كانت عبارة قرأتها في احدى تلك القنوات التي اندست بين قنواتي الاخبارية ، ونسيت زوجتي على ما يبدو في ان تضع كلمة السر عليها ..
"انها الفتاة على الشاطئ ، تنتظرك لممارسة الجنس ".. وكانت هناك فتاة بلهاء نصف عارية تتمايل وتدور وتقف وتجلس .. وعلامات " العبط " بادية على وجهها بوضوح ..
خرجت من البيت مسرعا " بالبيجاما " بعد ان وضعت علي معطفي الاسود الطويل .. وصادفت عند باب المصعد جارنا ابو عامر ..
نظر الي مستغربا .. وقال لي :
شو خير جار ..
اجبته : لا ما في شي بس انها تنتظرني ويجب علي ان اذهب قبل ان ترحل ..
قال : من هي جار التي تنتظرك .. بالله عليك في شي ..
اجبت : لا كل شيء على ما يرام .. إنها تنتظرني على الشاطئ ..
قال : شاطئ بكانون .. شربان شي جارنا ..
قلت : ليس لدي وقت اشرح لك لاحقا علي ان ..
وصل المصعد الى الطابق الاخير .. خرجت الى السطح وركضت مدفوعا بقوة التسترون الخارقة وفردت معطفي مع الريح وحلقت عاليا..
كانت السماء كالأرض مزدحمة ، مكالمات هاتفية وموجات بث الـ (أف ام) ، و الـ ( ايه ام ) والـ ( اس ان جي ) .. الثريا ، اشارات مورس .. كلها تسير وفق نظام عجيب كل الى وجهته بسرعة قصوى .. ما عدا خط " الانترنت السوري " كان بطيئا كالعادة " ينتع " ويمشي على اليمين وبعكس السير ..
دخلت على حزمة واسعة آتية من العراق .. وتنقلت بين الموجات ..
الجزيرة تحمل على موجتها خبراً عاجلاً .. ( وإلحق العاجل يدلك على الخراب ) .. انتحاري يقتل 126 ويجرح اكثر من 300 ..
خرجت الى موجة اخرى في نفس الحزمة .. " ضجيج وتكبير وهلهلة .. قوم يحتفلون بنجاح العملية الاستشهادية سقوط مئات القتلى من "العملاء "..
هربت قبل ان اصبح بين الرهائن مجرد رأس على المذبح .. ودخلت الى استديو فيه مقدم برامج ( ممسد ) وخيول تجري في نهر الحرية .. كانت الحرة الاميركية .. والصوت يشيد باختيار " الشعب العراقي " ويهلل ( ايضا ) لاول انتخابات ديموقراطية يشهدها العراق ..
لم استطع ان ابقى صامتا .. دخلت على بث القناة .. وصرخت في مقدم البرامج والجمهور .. " اول انتخابات ديموقراطية.. وعلى الاغلب ستكون .. الاخيرة لانه لن يكون هناك عراق في الانتخابات القادمة ايها الغبي مثل رئيسك بوش " ..
تمسكت باشارة استفهام واحدة من بين سيل من اشارات الاستفهام .. خرقت حزمة التساؤلات هذه .. وانصتُ فكان ذاك فيصل القاسم . يهلهل هو الاخر .. هل السنّة في العراق .. وهل الشيعة .. هل الاستبداد .. هل الاحتلال .. هل .. ام ان .. هل ام ان ..
لحظات اختفت الإشارات وخرج الى السماء خطان متوازيان احدهما احمر والآخر اخضر التقيا امامي تماما واشتبكا شر اشتباك ,,
دخلت الى المعركة .. ولم أميز سوى كلمات من قبيل انتم .. وانت خائن وخونة .. عميل وعملاء .. اسيادك واسيادي .. صراخ وجعير بالمقلوب .. وعلى حزمة الصورة ترى القاسم مرة يركب على الخط الاحمر واخرى يركب على الاخضر ..
والجمهور فرحان .. فاغر فاه .. مسطول ومكيّف .. نصفه مع الاحمر والاخر مع الاخضر ( ديموقرطية ) ومن غاب منه تراه على موقع الانترنت يصوت بكثافة .. ليربح الجائزة الكبرى .. خط اخر اطول على سلم التصويت .. تطبع النتائج و " تبروظ " شاهدة على الانجاز ..
لتخرج شارة الجزيرة من وسط المحيط وتحلق عاليا في السماء تفض الاشتباك وتعلن موعد نشرة الاخبار ..
تخلصت من زحام نشرات الاخبار التي انطلقت نحوي بجنون .. وسارعت باتجاه الشاطئ .. ولكني لم استطع ان اتجاهل " خناقة " عربية عربية اخرى تدور فوق فلسطين ..
والحزمات المتشابكة تـنقل اصوات طلقات بارودة فلسطينية وصورة حمراء بلون الدم الفلسطيني .. شتائم وتبادل اتهامات .. برنامج اخر للاتجاه المعاكس يتجاوز حدود التسلية والاثارة .. اسماء كلها عربية فلسطنية تتقاتل ، هنية وعباس وزهار ودحلان وقريع .. اشتباكات وقتلى ودخان وظلام .. وسط الزحام المدمى ضاعت القضية ..
صرخت فيهم عبر القنوات وفي اجهزة التليفونات ودوى صوتي عاليا في الاراضي المحتلة .. القضية .. القضية .. يا شباب ..
صمتوا .. تفاجأوا .. ونظروا الى الشاشات استمعوا الى اثير الاذاعات .. رموا الهواتف النقالة مفزوعين للحظات ..
وعادوا الى الكلام ..
حماس : القضية يا سيدي ان هذه القرارات التفاف على خيارات الشعب الفلسطيني .. القضية في شرعية الحكومة .. القضية باتت في الكرسي ولا تنازل على الكرسي
السلطة الفلسطينية : القضية انهم يسوقون الاوهام .. القضية الحصار .. الحصار .. الشعب جوعان يريد الطعام .. رواتب ثمانية شهور حجبت عن ابنائنا .. القضية اوهام اوها ..
بين الاوهام والحصار والسلطة الكراسي عباس وهنية .. عاد الصراخ واخترق مرة اخرى اصوات الطلقات الموجات العابرة للقارات .. لتبدأ حلقة جديدة من الانتاج الهوليودي القديم .. " فلسطين طي النسيان "
فردت معطفي الاسود وانعطفت باتجاه النسخة اللبنانية ( الاكشن ) حيث كانت الاحداث اكثر سخونة وإثارة تتصاعد دراميا باتجاه الذروة .. وهي اللحظات الاكثر تشويقا عادة في الافلام ..
ولكني لا اعرف لماذا لم ارغب في المشاهدة .. احسست بالحزن فجأة وتوجهت الى سماء بلدي سوريا ..
كانت كل الحزم لون واحد .. تسير باتجاه واحد .. بايقاع واحد مضبوط ( مثل الساعة ) ..الا حزمة قناة الشام الفضائية التي كلفت حوالي المليار ليرة سورية كانت ملونة تبث الوان قوس قزح فنشعر بروعة المكان " البكر " الذي نعيش فيه ..
جلست وتسرب اليأس الي بعدما فشلت في ايجاد بث القناة ( ياها ) لترشدني للفتاة .. ، لاكتشف بان مثل هذه الحزم لا تأتي الى المرء الا في يأسه .. فلقد اندفع الشعاع امامي يحمل ابتسامات وتأوهات فتاة الشاطئ فجأة.. قفزت على ظهره مثل جاكي شان .. وتمسكت بيديّ وقدميّ فيه .. ثوان معدودة كنت في المكان المطلوب ..
الشاطئ ,, وطيف فتاة قادمة من بعيد .. كل خطوة منها تثير سؤالا عندي
لا تبدو لي رشيقة ..
اين البشرة الناعمة ..
اين الابتسامة الساحرة ..
اين القوام الفتان ..
ولي على هل المقلب ..
و" حولا " كمان
دعتني .. بطرف اصبعها
اصابني غثيان وغمّت علي نفسي مثل الحوامل ..
تلعثمت وحاولت الاعتذار وقلت لها ..
صحيح اني كنت قادما اليك .. ولكن الصدف وحدها .. تعرفين .. يعني مارست .. اكثر من مرة ..
مارست التحرير في العراق ، ومارست الانتخابات الديمقراطية في فلسطين ، ومارست حرية التظاهر في لبنان .. واسمحي لي ان امارس الان .. (ابتسمت ) حرية التعبير .. ( كشرت ) ,,
صرخت باعلى صوتي ( إلحقوني ) .. وقفلت عائدا ولو على حزمة مدارات نضال زغبور ،التي تشبه باصات النقل الداخلي ، الى بلدي ..
عند الباب لاقاني ابو عامر مرة اخرى وهو " يرقص حاجبيه " وقال : كيف كانت الفتاة جار ..
فأجبته آه ياجار لو تعرف .. كانت تشبه مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي سوقه لنا الاميركان .. وعندما رأيناه على ارض الواقع .. قلنا لا و الله " زوجاتنا " ارحم ..
دخلت الى البيت واسترخيت على مقعدي وغفوت .. الى الصباح ليوقظني جرس الهاتف
و اعرف ماذا تنتظرون .. تنتظرون ان اقول لكم بانني استفقت من الحلم .. ؟؟
لا غير صحيح .. صدقوني هذه المرة كانت حقيقة ..
منقول..سيريا نيوز....نضال معلوف....
"انها الفتاة على الشاطئ ، تنتظرك لممارسة الجنس ".. وكانت هناك فتاة بلهاء نصف عارية تتمايل وتدور وتقف وتجلس .. وعلامات " العبط " بادية على وجهها بوضوح ..
خرجت من البيت مسرعا " بالبيجاما " بعد ان وضعت علي معطفي الاسود الطويل .. وصادفت عند باب المصعد جارنا ابو عامر ..
نظر الي مستغربا .. وقال لي :
شو خير جار ..
اجبته : لا ما في شي بس انها تنتظرني ويجب علي ان اذهب قبل ان ترحل ..
قال : من هي جار التي تنتظرك .. بالله عليك في شي ..
اجبت : لا كل شيء على ما يرام .. إنها تنتظرني على الشاطئ ..
قال : شاطئ بكانون .. شربان شي جارنا ..
قلت : ليس لدي وقت اشرح لك لاحقا علي ان ..
وصل المصعد الى الطابق الاخير .. خرجت الى السطح وركضت مدفوعا بقوة التسترون الخارقة وفردت معطفي مع الريح وحلقت عاليا..
كانت السماء كالأرض مزدحمة ، مكالمات هاتفية وموجات بث الـ (أف ام) ، و الـ ( ايه ام ) والـ ( اس ان جي ) .. الثريا ، اشارات مورس .. كلها تسير وفق نظام عجيب كل الى وجهته بسرعة قصوى .. ما عدا خط " الانترنت السوري " كان بطيئا كالعادة " ينتع " ويمشي على اليمين وبعكس السير ..
دخلت على حزمة واسعة آتية من العراق .. وتنقلت بين الموجات ..
الجزيرة تحمل على موجتها خبراً عاجلاً .. ( وإلحق العاجل يدلك على الخراب ) .. انتحاري يقتل 126 ويجرح اكثر من 300 ..
خرجت الى موجة اخرى في نفس الحزمة .. " ضجيج وتكبير وهلهلة .. قوم يحتفلون بنجاح العملية الاستشهادية سقوط مئات القتلى من "العملاء "..
هربت قبل ان اصبح بين الرهائن مجرد رأس على المذبح .. ودخلت الى استديو فيه مقدم برامج ( ممسد ) وخيول تجري في نهر الحرية .. كانت الحرة الاميركية .. والصوت يشيد باختيار " الشعب العراقي " ويهلل ( ايضا ) لاول انتخابات ديموقراطية يشهدها العراق ..
لم استطع ان ابقى صامتا .. دخلت على بث القناة .. وصرخت في مقدم البرامج والجمهور .. " اول انتخابات ديموقراطية.. وعلى الاغلب ستكون .. الاخيرة لانه لن يكون هناك عراق في الانتخابات القادمة ايها الغبي مثل رئيسك بوش " ..
تمسكت باشارة استفهام واحدة من بين سيل من اشارات الاستفهام .. خرقت حزمة التساؤلات هذه .. وانصتُ فكان ذاك فيصل القاسم . يهلهل هو الاخر .. هل السنّة في العراق .. وهل الشيعة .. هل الاستبداد .. هل الاحتلال .. هل .. ام ان .. هل ام ان ..
لحظات اختفت الإشارات وخرج الى السماء خطان متوازيان احدهما احمر والآخر اخضر التقيا امامي تماما واشتبكا شر اشتباك ,,
دخلت الى المعركة .. ولم أميز سوى كلمات من قبيل انتم .. وانت خائن وخونة .. عميل وعملاء .. اسيادك واسيادي .. صراخ وجعير بالمقلوب .. وعلى حزمة الصورة ترى القاسم مرة يركب على الخط الاحمر واخرى يركب على الاخضر ..
والجمهور فرحان .. فاغر فاه .. مسطول ومكيّف .. نصفه مع الاحمر والاخر مع الاخضر ( ديموقرطية ) ومن غاب منه تراه على موقع الانترنت يصوت بكثافة .. ليربح الجائزة الكبرى .. خط اخر اطول على سلم التصويت .. تطبع النتائج و " تبروظ " شاهدة على الانجاز ..
لتخرج شارة الجزيرة من وسط المحيط وتحلق عاليا في السماء تفض الاشتباك وتعلن موعد نشرة الاخبار ..
تخلصت من زحام نشرات الاخبار التي انطلقت نحوي بجنون .. وسارعت باتجاه الشاطئ .. ولكني لم استطع ان اتجاهل " خناقة " عربية عربية اخرى تدور فوق فلسطين ..
والحزمات المتشابكة تـنقل اصوات طلقات بارودة فلسطينية وصورة حمراء بلون الدم الفلسطيني .. شتائم وتبادل اتهامات .. برنامج اخر للاتجاه المعاكس يتجاوز حدود التسلية والاثارة .. اسماء كلها عربية فلسطنية تتقاتل ، هنية وعباس وزهار ودحلان وقريع .. اشتباكات وقتلى ودخان وظلام .. وسط الزحام المدمى ضاعت القضية ..
صرخت فيهم عبر القنوات وفي اجهزة التليفونات ودوى صوتي عاليا في الاراضي المحتلة .. القضية .. القضية .. يا شباب ..
صمتوا .. تفاجأوا .. ونظروا الى الشاشات استمعوا الى اثير الاذاعات .. رموا الهواتف النقالة مفزوعين للحظات ..
وعادوا الى الكلام ..
حماس : القضية يا سيدي ان هذه القرارات التفاف على خيارات الشعب الفلسطيني .. القضية في شرعية الحكومة .. القضية باتت في الكرسي ولا تنازل على الكرسي
السلطة الفلسطينية : القضية انهم يسوقون الاوهام .. القضية الحصار .. الحصار .. الشعب جوعان يريد الطعام .. رواتب ثمانية شهور حجبت عن ابنائنا .. القضية اوهام اوها ..
بين الاوهام والحصار والسلطة الكراسي عباس وهنية .. عاد الصراخ واخترق مرة اخرى اصوات الطلقات الموجات العابرة للقارات .. لتبدأ حلقة جديدة من الانتاج الهوليودي القديم .. " فلسطين طي النسيان "
فردت معطفي الاسود وانعطفت باتجاه النسخة اللبنانية ( الاكشن ) حيث كانت الاحداث اكثر سخونة وإثارة تتصاعد دراميا باتجاه الذروة .. وهي اللحظات الاكثر تشويقا عادة في الافلام ..
ولكني لا اعرف لماذا لم ارغب في المشاهدة .. احسست بالحزن فجأة وتوجهت الى سماء بلدي سوريا ..
كانت كل الحزم لون واحد .. تسير باتجاه واحد .. بايقاع واحد مضبوط ( مثل الساعة ) ..الا حزمة قناة الشام الفضائية التي كلفت حوالي المليار ليرة سورية كانت ملونة تبث الوان قوس قزح فنشعر بروعة المكان " البكر " الذي نعيش فيه ..
جلست وتسرب اليأس الي بعدما فشلت في ايجاد بث القناة ( ياها ) لترشدني للفتاة .. ، لاكتشف بان مثل هذه الحزم لا تأتي الى المرء الا في يأسه .. فلقد اندفع الشعاع امامي يحمل ابتسامات وتأوهات فتاة الشاطئ فجأة.. قفزت على ظهره مثل جاكي شان .. وتمسكت بيديّ وقدميّ فيه .. ثوان معدودة كنت في المكان المطلوب ..
الشاطئ ,, وطيف فتاة قادمة من بعيد .. كل خطوة منها تثير سؤالا عندي
لا تبدو لي رشيقة ..
اين البشرة الناعمة ..
اين الابتسامة الساحرة ..
اين القوام الفتان ..
ولي على هل المقلب ..
و" حولا " كمان
دعتني .. بطرف اصبعها
اصابني غثيان وغمّت علي نفسي مثل الحوامل ..
تلعثمت وحاولت الاعتذار وقلت لها ..
صحيح اني كنت قادما اليك .. ولكن الصدف وحدها .. تعرفين .. يعني مارست .. اكثر من مرة ..
مارست التحرير في العراق ، ومارست الانتخابات الديمقراطية في فلسطين ، ومارست حرية التظاهر في لبنان .. واسمحي لي ان امارس الان .. (ابتسمت ) حرية التعبير .. ( كشرت ) ,,
صرخت باعلى صوتي ( إلحقوني ) .. وقفلت عائدا ولو على حزمة مدارات نضال زغبور ،التي تشبه باصات النقل الداخلي ، الى بلدي ..
عند الباب لاقاني ابو عامر مرة اخرى وهو " يرقص حاجبيه " وقال : كيف كانت الفتاة جار ..
فأجبته آه ياجار لو تعرف .. كانت تشبه مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي سوقه لنا الاميركان .. وعندما رأيناه على ارض الواقع .. قلنا لا و الله " زوجاتنا " ارحم ..
دخلت الى البيت واسترخيت على مقعدي وغفوت .. الى الصباح ليوقظني جرس الهاتف
و اعرف ماذا تنتظرون .. تنتظرون ان اقول لكم بانني استفقت من الحلم .. ؟؟
لا غير صحيح .. صدقوني هذه المرة كانت حقيقة ..
منقول..سيريا نيوز....نضال معلوف....
Comment