"لله يا محسنين في شهر الصائمين"، "عاونونا لله يا صائمين ربي يتقبل منكم".. عبارات ألفنا سماعها في شهر رمضان حين يشدو بها المتسولون أينما وجدوا في شهر رمضان، بعد أن باتوا ديكوراً يومياً يزين شوارعنا و أسواقنا و حتى مداخل مساجدنا وأرصفة وأزقة شوارعنا.
وحيث يتفنن الكثير منهم وربما يجهد نفسه عناء انتقاء العبارات الأكثر تأثيراً في نفوس المارة لم يتوانى المتسولون خلال هذه الفترة من الوقت التي تشهد توتراً أمنياً في مختلف مناطق العاصمة دمشق وريفها من الولوج في خضم الأزمة السياسية التي تعصف في سورية، عبر ابتكار عبارات و تقنيات و أدوات للتسول تتناسب مع الرأي السياسي من الأزمة في هذا الحي أو المنطقة التي يتسولون فيها، وكل ذلك بقصد التأثير في نفوس القاطنين في هذه الحي أو ذاك للظفر باستعطافهم والكسب المادي، مستعملين في ذلك عبارات و جمل حفظها الكثيرون منهم و أصبحوا يرددونها بألحان مختلفة فالمهم بالنسبة لهؤلاء كيف يكسبون قلوب المارة ويقنعونهم بحالتهم تلك و بالتالي يثيرون شفقتهم.
وحسب السوق يسوق المتسولون في العاصمة فمن الأعلام إلى الأغاني والأدعية، وصولاً إلى الصور إذا اقتضى الأمر، لا يدخر المتسول جهداً في استخدامها حسب الوجهة التي يقصدها سواء كان الحي من الأحياء المعروفة بولائها للنظام أو من الأحياء التي اشتهرت بتوترها الأمني، ليبقى استخدام العبارات الدينية التي تدعوا للمارة وقاطني الحي بالنصر القريب بالشهر الكريم على أعداءهم وبالرحمة للشهداء، وشتم القتلى بأوبخ العبارات بألحان شذية، القاسم المشترك بين جميع الأحياء دون تحديد منهم الشهداء أو القتلى أو حتى العدو، فالمعنى في قلب المتسول، ومفهوم من خلال الحي الذي يستول فيه، بما يجعلك لا تتوانى لحظة عن إدخال يدك إلى جيبك لإخراج ما تجود به، وبالتالي ينجح المتسولون بالعزف على وتر الأزمة في استدرار عطف مستهدفيهم والحصول على مبالغ أكبر.
لذلك لا تستغرب إن غاب على عينيك متسولون ألفتهم في أماكن محددة فلا تتوقع اعتزالهم للمهنة فما في الأمر أنهم غيروا مقرات عملهم تلك و تنقلوا إلى مقرات أخرى تماشيا مع الأزمة خصوصاً الأحياء المنكوبة والتي هجرها سكانها حيث جعلوها وجهتهم المفضلة، ومنهم من اقتحم السوق ليضرب عصفورين بحجر واحد و الغنيمة من صدقات المتسوقين و حتى الباعة عن طريق طلب سلع ومواد عينية وأدوية يدّعون الحاجة إليها ويبيعونها في منافذ بيع أخرى.
وهذه المشاهد تتكرر يومياً مئات المرات سواء في هذا الحي أو ذاك، حتى أن الأمر تعدى ذلك لتصيب عدوى التسول باسم الأزمة إلى دول مجاورة لجأ لها السوريين بفعل الأحداث الجارية في مدنهم، حيث ذكرت العديد من الصحف العربية في أعدادها الصادرة مؤخراً أن التسول باسم السوريين أصبح طريقة جديدة للبحث عن عواطف يقابلها دنانير تمنح لهذا المتسول أو تلك المتسولة، حيث تحترف متسولات جزائريات النصب على المواطنين واستعطافهم وذلك من خلال التدرب على نطق اللهجة السورية ومخادعة المتصدقين، وتلجأ المتسولات الجزائريات إلى تعلم اللهجة السورية وانتحال شخصية لاجئات واستغلال ذلك، للتمكن من جيوب المواطنين البسطاء.
وهو ما فتح شهية غيرهم للعب نفس الدور، حيث تفضل نساء وشابات من أصول سورية حسبما ذكرت صحف عربية المساجد وإظهار تدّينهن أكثر من غيرهن، بعد هروبهن من الأوضاع الأمنية غير المستقرة التي تعرفها بلدهم.
وفي هذا الجانب يرى أستاذ علم النفس في جامعة بيروت محمود عصمه جي أن محاولات البحث عن الحصول على المال تقف وراء أية ظاهرة تحاكي الواقع الذي يعيشه المجتمع.
ويبين عصمه جي أن المسألة لا تتعدى كونها أسلوب لتحريك عواطف الناس تجاه أشقائهم في هذا الحي أو ذاك اللذين يعيشون كلاجئين، مشيراً إلى نجاعة هذا الأسلوب لدى الكثير ممن يمتهنون مهنة التسول، إذ أنهم يقحمون لهجة منطقة معينة أو الملابس وغيرها للحصول على المال لـ"استدرار" العاطفة.
ويحذر من أن استعمال الأسلوب العاطفي واستغلال القضايا الكبرى في التسول هو الأسلوب الأمثل لأبناء هذه الفئة، مشيراً إلى أن الأسلوب الأمثل لكشف هؤلاء هو أولاً عدم منحهم المال، وثانياً التأكد من هويتهم.
ويذهب عصمه جي إلى أبعد من ذلك عندما يشير إلى أن أسلوب التقمص الوجداني لاستدرار العواطف هو الأسلوب الأكثر نجاحاً، وخاصة لدى الأطفال والنساء، ذلك أننا مجتمع عاطفي ننظر إلى فئة النساء والأطفال بالكثير من الشفقة والعاطفة.
وحيث يتفنن الكثير منهم وربما يجهد نفسه عناء انتقاء العبارات الأكثر تأثيراً في نفوس المارة لم يتوانى المتسولون خلال هذه الفترة من الوقت التي تشهد توتراً أمنياً في مختلف مناطق العاصمة دمشق وريفها من الولوج في خضم الأزمة السياسية التي تعصف في سورية، عبر ابتكار عبارات و تقنيات و أدوات للتسول تتناسب مع الرأي السياسي من الأزمة في هذا الحي أو المنطقة التي يتسولون فيها، وكل ذلك بقصد التأثير في نفوس القاطنين في هذه الحي أو ذاك للظفر باستعطافهم والكسب المادي، مستعملين في ذلك عبارات و جمل حفظها الكثيرون منهم و أصبحوا يرددونها بألحان مختلفة فالمهم بالنسبة لهؤلاء كيف يكسبون قلوب المارة ويقنعونهم بحالتهم تلك و بالتالي يثيرون شفقتهم.
وحسب السوق يسوق المتسولون في العاصمة فمن الأعلام إلى الأغاني والأدعية، وصولاً إلى الصور إذا اقتضى الأمر، لا يدخر المتسول جهداً في استخدامها حسب الوجهة التي يقصدها سواء كان الحي من الأحياء المعروفة بولائها للنظام أو من الأحياء التي اشتهرت بتوترها الأمني، ليبقى استخدام العبارات الدينية التي تدعوا للمارة وقاطني الحي بالنصر القريب بالشهر الكريم على أعداءهم وبالرحمة للشهداء، وشتم القتلى بأوبخ العبارات بألحان شذية، القاسم المشترك بين جميع الأحياء دون تحديد منهم الشهداء أو القتلى أو حتى العدو، فالمعنى في قلب المتسول، ومفهوم من خلال الحي الذي يستول فيه، بما يجعلك لا تتوانى لحظة عن إدخال يدك إلى جيبك لإخراج ما تجود به، وبالتالي ينجح المتسولون بالعزف على وتر الأزمة في استدرار عطف مستهدفيهم والحصول على مبالغ أكبر.
لذلك لا تستغرب إن غاب على عينيك متسولون ألفتهم في أماكن محددة فلا تتوقع اعتزالهم للمهنة فما في الأمر أنهم غيروا مقرات عملهم تلك و تنقلوا إلى مقرات أخرى تماشيا مع الأزمة خصوصاً الأحياء المنكوبة والتي هجرها سكانها حيث جعلوها وجهتهم المفضلة، ومنهم من اقتحم السوق ليضرب عصفورين بحجر واحد و الغنيمة من صدقات المتسوقين و حتى الباعة عن طريق طلب سلع ومواد عينية وأدوية يدّعون الحاجة إليها ويبيعونها في منافذ بيع أخرى.
وهذه المشاهد تتكرر يومياً مئات المرات سواء في هذا الحي أو ذاك، حتى أن الأمر تعدى ذلك لتصيب عدوى التسول باسم الأزمة إلى دول مجاورة لجأ لها السوريين بفعل الأحداث الجارية في مدنهم، حيث ذكرت العديد من الصحف العربية في أعدادها الصادرة مؤخراً أن التسول باسم السوريين أصبح طريقة جديدة للبحث عن عواطف يقابلها دنانير تمنح لهذا المتسول أو تلك المتسولة، حيث تحترف متسولات جزائريات النصب على المواطنين واستعطافهم وذلك من خلال التدرب على نطق اللهجة السورية ومخادعة المتصدقين، وتلجأ المتسولات الجزائريات إلى تعلم اللهجة السورية وانتحال شخصية لاجئات واستغلال ذلك، للتمكن من جيوب المواطنين البسطاء.
وهو ما فتح شهية غيرهم للعب نفس الدور، حيث تفضل نساء وشابات من أصول سورية حسبما ذكرت صحف عربية المساجد وإظهار تدّينهن أكثر من غيرهن، بعد هروبهن من الأوضاع الأمنية غير المستقرة التي تعرفها بلدهم.
وفي هذا الجانب يرى أستاذ علم النفس في جامعة بيروت محمود عصمه جي أن محاولات البحث عن الحصول على المال تقف وراء أية ظاهرة تحاكي الواقع الذي يعيشه المجتمع.
ويبين عصمه جي أن المسألة لا تتعدى كونها أسلوب لتحريك عواطف الناس تجاه أشقائهم في هذا الحي أو ذاك اللذين يعيشون كلاجئين، مشيراً إلى نجاعة هذا الأسلوب لدى الكثير ممن يمتهنون مهنة التسول، إذ أنهم يقحمون لهجة منطقة معينة أو الملابس وغيرها للحصول على المال لـ"استدرار" العاطفة.
ويحذر من أن استعمال الأسلوب العاطفي واستغلال القضايا الكبرى في التسول هو الأسلوب الأمثل لأبناء هذه الفئة، مشيراً إلى أن الأسلوب الأمثل لكشف هؤلاء هو أولاً عدم منحهم المال، وثانياً التأكد من هويتهم.
ويذهب عصمه جي إلى أبعد من ذلك عندما يشير إلى أن أسلوب التقمص الوجداني لاستدرار العواطف هو الأسلوب الأكثر نجاحاً، وخاصة لدى الأطفال والنساء، ذلك أننا مجتمع عاطفي ننظر إلى فئة النساء والأطفال بالكثير من الشفقة والعاطفة.
Comment