كياسة السير وتعالي الضابطة

[amarta]

كرم نعمة
لندن

كتم السير ايان بلير قائد الشرطة البريطانية غضبه عندما ابلغ قبل لحظات من تسليمه شهادات تخرج ضباط جدد بأن شرطية مسلمة ترفض مصافحته والتقاط صورة معه عند تسلمها الشهادة، تحت مسوغ أن التعاليم الاسلامية لا تسمح بمصافحة المرأة للرجل!
ويمكن تخيل صورة قائد الشرطة التي عادة ما توصف بأنها الاكثر وداً في هذا العالم، وتقبله الامر على مضض رغبة منه في عدم الاخلال بسير الحفل السنوي المهم.
لا احد يشك بغضب الرجل في تلك اللحظة مثلما يقدر كياسته وصبره، مع أن صحيفة ميل اون صنداي البريطانية نقلت (غضبه بشدة لهذا الموقف الذي لم يسبق ان تعرض له، لكنه وافق على ذلك لعدم اثارة مشكلة).
لكن لا تبدو المسألة برمتها عند السير ايان بلير مع أنه قائد الشرطة، ووفقاً لمقاييس الديمقراطية البريطانية بالطبع، وليس لوزارات داخلية في بلداننا يسيرها اليوم لوردات القتل وفرق الموت حسب الهوية.
فالرجل تقبل الامر وتركه يضاف الى مساحة الجدل الدائر اصلاً في بريطانيا حول حرية الالتزام بالمعتقدات الدينية في مكان العمل واندماج المسلمين في المجتمع البريطاني.
إنها تعود لامرأة مسلمة قبلت ان تكون ضابطة في اعرق مؤسسة لحماية حقوق الانسان وكرامته، لكنها أبت الا تغادر الطوق التاريخي الغامض الذي سلب سماحة الدين وحوله من محض علاقة متسقة بين الانسان والخالق الى غلو وفذلكة وسقوط في شراك الجدل.
أعتقد أن من يتأمل القصة الصغيرة التي مرت عليها وسائل الاعلام البريطانية واضافتها لجدل الحجاب والنقاب ونقلت تفاصيلها وكالة الصحافة الفرنسية سيطلق الاسئلة نفسها، اذ كيف سيتسنى لهذه الضابطة القيام بمهماتها؟ وهو النقاش الذي دار قبيل تسلم الشهادات بين عناصر الشرطة في سكوتلانديارد عندما تساءل كثير منهم عن قدرة هذه الشابة المسلمة على اعتقال اي شخص بسبب (رفضها لمس الرجال).
الغريب في الامر، أو ما يؤكد انتقائية المغالين بالدين أن الضابطة حصلت على شهادتها بعد ان اجتازت بنجاح جميع الاختبارات المطلوبة خلال دورة تدريبية استمرت 18 اسبوعا وشملت تدريبات على الامن تتطلب اتصالا جسديا بشخص آخر.
فهل تكشف هذه الحكاية أن تفسير الدين وفقاً لرجاله الذين يرفضون مغادرة التاريخ مع أنهم يتكيفون ومتغيرات الجغرافيا، لا يعد سوى الرغبة بالعودة الى القرون الغامضة وتفسير الظلام بانه أسطع من النور.
السيدة الضابطة المسلمة تخرجت ولم نعرف ما الذي حصل بعدها مع أن تحقيقا قد بدأ في الواقعة وان المرأة التي وصفت بانها ليست من اصول آسيوية قد تتعرض للفصل اذا ظهر ان معتقداتها الدينية قد تؤثر في ادائها المهني، لكننا نستطيع ان نورد ما يبعث على الخيبة في وطن مثل العراق عندما تتحول ثقافة المساجد والحسينيات المظلمة الى قانون يسيّر البلاد وان تكون النساء اللواتي يرفضن مصافحة الرجال ممثلات في الجمعية الوطنية لتاريخ المرأة العراقية.
فهل يعد التحدث بعدها عن حقوق المرأة، ليس اكثر من بطر واستلاب وأمل صادرة رجال بملابس لم تغادر التاريخ ونساء ملفوفات بأكياس سود كغربان ترتدي ربطات العنق وتتجول في التاريخ.
لقد اصبح للرماد اجنحة.. ياللخيبة

كرم نعمة: المحرر المشرف على موقع الف ياء

[abogabi]

لقد اصبح للرماد اجنحة.. ياللخيبة

مشكور amarta الورد

[amarta]

يا هلا ابو غابي

مثل هذه المواقف ... هي تماما ما يجعلنا مسجونين في ذات السجن منذ 1400 عام
مثل هذه العقليات هي تماما ما تجعلنا متأخرين
هل حقا علينا ان نحترم مثل هذه العقليات الغبية المريضة؟

على العلمانيين (برأيي) ان يستفيدوا من غباء هذه العقليات، يعني إذا كنا سنتعرض للهجوم الذي قد يصل للقتل إذاما فكرنا ان نساعدهم، إذا علينا ان نتقيد بالمثل العامي القائل: إذا شفت الأعمى طبو... مانك أكرم من ربو