تفقدت حزام الامان ونظرت الى الموبايل القابع في حامله المثبت امامي على الزجاج الامامي ، اضوائي مفتوحة وكل شيء على ما يرام ، ولم استطع ان اخمن الالتفافة السريعة للشرطي على دراجاته ولحاقه بي الى ان تجاوزني واشار لي ان اقف " خير الله ما اجعله" خير ..؟
انتظرت في سيارتي وجاء الي متهاديا في خطاه وطلب اوراق السيارة وشهادة "السواقة" ..
"خير يا معلم .. " .. لم يرد .. تأمل في "دفتر الميكانيك" وفي الشهادة .. ، وعاد "متهاديا" كما جاء الى دراجته .. " خير يا معلم ".. لا حياة لم تنادي ..
اخرج دفتر المخالفات وبدء يكتب .. ، ترجلت من السيارة ووقفت قريبا منه وقلت " كأنك تكتب مخالفة .. هل لي ان اعرف ماذا فعلت ؟".. صمت..؟!
وكأنني غير موجود ، وهو منهمك في الكتابة .. اقتربت اكثر وانا اردد ذات السؤال .. واقتربت اكثر .. حتى لاصق فمي اذنه .. واردد السؤال بصوت عال .. " اذن من طين .. "
في هذه الاثناء مرت سيارة شرطة " الضابطة" ، لم اتردد .. رميت بنفسي امامها فتوقفت ، توجهت الى المقعد الخلقي ( لاني اعرف ان المسؤلون يجلسون في الخلف ) ، ورحت اروي ما حصل معي بحماس ، واشتكي الشرطي الذي لم يرد على اسئلتي.. ، نظرت الى الشخصين الجالسان في المقعد الخلقي ولم يبديا اي ردة فعل ، كأنهما في حالة " الصامت" ( ولا رنة ) .. الى ان تحركت يد احدهما ببطأ واشارات الى المقعد الامامي ..
نظرت ورأيت (الفَرَج ) ملازم يجلس في المقعد الامامي ، وفهمت انه المسؤول .. هرعت اليه وبدأت في الحديث معه .. ، ترجل الرجل وسمعني ..
ومن ثم ( الله اكبر حكى .. حكى ) اخبرني باني مخالف لاني " اضع لاصق ملون على نوافذ سيارتي الخلفية ".. يعني بالعربي " مفيمها " ..
الحمد الله ؟؟ طلعت بسيطة .. قلت له " هناك سوء تفاهم .. انا لا اضع لاصق .. السيارة هي في الاصل نوافذها الخلفية ملونة ( مفيمة قليلا ) .. وانا اشتريتها من الشركة بهذا الشكل .. "
توجه الملازم الى الشرطي الذي كان ما زال منهمكا في الكتابة ( وكأنه ارنست همنغواي ) وسحب دفتر الميكانيك ، تصفحه وقال لي " لا ليست من الشركة .. هذا لاصق .." ؟؟!!
"لكن يا ابو الشباب" .. كيف عرفت هذا من الدفتر .. ؟؟
فاجابني باستخفاف " ليس مكتوب على الدفتر بان الزجاج ملون .. "
قلت له وقد حسبت بانه لم يرى السيارة (ربما خمن انها في مدينة اخرى ..) " يمكنك التأكد من السيارة تفضل " واشارت الى السيارة الذي كان يسند ظهره عليها .. ، "عزمّنا" عليه كثيرا ، " تفضل .. ما بيصير .. حلفنا .. " لا فائدة ..
"السيارة .. سليمة معقـمة .. خالية من انفلونزا الخنازير .. لاتخف "؟؟!! .. فقط القي نظرة " دون جدوى ..
" تجاهلني " وذهب الى " كرسيه" في سيارة الضابطة . . و ركب و " سحب " ( اي ذهب بسرعة ) ، عدت الى الشرطي الذي كان ما زال يكتب .. وقلت له " سوء تفاهم " الزجاج ملون من الوكالة .. " .. و"عزمناه" هو الاخر بكل الطرق على السيارة ليتأكد بانه لا يوجد لاصق على البلور .. عبث ، هو شرطي يعمل عن بعد ( بالليزر ) على ما يبدو..
اشهر المخالفة في وجهي وقال ( الله واكبر حكى .. حكى ) "خذ (دفتر الميكانيك) واذهب الى مديرية النقل لكي يثبتو لك انا الزجاج ملون (اساسي) من الشركة .. وراجع المرور واعترض على المخالفة" ، و حجز الشهادة و " سحب" هو الاخر.
واصبحت مواطنا بلا "شهادة " ومهددا بالـ "ثقب" ( فيها ثقب شهادة وربع نقاط )
وبدأت قصتي .. في صراع مع الوقت 7 ايام ( فيها جمعة وسبت ) والا "الثقب" مصيري
في اليوم التالي ذهبنا الى المرور في "الزبلطاني " ( 10 كم تقريبا عن مكان المخالفة مزة فيلات غربية ) ، طبعا زحمة وتدفيش والمظاهر الحضارية المعتادة في معظم دوائرنا الحكومية والخدمية منها خاصة ، وبعد ان قضينا نصف نهار في مديرية النقل غيرو لنا دفتر الميكانيك كله ..
واستبدلوه ببطاقة ممغنطة ( مثل الماستر كارد على حد تعبير احدهم هناك ) ، فهمنا من استبدال الدفاتر القديمة بالبطاقات الحديثة بانه اجراء لتصعيب امكانية تزوير "الميكانيك" ..
( خير الله ما اجعله خير ) .. اخذت البطاقة ( دليل البراءة ) وهرعت الى المرور في باب مصلى ( 5 كم عن النقل ) من واحد لواحد وجدت نفسي امام الشخص المسؤول في مباحث المرور
شرحنا له قصة "الجرار" ( عذرا من الممثل القدير دريد لحام في مسرحية غربة ) ، نظر الى المخالفة ونظر الى الميكانيك الجديد ( المساتر كارد) وقال لي " شو بيعرفني ما يكون المياكانيك مزور" ؟؟؟؟!!!!!!!!!
" لكنه يا سيادة النقيب ميكانيك (ماستر كارد) لا يمكن تزويره وصادر عن جهة رسمية ( صادر عن الدولة السورية ) كيف يكون مزور .. ؟؟"
قال " الاسبوع الماضي تم القاء القبض على موظفين في النقل بتهمة التزوير " ..
قلت " وشو دخلني والله ماني مزور " ..
قال " هذه العبارة التي تشير الى ان الزجاج ملون من الشركة " قد تكون مزورة
قلت " انت تتهمني بالطواطئ والتزوير اذا ؟؟ ، لان الموظف في المرور لن يزور الا اذا اتفقت معه .. هذه وثيقة رسمية اذا كانت مزورة اثبت ذلك واتخذ اجراءاتك او اقبل بها .."
لم " بنحلب ولم ينجلب معنا " .. والحل ؟
قال " اذهب الى مديرية النقل واستخرج البيان الجمركي الذي على اساسه تم استيراد السيارة ومثبت عليه في المواصفات ان الزجاج الخلفي لسيارتك ملون " ؟؟؟
قلت " يا سيادة النقيب ولكن هذا واضح بالميكانيك انظر .. " ، دون فائدة ..
انتهى دوام المرور .. وانا مهدد بثقب الشهادة .. و"الثقب" لصحفي (يجب ان يكون قدوة) امر غير مقبول
وفي اليوم التالي طرت الى النقل ( 10 كم .. زحمة وتدفيش وفوضى .. كالعادة ) .. وصلنا من واحد لواحد الى المدير ..
روينا له معاملة " الجرار" .. فاستشاط غضبا .. وقال ما هذا الكلام " يعني نحن مزورون " اذا كان الامر هكذا ..
" روح قلون في المرور بقى بلاه لميكانيك السيارة .. كل ماصار في مخالفة يأتون لعندنا لنعطيهم الوثائق اللازمة .."
قلت " يعني انا اذهب واقول له ذلك .. ؟؟" .. اشاح بوجهه ..
خرجت مسرعا الى المرور ( 5 كم ) ونقلنا الرسالة .. فكان الجواب " هؤلاء مزورين .. مزور .. اقبل لا اقبل .. "
عدنا .. في اليوم التالي الى النقل ( 10 كم .. زحمة ودتدفيش وناس في الناس .. مظاهر الحضارة في بلدي ) ، نطلع دراج وننزل دراج .. الى ان رأف في احد الموظفين وسحبني من يدي وتكلم مع فرع المرور ، واكد لهم بان ميكانيك ( المساتر كارد ) غير مزور وانه " والله العظيم وحياة الانبياء والصالحين وكل الاعزاء والطيبين .. " ان البلور جاء من الشركة الام ملون ..
وارسلنا الى المرور .. ( 5 كم )
كشف على الجريمة ..
اخذ ورد لم يأخذو لا بالميكانيك ولا بحلفان الموظف ، .. وفي النهاية تقرر اجراء كشف ولجنة .. الخ .. حتى تقرر اذا كان الزجاج ملون "خلقة" ولا "لاصق" ..
تقرر اجراء الكشف في اليوم التالي .. الى المرور ( 5 كم ) ونزل الخبير الشرطي المفترض .. وانا كاد الفضول يقتلني حتى ارى كيف سيحدد اذا كان "لاصق " او " خلقة" ملون ..
تبعته كالطفل المعجب بعبقرية والده .. خطوة بخطوة ..
فتح باب السيارة الخلفي .. توقف .. صفن.. اقترب .. ابتعد .. حك بلور السيارة بظفره .. هز برأسه في اشارة الى الرضى .. و "خلص" انتهى الامر .. ، قلت " خيرا يا دكتور .. عفوا يا معلم شو طلع معنا ؟؟ "
اكتشف انا البلور بلور وانه لا وجود للاصق .. ياللعبقرية .. ؟؟!!
كتب في كشفه بان الزجاج ملون وليس لاصق وانه لا يوجد مخالفة .. وقعت الورقة وختمت بالاجراءات المعتادة
واعطونا دليل البراءة .. الحمد الله ..
وكنت في شوق لكي احصل على شهادة "السواقة" خاصتي .. واعود مواطنا بشهادة ..
ولكن لهذا الفيلم الهندي الطويل جزء اخر ..
فقد تجاوزت السبعة ايام .. وحولت الاوراق والشهادة معها الى المحكمة ..
" ياسيادة .. لقد تقدمنا بتظلم على الشكوى .. وفتحتم تحقيق .. لماذا حولت الاوراق الى المحكمة وتجاهلتم كل هذه الوقائع .."
كان الجواب مقتضب ومقنع على الطريقة السورية " ما دخل .. كل شي لحالو " ..
في المحكمة
في اليوم الثاني قبل الذهاب الى المحكمة انهيت بعض الاعمال وانا "ازورب" ( اي اخذ طرقا فرعية ) خوفا من شي شرطي طارئ ، وانا بلا شهادة ..
وصلت الى المحكمة المرورية ( 5 كم عن بيتي ) الساعة الواحدة ظهرا .. و لكن الغرفة المختصة بالاعتراضات كانت قد سكرت ( فهمت ان الدوام من الساعة 12 للساعة 1 ) .. " لاحول ولا قوة الا بالله " ..
اخبرونا بانه يجب ان نكون الساعة 12 في اليوم التالي لا اقل والا اكثر ..
ذهبت للمرة الثانية الى المحكمة المرورية ( ايضا 5 كم ) ، قبل الساعة 12( وكأنني ساندريلا ؟؟!!) ، والحمد الله كانت القاضية موجودة ..
دخلت "بالعبطة " ووقفت امامها ، عرفت باسمي وبدأت اروي قصة " الجرار " .. قاطعتني
" استنى شوي برا .. ريثما تأتيني الاضابير " ..
و" برا" كان الشرطي .. رأف بحالي بعدما علم انني صحفي .. وسمح لي بالوقوف على الحائط بجانب باب غرفة المحكمة ..
وهذا اقصى " عز" ممكن ان يحلم به المرأ في مثل هذه الاماكن ..
طبعا هاج الشرطي باتجاه باقي المواطنين المصابين بحالة الاعتراض مثلي ..
واخرجهم خارج الغرفة الصغيرة الملحقة بغرفة القاضية باسلوب كله "تهذيب وادب " ؟! ، وعاد الى الباب واشار لي مع ابتسامة بان ابقى واقفا في "العز" ..
انتظرت حتى رأيت الاضابير تدخل الى غرفة المحكمة .. فدخلت ورائها .. وعرفت باسمي ، وبدأت اروي قصة " الجرار"..
قاطعتني .. ثانية .. " استنى برا شوي .. حتى ارتب الاضابير " ..
فعدت الى الحائط جانب الباب " الله يعزكن" .. ولم انسى ان التفت لكي ابتسم للشرطي الكريم .. " ولي .. ولي " لقد تغير الشرطي .. ادركت المصيبة وحاولت ان " اسركل" ( الانسحاب بكرامة ) لكنه كان اسرع .؟
" انت شو وقفك هون .. يلا لبرا .. " ولاحقت "كلماته" المترسخة بثقافة احترام الموظف للمواطن السوري ، خطواتي المتسارعة لاتجنب "الدوش" و اكتفي ببعض "البلل".
بعد حوالي النصف ساعة دخلت ، ونظرت القاضية بالكشف ، وقالت لي " روح براءة "..؟؟
سعادة لا توصف .. خرجت من الغرفة مثل هؤلاء الذين يخرجون من برنامج " اميركان ايدل" ( سوبر ستار الاصلي ) فرحت وقفزت ولوحت ، وقفز معي الفريق المصاحب الذي ساعدني في هذا الانجاز من معاملات وطوابع وتواقيع وغيره ..
وجاءت ساعة الحقيقة .. لاتسلم الشهادة .. واعود مواطن بشهادة "سواقة"
فتحو الاضبارة .. وبانت .. هلت .. رأيتها بعد 13 يوم اعمال شاقة قطعت فيها اكثر من 150 كم تعطلت مع شابان اخران ( واحيانا ثلاثة ) حوالي الـ 30 ساعة ..
ومددت يدي لالتقطها من كوم الاوراق ..وكانت المفاجأة ..
الشهادة مثقوبة .. ؟؟ !!
نظرت اليها .. قلبتها .. نظرت من الثقب .. نظرت الى فريق العمل المصاحب .. الى الموظف .. ؟؟
غضبت .. احبطت .. " لماذا هي مثقوبة انا بريء. ؟؟!!" خاطبت الموظف الذي سلمني الشهادة ..
قال " كل شي لحالو " .. هم يثقبوها ويحسمو النقاط ومن ثم يحولوها للمحكمة ....؟؟؟؟!!!
و"الحل" .. سألت الموظف..
نظر الى الشهادة .. قال انها صادرة عن محافظة حلب ..
اخذ ورقة بيضاء .. وكتب دباجة .. و روح وتع وصور واختم ووقع .. واعطاني الورقة
طلب الى مرور حلب .. استخراج شهادة جديدة والغاء المخالفة ( حسم النقاط ) من سجلي هناك ؟؟؟؟!! ، وعلي ان ابدأ بمعاملة اخرى من جديد ..
والى اللقاء في الحلقة القادمة ..
انتظرت في سيارتي وجاء الي متهاديا في خطاه وطلب اوراق السيارة وشهادة "السواقة" ..
"خير يا معلم .. " .. لم يرد .. تأمل في "دفتر الميكانيك" وفي الشهادة .. ، وعاد "متهاديا" كما جاء الى دراجته .. " خير يا معلم ".. لا حياة لم تنادي ..
اخرج دفتر المخالفات وبدء يكتب .. ، ترجلت من السيارة ووقفت قريبا منه وقلت " كأنك تكتب مخالفة .. هل لي ان اعرف ماذا فعلت ؟".. صمت..؟!
وكأنني غير موجود ، وهو منهمك في الكتابة .. اقتربت اكثر وانا اردد ذات السؤال .. واقتربت اكثر .. حتى لاصق فمي اذنه .. واردد السؤال بصوت عال .. " اذن من طين .. "
في هذه الاثناء مرت سيارة شرطة " الضابطة" ، لم اتردد .. رميت بنفسي امامها فتوقفت ، توجهت الى المقعد الخلقي ( لاني اعرف ان المسؤلون يجلسون في الخلف ) ، ورحت اروي ما حصل معي بحماس ، واشتكي الشرطي الذي لم يرد على اسئلتي.. ، نظرت الى الشخصين الجالسان في المقعد الخلقي ولم يبديا اي ردة فعل ، كأنهما في حالة " الصامت" ( ولا رنة ) .. الى ان تحركت يد احدهما ببطأ واشارات الى المقعد الامامي ..
نظرت ورأيت (الفَرَج ) ملازم يجلس في المقعد الامامي ، وفهمت انه المسؤول .. هرعت اليه وبدأت في الحديث معه .. ، ترجل الرجل وسمعني ..
ومن ثم ( الله اكبر حكى .. حكى ) اخبرني باني مخالف لاني " اضع لاصق ملون على نوافذ سيارتي الخلفية ".. يعني بالعربي " مفيمها " ..
الحمد الله ؟؟ طلعت بسيطة .. قلت له " هناك سوء تفاهم .. انا لا اضع لاصق .. السيارة هي في الاصل نوافذها الخلفية ملونة ( مفيمة قليلا ) .. وانا اشتريتها من الشركة بهذا الشكل .. "
توجه الملازم الى الشرطي الذي كان ما زال منهمكا في الكتابة ( وكأنه ارنست همنغواي ) وسحب دفتر الميكانيك ، تصفحه وقال لي " لا ليست من الشركة .. هذا لاصق .." ؟؟!!
"لكن يا ابو الشباب" .. كيف عرفت هذا من الدفتر .. ؟؟
فاجابني باستخفاف " ليس مكتوب على الدفتر بان الزجاج ملون .. "
قلت له وقد حسبت بانه لم يرى السيارة (ربما خمن انها في مدينة اخرى ..) " يمكنك التأكد من السيارة تفضل " واشارت الى السيارة الذي كان يسند ظهره عليها .. ، "عزمّنا" عليه كثيرا ، " تفضل .. ما بيصير .. حلفنا .. " لا فائدة ..
"السيارة .. سليمة معقـمة .. خالية من انفلونزا الخنازير .. لاتخف "؟؟!! .. فقط القي نظرة " دون جدوى ..
" تجاهلني " وذهب الى " كرسيه" في سيارة الضابطة . . و ركب و " سحب " ( اي ذهب بسرعة ) ، عدت الى الشرطي الذي كان ما زال يكتب .. وقلت له " سوء تفاهم " الزجاج ملون من الوكالة .. " .. و"عزمناه" هو الاخر بكل الطرق على السيارة ليتأكد بانه لا يوجد لاصق على البلور .. عبث ، هو شرطي يعمل عن بعد ( بالليزر ) على ما يبدو..
اشهر المخالفة في وجهي وقال ( الله واكبر حكى .. حكى ) "خذ (دفتر الميكانيك) واذهب الى مديرية النقل لكي يثبتو لك انا الزجاج ملون (اساسي) من الشركة .. وراجع المرور واعترض على المخالفة" ، و حجز الشهادة و " سحب" هو الاخر.
واصبحت مواطنا بلا "شهادة " ومهددا بالـ "ثقب" ( فيها ثقب شهادة وربع نقاط )
وبدأت قصتي .. في صراع مع الوقت 7 ايام ( فيها جمعة وسبت ) والا "الثقب" مصيري
في اليوم التالي ذهبنا الى المرور في "الزبلطاني " ( 10 كم تقريبا عن مكان المخالفة مزة فيلات غربية ) ، طبعا زحمة وتدفيش والمظاهر الحضارية المعتادة في معظم دوائرنا الحكومية والخدمية منها خاصة ، وبعد ان قضينا نصف نهار في مديرية النقل غيرو لنا دفتر الميكانيك كله ..
واستبدلوه ببطاقة ممغنطة ( مثل الماستر كارد على حد تعبير احدهم هناك ) ، فهمنا من استبدال الدفاتر القديمة بالبطاقات الحديثة بانه اجراء لتصعيب امكانية تزوير "الميكانيك" ..
( خير الله ما اجعله خير ) .. اخذت البطاقة ( دليل البراءة ) وهرعت الى المرور في باب مصلى ( 5 كم عن النقل ) من واحد لواحد وجدت نفسي امام الشخص المسؤول في مباحث المرور
شرحنا له قصة "الجرار" ( عذرا من الممثل القدير دريد لحام في مسرحية غربة ) ، نظر الى المخالفة ونظر الى الميكانيك الجديد ( المساتر كارد) وقال لي " شو بيعرفني ما يكون المياكانيك مزور" ؟؟؟؟!!!!!!!!!
" لكنه يا سيادة النقيب ميكانيك (ماستر كارد) لا يمكن تزويره وصادر عن جهة رسمية ( صادر عن الدولة السورية ) كيف يكون مزور .. ؟؟"
قال " الاسبوع الماضي تم القاء القبض على موظفين في النقل بتهمة التزوير " ..
قلت " وشو دخلني والله ماني مزور " ..
قال " هذه العبارة التي تشير الى ان الزجاج ملون من الشركة " قد تكون مزورة
قلت " انت تتهمني بالطواطئ والتزوير اذا ؟؟ ، لان الموظف في المرور لن يزور الا اذا اتفقت معه .. هذه وثيقة رسمية اذا كانت مزورة اثبت ذلك واتخذ اجراءاتك او اقبل بها .."
لم " بنحلب ولم ينجلب معنا " .. والحل ؟
قال " اذهب الى مديرية النقل واستخرج البيان الجمركي الذي على اساسه تم استيراد السيارة ومثبت عليه في المواصفات ان الزجاج الخلفي لسيارتك ملون " ؟؟؟
قلت " يا سيادة النقيب ولكن هذا واضح بالميكانيك انظر .. " ، دون فائدة ..
انتهى دوام المرور .. وانا مهدد بثقب الشهادة .. و"الثقب" لصحفي (يجب ان يكون قدوة) امر غير مقبول
وفي اليوم التالي طرت الى النقل ( 10 كم .. زحمة وتدفيش وفوضى .. كالعادة ) .. وصلنا من واحد لواحد الى المدير ..
روينا له معاملة " الجرار" .. فاستشاط غضبا .. وقال ما هذا الكلام " يعني نحن مزورون " اذا كان الامر هكذا ..
" روح قلون في المرور بقى بلاه لميكانيك السيارة .. كل ماصار في مخالفة يأتون لعندنا لنعطيهم الوثائق اللازمة .."
قلت " يعني انا اذهب واقول له ذلك .. ؟؟" .. اشاح بوجهه ..
خرجت مسرعا الى المرور ( 5 كم ) ونقلنا الرسالة .. فكان الجواب " هؤلاء مزورين .. مزور .. اقبل لا اقبل .. "
عدنا .. في اليوم التالي الى النقل ( 10 كم .. زحمة ودتدفيش وناس في الناس .. مظاهر الحضارة في بلدي ) ، نطلع دراج وننزل دراج .. الى ان رأف في احد الموظفين وسحبني من يدي وتكلم مع فرع المرور ، واكد لهم بان ميكانيك ( المساتر كارد ) غير مزور وانه " والله العظيم وحياة الانبياء والصالحين وكل الاعزاء والطيبين .. " ان البلور جاء من الشركة الام ملون ..
وارسلنا الى المرور .. ( 5 كم )
كشف على الجريمة ..
اخذ ورد لم يأخذو لا بالميكانيك ولا بحلفان الموظف ، .. وفي النهاية تقرر اجراء كشف ولجنة .. الخ .. حتى تقرر اذا كان الزجاج ملون "خلقة" ولا "لاصق" ..
تقرر اجراء الكشف في اليوم التالي .. الى المرور ( 5 كم ) ونزل الخبير الشرطي المفترض .. وانا كاد الفضول يقتلني حتى ارى كيف سيحدد اذا كان "لاصق " او " خلقة" ملون ..
تبعته كالطفل المعجب بعبقرية والده .. خطوة بخطوة ..
فتح باب السيارة الخلفي .. توقف .. صفن.. اقترب .. ابتعد .. حك بلور السيارة بظفره .. هز برأسه في اشارة الى الرضى .. و "خلص" انتهى الامر .. ، قلت " خيرا يا دكتور .. عفوا يا معلم شو طلع معنا ؟؟ "
اكتشف انا البلور بلور وانه لا وجود للاصق .. ياللعبقرية .. ؟؟!!
كتب في كشفه بان الزجاج ملون وليس لاصق وانه لا يوجد مخالفة .. وقعت الورقة وختمت بالاجراءات المعتادة
واعطونا دليل البراءة .. الحمد الله ..
وكنت في شوق لكي احصل على شهادة "السواقة" خاصتي .. واعود مواطنا بشهادة ..
ولكن لهذا الفيلم الهندي الطويل جزء اخر ..
فقد تجاوزت السبعة ايام .. وحولت الاوراق والشهادة معها الى المحكمة ..
" ياسيادة .. لقد تقدمنا بتظلم على الشكوى .. وفتحتم تحقيق .. لماذا حولت الاوراق الى المحكمة وتجاهلتم كل هذه الوقائع .."
كان الجواب مقتضب ومقنع على الطريقة السورية " ما دخل .. كل شي لحالو " ..
في المحكمة
في اليوم الثاني قبل الذهاب الى المحكمة انهيت بعض الاعمال وانا "ازورب" ( اي اخذ طرقا فرعية ) خوفا من شي شرطي طارئ ، وانا بلا شهادة ..
وصلت الى المحكمة المرورية ( 5 كم عن بيتي ) الساعة الواحدة ظهرا .. و لكن الغرفة المختصة بالاعتراضات كانت قد سكرت ( فهمت ان الدوام من الساعة 12 للساعة 1 ) .. " لاحول ولا قوة الا بالله " ..
اخبرونا بانه يجب ان نكون الساعة 12 في اليوم التالي لا اقل والا اكثر ..
ذهبت للمرة الثانية الى المحكمة المرورية ( ايضا 5 كم ) ، قبل الساعة 12( وكأنني ساندريلا ؟؟!!) ، والحمد الله كانت القاضية موجودة ..
دخلت "بالعبطة " ووقفت امامها ، عرفت باسمي وبدأت اروي قصة " الجرار " .. قاطعتني
" استنى شوي برا .. ريثما تأتيني الاضابير " ..
و" برا" كان الشرطي .. رأف بحالي بعدما علم انني صحفي .. وسمح لي بالوقوف على الحائط بجانب باب غرفة المحكمة ..
وهذا اقصى " عز" ممكن ان يحلم به المرأ في مثل هذه الاماكن ..
طبعا هاج الشرطي باتجاه باقي المواطنين المصابين بحالة الاعتراض مثلي ..
واخرجهم خارج الغرفة الصغيرة الملحقة بغرفة القاضية باسلوب كله "تهذيب وادب " ؟! ، وعاد الى الباب واشار لي مع ابتسامة بان ابقى واقفا في "العز" ..
انتظرت حتى رأيت الاضابير تدخل الى غرفة المحكمة .. فدخلت ورائها .. وعرفت باسمي ، وبدأت اروي قصة " الجرار"..
قاطعتني .. ثانية .. " استنى برا شوي .. حتى ارتب الاضابير " ..
فعدت الى الحائط جانب الباب " الله يعزكن" .. ولم انسى ان التفت لكي ابتسم للشرطي الكريم .. " ولي .. ولي " لقد تغير الشرطي .. ادركت المصيبة وحاولت ان " اسركل" ( الانسحاب بكرامة ) لكنه كان اسرع .؟
" انت شو وقفك هون .. يلا لبرا .. " ولاحقت "كلماته" المترسخة بثقافة احترام الموظف للمواطن السوري ، خطواتي المتسارعة لاتجنب "الدوش" و اكتفي ببعض "البلل".
بعد حوالي النصف ساعة دخلت ، ونظرت القاضية بالكشف ، وقالت لي " روح براءة "..؟؟
سعادة لا توصف .. خرجت من الغرفة مثل هؤلاء الذين يخرجون من برنامج " اميركان ايدل" ( سوبر ستار الاصلي ) فرحت وقفزت ولوحت ، وقفز معي الفريق المصاحب الذي ساعدني في هذا الانجاز من معاملات وطوابع وتواقيع وغيره ..
وجاءت ساعة الحقيقة .. لاتسلم الشهادة .. واعود مواطن بشهادة "سواقة"
فتحو الاضبارة .. وبانت .. هلت .. رأيتها بعد 13 يوم اعمال شاقة قطعت فيها اكثر من 150 كم تعطلت مع شابان اخران ( واحيانا ثلاثة ) حوالي الـ 30 ساعة ..
ومددت يدي لالتقطها من كوم الاوراق ..وكانت المفاجأة ..
الشهادة مثقوبة .. ؟؟ !!
نظرت اليها .. قلبتها .. نظرت من الثقب .. نظرت الى فريق العمل المصاحب .. الى الموظف .. ؟؟
غضبت .. احبطت .. " لماذا هي مثقوبة انا بريء. ؟؟!!" خاطبت الموظف الذي سلمني الشهادة ..
قال " كل شي لحالو " .. هم يثقبوها ويحسمو النقاط ومن ثم يحولوها للمحكمة ....؟؟؟؟!!!
و"الحل" .. سألت الموظف..
نظر الى الشهادة .. قال انها صادرة عن محافظة حلب ..
اخذ ورقة بيضاء .. وكتب دباجة .. و روح وتع وصور واختم ووقع .. واعطاني الورقة
طلب الى مرور حلب .. استخراج شهادة جديدة والغاء المخالفة ( حسم النقاط ) من سجلي هناك ؟؟؟؟!! ، وعلي ان ابدأ بمعاملة اخرى من جديد ..
والى اللقاء في الحلقة القادمة ..
Comment