية والخدمية والشخصيات السياسية والفخرية يمثل مجازفة ومغامرة لا مثيل لها.
4: استضافة 32 فريقا ومئات الآلاف من جماهير الفرق في منطقة جغرافية ضيقة لايتعدى قطرها عن الثلاثين كيلو متر سوف يمثل تحديا امنيا وخدميا لاسابقة له.
5: لا احد يستطيع الجزم على نجاح تقنية التبريد المقترحة لارضية ومدرجات الملاعب. اجراء مباريات كأس العالم في اجواء تصل فيها درجات الحرارة الى 120 درجة فهرنهاتية مع رطوبة تصل الى 100% سوف يفسد مباريات كأس العالم.
6: في حالة فشل قطر على استيراد او استقطاب الجماهير فأن هناك احتمالية ان تقام مباريات كأس العالم بدون الحضور الجماهيري. في مونديال 1978 منع فيفا النق ل المباشر لنهائيات كاس العالم في البلد المضيف من اجل الحث على الحضور الجماهيري.
7: ماذا يحصل لو تغير نظام الحكم في قطر او توفى حاكم قطر.
8: لا احد يضمن قدرة قطر على تمويل واكمال المنشئات المقترحة.
9: ماذا يحصل في حالة تعرض قطر الى عاصفة رملية وهي ظاهرة كثيرة الحدوث في الاشهر التي تنظم بها مسابقة نهائيات كأس العالم.
دولارات قطر قد اعمت بصيرة الفيفا كليا فلم يتعظ من تجربة كولومبيا في استضافة مونديال 1986. لكن هذه المرة لم يغامر الفيفا بملف قطرلوحده ولكنه ومن اجل ايجاد تبريرا مقنعا يضعه امام الاعلام العالمي فقد منح حقوق استضافة مونديال 2018 الى جمهورية روسيا مع علمه المطلق بحجم فساد الحكومة الروسية وسيطرة المافيا الروسية على جميع اوجه الحياة حيث في تبريره لمنح اولمبياد 2022 لقطر ادعا الفيفا بأن الغرض من اختيار روسيا وقطر كان من اجل توسيع شعبية كرة القدم وهذا عذر اقبح من الذنب نفسه. في منطقة الشرق الاوسط التخلف الكروي المرادف لتخلف جميع اوجه الحياة سببه فساد حكوماتها وليس لضحالة شعبية اللعبة فكرة القدم هي الوسيلة الترفيهية الوحيدة لمنطقة الشرق الاوسط حيث يفطم اط فال الشرق الاوسط على كرة القدم, لذلك فهم ليسوا بحاجة الى تعريفهم بكرة القدم بل هم بحاجة الى ساسة اكفاء.
اما بخصوص قطر فما تملكه من منشئات ومرافق رياضية وبنية تحتية يكفي لاحتياجات قطر ليس في الوقت الراهن ولكنها اكثر من كافية لاحتياجاتها للعشرين سنة القادمة, فلذلك فهي ليست بحاجة الى بناء مرافق رياضية جديدة او فنادق او مطارات او وسائل نقل فكل ما سوف تنفقه قطر من اجل استضافة كأس العالم (مائة مليار دولار) لايحتاجها الاقتصاد القطري والمواطن القطري ولافائدة او استخدام لها خارج حدث تنظيم كأس العالم لذلك نستطيع ان نستنتج بأن المائة مليار دولار التي سوف تنفقها قطر سوف تصرف من اجل ان يقول حاكم قطر بأنه استضاف نهائيات كأس العالم, فمثلما ضحى صدام بارواح اكثر من مليوني عراقي واهدر اكثر من سبعة آلالاف مليار دولار في حماقات لم يكن غرضها سوى ان تتحدث الاعلام العالمي عن صدام فأن تنظيم قطر لنهائيات كأس العالم اشبه بحروبات صدام من ناحية الغرض والغاية.
وفي الختام اترك القارئ مع مختطفات من ردود الصحافة العالمية بخصوص قطر 2022:
تعرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لموجة من الني ران الكثيفة اليوم الجمعة عبر وسائل الإعلام العالمية بعد اختيار روسيا وقطر لتنظيم نهائيات كأس العالم 2018 و2022 على الترتيب.
ووصفت صحيفة "داجبلاديت" النرويجية اختيار قطر بأنه "أكبر مزحة في تاريخ كرة القدم" فيما تحدثت صحيفة "اكسبريسن" عن نتيجة "كارثية".
ووجهت مدافع وسائل الإعلام اتجاه الفيفا في الفترة الأخيرة وكيلت له الاتهامات ووصفها البعض بأنه مركز الفساد في العالم في حين اتهم البعض الأخر الفيفا بالسير في اتجاه تحالف المال والسياسة بدلا من ترجيح ملفات مثل إنجلترا وأمريكا وأسبانيا/البرتغال.
وتحدثت صحيفة بليك السويسرية عن أن "الفيفا ليس عليه أن يثبت أنه لا يهتم بالمشجعين ، ما يؤخذ في الاعتبار هو الحرية الضريبية ، الوفرة المالية ، وزهو(رئيس الفيفا جوزيف بلاتر) بإهداء الكتلة الشرقية والشرق الأوسط ، كأس العالم".
ومن جهتها أوضحت صحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" الإيطالية أن اختيار روسيا وقطر كان دليل نهائي على أن "السياسة هي ما يهم ، والمال أيضا".
وأكدت صحيفة "فرانكفورتر الجيماينة تسايتونج" أن عملية التصويت أمس الخميس أظهرت وجود شيء خاطئ بالفيفا".
وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أن "حياة الفيفا ورئيسه تحطمت مجددا ، الكثيرون سيعتبرون أن شعار الفيفا /من أجل مصلحة اللعبة/ مجرد مزحة".
ووصل الأمر بصحيفة "بيلد" الأوسع انتشارا في ألمانيا أن طالبت باستقالة السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وقالت الصحيفة "منذ أن تم إيقاف اثنين من أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا بسبب شبهات فساد ، بات مقبولا احتمال أن تباع روح كرة القدم مقابل دولارات النفط. التجارة والفساد انتصرا أمس في زيوريخ على كرة القدم. رئيس الفيفا سيب بلاتر لم يتمكن من الحيلولة دون ذلك. عليه أن يستقيل فورا".
من جانبها ، أشارت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" إلى أن "التعبيرات العسكرية تبدو مناسبة أكثر لهذه المناسبة. المعركة اشتعلت ، والمنتصران دولتا روسيا وقطر الغنيتان اللتان تستضيفان المونديال للمرة الأولى لم تخرجا دون جروح. قرار إسناد مونديالين مرة واحدة تم اتخاذه من أجل تخطيط عقود البث التليفزيوني والتسويق على مدى طويل".
بيد أن الصحيفة التي تصدر من فرانكفورت استدركت "لكن هذه الخطة تحولت إلى كارثة بالنسبة للفيفا. كما لو كان الأمر تحت عدسة ، ظهرت للعالم سخونة المنافسات الرياضية الكبرى ، والطريقة التي يحدد بها الفساد والتربيطات عمليات تصويت ديمقراطية".
واعتبرت صحيفة "سوديوتشه تسايتونج" أن عملية الاختيار التي تمت أمس في زيوريخ ليس لها سوى نهاية واحدة: تعزيز نفوذ رئيس الاتحاد.
وقالت الصحيفة "منح المونديالين إلى روسيا وقطر يمثل عملا نموذجيا في التخطيط: الطريقة التي استطاع بها رئيس الفيفا سيب بلاتر تعزيز سلطته في الاتحاد مانحا حدثين كبيرين. الفائزان اللذان خرجا من الظرفين هما روسيا وقطر ، لكن الفائزان الحقيقيان يسميان سيب بلاتر وفلاديمير بوتين".
وتابعت "بالنسبة لبلاتر ، كان الحدث هروبا إلى الأمام. باختيار روسيا تم ضمان حفنة مغرية من الأصوات التي يحتاج إليها لإعادة انتخابه في 2011. التأثير الهائل لبوتين في العالم الرياضي قد يضمن له نحو 12 صوتا بين الجمهوريات السوفيتية السابقة".
وأضافت "باختيار قطر ، تمكن بلاتر من استعاد ود خصمه الألد رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام ، رجل الأعمال المقيم بالدوحة الذي كان يرغب مؤخرا في منافسة بلاتر (على رئاسة الفيفا). الآن سيعرف ما هي قيمة مونديال 2022".
وأكدت صحيفة دايلي ميرور البريطانية أن "إنجلترا لم تخسر حقوق استضافة كأس العالم 2018 بسبب وسائل الإعلام البريطانية ، لقد خسرت بسبب الفساد الذي تحاربه وسائل الإعلام البريطانية".
ونقلت صحيفة "ذا صن" عن تيري فينابليز المدرب السابق لإنجلترا "الفيفا والكيه جي بي ، هما المنظمتان الوحيدتان اللتان تعيشان في السر على هذا الكوكب".
لذلك سوف نجد بأن الكلفة الاجمالية لاستضافة كأس العالم سوف تزيد عن المائة مليار دولار او ما يعادل ميزانية قطر الاجمالية لخمسة سنوات متتالية. المنشئات التي سوف تشيدها قطر لاستضافة كأس العالم كالملاعب والمجمعات السكنية والمطارات ومتروات النقل وخطوط سكك الحديد مع السعودية والبحرين ومحطات توليد الطاقة وتحلية المياه والمستشفيات الاضافية لافائدة اقتصادية لها اذا اخذنا بنظر الاعتبار النمو الطبيعي لنفوس قطر. فقط الميزانية السنوية لصيانة هذه المنشئات سوف تكلف قطر ما يعادل خمس ميزانية الدولة.
النقاط التالية توضح حجم وابعاد مغامرة الفيفا:
1: امكانية قطر في تأهيل بنيتها التحتية تعتمد بالدرة الاساسية على تخصيص قطر لنصف وارداتها من الغاز والنفط لفترة الاثنى عشر سنة القادمة زائدا محافظة النفط على اسعاره المرتفعة. انخفاض اسعار النفط سوف يؤثر على قدرة قطر في تمويل متطلبات استضافة كأس العالم. احد اهم اسباب الاسعار المرتفعة لبرميل النفط هو انخفاض قيمة الدولار الامريكي نتيجة الركود الاقتصادي الذي تعاني منه الولايات المتحدة حيث قيمة الدولار في الوقت الراهن يبلغ اقل من ثلث قيمته قبل خمس سنوات. في حالة انتعاش الاقتصاد الامريكي وهذا امر متوقع خلال السنتين القادمتين فأن ذلك سوف يؤدي تلقائيا الى ارتفاع قيمة الدولارالامريكي مما يؤدي الى اعادة اسعار النفط الى معدلاتها الحقيقية (ما بين 20-30 دولار للبرميل الواحد) مما يؤدي الى انخفاض واردات قطر السنوية الى اقل من سبعة مليارات دولار سنويا مما يجعلها عاجزة عن تلبية متطلبات استضافة كأس العالم ناهيك عن الافلاس الكلي للحكومة القطرية.
2: خلال الثلاث سنوات الماضية مر الاقتصاد العالمي ولازال يمر بركود لم تكن له سابقة من قبل. هذا الركود ادى الى تأجيل المشاريع العمرانية والانمائية والصيانية في الدول المتقدمة والنامية. جميع المؤشرات تدل على قرب نهاية هذا الركود وبداية فترات نمو جديدة. في حالة حدوث ذلك فأن المباشرة مرة اخرى في مشاريع الانماء والاعمار والصيانة عالميا سوف يؤدي الى كثرة الاقبال على مواد البناء والتعمير مما يؤدي تلقائيا الى زيادة سعرها وشحة وتأخر توفرها. هذا الامر ايضا ينطبق على الايادي والكفاءات الفنية وشركات التنفيذ العالمية. كل هذا سوف يهدد كلفة وجاهزية المنشئات القطرية.
3: الاعتماد على مطار واحد لاستقبال الفرق وكوادرها الفنية والادارية والمشجعين والصحفيين والكوادر الفنية والخدمية والشخصيات السياسية والفخرية يمثل مجازفة ومغامرة لا مثيل لها.
4: استضافة 32 فريقا ومئات الآلاف من جماهير الفرق في منطقة جغرافية ضيقة لايتعدى قطرها عن الثلاثين كيلو متر سوف يمثل تحديا امنيا وخدميا لاسابقة له.
5: لا احد يستطيع الجزم على نجاح تقنية التبريد المقترحة لارضية ومدرجات الملاعب. اجراء مباريات كأس العالم في اجواء تصل فيها درجات الحرارة الى 120 درجة فهرنهاتية مع رطوبة تصل الى 100% سوف يفسد مباريات كأس العالم.
6: في حالة فشل قطر على استيراد او استقطاب الجماهير فأن هناك احتمالية ان تقام مباريات كأس العالم بدون الحضور الجماهيري. في مونديال 1978 منع فيفا النق ل المباشر لنهائيات كاس العالم في البلد المضيف من اجل الحث على الحضور الجماهيري.
7: ماذا يحصل لو تغير نظام الحكم في قطر او توفى حاكم قطر.
8: لا احد يضمن قدرة قطر على تمويل واكمال المنشئات المقترحة.
9: ماذا يحصل في حالة تعرض قطر الى عاصفة رملية وهي ظاهرة كثيرة الحدوث في الاشهر التي تنظم بها مسابقة نهائيات كأس العالم.
دولارات قطر قد اعمت بصيرة الفيفا كليا فلم يتعظ من تجربة كولومبيا في استضافة مونديال 1986. لكن هذه المرة لم يغامر الفيفا بملف قطرلوحده ولكنه ومن اجل ايجاد تبريرا مقنعا يضعه امام الاعلام العالمي فقد منح حقوق استضافة مونديال 2018 الى جمهورية روسيا مع علمه المطلق بحجم فساد الحكومة الروسية وسيطرة المافيا الروسية على جميع اوجه الحياة حيث في تبريره لمنح اولمبياد 2022 لقطر ادعا الفيفا بأن الغرض من اختيار روسيا وقطر كان من اجل توسيع شعبية كرة القدم وهذا عذر اقبح من الذنب نفسه. في منطقة الشرق الاوسط التخلف الكروي المرادف لتخلف جميع اوجه الحياة سببه فساد حكوماتها وليس لضحالة شعبية اللعبة فكرة القدم هي الوسيلة الترفيهية الوحيدة لمنطقة الشرق الاوسط حيث يفطم اط فال الشرق الاوسط على كرة القدم, لذلك فهم ليسوا بحاجة الى تعريفهم بكرة القدم بل هم بحاجة الى ساسة اكفاء.
اما بخصوص قطر فما تملكه من منشئات ومرافق رياضية وبنية تحتية يكفي لاحتياجات قطر ليس في الوقت الراهن ولكنها اكثر من كافية لاحتياجاتها للعشرين سنة القادمة, فلذلك فهي ليست بحاجة الى بناء مرافق رياضية جديدة او فنادق او مطارات او وسائل نقل فكل ما سوف تنفقه قطر من اجل استضافة كأس العالم (مائة مليار دولار) لايحتاجها الاقتصاد القطري والمواطن القطري ولافائدة او استخدام لها خارج حدث تنظيم كأس العالم لذلك نستطيع ان نستنتج بأن المائة مليار دولار التي سوف تنفقها قطر سوف تصرف من اجل ان يقول حاكم قطر بأنه استضاف نهائيات كأس العالم, فمثلما ضحى صدام بارواح اكثر من مليوني عراقي واهدر اكثر من سبعة آلالاف مليار دولار في حماقات لم يكن غرضها سوى ان تتحدث الاعلام العالمي عن صدام فأن تنظيم قطر لنهائيات كأس العالم اشبه بحروبات صدام من ناحية الغرض والغاية.
وفي الختام اترك القارئ مع مختطفات من ردود الصحافة العالمية بخصوص قطر 2022:
تعرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لموجة من الني ران الكثيفة اليوم الجمعة عبر وسائل الإعلام العالمية بعد اختيار روسيا وقطر لتنظيم نهائيات كأس العالم 2018 و2022 على الترتيب.
ووصفت صحيفة "داجبلاديت" النرويجية اختيار قطر بأنه "أكبر مزحة في تاريخ كرة القدم" فيما تحدثت صحيفة "اكسبريسن" عن نتيجة "كارثية".
ووجهت مدافع وسائل الإعلام اتجاه الفيفا في الفترة الأخيرة وكيلت له الاتهامات ووصفها البعض بأنه مركز الفساد في العالم في حين اتهم البعض الأخر الفيفا بالسير في اتجاه تحالف المال والسياسة بدلا من ترجيح ملفات مثل إنجلترا وأمريكا وأسبانيا/البرتغال.
وتحدثت صحيفة بليك السويسرية عن أن "الفيفا ليس عليه أن يثبت أنه لا يهتم بالمشجعين ، ما يؤخذ في الاعتبار هو الحرية الضريبية ، الوفرة المالية ، وزهو(رئيس الفيفا جوزيف بلاتر) بإهداء الكتلة الشرقية والشرق الأوسط ، كأس العالم".
ومن جهتها أوضحت صحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" الإيطالية أن اختيار روسيا وقطر كان دليل نهائي على أن "السياسة هي ما يهم ، والمال أيضا".
وأكدت صحيفة "فرانكفورتر الجيماينة تسايتونج" أن عملية التصويت أمس الخميس أظهرت وجود شيء خاطئ بالفيفا".
وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أن "حياة الفيفا ورئيسه تحطمت مجددا ، الكثيرون سيعتبرون أن شعار الفيفا /من أجل مصلحة اللعبة/ مجرد مزحة".
ووصل الأمر بصحيفة "بيلد" الأوسع انتشارا في ألمانيا أن طالبت باستقالة السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وقالت الصحيفة "منذ أن تم إيقاف اثنين من أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا بسبب شبهات فساد ، بات مقبولا احتمال أن تباع روح كرة القدم مقابل دولارات النفط. التجارة والفساد انتصرا أمس في زيوريخ على كرة القدم. رئيس الفيفا سيب بلاتر لم يتمكن من الحيلولة دون ذلك. عليه أن يستقيل فورا".
من جانبها ، أشارت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" إلى أن "التعبيرات العسكرية تبدو مناسبة أكثر لهذه المناسبة. المعركة اشتعلت ، والمنتصران دولتا روسيا وقطر الغنيتان اللتان تستضيفان المونديال للمرة الأولى لم تخرجا دون جروح. قرار إسناد مونديالين مرة واحدة تم اتخاذه من أجل تخطيط عقود البث التليفزيوني والتسويق على مدى طويل".
بيد أن الصحيفة التي تصدر من فرانكفورت استدركت "لكن هذه الخطة تحولت إلى كارثة بالنسبة للفيفا. كما لو كان الأمر تحت عدسة ، ظهرت للعالم سخونة المنافسات الرياضية الكبرى ، والطريقة التي يحدد بها الفساد والتربيطات عمليات تصويت ديمقراطية".
واعتبرت صحيفة "سوديوتشه تسايتونج" أن عملية الاختيار التي تمت أمس في زيوريخ ليس لها سوى نهاية واحدة: تعزيز نفوذ رئيس الاتحاد.
وقالت الصحيفة "منح المونديالين إلى روسيا وقطر يمثل عملا نموذجيا في التخطيط: الطريقة التي استطاع بها رئيس الفيفا سيب بلاتر تعزيز سلطته في الاتحاد مانحا حدثين كبيرين. الفائزان اللذان خرجا من الظرفين هما روسيا وقطر ، لكن الفائزان الحقيقيان يسميان سيب بلاتر وفلاديمير بوتين".
وتابعت "بالنسبة لبلاتر ، كان الحدث هروبا إلى الأمام. باختيار روسيا تم ضمان حفنة مغرية من الأصوات التي يحتاج إليها لإعادة انتخابه في 2011. التأثير الهائل لبوتين في العالم الرياضي قد يضمن له نحو 12 صوتا بين الجمهوريات السوفيتية السابقة".
وأضافت "باختيار قطر ، تمكن بلاتر من استعاد ود خصمه الألد رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام ، رجل الأعمال المقيم بالدوحة الذي كان يرغب مؤخرا في منافسة بلاتر (على رئاسة الفيفا). الآن سيعرف ما هي قيمة مونديال 2022".
وأكدت صحيفة دايلي ميرور البريطانية أن "إنجلترا لم تخسر حقوق استضافة كأس العالم 2018 بسبب وسائل الإعلام البريطانية ، لقد خسرت بسبب الفساد الذي تحاربه وسائل الإعلام البريطانية".
ونقلت صحيفة "ذا صن" عن تيري فينابليز المدرب السابق لإنجلترا "الفيفا والكيه جي بي ، هما المنظمتان الوحيدتان اللتان تعيشان في السر على هذا الكوكب".