" البروكسي " أفيون شعوب متصفحي الانترنت في سورية ... بقلم : أشرف كنـجو مقالات واراء
إذا كان الدين “أفيونا ً للشعوب” من وجهة نظر أتباع ماركس في العالم مثار جدل و سفسطة بين مؤيد و معارض، فمما لا شك فيه أن البروكسي*1 هو أفيون شعوب متصفحي الانترنت في سوريا، و هو ساحة وغى نواجه في صدده عصرا ً جديداً تماما بعقل قديم غاية في القدم ، بين كرٍّ من قبل رقيب يحارب بعقليّة القرون الوسطى، و فرٍّ من قبل مستخدم يمتلك تكنولوجيا العصروأدواتها -وإن كان لا يجيد استخدامها في الحدود الدنيا،فهو بلا شك قادر على ممارسة خمول ثقافتها من خلال تقنية‘‘النسخ و اللصق” و المتعارف عليها بـ "كوبي آند بيست"-.
رقيب لم يدرس و بأحسن الأحوال لم يستفد من تاريخ طروادة ليعرف حصونها وحصانها، و لم يطـّلع و بأحسن الأحوال لم يفهم تقنيات التروجان*2 المحاكية لآلية حصان طروادة والتي تعمل في بيئة الشبكات و الحواسيب بطريقة مماثلة.
هو أفيون بكل زخم التخديرعن واقع الإدراك و المعرفة ، و بفداحة سوء العاقبة على اعتبار أن جدوى الأمور تقاس بخواتمها ،وهو أفيون بدليل تهافت المدمنين –الأصحاء منهم و المعتلين - على تداوله و نشره بطريقة يضحي من خلالها انتشار النار في الهشيم انتشارا أفقياً هامشياً، بالمقارنة مع نارٍ تنتشر في أبعاد ثلاثية في وسط رقمي جغرافي عَطِش للمعرفة، مُكرّس بأكمله امتداداً ليابسة هشيم نارها، لنار لا تعرف معنىً فيزيائياً أو جيولوجيا لماء يكبح جماح فورتها الشبِّقة، مع فارق فاصل في طريقة التعاطي خلافا ً للمعتاد في حالات الإدمان المنطويّة على السريّة و الخجل، فهو هنا محور أحاديث المدمنين ..أحاديثهم الهاتفية والخليوية و المسنجريّة بالطبع بعدما حلّت صيغة التواصل الرقمي مكان الوصل الوجداني، مع التنويه إلى المسافة الشاسعة التي تفصل بين التواصل و الوصل.
مع تسونامي ثورة المعلومات في بداية رقمّنة عصرنا، انحصر الجدل بين العلم و العمل مفسحا ً المجال لجدل أكبر و أكثرتعقيدا حيال آلية التعلـّم وكيفية بناء خلفية علميّة من فيض المعلومات المتكدّس ، و تحصيل المعرفة والمساهمة في بناء مجتمعها في إطاره الكوني كأمّة كان لها عظيم المساهمات في بناء الحضارة الإنسانية، فالمعرفة كما عرّفها الدكتور نبيل علي في مقدمة كتابه القيّم "العقل العربي و مجتمع المعرفة" هي مغزى المعلومات، وجوهر الثقافة وغاية التربية وركيزة اللغة و رسالة الإعلام، وهي التي أسبغت على المجتمع المعاصر صفته متمثلة في مجتمع المعرفة.
ومناقشة قضية البروكسي هنا في هذا السياق تندرج ضمن أولويات العملية المعرفيّة في وضع اللبنة الأساسية في هيكل المنظومة، كون البروكسي هو القفل الموضوع على بوابة مكتبة المعلومات المتدكسة على رفوف المواقع الالكترونية. هو حلقة الوصل بين جمهور المستخدمين و الشبكة ، بين الباحث عن المعرفة و المعلومة. و من بديهيات حلقة الوصل أن تكون أمينة في أداء وظيفة الوصل ، و الأمانة كغيرها من المبادىء لا تعرف الكسور والأرقام العشرية في قيّمها، فهي صحيحة أبداً وحكر على سؤال "هل؟" لا "كم؟"، و الأمانة في هذا السياق رهن اللانتقائية، ناهيك عن أن مجرد فكرة الانتقائية في عصر ضّخ المعلومات بمعدلات مليونية في واحدة الثانية هي فكرة لامنطقية من الناحية العمليّة بغض النظر عن لامشروعيّتها الوظيفية و الأخلاقية.
وكل من يفكّر بعقليّة النعامة و آلية دفن الرأس في التراب كطريقة للهروب مما لا يراه مناسبا هو مخطىء تماما، لإن مقدرة التكنولوجيا تنامت بحيث أصبحت تستطيع الوصول إلى أسفل التراب، لتمدَّ لسانها في وجه النعامة المدفون فتغيظها، و ربما تعرض عليها كأسا من الليموناضة لتهدىء من روعها و تكسب صداقتها في وثارة بيئة تخلقها تحت التراب خصيصا كآلية للمجابهة. أو ليس هذا ما يحدث عندما نحجب موقعا الكترونيا ما؟ نجد الحلول مقدّمة من قبل برامج لا حصر لها تعمل على تغيير عنوانك الالكتروني المُعرِّف لمعلومات اتصالك وهوما يسمي بـ (IP-address)، أو نجد شبكة أخرى ترحب بك على متن إعداداتها لتتيح لك التصفح من خلال البروكسي الخاص بها.
و ما يثير الاستفزاز و يسترعي الانتباه هنا هو أن رقم البروكسي الذي ينتشر بين أوساط مستخدمي الانترنت في سوريا هو رقم شبه موحد يكاد يستخدمه الكل، و هو بالمناسبة ينتمي إلى دولة خليجية، هذه الدولة هي ذاتها دائما التي ينتمي إليها الرقم الجديد الذي يُستخدم كلما حُجِبَ رقم أصبح شائعاً ومُستخدما من قبل معظم مستخدمي الانترنت في سوريا، و الأنكى من ذلك أنك باستخدامك إعدادات البروكسي الجديد في سوريا لتهرب من حجب شبكتك تصبح ضحية معايير انتقاء(فلترة) رقابة شبكة أخرى، و كما يقال شر البليّة ما يضحك لأنك عندما تستخدم هذه الإعدادات الجديدة للولوج إلى مواقع محجوبة على قائمة شبكة بلدك تجد نفسك في الوقت ذاته محجوبا عن الدخول إلى مواقع بلدك التي تحجبها دولة الشبكة الأخرى، و هذا بحد ذاته يُضرّ بشكل أو بآخر بالإعلام الالكتروني في بلدنا ، أي تخيّل نفسك مثلا ًتقود سيارتك في سوريا و تخضع لمعايير أنظمة المرور في بريطانيا ،فتدفع لهم ثمن المخالفات المرورية التي لا تعرف شيئا عنها من مالك الخاص بعد تحويله من عملة بلدك المحليّة إلى جنيه استرليني ليزدهر الاقتصاد البريطاني على حساب اقتصاد بلدك. و الأسوأ يحدث عندما تجد نفسك محجوبا عن وصول إلى موقع محجوب من كلتا الشبكتين!
خلاصة القول لا يستطيع الأهالي أن يمنعوا أطفالهم من الخروج من المنزل بحجة رفاق السوء أو بذريعة الخوف عليهم من التعرض لأفكار مغلوطة أو فاسدة، لإنه كما هنالك الطالح من الأصدقاء هنالك الصالح بالمقابل,و لإن الحياة جديرة بأن تُختبر بكل ما فيها ، و نظلم أنفسنا كثيراًحين ننكفأ عن السليم بحجة الغثّ، وقديما قيل درهم وقاية خير من قنطار علاج، لذلك لكي يتجنب الأهالي كل تلك المخاوف عليهم أن يُعِدّوا أبناءهم من الصغر لخوض غمار الحياة مستقبلاً، كذلك هو الأمر بالنسبة لثقافة عصر المعلومات و مجتمع المعرفة، فالمشكلة لا تكمن في المخاطر التي قد نتعرض لها بمقدار ما تكمن فينا و في مقدرتنا على مجابهتها، و المجابهة من هذا المنظور تتخذ من التماهي شكلا لها بعيدا عن التعصب و أبعد منه عن الانحلال، و المجابهة تقتضي تعزيز جبهتنا الالكترونية بطريقة تتماشى مع مفاهيم إعلام العصر من حيث اللغة و الأدوات. لمن يقولون لنا سبق السّيف العذل نقول لهم قد تكونون محقيّن و لكن ما لا يُدرك كلـُّهُ لا يُترك جلُّه، و داروينية مجمتعنا المعرفي تؤكد أن البقاء سيكون من نصيب "الأعقل" ليبلغ ذروته و يصبح البقاء من نصيب "الأبدع".
و كما في الفيلم السينمائي الرومانسي "تشرين الثاني الجميل" (Sweet November ) حيث البطلة المصابة بداءٍ عُضّال تتخذ صديقاً مع مطلع كل شهر، لتتجنب الحب و تعيش المغامرة في آن ٍ واحد ،فتتعايش مع الحياة بشكل مؤقت، نتمنى لكم أيضاً أعزاءنا المصابين بخيبة انترنتية " كانون ثان ٍجميل مع بروكسي آخر " آملين أن تلتقوا ببروكسي العمر الشهم وابن البلد المُنفتّح والمؤمن بوطنيتكم ووفائكم ومقدرتكم على البقاء و الارتقاء في مجتمع موزاييك المعلومات.
*هوامش:
1-البروكسي :اختصار شائع مستخدم بين أوساط مستخدمي الانترنت لما يُعرف بـ (proxy server)و هو عبارة عن نظام حاسوبي أو تطبيق برمجي يلعب دور الوسيط بين شبكة العميل المحليّة و المصادرأو البيانات على شبكة أخرى .و للبروكسي سيرفر انواع كثيرة تختلف تبعا للوظيفة التي يؤديها ، و في حالتنا هنا نتكلم عن ال ( Tunneling proxy server)الذي يُعتبر منفذاً لخرق قوانين الحجب الموضوعة من قبل بروكسي سيرفر آخر ، أي يوفر ما يُسمى (Bypass Policies) الذي يعني اختيار مجرى جانبي لتجاوزالقوانين المفروضة، و الحجب مثال عن تلك القوانين.
2-التروجان Trojan)تطبيق برمجي ذو وظيفة تخريبيّة له دور شبيه بحصان طروادة ، بمعنى أنه يتحايل على نظام تشغيل الحاسوب ليدّمره في الوقت الذي يتظاهر بأنه يؤدي وظيفة مشروعة غير هدّامة وفق ما تتيحه بيئة النظام.
سيريا نيوز
2010-02-09 07:00:11
إذا كان الدين “أفيونا ً للشعوب” من وجهة نظر أتباع ماركس في العالم مثار جدل و سفسطة بين مؤيد و معارض، فمما لا شك فيه أن البروكسي*1 هو أفيون شعوب متصفحي الانترنت في سوريا، و هو ساحة وغى نواجه في صدده عصرا ً جديداً تماما بعقل قديم غاية في القدم ، بين كرٍّ من قبل رقيب يحارب بعقليّة القرون الوسطى، و فرٍّ من قبل مستخدم يمتلك تكنولوجيا العصروأدواتها -وإن كان لا يجيد استخدامها في الحدود الدنيا،فهو بلا شك قادر على ممارسة خمول ثقافتها من خلال تقنية‘‘النسخ و اللصق” و المتعارف عليها بـ "كوبي آند بيست"-.
رقيب لم يدرس و بأحسن الأحوال لم يستفد من تاريخ طروادة ليعرف حصونها وحصانها، و لم يطـّلع و بأحسن الأحوال لم يفهم تقنيات التروجان*2 المحاكية لآلية حصان طروادة والتي تعمل في بيئة الشبكات و الحواسيب بطريقة مماثلة.
هو أفيون بكل زخم التخديرعن واقع الإدراك و المعرفة ، و بفداحة سوء العاقبة على اعتبار أن جدوى الأمور تقاس بخواتمها ،وهو أفيون بدليل تهافت المدمنين –الأصحاء منهم و المعتلين - على تداوله و نشره بطريقة يضحي من خلالها انتشار النار في الهشيم انتشارا أفقياً هامشياً، بالمقارنة مع نارٍ تنتشر في أبعاد ثلاثية في وسط رقمي جغرافي عَطِش للمعرفة، مُكرّس بأكمله امتداداً ليابسة هشيم نارها، لنار لا تعرف معنىً فيزيائياً أو جيولوجيا لماء يكبح جماح فورتها الشبِّقة، مع فارق فاصل في طريقة التعاطي خلافا ً للمعتاد في حالات الإدمان المنطويّة على السريّة و الخجل، فهو هنا محور أحاديث المدمنين ..أحاديثهم الهاتفية والخليوية و المسنجريّة بالطبع بعدما حلّت صيغة التواصل الرقمي مكان الوصل الوجداني، مع التنويه إلى المسافة الشاسعة التي تفصل بين التواصل و الوصل.
مع تسونامي ثورة المعلومات في بداية رقمّنة عصرنا، انحصر الجدل بين العلم و العمل مفسحا ً المجال لجدل أكبر و أكثرتعقيدا حيال آلية التعلـّم وكيفية بناء خلفية علميّة من فيض المعلومات المتكدّس ، و تحصيل المعرفة والمساهمة في بناء مجتمعها في إطاره الكوني كأمّة كان لها عظيم المساهمات في بناء الحضارة الإنسانية، فالمعرفة كما عرّفها الدكتور نبيل علي في مقدمة كتابه القيّم "العقل العربي و مجتمع المعرفة" هي مغزى المعلومات، وجوهر الثقافة وغاية التربية وركيزة اللغة و رسالة الإعلام، وهي التي أسبغت على المجتمع المعاصر صفته متمثلة في مجتمع المعرفة.
ومناقشة قضية البروكسي هنا في هذا السياق تندرج ضمن أولويات العملية المعرفيّة في وضع اللبنة الأساسية في هيكل المنظومة، كون البروكسي هو القفل الموضوع على بوابة مكتبة المعلومات المتدكسة على رفوف المواقع الالكترونية. هو حلقة الوصل بين جمهور المستخدمين و الشبكة ، بين الباحث عن المعرفة و المعلومة. و من بديهيات حلقة الوصل أن تكون أمينة في أداء وظيفة الوصل ، و الأمانة كغيرها من المبادىء لا تعرف الكسور والأرقام العشرية في قيّمها، فهي صحيحة أبداً وحكر على سؤال "هل؟" لا "كم؟"، و الأمانة في هذا السياق رهن اللانتقائية، ناهيك عن أن مجرد فكرة الانتقائية في عصر ضّخ المعلومات بمعدلات مليونية في واحدة الثانية هي فكرة لامنطقية من الناحية العمليّة بغض النظر عن لامشروعيّتها الوظيفية و الأخلاقية.
وكل من يفكّر بعقليّة النعامة و آلية دفن الرأس في التراب كطريقة للهروب مما لا يراه مناسبا هو مخطىء تماما، لإن مقدرة التكنولوجيا تنامت بحيث أصبحت تستطيع الوصول إلى أسفل التراب، لتمدَّ لسانها في وجه النعامة المدفون فتغيظها، و ربما تعرض عليها كأسا من الليموناضة لتهدىء من روعها و تكسب صداقتها في وثارة بيئة تخلقها تحت التراب خصيصا كآلية للمجابهة. أو ليس هذا ما يحدث عندما نحجب موقعا الكترونيا ما؟ نجد الحلول مقدّمة من قبل برامج لا حصر لها تعمل على تغيير عنوانك الالكتروني المُعرِّف لمعلومات اتصالك وهوما يسمي بـ (IP-address)، أو نجد شبكة أخرى ترحب بك على متن إعداداتها لتتيح لك التصفح من خلال البروكسي الخاص بها.
و ما يثير الاستفزاز و يسترعي الانتباه هنا هو أن رقم البروكسي الذي ينتشر بين أوساط مستخدمي الانترنت في سوريا هو رقم شبه موحد يكاد يستخدمه الكل، و هو بالمناسبة ينتمي إلى دولة خليجية، هذه الدولة هي ذاتها دائما التي ينتمي إليها الرقم الجديد الذي يُستخدم كلما حُجِبَ رقم أصبح شائعاً ومُستخدما من قبل معظم مستخدمي الانترنت في سوريا، و الأنكى من ذلك أنك باستخدامك إعدادات البروكسي الجديد في سوريا لتهرب من حجب شبكتك تصبح ضحية معايير انتقاء(فلترة) رقابة شبكة أخرى، و كما يقال شر البليّة ما يضحك لأنك عندما تستخدم هذه الإعدادات الجديدة للولوج إلى مواقع محجوبة على قائمة شبكة بلدك تجد نفسك في الوقت ذاته محجوبا عن الدخول إلى مواقع بلدك التي تحجبها دولة الشبكة الأخرى، و هذا بحد ذاته يُضرّ بشكل أو بآخر بالإعلام الالكتروني في بلدنا ، أي تخيّل نفسك مثلا ًتقود سيارتك في سوريا و تخضع لمعايير أنظمة المرور في بريطانيا ،فتدفع لهم ثمن المخالفات المرورية التي لا تعرف شيئا عنها من مالك الخاص بعد تحويله من عملة بلدك المحليّة إلى جنيه استرليني ليزدهر الاقتصاد البريطاني على حساب اقتصاد بلدك. و الأسوأ يحدث عندما تجد نفسك محجوبا عن وصول إلى موقع محجوب من كلتا الشبكتين!
خلاصة القول لا يستطيع الأهالي أن يمنعوا أطفالهم من الخروج من المنزل بحجة رفاق السوء أو بذريعة الخوف عليهم من التعرض لأفكار مغلوطة أو فاسدة، لإنه كما هنالك الطالح من الأصدقاء هنالك الصالح بالمقابل,و لإن الحياة جديرة بأن تُختبر بكل ما فيها ، و نظلم أنفسنا كثيراًحين ننكفأ عن السليم بحجة الغثّ، وقديما قيل درهم وقاية خير من قنطار علاج، لذلك لكي يتجنب الأهالي كل تلك المخاوف عليهم أن يُعِدّوا أبناءهم من الصغر لخوض غمار الحياة مستقبلاً، كذلك هو الأمر بالنسبة لثقافة عصر المعلومات و مجتمع المعرفة، فالمشكلة لا تكمن في المخاطر التي قد نتعرض لها بمقدار ما تكمن فينا و في مقدرتنا على مجابهتها، و المجابهة من هذا المنظور تتخذ من التماهي شكلا لها بعيدا عن التعصب و أبعد منه عن الانحلال، و المجابهة تقتضي تعزيز جبهتنا الالكترونية بطريقة تتماشى مع مفاهيم إعلام العصر من حيث اللغة و الأدوات. لمن يقولون لنا سبق السّيف العذل نقول لهم قد تكونون محقيّن و لكن ما لا يُدرك كلـُّهُ لا يُترك جلُّه، و داروينية مجمتعنا المعرفي تؤكد أن البقاء سيكون من نصيب "الأعقل" ليبلغ ذروته و يصبح البقاء من نصيب "الأبدع".
و كما في الفيلم السينمائي الرومانسي "تشرين الثاني الجميل" (Sweet November ) حيث البطلة المصابة بداءٍ عُضّال تتخذ صديقاً مع مطلع كل شهر، لتتجنب الحب و تعيش المغامرة في آن ٍ واحد ،فتتعايش مع الحياة بشكل مؤقت، نتمنى لكم أيضاً أعزاءنا المصابين بخيبة انترنتية " كانون ثان ٍجميل مع بروكسي آخر " آملين أن تلتقوا ببروكسي العمر الشهم وابن البلد المُنفتّح والمؤمن بوطنيتكم ووفائكم ومقدرتكم على البقاء و الارتقاء في مجتمع موزاييك المعلومات.
*هوامش:
1-البروكسي :اختصار شائع مستخدم بين أوساط مستخدمي الانترنت لما يُعرف بـ (proxy server)و هو عبارة عن نظام حاسوبي أو تطبيق برمجي يلعب دور الوسيط بين شبكة العميل المحليّة و المصادرأو البيانات على شبكة أخرى .و للبروكسي سيرفر انواع كثيرة تختلف تبعا للوظيفة التي يؤديها ، و في حالتنا هنا نتكلم عن ال ( Tunneling proxy server)الذي يُعتبر منفذاً لخرق قوانين الحجب الموضوعة من قبل بروكسي سيرفر آخر ، أي يوفر ما يُسمى (Bypass Policies) الذي يعني اختيار مجرى جانبي لتجاوزالقوانين المفروضة، و الحجب مثال عن تلك القوانين.
2-التروجان Trojan)تطبيق برمجي ذو وظيفة تخريبيّة له دور شبيه بحصان طروادة ، بمعنى أنه يتحايل على نظام تشغيل الحاسوب ليدّمره في الوقت الذي يتظاهر بأنه يؤدي وظيفة مشروعة غير هدّامة وفق ما تتيحه بيئة النظام.
سيريا نيوز
2010-02-09 07:00:11