حديث خطير لمصدر فرنسي:الأسد باق والاحتلال الأميركي لسورية إلى زوال!!!!
ماذا سأل بوتين زميله الأميركي ؟؟ وعلى ماذا توافق الروس والأميركيين ؟
في المؤتمرات ذات الطابع الدولي تلعب الكواليس دورا رئيسيا في التوصل إلى النتائج ، اجتماعات المساعدين والخبراء السرية هي التي تحسم المسارات وهي التي تحدد الخيارات التي يضع اللمسات الأخيرة عليها قادة الصف الأول وهم في جنيف وزراء خارجية أميركا وروسيا وأما من حضر من باقي الوفود فلزوم ما لا يلزم وهم تيمم المؤمن بالتراب ، فإن حضر ماء التوافق الروسي الأميركي بطلت الحاجة إليه، وأصبح تُبّعا لأصحاب الحل والربط (لافروف وكلينتون).
الأوروبيون فرحون بما يُعطى لهم من أدوار أميركية ثانوية ، والعرب بجامعتهم وحمد بن جاسمهم – أدوات يعطيها مالك أمرها ( الأميركي ) حرية النطق أو لزوم الصمت.
حين يتحدث بعض العرب من أمثال نبيل العربي أو حمد بن جاسم ، راقبت كلينتون بملل، وتساءل سيرغيه لافروف عما يجبره على تضييع الوقت في الاستماع إلى من يعرف بأنهم " أزلام موظفي هيلاري كلينتون ومتلقي أمرها بالواسطة من مساعديها"
الطرفان المقرران هنا يفترض البعض أن كل منهما يملك " عصمة " حليف له يقاتل على الأرض السورية ، لكن الواقع هو التالي:
تملك أميركا أن تقرر عن المعارضة السورية ولا تملك روسيا سوى أن تقبل بما يقبل به الرئيس بشار الأسد .
تراجعت الإدارة الأميركية في المكسيك إلى الخطوط الخلفية أمام الإصرار الروسي على تحصين آخر مواقع وجودها المعنوي والمادي (قاعدة طرطوس البحرية) على المتوسط ،وأصر الرئيس الأميركي باراك أوباما على حفظ ماء وجهه : " نريد أن يتنحى الرئيس ولا ضير إن بقي النظام "
أوباما كان يتحدث في المكسيك بالنيابة عن جيش يقاتل لتجني أميركا ثمار تضحياته . مقاتلون في جيش تعتبره أميركا من مرتزقتها الذين تحولوا من ثائرين سلميين إلى مقاتلين في جيش العم سام كما أولئك المرتزقة في العراق من أبناء بلاك ووتر وبناتها.
لم تغزو أميركا سورية بجيش ابيض، بل استعاضت عنه بجيش من مرتزقة الإرهاب العربي ، وبكتائب ظنّ بعض المنتمين إليها أنهم يقاتلون في سبيل الله فإذ بالشيطان الأميركي " يبيع ويشتري بدمائهم " في جنيف والمكسيك وموسكو.
كلينتون وزيرة خارجية أميركية وليست عضوا في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في سورية، وبالتالي فقدرتها على التفاوض مع الروس على ما تملك في الأزمة السورية ينبع من ارتهان مقاتلي الحرية السوريين – كما تصفهم هيلاري- لسلاح، ومال ، (وتحريض طائفي اعلامي باسم الدين) يسيطر على نسبة تدفقه أصدقاء (يقرأها البعض "عملاء") أميركا العرب من أمراء وملوك.
في السياسة، لا قرار حراً للمجالس " العسكرية "ولا " الوطنية " ولا" التنسيقية " حرّة، لا في الشام ولا في إسطنبول ولا في باريس ولا في لندن ولا حتى في مكة ودبي والمدينة.....للأسف ..كل المعارضين في الارتهان للأميركيين سواء، إلا قلة قليلة. كنا نظن أنهم أحرار ولكن ميزان اجتماع القاهرة سيحدد من قـَبـِل بالعبودية للأميركي ومن بقي حرّا.
على هذا المقدار من وضوح الرؤية اجتمعت الأطراف المدعوة إلى جنيف ولم تتفق إلا على ما هو متفق عليه منذ زيارة " كارل روف" ، المسئول في الإدارة الأميركية، إلى موسكو
، يومها أبلغ الأخير نظيره الروسي بأن إدارته تقبل بالحل الذي تقبله روسية، أي بقاء النظام والقيام بإصلاحات ديمقراطية تضمن إستقرار سورية ولكن بشرط بسيط ووحيد:
" لا نريد أن يبقى الرئيس بشار الأسد رئيسا بعد الاتفاق، نعطيكم حق تقرير مصير النظام السوري بموافقة كل المعارضين السوريين في الداخل والخارج، فقط أعطونا تنحي الرئيس ومن معه من أسماء موضوعة على لائحة العقوبات الأميركية (مئة اسم) وخذوا كل النظام !
المصدر يقول:
إن جزءا من زيارة الوزير الروسي إلى طهران كان لتنسيق المواقف بين البلدين في الشأن النووي ولتوضيح بعض النقاط التي يمكن للديبلوماسية الروسية أن تعتمد على دعم طهران فيما يخصها ، وفي جزئية الصورة الكاملة للموقف في سورية يلعب الايرانيون دورا شديد الأهمية وهو أكبر من الدور الروسي بما لا يقارن.
فصواريخ حزب الله لا تمون عليها روسية بل طهران، وتصعيد الأوضاع في هرمز وفي اليمن والبحرين وافغانستان بيد طهران لا بيد موسكو، والدفق المالي والمشاريع الاقتصادية والتمويل المفتوح لحاجات الدولة والمجتمع السوريان يأتي إلى سورية من طهران أو بتسهيلات منها
(تشتري طهران كل ما يمكن إنتاجه من سورية منذ اواسط الأزمة وتعيد تصدير كثير منه إلى أسيا الوسطى )والأهم أن طهران هي من تستطيع تهديد إسرائيل وإيلام الغرب بضربها دعما لحرب سورية ضد الكيان الصهيوني بينما موسكو صديق لإسرائيل يوازن بين حاجته لعلاقات جيدة معها وبين تبرير زعيمها المخزي أمام زعمائها لموقفه المشرف في سورية (ولمصلحة بلاده وشعوبها).
هناك في طهران سمع الوزير لافروف من اصحاب القرار الفعلي لا الصوري (الصوري في الخارجية والفعلي في مكتب المرشد الاعلى لأن الملف السوري بيد المرشد شخصيا وبيد مساعديه) جملة حاسمة:
الأسد أو لا حل في سورية لأن الدعم الشعبي الذي يحظى به لا يملكه غيره ،
لا في النظام ولا خارجه، " ولدينا الوسائل التي تضمن إجبار الغرب على تبريد الرؤوس الحامية في صفوف زعمائه" (يقصدون الرد على عمل عسكري ضد سورية بعمل أكبر يشعل المنطقة وهو تهديد كان قد كرره الايرانيون قبل الفيتو الروسي المربح لموسكو اكثر مما هو مربح لدمشق وطهران)
كان جس النبض الروسي مع الايرانيين مقدمة لإجتماع الرئيسين الروسي بوتين والأميركي أوباما في المكسيك.
دخل الرئيس الروسي إلى الاجتماع مع صديقه الأميركي وهو يعرف حدود إمكانياته في سورية، تلك الحدود التي ذكرها الرئيس الأسد في رسالته الهامة (عبر مقابلته مع التلفزيون الايراني) " الحل سوري حتى ولو وافق على غيره حلفائنا فلن نقبل به إلا أن يكون سوريا "
الإيرانيون( كما الروس الآن ) يعتبرون بصدق أن
الرئيس الأسد هو ضمانة إستمرار وحدة سورية كدولة وتنحيه يدخلها في الانقسام ثم التقسيم.
في المكسيك سأل بوتين زميله الأميركي :
لماذا تصرون على إزاحة الأسد إن كنتم قادرون على تقرير بقاء النظام رغما عن المعارضة، ورغما عن عشرات الآلاف من أنصارها المدججين بسلاحكم المتطور ؟
وكان الجواب بسؤال : ولماذا تصرون أنتم على بقائه ؟
قال بوتين: أنتم تملكون القدرة على تقرير مصير المعارضة فهل تظن بأن أحدا غيرالرئيس السوري (بشار الأسد) يملك القدرة على دفعه للتنحي؟ هو الوحيد الذي يملك قرار الجيش والأمن وله وحده ولاء أكثر من نصف الشعب السوري ؟
الحديث نفسه تكرر بين الخبراء ومن ثم بين لافروف وهيلاري كلينتون التي تراجعت في موسكو أول من أمس عن لائحة " المئة معاقب " وأبقت على بضعة أسماء فقط طلبت تنحيهم ضمنا مع الرئيس بشار الأسد (على رأسهم أقاربه النافذين اقتصاديا وماليا) في محاولة لدفع الروس، ليس إلى المطالبة بتنحي الرئيس السوري بالترافق مع البدء في تشكيل حكومة الحل السياسي المفروض من الخارج، (الوحدة الوطنية) بل لكسب موافقة الروس على إبقاء الأمر غامضا (وليس بالتصريح علنا بذلك في وثيقة جنيف )بمعنى أن القرار في جنيف يصدر وفيه ضمنا شرط التنحي ودون إعلان .
رفض الروسي التعهد وفشل اجتماع جنيف قبل أن يبدأ رغم صدور الوثيقة المنتظرة لأن ما أذيع في البيان الختامي متفق عليه منذ زيارة روف وقبل لقاء أوباما – بوتين وفيه من الغموض وفيه من غياب آليات التنفيذ ما سوف يعطي الأميركيين حججا كثيرة لرفضه وكذا للروس في حال تغيرت موازين القوى على الأرض وهو ما يراهن عليه الاميركي وسبقه إليه السوري بشنه حرب إبادة ضد المعارضين الذين هم " الجيش الأميركي المقاتل داخل سورية " .
المصدر الفرنسي لا ينفي أنه لو كان الأمر بيد لافروف وبوتين لما ترددا في (القبض نقدا وفورا) المكاسب الإستراتيجية التي تحصلا عليها من الأزمة السورية بوقوفهما في موقف الداعم لنظام الرئيس بشار الأسد، ولكن مشكلة الرجلين (بوتين ولافروف) ليست في الوفاء لنظام أعطاهما " بقوته وتماسكه " الفرصة لتحقيق مكاسب تاريخية توازي ما حصل بعد الحرب العالمية من تقاسم للنفوذ بين السوفيات والأميركيين.
الموقف الأميركي يستغل تضحيات وأحلام كثير من المعارضين الحقيقيين في سورية، بينما مواقف روسيا لا تضر بسورية لا بل تخفف عنها أكلاف المعركة مع ثمانين دولة تواجهها وتدعم بالسياسة كما بالسلاح والتخطيط والإعلام والمال معارضين سوريين تغار إسرائيل منهم لأن أنصارها توحدوا خلفهم كما يتوحدون خلف إجرامها .
لعل من المفيد هنا التنويه بتضحيات المعارضين الشرفاء الساعين إلى الديمقراطية والحرية حقا ، ولعله أيضا من الواجب المطالبة بمعاقبة كل من تورط في قتل المدنيين أكان منتميا للمعارضة أم للنظام لكن .... اليس من الغريب أن الحماية الدولية الممنوحة لاسرائيل هي نفسها الممنوحة اليوم لمعارضين سوريين لا يجاهرون بعدائهم للصهاينة ولو بتسمية جمعة من أيام ثورتهم باسم تحرير القدس أو باسم التؤامة مع فلسطين؟
اليس غريبا أن مصدر معلومات الغربيين عن المجازر في سورية هو المعارضين الممولين من الغرب أنفسهم ؟
اليس غريبا أن منظمات الأمم المتحدة التي تلاعبت بتقرير لجنة التحقيق في حرب غزة هي نفسها التي تدعم بقوة وشراسة مزاعم المعارضة السورية عما يحصل في بلاد الشام ؟
على ماذا توافق الروس والأميركيين ؟
يقول المصدر الفرنسي في إتصالنا الهاتفي الطويل:
اقتنعت كلينتون أخيرا بالتنازلات الروسية السابقة واكتفت بها لأن ليس لدى لافروف ولا لدى رئيسه ما يقدمانه وإن فعلا فسيكون كمن يعطي ما لا يملك تحقيق عطائه على أرض الواقع .
إذا ....هو ليس عشقا روسيا للرئيس بشار الأسد، ففي السياسات الدولية ليس هناك عواطف بل مصالح متبادلة .
إنه الرضوخ لواقعية سياسية يعرفها الروس ولا يملّ الأميركي من الرهان على إمكانية تغييرها بواسطة الجيش الأميركي المقاتل في سورية والمؤلف من مرتزقة بإرادتهم أو بنتيجة فعلهم.
قوة الأسد والتجأ الأقليات إلى زعامته خوفا من التكفيريين، وبقاء نسبة لا تقل عن ثلاثين بالمائة من السُنة على ولائهم له
(تقدر روسية شعبية الوهابيين والإخوان بعشرين بالمائة في أوساط السنة والنظام بثلاثين بالمائة من المرتبطة مصالحهم ببقاء النظام ماليا أو عقائديا أو خوفا من البديل المتطرف المخيف) .
وأما الخمسون بالمائة الباقون من أهل السنة – بحسب المعلومات الروسية - فهم محايدون سيناصرون من يعيد الأمن إلى مناطقهم وبلدهم .
وماذا عن الأقليات ؟
يجيب المصدر الفرنسي فيقول : ليس للمعارضة وجود بين الأقليات وإن وجدت فعددهم محدود جدا إلا في أوساط الأكراد المعادين للطرفين والميالين أكثر باتجاه النظام لأسباب تركية .
هل يمكن للروس الضغط على الرئيس الأسد لكي يرحل عن كرسي الحكم؟
يجيب المصدر:
هناك مثلث قوة جعل من الأزمة السورية فرصة تاريخية استغلتها روسية للعودة بقوة إلى الساحة العالمية لاعبا مشاركا وليس متفرجا أو مشاغبا على الأميركيين، وضلع المثلث في موسكو لا يمكنه العبور في فضاء العلاقات الدولية بلا أدوات تشارك في اللعبة على أرض ميدان الحدث اليومي ويضيف: الضلعين الآخرين في دمشق وفي طهران ، ولا تستطيع روسيا أن تلعب دونهما في وجه الأميركي أي دور في الأزمة السورية.
وتابع الضابط الفرنسي المتقاعد:
للأميركيين قدرة على تحريك المعارضين لسيطرتها على القرار الخليجي – التركي ولقدرتها على إيقاف أو تصعيد الحرب التي يشنها المعارضون بالسلاح والإعلام على النظام في سورية ، بينما روسية ماذا تملك في سورية غير الرئيس بشار الأسد؟
ويكشف المصدر سرا فيقول:
قوة روسية تتمثل بأن الرئيس الأسد قرر تسليف الروس (قبل الفيتو) قراره بالتناغم مع مطالبات أضرت بموقفه داخليا وأفادت الأميركيين والمعارضين!
كيف؟
الم يحمي الفيتو سورية ؟
يجيب المصدر: حماها من أكلاف أكبر لكن الأطلسي لم يتوقف عن غزوه المباشر لسورية كما فعل في ليبيا بسبب الفيتو فقط ، كان يمكن للغرب خوض غمار الحرب من خارج مجلس الأمن لكن هناك حسابات لها علاقة باسرائيل والعراق وإيران وأفغانستان وحزب الله ، الفيتو الروسي عامل مكمل قدم خدمات للسوريين وحصل منهم على فوائد لكنه ليس قدرا حاسما في منع المخططات الأميركية!
لا تملك روسيا شيء إلا تعاون النظام السوري، والرجل الأقوى في سورية حتى اللحظة ليس سوى الرئيس الذي تريد الولايات المتحدة الأميركية تنحيته، ما يعني أنها تريد نزع ورقة القوة الوحيدة التي تملك القرار السياسي والأمني والعسكري والشعبي كاملا في النظام.
والحل ؟
يقول المصدر: في جنيف وتبعا لاتصالات أجريتها مع عضو في الوفد الروسي، جرى التوافق على تفعيل الحوار الوطني في سورية بين جميع الأفرقاء.
هذه مسيرة طويلة يجب على الجميع توقع أن تحصل المآسي الكثيرة قبل تحققها ، وتبدل موازين القوى هو من سيقرر من سيبقى و من سيرحل.
إذا هي معركة عسكرية على الأرض ؟
يجيب:
الأميركيون سيحاولون تعديل موازين القوى العسكرية على الأرض بالتزامن مع التزامهم بالحل المتفق عليه، وسيزيدون الضغوط الإعلامية والسياسية والدبلوماسية على الرئيس الأسد لكي يغطوا انسحابهم التكتيكي من مواقع المطالبة بتنحيه الفوري إلى مواقع جديدة عنوانها نحن (الأميركيون) نقرر للمعارضين كيف يتشاركون والنظام السوري في حكومة تحكم البلاد؟ (تماما كما هو الأمر في لبنان )
هل سيقبل النظام بهذه النتيجة ؟ وهل يمكن للأميركيين تعديل الواقع الميداني ؟
يجيب المصدر:
كان النظام متجها إلى حسم الوضع الأمني في داخل سورية بالقوة حين طلب منه الروس وقف الأعمال العسكرية لتأمين مصداقية لدبلوماسيتهم عند الأميركيين الذين طالبوهم بذلك لتصديق قدرتهم على تنفيذ الوعود .
فكان القرار السوري الأول بقبول إيقاف أعمال العنف والانسحاب من المدن ووقف إطلاق النار وإدخال المراقبين العرب.
يتابع المصدر: استفادت المعارضة السورية من هذه الفرصة فوسعت قاعدة سيطرتها على مساحات إضافية وحاولت نقل المعركة إلى مدن كبيرة لم تصلها الاحداث من قبل.
ثم انتهت مهمة المراقبين العرب إلى الفشل فضغط الروس على النظام في سورية مرة ثانية للقبول بالمراقبين الدوليين، وللقبول بخطة أنان. في وقت كان الوزير المعلم أثناء زيارته الأخيرة إلى موسكو، يشكو من أن ما طلبه منه لافروف سيؤدي إلى تقوية المعارضة المسلحة وإلى وضع الجيش السوري أمام أوضاع أمنية أصعب (قصد المعلم سحب الجيش من المدن قبل تسليم المسلحين لأسلحتهم وانسحابهم من الشوارع) كان جواب لافروف وقتها: " أنتم الطرف الأقوى على الأرض ولن يضيركم أن تنسحبوا قبل المسلحين."
انتهت مهمة المراقبين الدوليين بعد أن تحول وجودهم إلى عامل مساعد( للمسلحين) للدخول إلى مناطق جديدة أيضا وإلى غطاء حمى محاولات المعارضين مهاجمة حلب ودمشق بالقوة المسلحة.
يتابع المصدر:
أظن بأن الأميركيين يعرفون محدودية قدرات المعارضة المسلحة لذلك أدخلوا عامل الإحتيال الديبلوماسي عبر الروس إلى ميدان المعركة لكي يكبلوا الجيش السوري فتتحرك كتائب المسلحين المعارضين للأسد بحرية ويسر ، كما إن الأميركي راهن خلال الفترة الاخيرة على عامل جديد أدخلوه إلى سورية تحت إشرافهم مع حلفائهم.
إنهم أكثر من أربعين ألف مقاتل من العرب المتطرفين كثيرون منهم قاتلوا مع الأطلسي في ليبيا وفي الحرب الأهلية العراقية (2005 – 2007) ، ومع ذلك وصلت إلى مؤتمر جنيف أصداء الهزائم التي مني بها هؤلاء في الساعات الأخيرة على الأرض السورية ، وتقديري (يقول المصدر الفرنسي) لا يزال الجيش السوري قويا جدا وتحتاج المعارضة المسلحة والأميركيين لسنوات لتحقيق التوازن معه بالعدة والعتاد والعدد والتدريب والأهم أن الجيش السوري لا يقاتل وحده فله حاضنة شعبية تعطيه زخما وقوة .
ويختم:القول بأن في سورية شعب ثائر هو قول نسبي وقد يكون صحيحا فيما يخص ما نسبته عشرون بالمئة من طائفة من الطوائف السورية المتعددة، ولكن في سورية
(وكما أعرف من التجول الميداني ومن الدراسات البحثية ) أيضا هناك شعب آخر يوالي النظام ويتمسك بالرئيس ولو ذهبت الاوضاع إلى إنتخابات حرة ونزيهة ومراقبة دوليا فأنا أشك بأن لا يحصل النظام الحالي (القاسي والغير ديمقراطي والمنتهك للحريات الشخصية والسياسية في صورته المتحولة مستقبلا إلى راعي للحل الديمقراطي) على أغلبية في البرلمان لأن تحول من حكم وحاكم إلى حامي ومضحي لأجل جماعات كاملة في المجتمع السوري المنقسم حاليا بشكل يشبه لبنان أكثر مما يشبه العراق .. بقلم خضر سعيد
ماذا سأل بوتين زميله الأميركي ؟؟ وعلى ماذا توافق الروس والأميركيين ؟
في المؤتمرات ذات الطابع الدولي تلعب الكواليس دورا رئيسيا في التوصل إلى النتائج ، اجتماعات المساعدين والخبراء السرية هي التي تحسم المسارات وهي التي تحدد الخيارات التي يضع اللمسات الأخيرة عليها قادة الصف الأول وهم في جنيف وزراء خارجية أميركا وروسيا وأما من حضر من باقي الوفود فلزوم ما لا يلزم وهم تيمم المؤمن بالتراب ، فإن حضر ماء التوافق الروسي الأميركي بطلت الحاجة إليه، وأصبح تُبّعا لأصحاب الحل والربط (لافروف وكلينتون).
الأوروبيون فرحون بما يُعطى لهم من أدوار أميركية ثانوية ، والعرب بجامعتهم وحمد بن جاسمهم – أدوات يعطيها مالك أمرها ( الأميركي ) حرية النطق أو لزوم الصمت.
حين يتحدث بعض العرب من أمثال نبيل العربي أو حمد بن جاسم ، راقبت كلينتون بملل، وتساءل سيرغيه لافروف عما يجبره على تضييع الوقت في الاستماع إلى من يعرف بأنهم " أزلام موظفي هيلاري كلينتون ومتلقي أمرها بالواسطة من مساعديها"
الطرفان المقرران هنا يفترض البعض أن كل منهما يملك " عصمة " حليف له يقاتل على الأرض السورية ، لكن الواقع هو التالي:
تملك أميركا أن تقرر عن المعارضة السورية ولا تملك روسيا سوى أن تقبل بما يقبل به الرئيس بشار الأسد .
تراجعت الإدارة الأميركية في المكسيك إلى الخطوط الخلفية أمام الإصرار الروسي على تحصين آخر مواقع وجودها المعنوي والمادي (قاعدة طرطوس البحرية) على المتوسط ،وأصر الرئيس الأميركي باراك أوباما على حفظ ماء وجهه : " نريد أن يتنحى الرئيس ولا ضير إن بقي النظام "
أوباما كان يتحدث في المكسيك بالنيابة عن جيش يقاتل لتجني أميركا ثمار تضحياته . مقاتلون في جيش تعتبره أميركا من مرتزقتها الذين تحولوا من ثائرين سلميين إلى مقاتلين في جيش العم سام كما أولئك المرتزقة في العراق من أبناء بلاك ووتر وبناتها.
لم تغزو أميركا سورية بجيش ابيض، بل استعاضت عنه بجيش من مرتزقة الإرهاب العربي ، وبكتائب ظنّ بعض المنتمين إليها أنهم يقاتلون في سبيل الله فإذ بالشيطان الأميركي " يبيع ويشتري بدمائهم " في جنيف والمكسيك وموسكو.
كلينتون وزيرة خارجية أميركية وليست عضوا في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في سورية، وبالتالي فقدرتها على التفاوض مع الروس على ما تملك في الأزمة السورية ينبع من ارتهان مقاتلي الحرية السوريين – كما تصفهم هيلاري- لسلاح، ومال ، (وتحريض طائفي اعلامي باسم الدين) يسيطر على نسبة تدفقه أصدقاء (يقرأها البعض "عملاء") أميركا العرب من أمراء وملوك.
في السياسة، لا قرار حراً للمجالس " العسكرية "ولا " الوطنية " ولا" التنسيقية " حرّة، لا في الشام ولا في إسطنبول ولا في باريس ولا في لندن ولا حتى في مكة ودبي والمدينة.....للأسف ..كل المعارضين في الارتهان للأميركيين سواء، إلا قلة قليلة. كنا نظن أنهم أحرار ولكن ميزان اجتماع القاهرة سيحدد من قـَبـِل بالعبودية للأميركي ومن بقي حرّا.
على هذا المقدار من وضوح الرؤية اجتمعت الأطراف المدعوة إلى جنيف ولم تتفق إلا على ما هو متفق عليه منذ زيارة " كارل روف" ، المسئول في الإدارة الأميركية، إلى موسكو
، يومها أبلغ الأخير نظيره الروسي بأن إدارته تقبل بالحل الذي تقبله روسية، أي بقاء النظام والقيام بإصلاحات ديمقراطية تضمن إستقرار سورية ولكن بشرط بسيط ووحيد:
" لا نريد أن يبقى الرئيس بشار الأسد رئيسا بعد الاتفاق، نعطيكم حق تقرير مصير النظام السوري بموافقة كل المعارضين السوريين في الداخل والخارج، فقط أعطونا تنحي الرئيس ومن معه من أسماء موضوعة على لائحة العقوبات الأميركية (مئة اسم) وخذوا كل النظام !
المصدر يقول:
إن جزءا من زيارة الوزير الروسي إلى طهران كان لتنسيق المواقف بين البلدين في الشأن النووي ولتوضيح بعض النقاط التي يمكن للديبلوماسية الروسية أن تعتمد على دعم طهران فيما يخصها ، وفي جزئية الصورة الكاملة للموقف في سورية يلعب الايرانيون دورا شديد الأهمية وهو أكبر من الدور الروسي بما لا يقارن.
فصواريخ حزب الله لا تمون عليها روسية بل طهران، وتصعيد الأوضاع في هرمز وفي اليمن والبحرين وافغانستان بيد طهران لا بيد موسكو، والدفق المالي والمشاريع الاقتصادية والتمويل المفتوح لحاجات الدولة والمجتمع السوريان يأتي إلى سورية من طهران أو بتسهيلات منها
(تشتري طهران كل ما يمكن إنتاجه من سورية منذ اواسط الأزمة وتعيد تصدير كثير منه إلى أسيا الوسطى )والأهم أن طهران هي من تستطيع تهديد إسرائيل وإيلام الغرب بضربها دعما لحرب سورية ضد الكيان الصهيوني بينما موسكو صديق لإسرائيل يوازن بين حاجته لعلاقات جيدة معها وبين تبرير زعيمها المخزي أمام زعمائها لموقفه المشرف في سورية (ولمصلحة بلاده وشعوبها).
هناك في طهران سمع الوزير لافروف من اصحاب القرار الفعلي لا الصوري (الصوري في الخارجية والفعلي في مكتب المرشد الاعلى لأن الملف السوري بيد المرشد شخصيا وبيد مساعديه) جملة حاسمة:
الأسد أو لا حل في سورية لأن الدعم الشعبي الذي يحظى به لا يملكه غيره ،
لا في النظام ولا خارجه، " ولدينا الوسائل التي تضمن إجبار الغرب على تبريد الرؤوس الحامية في صفوف زعمائه" (يقصدون الرد على عمل عسكري ضد سورية بعمل أكبر يشعل المنطقة وهو تهديد كان قد كرره الايرانيون قبل الفيتو الروسي المربح لموسكو اكثر مما هو مربح لدمشق وطهران)
كان جس النبض الروسي مع الايرانيين مقدمة لإجتماع الرئيسين الروسي بوتين والأميركي أوباما في المكسيك.
دخل الرئيس الروسي إلى الاجتماع مع صديقه الأميركي وهو يعرف حدود إمكانياته في سورية، تلك الحدود التي ذكرها الرئيس الأسد في رسالته الهامة (عبر مقابلته مع التلفزيون الايراني) " الحل سوري حتى ولو وافق على غيره حلفائنا فلن نقبل به إلا أن يكون سوريا "
الإيرانيون( كما الروس الآن ) يعتبرون بصدق أن
الرئيس الأسد هو ضمانة إستمرار وحدة سورية كدولة وتنحيه يدخلها في الانقسام ثم التقسيم.
في المكسيك سأل بوتين زميله الأميركي :
لماذا تصرون على إزاحة الأسد إن كنتم قادرون على تقرير بقاء النظام رغما عن المعارضة، ورغما عن عشرات الآلاف من أنصارها المدججين بسلاحكم المتطور ؟
وكان الجواب بسؤال : ولماذا تصرون أنتم على بقائه ؟
قال بوتين: أنتم تملكون القدرة على تقرير مصير المعارضة فهل تظن بأن أحدا غيرالرئيس السوري (بشار الأسد) يملك القدرة على دفعه للتنحي؟ هو الوحيد الذي يملك قرار الجيش والأمن وله وحده ولاء أكثر من نصف الشعب السوري ؟
الحديث نفسه تكرر بين الخبراء ومن ثم بين لافروف وهيلاري كلينتون التي تراجعت في موسكو أول من أمس عن لائحة " المئة معاقب " وأبقت على بضعة أسماء فقط طلبت تنحيهم ضمنا مع الرئيس بشار الأسد (على رأسهم أقاربه النافذين اقتصاديا وماليا) في محاولة لدفع الروس، ليس إلى المطالبة بتنحي الرئيس السوري بالترافق مع البدء في تشكيل حكومة الحل السياسي المفروض من الخارج، (الوحدة الوطنية) بل لكسب موافقة الروس على إبقاء الأمر غامضا (وليس بالتصريح علنا بذلك في وثيقة جنيف )بمعنى أن القرار في جنيف يصدر وفيه ضمنا شرط التنحي ودون إعلان .
رفض الروسي التعهد وفشل اجتماع جنيف قبل أن يبدأ رغم صدور الوثيقة المنتظرة لأن ما أذيع في البيان الختامي متفق عليه منذ زيارة روف وقبل لقاء أوباما – بوتين وفيه من الغموض وفيه من غياب آليات التنفيذ ما سوف يعطي الأميركيين حججا كثيرة لرفضه وكذا للروس في حال تغيرت موازين القوى على الأرض وهو ما يراهن عليه الاميركي وسبقه إليه السوري بشنه حرب إبادة ضد المعارضين الذين هم " الجيش الأميركي المقاتل داخل سورية " .
المصدر الفرنسي لا ينفي أنه لو كان الأمر بيد لافروف وبوتين لما ترددا في (القبض نقدا وفورا) المكاسب الإستراتيجية التي تحصلا عليها من الأزمة السورية بوقوفهما في موقف الداعم لنظام الرئيس بشار الأسد، ولكن مشكلة الرجلين (بوتين ولافروف) ليست في الوفاء لنظام أعطاهما " بقوته وتماسكه " الفرصة لتحقيق مكاسب تاريخية توازي ما حصل بعد الحرب العالمية من تقاسم للنفوذ بين السوفيات والأميركيين.
الموقف الأميركي يستغل تضحيات وأحلام كثير من المعارضين الحقيقيين في سورية، بينما مواقف روسيا لا تضر بسورية لا بل تخفف عنها أكلاف المعركة مع ثمانين دولة تواجهها وتدعم بالسياسة كما بالسلاح والتخطيط والإعلام والمال معارضين سوريين تغار إسرائيل منهم لأن أنصارها توحدوا خلفهم كما يتوحدون خلف إجرامها .
لعل من المفيد هنا التنويه بتضحيات المعارضين الشرفاء الساعين إلى الديمقراطية والحرية حقا ، ولعله أيضا من الواجب المطالبة بمعاقبة كل من تورط في قتل المدنيين أكان منتميا للمعارضة أم للنظام لكن .... اليس من الغريب أن الحماية الدولية الممنوحة لاسرائيل هي نفسها الممنوحة اليوم لمعارضين سوريين لا يجاهرون بعدائهم للصهاينة ولو بتسمية جمعة من أيام ثورتهم باسم تحرير القدس أو باسم التؤامة مع فلسطين؟
اليس غريبا أن مصدر معلومات الغربيين عن المجازر في سورية هو المعارضين الممولين من الغرب أنفسهم ؟
اليس غريبا أن منظمات الأمم المتحدة التي تلاعبت بتقرير لجنة التحقيق في حرب غزة هي نفسها التي تدعم بقوة وشراسة مزاعم المعارضة السورية عما يحصل في بلاد الشام ؟
على ماذا توافق الروس والأميركيين ؟
يقول المصدر الفرنسي في إتصالنا الهاتفي الطويل:
اقتنعت كلينتون أخيرا بالتنازلات الروسية السابقة واكتفت بها لأن ليس لدى لافروف ولا لدى رئيسه ما يقدمانه وإن فعلا فسيكون كمن يعطي ما لا يملك تحقيق عطائه على أرض الواقع .
إذا ....هو ليس عشقا روسيا للرئيس بشار الأسد، ففي السياسات الدولية ليس هناك عواطف بل مصالح متبادلة .
إنه الرضوخ لواقعية سياسية يعرفها الروس ولا يملّ الأميركي من الرهان على إمكانية تغييرها بواسطة الجيش الأميركي المقاتل في سورية والمؤلف من مرتزقة بإرادتهم أو بنتيجة فعلهم.
قوة الأسد والتجأ الأقليات إلى زعامته خوفا من التكفيريين، وبقاء نسبة لا تقل عن ثلاثين بالمائة من السُنة على ولائهم له
(تقدر روسية شعبية الوهابيين والإخوان بعشرين بالمائة في أوساط السنة والنظام بثلاثين بالمائة من المرتبطة مصالحهم ببقاء النظام ماليا أو عقائديا أو خوفا من البديل المتطرف المخيف) .
وأما الخمسون بالمائة الباقون من أهل السنة – بحسب المعلومات الروسية - فهم محايدون سيناصرون من يعيد الأمن إلى مناطقهم وبلدهم .
وماذا عن الأقليات ؟
يجيب المصدر الفرنسي فيقول : ليس للمعارضة وجود بين الأقليات وإن وجدت فعددهم محدود جدا إلا في أوساط الأكراد المعادين للطرفين والميالين أكثر باتجاه النظام لأسباب تركية .
هل يمكن للروس الضغط على الرئيس الأسد لكي يرحل عن كرسي الحكم؟
يجيب المصدر:
هناك مثلث قوة جعل من الأزمة السورية فرصة تاريخية استغلتها روسية للعودة بقوة إلى الساحة العالمية لاعبا مشاركا وليس متفرجا أو مشاغبا على الأميركيين، وضلع المثلث في موسكو لا يمكنه العبور في فضاء العلاقات الدولية بلا أدوات تشارك في اللعبة على أرض ميدان الحدث اليومي ويضيف: الضلعين الآخرين في دمشق وفي طهران ، ولا تستطيع روسيا أن تلعب دونهما في وجه الأميركي أي دور في الأزمة السورية.
وتابع الضابط الفرنسي المتقاعد:
للأميركيين قدرة على تحريك المعارضين لسيطرتها على القرار الخليجي – التركي ولقدرتها على إيقاف أو تصعيد الحرب التي يشنها المعارضون بالسلاح والإعلام على النظام في سورية ، بينما روسية ماذا تملك في سورية غير الرئيس بشار الأسد؟
ويكشف المصدر سرا فيقول:
قوة روسية تتمثل بأن الرئيس الأسد قرر تسليف الروس (قبل الفيتو) قراره بالتناغم مع مطالبات أضرت بموقفه داخليا وأفادت الأميركيين والمعارضين!
كيف؟
الم يحمي الفيتو سورية ؟
يجيب المصدر: حماها من أكلاف أكبر لكن الأطلسي لم يتوقف عن غزوه المباشر لسورية كما فعل في ليبيا بسبب الفيتو فقط ، كان يمكن للغرب خوض غمار الحرب من خارج مجلس الأمن لكن هناك حسابات لها علاقة باسرائيل والعراق وإيران وأفغانستان وحزب الله ، الفيتو الروسي عامل مكمل قدم خدمات للسوريين وحصل منهم على فوائد لكنه ليس قدرا حاسما في منع المخططات الأميركية!
لا تملك روسيا شيء إلا تعاون النظام السوري، والرجل الأقوى في سورية حتى اللحظة ليس سوى الرئيس الذي تريد الولايات المتحدة الأميركية تنحيته، ما يعني أنها تريد نزع ورقة القوة الوحيدة التي تملك القرار السياسي والأمني والعسكري والشعبي كاملا في النظام.
والحل ؟
يقول المصدر: في جنيف وتبعا لاتصالات أجريتها مع عضو في الوفد الروسي، جرى التوافق على تفعيل الحوار الوطني في سورية بين جميع الأفرقاء.
هذه مسيرة طويلة يجب على الجميع توقع أن تحصل المآسي الكثيرة قبل تحققها ، وتبدل موازين القوى هو من سيقرر من سيبقى و من سيرحل.
إذا هي معركة عسكرية على الأرض ؟
يجيب:
الأميركيون سيحاولون تعديل موازين القوى العسكرية على الأرض بالتزامن مع التزامهم بالحل المتفق عليه، وسيزيدون الضغوط الإعلامية والسياسية والدبلوماسية على الرئيس الأسد لكي يغطوا انسحابهم التكتيكي من مواقع المطالبة بتنحيه الفوري إلى مواقع جديدة عنوانها نحن (الأميركيون) نقرر للمعارضين كيف يتشاركون والنظام السوري في حكومة تحكم البلاد؟ (تماما كما هو الأمر في لبنان )
هل سيقبل النظام بهذه النتيجة ؟ وهل يمكن للأميركيين تعديل الواقع الميداني ؟
يجيب المصدر:
كان النظام متجها إلى حسم الوضع الأمني في داخل سورية بالقوة حين طلب منه الروس وقف الأعمال العسكرية لتأمين مصداقية لدبلوماسيتهم عند الأميركيين الذين طالبوهم بذلك لتصديق قدرتهم على تنفيذ الوعود .
فكان القرار السوري الأول بقبول إيقاف أعمال العنف والانسحاب من المدن ووقف إطلاق النار وإدخال المراقبين العرب.
يتابع المصدر: استفادت المعارضة السورية من هذه الفرصة فوسعت قاعدة سيطرتها على مساحات إضافية وحاولت نقل المعركة إلى مدن كبيرة لم تصلها الاحداث من قبل.
ثم انتهت مهمة المراقبين العرب إلى الفشل فضغط الروس على النظام في سورية مرة ثانية للقبول بالمراقبين الدوليين، وللقبول بخطة أنان. في وقت كان الوزير المعلم أثناء زيارته الأخيرة إلى موسكو، يشكو من أن ما طلبه منه لافروف سيؤدي إلى تقوية المعارضة المسلحة وإلى وضع الجيش السوري أمام أوضاع أمنية أصعب (قصد المعلم سحب الجيش من المدن قبل تسليم المسلحين لأسلحتهم وانسحابهم من الشوارع) كان جواب لافروف وقتها: " أنتم الطرف الأقوى على الأرض ولن يضيركم أن تنسحبوا قبل المسلحين."
انتهت مهمة المراقبين الدوليين بعد أن تحول وجودهم إلى عامل مساعد( للمسلحين) للدخول إلى مناطق جديدة أيضا وإلى غطاء حمى محاولات المعارضين مهاجمة حلب ودمشق بالقوة المسلحة.
يتابع المصدر:
أظن بأن الأميركيين يعرفون محدودية قدرات المعارضة المسلحة لذلك أدخلوا عامل الإحتيال الديبلوماسي عبر الروس إلى ميدان المعركة لكي يكبلوا الجيش السوري فتتحرك كتائب المسلحين المعارضين للأسد بحرية ويسر ، كما إن الأميركي راهن خلال الفترة الاخيرة على عامل جديد أدخلوه إلى سورية تحت إشرافهم مع حلفائهم.
إنهم أكثر من أربعين ألف مقاتل من العرب المتطرفين كثيرون منهم قاتلوا مع الأطلسي في ليبيا وفي الحرب الأهلية العراقية (2005 – 2007) ، ومع ذلك وصلت إلى مؤتمر جنيف أصداء الهزائم التي مني بها هؤلاء في الساعات الأخيرة على الأرض السورية ، وتقديري (يقول المصدر الفرنسي) لا يزال الجيش السوري قويا جدا وتحتاج المعارضة المسلحة والأميركيين لسنوات لتحقيق التوازن معه بالعدة والعتاد والعدد والتدريب والأهم أن الجيش السوري لا يقاتل وحده فله حاضنة شعبية تعطيه زخما وقوة .
ويختم:القول بأن في سورية شعب ثائر هو قول نسبي وقد يكون صحيحا فيما يخص ما نسبته عشرون بالمئة من طائفة من الطوائف السورية المتعددة، ولكن في سورية
(وكما أعرف من التجول الميداني ومن الدراسات البحثية ) أيضا هناك شعب آخر يوالي النظام ويتمسك بالرئيس ولو ذهبت الاوضاع إلى إنتخابات حرة ونزيهة ومراقبة دوليا فأنا أشك بأن لا يحصل النظام الحالي (القاسي والغير ديمقراطي والمنتهك للحريات الشخصية والسياسية في صورته المتحولة مستقبلا إلى راعي للحل الديمقراطي) على أغلبية في البرلمان لأن تحول من حكم وحاكم إلى حامي ومضحي لأجل جماعات كاملة في المجتمع السوري المنقسم حاليا بشكل يشبه لبنان أكثر مما يشبه العراق .. بقلم خضر سعيد