حادثة اسقاط الطائرة العسكرية التركية اكدت بان المنطقة ستبقى في المرحلة المنظورة محكومة بعنوانين رئيسيين
الاول استمرار العنف في سوريا لا بل تأجيجه وسط تبادل الرسائل النارية بين الاطراف الدولية المعنية بالازمة السورية.
والثاني: عدم ا لوصول الى مرحلة المواجهة العسكرية المباشرة، الشاملة بين هذه القوى.
وهذا الستاتيكو الذي رسمته الاحداث الاخيرة، بات يخضع للرقم الروسي الصعب الذي دخل بكل ثقله في المعادلة الروسية.
وما زاد من عبء هذه التطورات ان الطرف الاميركي والذي يملك وحده قدرة الوصول الى تسوية او حل مرحلي، يعيش انكفاء واعادة حسابات فرضتها الانتخابات الاميركية من جهة ومن جهة اخرى التطورات المتسارعة وغير المحسوبة الناتجة عن ثورات الربيع العربي والتي جعلت من الواقع المصري قنبلة موقوتة فهدد المصالح الاستراتيجية الاميركية في المنطقة اضافة الى تعقيدات خطيرة في السعودية حول نظام الخلافة.
وهو ما يعني بطبيعة الحال، عدم وجود عوامل مساعدة لكي تستطيع الادارة الاميركية تنفيذ تسوية ما على الاقل من الان وحتى موعد الانتخابات الرئاسية في الخريف المقبل، ..
وفي هذا الوقت يضاعف الدب الروسي من عامل استثماره في سوريا، لدرجة الدخول العسكري المباشر، وبشكل تصاعدي فبعد رسو القطع البحرية الروسية في قاعدة طرطوس المهمة لناحية مراقبة تركيا من الناحية الجنوبية، وبعد ارسال الخبراء العسكريين الروس بالمئات لمساعدة الجيش السوري، اطلقت موسكو الصاروخ الباليستي في سماء المنطقة في اول رسالة روسية من نوعها على الاطلاق، للتأكيد على ضرورة خفض سقف المواجهة الدولية مع دمشق وسط ضغوط خليجية على اوروبا والولايات المتحدة الاميركية لزيادة الدعم للمعارضة واتخاذ قرارات دولية حاسمة تسمح بالحسم ضد سورية .
ولكن، ومع رسالة «فرار» الميغ السورية والتي جرى التخطيط لها على مستوى عال بهدف توجيه ضربة معنوية لتماسك الجيش السوري، وما تلا ذلك من ترجمة فرنسية بدعوة الجيش للتمرد على قيادته، جرى اسقاط الطائرة التركية بمساعدة روسية فاعلة بدليل حصول ذلك في البحر، وعلى مقربة من القاعدة الروسية.
والواضح ان حركة بهذا الحجم، ما كانت لتستطيع دمشق القيام بها من دون تنسيق كامل مع موسكو.
وجاءت هذه العملية لتحمل رسائل بالجملة اهمها:
1- الرد الفوري على رسالة فرار الميغ، والتي اوجدت وظيفة لدور اردني من جديد مع الاشارة الى ان الخرق التركي للاجواء السورية ليس الاول من نوعه، وهو ما يضع توقيت الرد كاساس في الرسالة.
2- التأكيد مرة جديدة وبشكل ناري هذه المرة، بان روسيا اخذت جديا خيار المواجهة العسكرية في حساباتها، وهي لا تمزح، اقله في هذه الفترة ازاء موقفها في المنطقة.
3- ان روسيا جاهزة لملء الفراغ العسكري الذي قد يحتاجه الجيش السوري.
4- القضاء نهائيا على فكرة المنطقة العازلة ذلك ان المنطقة العازلة بحاجة اساسية لغطاء جوي لا بد من ان يكون سلاح الجو التركي عموده الفقري.
5- ان الاصبع الروسي هو على الزناد وان امن روسيا الحيوي هو على المحك من خلال خطر الجمهوريات الاسلامية المحيطة به.
وبدا ان صدى الرسالة الروسية وجدت سمعا فوريا في كل من واشنطن وانقره، حيث بدت واشنطن غير معنية بما حصل، بما معناه عدم تأمين غطاء دولي للرد على الرسالة، وكما ان انقرة المعنية مباشرة، بدا رد فعلها استيعابي وتراجعي اكثر منه هجومي.
والواضح ان الحكومة التركية التي تعاني انقساما سياسياً حادا في الداخل، وبداية تمايز مذهبي (....)" ، والتي بدأت تتعاطى مع الاحداث في المرحلة الاخيرة من زاويتها .... اكثر منه من خلال المفهوم التركي العام.
اضف الى ذلك تحريك ايران للورقة الكردية المشاغبة جنوب تركيا، والتي باتت تهدد الاستقرار العام.
وفيما بدت الاوساط الفرنسية والاميركية مقتنعة بالسياق المنطقي لهذه الدراسة، فانها ترى ان الحل لن يكون عسكريا في سوريا ما يستوجب خلق الظروف المناسبة لتسوية ..وبالتالي اقناع دول الخليج بان رفع مستوى الضغط في سوريا لن يؤدي الى المطلوب، بل الى امتداد النار الى البلدان المجاورة وعلى رأسها لبنان، وبالتالي تكريس الخسارة في سوريا، واضافة خسارة جديدة على مستوى الساحة اللبنانية، وتسجيل نقاطاً ضد تركيا.
وتلفت هذه الاوساط الى ان عامل الوقت الذي قد يكون هو لمصلحة النظام ولكن وفق وتيرة بطيئة قد تأخذ سنوات عديدة، بدا يكون في الوقت نفسه مكلفا على دول الخليج وسط تسلل الازمات الخطيرة اليها (البحرين، الكويت، والخلافة في السعودية) اضافة الى التداعيات الخطيرة للاحداث في مصر، والتي بدأت تصيب بتأثيراتها الساحة الفلسطينية ولا سيما غزة من خلال حركة حماس، ما يستوجب سياسة اكثر واقعية، لا بد من تنفيذها بعد الانتخابات الاميركية.
وبدأت الرسائل الايجابية تظهر في هذا المجال، لا سيما مع كلام المبعوث الدولي الى سوريا كوفي انان، الذي اعرب عن ضرورة ضم ايران الى مؤتمر دولي للبحث في الوضع السوري، وهو ما كانت تعارضه العواصم الغربية، وحيث ان الوفد الاميركي رفض التطرق الى الدور الايراني في الشرق الاوسط على هامش مؤتمري بغداد وموسكو حول الملف النووي الايراني.
الاول استمرار العنف في سوريا لا بل تأجيجه وسط تبادل الرسائل النارية بين الاطراف الدولية المعنية بالازمة السورية.
والثاني: عدم ا لوصول الى مرحلة المواجهة العسكرية المباشرة، الشاملة بين هذه القوى.
وهذا الستاتيكو الذي رسمته الاحداث الاخيرة، بات يخضع للرقم الروسي الصعب الذي دخل بكل ثقله في المعادلة الروسية.
وما زاد من عبء هذه التطورات ان الطرف الاميركي والذي يملك وحده قدرة الوصول الى تسوية او حل مرحلي، يعيش انكفاء واعادة حسابات فرضتها الانتخابات الاميركية من جهة ومن جهة اخرى التطورات المتسارعة وغير المحسوبة الناتجة عن ثورات الربيع العربي والتي جعلت من الواقع المصري قنبلة موقوتة فهدد المصالح الاستراتيجية الاميركية في المنطقة اضافة الى تعقيدات خطيرة في السعودية حول نظام الخلافة.
وهو ما يعني بطبيعة الحال، عدم وجود عوامل مساعدة لكي تستطيع الادارة الاميركية تنفيذ تسوية ما على الاقل من الان وحتى موعد الانتخابات الرئاسية في الخريف المقبل، ..
وفي هذا الوقت يضاعف الدب الروسي من عامل استثماره في سوريا، لدرجة الدخول العسكري المباشر، وبشكل تصاعدي فبعد رسو القطع البحرية الروسية في قاعدة طرطوس المهمة لناحية مراقبة تركيا من الناحية الجنوبية، وبعد ارسال الخبراء العسكريين الروس بالمئات لمساعدة الجيش السوري، اطلقت موسكو الصاروخ الباليستي في سماء المنطقة في اول رسالة روسية من نوعها على الاطلاق، للتأكيد على ضرورة خفض سقف المواجهة الدولية مع دمشق وسط ضغوط خليجية على اوروبا والولايات المتحدة الاميركية لزيادة الدعم للمعارضة واتخاذ قرارات دولية حاسمة تسمح بالحسم ضد سورية .
ولكن، ومع رسالة «فرار» الميغ السورية والتي جرى التخطيط لها على مستوى عال بهدف توجيه ضربة معنوية لتماسك الجيش السوري، وما تلا ذلك من ترجمة فرنسية بدعوة الجيش للتمرد على قيادته، جرى اسقاط الطائرة التركية بمساعدة روسية فاعلة بدليل حصول ذلك في البحر، وعلى مقربة من القاعدة الروسية.
والواضح ان حركة بهذا الحجم، ما كانت لتستطيع دمشق القيام بها من دون تنسيق كامل مع موسكو.
وجاءت هذه العملية لتحمل رسائل بالجملة اهمها:
1- الرد الفوري على رسالة فرار الميغ، والتي اوجدت وظيفة لدور اردني من جديد مع الاشارة الى ان الخرق التركي للاجواء السورية ليس الاول من نوعه، وهو ما يضع توقيت الرد كاساس في الرسالة.
2- التأكيد مرة جديدة وبشكل ناري هذه المرة، بان روسيا اخذت جديا خيار المواجهة العسكرية في حساباتها، وهي لا تمزح، اقله في هذه الفترة ازاء موقفها في المنطقة.
3- ان روسيا جاهزة لملء الفراغ العسكري الذي قد يحتاجه الجيش السوري.
4- القضاء نهائيا على فكرة المنطقة العازلة ذلك ان المنطقة العازلة بحاجة اساسية لغطاء جوي لا بد من ان يكون سلاح الجو التركي عموده الفقري.
5- ان الاصبع الروسي هو على الزناد وان امن روسيا الحيوي هو على المحك من خلال خطر الجمهوريات الاسلامية المحيطة به.
وبدا ان صدى الرسالة الروسية وجدت سمعا فوريا في كل من واشنطن وانقره، حيث بدت واشنطن غير معنية بما حصل، بما معناه عدم تأمين غطاء دولي للرد على الرسالة، وكما ان انقرة المعنية مباشرة، بدا رد فعلها استيعابي وتراجعي اكثر منه هجومي.
والواضح ان الحكومة التركية التي تعاني انقساما سياسياً حادا في الداخل، وبداية تمايز مذهبي (....)" ، والتي بدأت تتعاطى مع الاحداث في المرحلة الاخيرة من زاويتها .... اكثر منه من خلال المفهوم التركي العام.
اضف الى ذلك تحريك ايران للورقة الكردية المشاغبة جنوب تركيا، والتي باتت تهدد الاستقرار العام.
وفيما بدت الاوساط الفرنسية والاميركية مقتنعة بالسياق المنطقي لهذه الدراسة، فانها ترى ان الحل لن يكون عسكريا في سوريا ما يستوجب خلق الظروف المناسبة لتسوية ..وبالتالي اقناع دول الخليج بان رفع مستوى الضغط في سوريا لن يؤدي الى المطلوب، بل الى امتداد النار الى البلدان المجاورة وعلى رأسها لبنان، وبالتالي تكريس الخسارة في سوريا، واضافة خسارة جديدة على مستوى الساحة اللبنانية، وتسجيل نقاطاً ضد تركيا.
وتلفت هذه الاوساط الى ان عامل الوقت الذي قد يكون هو لمصلحة النظام ولكن وفق وتيرة بطيئة قد تأخذ سنوات عديدة، بدا يكون في الوقت نفسه مكلفا على دول الخليج وسط تسلل الازمات الخطيرة اليها (البحرين، الكويت، والخلافة في السعودية) اضافة الى التداعيات الخطيرة للاحداث في مصر، والتي بدأت تصيب بتأثيراتها الساحة الفلسطينية ولا سيما غزة من خلال حركة حماس، ما يستوجب سياسة اكثر واقعية، لا بد من تنفيذها بعد الانتخابات الاميركية.
وبدأت الرسائل الايجابية تظهر في هذا المجال، لا سيما مع كلام المبعوث الدولي الى سوريا كوفي انان، الذي اعرب عن ضرورة ضم ايران الى مؤتمر دولي للبحث في الوضع السوري، وهو ما كانت تعارضه العواصم الغربية، وحيث ان الوفد الاميركي رفض التطرق الى الدور الايراني في الشرق الاوسط على هامش مؤتمري بغداد وموسكو حول الملف النووي الايراني.