ترتيب الجامعات العربية..يا للعار!
أصدرت جامعة شانغهاي تقييمها السنوي لأفضل الجامعات على مستوى العالم وقسمتها إلى قسمين أو مجموعتين: المجموعة الأولى تضم أفضل مائة جامعة ، والمجموعة الثانية تضم أفضل 500 جامعة على مستوى العالم، أما المجموعة الأولى فتصدرت المراكز الثلاثة الأولى فيها جامعات أمريكية من الدرجة الأولى.ويبدو أن الوضع في تقرير شنغهاي الجديد لا يختلف عما سبقه ، فقد أظهر التقرير الأخير أن 433 جامعة من الـ500، أي بنسبة 87%، توجد في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية واليابان. وإضافة إلى هذا، فإن 350 جامعة أي نحو 70% من الجامعات الأولى تقع في دول مجموعة الثماني المؤثرة في الاقتصاد العالمي والأكثر تقدماً في العالم!
لقد شعرت بخيبة أمل مرة أخرى لخلو التقرير من أي جامعة عربية، في الوقت الذي كان فيه لإسرائيل نصيب في هذا الترتيب، حيث حصلت الجامعة العبرية على المرتبة 65 أما بالنسبة للقائمة الثانية التي تشمل 500 جامعة فقد فازت 6 جامعات ومعاهد بحثية إسرائيلية بأماكن تتراوح بين المرتبة 200 أو 400. ولاشك أن نشر جدول تقييمي كهذا حول مستوى جامعات العالم جعلني اتساءل -كما كل المراقبين والمهتمين- : لماذا غابت الجامعات العربية عن الأسرة الأكاديمية الدولية؟ ثم أين تلك الجامعات العربية التي تصرف عليها ملايين الدولارات؟
للأسف، إن دولة مثل إسرائيل تحصل على ستة مواقع هامة في ترتيب أفضل 500 جامعة على مستوى العالم، بينما العرب بجلال قدرهم وبكل نفطهم وملياراتهم ودولاراتهم وكثرة جامعاتهم لم يحصلوا على أي موقع ضمن هذه الجامعات.
نعم ، إننا نعيش في القرن الحادي والعشرين ومن الطبيعي أن نعترف بأن كثرة السكان لا تعني الكثير في مجال المنافسة الأكاديمية، وأننا نعيش في زمن الكيف لا الكمّ، فمن صلب هذه المعادلات انطلقت المعايير التي اعتمدها تقرير معهد شنغهاي في تقييم هذه الجامعات الـ500،وهي جودة التعليم، وذلك بالنظر إلى عدد الحاصلين على جوائز "نوبل" والتفوق في التخصص بين خريجي هذه الجامعات،ومستوى هيئة التدريس من ناحية التفوق في الاختصاص وعدد الباحثين المبدعين في نحو 21 تخصصاً عاماً.إضافة إلى المقالات المنشورة في دوريات الأحياء والعلوم الدولية، ومجموع المقالات والبحث العلمي المحكم في سجل العلوم البحتة والعلوم الاجتماعية والفنون والإنسانيات.
أتساءل في هذا السياق: أين البحوث والدراسات التي تتكدس بها رفوف المكتبات الجامعية ؟ وأين تكمن المشكلة؟ هل هي في العقل العربي فعلاً؟ أم في القرار السياسي أم في الإمكانيات المادية؟ لماذا تتقدم كل الأمم إلا الأمة العربية، لماذا لا زالت " محلك سر" بينما غيرنا إلى "الأمام سر"؟
لا أحد ينكر بأن العقل العربي الذي أبدع في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في مجالات التكنولوجيا والفضاء والطب والأبحاث العلمية المتميزة والإسهام في التقدم العلمي والتكنولوجي خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وجامعاتها، هذا العقل قادر إذا ما توفر له المناخ والإمكانات المادية أن يصنع المعجزات.
أؤمن جيداً ان لدينا العقول وهي موجودة في الجامعات والمعاهد العلمية ومراكز البحث في أرجاء الوطن العربي. كل ما يحتاجه علماؤنا وأكاديميينا وجامعاتنا هو فقط قرار واضح يدعم مسيرة التعليم وينصفها ويرتقي بها ،قرار يحل مشكلات التعليم عن طريق العلم والبحث العلمي كما تفعل كل الأمم الراقية والمتقدمة في العالم.
بصريح العبارة أقول، أنه إذا أردنا أن نرتقي بجامعاتنا ومستوى تعليمنا لا بد من قرار سياسي يقود إلى الإصلاح الفوري لنظام التعليم من الالف الى الياء ، ووضع مدخل جديد للقبول في الجامعات يعتمد على التنافسية النزيهة وتشيجيع البحث العلمي ، والاهم من ذلك أن تتم إعادة النظر في لجان الترقية الحالية التي تعاني المجاملات والمحسوبيات والأبحاث المنقولة أو الشكلية، وأن يتم التحكيم لدى هيئات خارجية معتمدة ومشهود لها مع إطلاق حرية البحث في مجال العلوم البحتة والإنسانية، والابتعاد عن تسييس الجامعات ومن المهم اعادة النظر في أنظمة التعليم وأن تخصص المبالغ الطائلة لمراكز الأبحاث في الجامعات حتى تتمكن من أداء دورها في خدمة المجتمع والتقدم به...عندها فقط نستطيع أن ندخل في مجال المنافسة العالمية وأن تحظ جامعاتنا بفرصة يضعها بقائمة الجامعات الامريكية والغربية، وأن نتذكر دائماً أننا في القرن الحادي والعشرين وهو بلا شك قرن التكنولوجيا بامتياز، ولن يكون هناك مكان أو احترام لأي أمة تتخلف عن هذا المجال!
*خاص بــ"العربية.نت"
أصدرت جامعة شانغهاي تقييمها السنوي لأفضل الجامعات على مستوى العالم وقسمتها إلى قسمين أو مجموعتين: المجموعة الأولى تضم أفضل مائة جامعة ، والمجموعة الثانية تضم أفضل 500 جامعة على مستوى العالم، أما المجموعة الأولى فتصدرت المراكز الثلاثة الأولى فيها جامعات أمريكية من الدرجة الأولى.ويبدو أن الوضع في تقرير شنغهاي الجديد لا يختلف عما سبقه ، فقد أظهر التقرير الأخير أن 433 جامعة من الـ500، أي بنسبة 87%، توجد في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية واليابان. وإضافة إلى هذا، فإن 350 جامعة أي نحو 70% من الجامعات الأولى تقع في دول مجموعة الثماني المؤثرة في الاقتصاد العالمي والأكثر تقدماً في العالم!
لقد شعرت بخيبة أمل مرة أخرى لخلو التقرير من أي جامعة عربية، في الوقت الذي كان فيه لإسرائيل نصيب في هذا الترتيب، حيث حصلت الجامعة العبرية على المرتبة 65 أما بالنسبة للقائمة الثانية التي تشمل 500 جامعة فقد فازت 6 جامعات ومعاهد بحثية إسرائيلية بأماكن تتراوح بين المرتبة 200 أو 400. ولاشك أن نشر جدول تقييمي كهذا حول مستوى جامعات العالم جعلني اتساءل -كما كل المراقبين والمهتمين- : لماذا غابت الجامعات العربية عن الأسرة الأكاديمية الدولية؟ ثم أين تلك الجامعات العربية التي تصرف عليها ملايين الدولارات؟
للأسف، إن دولة مثل إسرائيل تحصل على ستة مواقع هامة في ترتيب أفضل 500 جامعة على مستوى العالم، بينما العرب بجلال قدرهم وبكل نفطهم وملياراتهم ودولاراتهم وكثرة جامعاتهم لم يحصلوا على أي موقع ضمن هذه الجامعات.
نعم ، إننا نعيش في القرن الحادي والعشرين ومن الطبيعي أن نعترف بأن كثرة السكان لا تعني الكثير في مجال المنافسة الأكاديمية، وأننا نعيش في زمن الكيف لا الكمّ، فمن صلب هذه المعادلات انطلقت المعايير التي اعتمدها تقرير معهد شنغهاي في تقييم هذه الجامعات الـ500،وهي جودة التعليم، وذلك بالنظر إلى عدد الحاصلين على جوائز "نوبل" والتفوق في التخصص بين خريجي هذه الجامعات،ومستوى هيئة التدريس من ناحية التفوق في الاختصاص وعدد الباحثين المبدعين في نحو 21 تخصصاً عاماً.إضافة إلى المقالات المنشورة في دوريات الأحياء والعلوم الدولية، ومجموع المقالات والبحث العلمي المحكم في سجل العلوم البحتة والعلوم الاجتماعية والفنون والإنسانيات.
أتساءل في هذا السياق: أين البحوث والدراسات التي تتكدس بها رفوف المكتبات الجامعية ؟ وأين تكمن المشكلة؟ هل هي في العقل العربي فعلاً؟ أم في القرار السياسي أم في الإمكانيات المادية؟ لماذا تتقدم كل الأمم إلا الأمة العربية، لماذا لا زالت " محلك سر" بينما غيرنا إلى "الأمام سر"؟
لا أحد ينكر بأن العقل العربي الذي أبدع في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في مجالات التكنولوجيا والفضاء والطب والأبحاث العلمية المتميزة والإسهام في التقدم العلمي والتكنولوجي خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وجامعاتها، هذا العقل قادر إذا ما توفر له المناخ والإمكانات المادية أن يصنع المعجزات.
أؤمن جيداً ان لدينا العقول وهي موجودة في الجامعات والمعاهد العلمية ومراكز البحث في أرجاء الوطن العربي. كل ما يحتاجه علماؤنا وأكاديميينا وجامعاتنا هو فقط قرار واضح يدعم مسيرة التعليم وينصفها ويرتقي بها ،قرار يحل مشكلات التعليم عن طريق العلم والبحث العلمي كما تفعل كل الأمم الراقية والمتقدمة في العالم.
بصريح العبارة أقول، أنه إذا أردنا أن نرتقي بجامعاتنا ومستوى تعليمنا لا بد من قرار سياسي يقود إلى الإصلاح الفوري لنظام التعليم من الالف الى الياء ، ووضع مدخل جديد للقبول في الجامعات يعتمد على التنافسية النزيهة وتشيجيع البحث العلمي ، والاهم من ذلك أن تتم إعادة النظر في لجان الترقية الحالية التي تعاني المجاملات والمحسوبيات والأبحاث المنقولة أو الشكلية، وأن يتم التحكيم لدى هيئات خارجية معتمدة ومشهود لها مع إطلاق حرية البحث في مجال العلوم البحتة والإنسانية، والابتعاد عن تسييس الجامعات ومن المهم اعادة النظر في أنظمة التعليم وأن تخصص المبالغ الطائلة لمراكز الأبحاث في الجامعات حتى تتمكن من أداء دورها في خدمة المجتمع والتقدم به...عندها فقط نستطيع أن ندخل في مجال المنافسة العالمية وأن تحظ جامعاتنا بفرصة يضعها بقائمة الجامعات الامريكية والغربية، وأن نتذكر دائماً أننا في القرن الحادي والعشرين وهو بلا شك قرن التكنولوجيا بامتياز، ولن يكون هناك مكان أو احترام لأي أمة تتخلف عن هذا المجال!
*خاص بــ"العربية.نت"
Comment