العلمانية مصطلح لا يمكن تعريفه بجملة أو جملتين .......... فلو بحثنا سنجد مقالات كاملة لتعريف العلمانية
فلدينا " خناقات " حول فتح أو كسر العين ....... الخ .... لكن الكل يتفق على أن ( أبعاد الدين عن الدولة ) من البديهيات ....
الان سأسرد شرحا عن العلمانية ... مجموعة أفكار و نقاط للوصول الى فهم صحيح و دقيق للعلمانية ...
أولا لنقل ان العلمانية أسلوب تفكير ... بالمقام الأول .. يعتمد على الرجوع للعقل و المنطق و التفكير و ذلك في حل كافة القضايا
(( سياسية . أجتماعية ....الخ )) و هنا يجب توضيح أمر هام .... وهو ان الاعتماد على العقل أو المنطق لا يجعل من العلمانية مذهبا أو طائفة .... و من هنا سأوضح أيضا كيف يتم تشويه صورة العلمانية من قبل القوى الرجعية
فمرة يريدون للناس أن يقتنعوا أن العلمانية مذهب أو طائفة ! كسائر المذاهب و المجموعات الدينية .. و الهدف هو اسقاط سمة الفكر الحر و المنطقي عن العلمانية .... المذهب عند الاديان يعني الذهاب أو الرجوع الى كتب دينية ما أو مقدسة أي الرجوع الى أحكام ثابتة و معتقدات و ذلك للحصول على جواب لأمر ما أو حكم أو قانون
و هذا لا يحصل مع الفكر العلماني .
في أحد المواقع قرأت قصة شخص (( هو يكتبها )) كيف أنه " أعتنق " العلمانية فترة ثم رجع و " تاب "
لاحظوا أستخدام مصطلح الاعتناق !!! ليس ل " الاعتناق " أي مكان في الفكر العلماني ... أصلا العقل السليم
لا يستخدم هذا المصطلح أطلاقا فيما يخص الايديولوجيا .
و في مكان أخر يصنفون العلمانيين و يقسمونهم على المذاهب و الاديان نفسها ..... كأن يقال " علماني .......ي "
(( و يذكرون اسم دين أو مذهب ))
و كأنهم يسعون لتفريق الجبهة !! أو بالاحرى يريدون نسب المفكرين و المثقفين لأنفسهم و مذاهبهم .
أيضا من الأفلام المضحكة التي نراها ..... أن يأتي شخص متدين ما .... و يتهم مفكرا علمانيا بأنه تابع لدين أو مذهب أخر ..... و يهاجمه على أساس الدين !!!
(( عجبا كيف تجري دماء المذهبية و الطائفية في عروق بعض الناس ))
و أقول لكم ... أن من يدعي العلمانية و بنفس الوقت يؤيد هكذا أفكار ... فهو ليس من العلمانية بشيء .
العلمانية ليست ضد الايمان :
من وجهة نظر علمانية فأن الايمان هو حرية شخصية ..... فلا يمكن أجبار الناس على ترك أفكارهم ما لم يقتنعوا بذلك .. هذا مستحيل .
لكن الايمان شيء و الاديان شيء أخر .
كما يقال : " الايمان يجمع الناس .. و الاديان تفرقهم " عبارة بديهية جدا : وجود الاديان و عشرات الأقسام داخل الدين الواحد أدى لتقسيم البشرية (( ناس يؤمنون ب س )) و (( ناس يؤمنون ب ع )) ..... الخ (( لانهاية ! ))
ايمان الانسان لا يمنه من ان يكون علمانيا ... و العكس صحيح أيضا ... لكن على أن يكون ايمانه منطقيا ... ذاتي
واعي .... ناتج عن تفكير و ليس ( الوراثة و التكاثر ) و الاتباع الاعمى .
اذا العلمانية لا تدعو الى المادية أو الالحاد ..... أو الى الشيوعية ....
الهدف هو أن لا يتم الفصل بين الناس على أساس (( ما يؤمنون به )) فالفكر الديني يجبر الناس على أن يكونوا مختلفين و منقسمين ..... لأن الانسان المتدين غالبا ما يكون متوحدا مع معتقداته (+)
أيضا فأن العلمانية ليست ضد التدين بحال :
بحال كان التدين على المستوى الفردي فقط ..... العلمانية لا تحارب دين الانسان .. لأن الاعتقاد هو حرية شخصية ..... لا أجبار فيها .... فالاجبار لن يجلب الا الكراهية .
طبعا و بعد حصر الدين بالمستوى الفردي .... يفضل أن لا يكون الانسان متدينا .... لكن هذا مجرد ( تفضيل )
ثم أنه و عند القيام بحملة توعية فكرية و ثقافية في المجتمع .... مثلا في التلفاز نعرض برامج علمية أكثر من مسلسلات سخيفة ..... و برامج حوارات و مناظرات فكرية أكثر من برامج المسابقات و الجوائز
و دعايات لكتب منشورة حديثا أكثر من دعايات المحارم و العلكة ..... الخ
عندها حتما سيقوى الفكر العلماني على المستوى الفردي بسرعة كبيرة .
أهداف العلمانية :
طبعا أهداف الحركات و الاحزاب العلمانية تختلف تبعا للبلد و الحالة الاجتماعية ... و عوامل أخرى ...
لكن من المبادئ طبعا : فصل الدين عن السياسة ..... و ارجاع التدين الى الحالة الفردية ... أي الغاء المجتمعات الطائفية و المذهبية .
أيضا الغاء التمييز العنصري العرقي و القومي .... و هنا الفرق بين علمانية الاتحاد السوفييتي
(( الذي سينهض من جديد )) و بين علمانية الغرب ..... أرى أن العلمانية يجب أن تقترن بالأممية على كافة المجالات .... أي تعايش الكل مهما كانوا ... مع بعضهم ضمن كيان أممي واحد بدون أن تمييز ....
و بذلك يغدو لدينا مجتمع صلب ...... على عكس المجتمع المنقسم الذي سيظل عرضة للمشاكل ... مثلا :
كثيرا ما تقوم دول خارجية بأستمالة مجموعات عرقية أو دينية في دولة أخرى .... لتحقيق مصالحها أو الضغط
..... الخ ...... أما بحالتنا هذه فلا يوجد أقليات لأستمالتها أصلا !
العلمانية كنهاية حتمية للصراع الفكري القائم :
ها هي الأسباب ....
1 _ على صعيد " الدولة " :
من البديهي ان المجتمع الطائفي و المذهبي المنقسم ..... هو مجتمع أضعف من غيره (( من حيث التأثر بالخارج أو المشاكل الداخلية )) ...... فحتى لو أفترضنا وجود دولة دينية الاقليات فيها معدومة ..... ستبقى مشكلة التعامل مع الخارج ..... فالدول الأخرى التي لها أقليلت من نفس فئة الدولة الأولى .... سوف تتعامل بحزر معها ...
لدينا العديد من الأمثلة الحاضرة .
و طبعا فأن علاقات الدول مع بعضها تؤثر على الدول أقتصاديا و عسكريا و سياسيا ..... الخ
2 _ على الصعيد " الفكري_الثقافي " :
الدولة الدينية لن تسمح بأنتشار أفكار دينية أخرى ..... حفاظا على " حضارتها الدينية " أي نشاطاتها الفكرية ستكون محصورة في حيز ضيق ... متقوقع .... منغلق ... خوفا من معتقدات الغير ....
فيصبح لدينا قصور في الفكر و الثقافة ...... و أي تقدم للبشرية سيحصل في هذه الحالة ؟!
ملاحظة :
لا يوافق معظم الناس على أن معتقداتهم قد تكون سببا للنقص الفكري او الثقافي .
الرد : " و ما نسبة المتدينين الذين هم على أستعداد تام للأطلاع أو حتى سماع معتقدات الأخرين و أفكارهم المخالفة ؟؟ "
3 _ على الصعيد العلمي و التقني :
أيضا فأن المعتقدات الدينية الثابتة و المحرمات ... و المتبناة من قبل نظام سياسي في الدولة ... سيقوض
البحث العلمي و التطور التقني في هذا البلد .... مثلا : الاستنساخ حرام !.... أستخدام خلايا حيوانية في العلاج حرام ! .... قديما : الأرض تدور حول الشمس . شو ؟؟؟ لأ حرام !!!
ملاحظة :
لا يوافق بعض الناس ان معتقداتهم قد تشكل عائقا أمام العلم و التطور ..... فهم يقولون أن معتقداتهم تدعو الى العلم و تحث عليه .
الرد : حسب الطلب !!
4 _ متفرقات! :
مثال : كل المصانع و المحلات و المؤسسات يجب أن تتوقف عن العمل يوم الأربعاء .... لأن الأربعاء عطلة
حسب معتقداتنا .... و العمل يوم الاربعاء حرام !
" يا أخي خلي المعامل تشتغل ... أنتاج أكثر + فرص عمل أكثر " .... لأ حرام !
ملاحظة :
لا يوافق معظم الناس على هذا الكلام ....
الرد : ليش لأ ؟؟ ..... ممكن .... اليوم المحلات ما بصير تفتح .... بكرا المصانع حرام تشتغل !!!
ما بتعرفو ... ممكن يطالبو كمان بقطع الكهرباء أيام العطل ..... و ذلك لمحاكاة أسلوب حياة الأجداد الأولين !!!
لن أبالغ بأن أقول أن بقاء البشرية يعتمد على أتخاذ العلمانية منهجا لها ...... لكن حتما فأن هذا المنهج هو الأفضل و الأقوى بلا منازع ليكون أداة ووسيلة للتقدم الحضاري البشري على كافة الأصعدة .
أما المنهج الديني الثابت فلن يحرك بنا ساكنا .
العلمانية كوسيلة لردع الطائفية :
علمانية المجتمع أمر هام .... لكن يقصد هنا علمانية الدولة كنظام فقيام دولة علمانية هو الأساس
و علمانية الدولة (( علمانية حقيقية )) تعني عدم الأعتراف بوجود أنتماءات دينية أو مذهبية بين الناس ..
أي أن الدولة تنظر للأفراد على أنهم أناس .... ناس بشر .... و نقطة أنتهى .
لهم الحق بأن يؤمنوا بما يشاؤون .... لكن الدولة و الحكومة غير معنية بذلك .
و من أجل تحقيق مستوى متقدم من علمانية الدولة يكفي شطب بند " الديانة " من على الوثائق و الأوراق الرسمية و الحكومية
فلا تؤخذ بعين الأعتبار المعتقدات التي يؤمن بها الشخص لدى توظيفه في شركة حكومية مثلا ...
طبعا بالنسبة للدوائر و المناصب الحساسة في الدولة فيفضل أن يكون القائمين عليها غير متدينين وذلك للحفاظ على علمانية الدولة و المؤسسات .
بالنسبة لبلدنا سوريا فقد تم حذف " الديانة " من الهوية الشخصية و بقيت مكتوبة في مكانين : دفتر العائلة و دفتر خدمة العلم .....
طبعا يحصل المواطن على دفتر العائلة من أجل الزواج و تسجيل الأبناء .... و الطلاق .... و ذلك فقط لمراعاة المزاج الأجتماعي السائد ....
يعني يا رفاق ..... الدولة ما بهمها دين الشخص لكن بتتطر تاخد الحالة و العادات الأجتماعية ..... بس .
أما دفتر خدمة العلم ..... لا يوجد سبب منطقي لكتابة " الديانة " عليه ..... و شخصيا أتوقع أن يتم حذف الديانة من دفتر خدمة العلم خلال السنوات القادمة
طبعا ما عندي مصادر رسمية ..... بس هيك بتوقع .
أيضا من علائم الدولة العلمانية هو حظر الأحزاب الدينية أو الطائفية ...... و هون ما بدها شرح .... أمر بديهي .
و نحن في سوريا حسمنا هذا منذ عشرات السنين .... فلا أحزاب ذات طابع ديني في بلدنا ...... كلها علمانية .
أيضا أمر أخر .... وهو تدريس المعتقدات الدينية في المدارس .... يجب ألغاء هذه الظاهرة الرجعية .... فهذا يزيد من خطر التقسيم .. و ماذا ؟ منذ الصغر !!
يعني 12 سنة بالمدرسة بيطلع الطالب شبه مخدر !! ثم تتكفل القنوات التلفزيونية و مواقع الأنترنت بالباقي !
بدلا من المناهج الدينية يمكن تدريس ( عن الأديان ) و تخصيص أقسام كبيرة _ كل سنة دراسية _ عن خطر الطائفية و المذهبية ..
هيك بيطلعوا الطلاب و هم على دراية تامة بخطورة مرض التقسيم الديني و المذهبي .
يمكن للمتدينين أن ينتسبوا الى دور العبادة أو مدارس خاصة .... من أجل دراسة معتقداتهم التي يؤمنون بها ... على أن يكون ذلك بعد سن ال 20 .
يعني ممنوع تخدير الأطفال منذ الصغر ..... كل شي الا الأطفال !
اما المؤسسات التعليمية الحكومية فيجب أن تحافظ على علمانيتها .
هنا أرى أن التقدم العلماني في بلدنا ( مقبول نوعا ما ) _ طبعا أخذا بعين الأعتبار الحالة الفكرية لعامة الشعب _ ف ال 20 سنة الماضية شهدنا تراجعا لتأييد
العلمانية بين عامة الناس (( للأسف )) و السبب هو تأئرنا بالتفشي الطائفي في الدول المجاورة ... كما أن تفكك الأتحاد السوفييتي له أثر غير مباشر ....
لكن يمكن حل هذه المشكلة بالتوعية و التثقيف ....
بالنهاية ما نشهده من تفشي الفكر الرجعي .. ما هو الا غمامة صيف عابرة ستزول قريبا .
فلدينا " خناقات " حول فتح أو كسر العين ....... الخ .... لكن الكل يتفق على أن ( أبعاد الدين عن الدولة ) من البديهيات ....
الان سأسرد شرحا عن العلمانية ... مجموعة أفكار و نقاط للوصول الى فهم صحيح و دقيق للعلمانية ...
أولا لنقل ان العلمانية أسلوب تفكير ... بالمقام الأول .. يعتمد على الرجوع للعقل و المنطق و التفكير و ذلك في حل كافة القضايا
(( سياسية . أجتماعية ....الخ )) و هنا يجب توضيح أمر هام .... وهو ان الاعتماد على العقل أو المنطق لا يجعل من العلمانية مذهبا أو طائفة .... و من هنا سأوضح أيضا كيف يتم تشويه صورة العلمانية من قبل القوى الرجعية
فمرة يريدون للناس أن يقتنعوا أن العلمانية مذهب أو طائفة ! كسائر المذاهب و المجموعات الدينية .. و الهدف هو اسقاط سمة الفكر الحر و المنطقي عن العلمانية .... المذهب عند الاديان يعني الذهاب أو الرجوع الى كتب دينية ما أو مقدسة أي الرجوع الى أحكام ثابتة و معتقدات و ذلك للحصول على جواب لأمر ما أو حكم أو قانون
و هذا لا يحصل مع الفكر العلماني .
في أحد المواقع قرأت قصة شخص (( هو يكتبها )) كيف أنه " أعتنق " العلمانية فترة ثم رجع و " تاب "
لاحظوا أستخدام مصطلح الاعتناق !!! ليس ل " الاعتناق " أي مكان في الفكر العلماني ... أصلا العقل السليم
لا يستخدم هذا المصطلح أطلاقا فيما يخص الايديولوجيا .
و في مكان أخر يصنفون العلمانيين و يقسمونهم على المذاهب و الاديان نفسها ..... كأن يقال " علماني .......ي "
(( و يذكرون اسم دين أو مذهب ))
و كأنهم يسعون لتفريق الجبهة !! أو بالاحرى يريدون نسب المفكرين و المثقفين لأنفسهم و مذاهبهم .
أيضا من الأفلام المضحكة التي نراها ..... أن يأتي شخص متدين ما .... و يتهم مفكرا علمانيا بأنه تابع لدين أو مذهب أخر ..... و يهاجمه على أساس الدين !!!
(( عجبا كيف تجري دماء المذهبية و الطائفية في عروق بعض الناس ))
و أقول لكم ... أن من يدعي العلمانية و بنفس الوقت يؤيد هكذا أفكار ... فهو ليس من العلمانية بشيء .
العلمانية ليست ضد الايمان :
من وجهة نظر علمانية فأن الايمان هو حرية شخصية ..... فلا يمكن أجبار الناس على ترك أفكارهم ما لم يقتنعوا بذلك .. هذا مستحيل .
لكن الايمان شيء و الاديان شيء أخر .
كما يقال : " الايمان يجمع الناس .. و الاديان تفرقهم " عبارة بديهية جدا : وجود الاديان و عشرات الأقسام داخل الدين الواحد أدى لتقسيم البشرية (( ناس يؤمنون ب س )) و (( ناس يؤمنون ب ع )) ..... الخ (( لانهاية ! ))
ايمان الانسان لا يمنه من ان يكون علمانيا ... و العكس صحيح أيضا ... لكن على أن يكون ايمانه منطقيا ... ذاتي
واعي .... ناتج عن تفكير و ليس ( الوراثة و التكاثر ) و الاتباع الاعمى .
اذا العلمانية لا تدعو الى المادية أو الالحاد ..... أو الى الشيوعية ....
الهدف هو أن لا يتم الفصل بين الناس على أساس (( ما يؤمنون به )) فالفكر الديني يجبر الناس على أن يكونوا مختلفين و منقسمين ..... لأن الانسان المتدين غالبا ما يكون متوحدا مع معتقداته (+)
أيضا فأن العلمانية ليست ضد التدين بحال :
بحال كان التدين على المستوى الفردي فقط ..... العلمانية لا تحارب دين الانسان .. لأن الاعتقاد هو حرية شخصية ..... لا أجبار فيها .... فالاجبار لن يجلب الا الكراهية .
طبعا و بعد حصر الدين بالمستوى الفردي .... يفضل أن لا يكون الانسان متدينا .... لكن هذا مجرد ( تفضيل )
ثم أنه و عند القيام بحملة توعية فكرية و ثقافية في المجتمع .... مثلا في التلفاز نعرض برامج علمية أكثر من مسلسلات سخيفة ..... و برامج حوارات و مناظرات فكرية أكثر من برامج المسابقات و الجوائز
و دعايات لكتب منشورة حديثا أكثر من دعايات المحارم و العلكة ..... الخ
عندها حتما سيقوى الفكر العلماني على المستوى الفردي بسرعة كبيرة .
أهداف العلمانية :
طبعا أهداف الحركات و الاحزاب العلمانية تختلف تبعا للبلد و الحالة الاجتماعية ... و عوامل أخرى ...
لكن من المبادئ طبعا : فصل الدين عن السياسة ..... و ارجاع التدين الى الحالة الفردية ... أي الغاء المجتمعات الطائفية و المذهبية .
أيضا الغاء التمييز العنصري العرقي و القومي .... و هنا الفرق بين علمانية الاتحاد السوفييتي
(( الذي سينهض من جديد )) و بين علمانية الغرب ..... أرى أن العلمانية يجب أن تقترن بالأممية على كافة المجالات .... أي تعايش الكل مهما كانوا ... مع بعضهم ضمن كيان أممي واحد بدون أن تمييز ....
و بذلك يغدو لدينا مجتمع صلب ...... على عكس المجتمع المنقسم الذي سيظل عرضة للمشاكل ... مثلا :
كثيرا ما تقوم دول خارجية بأستمالة مجموعات عرقية أو دينية في دولة أخرى .... لتحقيق مصالحها أو الضغط
..... الخ ...... أما بحالتنا هذه فلا يوجد أقليات لأستمالتها أصلا !
العلمانية كنهاية حتمية للصراع الفكري القائم :
ها هي الأسباب ....
1 _ على صعيد " الدولة " :
من البديهي ان المجتمع الطائفي و المذهبي المنقسم ..... هو مجتمع أضعف من غيره (( من حيث التأثر بالخارج أو المشاكل الداخلية )) ...... فحتى لو أفترضنا وجود دولة دينية الاقليات فيها معدومة ..... ستبقى مشكلة التعامل مع الخارج ..... فالدول الأخرى التي لها أقليلت من نفس فئة الدولة الأولى .... سوف تتعامل بحزر معها ...
لدينا العديد من الأمثلة الحاضرة .
و طبعا فأن علاقات الدول مع بعضها تؤثر على الدول أقتصاديا و عسكريا و سياسيا ..... الخ
2 _ على الصعيد " الفكري_الثقافي " :
الدولة الدينية لن تسمح بأنتشار أفكار دينية أخرى ..... حفاظا على " حضارتها الدينية " أي نشاطاتها الفكرية ستكون محصورة في حيز ضيق ... متقوقع .... منغلق ... خوفا من معتقدات الغير ....
فيصبح لدينا قصور في الفكر و الثقافة ...... و أي تقدم للبشرية سيحصل في هذه الحالة ؟!
ملاحظة :
لا يوافق معظم الناس على أن معتقداتهم قد تكون سببا للنقص الفكري او الثقافي .
الرد : " و ما نسبة المتدينين الذين هم على أستعداد تام للأطلاع أو حتى سماع معتقدات الأخرين و أفكارهم المخالفة ؟؟ "
3 _ على الصعيد العلمي و التقني :
أيضا فأن المعتقدات الدينية الثابتة و المحرمات ... و المتبناة من قبل نظام سياسي في الدولة ... سيقوض
البحث العلمي و التطور التقني في هذا البلد .... مثلا : الاستنساخ حرام !.... أستخدام خلايا حيوانية في العلاج حرام ! .... قديما : الأرض تدور حول الشمس . شو ؟؟؟ لأ حرام !!!
ملاحظة :
لا يوافق بعض الناس ان معتقداتهم قد تشكل عائقا أمام العلم و التطور ..... فهم يقولون أن معتقداتهم تدعو الى العلم و تحث عليه .
الرد : حسب الطلب !!
4 _ متفرقات! :
مثال : كل المصانع و المحلات و المؤسسات يجب أن تتوقف عن العمل يوم الأربعاء .... لأن الأربعاء عطلة
حسب معتقداتنا .... و العمل يوم الاربعاء حرام !
" يا أخي خلي المعامل تشتغل ... أنتاج أكثر + فرص عمل أكثر " .... لأ حرام !
ملاحظة :
لا يوافق معظم الناس على هذا الكلام ....
الرد : ليش لأ ؟؟ ..... ممكن .... اليوم المحلات ما بصير تفتح .... بكرا المصانع حرام تشتغل !!!
ما بتعرفو ... ممكن يطالبو كمان بقطع الكهرباء أيام العطل ..... و ذلك لمحاكاة أسلوب حياة الأجداد الأولين !!!
لن أبالغ بأن أقول أن بقاء البشرية يعتمد على أتخاذ العلمانية منهجا لها ...... لكن حتما فأن هذا المنهج هو الأفضل و الأقوى بلا منازع ليكون أداة ووسيلة للتقدم الحضاري البشري على كافة الأصعدة .
أما المنهج الديني الثابت فلن يحرك بنا ساكنا .
العلمانية كوسيلة لردع الطائفية :
علمانية المجتمع أمر هام .... لكن يقصد هنا علمانية الدولة كنظام فقيام دولة علمانية هو الأساس
و علمانية الدولة (( علمانية حقيقية )) تعني عدم الأعتراف بوجود أنتماءات دينية أو مذهبية بين الناس ..
أي أن الدولة تنظر للأفراد على أنهم أناس .... ناس بشر .... و نقطة أنتهى .
لهم الحق بأن يؤمنوا بما يشاؤون .... لكن الدولة و الحكومة غير معنية بذلك .
و من أجل تحقيق مستوى متقدم من علمانية الدولة يكفي شطب بند " الديانة " من على الوثائق و الأوراق الرسمية و الحكومية
فلا تؤخذ بعين الأعتبار المعتقدات التي يؤمن بها الشخص لدى توظيفه في شركة حكومية مثلا ...
طبعا بالنسبة للدوائر و المناصب الحساسة في الدولة فيفضل أن يكون القائمين عليها غير متدينين وذلك للحفاظ على علمانية الدولة و المؤسسات .
بالنسبة لبلدنا سوريا فقد تم حذف " الديانة " من الهوية الشخصية و بقيت مكتوبة في مكانين : دفتر العائلة و دفتر خدمة العلم .....
طبعا يحصل المواطن على دفتر العائلة من أجل الزواج و تسجيل الأبناء .... و الطلاق .... و ذلك فقط لمراعاة المزاج الأجتماعي السائد ....
يعني يا رفاق ..... الدولة ما بهمها دين الشخص لكن بتتطر تاخد الحالة و العادات الأجتماعية ..... بس .
أما دفتر خدمة العلم ..... لا يوجد سبب منطقي لكتابة " الديانة " عليه ..... و شخصيا أتوقع أن يتم حذف الديانة من دفتر خدمة العلم خلال السنوات القادمة
طبعا ما عندي مصادر رسمية ..... بس هيك بتوقع .
أيضا من علائم الدولة العلمانية هو حظر الأحزاب الدينية أو الطائفية ...... و هون ما بدها شرح .... أمر بديهي .
و نحن في سوريا حسمنا هذا منذ عشرات السنين .... فلا أحزاب ذات طابع ديني في بلدنا ...... كلها علمانية .
أيضا أمر أخر .... وهو تدريس المعتقدات الدينية في المدارس .... يجب ألغاء هذه الظاهرة الرجعية .... فهذا يزيد من خطر التقسيم .. و ماذا ؟ منذ الصغر !!
يعني 12 سنة بالمدرسة بيطلع الطالب شبه مخدر !! ثم تتكفل القنوات التلفزيونية و مواقع الأنترنت بالباقي !
بدلا من المناهج الدينية يمكن تدريس ( عن الأديان ) و تخصيص أقسام كبيرة _ كل سنة دراسية _ عن خطر الطائفية و المذهبية ..
هيك بيطلعوا الطلاب و هم على دراية تامة بخطورة مرض التقسيم الديني و المذهبي .
يمكن للمتدينين أن ينتسبوا الى دور العبادة أو مدارس خاصة .... من أجل دراسة معتقداتهم التي يؤمنون بها ... على أن يكون ذلك بعد سن ال 20 .
يعني ممنوع تخدير الأطفال منذ الصغر ..... كل شي الا الأطفال !
اما المؤسسات التعليمية الحكومية فيجب أن تحافظ على علمانيتها .
هنا أرى أن التقدم العلماني في بلدنا ( مقبول نوعا ما ) _ طبعا أخذا بعين الأعتبار الحالة الفكرية لعامة الشعب _ ف ال 20 سنة الماضية شهدنا تراجعا لتأييد
العلمانية بين عامة الناس (( للأسف )) و السبب هو تأئرنا بالتفشي الطائفي في الدول المجاورة ... كما أن تفكك الأتحاد السوفييتي له أثر غير مباشر ....
لكن يمكن حل هذه المشكلة بالتوعية و التثقيف ....
بالنهاية ما نشهده من تفشي الفكر الرجعي .. ما هو الا غمامة صيف عابرة ستزول قريبا .
Comment