• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس بوسعهم استعراض جميع المشاركات.
وجميع المواضيع تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا يتحمل أي من إدارة منتدى الشباب المسيحي - سوريا أي مسؤولية عن مضامين المشاركات.
عند التسجيل بالمنتدى فإنك بحكم الموافق على عدم نشر أي مشاركة تخالف قوانين المنتدى فإن هذه القوانين وضعت لراحتكم ولصالح المنتدى، فمالكي منتدى الشباب المسيحي - سوريا لديهم حق حذف ، أو مسح ، أو تعديل ، أو إغلاق أي موضوع لأي سبب يرونه، وليسوا ملزمين بإعلانه على العام فلا يحق لك الملاحقة القانونية أو المسائلة القضائية.


المواضيع:
- تجنب استخدام حجم خط كبير (أكبر من 4) او صغير (أصغر من 2) او اختيار نوع خط رديء (سيء للقراءة).
- يمنع وضع عدد كبير من المواضيع بنفس القسم بفترة زمنية قصيرة.
- التأكد من ان الموضوع غير موجود مسبقا قبل اعتماده بالقسم و هالشي عن طريق محرك بحث المنتدى او عن طريق محرك بحث Google الخاص بالمنتدى والموجود بأسفل كل صفحة و التأكد من القسم المناسب للموضوع.
- إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع و ذكر المصدر بنهاية الموضوع.
- مو المهم وضع 100 موضوع باليوم و انما المهم اعتماد مواضيع ذات قيمة و تجذب بقية الاعضاء و الابتعاد عن مواضيع العاب العد متل "اللي بيوصل للرقم 10 بياخد بوسة" لأنو مخالفة و رح تنحزف.
- ممنوع وضع الاعلانات التجارية من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- ممنوع وضع روابط دعائية لمواقع تانية كمان من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- لما بتشوفو موضوع بغير قسمو او فيو شي مو منيح او شي مو طبيعي , لا تردو عالموضوع او تحاورو صاحب الموضوع او تقتبسو شي من الموضوع لأنو رح يتعدل او ينحزف و انما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.
- لما بتشوفو موضوع بقسم الشكاوي و الاقتراحات لا تردو على الموضوع الا اذا كنتو واثقين من انكم بتعرفو الحل "اذا كان الموضوع عبارة عن استفسار" , اما اذا كان الموضوع "شكوى" مافي داعي تردو لأنو ممكن تعبرو عن وجهة نظركم اللي ممكن تكون مختلفة عن توجه المنتدى مشان هيك نحن منرد.
- ممنوع وضع برامج الاختراق او المساعدة بعمليات السرقة وبشكل عام الـ "Hacking Programs".
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات مخالفة للكتاب المقدس " الانجيل " وبمعنى تاني مخالفة للايمان المسيحي.
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات تمس الطوائف المسيحية بأي شكل من الاشكال "مدح او ذم" والابتعاد بشكل كامل عن فتح اي نقاش يحمل صبغة طائفية.
- ضمن منتدى " تعرفون الحق و الحق يحرركم " بالامكان طرح الاسئلة بصيغة السؤال والجواب فقط ويمنع فتح باب النقاش والحوار بما يؤدي لمهاترات وافتراض اجوبة مسبقة.


عناوين المواضيع:
- عنوان الموضوع لازم يعبر عن محتوى الموضوع و يفي بالمحتوى و ما لازم يكون متل هيك "الكل يفوت , تعوا بسرعة , جديد جديد , صور حلوة , الخ ....".
- لازم العنوان يكون مكتوب بطريقة واضحة بدون اي اضافات او حركات متل "(((((((((العنوان)))))))))))) , $$$$$$$$$ العنوان $$$$$$$$$".
- عنوان الموضوع ما لازم يحتوي على اي مدات متل "الــعــنـــوان" و انما لازم يكون هيك "العنوان".


المشاركات:
- ممنوع تغيير مسار الموضوع لما بكون موضوع جدي من نقاش او حوار.
- ممنوع فتح احاديث جانبية ضمن المواضيع وانما هالشي بتم عالبرايفت او بالدردشة.
- ممنوع استخدام الفاظ سوقية من سب او شتم او تجريح او اي الفاظ خارجة عن الزوق العام.
- ممنوع المساس بالرموز و الشخصيات الدينية او السياسية او العقائدية.
- استخدام زر "thanks" باسفل الموضوع اذا كنتو بدكم تكتبو بالمشاركة كلمة شكر فقط.
- لما بتشوفو مشاركة سيئة او مكررة او مو بمحلها او فيا شي مو منيح , لا تردو عليها او تحاورو صاحب المشاركة او تقتبسو من المشاركة لأنو رح تنحزف او تتعدل , وانما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.


العضوية:
- ممنوع استخدام اكتر من عضوية "ممنوع التسجيل بأكتر من اسم".
- ممنوع اضافة حركات او رموز لاسم العضوية متل " # , $ , () " و انما يجب استخدام حروف اللغة الانكليزية فقط.
- ممنوع اضافة المدات لاسم العضوية "الـعـضـويـة" و انما لازم تكون بهل شكل "العضوية".
- ممنوع استخدام اسماء عضويات تحتوي على الفاظ سوقية او الفاظ بزيئة.
- ممنوع وضع صورة رمزية او صورة ملف شخصي او صور الالبوم خادشة للحياء او الزوق العام.
- التواقيع لازم تكون باللغة العربية او الانكليزية حصرا و يمنع وضع اي عبارة بلغة اخرى.
- ما لازم يحتوي التوقيع على خطوط كتيرة او فواصل او المبالغة بحجم خط التوقيع و السمايليات او المبالغة بمقدار الانتقال الشاقولي في التوقيع "يعني عدم ترك سطور فاضية بالتوقيع و عدم تجاوز 5 سطور بحجم خط 3".
- ما لازم يحتوي التوقيع على لينكات "روابط " دعائية , او لمواقع تانية او لينك لصورة او موضوع بمنتدى اخر او ايميل او اي نوع من اللينكات , ما عدا لينكات مواضيع المنتدى.
- تعبئة كامل حقول الملف الشخصي و هالشي بساعد بقية الاعضاء على معرفة بعض اكتر و التقرب من بعض اكتر "ما لم يكن هناك سبب وجيه لمنع ذلك".
- فيكم تطلبو تغيير اسم العضوية لمرة واحدة فقط وبعد ستة اشهر على تسجيلكم بالمنتدى , او يكون صار عندكم 1000 مشاركة , ومن شروط تغيير الاسم انو ما يكون مخالف لشروط التسجيل "قوانين المنتدى" و انو الاسم الجديد ما يكون مأخود من قبل عضو تاني , و انو تحطو بتوقيعكم لمدة اسبوع على الاقل "فلان سابقا".
- يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.


الرسائل الخاصة:
الرسائل الخاصة مراقبة مع احترام خصوصيتا وذلك بعدم نشرها على العام في حال وصلكم رسالة خاصة سيئة فيكم تكبسو على زر "تقرير برسالة خاصة" ولا يتم طرح الشكوى عالعام "متل انو توصلكم رسالة خاصة تحتوي على روابط دعائية لمنتجات او مواقع او منتديات او بتحتوي على الفاظ نابية من سب او شتم او تجريح".
لما بتوصلكم رسائل خاصة مزعجة و انما ما فيها لا سب ولا شتم ولا تجريح ولا روابط دعائية و انما عم يدايقكم شي عضو من كترة رسائلو الخاصة فيكم تحطو العضو على قائمة التجاهل و هيك ما بتوصل اي رسالة خاصة من هالعضو.
و تزكرو انو الهدف من الرسائل الخاصة هو تسهيل عملية التواصل بين الاعضاء.


السياسة:
عدم التطرق إلى سياسة الدولة الخارجية أو الداخلية أو حتى المساس بسياسات الدول الصديقة فالموقع لا يمت للسياسة بصلة ويرجى التفرقة بين سياسات الدول وسياسات الأفراد والمجتمعات وعدم التجريح أو المساس بها فالمنتدى ليس حكر على فئة معينة بل يستقبل فئات عدة.
عدم اعتماد مواضيع أو مشاركات تهدف لزعزعة سياسة الجمهورية العربية السورية أو تحاول أن تضعف الشعور القومي أو تنتقص من هيبة الدولة ومكانتها أو أن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بزعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية العربية السورية فيحق للادارة حذف الموضوع مع ايقاف عضوية صاحب الموضوع.


المخالفات:
بسبب تنوع المخالفات و عدم امكانية حصر هالمخالفات بجدول محدد , منتبع اسلوب مخالفات بما يراه المشرف مناسب من عدد نقط و مدة المخالفة بيتراوح عدد النقط بين 1-100 نقطة , لما توصلو لل 100 بتم الحظر الاوتوماتيكي للعضو ممكن تاخدو تنبيه بـ 5 نقط مثلا على شي مخالفة , و ممكن تاخد 25 نقطة على نفس المخالفة و ممكن يوصلو لل 50 نقطة كمان و هالشي بيرجع لعدد تكرارك للمخالفة او غير مخالفة خلال فترة زمنية قصيرة.
عند تلقيك مخالفة بيظهر تحت عدد المشاركات خانة جديدة " المخالفات :" و بيوصلك رسالة خاصة عن سبب المخالفة و عدد النقط و المدة طبعا هالشي بيظهر عندكم فقط.


الهدف:
- أسرة شبابية سورية وعربية مسيحية ملؤها المحبة.
- توعية وتثقيف الشباب المسيحي.
- مناقشة مشاكل وهموم وأفكار شبابنا السوري العربي المسيحي.
- نشر التعاليم المسيحية الصحيحة وعدم الإنحياز بشكل مذهبي نحو طائفة معينة بغية النقد السيء فقط.
في بعض الأحيان كان من الممكن أن ينحني عن مسار أهدافه ليكون مشابه لغيره من المنتديات فكان العمل على عدم جعله منتدى ديني متخصص كحوار بين الطوائف , فنتيجة التجربة وعلى عدة مواقع تبين وبالشكل الأكبر عدم المنفعة المرجوة بهذا الفكر والمنحى , نعم قد نشير ونوضح لكن بغية ورغبة الفائدة لنا جميعا وبتعاون الجميع وليس بغية بدء محاورات كانت تنتهي دوما بالتجريح ومن الطرفين فضبط النفس صعب بهذه المواقف.



رح نكتب شوية ملاحظات عامة يا ريت الكل يتقيد فيها:
• ابحث عن المنتدى المناسب لك و تصفح أقسامه ومواضيعه جيداً واستوعب مضمونه وهدفه قبل ان تبادر بالمشاركة به , فهناك الكثير من المنتديات غير اللائقة على الإنترنت .وهناك منتديات متخصصة بمجالات معينة قد لا تناسبك وهناك منتديات خاصة بأناس محددين.
• إقرأ شروط التسجيل والمشاركة في المنتدى قبل التسجيل به واستوعبها جيدأ واحترمها و اتبعها حتى لا تخل بها فتقع في مشاكل مع الأعضاء ومشرفي المنتديات.
• اختر اسم مستعار يليق بك وبصفاتك الشخصية ويحمل معاني إيجابية ، وابتعد عن الأسماء السيئة والمفردات البذيئة ، فأنت في المنتدى تمثل نفسك وأخلاقك وثقافتك وبلدك ، كما أن الاسم المستعار يعطي صفاته ودلالته لصاحبه مع الوقت حيث يتأثر الإنسان به بشكل غير مباشر ودون ان يدرك ذلك.
• استخدم رمز لشخصيتك " وهو الصورة المستخدمة تحت الاسم المستعار في المنتدى " يليق بك و يعبر عن شخصيتك واحرص على ان يكون أبعاده مناسبة.
• عند اختيارك لتوقيعك احرص على اختصاره ، وأن يكون مضمونه مناسباً لشخصيتك وثقافتك.
• استخدم اللغة العربية الفصحى وابتعد عن اللهجات المحكية " اللهجة السورية مستثناة لكثرة المسلسلات السورية " لانها قد تكون مفهومة لبعض الجنسيات وغير مفهومة لجنسيات أخرى كما قد تكون لكلمة في لهجتك المحكية معنى عادي ولها معنى منافي للأخلاق أو مسيء لجنسية أخرى . كذلك فإن استخدامك للغة العربية الفصحى يسمح لزوار المنتدى وأعضائه بالعثور على المعلومات باستخدام ميزة البحث.
• استخدم المصحح اللغوي وراعي قواعد اللغة عند كتابتك في المنتديات حتى تظهر بالمظهر اللائق التي تتمناه.
• أعطي انطباع جيد عن نفسك .. فكن مهذباً لبقاً واختر كلماتك بحكمة.
• لا تكتب في المنتديات أي معلومات شخصية عنك أو عن أسرتك ، فالمنتديات مفتوحة وقد يطلع عليها الغرباء.
• أظهر مشاعرك وعواطفك باستخدام ايقونات التعبير عن المشاعر Emotion Icon's عند كتابة مواضيعك وردودك يجب ان توضح مشاعرك أثناء كتابتها ، هل سيرسلها مرحة بقصد الضحك ؟ او جادة أو حزينه ؟ فعليك توضيح مشاعرك باستخدام Emotion Icon's ،لأنك عندما تتكلم في الواقع مع احد وجها لوجه فانه يرى تعابير وجهك وحركة جسمك ويسمع نبرة صوتك فيعرف ما تقصد ان كنت تتحدث معه على سبيل المزاح أم الجد. لكن لا تفرط في استخدام أيقونات المشاعر و الخطوط الملونة و المتغيرة الحجم ، فما زاد عن حده نقص.
• إن ما تكتبه في المنتديات يبقى ما بقي الموقع على الإنترنت ، فاحرص على كل كلمة تكتبها ، فمن الممكن ان يراها معارفك وأصدقائك وأساتذتك حتى وبعد مرور فترات زمنية طويلة.
• حاول اختصار رسالتك قدر الإمكان :بحيث تكون قصيرة و مختصرة ومباشرة وواضحة وفي صلب مضمون قسم المنتدى.
• كن عالمياً : واعلم أن هناك مستخدمين للإنترنت يستخدمون برامج تصفح مختلفة وكذلك برامج بريد الكتروني متعددة ، لذا عليك ألا تستخدم خطوط غريبة بل استخدم الخطوط المعتاد استخدامها ، لأنه قد لا يتمكن القراء من قراءتها فتظهر لهم برموز وحروف غريبة.
• قم بتقديم ردود الشكر والتقدير لكل من أضاف رداً على موضوعك وأجب على أسئلتهم وتجاوب معهم بسعة صدر وترحيب.
• استخدم ميزة البحث في المنتديات لمحاولة الحصول على الإجابة قبل السؤال عن أمر معين أو طلب المساعدة من بقية الأعضاء حتى لا تكرر الأسئلة والاستفسارات والاقتراحات التى تم الإجابة عنها قبل ذلك.
• تأكد من أنك تطرح الموضوع في المنتدى المخصص له: حيث تقسم المنتديات عادة إلى عدة منتديات تشمل جميع الموضوعات التي يمكن طرحها ومناقشتها هنا، وهذا من شأنه أن يرفع من كفاءة المنتديات ويسهل عملية تصنيف وتبويب الموضوعات، ويفضل قراءة الوصف العام لكل منتدى تحت اسمه في فهرس المنتديات للتأكد من أن مشاركتك تأخذ مكانها الصحيح.
• استخدم عنوان مناسب ومميِّز لمشاركتك في حقل الموضوع. يفضل عدم استخدام عبارات عامة مثل "يرجى المساعدة" أو "طلب عاجل" أو "أنا في ورطة" الخ، ويكون ذلك بكتابة عناوين مميِّزة للموضوعات مثل "كيف استخدم أمر كذا في برنامج كذا" أو "تصدير ملفات كذا إلى كذا".
• إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع والشركات، وعليك أن تذكر في نهاية مشاركتك عبارة "منقول عن..." إذا قمت بنقل خبر أو مشاركة معينة من أحد المواقع أو المجلات أو المنتديات المنتشرة على الإنترنت.
• إن أغلب المنتديات تكون موجهه لجمهور عام ولمناقشة قضايا تثقيفية وتعليمية . لذلك يجب ان تكون مشاركتك بطريقة تحترم مشاعر الآخرين وعدم الهجوم في النقاشات والحوارات. وأي نشر لصور أو نصوص أو وصلات مسيئة، خادشة للحياء أو خارج سياق النهج العام للموقع.
• المنتدى لم يوجد من أجل نشر الإعلانات لذا يجب عدم نشر الإعلانات أو الوصلات التي تشير إلى مواقع إعلانية لأي منتج دون إذن او إشارة إلى موقعك أو مدونتك إذا كنت تمتلك ذلك.
• عدم نشر أي مواد أو وصلات لبرامج تعرض أمن الموقع أو أمن أجهزة الأعضاء الآخرين لخطر الفيروسات أو الدودات أو أحصنة طروادة.
•ليس المهم أن تشارك بألف موضوع فى المنتدى لكن المهم أن تشارك بموضوع يقرأه الألوف،فالعبرة بالنوع وليس بالكم.
• عدم الإساءة إلى الأديان أو للشخصيات الدينية.
•عند رغبتك بإضافة صور لموضوعك في المنتدى ، احرص على ألا يكون حجمها كبير حتى لا تستغرق وقتاً طويلاً لتحميلها وأن تكون في سياق الموضوع لا خارجه عنه.
•الالتزام بالموضوع في الردود بحيث يكون النقاش في حدود الموضوع المطروح لا الشخص، وعدم التفرع لغيره أو الخروج عنه أو الدخول في موضوعات أخرى حتى لا يخرج النقاش عن طوره.
• البعد عن الجدال العقيم والحوار الغير مجدي والإساءة إلى أي من المشاركين ، والردود التي تخل بأصول اللياقة والاحترام.
• احترم الرأي الآخر وقدر الخلاف في الرأي بين البشر واتبع آداب الخلاف وتقبله، وأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
• التروي وعدم الاستعجال في الردود ، وعدم إلقاء الأقوال على عواهلها ودون تثبت، وأن تكون التعليقات بعد تفكير وتأمل في مضمون المداخله، فضلاً عن التراجع عن الخطأ؛ فالرجوع إلى الحق فضيلة. علاوة على حسن الاستماع لأقوال الطرف الآخر ، وتفهمها تفهما صحيحا.
• إياك و تجريح الجماعات أو الأفراد أو الهيئات أو الطعن فيهم شخصياً أو مهنياً أو أخلاقياً، أو استخدام أي وسيلة من وسائل التخويف أو التهديد او الردع ضد أي شخص بأي شكل من الأشكال.
• يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.
• إذا لاحظت وجود خلل في صفحة أو رابط ما أو إساءة من أحد الأعضاء فيجب إخطار مدير الموقع أو المشرف المختص على الفور لأخذ التدابير اللازمة وذلك بإرسال رسالة خاصة له.
• فريق الإشراف يعمل على مراقبة المواضيع وتطوير الموقع بشكل يومي، لذا يجب على المشاركين عدم التصرف "كمشرفين" في حال ملاحظتهم لخلل أو إساءة في الموقع وتنبيه أحد أعضاء فريق الإشراف فوراً.
See more
See less

زكريا عبد المسيح زكريا السيد فضل الله سابقاً

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • زكريا عبد المسيح زكريا السيد فضل الله سابقاً

    ولدت في مدينة زفتى المحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية،من عائلة إسلامية مشهورة تدعى عائلة فضل الله،ولها شارعاً كبيرا يحمل اسمها حتى الآن .
    وكانت كل العائلات تخشاها وتتجنب الوقوع معها في مشاكل،حيث أنها عائلة كبيرة وقوية وبها قتلة ترتجف الناس عند سماع أسمائهم .
    وكان بعضهم يعمل في تجارة الجمال التي يأتون بها من السودان،والبعض الآخر يمتلك أراضي زراعية كثيرة خلف محطة السكة الحديدية وتعرف بأرض فضل الله.
    أما والدي فكان يعمل مقاولا لنقل الأقطان من (المحالج) المصانع إلى السفن في الإسكندرية لتذهب إلى مصانع الغزل في (يوركشاير) في إنكلترا،وكان يمتلك عددا من سيارات النقل.
    وكان والدي رجلا مسلما متدينا "جدا"،يؤدي الصوم والصلاة في مواعيدها المقررة،كما كان يعطي الفقراء بسخاء،وكان محبوبا من الكل.
    أما والدتي فكانت من أسرة ثرية مثقفة بها أعضاء من مجلس الشيوخ وحزب الوفد المصري وكانت والدتي سيدة أنيقة ترتدي الملابس الأوربية وتمتلك الكثير من الذهب وكانت تضع في أصابعها ويديها وصدرها ورقبتها كثيرا من الذهب،وعرفت باسم (أم الذهب) وكان لي أربعة أخوة كان ترتيبي بينهم قبل الأخير ، وأدخلني والدي (الكتاب ) وهو عبارة عن مدرسة خاصة لتعليم القرآن وحفظه وتلاوته .
    وكان يشرف على تعليمنا مجموعة من الشيوخ يحمل كل منهم عصا رفيعة للضرب وكان عقاب كل من يخطئ عشرون عصا على يده ، وكنت سريع الفهم وقارئ جيد ، وصاحب ذاكرة قوية ،لذلك فقد تفوقت على زملائي وحفظت القرآن في سن مبكرة،وصار خطي أحسن من خط فضيلة الشيخ حسنين قشطى صاحب الكتاب نفسه.
    وكان الشيخ شبل والشيخ درويش أساتذتي في الكتاب،يشحنون بطارية حياتي كل يوم ويقولون أن المسيحيين مصيرهم النار لأنهم يعبدون ثلاثة آلهة،ويقولون أن المسيح هو الله وأنه ابن الله و. و. و.
    وكان والدي يأخذني معه إلى الصلاة في الجوامع ويحدثني كثيرا عن المسيحيين الكفرة المشركين حتى كرهت الله لأنه قد سمح بالدين المسيحي ، ولذلك كونت مجموعة من زملائي في الكتاب ومجموعة أخرى من أبناء الشوارع وأشعلت فيها الحماس والغيرة على الإسلام وجعلتهم طريقا واحداً تحت قيادتي للاعتداء على الصبيان المسيحيين ومطاردتهم وضربهم في الشوارع وأمام منازلهم و أينما كانوا .
    وكنت أحول أعياد الصبيان المسيحيين إلى أحزان ففي صباح أول أيام العيد يتجمع أمام منزلنا عدد كبيراً من الصبيان المسلمين لقيادتهم في شن هجوم كاسح على الصبيان المسيحيين حتى لا يستمتعوا بالعيد فكنا نمزق ملابسهم الجديدة ونكسر الدراجات التي يركبونها ونستولي على نقودهم بالقوة حتى أصبحوا يعيدون داخل منازلهم ولا يسير أحد إلا ومعه والده،وكنت أقذف الكنيسة بالحجارة وأكسر زجاج الشبابيك وأطلب من الصبيان المسيحيين عدم الذهاب إلى الكنيسة وعدم حمل صور القديسين وخاصة صورة المسيح مصلوبا لأن رؤيتي لها كانت تجعلني أحترق غيظا وكنت أختبئ مع أتباعي في مكان بجوار كنيسة أبو سيفين وأهاجم الصبيان المسيحيين وهم ذاهبين وخارجين من مدارس الأحد وأقوم بضربهم وتفتيشهم،وكان كل من أضبطه متلبسا بحمل صورة المسيح مصلوبا يرتعد في يدي ويبكي بدموع طالبا الرحمة،وتحت تهديد المطواة المتعطشة إلى دمه اجبره على أن يبصق فوق الصورة ويمزقها بيديه ويدوس عليها بقدميه ويردد خلفي وبصوت عال ما أقوله من أقوال قبيحة ضد المسيح والعذراء والقديسين ثم أعاقبه بضربة بالمطواة في وجهه وأحدث به عاهة لتكون محذرة لمن يعصوني وإنذار لكل من يحمل المسيح مصلوبا وكان أول ضحاياي صبي يدعى ناصيف كان جده من تجار الذهب وصديقا لأسرتي وهو يعمل الآن ترزيا وله قريب ترزياً في زفتى يدعى جرجس مينا،كان لا أحد من أهل الصبيان يجرؤ على إبلاغ البوليس ضدي حتى لا يتعرضوا للانتقام من عائلة فضل الله .
    إن كل مدينة زفتى والمدن المجاورة تعلم أن ابن عمي عبده فضل الله قد قتل أحد رجال البوليس في وضح النهار وأمام الكل في إحدى المقاهي لأنه قد تجرأ وشهد ضده في جريمة قتل،وبعدها لم يعد أحد يشهد ضده أو ضد أحد أفراد العائلة،أما عمي الغريب فضل الله فهو أكثر شهرة وله قصص في البطولة والمعارك والقوة،مازالت محفورة في أذهان الناس ويتكلم بها حتى الآن في زفتى .
    كان يأتي إلى منزلنا كثيرا من الرجال و السيدات المسيحيات ومعهم أولادهم ورؤوسهم ملفوفة بالقطن والشاش ويترجوا والدي أن يتدخل لمنعي من مواصلة حمامات الدم التي جلبت الرعب لأولادهم ومنعتهم للذهاب إلى المدارس والخروج إلى الشوارع وسجنهم في منازلهم،وفي كل مرة كان والدي يعلن أمامهم انه سوف ينتقم مني عندما يراني وأنه سوف يستولي على أسلحتي البيضاء والسوداء ويمنعني عن ضرب أولادهم وعندما يراني يبتهج ويفرح ويبتسم ويقول ليّ :
    أحسنت صنعا" ويكافئني ماليا" وكان التشجيع والإعجاب والتأييد الذي كان يكيل إليّ بحماس من أسرتي والناس ومن نفسي وأصدقائي وأساتذتي ومن شيوخي في الكتاب يزيدنى قسوة على المسيحيين،واختراع وسائل حديثة لزيادة عذابهم أكثر.فكنت أصنع كورا من القماش وأصب عليهم غازا.
    وعندما يأتي الصبيان المسلمين إلى منزلنا ليلا حسب أوامري،أعطيهم التعليمات الأخيرة وأعطي كلا منهما كرة وعلبة من الكبريت،و أقودهم نحو بيوت المسيحيين . وبإشارة منى يشعل كل واحدا منهما الكره ويلقيها داخل أي نافذة مفتوحة، وكنت اسمع صراخ الأطفال فأفرح،ورعب النساء فأنتعش،واستغاثة الرجال فأبتهج.
    ثم تخرجت من الكتاب،ودخلت معهد كشك الأزهري وتخرجت منه أيضاً.
    ثم ظهر على أعراض النبوغ المبكر في الإجرام،فعشقته ونبعت فيه وتفوقت على أفضل من في المهنة.
    بدأت بسرقة الذهب من والدتي؛وحينما ساورها الشك في؛أخفت الذهب في مكان لا أعرفه؛فكنت استولى على بعض ما كانت ترتديه بالإكراه.
    وكان والدي يضع النقود في خزانة حديدية كان معه مفتاحا،وأنا معي مفتاحين.
    وكنت استولى على مبالغ كثيرة أنفقها على أتباعي.
    وكونت عصابة وكنا نسرق الناس في الأسواق ومن أمام السينما واكتشف والدي سرقة نقوده.
    فحبسني في غرفة،وانهال على ضرباً بالعصا،هو وأمي وأخوتي،ومكثت عدة أيام لا أقوى على الحركة . من شدة الضرب وقسوته. ثم هربت من بلدتي وصرت لصا محترفاً متخصصا في سرقة الذهب والمجوهرات والنقود والأشياء الثمينة . كما كنت محتالا عبقريا.
    فأنا أول من أخترع وأحتال على الناس في مصر،وباع لهما أساور ذهبية عليها ختم الذهب،وهى في الحقيقة أساور نحاسية مطلية بماء الذهب،كنت أعملهم عند تاجر ذهب كان يشترى منى الذهب الذي كنا اسرقه.
    أصبحت مدمنا للسجائر والخمر والمخدرات والقمار والنساء،وكانت الناس تخاف منى،حيث كنت مشهوراً بالجرأة الشراسة والقسوة وسرعة الغضب،وكنت لا أخاف من الله أو من البوليس،أو من الناس.
    وكان كل من يريد الحصول على شهوة يسير معي.
    ولى قصص ومغامرات كثيرة ما زالت عالقة في أذهان الكثيرين في مدينة زفتى،وكانت المباحث تضعني في قائمة الخطرين على الأمن العام.
    وكنت مكروها من الجميع،واكره الجميع،ولم يكن أحدا يرغب في رؤيتي أو وجودي.
    وسجنت عدة مرات وتعرفت برؤساء عصابات خطرين لهما شهرة في عالم الجريمة وعملت معهم بعد خروجي من السجن.
    وأحيانا كانت الناس تستأجرني لضرب خصومهم ولى معارك شهيرة مع البوليس ومع الناس،ما زالت محفورة في أذهان الناس في مدينة زفتى،وكان البوليس وكبار المحتالين يطلقون على لقب (أمهر الصيادين) لان شهرتي قامت على إني محتال قدير،ونصاب خطير.
    ثم جندت بالجيش المصري لمدة ثلاث سنوات وقبل مضى ستة أشهر،حصلت على رتبه شاويش (جاويش)معلم،وكنت قائد فصيلة وكان كل جندي مسيحي سئ الحظ هو الذي يأتي إلى فصيلتي،ويكون تحت قيادتي.
    فقد كنت أتفنن في عذابه، لا لكي يندم على كونه مسيحيا ، بل لدفعه إلى الانتحار !!!
    وبعد انتهائي من التجنيد بالجيش،مارست احترافي للإجرام،واضطهادي للمسيحيين،وجعلهم ينكرون المسيح أمامي وفرضت أتاوات مالية على التجار المسيحيين والمسلمين في زفتى،وكان كل من يرفض أو يعتذر احرق متجره أو أحطم محله.
    كما حدث مع تاجر مسلم اسمه (شلا طه الوكيل) وكما حدث مع تاجر مسيحي اسمه (صهيون حنا مطر)،وفى يوم ما شاهدت أحد المحتالين الناشئين وكان شابا مسيحيا أعرفه، يعتنق الإسلام ، وكانت العادة المتبعة، أن يحمل الإنسان الذي أسلم فوق أكتاف أحد الأشخاص، ثم يتقدمه مجموعة من الشيوخ يصيحون قائلين ، الله اكبر، الله اكبر، لقد اهتدى الكافر، ويجمعون للشخص الذي أسلم نقوداً من الناس ويضعونها في شنطة، وبعد ان يطوقوا به في شوارع المسلمين، يذهبون إلى شوارع المسيحيين لإغاظتهم ، ثم يعطوه شنطة النقود .
    فنظرت إلى الشنطة وحقدت على هذا المحتال الناشئ لانه قد ضحك علينا وعمل مسلما، ليس حبا في الإسلام ، بل ليستولي على نقود المسلمين، وقررت الاعتداء على المسيحيين بنفس الوسيلة، عملا بقول الله : " فمن اعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " (سورة البقرة عدد 193).
    وقلت في نفسي : إذا كان محتالا ناشئا من الدرجة الثالثة مثله،استطاع أن يحصل على حقيبة مليئة بالنقود في عدة أيام، فأنا أمهر الصيادين أستطيع الحصول على عدة حقائب في عدة ساعات !!!.
    ودرست خطة الاحتيال من كل الجوانب،فأحضرت كتابا مقدسا كنت قد سرقته وأنا طفل من مكتب محامى مسيحي يدعى (بسطا روفائيل)،وكونت فكرة عن المسيح وحفظت بعض المعلومات حتى اخدع بها القس،ويصدق إن رغبتي في أن أكون مسيحيا،نابعة من دراساتي للكتاب المقدس،واقتناعي بالمسيح . ووضعت خطة الاحتيال وبدأت التنفيذ.
    ولكن.. سقط الصياد الخطير في شبكة الإله القدير

    يتبع

  • #2
    رد: زكريا عبد المسيح زكريا السيد فضل الله سابقاً


    ذهبت إلى كنيسة كبرى أعرفها في مدينة كفر الدوار،وقابلت القمص:مينا منصور،وعرضت عليه رغبتي في أن أكون مسيحياً؛ فسألني عن السبب،فقلت له : أنني قد درست الكتاب المقدس.
    وقدمت له الأدلة بما كنت قد حفظته من معلومات عن المسيح،فأقتنع تماماً وأرسلني مع فراش الكنيسة إلى كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بأسبورتنج الإسكندرية،وهناك تقابلت مع كاهن الكنيسة وكان شابا رفيعا هادئا رقيقا يدعى القس:بيشوى كامل إسحاق.
    ولما رآني سألني عن سبب حضوري إليه،فكلمته عن رغبتي في أن أكون مسيحياً،فسألني بفرح وقال:
    هل رأيت رؤيا؟
    فقلت له: ما هي الرؤيا؟
    قال:هل كنت تجلس بغرفتك ثم شاهدت شخصاً يرتدى ملابس بيضاء يهبط أمامك من سقف الغرفة ويكلمك؟!
    قلت : لا.
    قال: لماذا تريد أن تكون مسيحيا؟
    قلت:لأنني قد درست الكتاب المقدس،وآمنت بما قرأت.
    قال:هل معك بطاقة شخصية؟
    قلت:نعم .
    ولما عرضتها عليه ، أخرج من جيبه مفكرة ووضع فيها أسمى وعنواني وقال لي :
    تعال لي هنا بعد ثلاثة أيام حتى أكون قد سألت عنك .
    وأثناء خروجي من الكنيسة ، قلت لنفسي :
    أن هذا الكاهن لن يعمدني أبداً،لأنه سوف يسأل عنى القمصحنا) في بلدتي، وهو لن يقل له عنى كلمة
    طيبة واحدة ويعرف إنني متألق في الإجرام منذ طفولتي،وعندما سرقته قبل ذلك،قال عنى:
    إنني الفساد في البر والبحر والجو،وأينما كنت !!!
    وقلت في نفسي إن القمص حنا سوف يخبره كم من الشرور فعلتها بالمسيحيين في بلدتي،وهذا وحده كافيا لان يجعل القس بيشوى يكرهني ويرفض عمادي،وقررت الذهاب إلى كنيسة أخرى لتنفيذ خطتي، وذهبت إلى لصاً خطيراً يدعىرزق التركي)كان مسجوناً معي ويقيم في شقة فاخرة شارع بجوار الكنيسة،وكنت ضيفاً عليه وعلى زوجته الشهيرة في عالم الإجرام والجريمة.
    وفى يوم ما كنت أتجول بالمنطقة،وسرت أمام الكنيسة لحظة خروج القس بيشوى منها، فنادى على وأخذني إلى داخل الكنيسة وهو فرحان كطفل،وقال لي:
    المسيح يحبك.
    فقلت في داخلي:
    إن كان المسيح يحبني حقاً،يكون المسيح لا يعرفني مطلقا!
    ولم أصدق إن المسيح يحبني، لأني لا أحبه ولا أحب أحدا،ولا أحد يحبني.
    ولما شعر إنني لا أصدق محبة المسيح لي،قال:
    أن المسيح يحب الخطاة الذين مثلنا.
    فقلت له بدهشة :
    هل أنت كنت مسلماً وأصبحت قسا؟!
    فصمت لحظة؛ثم قال:لماذا قلت ذلك؟
    قلت:لأنك قلت:إن المسيح يحب الخطاة الذين مثلنا.
    فأغرقت عينيه بالدموع وقال:
    يا ليتني كنت مسلماً وآمنت بالمسيح حتى أتألم من أجله.
    ثم قال: كلنا خطاة.
    وأخذ يحدثني عن محبة المسيح الذي جاء ليخلص الخطاة الذين أولهم (هو).
    وكلمني عن محبة المسيح الخاصة إلى اللصوص،وكيف مات بدلا عن لص يدعى (بارا باس)؛ولماذا صلب مع اللصوص على الصليب.

    وحدثني عن اللص الذي اعترف به على الصليب،في الوقت الذي أنكره فيه تلاميذه،وكيف دخل هذا اللص إلى الفردوس وكان ينطق كلمة لص ومحتال بطريقة تزعجني، فأردت إنهاء اللقاء وقلت له:
    هل سألت على؟
    قال: نعم.
    وقدم معلومات تؤكد انه يعرف عنى كل شىء،فأردت الخروج من الكنيسة قبل أن يطردني منها،ولكني فوجئت به يقول:المسيح يحبك،ويريدك ليظهر فيك عمل نعمته، وهذه قوته.
    وأخذ يروى لي قصصا عن محتالين ولصوص وقتلة وزناة ومجرمين أحبهم المسيح،وهم أحبوا المسيح من كل قلوبهم وصاروا مسيحيين قديسين،وتكلم كثيرا عن إنسان كان أسود الوجه،وكان لصاً ومحتالا وزعيما لإحدى العصابات ثم صار مسيحيا قديسا يدعى القديس القوى الأنبا موسى الأسود ) .
    وبعد أن أنهى كلامه أخذني من يدي وأراني كنبة (أريكة ) بغرفة داخل الكنيسة وقال لي:
    سوف تنام هنا.
    وأعطاني الكتاب المقدس،وطلب منى أن اقرأ إنجيل القديس لوقا فقط؛وأعطاني كتابا بعنوان أسرار الكنيسة السبعة،وانصرف.
    ونظرت إلى هذه الكنبة،فوجدت فوقها سجادة قديمة جدا تقوم بدور المرتبة وفوقها بطانية قديمة قذرة متآكلة الأطراف ومخدة (وسادة) قديمة يفوح منها روائح كريهة وبعد أن نمت فوقها فترة وجدت إن جسدي غير مستريح،ولما كشفت عن سقف الكنبة وجدت إنها خالية من بعض الألواح الخشبية.
    ولذلك كنت أنام فترة،وأقوم فترة أخرى حتى ترتاح ضلوعي من الألم،وكنت استغل هذه الفترة في القراءة بهدوء في سكون الليل.
    وفى الصباح الباكر جدا،وجدت القس بيشوى أمامي وأنا أقرأ إنجيل لوقا،فأبتسم فرحا وقال لي:
    هل نمت جيدا ؟
    فقلت:لا،إنها كنبة متعبة.
    قال:عليك أن تتعلم من الآن الاحتمال والصبر،وحياة الرضا،لان المسيحية آلام.
    وقال أيضاً :
    إن الشياطين سوف تحاربك في فكرك،وحتى ينشغل فكرك سوف تكنس الكنيسة.
    وأعطاني ملابس قذرة قديمة ممزقة لارتدائها أثناء العمل في الكنيسة.
    وكانت صدمة مريعة لكرامتي التي كانت عالية ومنتفخة و تثور لأتفه الأسباب.
    ولم يكتفي بذلك بل زاد في تعذيبي فكان يرسلني إلى كنائس ومكتبات وأنا احمل فوق كتفي كر تونة مليئة بكتاب قد ألفه هو أسمه صلاة يسوع )وكان يرسلني سيراً على أقدامى،ويقول لي :
    إنها فرصة جيدة حتى تحفظ المزامير أثناء الطريق .
    ولما علم إن نقودي قد نفذت مني؛أعطاني جنيهاً لكي أتناول به طعامي وشرابي لمدة أسبوع.
    وحدثني عن حياة الرضا والقناعة والتقشف .
    وكانت الذات تصرخ في وتطالبني بالانتقام من هذا القس القاسى الذي يتفنن في عذابي بطرق متنوعة.
    ولكني احتملت حتى أتمكن من خداعهم،واحصل على أموالهم،وأهرب من وجوههم،وكان القديس الراحل القمص بيشوى كامل يعطيني كل يوم كتابا مختلفا ويطلب منى قراءته،وتلخيصي له،وتعليقي عليه،وكان يعيين لي مزاميراً خاصة،وآيات معينه لحفظها وترديدها أمامه غيباً،هذا إلى جانب القراءة اليومية لانجيل القديس لوقا،وكنت قارئ جيد،سريع الفهم،قوى الذاكرة،أقبل على القراءة بشراهة ونفس مفتوحة، وكنت أول من يحضر القداسات في الكنيسة وآخر من يخرج حسب أوامره وكان ينظر إلى ليراني هل أنا موجودا في المكان الأخير الذي حدده لي أم لا ؟
    وكان يرسل إلى شبانا مؤمنين يحدثونني عن المسيح،وكان يأخذني معه في جميع خدماته المختلفة ويدربني على الخدمة العملية،وكان يحدثني عن الصليب بحب وهيام وعشق وغرام حتى ظننت إن الصليب عشيقه !!!
    وبعد عدة شهور لاحظت إن بداخلي هدوء في قلبي وفرحا في نفسي وراحة في ضميري وسمواً في تفكيري. فلم أعد محباً للمال،وماتت في الرغبة في حصولي على الشنطة،وتلاشت أشواقي نحو كل ما كنت أحبه سابقا:
    وقامت في أشواق جديدة هي،محبة الصلاة والصوم،محبة قراءة الكتاب المقدس،محبة الترانيم،محبة حضور اجتماعات الكنيسة،وكنت أحزن حين انتهاء القداس؛وانتظر القداس القادم بشوق ولهفة.
    وأصبحت شديد الإعجاب بالرب يسوع المسيح الذي ولد من العذراء القديسة الطاهرة مريم،بدون احتياج إلى بذرة حياة من رجل ما مثل كل المولودين.
    فآمنت برسالته وصدقت محبته،حيث كان يطبق على نفسه ما كان يعلم به،قال أحبوا أعداءكم،ورأيته يحب أعدائه حتى الموت موت الصليب .
    فلقد قال المسيح:اغفروا ؛ وغفر لصالبيه وهو ينزف دماً،طلب من كل من يريد أن يتبعه أن ينكر ذاته
    بعد أن أخلى هو ذاته،قال أعطوا،وأعطى نفسه،كان رحيما قبل أن ينادى بالرحمة ووديعا قبل أن يتحدث عن التواضع،ومحبا قبل أن يطالب بالمحبة،وقدوسا قبل أن ينادى بالقداسة .
    وأصبحت مبهوراً بهذا المسيح العجيب الذي غير نظرتي للحياة.
    وكثف القديس الراحل من إرشاداته لي،وسمح لي بقراءة إنجيل يوحنا،الذي من شدة محبتي له حفظت منه الإصحاحات الثلاثة الأولى عن ظهر قلب،وأعطاني كتبا عن أبطال الإيمان،وكتبا عن حياة الطهارة، وكتبا عن الذات وصلب الذات وحمل الصليب.
    ومن العجيب إنني قد أحببت الصليب جداً بقدر ما كنت أكرهه جداً،وحملت على صدري ميدالية كبيرة بها صورة الرب يسوع المسيح مصلوبا.

    يتبع

    Comment


    • #3
      رد: زكريا عبد المسيح زكريا السيد فضل الله سابقاً

      وفى يوم ما طلب منى القديس الراحل القمص بيشوى كامل،مرافقة معلم الكنيسة ويدعى: ( بطرس حنا ) إلى بطريركية الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية،وهناك رأيت القديس الراحل البطريرك : البابا كيرلس السادس واقفا ببساطة واتضاع،وأمامه (طابورا) من الرجال والسيدات وكان كل من يقف أمامه ينحني له ويقبل يده،فخرجت من الطابور،واقتربت منه حتى أرى أفضل وقد لاحظت إن عيون قداسة البابا تنظر إليّ بشدة، ثم فوجئت به بشير بيده نحوي ويقول : يا زكريا تعالى عندي !!!
      فقلت في داخلي:إن المعلم بطرس حنا هو الذي اخبره بأسمى.
      فنظرت إلى من يقف أمامه فوجدته رجلا آخر،ثم نظرت إلى (الطابور) فوجدت المعلم بعيدا،فاندهشت، وذهبت إليه،وفوجئت به :
      يحتضنني ويضمني إلى صدره بحب وفرح وسعادة كأني حبيب له لم يراه منذ سنوات.
      ثم وضع صليبه على رأسي وصلى باللغة القبطية .
      البابا كيرلس السادس يدهن زكريا بالميرون المقدس !!!
      ثم قال لي قداسة البابا ثلاث مرات:المسيح يحبك.
      وفى كل مره كنت أشعر إن محبة المسيح تنسكب في قلبي بغنى للتمتع.
      وببراءة شديدة ضحك كطفلاً صغيراً بريئاً ممتلئاً بالسعادة وقال لي:
      أنت اللص الذي سرق ملكوت السموات !!
      وأخذ يضحك مع نفسه،وكان بعينيه بريقا لامعا،ثم اخرج زجاجة بها زيتاً كان يأخذ منها بإصبعه ويرسم بها صلبانا على أماكن متفرقة في وجهي ورأسي ويدي ورقبتي وجسدي،وكان يقول كلاما لا أفهمه.
      وفى النهاية شعرت بالبهجة والسعادة والفرح والراحة.
      وبينما كنت أمسك يد المعلم لكي أسير به لأنه فاقداً لبصره،اكتشف أن في معصم يدي مادة سائلة،فسألني عن مصدرها،فقلت له إن قداسة البابا قد (مسحني) بها،فأرتبك وتغير صوته،وأخذ يسألني عن الأماكن التي مسحنى فيها،وكنت أحددها له ثم قال بدهشة: انه زيت الميرون .
      وطلب منى عدم مغادرة الكنيسة،وعرض على القديس الراحل كل ما سمعه،ثم طلبني القديس الراحل وأخذ يطرح الأسئلة:
      ماذا قال لك البابا ؟
      وماذا فعل ؟
      وماذا قلت ؟
      وبماذا شعرت ؟
      ثم كشف عن الأماكن ورأى آثار الزيت عليها.
      ثم قال لمن حوله : املئوا جرن المعمودية بالماء .
      والتفت إلى وقال : سوف تتعمد وتصبح من الآن مسيحياً تشهد للمسيح .
      وأخذني إلى الهيكل،وخلعت كل ملابسي ونزلت عرياناً في مكان ضيق به ماء،وكان يقول كلاماً من كتاب في يده وهو يضع الماء على رأسي في المرات الثلاثة،ثم خرجت من الماء وأخذ يدهنني بالزيت في أماكن متفرقة من جسدي،ويقول كلاما يجعلني أردده من بعده..
      وكان هذا يوم الأربعاء 4-1- 1961

      يتبع

      Comment


      • #4
        رد: زكريا عبد المسيح زكريا السيد فضل الله سابقاً


        وفى تلك الليلة التاريخية امتلكتني مشاعر قوية مختلفة .
        فقد شعرت بفرح عظيم ،فرحا من ذلك النوع الذي قيل عنه انه :
        ( فرح لا ينطق به ومجيد ) فرحاً فيه كل الفرح،ولم أعد أفكر في البحث عن أفراح أخرى، فقد وجدت فرحى كاملا في المسيح وشعرت في داخلي بسلامً عظيم ، سلام من ذلك النوع الذي قيل عنه انه سلام يفوق كل عقل،
        وحدث ما أدهشني وأدهش كل من يعرفني،فقد ماتت في داخلي الرغبة في التدخين والخمور والمخدرات، وكف نداء صوت الخطية في حياتي ولم أعد أشتهي النساء ، بل ولا أنظر إليهن،أو أسلم بيدي عليهن ! ، وكرهت السرقة والاحتيال،والشر والقمار والزنا والفجور والشهوات .
        وعرفت معنى الآية الجملية التي تقول: (لانه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر)) (تى 2 : 11) .
        وليس هذا فقط،بل حدث تغيير كامل شامل في حياتي،فقد تغير الفكر والسمع والبصر واللسان والأحاسيس والإرادة والعواطف،كأني ولدت من جديد وعرفت معنى الآية الصادقة التي تقولإن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة .الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديداً) (2 كو 5 : 17) .
        ومن هذا اليوم تضاءلت كل الأشياء الأرضية ولم أعد احتاج إلى شئ من هذا العالم ،ولم يعد للرب يسوع المسيح أي منافس له في حياتي.
        وسقط أمهر الصيادين في شبكة صائد الصيادين.
        ووقع المحتال الخطير في يد المسيح القدير .
        سقط صائدا الفلوس في يد مخلص النفوس .
        حتى إنني قد تعجبت من قدرة الله وقلت لهعجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينا ) [ مز 139 : 14] .

        وفى يوم ما سافرت إلى صديق لي كان يعمل قساً للكنيسة (الرسولية) في قرية صنبو بجوار مدينة أسيوط ، وكان يدعى القس (جر جس ) الشهير بأبو ماهر.
        فلما رآني فرح بي وعرض على إقامة أسبوع نهضة بالكنيسة كما حدث قبل ذلك ففرحت ووافقت.

        وبعد عدة أيام كنت افتقد منازل المسيحيين في القرية لدعوتهم للحضور إلى الكنيسة،وجدت عمدة القرية ونائبه يجلسان بأحد الشوارع وحولهم مجموعة من الخفراء،فناداني العمدة،فذهبت إليه،ولما وقفت أمامه ألتف الخفراء من حولي،وقال العمدة هل أنت الذي تعظ بالكنيسة؟
        فقلت : نعم .
        فقال :هل حقا انك كنت مسلما ثم أصبحت مسيحياً ؟
        قلت : نعم .

        فقام وضربني بالعصا التي كانت في يده،وانهال على الخفراء ضربا بالعصى والأرجل والأيادي ومؤخرة البنادق في كل مكان من جسدي،فسقطت على الأرض والدماء تنزف من رأسي و أنفي وفمي.
        ثم طلب العمدة من الخفراء أن يتوقفوا عن الضرب ويذهبوا ويأتوا بالقس جرجس،فتركوني وذهبوا لإحضاره،وبعد فتره عادوا،وقال له أحدهم : إن القس جرجس يرفض الحضور،لأنه قال أنه لا يعرف هذا الرجل !!!
        فقال العمدة لي:أنظر هؤلاء هم الذين قد تركتنا من أجلهم،لقد تنكروا لك وتبرئوا منك يا ابن ال ... وصفعني على وجهي .. وقام الخفراء بضربي من جديد .

        ثم طلب العمدة من شيخ الخفراء أن يسلمني إلى نقطة البوليس في القرية المجاورة،وبينما كنت أسير،وجدت ورائي جموعا كثيرة تتبعني،وكان يزداد عددهم وغضبهم ولعناتهم،وكان بعضهم يندفع نحوى وهو يسبب ويلعن ويكيل لي بعض الضربات في وجهي أو رأسي أو صدري أو ظهري، وكان الخفراء يتوسلون إلى الناس بعدم ضربي،ولما وجدوا إن الضرب لم يتوقف رغم النداء،ألتفوا حولي لحمايتي.
        ومع ذلك كان بعضهم يتمكن من اختراق الحصار وضربي بلا رحمة.
        ووسط هذه الجموع الحاشدة والغاضبة،رأيت وجها أعرفه ينظر إلي ويشفق على،وكان انسانا مسيحيا تقيا عضوا بالكنيسة الرسولية وصاحب محل أحذية بالقرية يدعى (أ)،وعند اقترابي من نقطة البوليس،جاء رجلا يرتدى جلبابا ريفيا أنيقا،ويبدوا إن له مكانه محترمة عند الناس،وكان يمتطى جواداً فلما رآه الخفراء توقفوا،فقال لهم :
        أتركوه، فتركوني فوراً،وذهبت إلى محطة الأتوبيس بالقرية حتى أسافر إلى أي مكان. وكان بعض الناس يسيرون خلفي،وحينما وقفت بمحطة الأتوبيس جاءوا ووقفوا بجواري وكان الغيظ واضحاً من خلال نظراتهم لي،ولما اقتربت السيارة من المحطة،هجم هؤلاء الناس علىّ وضربوني بشدة حتى ركبت السيارة .
        وفى داخل السيارة سألني السائق قائلا: ماذا فعلت لهم حتى يضربوك بهذه القسوة؟
        قلت:لم افعل شيئا.
        قال:هل أنت مفتش تموين ؟
        قلت : لا.
        قال:هل أنت مفتش صحة؟
        قلت:لا .

        فصمت،وأخذت أمسح الدماء من رأسي ووجهي وأنفي ، وأنظف ملابسي من التراب،حتى وصلت السيارة إلى مدينة ديروط ومنها سافرت إلى القاهرة في نفس اليوم وأنا مصابا بجروح كثيرة.
        وكان معي قليلا من النقود،فذهبت ونمت في إحدى الحمامات الشعبية وهى أسوأ درجات الفنادق،فيها من الحشرات الزاحفة والطائرة ما لا يمكن حصره،وكنت أقوم من النوم عدة مرات لكي احك جلد جسدي من لدغات الحشرات التي تصول وتجول فيه.
        ونفذت نقودي،وعدت إلى النوم في الحدائق وأكل الفضلات وانتظار يوم الأحد،لعل أحدا من المصلين في الكنيسة يرشده الله لمساعدتي.
        وقد وعظت في كثيرا من محافظات ومراكز وقرى مصر حوالي ثلاثون عاما. وكنت أعظ عن المسيح وحده،ولا أتحدث عن المذاهب أو العقائد.

        وذاع صيتي وكانت الآلاف تحضر عظاتي وتعجب بها،وكنت قد قدمت طلبا إلى بطريركية الأقباط الأرثوذكس،اطلب منهم إعطائي شهادة بأني قد صرت مسيحيا.
        يتبع

        Comment


        • #5
          رد: زكريا عبد المسيح زكريا السيد فضل الله سابقاً


          وفى تلك الليلة التاريخية امتلكتني مشاعر قوية مختلفة .
          فقد شعرت بفرح عظيم ،فرحا من ذلك النوع الذي قيل عنه انه :
          ( فرح لا ينطق به ومجيد ) فرحاً فيه كل الفرح،ولم أعد أفكر في البحث عن أفراح أخرى، فقد وجدت فرحى كاملا في المسيح وشعرت في داخلي بسلامً عظيم ، سلام من ذلك النوع الذي قيل عنه انه سلام يفوق كل عقل،
          وحدث ما أدهشني وأدهش كل من يعرفني،فقد ماتت في داخلي الرغبة في التدخين والخمور والمخدرات، وكف نداء صوت الخطية في حياتي ولم أعد أشتهي النساء ، بل ولا أنظر إليهن،أو أسلم بيدي عليهن ! ، وكرهت السرقة والاحتيال،والشر والقمار والزنا والفجور والشهوات .
          وعرفت معنى الآية الجملية التي تقول: (لانه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر)) (تى 2 : 11) .
          وليس هذا فقط،بل حدث تغيير كامل شامل في حياتي،فقد تغير الفكر والسمع والبصر واللسان والأحاسيس والإرادة والعواطف،كأني ولدت من جديد وعرفت معنى الآية الصادقة التي تقولإن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة .الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديداً) (2 كو 5 : 17) .
          ومن هذا اليوم تضاءلت كل الأشياء الأرضية ولم أعد احتاج إلى شئ من هذا العالم ،ولم يعد للرب يسوع المسيح أي منافس له في حياتي.
          وسقط أمهر الصيادين في شبكة صائد الصيادين.
          ووقع المحتال الخطير في يد المسيح القدير .
          سقط صائدا الفلوس في يد مخلص النفوس .
          حتى إنني قد تعجبت من قدرة الله وقلت لهعجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينا ) [ مز 139 : 14] .

          وفى يوم ما سافرت إلى صديق لي كان يعمل قساً للكنيسة (الرسولية) في قرية صنبو بجوار مدينة أسيوط ، وكان يدعى القس (جر جس ) الشهير بأبو ماهر.
          فلما رآني فرح بي وعرض على إقامة أسبوع نهضة بالكنيسة كما حدث قبل ذلك ففرحت ووافقت.

          وبعد عدة أيام كنت افتقد منازل المسيحيين في القرية لدعوتهم للحضور إلى الكنيسة،وجدت عمدة القرية ونائبه يجلسان بأحد الشوارع وحولهم مجموعة من الخفراء،فناداني العمدة،فذهبت إليه،ولما وقفت أمامه ألتف الخفراء من حولي،وقال العمدة هل أنت الذي تعظ بالكنيسة؟
          فقلت : نعم .
          فقال :هل حقا انك كنت مسلما ثم أصبحت مسيحياً ؟
          قلت : نعم .

          فقام وضربني بالعصا التي كانت في يده،وانهال على الخفراء ضربا بالعصى والأرجل والأيادي ومؤخرة البنادق في كل مكان من جسدي،فسقطت على الأرض والدماء تنزف من رأسي و أنفي وفمي.
          ثم طلب العمدة من الخفراء أن يتوقفوا عن الضرب ويذهبوا ويأتوا بالقس جرجس،فتركوني وذهبوا لإحضاره،وبعد فتره عادوا،وقال له أحدهم : إن القس جرجس يرفض الحضور،لأنه قال أنه لا يعرف هذا الرجل !!!
          فقال العمدة لي:أنظر هؤلاء هم الذين قد تركتنا من أجلهم،لقد تنكروا لك وتبرئوا منك يا ابن ال ... وصفعني على وجهي .. وقام الخفراء بضربي من جديد .

          ثم طلب العمدة من شيخ الخفراء أن يسلمني إلى نقطة البوليس في القرية المجاورة،وبينما كنت أسير،وجدت ورائي جموعا كثيرة تتبعني،وكان يزداد عددهم وغضبهم ولعناتهم،وكان بعضهم يندفع نحوى وهو يسبب ويلعن ويكيل لي بعض الضربات في وجهي أو رأسي أو صدري أو ظهري، وكان الخفراء يتوسلون إلى الناس بعدم ضربي،ولما وجدوا إن الضرب لم يتوقف رغم النداء،ألتفوا حولي لحمايتي.
          ومع ذلك كان بعضهم يتمكن من اختراق الحصار وضربي بلا رحمة.
          ووسط هذه الجموع الحاشدة والغاضبة،رأيت وجها أعرفه ينظر إلي ويشفق على،وكان انسانا مسيحيا تقيا عضوا بالكنيسة الرسولية وصاحب محل أحذية بالقرية يدعى (أ)،وعند اقترابي من نقطة البوليس،جاء رجلا يرتدى جلبابا ريفيا أنيقا،ويبدوا إن له مكانه محترمة عند الناس،وكان يمتطى جواداً فلما رآه الخفراء توقفوا،فقال لهم :
          أتركوه، فتركوني فوراً،وذهبت إلى محطة الأتوبيس بالقرية حتى أسافر إلى أي مكان. وكان بعض الناس يسيرون خلفي،وحينما وقفت بمحطة الأتوبيس جاءوا ووقفوا بجواري وكان الغيظ واضحاً من خلال نظراتهم لي،ولما اقتربت السيارة من المحطة،هجم هؤلاء الناس علىّ وضربوني بشدة حتى ركبت السيارة .
          وفى داخل السيارة سألني السائق قائلا: ماذا فعلت لهم حتى يضربوك بهذه القسوة؟
          قلت:لم افعل شيئا.
          قال:هل أنت مفتش تموين ؟
          قلت : لا.
          قال:هل أنت مفتش صحة؟
          قلت:لا .

          فصمت،وأخذت أمسح الدماء من رأسي ووجهي وأنفي ، وأنظف ملابسي من التراب،حتى وصلت السيارة إلى مدينة ديروط ومنها سافرت إلى القاهرة في نفس اليوم وأنا مصابا بجروح كثيرة.
          وكان معي قليلا من النقود،فذهبت ونمت في إحدى الحمامات الشعبية وهى أسوأ درجات الفنادق،فيها من الحشرات الزاحفة والطائرة ما لا يمكن حصره،وكنت أقوم من النوم عدة مرات لكي احك جلد جسدي من لدغات الحشرات التي تصول وتجول فيه.
          ونفذت نقودي،وعدت إلى النوم في الحدائق وأكل الفضلات وانتظار يوم الأحد،لعل أحدا من المصلين في الكنيسة يرشده الله لمساعدتي.
          وقد وعظت في كثيرا من محافظات ومراكز وقرى مصر حوالي ثلاثون عاما. وكنت أعظ عن المسيح وحده،ولا أتحدث عن المذاهب أو العقائد.

          وذاع صيتي وكانت الآلاف تحضر عظاتي وتعجب بها،وكنت قد قدمت طلبا إلى بطريركية الأقباط الأرثوذكس،اطلب منهم إعطائي شهادة بأني قد صرت مسيحيا.
          يتبع

          Comment


          • #6
            رد: زكريا عبد المسيح زكريا السيد فضل الله سابقاً


            .. وحسب القانون الذي وضعته الدولة لخنق الكاتدرائية وتكبيلها بالسلاسل، والذي يقول لها : كل من يريد أن يكون مسيحيا ، ترسل أوراقه أولا ، إلى مديرية الأمن للإطلاع والموافقة .
            فقد حولت الكاتدرائية أوراقي إلى مديرية أمن القاهرة ..... ذهبت إلى الكاتدرائية لكي اعرف هل جاءت الموافقة أم لا .
            فقال لي القديس الراحل القمص : مرقس غالى الذي كان يشغل وكيل عام الكاتدرائية في هذا الوقت :
            أن المحافظ لن يرسل لنا الموافقة على طلبك إلا إذا وقفت أمامه وحدثت المواجهة،فإذا نجحت يرسل لنا أوراقك بالموافقة،وفى هذه الحالة سوف أعطيك هذه الشهادة،وأنا أثق انك سوف تنجح لأنك ابن أبونا بيشوى كامل .
            ثم قال لي :الرب معك .

            ثم جاء أخي جابر عبد المسيح وقال لي :
            البوليس السري تنتظرك بالخارج،وسوف يمسكونك ويضربونك في أماكن حساسة من جسدك وقال أيضاً : لقد أخبرت قداسة البابا كيرلس السادس، فقال :
            لا خوفا على زكريا .
            وعند خروجي من الكاتدرائية امسكني رجال البوليس،ونظرت خلفي فوجدت كثيرين ينظرون إلي وأنا اركب سيارة البوليس. وفى محافظة القاهرة وقفت أمام مدير أمن القاهرة،وكان يدعى سيادة اللواء: محمود السباعي . فسألني قائلا : هل كنت مسلما ثم أصبحت مسيحيا ؟
            قلت : نعم .
            قال :من الذي شجعك على ذلك من القسس ؟
            قلت : لا أحد .
            قال : كلمني مثلما أكلمك يا ابن ال ..؟
            قلت له : أنا أقول الحقيقة، قال نحن سوف نعرف منك الحقيقة رغم انفك .
            ثم أخذني إلى محافظ القاهرة،وكان يدعى سيادة اللواء: سعد زايد ، وكان مشهورا بعداوته للمسيحيين منذ أن كان محافظا لمدينه أسيوط .
            فلما وقفت أمامه قال لي :
            هل تعلم انك مرتد عن الإسلام ؛ وان موتك حلال حسب الشريعة الإسلامية ؟
            قلت : نعم .
            قال:سوف أتركك يوما واحدا في السجن لتفكر بهدوء،فإذا ندمت وتبت وعدت إلى الإسلام،سوف أتركك فورا،وإذا لم تهتدي ستندم على اليوم الذي صرت فيه مسيحياً،وسوف تتمنى الموت وسوف أقدمه لك على طبقا من الذهب،وأنا بريئا من دمك !!!
            وأخذني أحد الضباط ووضعني في أحد الغرف بالسجن .
            وتلقائيا وبلا مقدمات وجدت قلبي يرنم ترنيمتي المحبوبة ويقول:
            الله قوة لنا وحمانا الوطيد.في الضيق عوناً قادراً ونصير شديد .فلذا لسنا نجزع والقلب لا يفزع .
            ولماذا أتزعزع والرب معين.
            وكنت أرنم هذه الترنيمة من قبل، ولكنى لم أكتشف قوتها ولم أتذوق حلاوتها إلا في السجن، لذلك صارت ترنيمتي الحبيبة في كل سجن من السجون .
            وبعد أن انتهيت من الترانيم سجدت مصليا بدموع وخشوع وخضوع،ورفعت عيني إلى السماء من حيث يأتي عوني ومعونتي من عند الرب،وشعرت بالقوة والارتواء،وتذكرت وعود الله التي ليّ : ( لا تخف لأني معك.لا تتلفت لأني إلهك .قد أيدتك و أعنتك وحفظتك بيمين برى لأني أنا الرب إلهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف أنا أعينك ))(اش 41 : 10 ، 13) .
            وقلت لنفسي :لو قال لك جمال عبد الناصر،لا تخف ، فهل كنت تخاف ؟
            قلت : لا.
            قلت:فكم وكم إذا قال لك الله لا تخف ؟؟؟
            وشعرت في داخلي بقوة هائلة تتحدى الخوف وترحب بالموت،وتمنيت أن يأتي الصباح سريعا حتى
            أتقابل مع الموت الذي سيقدم لي على طبق من ذهب .
            وفى الصباح وقفت أما اللواء سعد زايد،فقال لي:هل فكرت وعرفت انك قد فعلت خطأ لا يغتفر؟
            قلت له :أنا لم ارتكب خطأ .
            قال : ألن تعود إلى الإسلام؟
            قلت :أنا مقتنعا بما فعلت.
            فقام عن كرسيه وهو ثائرا وغاضبا وضربني بقدميه في أماكن حساسة من جسدي،وبصق على وجهي؛
            وقال للضابط : خذوا هذا الكلب وعلموه الأدب .
            يتبع

            Comment


            • #7
              رد: زكريا عبد المسيح زكريا السيد فضل الله سابقاً



              فأخذني الضابط إلى إحدى الغرف،وبعد أن بقيت بها عدة ساعات شعرت بحرارة شديدة،وكأنها قد تحولت إلى فرنا مشتعلا، فخلعت كل ملابسي وكنت أمسح بهم العرق الشديد الذي كان ينزل من رأسي ويخرج من جسدي،وقلت في داخلي :ربما يريد سعد زايد أن يقتلني بأسفكسيا الخنق.
              وبعد عدة ساعات جاء أحد الضباط وأخذني عاريا إلى غرفة أخرى،وبعد بقائي فيها عدة ساعات شعرت ببردا شديدا،وكأنها قد تحولت إلى ثلاجة .
              وبعد عدة ساعات جاء الضابط وأخذني إلى غرفة كبيرة بها قيودا حديدية ثابتة في الأرض وجعلني أنام مفرود الذراعين ووجهي إلى الأرض.وقام رجلا بوضع القيود الحديدية في رقبتي وفى يداي وقدماي،وكان قلبي يدق بشدة في هذه اللحظة. وسلمت أمري إلى الله.
              وبعد ذلك شعرت بتيارا كهربائيا يجرى في كل جسمي،وكان قلبي يتوقف عن النبض لحظات ثم يعود. وأخيرا فكوا قيودي وصاروا يضربونني بعصى مطاطية على جسدي العاري،وظلوا يفعلون ذلك عدة مرات في عدة أيام .
              أما الجوع فلم يتعبني،فقد كنت قد تدربت عليه جيدا قبل ذلك .
              وفى يوم ما جاء الضابط ووضعني في غرفة يتدلى من سقفها حبلا غليظا وكأنها دعوة إلى الانتحار.
              وفى اليوم التالي جاء الضابط وقال لي، سوف نعذبك بالقانون ونعمل لك كعبا دائرا،وهذا الكعب الدائر قد عمل خصيصا لتحطيم وإرهاب وإذلال وقهر الإنسان، وهو من اختراع زكريا محيى الدين عندما كان وزيرا للداخلية في عهد عبد الناصر، وهو عبارة عن سفري وعرضي على ضابط مباحث كل قسم وكل مركز في جمهورية مصر،لأخذ بصماتي ويرى هل أنا الذي فعلت الجريمة التي لم يعرف فاعلها عنده أم لا،وقد وقفت أمام ضابطا لا تعرف الرحمة قلوبهم .
              كان منهم من يأتي إلي ليلا ومعه فريقا متدربا على فنون الضرب ويضربونني بقسوة ويطلب منى أن اعترف بأحد الجرائم التي لم أفعلها، وكان منهم من يأتي إلي نهارا ويقومون بضربي حتى المساء لكي يجبروني على التوقيع بارتكابي أحد الجنايات وقد ذهبت إلى كل أقسام ومراكز الجمهورية والقيود في يدي والجوع في بطني .
              وقد انتهى الكعب الدائر بعد ستة اشهر من العذاب المستمر، ثم عدت إلى مديرية أمن القاهرة،وتركوني من هناك،ثم أرسل محافظ القاهرة موافقته للكاتدرائية،وأعطتني الكاتدرائية شهادة بأنني قد صرت مسيحيا،وهذه الشهادة موجودة معي حتى الآن .
              ( ملحوظة من الناشر:
              الله يرحمك يا عبد الناصر،انحن نتحسر على أيامك، ونتحسر على إلغاء هذا القانون؛ لأنه على الأقل كان يعترف بحق المسلم في اعتناق المسيحية؛وحق الكاهن في إجراء المعمودية بعد صدور موافقة الجهات الأمنية المختصة؛ كما حدث مع الأخ زكريا، وغاية ما ترجوه الكنيسة القبطية هو أن يعود العمل بهذا القانون الذي تم إلغائه في عهد السادات؛وأصبحت معمودية المسلمين في مصر جريمة يعاقب عليها القانون؛وفي حكم صادر من محكمة أمبابة بخصوص حرية الاعتقاد؛ قال :
              إن حرية الاعتقاد لا تعني الارتداد عن الإسلام !

              الأمر الذي نسف معه إمكانية أن يعتنق المسلم المسيحية سواء بطريقة رسمية أو في الخفاء . وطبقاً لتعاليم ووصايا الإنجيل فلا يجوز للكنيسة أن ترفض معمودية إنسان يريد اعتناق المسيحية مما جعل موقف رجال الكنيسة حرجاً جداً داخل البلاد الإسلامية؛والحل هو إلزام هذه البلاد بمواثيق حقوق الإنسان؛فالكل إنسان الحق في اختيار الدين الذي يرضاه ضميره بدون تدخل من الدولة الحاكمة؛لكن المشكلة إن الدول الإسلامية تعرف إنها لو أطلقت هذا الحق فلن تجد مسلماً واحداً في تلك البلاد!، لذلك كانت أحكام الردة،وإرهاب مباحث أمن الدولة،لكن ماذا يقول الكتاب؟
              يقول " كلمة الله لا تقيد" والتخويف لا ينشأ ديناً ،وفي عصر العولمة والانفتاح وحقوق الإنسان بدأ العد التنازلي لبقاء الإسلام كدين أوحد داخل تلك البلاد؛وهاهم المسلمون المهتدون للمسيحية يملئون أوروبا وأمريكا و كندا واستراليا، بل و منتشرون حتى داخل الدول الإسلامية نفسها. صموئيل بولس عبد المسيح) .
              يتبع

              Comment


              • #8
                رد: زكريا عبد المسيح زكريا السيد فضل الله سابقاً


                وفى يوم ما كنت أتعظ بأحد الكنائس في مدينة أسيوط . وبعد خروجي من الكنيسة،وجدت بانتظاري أحد رجال البوليس السرى الذي كان يعرفني من قبل،ولما تقدم نحوى لإمساكي أسرعت بالهرب،ثم توقفت عن الجرى وقلت لنفسي:ممن تهرب؟ وممن تخاف؟ وأطرقت برأسي إلى الأرض خجلا من الله،وقلت ما قاله حبيبي الجسور بولس الرسول: ( الرب معين لي . فلا أخاف ماذا يصنع بي إنسان ) (عب 13 : 6) .
                وامسكني هذا الرجل وذهب بي إلى قسم أول أسيوط ووقف بي أمام ضابطا اسمر الوجه يدعى حسن، وأشار إليّ وقال له:
                هذا الكلب كان مسلما،وهو يبشر بالمسيح في مدينة أسيوط،وقد ضبطناه هنا قبل ذلك.
                فقال له : ضعه في السجن لحين عودتي في المساء.
                فأخذني وهو سعيدا ووضعني في غرفة وحدي وبعد عدة ساعات حضر هذا الضابط إلى غرفتي ومعه مجموعة من رجال البوليس السري وانهالوا على ضربا بعصى رفيعة وكانت كل عصا تنزل على جسدي أشعر وكأن ثعبانا ساما قد لدغني.
                وفى منتصف الليل حضر هذا الضابط ومعه نفس رجال البوليس السرى وجلس على كرسيا وأمرهم بضربي ، فضربوني بالعصى الرفيعة من جديد،وبعد فترة قام عن كرسيه وقال لهم : استمروا في ضربه،وانصرف .
                فاستمروا في ضربي،وفجأة توقفوا عن الضرب حينما دخل إلى الغرفة رجلا طويل القامة عريض الكتفين،أنيق الملبس،جميل الوجه،يرتدى جلبابا بلديا نظيفا،وفوجئت بهذا الرجل يقول لهم بصوت غاضب : لو كان هذا الإنسان مسيحيا وأصبح مسلما،هل كنتم تضربونه ؟
                فلم يرد عليه أحدا .
                وعلمت فيما بعد أن هذا الإنسان مسيحيا غيورا يدعى (...) ويعمل في البوليس السرى منذ فترة طويلة وهم من قرية بجوار مدينة أسيوط .
                وكان هذا الرجل يرافقني أثناء تنقلاتي بين النيابة العامة ومباحث أمن الدولة والمباحث الجنائية .
                وكان رجال البوليس السرى في هذه الأماكن لا يضربونني إكراما له .
                ولما عجزوا عن وجود أي دليل اتهام ضدي،أرسلوني تحت حراسة البوليس السرى إلى مركز زفتى، وخرجت في نفس اليوم .
                وفى يوم ما ، تذكرت إن لي صديقا مسيحيا كريما في مدينة نجع حمادى،فذهبت إلى زيارته.
                وكان من عادتي إذا زرت صديقا مسيحيا أن أنام في أحد الفنادق حتى لا يقع في مشاكل مع البوليس أو مع الناس إذا اكتشف إنني كنت مسلما .
                فنمت في أحد الفنادق،وفى الصباح ذهبت إلى الكنيسة لمقابلة صديقي،وأثناء تجوالي في هذه المدينة الحبيبة إلى قلبي، وجدت محلا لتفصيل الملابس به رجلا يبدوا انه مسيحيا حقيقيا لا غش فيه،فطلبت منه أن يبقى حقيبتي لديه حتى أعود من الكنيسة،فرحب بذلك و أبقي حقيبتي لديه.
                وذهبت إلى الكنيسة،وبعد انتهاء القداس بحثت عن صديقي فلم أجده،وبينما كنت في طريقي إلى منزله، سمعت صوتا يناديني بأسمى من الخلف، فنظرت ورائي فوجدت شابا أنيقا يأمرني بالركوب إلى جواره في السيارة،ثم وجدت نفسي واقفا معه أمام باب مكتب مأمور مركز نجع حمادى .
                وبعد لحظة سمعت ضربات وصيحات،فنظرت نحوها فوجدت بعض رجال البوليس السرى قادمين ومعهم صاحب محل تفصيل الملابس ومعه حقيبتي،وكان يبدوا على وجهه انه قد أهين،مما يدل على أن الاستقبال كان حارا،وان اللقاء كان ساخنا،ثم ادخلوه إلي المأمور،ومن جديد سمعت ضربات ثم أسئلة موجهة إليه عن معرفته بي،ولماذا جعل حقيبتي لديه و . و . و.

                ثم خرج بدون حقيبتي،ونظر إلي بعينيه البسيطتين الباسمتين وانصرف،ودخلت أنا إلى المأمور وكان الضابط معي،فوجدت محتويات حقيبتي مبعثرة أمامه وهو يقرأ بعض ما كتبت،فلما رآني قال لي : هل أنت الذي كتبت هذا الكلام ؟
                قلت : نعم .
                فقام عن كرسيه واخذ يضربني بيديه وقدميه،ثم جلس على كرسيه وقال وهو منفعلا : لماذا صرت مسيحيا يا ابن ال ..
                قلت له : أنا لم أخالف القانون .
                فقال بغضب :وهل تعرف أنت القانون يا ابن ال .. ثم قال لي :ليس هنا أحدا من المسيحيين،فقل لي بصراحة لماذا أصبحت مسيحيا وأنا اعفوا عنك !!
                قلت له : كنت أكره الله لأنه خلق المسيحيين،وكنت اعتقد كما قيل لي،أنهم كفرة ويشركون بالله ويعبدون ثلاثة آلهة،لكن بعد بحثي وفحصي في الإنجيل لم أجدهم كما قيل لي .
                ثم رفعت رأسي بافتخار وقلت له : يكفيني فخرا إن المسيح حيا،وجميع الأنبياء أمواتا وقبوهم تشهد بفنائهم،حيث عادوا إلى أصولهم.فالذي جاء من التراب يعود إلى التراب،والذي جاء من السماء يعود إلى السماء
                يتبع

                Comment


                • #9
                  رد: زكريا عبد المسيح زكريا السيد فضل الله سابقاً

                  فصرخ وقفز وكأن نوبة من الجنون قد أصابته فجأة ، وقال بصوت عالي : أنا الذي سوف اصعد روحك إلى السماء .
                  أنت هو الجاسوس الإسرائيلي الذي أرسل معلومات إلى إسرائيل،وبعدها جاءت الطائرات الإسرائيلية وضربت خزان وكوبري نجع حمادى بالقنابل !!!
                  وقال للضابط الذي كان يقف متفرجا :
                  خذه وضعه في غرفة وحده،ولا تجعله يتحدث مع أحدا من المساجين،ولا أحدا من المساجين يتحدث معه.
                  وفى غرفة السجن أخذت أرنم ترنيمتي الحبيبة : الله قوة لنا وحمانا الوطيد .
                  في الضيق عوناً قادرا ونصير شديد . فلذا لسنا نجزع .والقلب لا يفزع .
                  ولماذا نزعزع والرب معين ؟؟؟



                  Comment


                  • #10
                    رد: زكريا عبد المسيح زكريا السيد فضل الله سابقاً

                    يتبع

                    Comment


                    • #11
                      رد: زكريا عبد المسيح زكريا السيد فضل الله سابقاً


                      ولم أكن أفكر فيما أنا فيه ، أو ما سأكون فيه ، بل كان تفكيري مشغولا في، من أين دخلت إلى هذه القوة التي جعلتني افرح رغم الأحزان وجعلت إيماني يرتفع وسط الآلام وجعلتني لا أخاف مع أن كل شئ حولي يدفعني إلى الخوف .
                      وفى منتصف الليل،سمعت صوتا يناديني من خارج الغرفة،فذهبت نحو الباب فوجدت عددا من أرغفة الخبز وبعض لفافات بها قطعا من الجبن والحلاوة تتساقط على الأرض من بين القضبان الحديدية الموجودة بأعلى باب غرفة السجن ، ثم قال هذا الصوت : هل تريد شئ آخر ؟
                      قلت له : أريد كوبا من الشاي !!!
                      قال : بعد قليل سيصلك .
                      وبينما كنت منتظرا بجوار الباب ، سمعت حوارا هامسا بالخارج ، فنظرت من ثقب المفتاح ، فرأيت انسانا يضع ورقة مالية في يد الحارس، والحارس يضعها في أحد جيوبه ، ثم فتح له الباب ليعطيني كوب الشاي .
                      وقد سجنت في بلاد كثيرة فلم يهتم بي أحد سوى أبطال نجع حمادى .
                      ومن خلال هذا الكتاب أقدم الشكر إلى هذا الإنسان العظيم الذي ما يزال حيا .
                      وفى الصباح أخذني أحد رجال البوليس وأوقفني أمام أحد الضباط ، فلما رآني أمرني بالجلوس أمامه ووضع بيننا مسجلا ليسجل عليه ما يدور بيننا من حوار ، ثم قال لي : ما هي المعلومات التي أرسلتها إلى إسرائيل ؟!
                      وأين تخبئ جهاز الإرسال ؟!
                      وكم أخذت من نقود ؟!
                      ولم أكن أجاوب على أسئلته حتى لا يتلاعبوا بالكلمات ويقدمون للمحكمة تسجيلا بصوتي اعترف فيه بأنني جاسوسا لإسرائيل ويحكم على بالإعدام .
                      وقد علمت فيما بعد،أن هذا المأمور يدعى محمداً،وان كثيرا من أهل نجع حمادى يقولون عنه انه ( مختل العقل ) .
                      وقد حاول هذا المأمور المجنون ومعه هذا الضابط أن يجبروني على الرد ، ولكنى رفضت وقلت : لن أتكلم إلا أمام وكيل النيابة .
                      فقال لي المأمور بتحدي : سوف استدعى لك ضابطا خبيرا ليأخذ منك الإجابة بالقوة ؟؟؟
                      ثم تحدث تليفونيا وبعد فترة حضر ضابطا عملاقا وقف الجميع احتراما له،ونظر إلى فعرفته وعرفني ، فقال لي وهو مندهشا :
                      زكريا ! ، ما الذي جاء بك إلى هنا ؟!
                      فأشرت بأصبعى نحو المأمور والضابط وقلت له : اسألهم هم .
                      فقال له المأمور بلهفة : هل تعرفه ؟
                      فقال له : نعم .
                      ثم قال لي :انتظر بالخارج يا زكريا .
                      وبعد خروجي من الباب ، امسكني رجال البوليس الواقفون بالخارج،معتقدين إنني أحاول الهرب،فقلت لهم :
                      إن ( سعد اللبان ) هو الذي طلب منى أن انتظر بالخارج .
                      فقال رئيسهم بدهشة : انك تقول ( سعد اللبان ) بدون ألقاب وكأنك صديقه،هل تعرفه ؟
                      قلت له :هو الذي يعرفني .
                      وفى هذه اللحظة فتح الباب وظهر سعد اللبان وقال لهم : اتركوه .
                      فتركوني وكانوا ينظرون إلي وهم متحيرين .
                      وعادت بي الذاكرة إلى الوراء ، وتذكرت حينما كنت امتلك مطعما،وجاء سعد اللبان ضابطا صغيرا إلى مركز زفتى وهاجم إحدى العصابات لضبط إحدى المسروقات،وقامت معركة بالرصاص،وهرب اللصوص بالمسروقات،بعد إصابة أحد رجال البوليس السرى ، وسرقة مسدسه .
                      وتذكرت الساعة التي جاء فيها سعد اللبان إلى مطعمي وقال ليّ :
                      أن رجال البوليس السرى القدامى قالوا لي انك تستطيع إعادة المسدس ، لان زعيم العصابة كان تلميذا لك وسجن معك وان لك نفوذا عليه،ولا يرد لك طلبا ، و أرجوك أن تعيد المسدس إلى .
                      فقبلت القيام بهذه المهمة ، وقلت له : سوف أعيد لك المسدس غدا .
                      وذهبت إلى صديقي حيث كنت اعرف أين يختبئ ، و أقنعته بأن يعطيني المسدس ، فأعطاه لي ، وذهبت إلى مكتب سعد اللبان ليلا ، و أعطيته له .
                      ومن هذا اليوم أحبني وصار زبونا دائما في مطعمي ، وظل الحب متبادلا بيننا إلى أن نقل من مركز بوليس زفتى ، إلى بلدة أخرى .
                      وتوقفت الذكريات حينما فتح الباب وظهر سعد اللبان وعلى وجهه ابتسامة ، ثم أخذني تحت إبطه كما كان يفعل معي سابقا ، وقال لي : هل حقا انك قد أصبحت مسيحيا ؟
                      قلت : نعم .
                      قال :أما انك قد أصبت بالجنون،أم أنك تخطط لإحدى السرقات الكبرى؛ أم انك قد وقعت في حب أحد الفتيات المسيحيات الجميلات ، وفعلت ذلك من اجلها !!!
                      قلت له : لا هذا ولا ذاك ، لقد تغيرت ولم اعد حتى محبا للمال أو النساء .
                      فقال لي : أنا لا أستطيع أن أخرجك من هنا خوفا عليك من غضب المسلمين .
                      فأختار أي مدينة تروق لك؛وأنا أرسلك إليها مع حارسا خصوصيا،درجة أولى بالقطار إكراما لك،ومن هذه المدينة تخرج من السجن بضمان أحد الأشخاص.
                      فشكرته،وطلبت منه إرسالي إلى أسوان .
                      وفى الصباح الباكر جاء أحد رجال البوليس بالملابس الرسمية وكان مسيحيا طويل القامة،كشر الوجه،ووضع يدي الاثنين في قيدا حديديا له سلاسل حديدية كان يمسكها في يده ، وقال لي أنا ذاهب معك لتسليمك إلى مديرية أمن أسوان،وركبت معه القطار ، وجلسنا في عربة فاخرة .


                      يتبع

                      Comment


                      • #12
                        رد: زكريا عبد المسيح زكريا السيد فضل الله سابقاً

                        وفى مدينة الأقصر صعد إلى القطار وجلس أمامي شيخا وقورا مهيب الطلعة ، نظيف الهندام ، ولما رأى القيود والسلاسل في يدي ، اخذ يحدثني عن الحرام والحلال والسرقة والقتل !!!
                        ولكنى قاطعته وقلت له :إنني لم افعل شئ مثل ذلك .
                        فقال لي :إذن ما سبب هذه القيود ؟
                        قلت له: إنها بسبب أنى كنت مسلما وصرت مسيحيا .
                        فأرتعش وتحول وجهه إلى اللون الأصفر ، وقال لي : لقد كفرت !!!!
                        واخذ يحدثني بهدوء ووقار عن الشرك والكفر .
                        وأخذت أحدثه بوداعة وحب عن التثليث والتوحيد .
                        كان يبشرني بمحمد الهادى .
                        وكنت ابشره المسيح الفادى .
                        وكنا نتجادل بصوت مرتفع جذب إلينا انتباه الناس فحضروا ووقفوا بجوار الباب ، وظلوا يستمعوا إلى ما يدور بيننا من حوار ساخن حتى وصل القطار إلى أسوان .
                        وقبل أن يغادر هذا الشيخ مقعده قال لي :
                        انك لا تستحق القيود الحديدية،ولكنك تستحق الإعدام !!!
                        ثم سأل الجندي الذي معي وقال له : من أين أنت قادم به ؟
                        قال له : من نجع حمادى .
                        قال له : وأين أنت ذاهب به ؟
                        قال له : إلى مديرية أمن أسوان .
                        فتوعدني بالويل ، وانصرف .
                        فذهبت إلى شقة حبيبي الدكتور (أ.ع) الذي كان مديرا لمستشفى حميات أسوان في ذلك الوقت،حتى اخرج إلى الحرية عن طريق ضمانته لي عند البوليس كما هو متبع .
                        ولما قرعت على الباب وفتحت زوجته التي كانت تعرفني،ولما رأت القيود في يدي والسلسلة في يد الجندي،ارتبكت وأغلقت الباب في وجوهنا بطريقة لا تليق !
                        فأغتاظ الجندي وقال : هل نحن كلاب حتى تغلقي الباب في وجوهنا هكذا ؟!
                        ثم جذبني من السلسلة بقوة وعنف ووحشية ، فأصيبت معاصم يداي بكدمات وتسلخات نتيجة لاحتكاك القيود الحديدية في يداي .
                        فقلت له : لو كان معي جنديا مسلما ما كان قد قسي على مثلك !!

                        يتبع

                        Comment


                        • #13
                          رد: زكريا عبد المسيح زكريا السيد فضل الله سابقاً

                          ثم ذهبنا إلى مديرية أمن أسوان،ولما اقتربنا منها رأيت اثنين من رجال البوليس السرى يسرعون نحونا ويقول أحدهما للجندي الذي معي:هل أنت قادم بمتهما من نجع حمادى ؟
                          فقال له : نعم .
                          فقال له : اتبعني سريعاً !!!
                          فتبعناه وصعدت إلى الدور الثاني؛ووقفت أمام مدير أمن أسوان وكان يدعى اللواء : عبد الفتاح أبو باشا،فلما رآني قال لي : هل كنت مسلما وأصبحت مسيحيا ؟
                          قلت : نعم .
                          قال:هل بلغت بك الجرأة والإجرام أن تبشر مدير عام الوعظ بجمهورية مصر ؟!!!!
                          قلت له : أنا لا أعرف مدير عام الوعظ ؛ولم أتقابل معه قبل ذلك .
                          قال : انه فضيلة الشيخ الذي كان معك بالقطار!!!
                          ففهمت وصمت .
                          ثم قال لي :
                          قل لي ما حدث بينكما من حوار في القطار،لان فضيلته قد تحدث معي بخصوص هذا اللقاء .
                          فرويت له ما قاله هو،وما قلته أنا.
                          فقال لمن حوله من الضباط : يبدوا انه كان ضحية لأحد !! ، وان أحد المسيحيين قد خدعه !!
                          ثم قال :هل قرأت كتاب المغنى ) لابن قدامه الجزء الثامن ؟
                          قلت:لا.

                          قال:سأمنحك فرصة حتى الصباح لقرأته !!!
                          ثم اخرج كتابا كبيرا من درج مكتبه وأعطاه لي، وقال لمن حوله من الضباط :
                          دعوه في غرفة وحده حتى يقرأ الكتاب ثم اعرضوه على غداً .
                          فوضعوني وحدي بأحد غرف السجن،و أغلقوا الباب .
                          ونظرت إلى الكتاب،فوجدته انه صادر من المملكة العربية السعودية،من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية الشريعة والرياض.
                          وقرأت هذا الكتاب وكان عن ( المرتد) .
                          أي المسلم الذي يترك دين الإسلام ويؤمن بدين آخر .
                          ويقول هذا الكتاب:
                          إن المرتد هو الراجع عن دين الإسلام إلى الكفر!
                          ويتحدث عن قتل المرتد ! ،وكيف يقتل ! ، ولماذا يقتل ؟! ، ولماذا يحرم من ميراث والديه ؟!، وكيف يكون التعامل معه ؟!
                          ويقول الكتاب : (وقد أجمع الصحابة الأربعة : أبى بكر . وعمر . وعثمان .
                          وعلى ومن بعدهم على وجوب قتل المرتد فكان إجماعا وتأييدا على قتل المرتد) .
                          وبعد قراءة هذا الكتاب قلت لنفسي : ومن قال أنني أخاف الموت ؟!
                          وفى الصباح وقفت أمامه ومعي الكتاب المقدس، فقال لي :هل قرأت الكتاب ؟
                          قلت له : نعم قرأته .
                          فقال : وهل اقتنعت انك تستحق القتل ؟
                          فلم أجاوبه .
                          فقال لي : هل أنت مستعدا للعودة إلى الإسلام ؟
                          قلت له :أنا قررت أن أكون مسيحيا و أموت مسيحيا.
                          فقال :هل أنت مصمما على ذلك ؟
                          قلت : نعم .
                          فقال للضابط الذين حوله :خذوه واضربوه بدون إصابات ظاهرة في جسمه.
                          فأخذني أحدهم وأدخلني إلى إحدى الغرف،فوجدت بها رجلا ضخم الجثة قوى العضلات،وامسكني هذا الرجل من أكتافى بقوة واخذ يصدم ظهري بالحائط بقوة وعنف ، وكان يقول لي بعد كل اصطدام :
                          لن أتركك حتى يحدث لك النزيف الداخلي !!!
                          وكانت عظامي تؤلمني،وكنت اشد عضلات رقبتي حتى لا تصطدم رأسي بالحائط، وظل هذا العملاق يفعل هكذا حتى لم اعد قادرا على الوقوف على قدمي،وما حدث لي في تلك الليلة من اللواء : عبد الفتاح أبو باشا كان مروعا إلى حد انه قد (حضر) في ذاكرتي ولن تمحوه الأيام ،فقد كان يعد لي مفاجأة غير سارة سوف تعرفها في الفصل القادم.
                          وبعد نجاتي من المفاجأة،خرجت من الغرفة آلتي كنت بها إلى غرفة أخرى كان بها مساجين كثيرين،ثم دخل إلينا مجموعة من الضباط والجنود،وقيدوا يدي اليمنى مع اليد اليسرى لمسجون آخر،وأصبح كل مسجونين في قيدا حديديا واحدا،ثم ركبنا جميعا في سيارة بوليس كبيرة،ثم أنزلونا ووضعونا في عربة خاصة بالقطار المتجه إلى القاهرة،وفى محطة مدينة قنا،توقفت عربة المساجين على أحد القضبان الحديدية الخاصة لمدة يومين،حضر خلالهم مجموعة كبيرة من المساجين في سجن قنا، ووضعوهم معنا في العربة،وحدث ذلك في محافظات سوهاج وأسيوط والمنيا وبنى سويف.وكان الحر شديدا داخل العربة والزحام لا يحتمل،ووصلت إلى القاهرة في إحدى عشر يوما،ولم يكن معي نقودا،ولكن الله الذي وثقت به أعطاني نعمة في عيني المسجون الذي كان مقيدا معي فكان يشترى لي طعاما .

                          يتبع

                          Comment

                          Working...
                          X