بعد دور السينما والحدائق حول عدد من المستهترين وسائل النقل العمومية إلى أماكن للتحرش وإشباع رغباتهم الجنسية فوسط عجز الفتيات عن الدفاع عن أنفسهن وبحكم أن الفتاة في مجتمعنا غير قادرة على اللجوء إلى القانون في مثل هذه الحالات ليس لعجز القانون عن حمايتها وإنما بفعل بعض العوامل الاجتماعية يتشجع هؤلاء على التمادي أكثر لدرجة أنهم أصبحوا لا يعيرون هذه القوانين أهمية إضافة إلى أنهم باتوا ينتشرون بكثرة ليقوموا بهذه الأفعال التي تتجاوز بدناءتها كل المقاييس الأخلاقية والاجتماعية.
مشاهد متكررة
تؤكد الشابة ميس ابنة 26 عاما تعرضها لأكثر من مرة لمثل هذه الأفعال والتي كان أولها منذ عامين عندما قام شاب ثلاثيني قالت عنه أنه كان رث الثياب بإطلاق وابل من الكلمات النابية أو ما يعرف بـ"التلطيش" على مسامعها وعندما لم تعره انتباها بدأ يتمادى لتمتد يداه إلى أكتافها ويبدأ بمداعبتهما عندها بدأت ميس بالصراخ الأمر الذي دفع الشاب للهرب من النافذة.
أما ثانيها فتقول ميس:"المرة الثانية التي تعرضت فيها إلى مثل هذه التحرشات كانت أيضا في سيارة نقل عمومية عندما جلس إلى جانبي شاب كان وجهه غريبا وغير طبيعيا وما أن بدأت السيارة بالتحرك حتى مد يده لتلامس يداي هامسا في أذني "من ايمتا والقمر يركب بالسرفيس" هنا شعرت بالخوف وبدأت بالصراخ عندها قام السائق بإنزاله وضربه".
وتشير ميس إلى أن هاتين المرتين لم تكونا الوحيدتين فقد تعرضت وعلى حد قولها للعديد من محاولات التحرش مؤكدة أن هذه الحالات أصبحت تشعرها بالخوف والقلق من هذه الوسائل فهي الآن لم تعد تشعر بالأمان عندما تستقلها.
كبيرات السن في دائرة التحرش
وهو ما تثبته السيدة علياء صاحبة الخمسون عاما فهي تقول أنها تعرضت أيضا للتحرش من قبل شاب بعمر أنبائها كان يجلس إلى جانبها حيث مد يده وقرصها في فخذها الأمر الذي أثار استغراب علياء وأوقعها في دهشة إلى أن الشاب عاود الكرة مرة أخرى إلى جانب أنه قام بفتح سحاب بنطاله الذي كان يرتديه وقتها قامت علياء بصفعه وشتمه إلى أن الشاب وببالغ الوقاحة قال لها "بتمون يا حنون" عندها قام السائق وبعض الركاب بإنزاله وطرده من السيارة.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن هذه ليست الحادثة الوحيدة التي تتعرض فيها امرأة كبيرة السن إلى التحرش فقد تبعتها قصة أم أحمد والتي تقارب علياء في العمر عندما قام شاب يجلس بجانبها بالتحرش بها ودعوته لها بأن ترافقه ليستمتعا معا بوقتهما.
المتصابون لهم حصتهم
أما عن المتصابون فقد لفتت الشابة حنان وهي موظفة أن حصتهم من هذه التحرشات كانت محفوظة مؤكدة تعرضها للتحرش من قبل رجل يكاد يكون ستيني على الأقل فهي تقول :"بينما كنت عائدة من عملي وأركب في وسيلة نقل عمومية فوجئت برجل كبير السن يطلب الجلوس إلى جانبي فلم أمانع وبعد أن جلس بدأ يهمس لي بأن لديه مزرعة وهو على استعداد أن يعطيني ما أريد إذا قبلت الذهاب معه في بداية الأمر لم أرد أن أصغي إليه فلم أعره انتباها فإذ به يقترب مني ويضع يده على خصري وبدأ بمداعبتي هنا بدأت بالصراخ عليه ولم أكتفي بذلك بل رفعت يدي وضربته وطلبت من السائق طرده من السيارة وهو ما تم بالفعل".
وترى حنان أن الأمر هنا بلغ حد فالكبير أصبح كالصغير تديره غرائزه ورغباته الشيء الذي يبعث الخوف والرعب في نفوس الكثير من الفتيات فهن الآن لا يأمن على أنفسهن من طيش الصغير ولا من تصابي الكبير.
حلول غير ناجعة
وأمام كل هذه الحوادث والتحرشات التي حدثت في سيارات النقل العمومية رأت الطالبة الجامعية راما ابنة 20 عام الحل باستقلال التاكسي فهي ترى في ذلك حل يخلصها من تلك التحرشات بحسب ما قالت.
إلا أنها سرعان ما اكتشفت أن حلها لم يكن ناجحا عندما قام أحد سائقي التاكسي بالتحرش بها هو الآخر من خلال تلطيشها ببعض الكلمات وغمزها بعينه التي وصفتها راما بأنها "تستاهل القلع" الأمر الذي ولد لديها إحساس بالخوف والقلق ما دفعها للنزول وأخذ سرفيس فهي وجدت نفسها كما تقول بأنها وقعت من "تحت الدلف لتحت المزراب".
ابتزاز
ولأن الحق يقال فلابد من الإشارة إلى أن الطرف الآخر من المعادلة وهو الشاب يقع أحيانا تحت الظلم وهو ما يشير إليه محمد ابن 35 عام فهو يرى أن بعض التحرشات وخاصة ما يتعلق بالتلامس يكون أحيانا سوء فهم أو عن غير قصد منطلقا في ذلك مما حدث معه فيقول:" في أحد المرات كنت جالسا بجانب فتاة عشرينية ونتيجة للازدحام الشديد كنت أكاد أن ألتصق بها وخلال الطريق ومن دون قصد لامست يدي يدها وهو ما اعتبرته تحرش فبدأت بالصراخ والشتم ولم تترك لي فرصة لأشرح لها عندها لم يبقى أحد في السرفيس إلا وضربني ناهيك عن هذه الإهانة والفضيحة فقد اضطررت للنزول وانتظار سيارة أخرى في هذا الازدحام.
ويشير محمد إلى أن الأمر في بعض الأحيان يتعدى سوء لفهم ليصل لحد الابتزاز وهو ما وافقه عليه صلاح الذي يقول بأنه قد تعرض إلى مثل هذه الحالة من الابتزاز فقد قامت سيدة كانت تجلس إلى جانبه باتهامه وهو بريء على حد قوله أنه قد داعب بعض أجزاء من جسمها وأنها تريد الذهاب إلى الشرطة ولم ينتهي الموضوع إلى بعد أن دفع لها مبلغ من المال.
وهنا يمكن القول أن وسائل النقل قد تحولت من وسائل للراحة وتوفير الوقت إلى وسائل مثيرة للخوف والفزع لكلا الجنسين من الشباب والفتيات الأمر الذي يتطلب حلولا جذرية تحد من هذه الظاهرة وتحول دون تطورها وانتشارها.
ظاهرة مرضية
وفي تعليقه على ظاهرة التحرش اعتبر الدكتور محمد العبد الله أستاذ علم الاجتماع في جامعة دمشق أنها ظاهرة مرضية ولا يمكن اعتباره عادة اجتماعية على الرغم من وجوده في جميع المجتمعات سواء أكانت المتقدمة منها أو النامية مشيرا إلى أن نقص الوعي وضعف الواعز الديني والأخلاقي أدى إلى وجود مثل هذه الظواهر التي عادة ما ترتبط بجملة من العوامل معتبرا أن العامل الاقتصادي أهمها على اعتبار أن الفقر غالبا ما يكون اللاعب الأبرز في نشوء وانتشار العديد من الظواهر السيئة ولاسيما المتعلقة بالنواحي الجنسية.
وأما عن بقية العوامل أشار العبد الله إلى أن العامل التكنولوجي من ناحيته له دور كبير أيضا في رواج هذه الظاهرة فبرأي العبد الله فإن الأفلام الإباحية التي تنتشر بشكل منقطع النظير إلى جانب المشاهد الساخنة في الدراما والكليبات تساعد بشكل ملحوظ على تهيج الغرائز الجنسية لدى الكثير من الشباب الأمر الذي يدفعهم إلى التصرف بشكل غريزي ودون تقدير للعواقب.
وفي تصوره لمعالجة هذه الظاهرة لفت العبد الله إلى أن المشكلات دائما تحل انطلاقا من الأسباب، فمعالجة الأسباب من وجهة نظره تمكننا من السيطرة على هذه الظاهرة والحد منها مؤكدا على ضرورة تدعيم الواعز الديني إضافة إلى تنشيط دور الأسرة في تربية الأطفال على فضائل الأخلاق.
مشاهد متكررة
تؤكد الشابة ميس ابنة 26 عاما تعرضها لأكثر من مرة لمثل هذه الأفعال والتي كان أولها منذ عامين عندما قام شاب ثلاثيني قالت عنه أنه كان رث الثياب بإطلاق وابل من الكلمات النابية أو ما يعرف بـ"التلطيش" على مسامعها وعندما لم تعره انتباها بدأ يتمادى لتمتد يداه إلى أكتافها ويبدأ بمداعبتهما عندها بدأت ميس بالصراخ الأمر الذي دفع الشاب للهرب من النافذة.
أما ثانيها فتقول ميس:"المرة الثانية التي تعرضت فيها إلى مثل هذه التحرشات كانت أيضا في سيارة نقل عمومية عندما جلس إلى جانبي شاب كان وجهه غريبا وغير طبيعيا وما أن بدأت السيارة بالتحرك حتى مد يده لتلامس يداي هامسا في أذني "من ايمتا والقمر يركب بالسرفيس" هنا شعرت بالخوف وبدأت بالصراخ عندها قام السائق بإنزاله وضربه".
وتشير ميس إلى أن هاتين المرتين لم تكونا الوحيدتين فقد تعرضت وعلى حد قولها للعديد من محاولات التحرش مؤكدة أن هذه الحالات أصبحت تشعرها بالخوف والقلق من هذه الوسائل فهي الآن لم تعد تشعر بالأمان عندما تستقلها.
كبيرات السن في دائرة التحرش
وهو ما تثبته السيدة علياء صاحبة الخمسون عاما فهي تقول أنها تعرضت أيضا للتحرش من قبل شاب بعمر أنبائها كان يجلس إلى جانبها حيث مد يده وقرصها في فخذها الأمر الذي أثار استغراب علياء وأوقعها في دهشة إلى أن الشاب عاود الكرة مرة أخرى إلى جانب أنه قام بفتح سحاب بنطاله الذي كان يرتديه وقتها قامت علياء بصفعه وشتمه إلى أن الشاب وببالغ الوقاحة قال لها "بتمون يا حنون" عندها قام السائق وبعض الركاب بإنزاله وطرده من السيارة.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن هذه ليست الحادثة الوحيدة التي تتعرض فيها امرأة كبيرة السن إلى التحرش فقد تبعتها قصة أم أحمد والتي تقارب علياء في العمر عندما قام شاب يجلس بجانبها بالتحرش بها ودعوته لها بأن ترافقه ليستمتعا معا بوقتهما.
المتصابون لهم حصتهم
أما عن المتصابون فقد لفتت الشابة حنان وهي موظفة أن حصتهم من هذه التحرشات كانت محفوظة مؤكدة تعرضها للتحرش من قبل رجل يكاد يكون ستيني على الأقل فهي تقول :"بينما كنت عائدة من عملي وأركب في وسيلة نقل عمومية فوجئت برجل كبير السن يطلب الجلوس إلى جانبي فلم أمانع وبعد أن جلس بدأ يهمس لي بأن لديه مزرعة وهو على استعداد أن يعطيني ما أريد إذا قبلت الذهاب معه في بداية الأمر لم أرد أن أصغي إليه فلم أعره انتباها فإذ به يقترب مني ويضع يده على خصري وبدأ بمداعبتي هنا بدأت بالصراخ عليه ولم أكتفي بذلك بل رفعت يدي وضربته وطلبت من السائق طرده من السيارة وهو ما تم بالفعل".
وترى حنان أن الأمر هنا بلغ حد فالكبير أصبح كالصغير تديره غرائزه ورغباته الشيء الذي يبعث الخوف والرعب في نفوس الكثير من الفتيات فهن الآن لا يأمن على أنفسهن من طيش الصغير ولا من تصابي الكبير.
حلول غير ناجعة
وأمام كل هذه الحوادث والتحرشات التي حدثت في سيارات النقل العمومية رأت الطالبة الجامعية راما ابنة 20 عام الحل باستقلال التاكسي فهي ترى في ذلك حل يخلصها من تلك التحرشات بحسب ما قالت.
إلا أنها سرعان ما اكتشفت أن حلها لم يكن ناجحا عندما قام أحد سائقي التاكسي بالتحرش بها هو الآخر من خلال تلطيشها ببعض الكلمات وغمزها بعينه التي وصفتها راما بأنها "تستاهل القلع" الأمر الذي ولد لديها إحساس بالخوف والقلق ما دفعها للنزول وأخذ سرفيس فهي وجدت نفسها كما تقول بأنها وقعت من "تحت الدلف لتحت المزراب".
ابتزاز
ولأن الحق يقال فلابد من الإشارة إلى أن الطرف الآخر من المعادلة وهو الشاب يقع أحيانا تحت الظلم وهو ما يشير إليه محمد ابن 35 عام فهو يرى أن بعض التحرشات وخاصة ما يتعلق بالتلامس يكون أحيانا سوء فهم أو عن غير قصد منطلقا في ذلك مما حدث معه فيقول:" في أحد المرات كنت جالسا بجانب فتاة عشرينية ونتيجة للازدحام الشديد كنت أكاد أن ألتصق بها وخلال الطريق ومن دون قصد لامست يدي يدها وهو ما اعتبرته تحرش فبدأت بالصراخ والشتم ولم تترك لي فرصة لأشرح لها عندها لم يبقى أحد في السرفيس إلا وضربني ناهيك عن هذه الإهانة والفضيحة فقد اضطررت للنزول وانتظار سيارة أخرى في هذا الازدحام.
ويشير محمد إلى أن الأمر في بعض الأحيان يتعدى سوء لفهم ليصل لحد الابتزاز وهو ما وافقه عليه صلاح الذي يقول بأنه قد تعرض إلى مثل هذه الحالة من الابتزاز فقد قامت سيدة كانت تجلس إلى جانبه باتهامه وهو بريء على حد قوله أنه قد داعب بعض أجزاء من جسمها وأنها تريد الذهاب إلى الشرطة ولم ينتهي الموضوع إلى بعد أن دفع لها مبلغ من المال.
وهنا يمكن القول أن وسائل النقل قد تحولت من وسائل للراحة وتوفير الوقت إلى وسائل مثيرة للخوف والفزع لكلا الجنسين من الشباب والفتيات الأمر الذي يتطلب حلولا جذرية تحد من هذه الظاهرة وتحول دون تطورها وانتشارها.
ظاهرة مرضية
وفي تعليقه على ظاهرة التحرش اعتبر الدكتور محمد العبد الله أستاذ علم الاجتماع في جامعة دمشق أنها ظاهرة مرضية ولا يمكن اعتباره عادة اجتماعية على الرغم من وجوده في جميع المجتمعات سواء أكانت المتقدمة منها أو النامية مشيرا إلى أن نقص الوعي وضعف الواعز الديني والأخلاقي أدى إلى وجود مثل هذه الظواهر التي عادة ما ترتبط بجملة من العوامل معتبرا أن العامل الاقتصادي أهمها على اعتبار أن الفقر غالبا ما يكون اللاعب الأبرز في نشوء وانتشار العديد من الظواهر السيئة ولاسيما المتعلقة بالنواحي الجنسية.
وأما عن بقية العوامل أشار العبد الله إلى أن العامل التكنولوجي من ناحيته له دور كبير أيضا في رواج هذه الظاهرة فبرأي العبد الله فإن الأفلام الإباحية التي تنتشر بشكل منقطع النظير إلى جانب المشاهد الساخنة في الدراما والكليبات تساعد بشكل ملحوظ على تهيج الغرائز الجنسية لدى الكثير من الشباب الأمر الذي يدفعهم إلى التصرف بشكل غريزي ودون تقدير للعواقب.
وفي تصوره لمعالجة هذه الظاهرة لفت العبد الله إلى أن المشكلات دائما تحل انطلاقا من الأسباب، فمعالجة الأسباب من وجهة نظره تمكننا من السيطرة على هذه الظاهرة والحد منها مؤكدا على ضرورة تدعيم الواعز الديني إضافة إلى تنشيط دور الأسرة في تربية الأطفال على فضائل الأخلاق.
Comment