روسيا وأميركا وسوريا ...بوابات العالم ...بقلم نصري الصايغ
أعراض «الرجل المريض» لم تعد خافية.
أوروبا دخلت باكراً إلى نادي المقعدين.
أوروبا الموحدة تعاني من كثرة «الحكماء» وندرة العلاج.
الضعف في الأطراف، اليونان، اسبانيا، البرتغال، قبرص... ايطاليا، سبّب لها دوراناً ودواراً.
آخر الدواء الكيّ، وهي لن تلجأ له. الكيُّ، إعلان إفلاس الاتحاد، قبل وقته بقليل.
عندما يجتمع القادة الكبار في العالم، في المكسيك مثلاً، نفتقد حضور قادة أوروبا، يظهرون في الصورة فقط.
على مائدة التفاوض وفي أروقة النقاش، وبين الأوراق والاقتراحات المتبادلة، تتردد أسماء أوباما، بوتين وهوجينتاو.
وقادة أوروبا، قادة في بلدانهم. خارجها، هم إما ملحقون، أو باحثون عن دور، أخذه منهم الآخرون. لقد باتت أوروبا أوروبية فقط.
مساحة اهتماماتها ليست بقياس طموحاتها، بل بقياس أزماتها.
بعضهم، من قادة متسرعين، يتقدمون المسرح الدولي، يقدمون على مغامرات، ذات طابع إنساني خبيث، ثم، لضيق ذات اليد وقص ذراع النفوذ، يتراجعون، ليتقدم الأميركي ويتمدد كأخطبوط، أو ليستعيد الروسي دوره السوفياتي، بلا ماركسية، أو ليتسلل الصيني المبتسم، بدهاء السلعة والمحفظة الدولية الأعظم.
أوروبا المريضة، انسحبت من الشرق الأوسط. ما تقدر عليه، استضافة مؤتمرات، تبقى أصواتاً بلا صدى، وحبراً على ورق. الأزمة السورية، لها في أوروبا أصدقاء حميمون.
فرنسا في الطليعة، لكن الذي يحاول رسم خريطة طريق لحل الأزمة، لا يرسمها إلا بالحبر الصيني، والقلم الأميركي، والخط الروسي...
كان متوقعاً في قمة المكسيك، أن يحارب فرنسوا هولاند من أجل البيئة، وحلفاؤه الخضر بانتظاره. كان منتظراً أن يدافع عن مشروعه الداعي إلى فرض ضرائب على حركة التحويلات المصرفية. وهي جزء من مشروعه السياسي، ويعتبره حيوياً لمعافاة بعض جوانب الأزمة الاقتصادية... قال هولاند كلامه، ولم يسمعه أحد... لقد اكتفى بأن أعلمه الأميركيون رفضهم وموافقة الصينيين على ذلك، كي يلتزم الصمت.
القمم العالمية، فقدت فعاليتها. تحوَّلت إلى مناسبات لا يتوقع منها أحد مصيراً آخر غير المصائر اليومية، بإتقان آليات السوق، وسقوف الديون، وتلوث البيئة، وزيادة الفقر، وخط المجاعات، وتسلسل الحروب... قمم مرتبة مسبقاً، بلا قدرة على إقناع أحد...
وليس بوسع أوروبا أن تلعب دوراً، حتى بقيادة ميركل،
التي أصبحت وحيدة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سياسياً،
بعد سقوط لاعب السيرك الفرنسي نيكولا ساركوزي... كل هم أوروبا اليوم، بقيادة محركها المركزي الألماني، أن تقنع اليونان، بالبقاء في سفينة «اليورو» المثقوبة.
أن تساعد اسبانيا، في سد ثقوبها المصرفية التي تغرق البلاد في بطالة غير مسبوقة. كل هم أوروبا اليوم، الحفاظ على السفينة المثقوبة، فلا تسقط منه اليونان، ولا تغرق وحدها قبرص، ولا تقع منها اسبانيا، ولا تزحط عنها البرتغال، ناهيك عن دول لم تفارقها كوابيس الأزمة.
أسباب كثيرة أدخلت أوروبا في الشيخوخة.
أبرزها، أن شريكاً دولياً كان غائباً، فحضر، بإرثه وتاريخه وجغرافيته وثرواته واقتصاداته، واستعاد مقعده بعدما خسره في زمن غورباتشوف. الملاءة المالية الروسية، باتت محط أنظار أوروبيين، يرون في روسيا معيناً مالياً لإخراجهم من الأزمة. قبرص فعلتها.
تستدين من روسيا، التي كانت عرضة لنهب الدائنين وسماسرة المال، في زمن بوريس يلتسين.
مع بوتين، عرفت أوروبا حجمها... العالم اليوم، لم يعد بقطبية واحدة: أميركا تتقدم وأوروبا تتبعها. باستثناء العدوان على العراق، ولفترة قصيرة... روسيا أعادت التوازن إلى العالم.
الثقل الروسي لم يملأ أوروبا الملحقة بأميركا، ولا رغبت به الصين، التي تلعب لعبة الامتلاء الاقتصادي والمالي، وفرض وقائع سياسية من خلال الحضور، وليس من خلال الانشغال أو الاشتغال.
عالم بثلاثة أقطاب هو اليوم.
أميركا روسيا والصين، مكانة أوروبا محفوظة، في الملحق الأميركي. كذلك تركيا، التي كانت لاعباً إقليمياً، كسفته روسيا، وأقصته إيران.
داخل هذا العالم الثلاثي الأقطاب، قطبان من خارجهما،
الأول: إيران.وهي قطب من جنس آخر.
من خارج حيوية النظام الدولي وتفاهماته ومسالكه... انها وحيدة ولكن عنيدة.
قالت وأملت ونفذت وما تراجعت. كانت معزولة، فباتت منتشرة. كانت متخلفة فباتت ثورية بلا سلاح، وكانت جنرالاً في الخليج بإمرة أميركية، فباتت جنرالا والإمرة لها.
أما الأزمة السورية، فباتت مفتاح خريطة النظام العالمي الجديد... قالها الروس صراحة: النظام الدولي الجديد رهن بكيفية حل الأزمة السورية.
ولا حل من دون إيران.
هي ليست ملحقاً، بل هي المصدر. انها النص وليست الهامش.
أما بعد... فليس أمام اللاعبين المحليين والإقليميين، إلا قراءة المتغيرات الدولية، للخروج من الثوابت القديمة، التي أوصلت الشرق الأوسط إلى نقطة الانفجار... ما قبل الثورات العربية، ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ إلى نظام القطب الواحد...
هذا انتهى. فليستعجل اللاعبون، قبل انطلاق إشارة البدء بتسديد الأهداف.
سورية الان - السفير
أعراض «الرجل المريض» لم تعد خافية.
أوروبا دخلت باكراً إلى نادي المقعدين.
أوروبا الموحدة تعاني من كثرة «الحكماء» وندرة العلاج.
الضعف في الأطراف، اليونان، اسبانيا، البرتغال، قبرص... ايطاليا، سبّب لها دوراناً ودواراً.
آخر الدواء الكيّ، وهي لن تلجأ له. الكيُّ، إعلان إفلاس الاتحاد، قبل وقته بقليل.
عندما يجتمع القادة الكبار في العالم، في المكسيك مثلاً، نفتقد حضور قادة أوروبا، يظهرون في الصورة فقط.
على مائدة التفاوض وفي أروقة النقاش، وبين الأوراق والاقتراحات المتبادلة، تتردد أسماء أوباما، بوتين وهوجينتاو.
وقادة أوروبا، قادة في بلدانهم. خارجها، هم إما ملحقون، أو باحثون عن دور، أخذه منهم الآخرون. لقد باتت أوروبا أوروبية فقط.
مساحة اهتماماتها ليست بقياس طموحاتها، بل بقياس أزماتها.
بعضهم، من قادة متسرعين، يتقدمون المسرح الدولي، يقدمون على مغامرات، ذات طابع إنساني خبيث، ثم، لضيق ذات اليد وقص ذراع النفوذ، يتراجعون، ليتقدم الأميركي ويتمدد كأخطبوط، أو ليستعيد الروسي دوره السوفياتي، بلا ماركسية، أو ليتسلل الصيني المبتسم، بدهاء السلعة والمحفظة الدولية الأعظم.
أوروبا المريضة، انسحبت من الشرق الأوسط. ما تقدر عليه، استضافة مؤتمرات، تبقى أصواتاً بلا صدى، وحبراً على ورق. الأزمة السورية، لها في أوروبا أصدقاء حميمون.
فرنسا في الطليعة، لكن الذي يحاول رسم خريطة طريق لحل الأزمة، لا يرسمها إلا بالحبر الصيني، والقلم الأميركي، والخط الروسي...
كان متوقعاً في قمة المكسيك، أن يحارب فرنسوا هولاند من أجل البيئة، وحلفاؤه الخضر بانتظاره. كان منتظراً أن يدافع عن مشروعه الداعي إلى فرض ضرائب على حركة التحويلات المصرفية. وهي جزء من مشروعه السياسي، ويعتبره حيوياً لمعافاة بعض جوانب الأزمة الاقتصادية... قال هولاند كلامه، ولم يسمعه أحد... لقد اكتفى بأن أعلمه الأميركيون رفضهم وموافقة الصينيين على ذلك، كي يلتزم الصمت.
القمم العالمية، فقدت فعاليتها. تحوَّلت إلى مناسبات لا يتوقع منها أحد مصيراً آخر غير المصائر اليومية، بإتقان آليات السوق، وسقوف الديون، وتلوث البيئة، وزيادة الفقر، وخط المجاعات، وتسلسل الحروب... قمم مرتبة مسبقاً، بلا قدرة على إقناع أحد...
وليس بوسع أوروبا أن تلعب دوراً، حتى بقيادة ميركل،
التي أصبحت وحيدة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سياسياً،
بعد سقوط لاعب السيرك الفرنسي نيكولا ساركوزي... كل هم أوروبا اليوم، بقيادة محركها المركزي الألماني، أن تقنع اليونان، بالبقاء في سفينة «اليورو» المثقوبة.
أن تساعد اسبانيا، في سد ثقوبها المصرفية التي تغرق البلاد في بطالة غير مسبوقة. كل هم أوروبا اليوم، الحفاظ على السفينة المثقوبة، فلا تسقط منه اليونان، ولا تغرق وحدها قبرص، ولا تقع منها اسبانيا، ولا تزحط عنها البرتغال، ناهيك عن دول لم تفارقها كوابيس الأزمة.
أسباب كثيرة أدخلت أوروبا في الشيخوخة.
أبرزها، أن شريكاً دولياً كان غائباً، فحضر، بإرثه وتاريخه وجغرافيته وثرواته واقتصاداته، واستعاد مقعده بعدما خسره في زمن غورباتشوف. الملاءة المالية الروسية، باتت محط أنظار أوروبيين، يرون في روسيا معيناً مالياً لإخراجهم من الأزمة. قبرص فعلتها.
تستدين من روسيا، التي كانت عرضة لنهب الدائنين وسماسرة المال، في زمن بوريس يلتسين.
مع بوتين، عرفت أوروبا حجمها... العالم اليوم، لم يعد بقطبية واحدة: أميركا تتقدم وأوروبا تتبعها. باستثناء العدوان على العراق، ولفترة قصيرة... روسيا أعادت التوازن إلى العالم.
الثقل الروسي لم يملأ أوروبا الملحقة بأميركا، ولا رغبت به الصين، التي تلعب لعبة الامتلاء الاقتصادي والمالي، وفرض وقائع سياسية من خلال الحضور، وليس من خلال الانشغال أو الاشتغال.
عالم بثلاثة أقطاب هو اليوم.
أميركا روسيا والصين، مكانة أوروبا محفوظة، في الملحق الأميركي. كذلك تركيا، التي كانت لاعباً إقليمياً، كسفته روسيا، وأقصته إيران.
داخل هذا العالم الثلاثي الأقطاب، قطبان من خارجهما،
الأول: إيران.وهي قطب من جنس آخر.
من خارج حيوية النظام الدولي وتفاهماته ومسالكه... انها وحيدة ولكن عنيدة.
قالت وأملت ونفذت وما تراجعت. كانت معزولة، فباتت منتشرة. كانت متخلفة فباتت ثورية بلا سلاح، وكانت جنرالاً في الخليج بإمرة أميركية، فباتت جنرالا والإمرة لها.
أما الأزمة السورية، فباتت مفتاح خريطة النظام العالمي الجديد... قالها الروس صراحة: النظام الدولي الجديد رهن بكيفية حل الأزمة السورية.
ولا حل من دون إيران.
هي ليست ملحقاً، بل هي المصدر. انها النص وليست الهامش.
أما بعد... فليس أمام اللاعبين المحليين والإقليميين، إلا قراءة المتغيرات الدولية، للخروج من الثوابت القديمة، التي أوصلت الشرق الأوسط إلى نقطة الانفجار... ما قبل الثورات العربية، ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ إلى نظام القطب الواحد...
هذا انتهى. فليستعجل اللاعبون، قبل انطلاق إشارة البدء بتسديد الأهداف.
سورية الان - السفير