الأزمة السورية .. الحل بيد السوريين وحدهم
اتهم كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا أطرافًا خارجية لم يُسمِّها بتشجيع العنف في سوريا، ويأتي هذا الاتهام في الوقت الذي تستعد فيه مجموعة العمل حول سوريا لعقد اجتماع لها اليوم السبت في جنيف.
نعم نتفق مع أنان على أن هناك أطرافًا خارجية تغذي العنف وتدعمه، والعالم كله صار يعرف ذلك، لكن ما نختلف مع أنان عليه، هو إذا كان هذا الاتهام يشمل أيضًا الحكومة السورية؛ لأنه لا بد من وضع النقاط على الحروف الناطقة بالحقيقة والواقع، لكي يحول أنان تفاؤله من المؤتمر إلى حقيقة، فهناك حقائق على الأرض يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في اجتماع اليوم، لا سيما إذا كان الاجتماع هو بمثابة اجتماع الفرصة الأخيرة الذي رأى أنان أن حصول العكس يعني أن دوامة العنف ستستمر وقد تبلغ قريبًا نقطة اللاعودة، ومن بين هذه الحقائق:
أولًا: إن خطة المبعوث الدولي أعدت إعدادًا تامًّا لتلبية مطالب المعارضة السورية، وبالتالي يفترض أن أول القابلين والملتزمين بها والمطبقين لها هو المعارضة السورية، لكن ما حدث أن أول الملتزمين بالخطة كان هو الحكومة السورية وقد سحبت في البداية آلياتها الثقيلة من عدد من المدن حسب الخطة، بينما كان التململ بل شن الهجمات ضد قوات النظام السورية من قبل المعارضة السورية المسلحة مستمرًّا في الحين الذي يتم فيه الضغط والتلويح بالقوة ضد دمشق للالتزام بالخطة.
ثانيًا: التفجيرات الانتحارية وغير الانتحارية التي جعلت من سوريا عراقًا ثانيًا، من يقوم بها؟ وكيف يعقل أن يقوم بها "النظام السوري"، وهو يسعى إلى إثبات تماسكه أمام شعبه وقدرته على ردع الإرهابيين وهجماتهم؟ أليست المؤسسات المستهدفة الأمنية والعسكرية تمثل رمز هيبته؟ فبأي عقل ومنطق يتجه إلى إصدار حكم بمعاقبة نفسه أو إلى الانتحار؟
ثالثًا: لماذا يتم الإعلان عن المذابح داخل سوريا بالتزامن مع انعقاد مؤتمر يخص الأزمة السورية، ما جعل هذه المذابح لأن تكون علامة مسجلة باسم هذه المؤتمرات؟ فكيف يعقل أن تُقدِم الحكومة السورية على ارتكاب مثل هذه المذابح التي تجر عليها الويل والثبور وعظائم الأمور، في وقت يضيق عليها الخناق وتبحث عن مخرج آمن للأزمة، وتجنيب شعبها المآسي والأذى؟ فأي عقل وأي منطق يمكنه أيضًا أن يصدق هذا التصرف؟ وكيف تنطلي عليه مثل هذه الحماقات؟
رابعًا: إقرار الولايات المتحدة ووكالة استخباراتها "سي آي إيه" ومعهما جهاز الأمن الخارجي البريطاني، بتهريب الأسلحة ووسائل الاتصال الحديثة إلى المعارضة السورية المسلحة في الداخل وقبض أثمان صفقات السلاح من دول خليجية، يضاف إلى ذلك الدور التركي في استفزاز سوريا وانتهاك سيادتها بحثًا عن ثغرة تسمح بتدخل عسكري مباشر، ولعل إسقاط دمشق الطائرة المقاتلة التركية، وحشد تركيا قواتها على الحدود مع سوريا، أبرز الأدلة على النيات المبيتة ضد سوريا.
خامسًا: رفض المعارضة السورية أي حوار سياسي وطني مع الحكومة السورية، وإصرارها على إسقاط الحكومة بالقوة مدفوعة من قبل الأطراف الخارجية الداعمة والمتحكمة بالمعارضة والساعية إلى تمزيق سوريا، أمر يجب أن يوضع له حد؛ لأن الأوراق باتت مكشوفة، فأن تستباح الدماء السورية وتراق على الشوارع والأزقة وفي البيوت من قبل جماعات مسلحة محسوبة على المعارضة السورية، لكي يؤتى ببريمر وأحمد جلبي،جديدين يحكمان سوريا، فهو أمر تمقته الفطرة الإنسانية، وبعيد كل البعد عن الآدمية والأخلاق.
ولعل ما يكشف الحقيقة بجلاء هو إصرار وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على أن يناقش مؤتمر جنيف اليوم إسقاط الحكومة السورية، والانتقال إلى حكومة جديدة، في الوقت الذي يفترض أن يحدد الاحتماع الشروط لإنهاء العنف وبدء حوار وطني لعموم سوريا وألا يحدد مسبقًا مضمون هذا الحوار، ولأن الأجندة الأميركية خاصة والغربية عامة، قد حددت ووضعت تفاصيلها، فلا أمل يرجى من أي مسعى خارجي حتى ولو جاء هذا المسعى عبر الأمم المتحدة والأمل الوحيد بيد الفرقاء السوريين وحدهم فهم وحدهم من يعرف الحل لأزمتهم.
الوطن العمانية
اتهم كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا أطرافًا خارجية لم يُسمِّها بتشجيع العنف في سوريا، ويأتي هذا الاتهام في الوقت الذي تستعد فيه مجموعة العمل حول سوريا لعقد اجتماع لها اليوم السبت في جنيف.
نعم نتفق مع أنان على أن هناك أطرافًا خارجية تغذي العنف وتدعمه، والعالم كله صار يعرف ذلك، لكن ما نختلف مع أنان عليه، هو إذا كان هذا الاتهام يشمل أيضًا الحكومة السورية؛ لأنه لا بد من وضع النقاط على الحروف الناطقة بالحقيقة والواقع، لكي يحول أنان تفاؤله من المؤتمر إلى حقيقة، فهناك حقائق على الأرض يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في اجتماع اليوم، لا سيما إذا كان الاجتماع هو بمثابة اجتماع الفرصة الأخيرة الذي رأى أنان أن حصول العكس يعني أن دوامة العنف ستستمر وقد تبلغ قريبًا نقطة اللاعودة، ومن بين هذه الحقائق:
أولًا: إن خطة المبعوث الدولي أعدت إعدادًا تامًّا لتلبية مطالب المعارضة السورية، وبالتالي يفترض أن أول القابلين والملتزمين بها والمطبقين لها هو المعارضة السورية، لكن ما حدث أن أول الملتزمين بالخطة كان هو الحكومة السورية وقد سحبت في البداية آلياتها الثقيلة من عدد من المدن حسب الخطة، بينما كان التململ بل شن الهجمات ضد قوات النظام السورية من قبل المعارضة السورية المسلحة مستمرًّا في الحين الذي يتم فيه الضغط والتلويح بالقوة ضد دمشق للالتزام بالخطة.
ثانيًا: التفجيرات الانتحارية وغير الانتحارية التي جعلت من سوريا عراقًا ثانيًا، من يقوم بها؟ وكيف يعقل أن يقوم بها "النظام السوري"، وهو يسعى إلى إثبات تماسكه أمام شعبه وقدرته على ردع الإرهابيين وهجماتهم؟ أليست المؤسسات المستهدفة الأمنية والعسكرية تمثل رمز هيبته؟ فبأي عقل ومنطق يتجه إلى إصدار حكم بمعاقبة نفسه أو إلى الانتحار؟
ثالثًا: لماذا يتم الإعلان عن المذابح داخل سوريا بالتزامن مع انعقاد مؤتمر يخص الأزمة السورية، ما جعل هذه المذابح لأن تكون علامة مسجلة باسم هذه المؤتمرات؟ فكيف يعقل أن تُقدِم الحكومة السورية على ارتكاب مثل هذه المذابح التي تجر عليها الويل والثبور وعظائم الأمور، في وقت يضيق عليها الخناق وتبحث عن مخرج آمن للأزمة، وتجنيب شعبها المآسي والأذى؟ فأي عقل وأي منطق يمكنه أيضًا أن يصدق هذا التصرف؟ وكيف تنطلي عليه مثل هذه الحماقات؟
رابعًا: إقرار الولايات المتحدة ووكالة استخباراتها "سي آي إيه" ومعهما جهاز الأمن الخارجي البريطاني، بتهريب الأسلحة ووسائل الاتصال الحديثة إلى المعارضة السورية المسلحة في الداخل وقبض أثمان صفقات السلاح من دول خليجية، يضاف إلى ذلك الدور التركي في استفزاز سوريا وانتهاك سيادتها بحثًا عن ثغرة تسمح بتدخل عسكري مباشر، ولعل إسقاط دمشق الطائرة المقاتلة التركية، وحشد تركيا قواتها على الحدود مع سوريا، أبرز الأدلة على النيات المبيتة ضد سوريا.
خامسًا: رفض المعارضة السورية أي حوار سياسي وطني مع الحكومة السورية، وإصرارها على إسقاط الحكومة بالقوة مدفوعة من قبل الأطراف الخارجية الداعمة والمتحكمة بالمعارضة والساعية إلى تمزيق سوريا، أمر يجب أن يوضع له حد؛ لأن الأوراق باتت مكشوفة، فأن تستباح الدماء السورية وتراق على الشوارع والأزقة وفي البيوت من قبل جماعات مسلحة محسوبة على المعارضة السورية، لكي يؤتى ببريمر وأحمد جلبي،جديدين يحكمان سوريا، فهو أمر تمقته الفطرة الإنسانية، وبعيد كل البعد عن الآدمية والأخلاق.
ولعل ما يكشف الحقيقة بجلاء هو إصرار وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على أن يناقش مؤتمر جنيف اليوم إسقاط الحكومة السورية، والانتقال إلى حكومة جديدة، في الوقت الذي يفترض أن يحدد الاحتماع الشروط لإنهاء العنف وبدء حوار وطني لعموم سوريا وألا يحدد مسبقًا مضمون هذا الحوار، ولأن الأجندة الأميركية خاصة والغربية عامة، قد حددت ووضعت تفاصيلها، فلا أمل يرجى من أي مسعى خارجي حتى ولو جاء هذا المسعى عبر الأمم المتحدة والأمل الوحيد بيد الفرقاء السوريين وحدهم فهم وحدهم من يعرف الحل لأزمتهم.
الوطن العمانية
Comment