الأسد مرتـاح معنويـاً: سأخوض انتخابات 2014 أو سأجلس في عيادتي
سلطت زيارة لوفد اردني زارها مؤخرا الاضواء على 'مسارات تصالحية' بقيت في ظل مشهد العلاقات الاردنية السورية خصوصا بعد الاشادة المباشرة التي نقلها اعضاء الوفد عن الرئيس بشار الاسد بالموقف الاردني 'المتوازن والايجابي'.
ويبدو ان مسارات الغزل الناعم بين عمان ودمشق وضعت الاردن على طاولة الحوار حول مستقبل التسوية السياسية المطروحة على مقاس السيناريو الروسي حيث يزور العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني موسكو في اطار مناقشة مفصلة محصورة بالملف السوري.
عمليا تشكل الوفد الاردني المشار اليه من عدة شخصيات بارزة في اطار الحراك المناصر للنظام السوري في الشارع الاردني حيث ضم قياديا بارزا في الحراك الشعبي هو ضرغام الهلسه وامين سر نقابة المحامين سميح خريس وطبيبة نفسية شهيرة في الاردن هي الدكتورة راوية البورنو اضافة الى الناشط في المخيمات راكان محمود.
---------------------------------
مصادر
مصادر في النقابات المهنية اشارت الى ان خريس وصحبه يفكرون بتنظيم المزيد من الوفود بعدما امتنعت قيادات المؤسسات النقابية عن معاقبتهم واتخاذ اجراءات ضدهم استجابة لطلب رئيس مجلس شورى جبهة العمل الاسلامي الشيخ علي ابو السكر.
خريس نفسه ابلغ شخصيات سياسية ونقابية مساء الجمعة بانه زار دمشق خمس مرات بعد الثورة الاخيرة والتقى الرئيس بشار الاسد ثلاث مرات، لكنه اعتبر المرة الاخيرة هي الاهم لان الرئيس بشار حسب عبارات خريس بدا واثقا تماما من انتصار ارادة سورية على المؤامرة، لذلك ابلغ خريس: كان ـ يقصد الرئيس بشار- متقد الذهن ويعرف تماما ما الذي يجري ويستعد لخوض المعركة حتى النهاية بجراة وشجاعة. وهي شهادة ساندتها عضو الوفد الاردني الطبيبة النفسية راوية البورنو التي ابلغت التلفزيون السوري بتشخيصها العلمي قائلة: الرئيس الاسد متصل مع الواقع ويعلم تماما ما الذي يجري.
قبل ذلك اكد عضوا الوفد خريس والهلسه لوسائل اعلام متعددة بان الرئيس بشار قال حرفيا انه يرفض مناقشة فكرة التنحي من حيث المبدأ.
شاهد اخر في الوفد الاردني قدم علنا وعبر وسائل اعلام افادة معززة لما قاله المحامي خريس هو الناشط راكان محمود الذي نفى ان يكون الاسد قد ابلغ الوفد عزمه التنحي عن منصبه.
هنا حصريا قال الرئيس الاسد بأن صناديق الاقتراع ستكون هي الحكم بينه وبين الاخرين سواء اكانوا خصوما او شركاء.
-------------------------------------
رفض التنحي
وحسب مصادر فقد رفض الرئيس الاسد عندما نوقشت في اللقاء الذي استمر لساعتين كما اوضح الهلسه فكرة التنحي تحت اي عنوان مصرا على الاحتفاظ بحقه 'كمواطن سوري' في ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة بعد انقضاء فترته الحالية عام 2014.
وفي التفاصيل ربط الرئيس الاسد خلال استقباله الوفد الاردني بين مسألتي ولايته الرئاسية والتنحي قائلا بان يرفض التنحي ويرفض التقدم بأي اعلان يفهم منه بانه سيعلن عدم نيته الترشح في انتخابات رئاسية يمكن ان تنظم في اطار اي تسوية بعد عام 2014.
وشرح الرئيس الاسد انه سيصبح كأي مواطن سوري بعد التخفف من اعباء الرئاسة عام 2014 بين خيارين الاول التمسك بحقه في الترشح لفترة رئاسية ثانية، والثاني التحول الى مواطن سوري كغيره يعيش بسلام وامان ويعمل في عيادته الطبية.
واضاف الرئيس الاسد: يقولون بان علي المغادرة او اعلان عدم الترشح ..لن افعل سأحتفظ بحقي في ترشيح نفسي واذا لم افعل ذلك سأبقى في دمشق ولن اغادرها.
وقال: لدي عائلة واصدقاء ووطن وسأخدم بلدي..سأبقى في دمشق بكل الحالات وسأواصل عملي في عيادتي كطبيب عيون لو لم اكن رئيسا.
الناشط راكان محمود قال: الرئيس الاسد تحدث خلال اللقاء عن المؤامرة التي تتعرض لها سورية، واكد ان المعركة ليست مع السلفيين او الاسلاميين بل مع الصهاينة وامريكا.
وافاد بان الرئيس الاسد تحدث بإسهاب عن المؤامرة الكونية التي تتعرض لها سورية والهادفة الى تدمير الدولة واعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم المصالح الغربية والصهيونية بشكل مباشرة.
كما اشاد الرئيس الاسد بحسب الناشط محمود بالموقف الاردني من الازمة السورية والذي وصفه بالايجابي الى حد ما قياسا بالضغوط الكبيرة على الاردن.
وقال محمود ان الرئيس الاسد اكد خلال حديثه على ان المعركة تحتاج الى حسم سريع.
----------------------------------------
منظر القتل مؤلم
بالمقابل نقل المحامي خريس لشخصيات سياسية ما قاله الاسد في لحظة قال الاول انها كانت مدهشة نسبيا حيث عبر الرئيس الاسد عن اسفه لسقوط ضحايا مستغربا ان يقبل من يدعون انفسهم بالسلفيين بالموت والانتحار الجماعي كما حصل في مذبحة داريا التي قتلوا فيها بالعشرات.
منظر القتل الجماعي - شرح الرئيس الاسد ـ يؤلم والبعض ينسى اني انسان من لحم ودم واعصاب.
وقال الرئيس الاسد بالسياق: لست وحشا وعليكم ان لا تنسوا اني رجل طبيب واتألم من مشهد الموت والدم ثم وصف اعداء سورية بأنهم 'ينتحرون' وقد غررت بهم الصهيونية والولايات المتحدة لان المطلوب سورية الموقف والدولة والبنية وليس سورية بشار الاسد.
وانتقد الاسد 'تخاذل' بعض الانظمة والحكومات العربية وقال حسب عضو بالوفد فضل عدم ذكر اسمه: قلت لهم وللعالم سابقا من يؤذي سورية سيندم واكرر.. هؤلاء سيندمون وسيحضرون للاعتذار للشعب السوري.
----------------------------------------------------
لهذه الأسباب الرئيس الأسد مرتاح معنوياً
وقال زوّار دمشق إنّ الرئيس الأسد يعيش حالة معنوية عالية، سببها حسب ما تقول اوساطه، إن قواته تحرز تقدماً ملموساً على الأرض، فيما المعالجات السياسية تتجه أكثر فأكثر لمصلحة الإقرار بقوة النظام واستمراريته.
ومن مظاهر هذه الحالة المعنوية عند الرئيس الاسد، أنه فتح باب الاستقبال لوفود عربية واقليمية ودولية متعددة، محاولاً من خلال هذه الخطوة أن ينفي ما تُصوره "البروباغندا" الإعلامية من أن معارضيه المسلحين قد إقتربوا من القصر الجمهوري، فيما هو يدير البلاد من هذا القصر بنحو طبيعي.
-------------------------------------
لكن المصدر الحقيقي لراحة الرئيس الأسد، حسب زوار دمشق، يعود الى شعوره بأنه قد أحرز مجموعة نقاط لمصلحته هي:
ـ أولاً:
تماسك واضح في بنية الدولة السورية في الداخل والخارج. فعلى رغم من أن عدداً غير قليل من الضباط والعسكريين قد إنشقوا عن الجيش، لكن وحدة عسكرية كاملة (سرية، كتيبة، فوج، لواء، فرقة، فيلق) لم تنشق. كما أن الجسم الديبلوماسي، وهو مقيم خارج سوريا، لم يتعرض لأيّ انشقاق يٌذكر، على رغم عروض ومغريات متعددة يتحدث عنها النظام السوري قُدمت للعاملين في السلك الديبلوماسي ليعلنوا انشقاقهم.
ـ ثانياً:
واقع المعارضة المتشظي، فلا جسم سياسياً واحداً لهذه المعارضة ولا جسم عسكرياً، بل على العكس من ذلك، فإن التراشق يتصاعد بين معارضي الخارج، والاشتباكات تتوالى بين مقاتلي الداخل. ويتندر مسؤولون في دمشق باشتباكات جرت في سجن رومية في لبنان بين عناصر من "فتح الاسلام" إنضمت الى "جبهة النصرة"، وبين ضابط معتقل ينتمي الى "الجيش السوري الحر".
ـ ثالثاً:
التحول المتدرّج في الموقف الاميركي، والذي بلغ ذروته بإعلان الرئيس باراك أوباما في خطاب "حال الأمّة" الأخير أنه متجهٌ الى الانكفاء لمعالجة قضايا الداخل، وأنه يدعم التسوية السياسية لكل المشكلات الإقليمية القائمة. وقد بدأ هذا التحوّل، منذ أن تقدم شعار مكافحة الإرهاب داخل الأولويات الاميركية مجدد
وهو شعار تُرجِم رسمياً بإدراج "جبهة النصرة" في لائحة الإرهاب. وتتوقع دمشق ان يشهد لقاء القمة المنتظر بين اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين نوعاً من التسليم الاميركي بالحل الروسي للأزمة السورية، وهو حل يرتكز الى وثيقة جنيف التي تتحدث عن مرحلة انتقالية في وجود الأسد لا في غيابه.
ـ رابعاً:
التراجع الواضح في الاهتمام الأوروبي بالأزمة السورية. ففرنسا غارقة في مالي، ولندن غير مستعدة لتسليم مبنى السفارة السورية للمعارضة على غرار ما فعلته قطر.
ـ خامساً:
التصدع المتنامي في جبهة القوى الدولية الخارجية المناهضة للنظام السوري، فأزمة مالي أظهرت انقساماً بين فرنسا وقطر، والإنتقادات الديبلوماسية الاميركية لسياسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في تزايد، وموقف دول الخليج، ما عدا قطر، من جماعة “الإخوان المسلمين” يترك آثاره على العلاقات مع النظامين المصري والتونسي خصوصاً.
---------------------------------------
لكن العامل الرئيسي في الحالة المعنوية للأسد، حسب ما يقول زوار دمشق، تكمن في إحساسه بأن شرائح واسعة من الشعب السوري، قد بدأت تُدرك مخاطر ما يجري، بحيث لم يعد الأمر إستهدافاً لرئيس أو نظام، وإنما سوريا البلد، ما جعل تظاهرات تنطلق ضد المسلحين في مناطق سيطرتهم واحتجاجات على ممارسات هؤلاء المسلحين، خصوصاً الخطف على الهوية، وهو أمر لم يعرفه السوريون سابقاً، بل إنه دخل مع المسلحين الأجانب الى بلادهم ومجتمعاتهم.
ويروي زوار دمشق ان مجموعات كبيرة من المسلحين والمواطنين السوريين، قد بدأت تتصل بالسلطة وعبر لجان المصالحة الوطنية لتعلن انضوائها تحت لواء الدولة.
ناهيك عمّا نُقل أخيراً عن حوار حصل بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمعارضة السورية توصل من خلاله رئيس الديبلوماسية الروسية الى اقتناع بأن هذه المعارضة غير مؤهلة، وغير قادرة على الدخول في حوار سياسي، بل إنها تصعّد من شروطها لإدراكها أنها غير مسيطرة على الأرض.
فأرض المعارضة في سوريا بدأت تميل لمصلحة "جبهة النصرة" التي، وإن كانت الأكثر شراسة في الميدان، إلاّ أنها الأكثر جهلاً بطبيعة المجتمع السوري وتنوعه، وبرفض القوى الغربية والاقليمية لأيديولوجيتها التي تستطيع أن تُفجّر المجتمع السوري، ولكنها لا تستطيع أن تحكمه.
فهل هذه الانطباعات التي يتحدث عنها زوار دمشق مطابقة للواقع؟ أم انها تعبّر عن رغبات وأمانٍ؟ هذا ما ستكشفه الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة.
سلطت زيارة لوفد اردني زارها مؤخرا الاضواء على 'مسارات تصالحية' بقيت في ظل مشهد العلاقات الاردنية السورية خصوصا بعد الاشادة المباشرة التي نقلها اعضاء الوفد عن الرئيس بشار الاسد بالموقف الاردني 'المتوازن والايجابي'.
ويبدو ان مسارات الغزل الناعم بين عمان ودمشق وضعت الاردن على طاولة الحوار حول مستقبل التسوية السياسية المطروحة على مقاس السيناريو الروسي حيث يزور العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني موسكو في اطار مناقشة مفصلة محصورة بالملف السوري.
عمليا تشكل الوفد الاردني المشار اليه من عدة شخصيات بارزة في اطار الحراك المناصر للنظام السوري في الشارع الاردني حيث ضم قياديا بارزا في الحراك الشعبي هو ضرغام الهلسه وامين سر نقابة المحامين سميح خريس وطبيبة نفسية شهيرة في الاردن هي الدكتورة راوية البورنو اضافة الى الناشط في المخيمات راكان محمود.
---------------------------------
مصادر
مصادر في النقابات المهنية اشارت الى ان خريس وصحبه يفكرون بتنظيم المزيد من الوفود بعدما امتنعت قيادات المؤسسات النقابية عن معاقبتهم واتخاذ اجراءات ضدهم استجابة لطلب رئيس مجلس شورى جبهة العمل الاسلامي الشيخ علي ابو السكر.
خريس نفسه ابلغ شخصيات سياسية ونقابية مساء الجمعة بانه زار دمشق خمس مرات بعد الثورة الاخيرة والتقى الرئيس بشار الاسد ثلاث مرات، لكنه اعتبر المرة الاخيرة هي الاهم لان الرئيس بشار حسب عبارات خريس بدا واثقا تماما من انتصار ارادة سورية على المؤامرة، لذلك ابلغ خريس: كان ـ يقصد الرئيس بشار- متقد الذهن ويعرف تماما ما الذي يجري ويستعد لخوض المعركة حتى النهاية بجراة وشجاعة. وهي شهادة ساندتها عضو الوفد الاردني الطبيبة النفسية راوية البورنو التي ابلغت التلفزيون السوري بتشخيصها العلمي قائلة: الرئيس الاسد متصل مع الواقع ويعلم تماما ما الذي يجري.
قبل ذلك اكد عضوا الوفد خريس والهلسه لوسائل اعلام متعددة بان الرئيس بشار قال حرفيا انه يرفض مناقشة فكرة التنحي من حيث المبدأ.
شاهد اخر في الوفد الاردني قدم علنا وعبر وسائل اعلام افادة معززة لما قاله المحامي خريس هو الناشط راكان محمود الذي نفى ان يكون الاسد قد ابلغ الوفد عزمه التنحي عن منصبه.
هنا حصريا قال الرئيس الاسد بأن صناديق الاقتراع ستكون هي الحكم بينه وبين الاخرين سواء اكانوا خصوما او شركاء.
-------------------------------------
رفض التنحي
وحسب مصادر فقد رفض الرئيس الاسد عندما نوقشت في اللقاء الذي استمر لساعتين كما اوضح الهلسه فكرة التنحي تحت اي عنوان مصرا على الاحتفاظ بحقه 'كمواطن سوري' في ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة بعد انقضاء فترته الحالية عام 2014.
وفي التفاصيل ربط الرئيس الاسد خلال استقباله الوفد الاردني بين مسألتي ولايته الرئاسية والتنحي قائلا بان يرفض التنحي ويرفض التقدم بأي اعلان يفهم منه بانه سيعلن عدم نيته الترشح في انتخابات رئاسية يمكن ان تنظم في اطار اي تسوية بعد عام 2014.
وشرح الرئيس الاسد انه سيصبح كأي مواطن سوري بعد التخفف من اعباء الرئاسة عام 2014 بين خيارين الاول التمسك بحقه في الترشح لفترة رئاسية ثانية، والثاني التحول الى مواطن سوري كغيره يعيش بسلام وامان ويعمل في عيادته الطبية.
واضاف الرئيس الاسد: يقولون بان علي المغادرة او اعلان عدم الترشح ..لن افعل سأحتفظ بحقي في ترشيح نفسي واذا لم افعل ذلك سأبقى في دمشق ولن اغادرها.
وقال: لدي عائلة واصدقاء ووطن وسأخدم بلدي..سأبقى في دمشق بكل الحالات وسأواصل عملي في عيادتي كطبيب عيون لو لم اكن رئيسا.
الناشط راكان محمود قال: الرئيس الاسد تحدث خلال اللقاء عن المؤامرة التي تتعرض لها سورية، واكد ان المعركة ليست مع السلفيين او الاسلاميين بل مع الصهاينة وامريكا.
وافاد بان الرئيس الاسد تحدث بإسهاب عن المؤامرة الكونية التي تتعرض لها سورية والهادفة الى تدمير الدولة واعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم المصالح الغربية والصهيونية بشكل مباشرة.
كما اشاد الرئيس الاسد بحسب الناشط محمود بالموقف الاردني من الازمة السورية والذي وصفه بالايجابي الى حد ما قياسا بالضغوط الكبيرة على الاردن.
وقال محمود ان الرئيس الاسد اكد خلال حديثه على ان المعركة تحتاج الى حسم سريع.
----------------------------------------
منظر القتل مؤلم
بالمقابل نقل المحامي خريس لشخصيات سياسية ما قاله الاسد في لحظة قال الاول انها كانت مدهشة نسبيا حيث عبر الرئيس الاسد عن اسفه لسقوط ضحايا مستغربا ان يقبل من يدعون انفسهم بالسلفيين بالموت والانتحار الجماعي كما حصل في مذبحة داريا التي قتلوا فيها بالعشرات.
منظر القتل الجماعي - شرح الرئيس الاسد ـ يؤلم والبعض ينسى اني انسان من لحم ودم واعصاب.
وقال الرئيس الاسد بالسياق: لست وحشا وعليكم ان لا تنسوا اني رجل طبيب واتألم من مشهد الموت والدم ثم وصف اعداء سورية بأنهم 'ينتحرون' وقد غررت بهم الصهيونية والولايات المتحدة لان المطلوب سورية الموقف والدولة والبنية وليس سورية بشار الاسد.
وانتقد الاسد 'تخاذل' بعض الانظمة والحكومات العربية وقال حسب عضو بالوفد فضل عدم ذكر اسمه: قلت لهم وللعالم سابقا من يؤذي سورية سيندم واكرر.. هؤلاء سيندمون وسيحضرون للاعتذار للشعب السوري.
----------------------------------------------------
لهذه الأسباب الرئيس الأسد مرتاح معنوياً
وقال زوّار دمشق إنّ الرئيس الأسد يعيش حالة معنوية عالية، سببها حسب ما تقول اوساطه، إن قواته تحرز تقدماً ملموساً على الأرض، فيما المعالجات السياسية تتجه أكثر فأكثر لمصلحة الإقرار بقوة النظام واستمراريته.
ومن مظاهر هذه الحالة المعنوية عند الرئيس الاسد، أنه فتح باب الاستقبال لوفود عربية واقليمية ودولية متعددة، محاولاً من خلال هذه الخطوة أن ينفي ما تُصوره "البروباغندا" الإعلامية من أن معارضيه المسلحين قد إقتربوا من القصر الجمهوري، فيما هو يدير البلاد من هذا القصر بنحو طبيعي.
-------------------------------------
لكن المصدر الحقيقي لراحة الرئيس الأسد، حسب زوار دمشق، يعود الى شعوره بأنه قد أحرز مجموعة نقاط لمصلحته هي:
ـ أولاً:
تماسك واضح في بنية الدولة السورية في الداخل والخارج. فعلى رغم من أن عدداً غير قليل من الضباط والعسكريين قد إنشقوا عن الجيش، لكن وحدة عسكرية كاملة (سرية، كتيبة، فوج، لواء، فرقة، فيلق) لم تنشق. كما أن الجسم الديبلوماسي، وهو مقيم خارج سوريا، لم يتعرض لأيّ انشقاق يٌذكر، على رغم عروض ومغريات متعددة يتحدث عنها النظام السوري قُدمت للعاملين في السلك الديبلوماسي ليعلنوا انشقاقهم.
ـ ثانياً:
واقع المعارضة المتشظي، فلا جسم سياسياً واحداً لهذه المعارضة ولا جسم عسكرياً، بل على العكس من ذلك، فإن التراشق يتصاعد بين معارضي الخارج، والاشتباكات تتوالى بين مقاتلي الداخل. ويتندر مسؤولون في دمشق باشتباكات جرت في سجن رومية في لبنان بين عناصر من "فتح الاسلام" إنضمت الى "جبهة النصرة"، وبين ضابط معتقل ينتمي الى "الجيش السوري الحر".
ـ ثالثاً:
التحول المتدرّج في الموقف الاميركي، والذي بلغ ذروته بإعلان الرئيس باراك أوباما في خطاب "حال الأمّة" الأخير أنه متجهٌ الى الانكفاء لمعالجة قضايا الداخل، وأنه يدعم التسوية السياسية لكل المشكلات الإقليمية القائمة. وقد بدأ هذا التحوّل، منذ أن تقدم شعار مكافحة الإرهاب داخل الأولويات الاميركية مجدد
وهو شعار تُرجِم رسمياً بإدراج "جبهة النصرة" في لائحة الإرهاب. وتتوقع دمشق ان يشهد لقاء القمة المنتظر بين اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين نوعاً من التسليم الاميركي بالحل الروسي للأزمة السورية، وهو حل يرتكز الى وثيقة جنيف التي تتحدث عن مرحلة انتقالية في وجود الأسد لا في غيابه.
ـ رابعاً:
التراجع الواضح في الاهتمام الأوروبي بالأزمة السورية. ففرنسا غارقة في مالي، ولندن غير مستعدة لتسليم مبنى السفارة السورية للمعارضة على غرار ما فعلته قطر.
ـ خامساً:
التصدع المتنامي في جبهة القوى الدولية الخارجية المناهضة للنظام السوري، فأزمة مالي أظهرت انقساماً بين فرنسا وقطر، والإنتقادات الديبلوماسية الاميركية لسياسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في تزايد، وموقف دول الخليج، ما عدا قطر، من جماعة “الإخوان المسلمين” يترك آثاره على العلاقات مع النظامين المصري والتونسي خصوصاً.
---------------------------------------
لكن العامل الرئيسي في الحالة المعنوية للأسد، حسب ما يقول زوار دمشق، تكمن في إحساسه بأن شرائح واسعة من الشعب السوري، قد بدأت تُدرك مخاطر ما يجري، بحيث لم يعد الأمر إستهدافاً لرئيس أو نظام، وإنما سوريا البلد، ما جعل تظاهرات تنطلق ضد المسلحين في مناطق سيطرتهم واحتجاجات على ممارسات هؤلاء المسلحين، خصوصاً الخطف على الهوية، وهو أمر لم يعرفه السوريون سابقاً، بل إنه دخل مع المسلحين الأجانب الى بلادهم ومجتمعاتهم.
ويروي زوار دمشق ان مجموعات كبيرة من المسلحين والمواطنين السوريين، قد بدأت تتصل بالسلطة وعبر لجان المصالحة الوطنية لتعلن انضوائها تحت لواء الدولة.
ناهيك عمّا نُقل أخيراً عن حوار حصل بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمعارضة السورية توصل من خلاله رئيس الديبلوماسية الروسية الى اقتناع بأن هذه المعارضة غير مؤهلة، وغير قادرة على الدخول في حوار سياسي، بل إنها تصعّد من شروطها لإدراكها أنها غير مسيطرة على الأرض.
فأرض المعارضة في سوريا بدأت تميل لمصلحة "جبهة النصرة" التي، وإن كانت الأكثر شراسة في الميدان، إلاّ أنها الأكثر جهلاً بطبيعة المجتمع السوري وتنوعه، وبرفض القوى الغربية والاقليمية لأيديولوجيتها التي تستطيع أن تُفجّر المجتمع السوري، ولكنها لا تستطيع أن تحكمه.
فهل هذه الانطباعات التي يتحدث عنها زوار دمشق مطابقة للواقع؟ أم انها تعبّر عن رغبات وأمانٍ؟ هذا ما ستكشفه الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة.
Comment