* قررت قبل السفر أن أشتري دستة من " الكلاسين " فتوجهت الى أحد المولات الكبيرة في مدينة هيوستون وطلبت من موظف أنيق فيها أن يدلني على مكانها فأشار بأصبعه الى مجموعة من الارفف وقال لي : هناك ..
* توجهت هناك ...فاذا بي أجد عشرة ارفف ضخمة تضم عشرات الانواع من الكلاسين المغلفة بعلب أنيقة مثل الشيكولاتة ... كلها ملونة ... وعلى أغلفتها صور لرجال عراة مفتولي العضلات يلبسون أنواعا عجيبة من الكلاسين فأصابتني الحيرة واعتقدت لاول وهلة أني أخطأت العنوان وأن هذا الركن مخصص لكلاسين مفتولي العضلات فقط أو لكلاسين العاملين في محلات الطبلس - العراة - لكن الموظف الانيق الذي لحق بي أكد لي أن هذا الركن يضم جميع أنواع الكلاسين الرجالية الموجودة في المحل .
* أصابتني حيرة شديدة وقررت التخلص من الحرج بطلب المساعدة من الموظف الانيق في اختيار الكلسون المناسب لي .... فمط الموظف بوزه بحرفنة وسألني : هل تريد الكلسون " هانغ لفت أو هانغ رايت "؟ Hang left or Hang right ?
* بصراحة ...لم أفهم السؤال لانني متخصص باللغة العربية وادابها وليس بتكنولوجيا الكلاسين ... فقلت له وأنا محرج : ماذا تعني ؟ ... نظر الي الموظف بطرف عينه محتقرا جهلي بتكنولوجيا الكلاسين بخاصة وأنه اكتشف من لكنتي الانجليزية اني من دول العالم الثالث ... فمط بوزه شبرين وبدأ يلقي علي محاضرة في الكلاسين وكأنه عميد كلية الملاسين في جامعة " أم القوين " .
* قال : تصنع الكلاسين في أمريكا على نوعين : رايت ولفت ... فاذا كنت تضع بيضاتك على اليمين يجب عليك شراء الكلاسين الممهورة بعبارة : هانغ رايت .. واذا كنت تضعها على الشمال فعليك اختيار كلاسين من نوع : هانغ لفت ..
* تصببت عرقا من الحرج وحاولت أن استخف دمي فقلت للموظف الانيق وأنا اتفحص بيضاته جيدا لمعرفة نوع الكلاسين التي يلبسها : نحن في بلادنا لا نعترف بالتمييز العنصري بين البيضات ...وكلاسيننا كلها مصنوعة من قماش واحد وبمقاسات واحدة ... لفت أو رايت مش مشكلة ... المهم أن يكون الكلسون مزودا بخيط متين من المطاط حتى لا يسحل ..
* مد الموظف يده الى رف علوي والتقط مجموعة من الكلاسين المغلفة في علبة أنيقة ومبرومة مثل اصابع البقلاوة وسألني قبل أن يضعها بين يدي : هل تريدها فلاي أو نو فلاي. or no Fly
* فزرني الموظف بسؤاله الذي لم افهمه وقلت له بالعربية : ولك يا ابن الكلب ...أريد شراء " كلسون" وليس "طيارة "!! .
* لم يفهمني طبعا ولكنه أدرك أني "غشيم " واني " ثور الله في برسيمو " بالنسبة لتكنولوجيا الكلاسين ... فتمغط أمامي مثل الدكتور محمد البرادعي وواصل محاضرته ... قائلا : بعض الكلاسين تصنع بفتحة من الامام حتى تسهل على لابسها " الطرطرة " وهو واقف دون أن يضطر الى تسحيلها وهذه النوعية من الكلاسين يكتب على علبتها عبارة " فلاي " ... أما النوع الاخر فلا فتحة فيه وتمهر علبته بعبارة " نو فلاي " .
* كانت هذه هي المرة الاولى التي اكتشف فيها ان جميع كلاسيني وكلاسين الامة العربية من المحيط الى الخليج من نوع" فلاي " اي أن لها فتحة من الامام وذلك منذ زمن الحجاج بن يوسف الثقفي وحتى معمر القذافي ...ليس لاننا سبقنا عصرنا في صناعة الكلاسين وانما لان كل عواصمنا ومدننا ومحلاتنا التجارية تبنى بلا مراحيض عامه ... والمواطن المزنوق عليه أن " يطرطر" في الشارع ...تحت الشجر ...أو في الساحات العامة ... ومنا من يطرطر وهو واقف في طوابير الجمعيات التعاونية أو أمام دوائر المخابرات ... وفي مطار صنعاء ? مثلا - قد تضطر مثلي الى الطرطرة امام مكتب الجوازات في المطار لعدم وجود مراحيض في قاعة الوصول لان اقرب مرحاض عام في صنعاء موجود في القصر الجمهوري ومن المؤكد ان الاخ العقيد علي عبدالله صالح لن يسمح لي بأن اتشرف وأشخ عليه ? اقصد على الحمام وليس على الرئيس -
* لا أدري لماذا خطر في بالي أن أتصل بمحطة ارت الفضائية أثناءعرضها للحوار المفتوح والمباشر مع معمر القذافي كي أسأله عن نوع الكلاسين التي يلبسها فخامته بخاصة أنني لم أجد لها ذكرا في "الكتاب الاخضر" ... وأذا كان القذافي الذي يطالبنا بمقاطعة المنتوجات الامريكية يظهر في مؤتمراته الصحافية وهو يدخن مالبورو ....فمن يضمن لنا أن سيادته لا يلبس كلاسين من نوع " فلاي " امريكية الصنع .
* كلسون الملك عبدالله الثاني ملك الأردن من نوع "فلاي" لاني رأيته على غلاف مجلة فرنسية كانت قد التقطت لجلالته صورا بالكلسون .... اما كلسون الشيخ حمد حاكم قطر فمن نوع " فلاي اكسترا " اي ان له خمس فتحات بسبب ضخامة الشيخ وطول مدة الطرطرة التي يستغرقها سموه .... لكن الشيء الاكيد ان الشيخ زايد لا يعاني ?مثلنا ? من مشكلة كلاسين لان سموه يلبس دشداشته " على الحل " بعد ان يزنر خصره ببشكير يسمونه في الامارات " وزرة " وهي تغني عن الكلسون وان كنت لا ادري ان كانت هي الاخرى من نوع "فلاي" او "نو فلاي" لاني لم اجد بعد مناسبة صحافية حتى اسأل سموه عن هذا الموضوع .
* أنا لا امزح .... واذا كان القاريء سيظن اني لا اكتب الا من قبيل السخرية والمزاح فهو واهم لاني على ثقة ان المواطن العربي تشغله اسئلة كثيرة من هذا النوع خاصة فيما يتعلق بالحكام العرب لان للحكام هالة ربانية كونوها من طول الفترة التي " قعدوا " فيها على كراسي الحكم ..
* فثلاثة ارباع الشعب الليبي - مثلا - من عمر سنة الى عمر 35 سنة لا يعرفون الا رئيسا واحدا هو معمر القذافي الذي استولى على الحكم عام 1969 وبالتالي فهم يتمنون معرفة الكثير من التفاصيل الخاصة والشخصية عن هذا الكائن غير ما ورد في الكتاب الاخضر .... من مثل : ماذا يفطر ..... وكم مرة يشخ فيها في اليوم .... وهل يشخ مثلنا ام ان طقوس الشخ عنده مختلفة .... وهل في خيمته مشخة عربية مثل مشخات البدو ام انه يتوجه الى القصر كلما هفت نفسه على شخة .... هل يلعب مع زوجته " كولوا بامية " مساء كل خميس .... هل كان - مثلنا - يجلد عميرة كلما انزنق مع بنات الحارة ؟ هل يظرط ؟ انا اعلم ان لظرطته لون - وهو الاخضر - ولكن هل لها صوت .... ورائحة؟ متى يذهب الى العمل ( الخيمة ) ومتى يعود الى البيت ( الخيمة ايضا ) ؟ وهل يوفر من مرتبه ؟ وكم هو مرتبه اصلا ؟ هل كان يعطي ابنه الاصلع مصروفه اليومي كلما يذهب في الصباح الى المدرسة وكم كان يعطيه؟ هل يلعب شدة او شطرنج مثلنا ومع من؟ من يغسل له جراباته؟ .... جورج بوش - مثلا - نعرف مقدار مرتبه الشهري ونعرف كم يدفع للجامعة التي تدرس فيها ابنتاه .... ولما حلق الرئيس كلينتون شعره بمائة دولار قامت قيامة الكونغرس الذي اعتبر هذا اسرافا .... فكم يدفع القذافي للحلاق وهل يصبغ شعره ؟
* لقد طبع كلينتون خمسة ملايين نسخة من كتابه الاخير وحقق ثروة وصلت الى مليون دولار عن كتابه الذي تحدث فيه عن نفسه وعن زوج امه وعن ايام الصعلكة وعن المحروسة مونيكا وكان هذا سببا في نفاذ النسخ من الاسواق بسرعة .... فلماذا لا يقوم الحكام العرب بوضع كتب من هذا النوع خاصة وانها ستحقق لاصحابها دخلا مهولا حتى لو كانوا في غنى عنه لانهم كما نعلم - يملكون في بلدانهم الارض وما عليها
* عندما تم اعتقال صدام حسين في الحفرة اياها لم يهتم العراقيون بشكل خاص والعرب بشكل عام بالجوانب السياسية لهذا الاعتقال ومدلولاتها بقدر اهتمامهم بمعرفة اجابات عن اسئلة من نوع : لماذا لم يحلق لحيته ؟ ماذا كان يأكل ؟ اين كان يشخ وكيف ؟ هل قلى بيضة بنفسه واكلها من شدة الجوع ؟
* لقد اصيب وزير خارجية قطر الاسبوع الماضي وخلال وجوده في دمشق بالسخونة ..... ليس في الامر جديد فكلنا نسخن .... وكلنا نعالج بحبة اسبرين او حبة تلينول ... واحيانا بتحميلة " لبوس " وغالبا ما تقوم الام بهذه المهمة .... فما هو الشيء الجديد في تركيبة وزير الخارجية القطري البشرية التي جعلت " سخونته " لا تزول الا على سرير في الجامعة الامريكية في بيروت نقل اليهعلى متن طائرة خاصة من دمشق ؟ انا اعلم انهم اعطوه - هناك - حبة اسبرو .... وربما حشوا في مؤخرته " تحميلة " فلماذا يتطلب الامر كل هذه " المصاريف " للقيام بهذه المهمة ؟ لماذا يطير الحاكم العربي الى اوروبا او امريكا حتى يخلع سنه او يحشيه .... او يدلك البروستاتا ؟ هل بروستاتا زين العابدين حاكم تونس تختلف عن بروستاتا كارلوس فراش المكتب المكسيكي في عرب تايمز ؟
* لقد تحول الحاكم العربي في العرف الشعبي الى " اسطورة " .... واصبح المواطن العربي يسعى الى معرفة اي شيء عن هذه الاسطورة ... والا ما معنى ان يصطف العراقيون طوابير امام محلات الفديو لشراء شريط فديو لعرس يظهر فيه صدام حسين .... او ترقص فيه ابنته حلا
* لقد نشأت في الاردن على مقولات محسومة وكأنها من البديهيات ملخصها ان الملك حسين هو " الرياضي الاول " و " الطيار الاول " و " المجاهد الاول " و " المعلم الاول " و " الفدائي الاول " و ..... الخ ... هو الاول في كل شيء حتى ان الواحد فينا كان يتراهن مع ابناء حارته عن ايهما اقوى : ابوك ام الملك ؟ او : هل تستطيع ان تبطح الملك ؟ او : هل تستطيع ان تسبق الملك في الركض ؟
* لذا لا تعجبوا عندما اتفرغ للكتابة الليلة عن كلاسين الحكام العرب لاني على ثقة ان ما يشغلني .... يشغلكم ... ومن يدعي غير ذلك كاذب .... ورب الكعبة !!
بقلم : أسامة فوزي
* توجهت هناك ...فاذا بي أجد عشرة ارفف ضخمة تضم عشرات الانواع من الكلاسين المغلفة بعلب أنيقة مثل الشيكولاتة ... كلها ملونة ... وعلى أغلفتها صور لرجال عراة مفتولي العضلات يلبسون أنواعا عجيبة من الكلاسين فأصابتني الحيرة واعتقدت لاول وهلة أني أخطأت العنوان وأن هذا الركن مخصص لكلاسين مفتولي العضلات فقط أو لكلاسين العاملين في محلات الطبلس - العراة - لكن الموظف الانيق الذي لحق بي أكد لي أن هذا الركن يضم جميع أنواع الكلاسين الرجالية الموجودة في المحل .
* أصابتني حيرة شديدة وقررت التخلص من الحرج بطلب المساعدة من الموظف الانيق في اختيار الكلسون المناسب لي .... فمط الموظف بوزه بحرفنة وسألني : هل تريد الكلسون " هانغ لفت أو هانغ رايت "؟ Hang left or Hang right ?
* بصراحة ...لم أفهم السؤال لانني متخصص باللغة العربية وادابها وليس بتكنولوجيا الكلاسين ... فقلت له وأنا محرج : ماذا تعني ؟ ... نظر الي الموظف بطرف عينه محتقرا جهلي بتكنولوجيا الكلاسين بخاصة وأنه اكتشف من لكنتي الانجليزية اني من دول العالم الثالث ... فمط بوزه شبرين وبدأ يلقي علي محاضرة في الكلاسين وكأنه عميد كلية الملاسين في جامعة " أم القوين " .
* قال : تصنع الكلاسين في أمريكا على نوعين : رايت ولفت ... فاذا كنت تضع بيضاتك على اليمين يجب عليك شراء الكلاسين الممهورة بعبارة : هانغ رايت .. واذا كنت تضعها على الشمال فعليك اختيار كلاسين من نوع : هانغ لفت ..
* تصببت عرقا من الحرج وحاولت أن استخف دمي فقلت للموظف الانيق وأنا اتفحص بيضاته جيدا لمعرفة نوع الكلاسين التي يلبسها : نحن في بلادنا لا نعترف بالتمييز العنصري بين البيضات ...وكلاسيننا كلها مصنوعة من قماش واحد وبمقاسات واحدة ... لفت أو رايت مش مشكلة ... المهم أن يكون الكلسون مزودا بخيط متين من المطاط حتى لا يسحل ..
* مد الموظف يده الى رف علوي والتقط مجموعة من الكلاسين المغلفة في علبة أنيقة ومبرومة مثل اصابع البقلاوة وسألني قبل أن يضعها بين يدي : هل تريدها فلاي أو نو فلاي. or no Fly
* فزرني الموظف بسؤاله الذي لم افهمه وقلت له بالعربية : ولك يا ابن الكلب ...أريد شراء " كلسون" وليس "طيارة "!! .
* لم يفهمني طبعا ولكنه أدرك أني "غشيم " واني " ثور الله في برسيمو " بالنسبة لتكنولوجيا الكلاسين ... فتمغط أمامي مثل الدكتور محمد البرادعي وواصل محاضرته ... قائلا : بعض الكلاسين تصنع بفتحة من الامام حتى تسهل على لابسها " الطرطرة " وهو واقف دون أن يضطر الى تسحيلها وهذه النوعية من الكلاسين يكتب على علبتها عبارة " فلاي " ... أما النوع الاخر فلا فتحة فيه وتمهر علبته بعبارة " نو فلاي " .
* كانت هذه هي المرة الاولى التي اكتشف فيها ان جميع كلاسيني وكلاسين الامة العربية من المحيط الى الخليج من نوع" فلاي " اي أن لها فتحة من الامام وذلك منذ زمن الحجاج بن يوسف الثقفي وحتى معمر القذافي ...ليس لاننا سبقنا عصرنا في صناعة الكلاسين وانما لان كل عواصمنا ومدننا ومحلاتنا التجارية تبنى بلا مراحيض عامه ... والمواطن المزنوق عليه أن " يطرطر" في الشارع ...تحت الشجر ...أو في الساحات العامة ... ومنا من يطرطر وهو واقف في طوابير الجمعيات التعاونية أو أمام دوائر المخابرات ... وفي مطار صنعاء ? مثلا - قد تضطر مثلي الى الطرطرة امام مكتب الجوازات في المطار لعدم وجود مراحيض في قاعة الوصول لان اقرب مرحاض عام في صنعاء موجود في القصر الجمهوري ومن المؤكد ان الاخ العقيد علي عبدالله صالح لن يسمح لي بأن اتشرف وأشخ عليه ? اقصد على الحمام وليس على الرئيس -
* لا أدري لماذا خطر في بالي أن أتصل بمحطة ارت الفضائية أثناءعرضها للحوار المفتوح والمباشر مع معمر القذافي كي أسأله عن نوع الكلاسين التي يلبسها فخامته بخاصة أنني لم أجد لها ذكرا في "الكتاب الاخضر" ... وأذا كان القذافي الذي يطالبنا بمقاطعة المنتوجات الامريكية يظهر في مؤتمراته الصحافية وهو يدخن مالبورو ....فمن يضمن لنا أن سيادته لا يلبس كلاسين من نوع " فلاي " امريكية الصنع .
* كلسون الملك عبدالله الثاني ملك الأردن من نوع "فلاي" لاني رأيته على غلاف مجلة فرنسية كانت قد التقطت لجلالته صورا بالكلسون .... اما كلسون الشيخ حمد حاكم قطر فمن نوع " فلاي اكسترا " اي ان له خمس فتحات بسبب ضخامة الشيخ وطول مدة الطرطرة التي يستغرقها سموه .... لكن الشيء الاكيد ان الشيخ زايد لا يعاني ?مثلنا ? من مشكلة كلاسين لان سموه يلبس دشداشته " على الحل " بعد ان يزنر خصره ببشكير يسمونه في الامارات " وزرة " وهي تغني عن الكلسون وان كنت لا ادري ان كانت هي الاخرى من نوع "فلاي" او "نو فلاي" لاني لم اجد بعد مناسبة صحافية حتى اسأل سموه عن هذا الموضوع .
* أنا لا امزح .... واذا كان القاريء سيظن اني لا اكتب الا من قبيل السخرية والمزاح فهو واهم لاني على ثقة ان المواطن العربي تشغله اسئلة كثيرة من هذا النوع خاصة فيما يتعلق بالحكام العرب لان للحكام هالة ربانية كونوها من طول الفترة التي " قعدوا " فيها على كراسي الحكم ..
* فثلاثة ارباع الشعب الليبي - مثلا - من عمر سنة الى عمر 35 سنة لا يعرفون الا رئيسا واحدا هو معمر القذافي الذي استولى على الحكم عام 1969 وبالتالي فهم يتمنون معرفة الكثير من التفاصيل الخاصة والشخصية عن هذا الكائن غير ما ورد في الكتاب الاخضر .... من مثل : ماذا يفطر ..... وكم مرة يشخ فيها في اليوم .... وهل يشخ مثلنا ام ان طقوس الشخ عنده مختلفة .... وهل في خيمته مشخة عربية مثل مشخات البدو ام انه يتوجه الى القصر كلما هفت نفسه على شخة .... هل يلعب مع زوجته " كولوا بامية " مساء كل خميس .... هل كان - مثلنا - يجلد عميرة كلما انزنق مع بنات الحارة ؟ هل يظرط ؟ انا اعلم ان لظرطته لون - وهو الاخضر - ولكن هل لها صوت .... ورائحة؟ متى يذهب الى العمل ( الخيمة ) ومتى يعود الى البيت ( الخيمة ايضا ) ؟ وهل يوفر من مرتبه ؟ وكم هو مرتبه اصلا ؟ هل كان يعطي ابنه الاصلع مصروفه اليومي كلما يذهب في الصباح الى المدرسة وكم كان يعطيه؟ هل يلعب شدة او شطرنج مثلنا ومع من؟ من يغسل له جراباته؟ .... جورج بوش - مثلا - نعرف مقدار مرتبه الشهري ونعرف كم يدفع للجامعة التي تدرس فيها ابنتاه .... ولما حلق الرئيس كلينتون شعره بمائة دولار قامت قيامة الكونغرس الذي اعتبر هذا اسرافا .... فكم يدفع القذافي للحلاق وهل يصبغ شعره ؟
* لقد طبع كلينتون خمسة ملايين نسخة من كتابه الاخير وحقق ثروة وصلت الى مليون دولار عن كتابه الذي تحدث فيه عن نفسه وعن زوج امه وعن ايام الصعلكة وعن المحروسة مونيكا وكان هذا سببا في نفاذ النسخ من الاسواق بسرعة .... فلماذا لا يقوم الحكام العرب بوضع كتب من هذا النوع خاصة وانها ستحقق لاصحابها دخلا مهولا حتى لو كانوا في غنى عنه لانهم كما نعلم - يملكون في بلدانهم الارض وما عليها
* عندما تم اعتقال صدام حسين في الحفرة اياها لم يهتم العراقيون بشكل خاص والعرب بشكل عام بالجوانب السياسية لهذا الاعتقال ومدلولاتها بقدر اهتمامهم بمعرفة اجابات عن اسئلة من نوع : لماذا لم يحلق لحيته ؟ ماذا كان يأكل ؟ اين كان يشخ وكيف ؟ هل قلى بيضة بنفسه واكلها من شدة الجوع ؟
* لقد اصيب وزير خارجية قطر الاسبوع الماضي وخلال وجوده في دمشق بالسخونة ..... ليس في الامر جديد فكلنا نسخن .... وكلنا نعالج بحبة اسبرين او حبة تلينول ... واحيانا بتحميلة " لبوس " وغالبا ما تقوم الام بهذه المهمة .... فما هو الشيء الجديد في تركيبة وزير الخارجية القطري البشرية التي جعلت " سخونته " لا تزول الا على سرير في الجامعة الامريكية في بيروت نقل اليهعلى متن طائرة خاصة من دمشق ؟ انا اعلم انهم اعطوه - هناك - حبة اسبرو .... وربما حشوا في مؤخرته " تحميلة " فلماذا يتطلب الامر كل هذه " المصاريف " للقيام بهذه المهمة ؟ لماذا يطير الحاكم العربي الى اوروبا او امريكا حتى يخلع سنه او يحشيه .... او يدلك البروستاتا ؟ هل بروستاتا زين العابدين حاكم تونس تختلف عن بروستاتا كارلوس فراش المكتب المكسيكي في عرب تايمز ؟
* لقد تحول الحاكم العربي في العرف الشعبي الى " اسطورة " .... واصبح المواطن العربي يسعى الى معرفة اي شيء عن هذه الاسطورة ... والا ما معنى ان يصطف العراقيون طوابير امام محلات الفديو لشراء شريط فديو لعرس يظهر فيه صدام حسين .... او ترقص فيه ابنته حلا
* لقد نشأت في الاردن على مقولات محسومة وكأنها من البديهيات ملخصها ان الملك حسين هو " الرياضي الاول " و " الطيار الاول " و " المجاهد الاول " و " المعلم الاول " و " الفدائي الاول " و ..... الخ ... هو الاول في كل شيء حتى ان الواحد فينا كان يتراهن مع ابناء حارته عن ايهما اقوى : ابوك ام الملك ؟ او : هل تستطيع ان تبطح الملك ؟ او : هل تستطيع ان تسبق الملك في الركض ؟
* لذا لا تعجبوا عندما اتفرغ للكتابة الليلة عن كلاسين الحكام العرب لاني على ثقة ان ما يشغلني .... يشغلكم ... ومن يدعي غير ذلك كاذب .... ورب الكعبة !!
بقلم : أسامة فوزي
Comment