يبدأ تاريخ الطوائف المسيحية في أرض فلسطين (داخل الخط الاخضر -اسرائيل اليوم) بحياة ودعوة يسوع المسيح في الناصرة.وبعد موته على الصليب و قيامته, بقيت الكنيسة الرسولية المبكرة غالبًا, وخاصة في منطقة أورشليم القدس والمناطق المجاورة لها, كنيسة يهودية – مسيحية حتى إعادة بناء أورشليم القدس (عام 130م) على أيدي الإمبراطور هدريان وتغيير اسمها إلى إيليا كابيتولينا. ومنذ هذه الفترة, أصبحت الكنيسة المحلية غير يهودية في تركيبها. وعند الاحتلال الإسلامي, في القرن السابع, كانت الكنيسة الشرقية تنقسم إلى عدة مجموعات, بالرغم من مشاركة جميعها في نفس الأماكن المقدسة. وفي فترة المملكة الصليبية فقط, وبسبب الأولوية التي تمتعت بها الكنيسة اللاتينية في الغرب, ظهرت اختلافات حول الأماكن المقدسة, وبقيت غير منقطعة خلال عهد المماليك والعهد العثماني, حتى إعلان الحفاظ على الوضع الراهن عام 1852.
ومن ضمن السكان السبعة ملايين في إسرائيل حاليًا, يشكل المسيحيون 2% من السكان (75.5% منهم يهود, و-16.5% مسلمون, و-1.7% دروز, و-4.4% لم تحدد ديانتهم).
ويمكن تقسيم الطوائف المسيحية إلى أربع مجموعات أساسية وهي: الكنائس الأرثوذكسية الخلقدونية, والكنائس الأرثوذكسية غير الخلقدونية (تدعى أحيانًا مونوفيزية), والكنائس الرومانية الكاثوليكية (اللاتينية والشرقية) والكنائس البروتستانتية. وهذه طوائف مؤلفة من 20 كنيسة قديمة ومحلية, و-30 كنيسة أخرى, خاصة بروتستانتية وطنية. وباستثناء الكنائس الوطنية, مثل الكنيسة الأرمنية, تتكلم أغلبيتها باللغة العربية, ومعظمها تنحدر من الطوائف المسيحية القديمة من العهد الرومي (البيزنطي).
الكنائس الأرثوذكسية الخلقدونية
الكنائس الأرثوذكسية الخلقدونية (تدعى باسم الكنائس الشرقية الأرثوذكسية) هي مجموعة من الكنائس ذات الحكم الذاتي التي تتبع عقائد المجامع المسكونية السبعة, وتعترف بسلطة أسقف قسطنطينة. ومن الناحية التأريخية, نمت هذه الكنائس من البطريركيات الشرقية الأربع القديمة وهي: الإسكندرية, وأنطاكية,
وقسطنطينة, وأورشليم القدس.
وتعتبر البطريركية اليونانية الأرثوذكسية في أورشليم القدس نفسها "الكنيسة الأم" لأورشليم القدس, وقد نال الأسقف الخاص بها لقبه على أيدي مجمع خلقيدونة عام 451. وكانت جزءًا من الكنيسة في روما حتى عام 1054, حيث طرأ انشقاق بين بطريركية روما والبطريركيات الشرقية, بسبب اختلافات لاهوتية وسياسية. ويعتبر اللقاء التاريخي الذي انعقد عام 1964 في أورشليم القدس بين قداسة البابا بولس السادس وأسقف قسطنطينة أثيناغوراس بداية المصالحة بين الكنيستين.
ومنذ قرون, ترعى أخوية القبر المقدس مصالح الأرثوذكس اليونانيين في الأرض المقدسة, وتهتم بالحفاظ على مكانة الكنيسة الأرثوذكسية في الأماكن المقدسة لتحفظ على الطبيعة الهيلينية للبطريركية. أما رعية هذه الكنيسة فمعظمهم متكلمون بالعربية, ويرعاهم كهنة عرب متزوجون وكذلك أعضاء أخوية القبر المقدس.
وفي إسرائيل تمثيل لكنيستين أرثوذكسيتين وطنيتين وهما: الكنيسة الروسية والكنيسة الرومانية التي تتعاونان مع البطريركية اليونانية الأرثوذكسية وتخضعان لسلطتها المحلية
وقد أنشئت الإرسالية الروسية الأرثوذكسية في أورشليم القدس عام 1858, ولكنه بدأ مسيحيون روس بزيارة الأرض المقدسة في القرن ال-11, عدة سنين فقط بعد تنصر مدينة كييف. واستمرت هذه الزيارات لفترة السنوات ال-900 بعدها, وتوسعت حتى وصل عدد كبير من الحجاج المسيحيين سنويًا في أواخر القرن ال-19, حتى نشوب الحرب العالمية الأولى, وانتهت هذه الزيارات عند نشوب الثورة الروسية. ومنذ عام 1949, انتقلت الملكية على ممتلكات الكنيسة الروسية في الأراضي المقدسة(داخل الخط الاخضر), في ذلك الوقت, إلى الإرسالية الروسية الأرثوذكسية, بينما بقيت الملكية على ممتلكات الكنيسة الروسية في الأراضي التي كان تحت الحكم الأردني (في السنوات 1948 – 1967) في أيدي الإرسالية الكنسية الروسية التي تمثل الكنيسة الروسية الأرثوذكسية خارج روسيا (كنيسة في "المنفى"). وترأس كل من الإرساليتين أرشمندريت, وإلى جانبه عدد من الرهبان والراهبات. ومنذ عام 2001 تخوض الكنيستان المنفصلتان عملية من التقارب والمصالحة, بلغت ذروتها عام 2007 في موسكو بالتوقيع على اتفاقية رسمية للتوحيد الشرعي بينهما.
وقد تأسست عام 1935 إرسالية تمثل الكنيسة الرومانية الأرثوذكسية, ويتزعمها أرشمندريت وتحتوي على طائفة صغيرة من الرهبان والراهبات المقيمين في أورشليم القدس.
الكنائس الأرثوذكسية غير الخلقدونية
الكنائس الأرثوذكسية غير الخلقدونية هي الكنائس الشرقية (الأرمنية, والقبطية, والإثيوبية, والسورية – السريانية) التي رفضت في ذلك الوقت الاعتراف بالقرارات التي اتخذها مجمع خلقيدونة عام 451. وقد تناول أحد القرارات العلاقة ما بين الطبيعة السماوية والطبيعة البشرية ليسوع المسيح.
وقد تأسست الكنيسة الأرمنية عام 301 عندما تنصرت أرمينيا, وهي الأمة الأولى التي اعتنقت المسيحية. وقد أقامت طائفة أرمنية في أورشليم القدس منذ القرن ال-5. ويتضح من مراجع أرمينية أن البطريركية الأرمنية الأولى تأسست عندما منح الخليفة عمر امتيازًا للأسقف أبراهام عام 638. وقد كان حي الأرمن في عهد الصليبيين. ومن أواخر القرن ال-19, وخاصة خلال وبعد الحرب العالمية الأولى, ازداد عدد أبناء الطائفة المحلية بسبب تدفق اللاجئين إليها.
وتعود جذور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى مصر, حيث تنصر معظم سكانها خلال القرون الميلادية الأولى. وحسب التقليد القبطي, وصل أبناء الطائفة إلى أورشليم القدس مع القديسة هيلينا أم الإمبراطور قسطنطين (في بداية القرن ال-4). وقد كان لهذه الكنيسة تأثير على تطور الرهبنة الصحراوية في صحراء يهودا. وقد ازدهرت الطائفة خلال عهد المماليك (1250 – 1517) ومرة أخرى تحت حكم محمد علي عام 1830. ومنذ القرن ال-13 يتم تمثيل أسقف الإسكندرية في أورشليم القدس على أيدي مطران مقيم فيها.
كانت طائفة للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية في أورشليم القدس منذ القرون الوسطى أو حتى قبل ذلك. وقد ذكر مؤرخو الكنيسة وصول حجاج مسيحيين إثيوبيين إلى الأرض المقدسة في القرن الرابع. ومن المؤكد أن خلال القرون التالية, قد تمتعت الكنيسة الإثيوبية بحقوق ذات أهمية في الأماكن المقدسة, ولكنها فقدت معظم حقوقها خلال العهد العثماني, قبل الإعلان بالحفاظ على الوضع الراهن.
أما في الوقت الحاضر, تكون الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية في الاراضي المقدسة طائفة صغيرة, يتزعمها مطران, وتتألف من بعض عشرات الرهبان والراهبات الذين يقيمون في البلدة القديمة من أورشليم القدس, وفي الكاتدرائية الإثيوبية, وفي غربي المدينة. كذلك تقيم في الاراضي المقدسة طائفة إثيوبية علمانية. ومنذ استئناف العلاقات بين إسرائيل وإثيوبيا عام 1989, طرأ ازدياد على عدد الحجاج المسيحيين من إثيوبيا, وخاصة للاشتراك بالطقوس الدينية في عيد الميلاد وأسبوع الفصح المقدس.
تعتبر الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وريثة كنيسة أنطاكية القديمة وإحدى أقدم الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط. ومن ضمن تقاليدها استعمال اللغة السريانية (الآرامية الغربية) في الطقوس الدينية والصلوات. ويعرف أعضاؤها باسم يعاقبة (على اسم يعقوب بارادوس الذي قام بتنظيم الكنيسة في القرن السادس). ويترأس هذه الكنيسة أسقف أنطاكية والشرق كله الذي يقيم في دمشق. وقد كان في أورشليم القدس أساقفة منذ عام 793, وبصورة دائمة من عام 1471. واليوم يترأس الكنيسة مطران يقيم في دير سانت مارك بأورشليم القدس.
الكنائس الرومانية الكاثوليكية والكاثوليكية الشرقية
تتعاون الكنائس الرومانية الكاثوليكية والكاثوليكية الشرقية مع الكنيسة في روما وتعترف بالأولوية قداسة البابا وبصلاحيته الروحية (وهو يترأس البطريركية الغربية القديمة بصفة كونه أسقف روما). ومن ناحية الطقوس الدينية, تتبع الكنائس الشرقية المرتبطة بروما اللغات والتقاليد الخاصة بها.
ومهما كانت العلاقات بين روما وقسطنطينة في العهود القديمة, لم تكن أي محاولة لتأسيس كنيسة غربية في الأرض المقدسة على انفراد من البطريركية الأرثوذكسية التي كانت هناك, حتى تأسيس البطريركية اللاتينية في أورشليم القدس خلال المملكة الصليبية (1099 – 1291). وقد أعيد افتتاح مكتب الأسقف اللاتيني عام 1847. وحتى ذلك الوقت, كانت الرهبنة الفرنسيسكانية تتحمل مسؤولية الكنيسة المحلية, وقد عملت كالقيمة اللاتينية على الأماكن المقدسة منذ القرن ال-14.
وفي الوقت الحاضر يترأس البطريركية اللاتينية لأورشليم القدس أسقف يحمل لقب بطريرك. ويساعده ثلاثة كهنة مندوبون له يقيمون في الناصرة وعمان وقبرص. وفي السنوات الأخيرة تعين كاهن مندوب رابع يتناول شؤون الطوائف المتكلمة بالعبرية في إسرائيل. ويسمى الكاثوليك الرومانيون بلغة العامة "لاتينيين", اعتمادًا على اللغة التأريخية التي استعملت في طقوسهم الدينية. ومنذ مجمع الفاتيكان الثاني, تقام الطقوس الدينية الرومانية الكاثوليكية عامة باللغات الوطنية, ماعدا بعض الطقوس التي تقام في الأماكن المقدسة, مثل كنيسة القيامة وكنيسة المهد, حيث يقام القداس وطقوس أخرى باللغة اللاتينية.
الكنيسة المارونية هي طائفة مسيحية من أصل سوري, ومعظم أبنائها يعيشون في لبنان. وهي جزء من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية منذ عام 1182, وهي الكنيسة الشرقية الوحيدة الكاثوليكية كاملاً. وبصفتها كنيسة كاثوليكية شرقية (كنيسة ذات علاقة بروما, ولكنها تحافظ على لغتها المحلية, وطريقة العبادة والشريعة الخاصة بها) لها الطقوس الدينية الخاصة بها التي في أساسها هي طريقة عبادة أنطاكية باللغة السريانية. ويعيش معظم أبناء الطائفة المارونية داخل الخط الاخضر في منطقة الجليل. وتكون ممثلية بطريركية مارونية في أورشليم القدس منذ عام 1895.
تأسست الكنيسة اليونانية الكاثوليكية (كنيسة اليونانيين الملكيين) عام 1724, نتيجة لانشقاق قد طرأ في كنيسة أنطاكية الأرثوذكسية اليونانية. (المصطلح "ملكيون", ومعناه الخاصون بالملك, أصله من الكلمة "مالكو" باللغة السريانية, الآرامية الغربية, ومعناها "ملكي" أو "ملك". وبدأ استعمال هذا المصطلح في القرن الرابع ويشير إلى المسيحيين المحليين الذين وافقوا على "تعريف العقيدة" لمجمع خلقيدونة, وبقوا متحدين مع أبرشية قسطنطينة الإمبراطورية.)
وقد تأسست أبرشية يونانية كاثوليكية في الجليل عام 1752. وعشرون سنة بعد ذلك تم إخضاع اليونانيين الكاثوليكيين في أورشليم القدس لقضاء أسقف أنطاكية الملكي, ويمثله في أورشليم القدس مندوب بطريركي.
الكنيسة السريانية الكاثوليكية انشقت عن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية, وهي على علاقة مع روما منذ عام 1663. للسريانيين الكاثوليكيين أسقف خاص بهم (يقيم في بيروت), ومنذ عام 1890 لهم مندوب بطريركي في أورشليم القدس الذي يكون زعيمًا روحيًا للطائفة الصغيرة هناك وفي بيت لحم. وفي تموز – يوليو 1985 تم تدشين كنيسة بطريركية جديدة في أورشليم القدس على اسم سانت توماس رسول السيد المسيح إلى شعبي سوريا والهند.
وقد انشقت كنيسة أرمنية كاثوليكية عن الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية عام 1741, وكانت لها في الماضي طائفة أرمنية في كيليكيا (في جنوبي أناطوليا), كانت لها علاقة مع روما منذ عهد الصليبيين. ويقيم الأسقف الأرمني الكاثوليكي في بيروت, لأن في ذلك الوقت حذرت السلطات العثمانية الإقامة في قسطنطينة. وتأسست مندوبية بطريركية في أورشليم القدس عام 1842. وبالرغم من العلاقة بروما, فإن لهذه الكنيسة علاقات جيدة مع الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية, وتتعاون الكنيستان لمصلحة الطائفة كلها.
الكنيسة الخلقدونية الكاثوليكية هي تفرع شرقي عن الكنيسة الرسولية القديمة (الأشورية) الشرقية (تدعى أحيانًا الكنيسة النستورية). ويحافظ أبناؤها على اللغة السريانية (الآرامية الشرقية) كلغة الطقوس الدينية الخاصة بهم. وقد تأسست هذه الكنيسة عام 1551, ويقيم الأسقف الخاص بها في بغداد. ولا يتجاوز عدد أبناء هذه الكنيسة في الأرض المقدسة عدة عائلات فقط. وبالرغم من ذلك تعتبر هذه الطائفة طائفة "معترف بها" كطائفة دينية. ومنذ عام 1903 يتم تمثيل الخلقدونيين في أورشليم القدس على أيدي مندوب بطريركي غير مقيم.
للكنيسة القبطية الكاثوليكية علاقة اتحادية بروما منذ عان 1741. وفي عام 1955 تم تعيين الأسقف القبطي الكاثوليكي للإسكندرية مندوبًا بطريركيًا ليراعي الطائفة الصغيرة التي أقامت في ذلك الوقت في أورشليم القدس.
***
وقد كان التوقيع على اتفاق المبادئ, في 30 كانون الأول – ديسمبر 1993 بين الكرسي الرسولي ودولة إسرائيل حدثًا هامًا بالنسبة للطوائف الكاثوليكية في الأرض المقدسة. وقد أدى هذا الاتفاق إلى إنشاء العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما, عدة أشهر بعد ذلك. وفي عام 1997, وقعت إسرائيل والكرسي الرسولي على اتفاقية تناولت الوضعية الشرعية للكنيسة الكاثوليكية في الدولة العبرية.
الكنائس البروتستانتية
ومن ضمن السكان السبعة ملايين في إسرائيل حاليًا, يشكل المسيحيون 2% من السكان (75.5% منهم يهود, و-16.5% مسلمون, و-1.7% دروز, و-4.4% لم تحدد ديانتهم).
ويمكن تقسيم الطوائف المسيحية إلى أربع مجموعات أساسية وهي: الكنائس الأرثوذكسية الخلقدونية, والكنائس الأرثوذكسية غير الخلقدونية (تدعى أحيانًا مونوفيزية), والكنائس الرومانية الكاثوليكية (اللاتينية والشرقية) والكنائس البروتستانتية. وهذه طوائف مؤلفة من 20 كنيسة قديمة ومحلية, و-30 كنيسة أخرى, خاصة بروتستانتية وطنية. وباستثناء الكنائس الوطنية, مثل الكنيسة الأرمنية, تتكلم أغلبيتها باللغة العربية, ومعظمها تنحدر من الطوائف المسيحية القديمة من العهد الرومي (البيزنطي).
الكنائس الأرثوذكسية الخلقدونية
الكنائس الأرثوذكسية الخلقدونية (تدعى باسم الكنائس الشرقية الأرثوذكسية) هي مجموعة من الكنائس ذات الحكم الذاتي التي تتبع عقائد المجامع المسكونية السبعة, وتعترف بسلطة أسقف قسطنطينة. ومن الناحية التأريخية, نمت هذه الكنائس من البطريركيات الشرقية الأربع القديمة وهي: الإسكندرية, وأنطاكية,
وقسطنطينة, وأورشليم القدس.
وتعتبر البطريركية اليونانية الأرثوذكسية في أورشليم القدس نفسها "الكنيسة الأم" لأورشليم القدس, وقد نال الأسقف الخاص بها لقبه على أيدي مجمع خلقيدونة عام 451. وكانت جزءًا من الكنيسة في روما حتى عام 1054, حيث طرأ انشقاق بين بطريركية روما والبطريركيات الشرقية, بسبب اختلافات لاهوتية وسياسية. ويعتبر اللقاء التاريخي الذي انعقد عام 1964 في أورشليم القدس بين قداسة البابا بولس السادس وأسقف قسطنطينة أثيناغوراس بداية المصالحة بين الكنيستين.
ومنذ قرون, ترعى أخوية القبر المقدس مصالح الأرثوذكس اليونانيين في الأرض المقدسة, وتهتم بالحفاظ على مكانة الكنيسة الأرثوذكسية في الأماكن المقدسة لتحفظ على الطبيعة الهيلينية للبطريركية. أما رعية هذه الكنيسة فمعظمهم متكلمون بالعربية, ويرعاهم كهنة عرب متزوجون وكذلك أعضاء أخوية القبر المقدس.
وفي إسرائيل تمثيل لكنيستين أرثوذكسيتين وطنيتين وهما: الكنيسة الروسية والكنيسة الرومانية التي تتعاونان مع البطريركية اليونانية الأرثوذكسية وتخضعان لسلطتها المحلية
وقد أنشئت الإرسالية الروسية الأرثوذكسية في أورشليم القدس عام 1858, ولكنه بدأ مسيحيون روس بزيارة الأرض المقدسة في القرن ال-11, عدة سنين فقط بعد تنصر مدينة كييف. واستمرت هذه الزيارات لفترة السنوات ال-900 بعدها, وتوسعت حتى وصل عدد كبير من الحجاج المسيحيين سنويًا في أواخر القرن ال-19, حتى نشوب الحرب العالمية الأولى, وانتهت هذه الزيارات عند نشوب الثورة الروسية. ومنذ عام 1949, انتقلت الملكية على ممتلكات الكنيسة الروسية في الأراضي المقدسة(داخل الخط الاخضر), في ذلك الوقت, إلى الإرسالية الروسية الأرثوذكسية, بينما بقيت الملكية على ممتلكات الكنيسة الروسية في الأراضي التي كان تحت الحكم الأردني (في السنوات 1948 – 1967) في أيدي الإرسالية الكنسية الروسية التي تمثل الكنيسة الروسية الأرثوذكسية خارج روسيا (كنيسة في "المنفى"). وترأس كل من الإرساليتين أرشمندريت, وإلى جانبه عدد من الرهبان والراهبات. ومنذ عام 2001 تخوض الكنيستان المنفصلتان عملية من التقارب والمصالحة, بلغت ذروتها عام 2007 في موسكو بالتوقيع على اتفاقية رسمية للتوحيد الشرعي بينهما.
وقد تأسست عام 1935 إرسالية تمثل الكنيسة الرومانية الأرثوذكسية, ويتزعمها أرشمندريت وتحتوي على طائفة صغيرة من الرهبان والراهبات المقيمين في أورشليم القدس.
الكنائس الأرثوذكسية غير الخلقدونية
الكنائس الأرثوذكسية غير الخلقدونية هي الكنائس الشرقية (الأرمنية, والقبطية, والإثيوبية, والسورية – السريانية) التي رفضت في ذلك الوقت الاعتراف بالقرارات التي اتخذها مجمع خلقيدونة عام 451. وقد تناول أحد القرارات العلاقة ما بين الطبيعة السماوية والطبيعة البشرية ليسوع المسيح.
وقد تأسست الكنيسة الأرمنية عام 301 عندما تنصرت أرمينيا, وهي الأمة الأولى التي اعتنقت المسيحية. وقد أقامت طائفة أرمنية في أورشليم القدس منذ القرن ال-5. ويتضح من مراجع أرمينية أن البطريركية الأرمنية الأولى تأسست عندما منح الخليفة عمر امتيازًا للأسقف أبراهام عام 638. وقد كان حي الأرمن في عهد الصليبيين. ومن أواخر القرن ال-19, وخاصة خلال وبعد الحرب العالمية الأولى, ازداد عدد أبناء الطائفة المحلية بسبب تدفق اللاجئين إليها.
وتعود جذور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى مصر, حيث تنصر معظم سكانها خلال القرون الميلادية الأولى. وحسب التقليد القبطي, وصل أبناء الطائفة إلى أورشليم القدس مع القديسة هيلينا أم الإمبراطور قسطنطين (في بداية القرن ال-4). وقد كان لهذه الكنيسة تأثير على تطور الرهبنة الصحراوية في صحراء يهودا. وقد ازدهرت الطائفة خلال عهد المماليك (1250 – 1517) ومرة أخرى تحت حكم محمد علي عام 1830. ومنذ القرن ال-13 يتم تمثيل أسقف الإسكندرية في أورشليم القدس على أيدي مطران مقيم فيها.
كانت طائفة للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية في أورشليم القدس منذ القرون الوسطى أو حتى قبل ذلك. وقد ذكر مؤرخو الكنيسة وصول حجاج مسيحيين إثيوبيين إلى الأرض المقدسة في القرن الرابع. ومن المؤكد أن خلال القرون التالية, قد تمتعت الكنيسة الإثيوبية بحقوق ذات أهمية في الأماكن المقدسة, ولكنها فقدت معظم حقوقها خلال العهد العثماني, قبل الإعلان بالحفاظ على الوضع الراهن.
أما في الوقت الحاضر, تكون الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية في الاراضي المقدسة طائفة صغيرة, يتزعمها مطران, وتتألف من بعض عشرات الرهبان والراهبات الذين يقيمون في البلدة القديمة من أورشليم القدس, وفي الكاتدرائية الإثيوبية, وفي غربي المدينة. كذلك تقيم في الاراضي المقدسة طائفة إثيوبية علمانية. ومنذ استئناف العلاقات بين إسرائيل وإثيوبيا عام 1989, طرأ ازدياد على عدد الحجاج المسيحيين من إثيوبيا, وخاصة للاشتراك بالطقوس الدينية في عيد الميلاد وأسبوع الفصح المقدس.
تعتبر الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وريثة كنيسة أنطاكية القديمة وإحدى أقدم الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط. ومن ضمن تقاليدها استعمال اللغة السريانية (الآرامية الغربية) في الطقوس الدينية والصلوات. ويعرف أعضاؤها باسم يعاقبة (على اسم يعقوب بارادوس الذي قام بتنظيم الكنيسة في القرن السادس). ويترأس هذه الكنيسة أسقف أنطاكية والشرق كله الذي يقيم في دمشق. وقد كان في أورشليم القدس أساقفة منذ عام 793, وبصورة دائمة من عام 1471. واليوم يترأس الكنيسة مطران يقيم في دير سانت مارك بأورشليم القدس.
الكنائس الرومانية الكاثوليكية والكاثوليكية الشرقية
تتعاون الكنائس الرومانية الكاثوليكية والكاثوليكية الشرقية مع الكنيسة في روما وتعترف بالأولوية قداسة البابا وبصلاحيته الروحية (وهو يترأس البطريركية الغربية القديمة بصفة كونه أسقف روما). ومن ناحية الطقوس الدينية, تتبع الكنائس الشرقية المرتبطة بروما اللغات والتقاليد الخاصة بها.
ومهما كانت العلاقات بين روما وقسطنطينة في العهود القديمة, لم تكن أي محاولة لتأسيس كنيسة غربية في الأرض المقدسة على انفراد من البطريركية الأرثوذكسية التي كانت هناك, حتى تأسيس البطريركية اللاتينية في أورشليم القدس خلال المملكة الصليبية (1099 – 1291). وقد أعيد افتتاح مكتب الأسقف اللاتيني عام 1847. وحتى ذلك الوقت, كانت الرهبنة الفرنسيسكانية تتحمل مسؤولية الكنيسة المحلية, وقد عملت كالقيمة اللاتينية على الأماكن المقدسة منذ القرن ال-14.
وفي الوقت الحاضر يترأس البطريركية اللاتينية لأورشليم القدس أسقف يحمل لقب بطريرك. ويساعده ثلاثة كهنة مندوبون له يقيمون في الناصرة وعمان وقبرص. وفي السنوات الأخيرة تعين كاهن مندوب رابع يتناول شؤون الطوائف المتكلمة بالعبرية في إسرائيل. ويسمى الكاثوليك الرومانيون بلغة العامة "لاتينيين", اعتمادًا على اللغة التأريخية التي استعملت في طقوسهم الدينية. ومنذ مجمع الفاتيكان الثاني, تقام الطقوس الدينية الرومانية الكاثوليكية عامة باللغات الوطنية, ماعدا بعض الطقوس التي تقام في الأماكن المقدسة, مثل كنيسة القيامة وكنيسة المهد, حيث يقام القداس وطقوس أخرى باللغة اللاتينية.
الكنيسة المارونية هي طائفة مسيحية من أصل سوري, ومعظم أبنائها يعيشون في لبنان. وهي جزء من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية منذ عام 1182, وهي الكنيسة الشرقية الوحيدة الكاثوليكية كاملاً. وبصفتها كنيسة كاثوليكية شرقية (كنيسة ذات علاقة بروما, ولكنها تحافظ على لغتها المحلية, وطريقة العبادة والشريعة الخاصة بها) لها الطقوس الدينية الخاصة بها التي في أساسها هي طريقة عبادة أنطاكية باللغة السريانية. ويعيش معظم أبناء الطائفة المارونية داخل الخط الاخضر في منطقة الجليل. وتكون ممثلية بطريركية مارونية في أورشليم القدس منذ عام 1895.
تأسست الكنيسة اليونانية الكاثوليكية (كنيسة اليونانيين الملكيين) عام 1724, نتيجة لانشقاق قد طرأ في كنيسة أنطاكية الأرثوذكسية اليونانية. (المصطلح "ملكيون", ومعناه الخاصون بالملك, أصله من الكلمة "مالكو" باللغة السريانية, الآرامية الغربية, ومعناها "ملكي" أو "ملك". وبدأ استعمال هذا المصطلح في القرن الرابع ويشير إلى المسيحيين المحليين الذين وافقوا على "تعريف العقيدة" لمجمع خلقيدونة, وبقوا متحدين مع أبرشية قسطنطينة الإمبراطورية.)
وقد تأسست أبرشية يونانية كاثوليكية في الجليل عام 1752. وعشرون سنة بعد ذلك تم إخضاع اليونانيين الكاثوليكيين في أورشليم القدس لقضاء أسقف أنطاكية الملكي, ويمثله في أورشليم القدس مندوب بطريركي.
الكنيسة السريانية الكاثوليكية انشقت عن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية, وهي على علاقة مع روما منذ عام 1663. للسريانيين الكاثوليكيين أسقف خاص بهم (يقيم في بيروت), ومنذ عام 1890 لهم مندوب بطريركي في أورشليم القدس الذي يكون زعيمًا روحيًا للطائفة الصغيرة هناك وفي بيت لحم. وفي تموز – يوليو 1985 تم تدشين كنيسة بطريركية جديدة في أورشليم القدس على اسم سانت توماس رسول السيد المسيح إلى شعبي سوريا والهند.
وقد انشقت كنيسة أرمنية كاثوليكية عن الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية عام 1741, وكانت لها في الماضي طائفة أرمنية في كيليكيا (في جنوبي أناطوليا), كانت لها علاقة مع روما منذ عهد الصليبيين. ويقيم الأسقف الأرمني الكاثوليكي في بيروت, لأن في ذلك الوقت حذرت السلطات العثمانية الإقامة في قسطنطينة. وتأسست مندوبية بطريركية في أورشليم القدس عام 1842. وبالرغم من العلاقة بروما, فإن لهذه الكنيسة علاقات جيدة مع الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية, وتتعاون الكنيستان لمصلحة الطائفة كلها.
الكنيسة الخلقدونية الكاثوليكية هي تفرع شرقي عن الكنيسة الرسولية القديمة (الأشورية) الشرقية (تدعى أحيانًا الكنيسة النستورية). ويحافظ أبناؤها على اللغة السريانية (الآرامية الشرقية) كلغة الطقوس الدينية الخاصة بهم. وقد تأسست هذه الكنيسة عام 1551, ويقيم الأسقف الخاص بها في بغداد. ولا يتجاوز عدد أبناء هذه الكنيسة في الأرض المقدسة عدة عائلات فقط. وبالرغم من ذلك تعتبر هذه الطائفة طائفة "معترف بها" كطائفة دينية. ومنذ عام 1903 يتم تمثيل الخلقدونيين في أورشليم القدس على أيدي مندوب بطريركي غير مقيم.
للكنيسة القبطية الكاثوليكية علاقة اتحادية بروما منذ عان 1741. وفي عام 1955 تم تعيين الأسقف القبطي الكاثوليكي للإسكندرية مندوبًا بطريركيًا ليراعي الطائفة الصغيرة التي أقامت في ذلك الوقت في أورشليم القدس.
***
وقد كان التوقيع على اتفاق المبادئ, في 30 كانون الأول – ديسمبر 1993 بين الكرسي الرسولي ودولة إسرائيل حدثًا هامًا بالنسبة للطوائف الكاثوليكية في الأرض المقدسة. وقد أدى هذا الاتفاق إلى إنشاء العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما, عدة أشهر بعد ذلك. وفي عام 1997, وقعت إسرائيل والكرسي الرسولي على اتفاقية تناولت الوضعية الشرعية للكنيسة الكاثوليكية في الدولة العبرية.
الكنائس البروتستانتية
يبدأ حضور الكنائس البروتستانتية في الشرق الأوسط من القرن ال-19 فقط ومن إقامة ممثليات دبلوماسية غربية في أورشليم القدس. وقد كان قصد هذه الإرساليات تنصير الطوائف المسلمة واليهودية, ولكن نجاحهم الوحيد كان جذب مسيحيين أرثوذكسيين متكلمين بالعربية فقط.
وفي عام 1841, قررت ملكة بريطانيا وملك بروسيا تأسيس أبرشية بروتستانتية إنجليكانية لوثرية مشتركة في أورشليم القدس. وقد انتهت هذه الشراكة عام 1886, ولكن المكتب استمر بعمله على أيدي الكنيسة الإنجليزية التي قامت, عام 1957, بترقية مندوبها في أورشليم القدس إلى رتبة مطران. وقد انتهى ذلك عام 1976, عند إقامة كنيسة رسولية بروتستانتية (إنجليكانية) جديدة في أورشليم القدس والشرق الأوسط, وانتخاب وتقديس الأسقف العربي الأول في أورشليم القدس. هذه هي أكبر طائفة بروتستانتية في الأرض المقدسة. ويكون مقر الأسقف الإنجليكاني في الكنيسة الكاثدرائية على اسم سانت جورج, وتقوم بصيانتها الكنيسة الإنجليزية بواسطة كاهن معين.
ومع حل الشراكة الإنجليزية - البرويسة عام 1886, أسست الكنيسة اللوثرية الألمانية حضورًا مستقلاً في أورشليم القدس وفي الأرض المقدسة, وقد جذبت هذه الطائفة متكلمين بالعربية, والكثير منهم طلاب سابقون في مدارس ومؤسسات أخرى تابعة لكنائس وجمعيات ألمانية لوثرية. ومنذ عام 1979, للطائفة المتكلمة بالعربية أسقف خاص بها, وهي مستقلة عن الكنيسة اللوثرية في ألمانيا, التي يمثلها كاهن برتبة "بروبست". ويكون هذان الكاهنان قيمين مشتركين على الممتلكات اللوثرية الموجودة في شارع مورستان في البلدة القديمة من أورشليم القدس.
هناك كذلك طوائف لوثرية صغيرة متكلمة بالدنماركية, والسويدية, والإنجليزية ومعهم رجال دين من الكنيسة الأم لمصلحة أبناء الكنائس الذين يزورون أو يقيمون في الاراضي المقدسة. وفي عام 1982, خولت الإرسالية النرويجية في إسرائيل صلاحية إدارة كنيستين خاصة بهذه الإرسالية في حيفا ويافا, إلى الطوائف المحلية.
قد بدأت نشاطات الكنيسة المعمدانية في الأرض المقدسة مع تأسيس طائفة لها عام 1911. وفي الوقت الحاضر, تملك جمعية الكنائس المعمدانية 18 كنيسة ومركزًا في عكا, وكفر كنا, وحيفا, ويافا, وأورشليم القدس, وكفر ياسيف, والناصرة, وبيتاح تيكفا, والرامة, وطرعان وأماكن أخرى. وأغلبية الرعايا متكلمون بالعربية.
أرسلت الكنيسة الاسكتلندية (المشيخية) بعثتها الإرسالية الأولى إلى الجليل عام 1840, وفي السنوات المائة التالية قامت بنشاطات في مجالي التربية والتعليم والطب. وفي الوقت الحاضر تخدم طائفة صغيرة, معظمها مغتربة, الحجاج المسيحيين والزوار. وتملك الكنيسة الاسكتلندية كنيسة ونزلاً في أورشليم القدس وفي طبريا. وتملك إرسالية إدينبورو الاسكتلندية الطبية مستشفى ومدرسة تمريض في الناصرة.
أسست كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (مورمونية) طائفة صغيرة في حيفا عام 1886, وفي أورشليم القدس عام 1972. ومن ضمن أعضاء الكنيسة في الوقت الحاضر طلاب يتعلمون في مركز دراسات الشرق الأدنى في أورشليم القدس, وهو فرع من جامعة بريغهام يونغ في بروفو, يوتا, الولايات المتحدة.
وبالإضافة إلى الطوائف التي تم ذكرها, هناك عدد من المجموعات البروتستانتية الصغيرة الأخرى المقيمة في إسرائيل.
وتأسست, في السنوات الأخيرة, مستوطنات زراعية تعاونية بروتستانتية في مناطق مختلفة في إسرائيل. وقد تأسس "كفار هابابتيستيم" (قرية المعمدانيين), شمالي بيتاح تيكفا, عام 1955. وتشمل هذه القرية منشآت لعقد المؤتمرات وللمخيمات الصيفية لخدمة الطوائف المعمدانية والطوائف البروتستانتية في البلاد. وأسست مجموعة من البروتستانت الهولنديين والألمانيين قرية "نيس عاميم" بالقرب من نهاريا عام 1963. وتكون هذه القرية مركزًا دوليًا لنشر معرفة إسرائيل بين المسيحيين. وتأسست قرية "ياد هاشنونا", غربي أورشليم القدس, عام 1971 وفيها فندق صغير للسياح المسيحيين وللحجاج المسيحيين من فنلندا.
***
حرية العبادة
يتم التعبير عن التعامل الأساسي لدولة إسرائيل مع التعددية الدينية في وثيقة الاستقلال من عام 1948:
"ستكون دولة إسرائيل ... مستندة إلى دعائم الحرية والعدل والسلام مستهدية بنبوءات أنبياء إسرائيل, وتحافظ على المساواة التامة في الحقوق اجتماعيًا وسياسيًا بين جميع رعاياها دون التمييز من ناحية الدين والعرق والجنس وتؤمن حرية العبادة والضمير واللغة والتربية والتعليم والثقافة."
وتعبر هذه الوثيقة عن رؤيا الأمة وعقائدها, وتضمن قوانين الدولة التمسك بهذه المبادئ. ولكل طائفة دينية حرية الحفاظ على إيمانها, والاحتفال بأعيادها والحفاظ على يوم العطلة الأسبوعية الخاص بها, وإدارة شؤونها الداخلية.
الأماكن المقدسة
في إسرائيل مواقع كثيرة تعتبر أماكن مقدسة للأديان السماوية الثلاثة (اليهودية, والمسيحية, والإسلام). وتُضمن حرية الوصول إلى جميعها.
"ستتم حماية الأماكن المقدسة من انتهاك حرمتها, ومن انتهاكات أخرى, ومن أي عمل يعيق حرية الوصول لأبناء الديانات المختلفة إلى الأماكن المقدسة لهم, أو يمس بمشاعرهم المتعلقة بهذه الأماكن." (قانون حماية الأماكن المقدسة, 1967)
ومن ضمن الأماكن المقدسة للمسيحيين في إسرائيل كطريق الآلام, وغرفة العشاء الأخير, وكنيسة القيامة في أورشليم القدس, وكنيسة البشارة في الناصرة, وجبل التطويبات, والطابغة, وكفار ناحوم بالقرب من بحيرة طبريا.
الدائرة لشؤون الطوائف المسيحية
لا تتدخل الحكومة الإسرائيلية بالشؤون الدينية للطوائف المسيحية. وتعمل الدائرة لشؤون الطوائف المسيحية في وزارة الداخلية كمكتب اتصال حكومي. ويمكن للطوائف المسيحية مراجعتها والتوجيه إليها للمشاكل والطلبات التي قد تثار بصفة كونها أقليات في إسرائيل. وتعمل الدائرة أيضًا كحكم حيادي لضمان الوضع الراهن في الأماكن المقدسة التي تكون فيها حقوق وامتيازات لأكثر من طائفة مسيحية واحدة.
الطوائف المسيحية "المعترف بها"
هناك طوائف مسيحية معينة حصلت على وضعية "معترف بها". ولأسباب تأريخية, تعود إلى العهد العثماني, تمنح المحاكم الكنسية لهذه الطوائف صلاحية القضاء في الأوضاع الشخصية, مثل الزواج والطلاق.
والطوائف المسيحية "المعترف بها" هي: اليونانيون الأرثوذكس, والأرمن الأرثوذكس, والسريانيون الأرثوذكس, والكاثوليك الرومانيون (اللاتينيون), والموارنة, والكاثوليك اليونانيون (الملكيون), والكاثوليك السريانيون, والأرمن الكاثوليك, والخلقدونيون الكاثوليك, ومنذ عام 1970 المشيخيون (الأنجليكانيون).
وفي عام 1841, قررت ملكة بريطانيا وملك بروسيا تأسيس أبرشية بروتستانتية إنجليكانية لوثرية مشتركة في أورشليم القدس. وقد انتهت هذه الشراكة عام 1886, ولكن المكتب استمر بعمله على أيدي الكنيسة الإنجليزية التي قامت, عام 1957, بترقية مندوبها في أورشليم القدس إلى رتبة مطران. وقد انتهى ذلك عام 1976, عند إقامة كنيسة رسولية بروتستانتية (إنجليكانية) جديدة في أورشليم القدس والشرق الأوسط, وانتخاب وتقديس الأسقف العربي الأول في أورشليم القدس. هذه هي أكبر طائفة بروتستانتية في الأرض المقدسة. ويكون مقر الأسقف الإنجليكاني في الكنيسة الكاثدرائية على اسم سانت جورج, وتقوم بصيانتها الكنيسة الإنجليزية بواسطة كاهن معين.
ومع حل الشراكة الإنجليزية - البرويسة عام 1886, أسست الكنيسة اللوثرية الألمانية حضورًا مستقلاً في أورشليم القدس وفي الأرض المقدسة, وقد جذبت هذه الطائفة متكلمين بالعربية, والكثير منهم طلاب سابقون في مدارس ومؤسسات أخرى تابعة لكنائس وجمعيات ألمانية لوثرية. ومنذ عام 1979, للطائفة المتكلمة بالعربية أسقف خاص بها, وهي مستقلة عن الكنيسة اللوثرية في ألمانيا, التي يمثلها كاهن برتبة "بروبست". ويكون هذان الكاهنان قيمين مشتركين على الممتلكات اللوثرية الموجودة في شارع مورستان في البلدة القديمة من أورشليم القدس.
هناك كذلك طوائف لوثرية صغيرة متكلمة بالدنماركية, والسويدية, والإنجليزية ومعهم رجال دين من الكنيسة الأم لمصلحة أبناء الكنائس الذين يزورون أو يقيمون في الاراضي المقدسة. وفي عام 1982, خولت الإرسالية النرويجية في إسرائيل صلاحية إدارة كنيستين خاصة بهذه الإرسالية في حيفا ويافا, إلى الطوائف المحلية.
قد بدأت نشاطات الكنيسة المعمدانية في الأرض المقدسة مع تأسيس طائفة لها عام 1911. وفي الوقت الحاضر, تملك جمعية الكنائس المعمدانية 18 كنيسة ومركزًا في عكا, وكفر كنا, وحيفا, ويافا, وأورشليم القدس, وكفر ياسيف, والناصرة, وبيتاح تيكفا, والرامة, وطرعان وأماكن أخرى. وأغلبية الرعايا متكلمون بالعربية.
أرسلت الكنيسة الاسكتلندية (المشيخية) بعثتها الإرسالية الأولى إلى الجليل عام 1840, وفي السنوات المائة التالية قامت بنشاطات في مجالي التربية والتعليم والطب. وفي الوقت الحاضر تخدم طائفة صغيرة, معظمها مغتربة, الحجاج المسيحيين والزوار. وتملك الكنيسة الاسكتلندية كنيسة ونزلاً في أورشليم القدس وفي طبريا. وتملك إرسالية إدينبورو الاسكتلندية الطبية مستشفى ومدرسة تمريض في الناصرة.
أسست كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (مورمونية) طائفة صغيرة في حيفا عام 1886, وفي أورشليم القدس عام 1972. ومن ضمن أعضاء الكنيسة في الوقت الحاضر طلاب يتعلمون في مركز دراسات الشرق الأدنى في أورشليم القدس, وهو فرع من جامعة بريغهام يونغ في بروفو, يوتا, الولايات المتحدة.
وبالإضافة إلى الطوائف التي تم ذكرها, هناك عدد من المجموعات البروتستانتية الصغيرة الأخرى المقيمة في إسرائيل.
وتأسست, في السنوات الأخيرة, مستوطنات زراعية تعاونية بروتستانتية في مناطق مختلفة في إسرائيل. وقد تأسس "كفار هابابتيستيم" (قرية المعمدانيين), شمالي بيتاح تيكفا, عام 1955. وتشمل هذه القرية منشآت لعقد المؤتمرات وللمخيمات الصيفية لخدمة الطوائف المعمدانية والطوائف البروتستانتية في البلاد. وأسست مجموعة من البروتستانت الهولنديين والألمانيين قرية "نيس عاميم" بالقرب من نهاريا عام 1963. وتكون هذه القرية مركزًا دوليًا لنشر معرفة إسرائيل بين المسيحيين. وتأسست قرية "ياد هاشنونا", غربي أورشليم القدس, عام 1971 وفيها فندق صغير للسياح المسيحيين وللحجاج المسيحيين من فنلندا.
***
حرية العبادة
يتم التعبير عن التعامل الأساسي لدولة إسرائيل مع التعددية الدينية في وثيقة الاستقلال من عام 1948:
"ستكون دولة إسرائيل ... مستندة إلى دعائم الحرية والعدل والسلام مستهدية بنبوءات أنبياء إسرائيل, وتحافظ على المساواة التامة في الحقوق اجتماعيًا وسياسيًا بين جميع رعاياها دون التمييز من ناحية الدين والعرق والجنس وتؤمن حرية العبادة والضمير واللغة والتربية والتعليم والثقافة."
وتعبر هذه الوثيقة عن رؤيا الأمة وعقائدها, وتضمن قوانين الدولة التمسك بهذه المبادئ. ولكل طائفة دينية حرية الحفاظ على إيمانها, والاحتفال بأعيادها والحفاظ على يوم العطلة الأسبوعية الخاص بها, وإدارة شؤونها الداخلية.
الأماكن المقدسة
في إسرائيل مواقع كثيرة تعتبر أماكن مقدسة للأديان السماوية الثلاثة (اليهودية, والمسيحية, والإسلام). وتُضمن حرية الوصول إلى جميعها.
"ستتم حماية الأماكن المقدسة من انتهاك حرمتها, ومن انتهاكات أخرى, ومن أي عمل يعيق حرية الوصول لأبناء الديانات المختلفة إلى الأماكن المقدسة لهم, أو يمس بمشاعرهم المتعلقة بهذه الأماكن." (قانون حماية الأماكن المقدسة, 1967)
ومن ضمن الأماكن المقدسة للمسيحيين في إسرائيل كطريق الآلام, وغرفة العشاء الأخير, وكنيسة القيامة في أورشليم القدس, وكنيسة البشارة في الناصرة, وجبل التطويبات, والطابغة, وكفار ناحوم بالقرب من بحيرة طبريا.
الدائرة لشؤون الطوائف المسيحية
لا تتدخل الحكومة الإسرائيلية بالشؤون الدينية للطوائف المسيحية. وتعمل الدائرة لشؤون الطوائف المسيحية في وزارة الداخلية كمكتب اتصال حكومي. ويمكن للطوائف المسيحية مراجعتها والتوجيه إليها للمشاكل والطلبات التي قد تثار بصفة كونها أقليات في إسرائيل. وتعمل الدائرة أيضًا كحكم حيادي لضمان الوضع الراهن في الأماكن المقدسة التي تكون فيها حقوق وامتيازات لأكثر من طائفة مسيحية واحدة.
الطوائف المسيحية "المعترف بها"
هناك طوائف مسيحية معينة حصلت على وضعية "معترف بها". ولأسباب تأريخية, تعود إلى العهد العثماني, تمنح المحاكم الكنسية لهذه الطوائف صلاحية القضاء في الأوضاع الشخصية, مثل الزواج والطلاق.
والطوائف المسيحية "المعترف بها" هي: اليونانيون الأرثوذكس, والأرمن الأرثوذكس, والسريانيون الأرثوذكس, والكاثوليك الرومانيون (اللاتينيون), والموارنة, والكاثوليك اليونانيون (الملكيون), والكاثوليك السريانيون, والأرمن الكاثوليك, والخلقدونيون الكاثوليك, ومنذ عام 1970 المشيخيون (الأنجليكانيون).
Comment