الناتو الخائف من الهزيمة في سوريا يدفع تركيا نحو عش الدبابير
أن تجتمع بلدان الناتو الثمانية والعشرون بشكل طارىء لتدعم تركيا ضد سوريا، ذلك هو حقهم في شريعة الغاب التي يهتدون بها، ولا غرابة في ذلك لأن الاستكبار والظلم يمتدان عميقاً في جذور تكوين الغرب الامبريالي.
ولا غرابة في أن نرى تركيا الرسمية لا تفعل شيئاً، منذ هزيمتها على يد العرب، ولكن لصالح الغرب، خلال الحرب العالمية الثانية، غير التراجع عن هويتها العثمانية واللهاث وراء آخر عربة من عربات القطار الغربي، قبل أن تنتهي بالتراجع عن هويتها التركية لترتضي لنفسها أن تكون الحدود الجنوبية للحلف الأطلسي.
وها هي تركيا التي تفوق سوريا بأربعة أضعاف على جميع الصعد المادية تدفع بمهانة نفسها إلى الحد الأقصى عندما تستنجد بالحلف الأطلسي وتستنفره على سوريا، وهو الذي يفوقها قوة بآلاف المرات، وتطالبه بالعمل وفق البند الرابع من ميثاقه الذي ينص على حماية أمن تركيا ووحدة أراضيها.
مع العلم، وهنا الافتراء، بأن تركيا هي التي تحولت فجأة، بعد أشهر قليلة من توقيع العديد من علاقات التعاون مع سوريا، وبعد أن تلقت أوامر من المركز الصهيو أميركي، إلى ألعوبة في يد الغرب يستخدمها في المساس بأمن سوريا وبوحدة أراضيها وهي جارتها وشقيقتها التاريخية.
ما الذي لم تفعله تركيا من أجل الإساءة لسوريا ؟ في فنادق اسطنبول، تستقبل تركيا هؤلاء العملاء المكلفين بلعب دور المعارضين السوريين. وعبر المصارف التركية، يتدفق المال من قطر والسعودية ليشكل واحداً من المحركات الرئيسية لما يسمى بالثورة السورية.
وفوق أراضيها، أقامت تركيا معسكرات يجري فيها إعداد الإرهابيين العاملين في سوريا وتموينهم. وهي تزودهم بالأسلحة وتدربهم على أيدي ضباطها ومحترفين تمدها بهم أجهزة الاستخبارات الغربية والإسرائيلية. أما وسائل إعلامها ففي الطابور خلف "فوكس نيوز"، و"بي بي سي" و"فرانس 24" و"الجزيرة" و"العربية".
لا أحد يجهل أن لا حماس للتدخل العسكري المباشر في سوريا من قبل الحلف الأطلسي والإدارات الغربية. فهم يقولون بأنهم يفضلون تدخلاً تحت غطاء الأمم المتحدة. وحتى لو وافقت كل من روسيا والصين على مثل هذا التدخل، فإن الغربيين الذين يترنحون تحت ثقل أزماتهم الاقتصادية وهزائمهم العسكرية في العراق وأفغانستان وغيرهما، سيجدون مبررات لعدم إقحام أنفسهم في مغامرة لن تأتي عليهم بغير النتائج الوخيمة من الناحيتين الكمية والنوعية.
فعلى أمل زعزعة سوريا وتمزيقها دون التعرض لمخاطر كبرى، يفضل الغربيون والإسرائيليون أن يزجوا في حربهم على سوريا هذه الجماعات من التكفيريين والمرتزقة بالتوازي مع الضغوط الاقتصادية ومع تحشيد كل هذه الترسانة من الأكاذيب الملفقة في وسائل الإعلام، ومن المنظمات الدولية المشابهة لمجلس حقوق الإنسان.
وبهاجس عدم إحراق أصابعهم، وبعدما فشل هذا الشكل من الحرب الذي تمكنت معه سوريا من تغيير موازين القوى على الصعيد الدولي، يبدو أن اهتمام الإدارات الغربية والحلف الأطلسي يتجه نحو استخدام أداتهم التركية في حرب مباشرة ضد سوريا.
وفي هذا الإطار تندرج التحرشات الجوية التركية الهادفة إلى اختبار رد الفعل السوري. وبالطبع، فإن إسقاط الـ إف 4 التركية من قبل الدفاعات الجوية السورية بعد ثوان من انتهاكها المجال الجوي السوري لم يفعل غير رفع منسوب الحنق عند الولايات المتحدة وحلفائها.
والآن لم يبق أمامهم غير خيار من خيارين: إما الهرب إلى الأمام والدخول في حرب مع سوريا على الطريقة الليبية، وإما الهرب إلى الوراء والتخلي عن أدواتهم السورية والعربية المتورطة في الحرب على سوريا.
وهم يعرفون أن كلاً من الخيارين يقود إلى النتيجة ذاتها: سوريا ستخرج أقوى مما كانت عليه في السابق، أسعار النفط والغاز سترتفع بنسب كبيرة، والكيان الصهيوني لن يخرج سالماً، وخصوصاً، يمكن لهؤلاء العرب "الذين يستحيل التكهن بما قد يفعلونه" و"الذين لا يتصرفون بشكل عقلاني" (تلك هي صفاتهم على ألسنة كثيرين من السياسيين والمحللين الغربيين)، يمكن لهم أن ينقلبوا على الولايات المتحدة بشكل أكثر نكاية بكثير من انقلاب القاعدة وطالبان.
صحيح أن اختبار قدرة العرب والمسلمين على تحمل المذلة وعلى الانحناء أمام الغرب يتم عن طريق إحراق المصاحف، والإساءة إلى رموز الإسلام الكبرى، وقتل الملايين من العرب والمسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وليبيا وغيرها، بمن فيهم الرؤساء والقادة لا لأنهم ديكتاتوريون، بل لأنهم عرب أو مسلمون.
وصحيح أن كل ذلك يجري دون أن يرد العرب والمسلمون بشكل معتبر.
لكن ذلك لا يعني صحة الفرضية القائلة بأن العرب والمسلمين يقبلون ما يفعل بهم بشكل مطلق.
لنترك لهم عامين أو ثلاثة ريثما يستوعبون دروس الأحداث الكبرى التي تجري في عالمهم، ولن نرى عندها أشخاصاً يحرقون أنفسهم في الشوارع بفعل اليأس، بل سنرى ملايين الأشخاص يحرقون بفعل الأمل هذا العالم الفاسد الذي يعمهون فيه منذ مئات السنين.
أن تجتمع بلدان الناتو الثمانية والعشرون بشكل طارىء لتدعم تركيا ضد سوريا، ذلك هو حقهم في شريعة الغاب التي يهتدون بها، ولا غرابة في ذلك لأن الاستكبار والظلم يمتدان عميقاً في جذور تكوين الغرب الامبريالي.
ولا غرابة في أن نرى تركيا الرسمية لا تفعل شيئاً، منذ هزيمتها على يد العرب، ولكن لصالح الغرب، خلال الحرب العالمية الثانية، غير التراجع عن هويتها العثمانية واللهاث وراء آخر عربة من عربات القطار الغربي، قبل أن تنتهي بالتراجع عن هويتها التركية لترتضي لنفسها أن تكون الحدود الجنوبية للحلف الأطلسي.
وها هي تركيا التي تفوق سوريا بأربعة أضعاف على جميع الصعد المادية تدفع بمهانة نفسها إلى الحد الأقصى عندما تستنجد بالحلف الأطلسي وتستنفره على سوريا، وهو الذي يفوقها قوة بآلاف المرات، وتطالبه بالعمل وفق البند الرابع من ميثاقه الذي ينص على حماية أمن تركيا ووحدة أراضيها.
مع العلم، وهنا الافتراء، بأن تركيا هي التي تحولت فجأة، بعد أشهر قليلة من توقيع العديد من علاقات التعاون مع سوريا، وبعد أن تلقت أوامر من المركز الصهيو أميركي، إلى ألعوبة في يد الغرب يستخدمها في المساس بأمن سوريا وبوحدة أراضيها وهي جارتها وشقيقتها التاريخية.
ما الذي لم تفعله تركيا من أجل الإساءة لسوريا ؟ في فنادق اسطنبول، تستقبل تركيا هؤلاء العملاء المكلفين بلعب دور المعارضين السوريين. وعبر المصارف التركية، يتدفق المال من قطر والسعودية ليشكل واحداً من المحركات الرئيسية لما يسمى بالثورة السورية.
وفوق أراضيها، أقامت تركيا معسكرات يجري فيها إعداد الإرهابيين العاملين في سوريا وتموينهم. وهي تزودهم بالأسلحة وتدربهم على أيدي ضباطها ومحترفين تمدها بهم أجهزة الاستخبارات الغربية والإسرائيلية. أما وسائل إعلامها ففي الطابور خلف "فوكس نيوز"، و"بي بي سي" و"فرانس 24" و"الجزيرة" و"العربية".
لا أحد يجهل أن لا حماس للتدخل العسكري المباشر في سوريا من قبل الحلف الأطلسي والإدارات الغربية. فهم يقولون بأنهم يفضلون تدخلاً تحت غطاء الأمم المتحدة. وحتى لو وافقت كل من روسيا والصين على مثل هذا التدخل، فإن الغربيين الذين يترنحون تحت ثقل أزماتهم الاقتصادية وهزائمهم العسكرية في العراق وأفغانستان وغيرهما، سيجدون مبررات لعدم إقحام أنفسهم في مغامرة لن تأتي عليهم بغير النتائج الوخيمة من الناحيتين الكمية والنوعية.
فعلى أمل زعزعة سوريا وتمزيقها دون التعرض لمخاطر كبرى، يفضل الغربيون والإسرائيليون أن يزجوا في حربهم على سوريا هذه الجماعات من التكفيريين والمرتزقة بالتوازي مع الضغوط الاقتصادية ومع تحشيد كل هذه الترسانة من الأكاذيب الملفقة في وسائل الإعلام، ومن المنظمات الدولية المشابهة لمجلس حقوق الإنسان.
وبهاجس عدم إحراق أصابعهم، وبعدما فشل هذا الشكل من الحرب الذي تمكنت معه سوريا من تغيير موازين القوى على الصعيد الدولي، يبدو أن اهتمام الإدارات الغربية والحلف الأطلسي يتجه نحو استخدام أداتهم التركية في حرب مباشرة ضد سوريا.
وفي هذا الإطار تندرج التحرشات الجوية التركية الهادفة إلى اختبار رد الفعل السوري. وبالطبع، فإن إسقاط الـ إف 4 التركية من قبل الدفاعات الجوية السورية بعد ثوان من انتهاكها المجال الجوي السوري لم يفعل غير رفع منسوب الحنق عند الولايات المتحدة وحلفائها.
والآن لم يبق أمامهم غير خيار من خيارين: إما الهرب إلى الأمام والدخول في حرب مع سوريا على الطريقة الليبية، وإما الهرب إلى الوراء والتخلي عن أدواتهم السورية والعربية المتورطة في الحرب على سوريا.
وهم يعرفون أن كلاً من الخيارين يقود إلى النتيجة ذاتها: سوريا ستخرج أقوى مما كانت عليه في السابق، أسعار النفط والغاز سترتفع بنسب كبيرة، والكيان الصهيوني لن يخرج سالماً، وخصوصاً، يمكن لهؤلاء العرب "الذين يستحيل التكهن بما قد يفعلونه" و"الذين لا يتصرفون بشكل عقلاني" (تلك هي صفاتهم على ألسنة كثيرين من السياسيين والمحللين الغربيين)، يمكن لهم أن ينقلبوا على الولايات المتحدة بشكل أكثر نكاية بكثير من انقلاب القاعدة وطالبان.
صحيح أن اختبار قدرة العرب والمسلمين على تحمل المذلة وعلى الانحناء أمام الغرب يتم عن طريق إحراق المصاحف، والإساءة إلى رموز الإسلام الكبرى، وقتل الملايين من العرب والمسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وليبيا وغيرها، بمن فيهم الرؤساء والقادة لا لأنهم ديكتاتوريون، بل لأنهم عرب أو مسلمون.
وصحيح أن كل ذلك يجري دون أن يرد العرب والمسلمون بشكل معتبر.
لكن ذلك لا يعني صحة الفرضية القائلة بأن العرب والمسلمين يقبلون ما يفعل بهم بشكل مطلق.
لنترك لهم عامين أو ثلاثة ريثما يستوعبون دروس الأحداث الكبرى التي تجري في عالمهم، ولن نرى عندها أشخاصاً يحرقون أنفسهم في الشوارع بفعل اليأس، بل سنرى ملايين الأشخاص يحرقون بفعل الأمل هذا العالم الفاسد الذي يعمهون فيه منذ مئات السنين.