ولدت في مدينة زفتى المحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية،من عائلة إسلامية مشهورة تدعى عائلة فضل الله،ولها شارعاً كبيرا يحمل اسمها حتى الآن .
وكانت كل العائلات تخشاها وتتجنب الوقوع معها في مشاكل،حيث أنها عائلة كبيرة وقوية وبها قتلة ترتجف الناس عند سماع أسمائهم .
وكان بعضهم يعمل في تجارة الجمال التي يأتون بها من السودان،والبعض الآخر يمتلك أراضي زراعية كثيرة خلف محطة السكة الحديدية وتعرف بأرض فضل الله.
أما والدي فكان يعمل مقاولا لنقل الأقطان من (المحالج) المصانع إلى السفن في الإسكندرية لتذهب إلى مصانع الغزل في (يوركشاير) في إنكلترا،وكان يمتلك عددا من سيارات النقل.
وكان والدي رجلا مسلما متدينا "جدا"،يؤدي الصوم والصلاة في مواعيدها المقررة،كما كان يعطي الفقراء بسخاء،وكان محبوبا من الكل.
أما والدتي فكانت من أسرة ثرية مثقفة بها أعضاء من مجلس الشيوخ وحزب الوفد المصري وكانت والدتي سيدة أنيقة ترتدي الملابس الأوربية وتمتلك الكثير من الذهب وكانت تضع في أصابعها ويديها وصدرها ورقبتها كثيرا من الذهب،وعرفت باسم (أم الذهب) وكان لي أربعة أخوة كان ترتيبي بينهم قبل الأخير ، وأدخلني والدي (الكتاب ) وهو عبارة عن مدرسة خاصة لتعليم القرآن وحفظه وتلاوته .
وكان يشرف على تعليمنا مجموعة من الشيوخ يحمل كل منهم عصا رفيعة للضرب وكان عقاب كل من يخطئ عشرون عصا على يده ، وكنت سريع الفهم وقارئ جيد ، وصاحب ذاكرة قوية ،لذلك فقد تفوقت على زملائي وحفظت القرآن في سن مبكرة،وصار خطي أحسن من خط فضيلة الشيخ حسنين قشطى صاحب الكتاب نفسه.
وكان الشيخ شبل والشيخ درويش أساتذتي في الكتاب،يشحنون بطارية حياتي كل يوم ويقولون أن المسيحيين مصيرهم النار لأنهم يعبدون ثلاثة آلهة،ويقولون أن المسيح هو الله وأنه ابن الله و. و. و.
وكان والدي يأخذني معه إلى الصلاة في الجوامع ويحدثني كثيرا عن المسيحيين الكفرة المشركين حتى كرهت الله لأنه قد سمح بالدين المسيحي ، ولذلك كونت مجموعة من زملائي في الكتاب ومجموعة أخرى من أبناء الشوارع وأشعلت فيها الحماس والغيرة على الإسلام وجعلتهم طريقا واحداً تحت قيادتي للاعتداء على الصبيان المسيحيين ومطاردتهم وضربهم في الشوارع وأمام منازلهم و أينما كانوا .
وكنت أحول أعياد الصبيان المسيحيين إلى أحزان ففي صباح أول أيام العيد يتجمع أمام منزلنا عدد كبيراً من الصبيان المسلمين لقيادتهم في شن هجوم كاسح على الصبيان المسيحيين حتى لا يستمتعوا بالعيد فكنا نمزق ملابسهم الجديدة ونكسر الدراجات التي يركبونها ونستولي على نقودهم بالقوة حتى أصبحوا يعيدون داخل منازلهم ولا يسير أحد إلا ومعه والده،وكنت أقذف الكنيسة بالحجارة وأكسر زجاج الشبابيك وأطلب من الصبيان المسيحيين عدم الذهاب إلى الكنيسة وعدم حمل صور القديسين وخاصة صورة المسيح مصلوبا لأن رؤيتي لها كانت تجعلني أحترق غيظا وكنت أختبئ مع أتباعي في مكان بجوار كنيسة أبو سيفين وأهاجم الصبيان المسيحيين وهم ذاهبين وخارجين من مدارس الأحد وأقوم بضربهم وتفتيشهم،وكان كل من أضبطه متلبسا بحمل صورة المسيح مصلوبا يرتعد في يدي ويبكي بدموع طالبا الرحمة،وتحت تهديد المطواة المتعطشة إلى دمه اجبره على أن يبصق فوق الصورة ويمزقها بيديه ويدوس عليها بقدميه ويردد خلفي وبصوت عال ما أقوله من أقوال قبيحة ضد المسيح والعذراء والقديسين ثم أعاقبه بضربة بالمطواة في وجهه وأحدث به عاهة لتكون محذرة لمن يعصوني وإنذار لكل من يحمل المسيح مصلوبا وكان أول ضحاياي صبي يدعى ناصيف كان جده من تجار الذهب وصديقا لأسرتي وهو يعمل الآن ترزيا وله قريب ترزياً في زفتى يدعى جرجس مينا،كان لا أحد من أهل الصبيان يجرؤ على إبلاغ البوليس ضدي حتى لا يتعرضوا للانتقام من عائلة فضل الله .
إن كل مدينة زفتى والمدن المجاورة تعلم أن ابن عمي عبده فضل الله قد قتل أحد رجال البوليس في وضح النهار وأمام الكل في إحدى المقاهي لأنه قد تجرأ وشهد ضده في جريمة قتل،وبعدها لم يعد أحد يشهد ضده أو ضد أحد أفراد العائلة،أما عمي الغريب فضل الله فهو أكثر شهرة وله قصص في البطولة والمعارك والقوة،مازالت محفورة في أذهان الناس ويتكلم بها حتى الآن في زفتى .
كان يأتي إلى منزلنا كثيرا من الرجال و السيدات المسيحيات ومعهم أولادهم ورؤوسهم ملفوفة بالقطن والشاش ويترجوا والدي أن يتدخل لمنعي من مواصلة حمامات الدم التي جلبت الرعب لأولادهم ومنعتهم للذهاب إلى المدارس والخروج إلى الشوارع وسجنهم في منازلهم،وفي كل مرة كان والدي يعلن أمامهم انه سوف ينتقم مني عندما يراني وأنه سوف يستولي على أسلحتي البيضاء والسوداء ويمنعني عن ضرب أولادهم وعندما يراني يبتهج ويفرح ويبتسم ويقول ليّ :
أحسنت صنعا" ويكافئني ماليا" وكان التشجيع والإعجاب والتأييد الذي كان يكيل إليّ بحماس من أسرتي والناس ومن نفسي وأصدقائي وأساتذتي ومن شيوخي في الكتاب يزيدنى قسوة على المسيحيين،واختراع وسائل حديثة لزيادة عذابهم أكثر.فكنت أصنع كورا من القماش وأصب عليهم غازا.
وعندما يأتي الصبيان المسلمين إلى منزلنا ليلا حسب أوامري،أعطيهم التعليمات الأخيرة وأعطي كلا منهما كرة وعلبة من الكبريت،و أقودهم نحو بيوت المسيحيين . وبإشارة منى يشعل كل واحدا منهما الكره ويلقيها داخل أي نافذة مفتوحة، وكنت اسمع صراخ الأطفال فأفرح،ورعب النساء فأنتعش،واستغاثة الرجال فأبتهج.
ثم تخرجت من الكتاب،ودخلت معهد كشك الأزهري وتخرجت منه أيضاً.
ثم ظهر على أعراض النبوغ المبكر في الإجرام،فعشقته ونبعت فيه وتفوقت على أفضل من في المهنة.
بدأت بسرقة الذهب من والدتي؛وحينما ساورها الشك في؛أخفت الذهب في مكان لا أعرفه؛فكنت استولى على بعض ما كانت ترتديه بالإكراه.
وكان والدي يضع النقود في خزانة حديدية كان معه مفتاحا،وأنا معي مفتاحين.
وكنت استولى على مبالغ كثيرة أنفقها على أتباعي.
وكونت عصابة وكنا نسرق الناس في الأسواق ومن أمام السينما واكتشف والدي سرقة نقوده.
فحبسني في غرفة،وانهال على ضرباً بالعصا،هو وأمي وأخوتي،ومكثت عدة أيام لا أقوى على الحركة . من شدة الضرب وقسوته. ثم هربت من بلدتي وصرت لصا محترفاً متخصصا في سرقة الذهب والمجوهرات والنقود والأشياء الثمينة . كما كنت محتالا عبقريا.
فأنا أول من أخترع وأحتال على الناس في مصر،وباع لهما أساور ذهبية عليها ختم الذهب،وهى في الحقيقة أساور نحاسية مطلية بماء الذهب،كنت أعملهم عند تاجر ذهب كان يشترى منى الذهب الذي كنا اسرقه.
أصبحت مدمنا للسجائر والخمر والمخدرات والقمار والنساء،وكانت الناس تخاف منى،حيث كنت مشهوراً بالجرأة الشراسة والقسوة وسرعة الغضب،وكنت لا أخاف من الله أو من البوليس،أو من الناس.
وكان كل من يريد الحصول على شهوة يسير معي.
ولى قصص ومغامرات كثيرة ما زالت عالقة في أذهان الكثيرين في مدينة زفتى،وكانت المباحث تضعني في قائمة الخطرين على الأمن العام.
وكنت مكروها من الجميع،واكره الجميع،ولم يكن أحدا يرغب في رؤيتي أو وجودي.
وسجنت عدة مرات وتعرفت برؤساء عصابات خطرين لهما شهرة في عالم الجريمة وعملت معهم بعد خروجي من السجن.
وأحيانا كانت الناس تستأجرني لضرب خصومهم ولى معارك شهيرة مع البوليس ومع الناس،ما زالت محفورة في أذهان الناس في مدينة زفتى،وكان البوليس وكبار المحتالين يطلقون على لقب (أمهر الصيادين) لان شهرتي قامت على إني محتال قدير،ونصاب خطير.
ثم جندت بالجيش المصري لمدة ثلاث سنوات وقبل مضى ستة أشهر،حصلت على رتبه شاويش (جاويش)معلم،وكنت قائد فصيلة وكان كل جندي مسيحي سئ الحظ هو الذي يأتي إلى فصيلتي،ويكون تحت قيادتي.
فقد كنت أتفنن في عذابه، لا لكي يندم على كونه مسيحيا ، بل لدفعه إلى الانتحار !!!
وبعد انتهائي من التجنيد بالجيش،مارست احترافي للإجرام،واضطهادي للمسيحيين،وجعلهم ينكرون المسيح أمامي وفرضت أتاوات مالية على التجار المسيحيين والمسلمين في زفتى،وكان كل من يرفض أو يعتذر احرق متجره أو أحطم محله.
كما حدث مع تاجر مسلم اسمه (شلا طه الوكيل) وكما حدث مع تاجر مسيحي اسمه (صهيون حنا مطر)،وفى يوم ما شاهدت أحد المحتالين الناشئين وكان شابا مسيحيا أعرفه، يعتنق الإسلام ، وكانت العادة المتبعة، أن يحمل الإنسان الذي أسلم فوق أكتاف أحد الأشخاص، ثم يتقدمه مجموعة من الشيوخ يصيحون قائلين ، الله اكبر، الله اكبر، لقد اهتدى الكافر، ويجمعون للشخص الذي أسلم نقوداً من الناس ويضعونها في شنطة، وبعد ان يطوقوا به في شوارع المسلمين، يذهبون إلى شوارع المسيحيين لإغاظتهم ، ثم يعطوه شنطة النقود .
فنظرت إلى الشنطة وحقدت على هذا المحتال الناشئ لانه قد ضحك علينا وعمل مسلما، ليس حبا في الإسلام ، بل ليستولي على نقود المسلمين، وقررت الاعتداء على المسيحيين بنفس الوسيلة، عملا بقول الله : " فمن اعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " (سورة البقرة عدد 193).
وقلت في نفسي : إذا كان محتالا ناشئا من الدرجة الثالثة مثله،استطاع أن يحصل على حقيبة مليئة بالنقود في عدة أيام، فأنا أمهر الصيادين أستطيع الحصول على عدة حقائب في عدة ساعات !!!.
ودرست خطة الاحتيال من كل الجوانب،فأحضرت كتابا مقدسا كنت قد سرقته وأنا طفل من مكتب محامى مسيحي يدعى (بسطا روفائيل)،وكونت فكرة عن المسيح وحفظت بعض المعلومات حتى اخدع بها القس،ويصدق إن رغبتي في أن أكون مسيحيا،نابعة من دراساتي للكتاب المقدس،واقتناعي بالمسيح . ووضعت خطة الاحتيال وبدأت التنفيذ.
ولكن.. سقط الصياد الخطير في شبكة الإله القدير
وكانت كل العائلات تخشاها وتتجنب الوقوع معها في مشاكل،حيث أنها عائلة كبيرة وقوية وبها قتلة ترتجف الناس عند سماع أسمائهم .
وكان بعضهم يعمل في تجارة الجمال التي يأتون بها من السودان،والبعض الآخر يمتلك أراضي زراعية كثيرة خلف محطة السكة الحديدية وتعرف بأرض فضل الله.
أما والدي فكان يعمل مقاولا لنقل الأقطان من (المحالج) المصانع إلى السفن في الإسكندرية لتذهب إلى مصانع الغزل في (يوركشاير) في إنكلترا،وكان يمتلك عددا من سيارات النقل.
وكان والدي رجلا مسلما متدينا "جدا"،يؤدي الصوم والصلاة في مواعيدها المقررة،كما كان يعطي الفقراء بسخاء،وكان محبوبا من الكل.
أما والدتي فكانت من أسرة ثرية مثقفة بها أعضاء من مجلس الشيوخ وحزب الوفد المصري وكانت والدتي سيدة أنيقة ترتدي الملابس الأوربية وتمتلك الكثير من الذهب وكانت تضع في أصابعها ويديها وصدرها ورقبتها كثيرا من الذهب،وعرفت باسم (أم الذهب) وكان لي أربعة أخوة كان ترتيبي بينهم قبل الأخير ، وأدخلني والدي (الكتاب ) وهو عبارة عن مدرسة خاصة لتعليم القرآن وحفظه وتلاوته .
وكان يشرف على تعليمنا مجموعة من الشيوخ يحمل كل منهم عصا رفيعة للضرب وكان عقاب كل من يخطئ عشرون عصا على يده ، وكنت سريع الفهم وقارئ جيد ، وصاحب ذاكرة قوية ،لذلك فقد تفوقت على زملائي وحفظت القرآن في سن مبكرة،وصار خطي أحسن من خط فضيلة الشيخ حسنين قشطى صاحب الكتاب نفسه.
وكان الشيخ شبل والشيخ درويش أساتذتي في الكتاب،يشحنون بطارية حياتي كل يوم ويقولون أن المسيحيين مصيرهم النار لأنهم يعبدون ثلاثة آلهة،ويقولون أن المسيح هو الله وأنه ابن الله و. و. و.
وكان والدي يأخذني معه إلى الصلاة في الجوامع ويحدثني كثيرا عن المسيحيين الكفرة المشركين حتى كرهت الله لأنه قد سمح بالدين المسيحي ، ولذلك كونت مجموعة من زملائي في الكتاب ومجموعة أخرى من أبناء الشوارع وأشعلت فيها الحماس والغيرة على الإسلام وجعلتهم طريقا واحداً تحت قيادتي للاعتداء على الصبيان المسيحيين ومطاردتهم وضربهم في الشوارع وأمام منازلهم و أينما كانوا .
وكنت أحول أعياد الصبيان المسيحيين إلى أحزان ففي صباح أول أيام العيد يتجمع أمام منزلنا عدد كبيراً من الصبيان المسلمين لقيادتهم في شن هجوم كاسح على الصبيان المسيحيين حتى لا يستمتعوا بالعيد فكنا نمزق ملابسهم الجديدة ونكسر الدراجات التي يركبونها ونستولي على نقودهم بالقوة حتى أصبحوا يعيدون داخل منازلهم ولا يسير أحد إلا ومعه والده،وكنت أقذف الكنيسة بالحجارة وأكسر زجاج الشبابيك وأطلب من الصبيان المسيحيين عدم الذهاب إلى الكنيسة وعدم حمل صور القديسين وخاصة صورة المسيح مصلوبا لأن رؤيتي لها كانت تجعلني أحترق غيظا وكنت أختبئ مع أتباعي في مكان بجوار كنيسة أبو سيفين وأهاجم الصبيان المسيحيين وهم ذاهبين وخارجين من مدارس الأحد وأقوم بضربهم وتفتيشهم،وكان كل من أضبطه متلبسا بحمل صورة المسيح مصلوبا يرتعد في يدي ويبكي بدموع طالبا الرحمة،وتحت تهديد المطواة المتعطشة إلى دمه اجبره على أن يبصق فوق الصورة ويمزقها بيديه ويدوس عليها بقدميه ويردد خلفي وبصوت عال ما أقوله من أقوال قبيحة ضد المسيح والعذراء والقديسين ثم أعاقبه بضربة بالمطواة في وجهه وأحدث به عاهة لتكون محذرة لمن يعصوني وإنذار لكل من يحمل المسيح مصلوبا وكان أول ضحاياي صبي يدعى ناصيف كان جده من تجار الذهب وصديقا لأسرتي وهو يعمل الآن ترزيا وله قريب ترزياً في زفتى يدعى جرجس مينا،كان لا أحد من أهل الصبيان يجرؤ على إبلاغ البوليس ضدي حتى لا يتعرضوا للانتقام من عائلة فضل الله .
إن كل مدينة زفتى والمدن المجاورة تعلم أن ابن عمي عبده فضل الله قد قتل أحد رجال البوليس في وضح النهار وأمام الكل في إحدى المقاهي لأنه قد تجرأ وشهد ضده في جريمة قتل،وبعدها لم يعد أحد يشهد ضده أو ضد أحد أفراد العائلة،أما عمي الغريب فضل الله فهو أكثر شهرة وله قصص في البطولة والمعارك والقوة،مازالت محفورة في أذهان الناس ويتكلم بها حتى الآن في زفتى .
كان يأتي إلى منزلنا كثيرا من الرجال و السيدات المسيحيات ومعهم أولادهم ورؤوسهم ملفوفة بالقطن والشاش ويترجوا والدي أن يتدخل لمنعي من مواصلة حمامات الدم التي جلبت الرعب لأولادهم ومنعتهم للذهاب إلى المدارس والخروج إلى الشوارع وسجنهم في منازلهم،وفي كل مرة كان والدي يعلن أمامهم انه سوف ينتقم مني عندما يراني وأنه سوف يستولي على أسلحتي البيضاء والسوداء ويمنعني عن ضرب أولادهم وعندما يراني يبتهج ويفرح ويبتسم ويقول ليّ :
أحسنت صنعا" ويكافئني ماليا" وكان التشجيع والإعجاب والتأييد الذي كان يكيل إليّ بحماس من أسرتي والناس ومن نفسي وأصدقائي وأساتذتي ومن شيوخي في الكتاب يزيدنى قسوة على المسيحيين،واختراع وسائل حديثة لزيادة عذابهم أكثر.فكنت أصنع كورا من القماش وأصب عليهم غازا.
وعندما يأتي الصبيان المسلمين إلى منزلنا ليلا حسب أوامري،أعطيهم التعليمات الأخيرة وأعطي كلا منهما كرة وعلبة من الكبريت،و أقودهم نحو بيوت المسيحيين . وبإشارة منى يشعل كل واحدا منهما الكره ويلقيها داخل أي نافذة مفتوحة، وكنت اسمع صراخ الأطفال فأفرح،ورعب النساء فأنتعش،واستغاثة الرجال فأبتهج.
ثم تخرجت من الكتاب،ودخلت معهد كشك الأزهري وتخرجت منه أيضاً.
ثم ظهر على أعراض النبوغ المبكر في الإجرام،فعشقته ونبعت فيه وتفوقت على أفضل من في المهنة.
بدأت بسرقة الذهب من والدتي؛وحينما ساورها الشك في؛أخفت الذهب في مكان لا أعرفه؛فكنت استولى على بعض ما كانت ترتديه بالإكراه.
وكان والدي يضع النقود في خزانة حديدية كان معه مفتاحا،وأنا معي مفتاحين.
وكنت استولى على مبالغ كثيرة أنفقها على أتباعي.
وكونت عصابة وكنا نسرق الناس في الأسواق ومن أمام السينما واكتشف والدي سرقة نقوده.
فحبسني في غرفة،وانهال على ضرباً بالعصا،هو وأمي وأخوتي،ومكثت عدة أيام لا أقوى على الحركة . من شدة الضرب وقسوته. ثم هربت من بلدتي وصرت لصا محترفاً متخصصا في سرقة الذهب والمجوهرات والنقود والأشياء الثمينة . كما كنت محتالا عبقريا.
فأنا أول من أخترع وأحتال على الناس في مصر،وباع لهما أساور ذهبية عليها ختم الذهب،وهى في الحقيقة أساور نحاسية مطلية بماء الذهب،كنت أعملهم عند تاجر ذهب كان يشترى منى الذهب الذي كنا اسرقه.
أصبحت مدمنا للسجائر والخمر والمخدرات والقمار والنساء،وكانت الناس تخاف منى،حيث كنت مشهوراً بالجرأة الشراسة والقسوة وسرعة الغضب،وكنت لا أخاف من الله أو من البوليس،أو من الناس.
وكان كل من يريد الحصول على شهوة يسير معي.
ولى قصص ومغامرات كثيرة ما زالت عالقة في أذهان الكثيرين في مدينة زفتى،وكانت المباحث تضعني في قائمة الخطرين على الأمن العام.
وكنت مكروها من الجميع،واكره الجميع،ولم يكن أحدا يرغب في رؤيتي أو وجودي.
وسجنت عدة مرات وتعرفت برؤساء عصابات خطرين لهما شهرة في عالم الجريمة وعملت معهم بعد خروجي من السجن.
وأحيانا كانت الناس تستأجرني لضرب خصومهم ولى معارك شهيرة مع البوليس ومع الناس،ما زالت محفورة في أذهان الناس في مدينة زفتى،وكان البوليس وكبار المحتالين يطلقون على لقب (أمهر الصيادين) لان شهرتي قامت على إني محتال قدير،ونصاب خطير.
ثم جندت بالجيش المصري لمدة ثلاث سنوات وقبل مضى ستة أشهر،حصلت على رتبه شاويش (جاويش)معلم،وكنت قائد فصيلة وكان كل جندي مسيحي سئ الحظ هو الذي يأتي إلى فصيلتي،ويكون تحت قيادتي.
فقد كنت أتفنن في عذابه، لا لكي يندم على كونه مسيحيا ، بل لدفعه إلى الانتحار !!!
وبعد انتهائي من التجنيد بالجيش،مارست احترافي للإجرام،واضطهادي للمسيحيين،وجعلهم ينكرون المسيح أمامي وفرضت أتاوات مالية على التجار المسيحيين والمسلمين في زفتى،وكان كل من يرفض أو يعتذر احرق متجره أو أحطم محله.
كما حدث مع تاجر مسلم اسمه (شلا طه الوكيل) وكما حدث مع تاجر مسيحي اسمه (صهيون حنا مطر)،وفى يوم ما شاهدت أحد المحتالين الناشئين وكان شابا مسيحيا أعرفه، يعتنق الإسلام ، وكانت العادة المتبعة، أن يحمل الإنسان الذي أسلم فوق أكتاف أحد الأشخاص، ثم يتقدمه مجموعة من الشيوخ يصيحون قائلين ، الله اكبر، الله اكبر، لقد اهتدى الكافر، ويجمعون للشخص الذي أسلم نقوداً من الناس ويضعونها في شنطة، وبعد ان يطوقوا به في شوارع المسلمين، يذهبون إلى شوارع المسيحيين لإغاظتهم ، ثم يعطوه شنطة النقود .
فنظرت إلى الشنطة وحقدت على هذا المحتال الناشئ لانه قد ضحك علينا وعمل مسلما، ليس حبا في الإسلام ، بل ليستولي على نقود المسلمين، وقررت الاعتداء على المسيحيين بنفس الوسيلة، عملا بقول الله : " فمن اعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " (سورة البقرة عدد 193).
وقلت في نفسي : إذا كان محتالا ناشئا من الدرجة الثالثة مثله،استطاع أن يحصل على حقيبة مليئة بالنقود في عدة أيام، فأنا أمهر الصيادين أستطيع الحصول على عدة حقائب في عدة ساعات !!!.
ودرست خطة الاحتيال من كل الجوانب،فأحضرت كتابا مقدسا كنت قد سرقته وأنا طفل من مكتب محامى مسيحي يدعى (بسطا روفائيل)،وكونت فكرة عن المسيح وحفظت بعض المعلومات حتى اخدع بها القس،ويصدق إن رغبتي في أن أكون مسيحيا،نابعة من دراساتي للكتاب المقدس،واقتناعي بالمسيح . ووضعت خطة الاحتيال وبدأت التنفيذ.
ولكن.. سقط الصياد الخطير في شبكة الإله القدير
يتبع
Comment