يسألني الكثير من الاصدقاء والزملاء وحتى القراء. لماذا تركز في كلامك دائمآ على الامة؟ والجواب لايحتاج الى عناء كبير، لان مشاكلنا في عصرنا الحديث في نسبتها العظمى هي صناعة محلية بلا منافس!! واذا كان هناك من ينسب كل ذلك الى " الاستعمار " والغرب المسيحي. فاني اقول لو لم تكن ارضنا وعقولنا خصبة لمثل تلك الكوارث لما زرع الاخرين بذورهم فيها. ومقالتنا هذه وما يرافقها من امثلة وواقع هي خير دليل على كلامي هذا.
كنت في وقت سابق قد كتبت اكثر من مقالة حول وضع المسيحيين العرب في بلدانهم العربية. وفي حقيقة الامر هذا الوضع هو عبارة عن نزيف كبير لم تعطيه الامة الانتباه والاهتمام اللازم، لذلك بدأت تخسر ابنائها من هذه الشريحة المميزة والبارزة حتى اصبحت الهجرة وترك البلاد هي العنوان الابرز لاهلنا المسيحيين من بلدانهم. وبدو لف او دوران كل ذلك يجري امام أعين الجميع دون استثناء حكومات وشعوب وكأن السكوت ليس علامة رضا فحسب بل هو عامل تأيد وحافز اضافي للهجرة ولهذه الخسارة الفادحة التي تحيط بنا ونحن مثل مانحن دائمآ نيام او نلهو بلعبة أعدها لنا الاخرين من خرائط الطرق ومن غيرها.
وشخصيآ مازلت مصرآ على رأي الذي ذكرته في مقالات سابقة حول نفس الموضوع " لو اخذنا نسبة وتناسب أهلنا المسيحيين من تعداد الشعب العربي واعتمدنا ذلك كقياس للتميز الشخصي والجماعي وفي كل جوانب الحياة. فان الكفة ستكون في صالحهم " ولن اقول اكثر حول ذلك. حتى لايتهمني البعض مثل السابق ( باني تركت ديني ودافعت عن غيره!! ) وهذا جهل اضافي بالحياة وبالاديان وبالانسان نفسه من اصحاب هذا الرأي الفقير والظلامي والظالم. وهو ايضآ بالنتيجة يمثل جزء من ثقافة سائدة عند البعض الغير قليل مع الاسف الشديد.
في منطقة الدورة وسط بغداد والتي يوجد فيها حي سكني كبير يتواجد فيه المسيحيون العراقيون. وفي احد المساجد التابعة لهئية علماء السنة، قبل حوالي اسبوعين في خطبة الجمعة فجر احد " مشايخ " هذا الزمان قنبلة غبية لاتقل خطورة عن القنابل الارهابية التي تنفجر كل يوم في شوارع بغداد. فلقد صرح هذا الفطحل اثناء الخطبة " بان على المسيحيين في الحي ان يدفعوا الجزية الى المسلمين او يدخلون الاسلام فورآ او يغادروا الحي او هناك احتمال اخر سيتخذ بحقهم....!! " ويقف هنا المرء حائرآ وحزينآ على هذا الوضع المأساوي والذي يفتقد الى اقل درجات الانسانية ولاينتمي باي حال من الاحوال الى اديان السماء.
بل انه مسيرة مكملة للجرائم التي قام بها الزرقاوي المقبور ومن معه بحق الكنائس واماكن العبادة والاضرحة المقدسة في كل العراق وخاصة الكنائس في الموصل وبغداد، حيث تم تفجير اكثر من خمسة كنائس في يوم واحد. ولم يمضي اسبوع على هذه الخزعبلات الا وجاءت الاخبار تحمل خبر مشين ومعيب اخر لكن هذه المرة من لبنان حيث هدد الارهابيين في مخيم نهر البارد من جماعة " فتح الاسلام " باستهداف المسيحيين في لبنان اذا استمر الجيش اللبناني بمحاصرتهم!!
واذا كان ممكن تفهم تصريح هولاء الأوباش على اعتبار انهم من نفس مدرسة التكفير لذلك الشيخ الأرهابي في منطقة الدورة في بغداد. وانهم اتباع القاعدة ومريديها وان اختلفت الاسماء والاشكال فان الخط واحد دموي اقصائي وتكفيري.
لكن الصدمة الكبرى جاءت هذه المرة من قناة الجزيرة ومن الاتجاه المعاكس في اخر حلقة حيث انبرى فاضل الربيعي ضيف فيصل القاسم وبتأييد واضح من الاخير. بحملة تحريض ضد المسيحيين في العراق ولبنان وكل الوطن العربي. عندما قال ( ان الامريكان ارسلوا من العراق الى لبنان حوالي خمسة عشر الف مقاتل عراقي مسيحي هم وعوائلهم لدعم دولة المروانة الجديدة في لبنان. حيث قالوا لهم الامريكان هولاء هم مقاتلوكم من العراق في حربكم ضد اللبنانيين!! ).
وهنا ليس الصدمة من الربيعي او من الجزيرة نفسها، فالاناء ينضح ما به وهذا ليس غريب عن الاثنين وعن سيرتهم التدميرية والتحريضية والانتهازية، فيكفيهم وصفآ انهم حلفاء صنم العراق الساقط. لكن الصدمة حقيقة الامر كيف تسمح قناة فضائية مثل الجزيرة لنفسها وتتجرأ للتحريض بهذا الشكل المسخ.
كما الصدمة كيف ان هئية علماء السنة في العراق التي " تاسست بعد سقوط نظام الصنم " تسمح لنفسها ان تتطاول على شريحة اساسية ومحترمة من العراقيين، ألم يكن الاجدر ان يكون موقفها هذا بحق أرهابيين القاعدة الذين عاثوا بالبلاد والعباد قتلآ وتدميرآ موشحين بفتاوئ دينية وغطاء شرعي مزيف من اطراف معروفة في داخل العراق!! والسؤال المحير يطرح في حالة " فتح الاسلام " التي لم تجد افضل من تهديد اهل لبنان من المسيحيين بعد ان ضاق عليهم الخناق!!
ان البعض الكثير، مازال ويصر على تقسيم بلادنا على معايير أكثرية واقلية عرقية ودينية وحتى قومية ويضع هذه المعايير في المقدمة من المواطنة والانسانية. وهذا بالضبط هو سر تخلفنا وسر دخول الاخرين بين صفوفنا، وهذا السر الاكبر في بروز هذه الجماعات التكفيرية التي لم تجد لها في موسمها الحالي سوى المسيحيين العرب " كحائط منخفظ " ممكن العبور عليه.
وهذا خطاء ستراتجي كبير يقعون به، اولآ لان المسيحيين ليس كذلك، وثانيآ لان الانسان العربي البسيط سوف يرفض مثل هذه الخزعبلات حتى وان كانت بطريقته العفوية الخاصة والنقية وايضآ سيكون موقف واضح للمثقفين الحقيقين. ثقوا من ذلك.
كنت في وقت سابق قد كتبت اكثر من مقالة حول وضع المسيحيين العرب في بلدانهم العربية. وفي حقيقة الامر هذا الوضع هو عبارة عن نزيف كبير لم تعطيه الامة الانتباه والاهتمام اللازم، لذلك بدأت تخسر ابنائها من هذه الشريحة المميزة والبارزة حتى اصبحت الهجرة وترك البلاد هي العنوان الابرز لاهلنا المسيحيين من بلدانهم. وبدو لف او دوران كل ذلك يجري امام أعين الجميع دون استثناء حكومات وشعوب وكأن السكوت ليس علامة رضا فحسب بل هو عامل تأيد وحافز اضافي للهجرة ولهذه الخسارة الفادحة التي تحيط بنا ونحن مثل مانحن دائمآ نيام او نلهو بلعبة أعدها لنا الاخرين من خرائط الطرق ومن غيرها.
وشخصيآ مازلت مصرآ على رأي الذي ذكرته في مقالات سابقة حول نفس الموضوع " لو اخذنا نسبة وتناسب أهلنا المسيحيين من تعداد الشعب العربي واعتمدنا ذلك كقياس للتميز الشخصي والجماعي وفي كل جوانب الحياة. فان الكفة ستكون في صالحهم " ولن اقول اكثر حول ذلك. حتى لايتهمني البعض مثل السابق ( باني تركت ديني ودافعت عن غيره!! ) وهذا جهل اضافي بالحياة وبالاديان وبالانسان نفسه من اصحاب هذا الرأي الفقير والظلامي والظالم. وهو ايضآ بالنتيجة يمثل جزء من ثقافة سائدة عند البعض الغير قليل مع الاسف الشديد.
في منطقة الدورة وسط بغداد والتي يوجد فيها حي سكني كبير يتواجد فيه المسيحيون العراقيون. وفي احد المساجد التابعة لهئية علماء السنة، قبل حوالي اسبوعين في خطبة الجمعة فجر احد " مشايخ " هذا الزمان قنبلة غبية لاتقل خطورة عن القنابل الارهابية التي تنفجر كل يوم في شوارع بغداد. فلقد صرح هذا الفطحل اثناء الخطبة " بان على المسيحيين في الحي ان يدفعوا الجزية الى المسلمين او يدخلون الاسلام فورآ او يغادروا الحي او هناك احتمال اخر سيتخذ بحقهم....!! " ويقف هنا المرء حائرآ وحزينآ على هذا الوضع المأساوي والذي يفتقد الى اقل درجات الانسانية ولاينتمي باي حال من الاحوال الى اديان السماء.
بل انه مسيرة مكملة للجرائم التي قام بها الزرقاوي المقبور ومن معه بحق الكنائس واماكن العبادة والاضرحة المقدسة في كل العراق وخاصة الكنائس في الموصل وبغداد، حيث تم تفجير اكثر من خمسة كنائس في يوم واحد. ولم يمضي اسبوع على هذه الخزعبلات الا وجاءت الاخبار تحمل خبر مشين ومعيب اخر لكن هذه المرة من لبنان حيث هدد الارهابيين في مخيم نهر البارد من جماعة " فتح الاسلام " باستهداف المسيحيين في لبنان اذا استمر الجيش اللبناني بمحاصرتهم!!
واذا كان ممكن تفهم تصريح هولاء الأوباش على اعتبار انهم من نفس مدرسة التكفير لذلك الشيخ الأرهابي في منطقة الدورة في بغداد. وانهم اتباع القاعدة ومريديها وان اختلفت الاسماء والاشكال فان الخط واحد دموي اقصائي وتكفيري.
لكن الصدمة الكبرى جاءت هذه المرة من قناة الجزيرة ومن الاتجاه المعاكس في اخر حلقة حيث انبرى فاضل الربيعي ضيف فيصل القاسم وبتأييد واضح من الاخير. بحملة تحريض ضد المسيحيين في العراق ولبنان وكل الوطن العربي. عندما قال ( ان الامريكان ارسلوا من العراق الى لبنان حوالي خمسة عشر الف مقاتل عراقي مسيحي هم وعوائلهم لدعم دولة المروانة الجديدة في لبنان. حيث قالوا لهم الامريكان هولاء هم مقاتلوكم من العراق في حربكم ضد اللبنانيين!! ).
وهنا ليس الصدمة من الربيعي او من الجزيرة نفسها، فالاناء ينضح ما به وهذا ليس غريب عن الاثنين وعن سيرتهم التدميرية والتحريضية والانتهازية، فيكفيهم وصفآ انهم حلفاء صنم العراق الساقط. لكن الصدمة حقيقة الامر كيف تسمح قناة فضائية مثل الجزيرة لنفسها وتتجرأ للتحريض بهذا الشكل المسخ.
كما الصدمة كيف ان هئية علماء السنة في العراق التي " تاسست بعد سقوط نظام الصنم " تسمح لنفسها ان تتطاول على شريحة اساسية ومحترمة من العراقيين، ألم يكن الاجدر ان يكون موقفها هذا بحق أرهابيين القاعدة الذين عاثوا بالبلاد والعباد قتلآ وتدميرآ موشحين بفتاوئ دينية وغطاء شرعي مزيف من اطراف معروفة في داخل العراق!! والسؤال المحير يطرح في حالة " فتح الاسلام " التي لم تجد افضل من تهديد اهل لبنان من المسيحيين بعد ان ضاق عليهم الخناق!!
ان البعض الكثير، مازال ويصر على تقسيم بلادنا على معايير أكثرية واقلية عرقية ودينية وحتى قومية ويضع هذه المعايير في المقدمة من المواطنة والانسانية. وهذا بالضبط هو سر تخلفنا وسر دخول الاخرين بين صفوفنا، وهذا السر الاكبر في بروز هذه الجماعات التكفيرية التي لم تجد لها في موسمها الحالي سوى المسيحيين العرب " كحائط منخفظ " ممكن العبور عليه.
وهذا خطاء ستراتجي كبير يقعون به، اولآ لان المسيحيين ليس كذلك، وثانيآ لان الانسان العربي البسيط سوف يرفض مثل هذه الخزعبلات حتى وان كانت بطريقته العفوية الخاصة والنقية وايضآ سيكون موقف واضح للمثقفين الحقيقين. ثقوا من ذلك.
محمد الوادي
Comment