النجمة السداسية...رحلتها من الخيمياء إلى الصهيونية
د. مناف هاشم غرايبه
تُعد النجمة السداسية على مر العصور رمزاً للعديد من الحضارات والديانات والعلوم القديمة , حيث يقدّر العمر التقريبي لولادة النجمة بالرجوع إلى تاريخ أول ظهور مؤكد لها إلى أكثر من أربعة آلاف سنة منذ العصور القديمة .
وحديثاً اعتُمِدت النجمة رمزاً للكيان الصهيوني وأصبح اليهود يطلقون عليها لقب ( نجمة داوود ) أو كما تسمى بالعبرية ماجين داويد ومعناها الحرفي هو درع داوود ، وهي تتكون من انطباق مثلثين متساويي الأضلاع بشكل متعاكس فوق بعضهما ، وقد تم اختيارها في عام 1948 شعاراً أساسياً لكيانهم بالإضافة إلى الشمعدان السباعي والذي يعتبر أقدم عمراً بالنسبة إلى النجمة .
مع أن النسب متأصلٌ لهذا الشعار كرمز يهودي لكن هناك إجماع بين علماء التاريخ والرموز القديمة أن الجذور العميقة للنجمة السداسية تعود إلى قرونٍ عديدة سبقت , ونجد من مؤشرات استخدامها السابق في :
1. علم الخيمياء وهو أساس الكيمياء القديمة والذي بدأ بمحاولة تحويل الرصاص إلى ذهب حيث كانت النجمة رمزاً لتجانس الأضداد وبالأخص النار والماء , وقد وجدت النجمة في العديد من المخطوطات القديمة الموثّقة .
2. علوم ما وراء الطبيعة القديمة والعلوم الخفية استخدمت فيها النجمة كرمز لعملية استحضار العفاريت أو الأرواح الشريرة .
3. في الهندوسية تمثل النجمة اتحاد القوى المتضادة كالماء والنار أو الذكر والأنثى وبالأخصّ التجانس الكوني بين الإله شيفا والإله شاكتي وهما آلهة الذكر والأنثى عند الهندوراس وتسمى هذه الرموز : ماندالا وتنسب إلى علوم الكون والميتافيزيقيا ، وهذا الأمر مُثبت منذ ما يزيد عن عشرة آلاف سنة في الديانة الهندوسية .
4. في مصر القديمة - عصور الفراعنة كانت تعتبر النجمة رمز لأرض الأرواح ، وهي رمز للإله أمسو الذي هو أول إنسان تحول إلى آلهة وأصبح حوروس ، ويُعتقد بأن اليهود استخدموا رمز النجمة السداسية على العجل الذهبي الذي ارتدّوا به عما جاء به النبي موسى عليه السلام إلى الوثنية , حيث كان الرمز منتشراً في ذلك الوقت لدى الفراعنة , ومن الغريب أن طريقة كتابة حوروس بالهيروغليفية مشابهةُ إلى حدٍ كبير شكل النجمة السداسية !
5. كنيسة الشيطان تعتبر أهم رموزها نجمة سداسية داخل دائرة كنتيجة من الرقم الشيطاني 666 والذي تم ذكره في نبوءة دانيال والتي تشير إلى المسيح الدجال ضد السيد المسيح .
أما بالنسبة إلى علاقة النجمة السداسية بالطوائف الدينية فإننا نجد أن اليهودية الأرثوذكسية رفضت شعار النجمة السداسية لأن له علاقة بالسحر والشعوذة و العلوم الخفية, بينما تستخدم الطائفة المورمونية النجمة في (كنائسها) رمزاً للقبائل الاثني عشر اليهودية .
تعتبر النجمة السداسية في أغلب العلوم القديمة كرمز لاندماج الأنثى مع الذكر أو التزاوج , حيث أن الذكر يتمثل بمثلث رأسه إلى الأعلى مشابه للرقم 8 وعلى عكسه الأنثى مشابهة للرقم 7 وبالتالي رمزٌ للتزاوج , ومن الطريف أن شكل المثلث الذكري لا يزال يستعمل إلى الآن كرتبة عسكرية للدلالة على الرجولة فكلما زاد عدد المثلثات زادت الرجولة وبالتالي القوة .
هنالك العديد من الفرضيات التي تحاول فهم السر وراء اختيار النجمة السداسية كشعار للصهيونية وقد تكون أهميتها ترجع إلى أيام خلق الكون الستة حيث يعتبر العمل في اليوم السابع ( السبت ) عند اليهود محرماً بالإضافة إلى التقاسيم الستة للتعاليم الشفهية عند اليهود , أيضاً إلى أن الحرف الأول والأخير من كلمة داوود بالعربية والعبرية ( حرف الدال بالعبرية مشابه للرقم 6 أيضاً ) كمثلث منقوص الضلع , ومن الغريب أننا نستطيع استخلاص جميع أشكال حروف الأبجدية العبرية من النجمة السداسية , بينما يزعم أغلب اليهود أن النجمة كانت منقوشة على خاتم النبي داوود عليه السلام مع ان الاعتقاد السائد في حضارات أخرى هو أن النجمة الموجودة على الخاتم هي نجمة خماسية ، والتي بدورها لها قصة أخرى باعتبارها من أقدم الرموز الموجودة والتي ترجع إلى أكثر من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد وتستخدم كرمز حديثٍ لعبادة الشيطان ، وأساسها هو عبادة الطبيعة بينما قديماً هي رمز الأنثى المقدسة أو فينوس التي يلمع بريقها بشكل نجمة خماسية كل أربع سنوات , ولهذه النجمة دلالات أخرى ، وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد أي دليل على وجود نقش للنجمة على الخاتم ، وأما المزاعم الأخرى فهي وجود النجمة السداسية على درع النبي داوود عليه السلام وهي غير موثقة أيضاً .
توجد دلالة أخرى إذا اعتبرنا النجمة كهرمين متقابلين تمثل الدخول إلى مصر والخروج من العبودية أيام الفراعنة , أي بمعنى أوضح تمثل النجمة نجاة العبيد اليهود من الاستعباد الفرعوني. أما بالنسبة إلى بدء استخدامها كشعار يهودي فيرجع إلى تاريخ أول ظهور لها بشكل موثّق عندما تم العثور على أقدم نسخة مكتوبة من التوراة في سانت بيترسبرغ والتي يرجع تاريخها إلى 1010م كانت النجمة السداسية مرسومةً على الغلاف , وأيضاً عُثر على مخطوطة قديمة للتوراة معروفة باسم (التناخ ) في طليطلة ، والتي يرجع تاريخها إلى 1367م كانت النجمة مرسومة عليها أيضاً .
في القرون الوسطى توجد حادثتين موثقتين , حيث كانت النجمة السداسية شعاراً في عام 1354 م لليهود المقيمين في براغ – التشيك عندما كانت جزء من بوهيميا في عهد تشارلز الرابع ( 1316-1378) وقد حددها الملك تشارلز الرابع لهم, والحادثة الثانية في عام 1648م حين حاولت السويد احتلال براغ، حيث كانت القوات اليهودية الحليفة تحمل الراية الحمراء مرسوم عليها النجمة السداسية باللون الأصفر في عهد الإمبراطور فرديناند الثالث ( 1608-1657) م .
أما حديثاً فقد تم طرح فكرة شعار النجمة في أول مؤتمر صهيوني عام 1879 في مدينة بال في سويسرا ، حيث اختار ثيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية النجمة السداسية كشعار للصهيونية ، وسرعان ما تبنت لجنة الطلاب ( أخوة صهيون ) بالإضافة إلى جمعية البيلو ( محبة صهيون ) في عام 1881 م هذا الشعار .
وقد كانت البيلو في طليعة من بدؤوا الهجرة إلى فلسطين 1887-1903م , وبعد إعلان تأسيس الكيان الصهيوني في فلسطين بستة أشهر وبالتحديد في 28 أكتوبر 1948م أجمع المؤسسون الصهاينة على اتخاذ النجمة شعاراً على علمهم وراياتهم وحتى منظماتهم مثل : نجمة داوود الحمراء كبديل صهيوني رسمي عن الصليب الأحمر .
وبالتالي بعد احتلال النازية بقيادة الرايخ الثالث (هتلر) لبولندا عام 1939 تم إجبار اليهود المقيمين على وضع علامات تميزهم عن الأعراق الأخرى فوضعوا نجمة سداسية صفراء مكتوب بداخلها يهود باللغة الألمانية ( JOOD )على ثيابهم بشكلٍ ظاهرٍ وإجباري أو مثلث أصفر على مثلث زهري لليهود المثليين جنسياً ومثلث أصفر على آخر أسود للعرق الآري المختلط مع يهود ( آريين غير نقيين ) وكان السبب لاختيار هتلر، كما يعتقد المؤرخون، لهذا الشعار هو معتقداته الروحانية الخاصة به وليس اختياراً يهودياً , وعلى العكس تماماً فقد كان يعتبر اليهود هذا الأمر عنصريةً واضحة وبالتالي كانوا يمقتون هذا الشعار .
في الحرب العالمية الأولى وضمن حملة إقناع اليهود للاستيطان في فلسطين ، وزعت ملصقات عليها نجمة سداسية بداخلها صورة فتاة تسمى ابنة صهيون كرمز للشعب اليهودي ( ويقال أن هذه المرأة هي نفسها المرسومة داخل شعار مقهى ستاربكس الشهير ) وهي تشير بإصبعها باتجاه ناظريها وقد كُتب تحتها : بلدك الجديدة القديمة بحاجة إليك شارك الأفواج اليهودية .
نجد بالمحصلة أن رمز النجمة السداسية تعرّض تاريخياً إلى مصفاة صهيونية هدفها نزع بعض الدلالات القديمة المخالفة لمعتقداتهم وبالتالي تحويله إلى شعار أساسي معترفٍ به عالمياً , والطريف بالأمر أن دلالات هذه النجمة كرمز للعلوم الخفية والسحر والشعوذة ليس أمراً يدعو للفخر , أو هي ليست صدفة.
المراجع :
1.موسوعة الهولوكوست من متحف توليرانس .
2. الموسوعة اليهودية : باب الرموز اليهودية , 1906 .
3. ابنة صهيون : القدس في الماضي والحاضر والمستقبل , ستيفين زارلينغو , منشورات جوزيف 2007 .
4. جمعية صهيون , جين باتريك بورتال 2005 .
5. priory-of-zion.com بول سميث .
6. معبد الرب , ريتشارد أندروس وبول شيلندغر 1996 .
د. مناف هاشم غرايبه
تُعد النجمة السداسية على مر العصور رمزاً للعديد من الحضارات والديانات والعلوم القديمة , حيث يقدّر العمر التقريبي لولادة النجمة بالرجوع إلى تاريخ أول ظهور مؤكد لها إلى أكثر من أربعة آلاف سنة منذ العصور القديمة .
وحديثاً اعتُمِدت النجمة رمزاً للكيان الصهيوني وأصبح اليهود يطلقون عليها لقب ( نجمة داوود ) أو كما تسمى بالعبرية ماجين داويد ومعناها الحرفي هو درع داوود ، وهي تتكون من انطباق مثلثين متساويي الأضلاع بشكل متعاكس فوق بعضهما ، وقد تم اختيارها في عام 1948 شعاراً أساسياً لكيانهم بالإضافة إلى الشمعدان السباعي والذي يعتبر أقدم عمراً بالنسبة إلى النجمة .
مع أن النسب متأصلٌ لهذا الشعار كرمز يهودي لكن هناك إجماع بين علماء التاريخ والرموز القديمة أن الجذور العميقة للنجمة السداسية تعود إلى قرونٍ عديدة سبقت , ونجد من مؤشرات استخدامها السابق في :
1. علم الخيمياء وهو أساس الكيمياء القديمة والذي بدأ بمحاولة تحويل الرصاص إلى ذهب حيث كانت النجمة رمزاً لتجانس الأضداد وبالأخص النار والماء , وقد وجدت النجمة في العديد من المخطوطات القديمة الموثّقة .
2. علوم ما وراء الطبيعة القديمة والعلوم الخفية استخدمت فيها النجمة كرمز لعملية استحضار العفاريت أو الأرواح الشريرة .
3. في الهندوسية تمثل النجمة اتحاد القوى المتضادة كالماء والنار أو الذكر والأنثى وبالأخصّ التجانس الكوني بين الإله شيفا والإله شاكتي وهما آلهة الذكر والأنثى عند الهندوراس وتسمى هذه الرموز : ماندالا وتنسب إلى علوم الكون والميتافيزيقيا ، وهذا الأمر مُثبت منذ ما يزيد عن عشرة آلاف سنة في الديانة الهندوسية .
4. في مصر القديمة - عصور الفراعنة كانت تعتبر النجمة رمز لأرض الأرواح ، وهي رمز للإله أمسو الذي هو أول إنسان تحول إلى آلهة وأصبح حوروس ، ويُعتقد بأن اليهود استخدموا رمز النجمة السداسية على العجل الذهبي الذي ارتدّوا به عما جاء به النبي موسى عليه السلام إلى الوثنية , حيث كان الرمز منتشراً في ذلك الوقت لدى الفراعنة , ومن الغريب أن طريقة كتابة حوروس بالهيروغليفية مشابهةُ إلى حدٍ كبير شكل النجمة السداسية !
5. كنيسة الشيطان تعتبر أهم رموزها نجمة سداسية داخل دائرة كنتيجة من الرقم الشيطاني 666 والذي تم ذكره في نبوءة دانيال والتي تشير إلى المسيح الدجال ضد السيد المسيح .
أما بالنسبة إلى علاقة النجمة السداسية بالطوائف الدينية فإننا نجد أن اليهودية الأرثوذكسية رفضت شعار النجمة السداسية لأن له علاقة بالسحر والشعوذة و العلوم الخفية, بينما تستخدم الطائفة المورمونية النجمة في (كنائسها) رمزاً للقبائل الاثني عشر اليهودية .
تعتبر النجمة السداسية في أغلب العلوم القديمة كرمز لاندماج الأنثى مع الذكر أو التزاوج , حيث أن الذكر يتمثل بمثلث رأسه إلى الأعلى مشابه للرقم 8 وعلى عكسه الأنثى مشابهة للرقم 7 وبالتالي رمزٌ للتزاوج , ومن الطريف أن شكل المثلث الذكري لا يزال يستعمل إلى الآن كرتبة عسكرية للدلالة على الرجولة فكلما زاد عدد المثلثات زادت الرجولة وبالتالي القوة .
هنالك العديد من الفرضيات التي تحاول فهم السر وراء اختيار النجمة السداسية كشعار للصهيونية وقد تكون أهميتها ترجع إلى أيام خلق الكون الستة حيث يعتبر العمل في اليوم السابع ( السبت ) عند اليهود محرماً بالإضافة إلى التقاسيم الستة للتعاليم الشفهية عند اليهود , أيضاً إلى أن الحرف الأول والأخير من كلمة داوود بالعربية والعبرية ( حرف الدال بالعبرية مشابه للرقم 6 أيضاً ) كمثلث منقوص الضلع , ومن الغريب أننا نستطيع استخلاص جميع أشكال حروف الأبجدية العبرية من النجمة السداسية , بينما يزعم أغلب اليهود أن النجمة كانت منقوشة على خاتم النبي داوود عليه السلام مع ان الاعتقاد السائد في حضارات أخرى هو أن النجمة الموجودة على الخاتم هي نجمة خماسية ، والتي بدورها لها قصة أخرى باعتبارها من أقدم الرموز الموجودة والتي ترجع إلى أكثر من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد وتستخدم كرمز حديثٍ لعبادة الشيطان ، وأساسها هو عبادة الطبيعة بينما قديماً هي رمز الأنثى المقدسة أو فينوس التي يلمع بريقها بشكل نجمة خماسية كل أربع سنوات , ولهذه النجمة دلالات أخرى ، وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد أي دليل على وجود نقش للنجمة على الخاتم ، وأما المزاعم الأخرى فهي وجود النجمة السداسية على درع النبي داوود عليه السلام وهي غير موثقة أيضاً .
توجد دلالة أخرى إذا اعتبرنا النجمة كهرمين متقابلين تمثل الدخول إلى مصر والخروج من العبودية أيام الفراعنة , أي بمعنى أوضح تمثل النجمة نجاة العبيد اليهود من الاستعباد الفرعوني. أما بالنسبة إلى بدء استخدامها كشعار يهودي فيرجع إلى تاريخ أول ظهور لها بشكل موثّق عندما تم العثور على أقدم نسخة مكتوبة من التوراة في سانت بيترسبرغ والتي يرجع تاريخها إلى 1010م كانت النجمة السداسية مرسومةً على الغلاف , وأيضاً عُثر على مخطوطة قديمة للتوراة معروفة باسم (التناخ ) في طليطلة ، والتي يرجع تاريخها إلى 1367م كانت النجمة مرسومة عليها أيضاً .
في القرون الوسطى توجد حادثتين موثقتين , حيث كانت النجمة السداسية شعاراً في عام 1354 م لليهود المقيمين في براغ – التشيك عندما كانت جزء من بوهيميا في عهد تشارلز الرابع ( 1316-1378) وقد حددها الملك تشارلز الرابع لهم, والحادثة الثانية في عام 1648م حين حاولت السويد احتلال براغ، حيث كانت القوات اليهودية الحليفة تحمل الراية الحمراء مرسوم عليها النجمة السداسية باللون الأصفر في عهد الإمبراطور فرديناند الثالث ( 1608-1657) م .
أما حديثاً فقد تم طرح فكرة شعار النجمة في أول مؤتمر صهيوني عام 1879 في مدينة بال في سويسرا ، حيث اختار ثيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية النجمة السداسية كشعار للصهيونية ، وسرعان ما تبنت لجنة الطلاب ( أخوة صهيون ) بالإضافة إلى جمعية البيلو ( محبة صهيون ) في عام 1881 م هذا الشعار .
وقد كانت البيلو في طليعة من بدؤوا الهجرة إلى فلسطين 1887-1903م , وبعد إعلان تأسيس الكيان الصهيوني في فلسطين بستة أشهر وبالتحديد في 28 أكتوبر 1948م أجمع المؤسسون الصهاينة على اتخاذ النجمة شعاراً على علمهم وراياتهم وحتى منظماتهم مثل : نجمة داوود الحمراء كبديل صهيوني رسمي عن الصليب الأحمر .
وبالتالي بعد احتلال النازية بقيادة الرايخ الثالث (هتلر) لبولندا عام 1939 تم إجبار اليهود المقيمين على وضع علامات تميزهم عن الأعراق الأخرى فوضعوا نجمة سداسية صفراء مكتوب بداخلها يهود باللغة الألمانية ( JOOD )على ثيابهم بشكلٍ ظاهرٍ وإجباري أو مثلث أصفر على مثلث زهري لليهود المثليين جنسياً ومثلث أصفر على آخر أسود للعرق الآري المختلط مع يهود ( آريين غير نقيين ) وكان السبب لاختيار هتلر، كما يعتقد المؤرخون، لهذا الشعار هو معتقداته الروحانية الخاصة به وليس اختياراً يهودياً , وعلى العكس تماماً فقد كان يعتبر اليهود هذا الأمر عنصريةً واضحة وبالتالي كانوا يمقتون هذا الشعار .
في الحرب العالمية الأولى وضمن حملة إقناع اليهود للاستيطان في فلسطين ، وزعت ملصقات عليها نجمة سداسية بداخلها صورة فتاة تسمى ابنة صهيون كرمز للشعب اليهودي ( ويقال أن هذه المرأة هي نفسها المرسومة داخل شعار مقهى ستاربكس الشهير ) وهي تشير بإصبعها باتجاه ناظريها وقد كُتب تحتها : بلدك الجديدة القديمة بحاجة إليك شارك الأفواج اليهودية .
نجد بالمحصلة أن رمز النجمة السداسية تعرّض تاريخياً إلى مصفاة صهيونية هدفها نزع بعض الدلالات القديمة المخالفة لمعتقداتهم وبالتالي تحويله إلى شعار أساسي معترفٍ به عالمياً , والطريف بالأمر أن دلالات هذه النجمة كرمز للعلوم الخفية والسحر والشعوذة ليس أمراً يدعو للفخر , أو هي ليست صدفة.
المراجع :
1.موسوعة الهولوكوست من متحف توليرانس .
2. الموسوعة اليهودية : باب الرموز اليهودية , 1906 .
3. ابنة صهيون : القدس في الماضي والحاضر والمستقبل , ستيفين زارلينغو , منشورات جوزيف 2007 .
4. جمعية صهيون , جين باتريك بورتال 2005 .
5. priory-of-zion.com بول سميث .
6. معبد الرب , ريتشارد أندروس وبول شيلندغر 1996 .
Comment