ياسر خضر - عربي برس - دمشق
2012-07-17
هي مزحة ثورية إسمها معركة دمشق "، يقول مسؤول إحدى تنسيقيات حي المزة في الثورة السورية لـ "عربي برس": (18 تنسيقية في المزة فقط بعضها جدي واغلبها يضم بضعة عناصر ).
اليساري ذو الشعر الطويل واللحية الوهابية لا يمارس الصلاة أصلا ولا يهتم بالتقاليد الدينية، ولكن موقعه على رأس عمل ثوري دفعه إلى امامة الصلاة في المساجد بمجموعاته الثورية، لا لسبب ايماني شخصي بل لأن ممارسة الصلاة تقوي موقعه القيادي بين شباب أغلبهم يعتبر نفسه " ثوريا للدفاع عن الطائفة" لا أكثر ولا اقل.
هو مخرج تلفزيوني مطرود من عمله منذ العام 2003 لأسباب سياسية ، ومواقفه المعلنة الرافضة لحكم البعث كلفته مهنته " منذ ما قبل أن ينبت للحية الشيخ العرعور انياب ثورية " كما يحلو له ان يردد بسخرية . ولإيمانه بوجوب تداول السلطة ديمقراطيا في سورية ساهم في كل النشاطات المعارضة خلال السنوات الماضية وكان واحدا من أوائل من شاركوا في الثورة السورية لحظة إندلاعها من حي الحريقة في دمشق القديمة يوم رفع هو شعار " الشعب السوري ما بينذل " فردد خلفه المئات .
كنت يساريا و" لكن ما أراه من قتل طائفي من قبل النظام جعلني طائفيا غصبا عني"
هو المتحول إلى مدافع عن " أهل السنة والجماعة " من منطلق الانتماء الطائفي يسخر وهو يشرب كوب شاي في مقهى " كازا خان " من نفسه ومن رفاقه الثوريين ويؤكد: " لشو الكذب ...فشلنا في إسقاط النظام سلميا لأن النظام لم يترك لنا فرصة الانتصار عليه "
لكنكم أكثر عددا ؟
نسأله : لكن المعركة العسكرية إنتقلت إلى دمشق ...اليس هذا إنتصار للثورة؟
يقول: بدك يحكي فيني العقل ام الغريزة الانتقامية ؟
الصمت يجيبه فيتابع:
النظام إنتصر وفشلت الثورة ...هذا ما يقوله العقل وأما غريزتي " فتناحة بدنا نضل نقول ثورة حتى إسقاط النظام ...
يستشرف كلامه ويفكر في صوابية ما سيبوح به ثم يضيف:
الثورة في سورية تسقط حين تتخلى عن سلميتها، قلنا ذلك للاخوة في التشكيلات المسلحة وما فهموا شو معناتها تسليح ثورة في بلد متعدد الطوائف وأكثر من نصف سكانه مديني بطبعه ولو كانت أصوله ريفية وعشائرية أي لا يحب العنف ويأنف المشاركة فيه.
فضلا عن ذلك، أظن بأن النظام كان سيفشل فشلا ذريعا في قمع ثورة سلمية إحتاجت لاربعين عاما لتنطلق ولكنها لم تكن لتتكامل وتنتشر قبل نضال طويل.
تسرع المنتقلون إلى السلاح لأنهم أعطوا النظام فرصة البقاء. اظن ان قادة النظام أقاموا الافراح حين وقفت حمص لتحمل السلاح ونسيت التظاهر، واليوم هم فرحون جدا بما يجري في العاصمة وإن هزهم أمنيا ولكني اصدقك القول :
إنها معركة خاسرة ومن المستحيل ان يصمد المقاتلون الحماصنة والدومانيون والديريون والادالبة والدرعاويين في شوارع الشام بلا مساندة من اهلها ، واهل الشام لم يتظاهروا خوفا من الفوضى فهل تظن بأنهم سيدعمون وجود الجيش الحر في مدينتهم ؟ ويتابع :
أظن أن اكبر مسيرة تأييد للنظام سيقوم بها اهل دمشق رفضا لوجود المسلحين صدقني ...أنا شامي وأعرف ما اقوله ...حتى أمي العجوز التي كانت تدعو على النظام وعلى الرئيس لأنه يقتل اهل حمص ودرعا بدأت اليوم بالدعاء على خربوا الشام وشردوا اهل التضامن والميدان !(المسلحين)
لكنك تقول أن الطائفية تحرك الثوار واهل الشام هم أكثرية في المدينة:
يجيب : حبيبي في 800 الف ساحلي في نصفهم تحت السلاح ومدرب على القتال تطوق أحيائهم دمشق كيف برأيك يمكن التفوق على هذه العقبة البسيطة إذا كانت كل كتائب الجيش الحر لا تزيد عن عشرة الاف في دمشق كلها تسعون بالمئة منهم من خارجها؟
ثم إذا قصدك السنة اغلبية في دمشق ..لكنهم بأغلبيتهم ليسوا مستعدين لتلقي رصاص وقذائف النظام دفاعا عن خيار الجيش الحر الذي لم يستشرهم احد به.
نسأله: لكن بيان كتائب الصحابة تحدث عن مساندة اهالي الميدان والتضامن لمقاتليه:
يجيب : أيه صحيح والدليل ...(ساخرا) مشان هيك مبارح ثمانين الفا نزحوا من حي الميدان ومن التضامن تضامنا مع الجيش الحر (ضاحكا بحزن) ..
يتابع : أخي شوف لقلك ...أكتب بنزاهة ولا تحرف كلامي ... هناك فئة من المسلحين من خارج دمشق يحقدون على أهلها ..
أنا سمعت بنفسي في إجتماعات التنسيق مع المجموعات الثورية في مناطق سورية مختلفة كلاما مفاده :
لولا خيانة أهالي دمشق وحلب من السنة للثورة لما انهزمنا في تحركنا السلمي. وسمعت يساريين فضلا عن سلفيين يقولون " بصراحة ما فعله تشي غيفارا في اهل القرى التي لم تناصره في بوليفيا قليل وكان علينا القيام بذلك في دمشق !!(قتل القرويين الذين لم يشاركوا في ثورته)
لماذا : نسأله لماذا يحقد الثوار المسلحين على دمشق وحلب فيجيب :
لأنه يظنون بأنه لولا خيانة اهل دمشق وحلب السنة لثورتنا ولولا تقاعسهم ولولا جبنهم ولولا خوفهم لكنا ملأنا الشوارع بملايين المتظاهرين ...!
يضيف ...أنا ضد هذا التفكير بس عن جد شي بيفلج ...
ما خلينا شي بحرك الناس وما عملناه، اشتغلنا على الحوارات من بيت لبيت، اشتغلنا على ائمة المساجد وعلى خط المشايخ، إشتغلنا على نشر البيانات امام البيوت والشوارع . بالكلام كلون معنا وبالفعل كل مرا بتضب زوجها وابنها حتى ما ينزلوا يتظاهروا ...وآخرتها أستوردنا متظاهرين من داريا لنبين كتار بالمزة يوم التشييع " يمكن" بيتشجعو وبيطلعو من بيوتن وقلنا الحمد لله انجحنا فيها بس تاني يوم كم واحد اجى على التظاهرة في المزة ؟؟ 200 زلمة ما جمعنا ...طيب طائفة متل هاي ما بدها حرق ؟
نسأله إذا إنتقلتم للسلاح في دمشق عن سابق تصور وتصميم للأنتقام من الدمشقيين لأنهم لم يثوروا ؟
يجيب : نحن لأ بس غيرنا أيه ...وبصراحة الشوام بيستاهلو يصير بشوارعهم اللي عم بصير بالميدان وبالتضامن (اشتباكات وانتشار للمسلحين) بس وحياة أمي التنسيقيات الشامية ما الها قلب تنتقم بشكل عشوائي هادول اهلنا ...
" بس في مين إجى من برا وعملها "
كيف يعني من برا (من خارج دمشق ؟)
يقول :
هناك الاف من المهجرين الحماصنة والدوامنة ، وهناك مسلحين هربوا من دوما ومن دارايا وجبال الزبداني ودخلوا إلى أحياء دمشق وبدأو معركة يعرفون سلفا أنهم مهزمون فيها وبغير موافقتنا وبلا تعاون معنا وهم يرون أن تخريب الوضع الأمني في دمشق سيضر بالنظام ويهزه .
وكان الناطق باسم كتائب تقاتل في دمشق المدعو ابو عمارة قد تحدث في نشرة الثامنة مساء ليل الأثنين السادس عشر من الشهر الحالي(الثامنة وستة دقائق) وقال :
" لقد نقلنا النار من حمص وادلب إلى دمشق لكي نذيق النظام الأسدي النار التي أذقنا اياها في حمص وأحيائها " وهو إعتراف من المقاتلين في دمشق بأنهم ليسوا دمشقيين وانهم ينتقمون من اهل المدينةوإلا ما معنى الانتقام من النظام واذاقته النيران ؟
نسأل القيادي الثوري : ولكنهم يدمرون احياء الدمشقيين بلا طائل وما حصل في التضامن اليوم دليل على هذا الامر( بالأمس ظهر المسلحين واليوم هربوا و الجيش دخل إلى بيوت التضامن بيتا بيتا ففر من امامه المسلحين بعد أن قتُل منهم العشرات)
قال:
أيه بس الشباب (المسلحين) حققوا هدفين ....الأول هو نقل المعركة إلى العاصمة والثاني هو الأنتقام من أهالي العاصمة لأنهم لم يخرجوا سلميا ولم يساندوا بالتظاهرات على الأقل اهالي دوما وحمص وداريا .
إذا هو إنتقام من أهالي دمشق ؟
يجيب : في جانب منه يرى الجيش الحر الامور كذلك، ورغم أسفي على ما يحصل إلا أن قسما من قلبي وغريزتي الثورية فرحة بما يحصل للدمشقيين، لقد خذلوا الثورة وجاء اليوم من يجعلهم يدفعون ثمن مساندتهم للنظام !
لكنهم لم يساندوا النظام بحسب علمي بل هربوا من المعركة ؟
يجيب: كل من لم يتظاهر سلميا وكل من لم يشارك في الاضرابات هو مساند للنظام وخائن لطائفته !
نسأله : من الأكثر عددا ...الخونة للثورة من أهل السنة (الموالون للنظام والمحايدين) أم الثوريين ؟
يجيب : الخونة بالكلام اقل عددا لكن وقت الفعل والتحركات يهربون من المواجهة فيسندون النظام ويقوونه بسلبيتهم .
هل ستسقط دمشق بيد الجيش الحر ؟
يجيب: من قرر خوض المعركة في دمشق ذكي دينيا ويعرف أسرع طريق إلى الآخرة (ساخرا) ...وتقديري أنه متدين زيادة عن اللزوم ومن أتباع هيئة النصرة مئة بالمئة !
نسأله لماذا تقول ذلك:
يجيب وقد أسكرته الرغبة في السخرية السوداء و الكاس الثالث من الشاي :
لأن إسقاط دمشق يتطلب حركة شعبية سلمية تمنع النظام من إستعمال قوته المتمركزة بنسبة خمسين بالمئة من قواته الأمنية والعسكرية كافة في دمشق وضواحيها، وأما ما فعله الاخوان منذ بدء الثورة المسلحة في دمشق بـ (تحضيرات متسرعة وقبل وقتها فهو) ذهاب اكسبرس إلى الجنة.
ويختم القيادي الثوري بكلمة:
سجل للتاريخ ...دمشق تأبى أن تسقط في يد الثورة بقوة السلاح لأن النظام الأسدي لديه ما يكفي من السلاح لمقاومة سقوطه ولتدمير المدينة على رؤسنا وإن لم يخرج أهل دمشق للتظاهر سلميا بالملايين فلا أمل في السيطرة على المدينة لأن العمل العسكري سيعطي القتلة في النظام فرصة سحق الاحياء الثائرة ، وهي بالمناسبة ثائرة غصبا عن أهلها ...إنظر إلى المهجرين من التضامن ...لو كانوا مع الجيش الحر لبقوا في بيوتهم لمساندة الثوار كما فعل اهالي الخالدية وبابا عمرو "حسب وصفه".
Comment