شعراء وظرفاء عرب يحتفون بـ"الحذاء" ويعتبرون الزيدي بطلا قوميًّا
شقيق الزيدي يستعرض أحذية منتظر للمصورين دبي - فراج إسماعيل
شهدت المنطقة العربية خلال الثماني وأربعين ساعة الماضية مهرجانات من الشعر والنكات ورسائل المحمول المحملة بالتهاني والتبريكات برمية فردتي حذاء الصحافي العراقي منتظر الزيدي في اتجاه الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الأحد الماضي.
وخصصت بعض القنوات الفضائية معظم برامجها لما اعتبرته فتحًا عربيًّا جديدًا، مستضيفة شخصيات عامة وصحافيين وشعراء، ليعلنوا عن احتفائهم برمية الحذاء، واعتبار الزيدي بطلا قوميًّا جديدًا من عينة أبطال العرب والمسلمين التاريخيين.
بعنوان "في رمي الحذاء على بوش في بغداد" كتب الشيخ السلفي المعروف حامد العلي قصيدة يقول مطلعها:
قال الحذاءُ فأُسكت الخطباءُ * هذي لعمري خطبةٌ عصماءُ
وتفجَّرت بين الجموعِ حروفُه * فُصحى، يُجلُّ بيانهَا البلغاءُ
مدَّ الحذاءُ إلى الرئيسِ تحيةً * وتلا بثانيةٍ، فحُقَّ ثناءُ
إنيّ لأشْكرُ للحذاءِ خطابَه * فالشِّعرُ مكرمةٌ له، وحِباءُ
وبعث الشاعر الفلسطيني المقيم في السعودية عيسى العدوي تحياته للحذاء وصاحبه عبر قصيدة "تحية إلى الحذاء العربي البغدادي يقول مطلعها:
هذا مساء زها في ليله قمرُ * بدرًا تلألأ في بغداد "منتظَرُ"
يا قاصف الرعد من كفيك قد هطلت * تلك النعال على المحتل تنهمر
قد لاحقته سيول الرجم إذ نفرت * تلك الحشود إلى بغداد تعتمر
ووصف الشاعر اليمني محمد المطري الحذاء بأنه رمز العز، ممتدحًا راميه منتظر الزيدي وما اعتبره جسارة منه وشجاعة، مهاجمًا كل من اعتبره خارجًا عن المعايير المهنية للصحفي.
وقال في قصيدته:
حذاء العز في وجه الحقارة * رمى به منتظر تسلم يمينه
أنا أشهد أن فيه قوة وجسارة * خسئ من قال مخطئ أو يدينه
فخلي بوش يحتل الصدارة * وختم النعل مرسوم في جبينه
أطلق حذاءك
وكتب الإعلامي محمد نصيف قصيدة "أطلق حذاءك" وجاء فيها:
أطلقْ حذاءَكَ تَسلمْ إنهُ قدرُ * فالقولُ يا قومُ ما قد قالَ منتظرُ
يا ابنَ العراق جوابٌ قلتهُ علنا * على الملا، وبه قولُ العراقيينَ يختصرُ
أطلقْ حذاءَكَ ألجمْ كلَّ منْ جبنوا * وقامروا بمصير الشعب وأتمروا
هذا العراق وهذا الطبع في دمِنا * الغيظ جمرٌ على الأضلاع يستعرُ
أطلقْ حذاءكَ يا حرّاً فداكَ أبي * بما فعلتَ عراقُ المجد ينتصرُ
ارفعْ حذاءكَ وليُنصَبْ فوقَ هامتِهم * تاجاً يليقُ بمنْ خانوا ومنْ غدَرُوا
هذي الشجاعة لم ندهشْ لثورتها * هذي الرجالُ إذا الأفعالُ تختبرُ
هذي المدارسُ والأيام شاهدة * فسلْ عن الأمر ِفي الميدان مَنْ حَضَرُوا
هذي المواقفُ لم يرهبْ رجولتنا * حشدُ اللئام ولم نعبأ بمَنْ كثرُوا
يا أمَّ منتظر بوركت والدة * اليوم فيك العراقيات تفتخرُ
إنّ النساءَ تمنتْ كلُّ واحدة * لو أنّ منْ حملتْ في الأرحام مُنتظرُ
يا أمَّ هذا الفتى المقدام لا تهني * فإنَّ مثلك معقودٌ بها الظفرُ
يا أمَّ منتظر لا تحملي كدرًا * منْ تنجب الأسدَ لا يقربْ لها الكدرُ
خمس ٌمنَ السنوات ِالليل ما برحَتْ * فيه الهواجس مسكوناً بها الخطرُ
كم حرّة بدموع القهر قد كتمتْ * نوحاً تحرَّقَ فيه السمع والبصرُ
كم حرّة وَأدَتْ في القلب حسرتها * تبكي شبابا على الألقاب قد نحروا
كم حرّة بسياط العار قد جلدَتْ * وسترُها بيد الأنذال ينتحرُ
كم حرقة مزّقتْ أضلاعنا أسَفا * كم دمعة في غياب الأهل تنهمرُ
يحقُّ أنْ تهْنئي يا أمَّ مُنتظر * ما كلُّ منْ أرضَعتْ قد سرّها الكِبَرُ
نعم الحذاء
أما الاعلامي مصطفى الأنصاري فكتب قصيدة "نعم الحذاء" وفيها:
نعم "الحذاء" فدتك البدو والحضر
ونعم ما صنعت كفاك (منتظرُ)
نعم الحذاء كوى وجها تظلله
غمامة الحقد، بالسوءات يشتهر
حتى غدا مثلاً، في القبح كلّله
ماض شنيء، به التاريخ ينتحر
فكل حر بما أودعت مغتبط
إلا جنوداً على الأطراف تحتضر
ترى اليمين يساراً كيفما عظمت
والفخر ذلاً، إذا الرايات والظفر..
وتحتسي العار حلواً عند سيدها
وتأكل "التبن" قهراً إن بدا الخطر
***
أرهبتهم بحذاء، بز آلتهم
وودع البوش، سحقاً وهو محتقر
بلى بذلت سخياً ساعةً عصفت
بنا الهموم، وبالآهات ننفجر
ثأرت أنصفت أرضاً كان ديدنها
دحر الطغاة، وبالأمجاد تفتخر
أبّنت فيها جنود الغزو مقبلة
وآل حكم على الأسوار تندحر
حكومة كُسيت سوء السواد كما
جمعت أنت خلال الحسن تأتزر
كنت "الحسين" غداة الكر مقتتلاً
وكان خصمك "شر الناس" ينكسر
وهكذا أنت بَرٌ، لست منتحلاً
كما العمائم في بغداد تعتمر
*****
نعم الحذاء سقى بغداد ما ارتقبت
منذ الجدود، بنو العباس تنتظر
استنجدت بك مسلوباً، فما نكثت
يمينها الأرض، بالأبطال تشتهر
خرجت فيها رسولاً كان آيته
حذاء سبت، كريم الأصل ينتصر
يبعثر الجمع مهزوماً ومنقعراً
فكنت مهدي آل البيت (منتظر)
ياليتني كنت "حذاء" فأخدمكم
بألف ألف من الأزواج تستعر
القصيدة الحذائية
وغصت المنتديات على الإنترنت بقصائد تسابق بها المشتركون دون أن يتبين الشعراء الذين كتبوها، فقد شارك أحدهم بقوله:
خذها من الكف السديد دواءَ * لتكون للقلب الجريح شفاءَ
لا شلت الكف الجميلة يا فتى * ألقمت فاه المستفز حذاءَ
عيدية لك يا زنيم تليق بالتـ * توديع للغازي الذي قد جاء
وكتب آخر بعنوان "القصيدة الحذائية"
سلمت يمين الشهم حين تعمدت * رأسَ اللعين بجزمة سوداء
قالت وقد مرت بشحمة أذنه * ما لم تقله صحائف البلغاء
عجزت جحافلكم وبأس حديدكم * عن عزة بقلوبنا قعساء
رفعت يمين الحر لا شلت له * لتطيح رأس رئيسكم بحذاء
إن كنت جئت مودعًا لعراقنا * هذا وداع صادق الإطراء
لا شيء أصدق من حذاء سملة * تهوي على الأصداغ والأقفاء
وقصيدة أخرى نشرتها بعض المنتديات دون الإشارة إلى صاحبها أيضا، جاء فيها:
ألا سلمتْ يمينك يا ابن حرٍّ * وقد ثارت دماؤك والإباءُ
ألا قد طالَ صمت بني أبينا * ومنك أخيّنا نطقَ الحذاءُ
فقال لبوشهم قولا بليغا * أن اركعْ يا جبانُ كما تشاءُ
فيما قال الشاعر المصري محمد الخطيب:
سَلِمْتَ يَا ذَا الأَلْمَعِي * يَا ذَا الْـحِذَاءِ الأَرْفَعِ
رَمَيْتَ رَأْسًا قَدْ طَغَى * صَاحِبُهَا بِالطَّمَعِ
رَمَيْتَ ذَاكَ المـُدَّعِي * لَمْ تَخْشَ أَوْ تَرْتَدِعِ
أَحْنَيْتَهُ، أَرْهَبْتَهُ * فَارْتَاع رَوْعَ الْفَزِعِ
أَلْقَمْتَهُ ذُلَّ الْـحِذَاءِ * وَالْـهَوَانِ الْبَشِعِ
وَدَّعْتَهُ بِضَرْبَةٍ * فَالذُّلُّ لِلْمُودَّعِ
سَلِمْتَ يَا هَذَا الْـحِذَاءُ * مِنْ حِـذَاءٍ أَرْفَعِ
شعبان يغني للزيدي
وفي خضم ذلك قال كاتب أغاني المغني الشعبي شعبان عبد الرحيم الشاعر إسلام خليل إنه انتهى من دبج أغنية تقول: يا بوش يا ابن الذين تستاهل ألف جزمة على انت اللي عملتوا فينا. واجه اليوم يا "واطي" ووشك اتفضح. وشافوك الناس مطاطي من جزمتين شبح. الجزمة كانت مفاجأة كمان زي الزيارة. والدنيا بحالها فرحت والناس كانت سهارة" وسيغنيها "شعبولا" بعد شفائه من وعكته الصحية التي ألمت به مؤخرا، وقال خليل في اتصال مع قناة "الحياة" الفضائية إنه استلهم هذه الأغنية بمجرد مشاهدته لمشهد رمية فردتي الحذاء.
فيما أشاد الشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي بالطريقة السريعة التي رمى بها منتظر الزيدي فردتي حذائه في اتجاه بوش، وعبرت المذيعة المعروفة منى الشاذلي عن دهشتها لدقة الرامي، إلا أن الإعلامي حافظ الميرازي أشار إلى مهارة الحركة الرياضية التي استطاع بها بوش أن ينجو من فردتي الحذاء، وقال إن هذا يدل على صحته الجيدة، خصوصا أنه يمشي يوميا أكثر من 5 كيلو مترات.
واعتبر البعض أن إصابة فردة الحذاء الثانية للعلم الأمريكي دون أن تلمس العلم العراقي المكتوب عليه عبارة "الله أكبر" هي تقدير إلهي.
بينما بثت قناة "الساعة" الفضائية مشهد رمية الحذاء أكثر من مرة أثناء برنامج تلقى فيه الصحافي وعضو مجلس الشعب المصري مصطفى بكري اتصالات المشاهدين حول الحدث، مصحوبة بتسجيل صوتي للمعلق الرياضي مدحت شلبي يصف فيه تسجيل هدف في مباراة لكرة القدم مبتهجًا "تسليم رجليك يا حبيب والديك.. ايه الجمال ده.. أقولك وأعيدلك ايه يا ابني.. خلص كل الكلام".
وعبر الإنترنت ظهرت لعبة، يتم خلالها قذف الأحذية على صورة كاريكتورية تمثل بوش، وحتى مساء أمس اشترك في هذه اللعبة حسب الإحصائيات المصاحبة لها أكثر من 300 ألف شخص بعد ساعات من إطلاقها.
مسؤولية زلط وحلب
وفي القاهرة ودمشق والرياض ظهرت محلات الأحذية في نكات الناس وتعليقاتهم، فقد تبادلت أجهزة المحمول رسائل تعلن مسؤولية "زلط" وهي شركة أحذية معروفة، عن "زوج الحذاء" الذي رماه الزيدي.
وأيضا تبادلت المجموعات البريدية نكاتا منها أن الأمريكيين يطورون الطائرات إف 16 إلى مقاس حذاء 44 استعدادًا لضربة قاسية في المدابغ، واجتماع في الرباط لفك "الجزمة" الحادة التي نشأت عن ضرب الرئيس الأمريكي، والصحفي العراقي يتعرض "لكعب دائر".. والعبارة الأخيرة تستعمل في مراكز الشرطة ببعض الدول العربية عندما يتم تحويل المشتبه فيهم لأقسام شرطة أخرى في مدن مختلفة للتعرف على ما ارتكبوا من جرائم.
ومن النكات التي انتشرت بسرعة كبيرة خلال الساعات الماضية أن أمريكا اتهمت سوريا بمسؤوليتها عن الحذاء؛ لأنه مصنوع في حلب، وهي مدينة شهيرة بمصانع الأحذية، وأن الولايات المتحدة ضمت إلى قائمة الارهاب جميع مصانع الأحذية في الشرق الأوسط.
كذلك انطلقت نكتة عبر أجهزة المحمول عبر عدة دول عربية تقول إن العراقيين يطالبون بعمل تمثال لباتا، وهي أيضا شركة أحذية شهيرة.
وتخوف بعض الصحافيين خلال لقاءات تلفزيونية بأن يواجهوا إجراءات مشددة عند حضورهم مؤتمرات صحافية أو إجراء لقاءات مع زعماء في دولهم العربية، وأن تشمل هذه الإجراءات أن يتركوا أحذيتهم لدى الأمن.
ولم يترك نجوم السينما والمسرح الحادثة تمر دون أن يساهموا فيها، فقد أعلن الممثل الكوميدي المصري أحمد بدير أنه سيتعرض لمشهد رمي بوش بالحذاء في المسرحية التي يقدمها يوميًّا في القاهرة.
شقيق الزيدي يستعرض أحذية منتظر للمصورين دبي - فراج إسماعيل
شهدت المنطقة العربية خلال الثماني وأربعين ساعة الماضية مهرجانات من الشعر والنكات ورسائل المحمول المحملة بالتهاني والتبريكات برمية فردتي حذاء الصحافي العراقي منتظر الزيدي في اتجاه الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الأحد الماضي.
وخصصت بعض القنوات الفضائية معظم برامجها لما اعتبرته فتحًا عربيًّا جديدًا، مستضيفة شخصيات عامة وصحافيين وشعراء، ليعلنوا عن احتفائهم برمية الحذاء، واعتبار الزيدي بطلا قوميًّا جديدًا من عينة أبطال العرب والمسلمين التاريخيين.
بعنوان "في رمي الحذاء على بوش في بغداد" كتب الشيخ السلفي المعروف حامد العلي قصيدة يقول مطلعها:
قال الحذاءُ فأُسكت الخطباءُ * هذي لعمري خطبةٌ عصماءُ
وتفجَّرت بين الجموعِ حروفُه * فُصحى، يُجلُّ بيانهَا البلغاءُ
مدَّ الحذاءُ إلى الرئيسِ تحيةً * وتلا بثانيةٍ، فحُقَّ ثناءُ
إنيّ لأشْكرُ للحذاءِ خطابَه * فالشِّعرُ مكرمةٌ له، وحِباءُ
وبعث الشاعر الفلسطيني المقيم في السعودية عيسى العدوي تحياته للحذاء وصاحبه عبر قصيدة "تحية إلى الحذاء العربي البغدادي يقول مطلعها:
هذا مساء زها في ليله قمرُ * بدرًا تلألأ في بغداد "منتظَرُ"
يا قاصف الرعد من كفيك قد هطلت * تلك النعال على المحتل تنهمر
قد لاحقته سيول الرجم إذ نفرت * تلك الحشود إلى بغداد تعتمر
ووصف الشاعر اليمني محمد المطري الحذاء بأنه رمز العز، ممتدحًا راميه منتظر الزيدي وما اعتبره جسارة منه وشجاعة، مهاجمًا كل من اعتبره خارجًا عن المعايير المهنية للصحفي.
وقال في قصيدته:
حذاء العز في وجه الحقارة * رمى به منتظر تسلم يمينه
أنا أشهد أن فيه قوة وجسارة * خسئ من قال مخطئ أو يدينه
فخلي بوش يحتل الصدارة * وختم النعل مرسوم في جبينه
أطلق حذاءك
وكتب الإعلامي محمد نصيف قصيدة "أطلق حذاءك" وجاء فيها:
أطلقْ حذاءَكَ تَسلمْ إنهُ قدرُ * فالقولُ يا قومُ ما قد قالَ منتظرُ
يا ابنَ العراق جوابٌ قلتهُ علنا * على الملا، وبه قولُ العراقيينَ يختصرُ
أطلقْ حذاءَكَ ألجمْ كلَّ منْ جبنوا * وقامروا بمصير الشعب وأتمروا
هذا العراق وهذا الطبع في دمِنا * الغيظ جمرٌ على الأضلاع يستعرُ
أطلقْ حذاءكَ يا حرّاً فداكَ أبي * بما فعلتَ عراقُ المجد ينتصرُ
ارفعْ حذاءكَ وليُنصَبْ فوقَ هامتِهم * تاجاً يليقُ بمنْ خانوا ومنْ غدَرُوا
هذي الشجاعة لم ندهشْ لثورتها * هذي الرجالُ إذا الأفعالُ تختبرُ
هذي المدارسُ والأيام شاهدة * فسلْ عن الأمر ِفي الميدان مَنْ حَضَرُوا
هذي المواقفُ لم يرهبْ رجولتنا * حشدُ اللئام ولم نعبأ بمَنْ كثرُوا
يا أمَّ منتظر بوركت والدة * اليوم فيك العراقيات تفتخرُ
إنّ النساءَ تمنتْ كلُّ واحدة * لو أنّ منْ حملتْ في الأرحام مُنتظرُ
يا أمَّ هذا الفتى المقدام لا تهني * فإنَّ مثلك معقودٌ بها الظفرُ
يا أمَّ منتظر لا تحملي كدرًا * منْ تنجب الأسدَ لا يقربْ لها الكدرُ
خمس ٌمنَ السنوات ِالليل ما برحَتْ * فيه الهواجس مسكوناً بها الخطرُ
كم حرّة بدموع القهر قد كتمتْ * نوحاً تحرَّقَ فيه السمع والبصرُ
كم حرّة وَأدَتْ في القلب حسرتها * تبكي شبابا على الألقاب قد نحروا
كم حرّة بسياط العار قد جلدَتْ * وسترُها بيد الأنذال ينتحرُ
كم حرقة مزّقتْ أضلاعنا أسَفا * كم دمعة في غياب الأهل تنهمرُ
يحقُّ أنْ تهْنئي يا أمَّ مُنتظر * ما كلُّ منْ أرضَعتْ قد سرّها الكِبَرُ
نعم الحذاء
أما الاعلامي مصطفى الأنصاري فكتب قصيدة "نعم الحذاء" وفيها:
نعم "الحذاء" فدتك البدو والحضر
ونعم ما صنعت كفاك (منتظرُ)
نعم الحذاء كوى وجها تظلله
غمامة الحقد، بالسوءات يشتهر
حتى غدا مثلاً، في القبح كلّله
ماض شنيء، به التاريخ ينتحر
فكل حر بما أودعت مغتبط
إلا جنوداً على الأطراف تحتضر
ترى اليمين يساراً كيفما عظمت
والفخر ذلاً، إذا الرايات والظفر..
وتحتسي العار حلواً عند سيدها
وتأكل "التبن" قهراً إن بدا الخطر
***
أرهبتهم بحذاء، بز آلتهم
وودع البوش، سحقاً وهو محتقر
بلى بذلت سخياً ساعةً عصفت
بنا الهموم، وبالآهات ننفجر
ثأرت أنصفت أرضاً كان ديدنها
دحر الطغاة، وبالأمجاد تفتخر
أبّنت فيها جنود الغزو مقبلة
وآل حكم على الأسوار تندحر
حكومة كُسيت سوء السواد كما
جمعت أنت خلال الحسن تأتزر
كنت "الحسين" غداة الكر مقتتلاً
وكان خصمك "شر الناس" ينكسر
وهكذا أنت بَرٌ، لست منتحلاً
كما العمائم في بغداد تعتمر
*****
نعم الحذاء سقى بغداد ما ارتقبت
منذ الجدود، بنو العباس تنتظر
استنجدت بك مسلوباً، فما نكثت
يمينها الأرض، بالأبطال تشتهر
خرجت فيها رسولاً كان آيته
حذاء سبت، كريم الأصل ينتصر
يبعثر الجمع مهزوماً ومنقعراً
فكنت مهدي آل البيت (منتظر)
ياليتني كنت "حذاء" فأخدمكم
بألف ألف من الأزواج تستعر
القصيدة الحذائية
وغصت المنتديات على الإنترنت بقصائد تسابق بها المشتركون دون أن يتبين الشعراء الذين كتبوها، فقد شارك أحدهم بقوله:
خذها من الكف السديد دواءَ * لتكون للقلب الجريح شفاءَ
لا شلت الكف الجميلة يا فتى * ألقمت فاه المستفز حذاءَ
عيدية لك يا زنيم تليق بالتـ * توديع للغازي الذي قد جاء
وكتب آخر بعنوان "القصيدة الحذائية"
سلمت يمين الشهم حين تعمدت * رأسَ اللعين بجزمة سوداء
قالت وقد مرت بشحمة أذنه * ما لم تقله صحائف البلغاء
عجزت جحافلكم وبأس حديدكم * عن عزة بقلوبنا قعساء
رفعت يمين الحر لا شلت له * لتطيح رأس رئيسكم بحذاء
إن كنت جئت مودعًا لعراقنا * هذا وداع صادق الإطراء
لا شيء أصدق من حذاء سملة * تهوي على الأصداغ والأقفاء
وقصيدة أخرى نشرتها بعض المنتديات دون الإشارة إلى صاحبها أيضا، جاء فيها:
ألا سلمتْ يمينك يا ابن حرٍّ * وقد ثارت دماؤك والإباءُ
ألا قد طالَ صمت بني أبينا * ومنك أخيّنا نطقَ الحذاءُ
فقال لبوشهم قولا بليغا * أن اركعْ يا جبانُ كما تشاءُ
فيما قال الشاعر المصري محمد الخطيب:
سَلِمْتَ يَا ذَا الأَلْمَعِي * يَا ذَا الْـحِذَاءِ الأَرْفَعِ
رَمَيْتَ رَأْسًا قَدْ طَغَى * صَاحِبُهَا بِالطَّمَعِ
رَمَيْتَ ذَاكَ المـُدَّعِي * لَمْ تَخْشَ أَوْ تَرْتَدِعِ
أَحْنَيْتَهُ، أَرْهَبْتَهُ * فَارْتَاع رَوْعَ الْفَزِعِ
أَلْقَمْتَهُ ذُلَّ الْـحِذَاءِ * وَالْـهَوَانِ الْبَشِعِ
وَدَّعْتَهُ بِضَرْبَةٍ * فَالذُّلُّ لِلْمُودَّعِ
سَلِمْتَ يَا هَذَا الْـحِذَاءُ * مِنْ حِـذَاءٍ أَرْفَعِ
شعبان يغني للزيدي
وفي خضم ذلك قال كاتب أغاني المغني الشعبي شعبان عبد الرحيم الشاعر إسلام خليل إنه انتهى من دبج أغنية تقول: يا بوش يا ابن الذين تستاهل ألف جزمة على انت اللي عملتوا فينا. واجه اليوم يا "واطي" ووشك اتفضح. وشافوك الناس مطاطي من جزمتين شبح. الجزمة كانت مفاجأة كمان زي الزيارة. والدنيا بحالها فرحت والناس كانت سهارة" وسيغنيها "شعبولا" بعد شفائه من وعكته الصحية التي ألمت به مؤخرا، وقال خليل في اتصال مع قناة "الحياة" الفضائية إنه استلهم هذه الأغنية بمجرد مشاهدته لمشهد رمية فردتي الحذاء.
فيما أشاد الشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي بالطريقة السريعة التي رمى بها منتظر الزيدي فردتي حذائه في اتجاه بوش، وعبرت المذيعة المعروفة منى الشاذلي عن دهشتها لدقة الرامي، إلا أن الإعلامي حافظ الميرازي أشار إلى مهارة الحركة الرياضية التي استطاع بها بوش أن ينجو من فردتي الحذاء، وقال إن هذا يدل على صحته الجيدة، خصوصا أنه يمشي يوميا أكثر من 5 كيلو مترات.
واعتبر البعض أن إصابة فردة الحذاء الثانية للعلم الأمريكي دون أن تلمس العلم العراقي المكتوب عليه عبارة "الله أكبر" هي تقدير إلهي.
بينما بثت قناة "الساعة" الفضائية مشهد رمية الحذاء أكثر من مرة أثناء برنامج تلقى فيه الصحافي وعضو مجلس الشعب المصري مصطفى بكري اتصالات المشاهدين حول الحدث، مصحوبة بتسجيل صوتي للمعلق الرياضي مدحت شلبي يصف فيه تسجيل هدف في مباراة لكرة القدم مبتهجًا "تسليم رجليك يا حبيب والديك.. ايه الجمال ده.. أقولك وأعيدلك ايه يا ابني.. خلص كل الكلام".
وعبر الإنترنت ظهرت لعبة، يتم خلالها قذف الأحذية على صورة كاريكتورية تمثل بوش، وحتى مساء أمس اشترك في هذه اللعبة حسب الإحصائيات المصاحبة لها أكثر من 300 ألف شخص بعد ساعات من إطلاقها.
مسؤولية زلط وحلب
وفي القاهرة ودمشق والرياض ظهرت محلات الأحذية في نكات الناس وتعليقاتهم، فقد تبادلت أجهزة المحمول رسائل تعلن مسؤولية "زلط" وهي شركة أحذية معروفة، عن "زوج الحذاء" الذي رماه الزيدي.
وأيضا تبادلت المجموعات البريدية نكاتا منها أن الأمريكيين يطورون الطائرات إف 16 إلى مقاس حذاء 44 استعدادًا لضربة قاسية في المدابغ، واجتماع في الرباط لفك "الجزمة" الحادة التي نشأت عن ضرب الرئيس الأمريكي، والصحفي العراقي يتعرض "لكعب دائر".. والعبارة الأخيرة تستعمل في مراكز الشرطة ببعض الدول العربية عندما يتم تحويل المشتبه فيهم لأقسام شرطة أخرى في مدن مختلفة للتعرف على ما ارتكبوا من جرائم.
ومن النكات التي انتشرت بسرعة كبيرة خلال الساعات الماضية أن أمريكا اتهمت سوريا بمسؤوليتها عن الحذاء؛ لأنه مصنوع في حلب، وهي مدينة شهيرة بمصانع الأحذية، وأن الولايات المتحدة ضمت إلى قائمة الارهاب جميع مصانع الأحذية في الشرق الأوسط.
كذلك انطلقت نكتة عبر أجهزة المحمول عبر عدة دول عربية تقول إن العراقيين يطالبون بعمل تمثال لباتا، وهي أيضا شركة أحذية شهيرة.
وتخوف بعض الصحافيين خلال لقاءات تلفزيونية بأن يواجهوا إجراءات مشددة عند حضورهم مؤتمرات صحافية أو إجراء لقاءات مع زعماء في دولهم العربية، وأن تشمل هذه الإجراءات أن يتركوا أحذيتهم لدى الأمن.
ولم يترك نجوم السينما والمسرح الحادثة تمر دون أن يساهموا فيها، فقد أعلن الممثل الكوميدي المصري أحمد بدير أنه سيتعرض لمشهد رمي بوش بالحذاء في المسرحية التي يقدمها يوميًّا في القاهرة.
Comment