هل تذكرون ذلك الصوت الذي قدم على مجى العقود الثلاثة الماضية عبارتين اثنتين عبر اثير اذاعة دمشق وهو يقول (قدمت دمشق .. التعليق السياسي)؟؟ .. انه صوت الشهيد الاعلامي محمد حوراني الذي هاجمه قطيع من ذئاب الاخوان المسلمين في الثمانينات وقتلوه لأنه كان صوتا يزعجهم ..كان ضوءا مسموعا .. بل كان صوتا له ضوء تراه في الظلام ..صوتا غاضبا يطهر القلب كماء الوضوء ..وصوتا لايشبهه أي صوت ..لأنه كان صوتا يرتدي ثياب المغاوير ويفعل فعلهم ..
رحل محمد حوراني ..وبقيت اذاعة دمشق تتوضأ بالتعليق السياسي بصوت محمد حوراني ..اخلاصا لصوته في تلك المرحلة ..
واليوم تفتك بقايا قطعان الذئاب بمجموعة من الأيائل في الاخبارية السورية .. انها نفس المجموعة من الذئاب التي قاتلها صوت محمد حوراني وأطفأها ..ولم ينطفئ .. واستمر كما استمرت الاخبارية تطفئ ذلك العواء الثوري ..ولن تتوقف
وسيأتي جيل بعدنا سيظل يسمع صوت محمد حوراني يقدم التعليق السياسي من دمشق .. يشعل الصوت ضوءا .. وتتوضأ آذان جيلنا به كل يوم بعد الظهر .. وسيبقى صوت الاخبارية السورية الذي لم يتوقف .. ولن يتوقف .. بل انه الآن صوت سيرتدي ثياب المغاوير وسيطفئ العواء “الثوري” مهما علا واشتد ..وسيبقى فقط صوت الايائل .. وصهيل الخيول..
لاأعرف على وجه الضبط من يعطي النصائح للمعارضين لأن ماتفعله مجموعات المعارضة لايفعله حتى المجانين الذين يريدون خسارة كل شيء .. ان أعمال هذه المجموعات تخيف كل سوري من أن يسترخي في الحرب على هذه الثورة المجنونة .. كل جريمة تجعل حالة الاستنفار أعلى وتخلق قناعة من أن البلاد لايجب أن تترك لهذه الذئاب التي تكتب بياناتها الديمقراطية بالحبر الأحمر القاني المقطوف من دم الضحايا .. وترى في العنف دستورا .. وفي الهمجية نهج حياة ..وفي الرصاص صندوق انتخابات وبطاقات تصويت ..
كم هم خطرون على حضارتنا .. وكم هم اسرائيليون في كراهيتهم لبلدنا .. وكم لهم رائحة المحافظين الجدد .. وكم ضربهم سيؤلم اسرائيل ..
بعد خسارة شعار السلمية نهائيا وتلاشي الحركة الاحتجاجية بحماقة الرقص في المظاهرات ..انتقلت الحركة المسلحة في سورية الى ارتكاب الحماقات ذات الجنون المطبق .. ماتفعله هذه المجموعات من اعتداءات على الكل دون استثناء يقول للسوريين بشكل علني: ان هذا هو حجم الديمقراطية الذي ستأتي به هذه القطعان من الذئاب .. ان سلوك هؤلاء المجانين يخيف أي سوري من أن يستسلم لدغدغة الهدوء والاسترخاء في حربه عليهم .. ستخيفه فكرة أن يصدقهم لثانية واحدة .. وستخيفه فكرة أن يستسلم للخديعة التي ستدخل هؤلاء الى داره .. سيسأل كل سوري نفسه ماذا لو تحكّم هؤلاء بحرية الكلمة في البلاد .. وكيف يمكن أن يعارضهم شخص دون أن يفصد دمه وصوته .. ودون أن يخفق بالموت .. بل وكيف يفهم هؤلاء الحوار والاقناع بالحجة والبرهان والمنطق والاعلام .. ان الجواب ببساطة مكتوب بدم الاعلاميين السوريين في مجزرة جديدة .. هؤلاء المجانين من القتلة منحوا الخوف لكل سوري من أن تأخذ الجيش الشفقة بالمسلحين..
بعد كل عملية عنف يعتقد المجانين أن ذلك سيزيد من حجم الخوف منهم وتحديهم .. لكن الحقيقة هي أن هذا العنف يرفع من سوية الرفض لهم واحتقارهم .. ويرفع من الاحساس بأن من الخطر الشديد التخلي عن الاجهاز الكامل على هؤلاء المسلحين .. انه شعور يجعل الجميع يحسون بأن الصدام مع هؤلاء عمل مقدس لاتراجع فيه .. وأنه أمانة وصلت الينا من جيل سيصل بعدنا ويريد أن يرى وطنه السوري آمنا خاليا من القتلة والمجانين ..
ان كل عملية عنيفة لاتجعلني شخصيا كئيبا .. بل على العكس أحس بالكآبة اذ يجتاحني شعور بالتقصير من أنني لم أفعل مايكفي لوطني وأنني لم أستنفر كل طاقتي بعد .. ويزيد من كآبتي أنني أحس أنني لست من جنود المغاوير في هذه اللحظات التي تناديهم .. وأحس بالأسف أنني لاألبس لباسهم الخشن وأحذيتهم القاسية وخوذاتهم الملونة بلون التراب والشجر .. ولاأملك نظراتهم المهيبة ..وأصواتهم الهادرة .. وبنادقهم المباركة .. ماألذ في هذه اللحظات أن يفيق أحدنا ويجد نفسه في لباس المغاوير .. لينهض للقصاص ..
أريد يوما واحدا أن أكون من جنود المغاوير .. كي أتحدث بلغة الوحدات الخاصة .. ورجال الكوماندوس .. اللغة التي يفهمها ثوار يريدون اسكات اللغة والحرف والحرية بقتلة غلفهم الجبن والغدر والاستئساد على رجال عزّل .. قتلة يتوضؤون بصوت القرضاوي القبيح ويستحمون بلعابه .. ويتيممون بصوت العرعور ويتنشفون بلحيته الحمراء .. وينالون الصدقات من بيت مال حمد ..ومن بطنه التي امتلأت نارا .. من أيتام الشرق
رحل محمد حوراني ..وبقيت اذاعة دمشق تتوضأ بالتعليق السياسي بصوت محمد حوراني ..اخلاصا لصوته في تلك المرحلة ..
واليوم تفتك بقايا قطعان الذئاب بمجموعة من الأيائل في الاخبارية السورية .. انها نفس المجموعة من الذئاب التي قاتلها صوت محمد حوراني وأطفأها ..ولم ينطفئ .. واستمر كما استمرت الاخبارية تطفئ ذلك العواء الثوري ..ولن تتوقف
وسيأتي جيل بعدنا سيظل يسمع صوت محمد حوراني يقدم التعليق السياسي من دمشق .. يشعل الصوت ضوءا .. وتتوضأ آذان جيلنا به كل يوم بعد الظهر .. وسيبقى صوت الاخبارية السورية الذي لم يتوقف .. ولن يتوقف .. بل انه الآن صوت سيرتدي ثياب المغاوير وسيطفئ العواء “الثوري” مهما علا واشتد ..وسيبقى فقط صوت الايائل .. وصهيل الخيول..
لاأعرف على وجه الضبط من يعطي النصائح للمعارضين لأن ماتفعله مجموعات المعارضة لايفعله حتى المجانين الذين يريدون خسارة كل شيء .. ان أعمال هذه المجموعات تخيف كل سوري من أن يسترخي في الحرب على هذه الثورة المجنونة .. كل جريمة تجعل حالة الاستنفار أعلى وتخلق قناعة من أن البلاد لايجب أن تترك لهذه الذئاب التي تكتب بياناتها الديمقراطية بالحبر الأحمر القاني المقطوف من دم الضحايا .. وترى في العنف دستورا .. وفي الهمجية نهج حياة ..وفي الرصاص صندوق انتخابات وبطاقات تصويت ..
كم هم خطرون على حضارتنا .. وكم هم اسرائيليون في كراهيتهم لبلدنا .. وكم لهم رائحة المحافظين الجدد .. وكم ضربهم سيؤلم اسرائيل ..
بعد خسارة شعار السلمية نهائيا وتلاشي الحركة الاحتجاجية بحماقة الرقص في المظاهرات ..انتقلت الحركة المسلحة في سورية الى ارتكاب الحماقات ذات الجنون المطبق .. ماتفعله هذه المجموعات من اعتداءات على الكل دون استثناء يقول للسوريين بشكل علني: ان هذا هو حجم الديمقراطية الذي ستأتي به هذه القطعان من الذئاب .. ان سلوك هؤلاء المجانين يخيف أي سوري من أن يستسلم لدغدغة الهدوء والاسترخاء في حربه عليهم .. ستخيفه فكرة أن يصدقهم لثانية واحدة .. وستخيفه فكرة أن يستسلم للخديعة التي ستدخل هؤلاء الى داره .. سيسأل كل سوري نفسه ماذا لو تحكّم هؤلاء بحرية الكلمة في البلاد .. وكيف يمكن أن يعارضهم شخص دون أن يفصد دمه وصوته .. ودون أن يخفق بالموت .. بل وكيف يفهم هؤلاء الحوار والاقناع بالحجة والبرهان والمنطق والاعلام .. ان الجواب ببساطة مكتوب بدم الاعلاميين السوريين في مجزرة جديدة .. هؤلاء المجانين من القتلة منحوا الخوف لكل سوري من أن تأخذ الجيش الشفقة بالمسلحين..
بعد كل عملية عنف يعتقد المجانين أن ذلك سيزيد من حجم الخوف منهم وتحديهم .. لكن الحقيقة هي أن هذا العنف يرفع من سوية الرفض لهم واحتقارهم .. ويرفع من الاحساس بأن من الخطر الشديد التخلي عن الاجهاز الكامل على هؤلاء المسلحين .. انه شعور يجعل الجميع يحسون بأن الصدام مع هؤلاء عمل مقدس لاتراجع فيه .. وأنه أمانة وصلت الينا من جيل سيصل بعدنا ويريد أن يرى وطنه السوري آمنا خاليا من القتلة والمجانين ..
ان كل عملية عنيفة لاتجعلني شخصيا كئيبا .. بل على العكس أحس بالكآبة اذ يجتاحني شعور بالتقصير من أنني لم أفعل مايكفي لوطني وأنني لم أستنفر كل طاقتي بعد .. ويزيد من كآبتي أنني أحس أنني لست من جنود المغاوير في هذه اللحظات التي تناديهم .. وأحس بالأسف أنني لاألبس لباسهم الخشن وأحذيتهم القاسية وخوذاتهم الملونة بلون التراب والشجر .. ولاأملك نظراتهم المهيبة ..وأصواتهم الهادرة .. وبنادقهم المباركة .. ماألذ في هذه اللحظات أن يفيق أحدنا ويجد نفسه في لباس المغاوير .. لينهض للقصاص ..
أريد يوما واحدا أن أكون من جنود المغاوير .. كي أتحدث بلغة الوحدات الخاصة .. ورجال الكوماندوس .. اللغة التي يفهمها ثوار يريدون اسكات اللغة والحرف والحرية بقتلة غلفهم الجبن والغدر والاستئساد على رجال عزّل .. قتلة يتوضؤون بصوت القرضاوي القبيح ويستحمون بلعابه .. ويتيممون بصوت العرعور ويتنشفون بلحيته الحمراء .. وينالون الصدقات من بيت مال حمد ..ومن بطنه التي امتلأت نارا .. من أيتام الشرق