أهل عيد ميلاد السيد المسيح ويقترب العام الجديد، وهنا أرى وأتأمل وأتألم!
أرى الابتسامات تتألق على وجوه أطفالهم، والأسواق المفتوحة للزبائن يتدافعون لشراء الهدايا، التي يتم تبادلها وعمنا بابا نوئيل ينشر جناحيه على الأطفال. أما الأكثر حاجة والذين ليست لهم مساكن مستقرة فقد هيئت لهم في زمهرير الشتاء مأوى دافئة ووجبات طعام ساخنة وشهية. وأرى الشوارع مزيّنة ليل نهار. أرى وسائل النقل متحركة
باستمرار، والكهرباء تشع في كل مكان.
أرى هذه المناظر المبهجة وأسمع تراتيل السلام في الكنائس على الأنغام الدافئة الهادئة بلا لطم ولا صراخ هستيري للقتال ضد "الكفار"! نسمع البابا يدعو للمحبة والسلام ولحماية أطفال العالم، فتأخذني الخواطر والمشاعر فورا لأطفال العراق والكوارث المنصبة عليهم وعلى عائلاتهم.
أرى الاحتفالات البهيجة، وتجمع العائلات هنا ليلة العيد. أرى هذا وأكثر منه مما يريح القلب والعقل والضمير، فإذا بي غارق في هموم المواطنين العراقيين في الوطن، من قتلى بالعشرات أو حتى المئات كل يوم، وتفاقم جرائم قوى الإرهاب الصدامي ـ القاعدي والصدري، وتهجير العائلات بقسوة ووحشية في حملات تطهير طائفي، وانفلات عصابات جيش المهدي في بغداد ومدن جنوبية وبلوغ استهتارها خطف طالبات من جامعة المستنصرية واغتصابهن وقتلهن، [أي دين هذا يا ترى؟؟!!]. أما من بقي من المسيحيين فقد صاروا ينزوون في البيوت يحتفلون بالعيد وهم في خشية كل لحظة من مداهمة وسماع حرق كنيسة على مقربة.
في أيام الشتاء القارص تشتغل أجهزة التدفئة لتحمي الناس، ثم ينتقل تفكيري حالا لبغداد الذبيحة حيث المواطنون يعانون الأمرين اليوم من زمهرير الشتاء كما يعانون في الصيف نارا تشوي الأبدان. أكثر من قريب في بغداد يخبرونني أنهم يتدثرون بالبطانيات ليل نهار بسبب انقطاع الكهرباء وخصوصا في مناطق واسعة من جانب الكرخ، وكل ذلك لأن الحكومات المتعاقبة منذ سقوط صدام لم تستطع حل مشكلة الكهرباء بل ازدادت سوءا بسبب الفساد والنهب المستشريين، فيما المسؤولون والنواب والقيادات الحاكمة يتمتعون بالدفء في المنطقة الخضراء ولكل منهم حرسه الخاص، والكثيرون منهم على سفر قدم وساق.
بالطبع، قبل كارثة الكهرباء، يأتي جحيم العنف والقتل والتطهير الطائفي؛ فالمواطن غير آمن على نفسه وعائلته، ويتوقع الموت في كل لحظة يضع فيها قدميه خارج البيت، كما يتوقع مداهمات عصابات الإرهاب لتشريدهم من البيوت.
نترك العراق ولنر عنفا عاما في العالمين العربي والمسلم، ينشره التطرف الديني والمذهبي، وأنظمة الإسلام السياسي وما يتولد عن هذا التطرف من إرهاب دموي يطال العالم والقارات وكل ذلك باسم دين النبي محمد. لقد تحول العنف السادي والمجاني للمتطرفين الإسلاميين الذين لا يكتفون بتخريب بلدانهم وتقتيل مواطنيهم بل يعملون على نقل جرائمهم الهمجية للدول الديمقراطية، بل وفي هذه الدول بالذات لا يتردد العديد من أئمة الجوامع ودعاة الدين من التبشير بالكراهية ضد الآخر ومحاولة فرض قيمهم البالية والوحشية وممارستهم البربرية على الآخرين.
هنا عاد الدين لركنه الخاص منذ القرون الأخيرة بعد أن كان البابوات والكهنوت يمارسون سلطة مطلقة مع الحكام المستبدين. احترم الدين نفسه ورسالته، وأعلم أن السياسة المتقلبة وصراعاتها، وإدارة الدولة ليست من صلاحياته بل ليستا لصالحه. إن أكبر مرجع ديني مسيحي لا يتدخل أبدا في تفاصيل السياسة وصراعاتها، ولا يدعم في الانتخابات قائمة دون سواها، ولا يركض نحوه المسؤولون الحكوميون لطالب التوجيه في تفاصيل وظائفهم. أما في العالمين العربي والإسلامي فالغالب استخدام الأحزاب والأنظمة للدين ورقة للحكم أو الوصول له، وحجة لممارسة العنف باسم الدين و"أعدوا لهم!"
لننظر ما يفعله نظام الملالي من تهديد للعالم بقنبلتها النووية، وهو النظام الذي لا يتقيد بأية ضوابط دولية في أعماله ومواقفه، والذي لا غرض لمشروعه النووي غير ابتزاز المنطقة وفرض التدخل في شؤونها كما يفعلون في لبنان والعراق وغزة. وهاكم حماس وأفعالها والدور التخريبي لحزب الله، ومذبح الأفارقة المسيحيين في دارفور. أما في الخارج فلا داعي للتذكير بالعمليات الإرهابية المتكررة التي نفذها الإرهاب الإسلاموي في دول العالم.
في عيد الميلاد أود توجيه التهاني للعالم المسيحي ولمسيحيي الدول العربية والعراق. وفي هذا العيد أعبر عن بالغ ألمي وعميق حزني والغضب لما يجري في بلاد الرافدين، وكلنا نتعاطف مع محنة الوطن وشعبه المهضوم.
كل عام وأنتم بخير .
أرى الابتسامات تتألق على وجوه أطفالهم، والأسواق المفتوحة للزبائن يتدافعون لشراء الهدايا، التي يتم تبادلها وعمنا بابا نوئيل ينشر جناحيه على الأطفال. أما الأكثر حاجة والذين ليست لهم مساكن مستقرة فقد هيئت لهم في زمهرير الشتاء مأوى دافئة ووجبات طعام ساخنة وشهية. وأرى الشوارع مزيّنة ليل نهار. أرى وسائل النقل متحركة
باستمرار، والكهرباء تشع في كل مكان.
أرى هذه المناظر المبهجة وأسمع تراتيل السلام في الكنائس على الأنغام الدافئة الهادئة بلا لطم ولا صراخ هستيري للقتال ضد "الكفار"! نسمع البابا يدعو للمحبة والسلام ولحماية أطفال العالم، فتأخذني الخواطر والمشاعر فورا لأطفال العراق والكوارث المنصبة عليهم وعلى عائلاتهم.
أرى الاحتفالات البهيجة، وتجمع العائلات هنا ليلة العيد. أرى هذا وأكثر منه مما يريح القلب والعقل والضمير، فإذا بي غارق في هموم المواطنين العراقيين في الوطن، من قتلى بالعشرات أو حتى المئات كل يوم، وتفاقم جرائم قوى الإرهاب الصدامي ـ القاعدي والصدري، وتهجير العائلات بقسوة ووحشية في حملات تطهير طائفي، وانفلات عصابات جيش المهدي في بغداد ومدن جنوبية وبلوغ استهتارها خطف طالبات من جامعة المستنصرية واغتصابهن وقتلهن، [أي دين هذا يا ترى؟؟!!]. أما من بقي من المسيحيين فقد صاروا ينزوون في البيوت يحتفلون بالعيد وهم في خشية كل لحظة من مداهمة وسماع حرق كنيسة على مقربة.
في أيام الشتاء القارص تشتغل أجهزة التدفئة لتحمي الناس، ثم ينتقل تفكيري حالا لبغداد الذبيحة حيث المواطنون يعانون الأمرين اليوم من زمهرير الشتاء كما يعانون في الصيف نارا تشوي الأبدان. أكثر من قريب في بغداد يخبرونني أنهم يتدثرون بالبطانيات ليل نهار بسبب انقطاع الكهرباء وخصوصا في مناطق واسعة من جانب الكرخ، وكل ذلك لأن الحكومات المتعاقبة منذ سقوط صدام لم تستطع حل مشكلة الكهرباء بل ازدادت سوءا بسبب الفساد والنهب المستشريين، فيما المسؤولون والنواب والقيادات الحاكمة يتمتعون بالدفء في المنطقة الخضراء ولكل منهم حرسه الخاص، والكثيرون منهم على سفر قدم وساق.
بالطبع، قبل كارثة الكهرباء، يأتي جحيم العنف والقتل والتطهير الطائفي؛ فالمواطن غير آمن على نفسه وعائلته، ويتوقع الموت في كل لحظة يضع فيها قدميه خارج البيت، كما يتوقع مداهمات عصابات الإرهاب لتشريدهم من البيوت.
نترك العراق ولنر عنفا عاما في العالمين العربي والمسلم، ينشره التطرف الديني والمذهبي، وأنظمة الإسلام السياسي وما يتولد عن هذا التطرف من إرهاب دموي يطال العالم والقارات وكل ذلك باسم دين النبي محمد. لقد تحول العنف السادي والمجاني للمتطرفين الإسلاميين الذين لا يكتفون بتخريب بلدانهم وتقتيل مواطنيهم بل يعملون على نقل جرائمهم الهمجية للدول الديمقراطية، بل وفي هذه الدول بالذات لا يتردد العديد من أئمة الجوامع ودعاة الدين من التبشير بالكراهية ضد الآخر ومحاولة فرض قيمهم البالية والوحشية وممارستهم البربرية على الآخرين.
هنا عاد الدين لركنه الخاص منذ القرون الأخيرة بعد أن كان البابوات والكهنوت يمارسون سلطة مطلقة مع الحكام المستبدين. احترم الدين نفسه ورسالته، وأعلم أن السياسة المتقلبة وصراعاتها، وإدارة الدولة ليست من صلاحياته بل ليستا لصالحه. إن أكبر مرجع ديني مسيحي لا يتدخل أبدا في تفاصيل السياسة وصراعاتها، ولا يدعم في الانتخابات قائمة دون سواها، ولا يركض نحوه المسؤولون الحكوميون لطالب التوجيه في تفاصيل وظائفهم. أما في العالمين العربي والإسلامي فالغالب استخدام الأحزاب والأنظمة للدين ورقة للحكم أو الوصول له، وحجة لممارسة العنف باسم الدين و"أعدوا لهم!"
لننظر ما يفعله نظام الملالي من تهديد للعالم بقنبلتها النووية، وهو النظام الذي لا يتقيد بأية ضوابط دولية في أعماله ومواقفه، والذي لا غرض لمشروعه النووي غير ابتزاز المنطقة وفرض التدخل في شؤونها كما يفعلون في لبنان والعراق وغزة. وهاكم حماس وأفعالها والدور التخريبي لحزب الله، ومذبح الأفارقة المسيحيين في دارفور. أما في الخارج فلا داعي للتذكير بالعمليات الإرهابية المتكررة التي نفذها الإرهاب الإسلاموي في دول العالم.
في عيد الميلاد أود توجيه التهاني للعالم المسيحي ولمسيحيي الدول العربية والعراق. وفي هذا العيد أعبر عن بالغ ألمي وعميق حزني والغضب لما يجري في بلاد الرافدين، وكلنا نتعاطف مع محنة الوطن وشعبه المهضوم.
كل عام وأنتم بخير .
عزيز الحاج