العقل العربي السوري سيصل الى نتيجة تحمي سوريا و عزّتها ودورها كقلب للعروبة
كان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن اول من اعلن عن تعهد الولايات المتحدة الاميركية إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية والجزء الشرقي من القدس، ثم جاء بعده رؤساء اميركيون تعهدوا أيضاً بإقامة الدولة الفلسطينية.
ورغم أن الولايات المتحدة الاميركية تسيطر بنفوذها على الشرق الاوسط وتدور في فلكها اكثرية الدول العربية، فإن وعد الدولة الفلسطينية لم يحصل وتراجع الى الوراء حتى بات في النسيان.
يجتمع في المكسيك عشرون دولة كبرى في العالم على رأسهم الرئيس الاميركي باراك اوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبدلاً من ان يبحثوا في موضوع بناء الدولة الفلسطينية وإقامتها، حلّت الازمة السورية على طاولة البحث في المرتبة الاولى، وهذا من علامات الزمن الرديء للعرب وتراجعهم الى الوراء والنكسات والازمات مقابل الهيمنة الاسرائيلية على الاراضي المحتلة.
إن المتابع لنشاط حكومة نتنياهو وقبلها حكومة ارييل شارون وبعدها حكومة اولمرت، يكتشف ان الضفة الغربية تمتلئ بالاستيطان الاسرائيلي. ورغم ضغط واشنطن على اسرائيل لوقف الاستيطان، لم يتوقف، بل ازداد وتيرة وهو يقضم الاراضي العربية الفلسطينية في الضفة الغربية ويحوّلها الى مستوطنات.
أما التمييز العنصري الذي يمارسه الاسرائيليون في انتحالهم عبارة «الاغيار» كصفة لغير الاسرائيليين واليهود، ويطبقون الشريعة التلمودية بأن لا يحق لاي اسرائيلي ان يؤجر اي منزل في فلسطين المحتلة لـ«الاغيار» العرب، كما انه محرّم عليهم إنقاذ حياة اي شخص من «الاغيار» العرب في عطلة يوم السبت اليهودية، كما يحرّم عليهم وفق الشرائع التلمودية السماح للعرب بزراعة الارض، كذلك محرّم جدا إعطاء المياه الى «الاغيار» العرب من الآبار التي يحفرها الاسرائيليون.
وسط كل هذا الجو، يتطلّع العالم الى اجتماع الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين لبحث الأزمة السورية وتجاهل الرئيسين القضية الفلسطينية لان الازمات العربية الموجودة على طاولة البحث ليست قضية شعب فلسطين المشرّد إضافة الى احتلال الاراضي العربية من قبل اسرائيل.
وإذا كانت موازين القوى هي الاساس في المعادلات، فإن الولايات المتحدة الاميركية هي صاحبة النفوذ الاول في الشرق الاوسط لا تمارس اي ضغط على اسرائيل، بل تسكت الدول العربية عن دعم واشنطن لاسرائيل بالسلاح والمال وتغض النظر عن الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية وتشريد اهالي القرى الفلسطينية اضافة الى تهويد القدس يوما بعد يوم.
الازمة السورية طويلة، وحلها ليس غداً والمبادرات الغربية الدولية تسقط الواحدة تلو الاخرى، لأن مخطط اسرائيل هو استمرار الحرب في سوريا حتى إنهاكها واضعافها وتأخيرها 50 سنة الى الوراء وضرب بنيتها التحتية، اضافة الى ما فعلته الحرب من تدمير للمدن والقرى وسقوط الشهداء ووقوع آلاف الجرحى وتشريد السوريين داخل الاراضي السورية.
إنه المشهد ذاته الذي حصل في العراق، فبعد الاحتلال الاميركي للعراق، عاد العراق 50 سنة الى الوراء وفقد مدارسه وجامعاته وبنيته التحتية وفقد علماءه والادمغة في الدولة العراقية، وانتهى الامر الى تقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم: كردية وسنية وشيعية، اضافة الى حرب اودت بحياة مئات الآلاف من الشهداء وجعلت العراق غير قادر على النهوض قبل 20 سنة ويحتاج الى اكثر من 800 مليار دولار لاعادة اعماره من جديد، وذلك يعني مدخول العراق لـ15 سنة من النفط.
نحن نقول هذا الكلام لان سوريا عزيزة جدا علينا ولان شعبها مقاوم وممانع وقدم تضحيات للقضية العربية والفلسطينية على مدى عقود ولا نفرّق بين النظام والشعب والناس والمعارضة، بل نريد سوريا المنيعة سوريا القوية.
سوريا اليوم تحتاج الى حوار سياسي، وسوريا تحتاج الى استعمال لغة العقل، فلا المبادرات العربية ولا الخارجية ستوصل الى حلول، بل العقل العربي السوري سيصل الى نتيجة تحمي سوريا وتحافظ على عزّتها ودورها كقلب للعروبة.
شارل أيوب
كان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن اول من اعلن عن تعهد الولايات المتحدة الاميركية إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية والجزء الشرقي من القدس، ثم جاء بعده رؤساء اميركيون تعهدوا أيضاً بإقامة الدولة الفلسطينية.
ورغم أن الولايات المتحدة الاميركية تسيطر بنفوذها على الشرق الاوسط وتدور في فلكها اكثرية الدول العربية، فإن وعد الدولة الفلسطينية لم يحصل وتراجع الى الوراء حتى بات في النسيان.
يجتمع في المكسيك عشرون دولة كبرى في العالم على رأسهم الرئيس الاميركي باراك اوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبدلاً من ان يبحثوا في موضوع بناء الدولة الفلسطينية وإقامتها، حلّت الازمة السورية على طاولة البحث في المرتبة الاولى، وهذا من علامات الزمن الرديء للعرب وتراجعهم الى الوراء والنكسات والازمات مقابل الهيمنة الاسرائيلية على الاراضي المحتلة.
إن المتابع لنشاط حكومة نتنياهو وقبلها حكومة ارييل شارون وبعدها حكومة اولمرت، يكتشف ان الضفة الغربية تمتلئ بالاستيطان الاسرائيلي. ورغم ضغط واشنطن على اسرائيل لوقف الاستيطان، لم يتوقف، بل ازداد وتيرة وهو يقضم الاراضي العربية الفلسطينية في الضفة الغربية ويحوّلها الى مستوطنات.
أما التمييز العنصري الذي يمارسه الاسرائيليون في انتحالهم عبارة «الاغيار» كصفة لغير الاسرائيليين واليهود، ويطبقون الشريعة التلمودية بأن لا يحق لاي اسرائيلي ان يؤجر اي منزل في فلسطين المحتلة لـ«الاغيار» العرب، كما انه محرّم عليهم إنقاذ حياة اي شخص من «الاغيار» العرب في عطلة يوم السبت اليهودية، كما يحرّم عليهم وفق الشرائع التلمودية السماح للعرب بزراعة الارض، كذلك محرّم جدا إعطاء المياه الى «الاغيار» العرب من الآبار التي يحفرها الاسرائيليون.
وسط كل هذا الجو، يتطلّع العالم الى اجتماع الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين لبحث الأزمة السورية وتجاهل الرئيسين القضية الفلسطينية لان الازمات العربية الموجودة على طاولة البحث ليست قضية شعب فلسطين المشرّد إضافة الى احتلال الاراضي العربية من قبل اسرائيل.
وإذا كانت موازين القوى هي الاساس في المعادلات، فإن الولايات المتحدة الاميركية هي صاحبة النفوذ الاول في الشرق الاوسط لا تمارس اي ضغط على اسرائيل، بل تسكت الدول العربية عن دعم واشنطن لاسرائيل بالسلاح والمال وتغض النظر عن الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية وتشريد اهالي القرى الفلسطينية اضافة الى تهويد القدس يوما بعد يوم.
الازمة السورية طويلة، وحلها ليس غداً والمبادرات الغربية الدولية تسقط الواحدة تلو الاخرى، لأن مخطط اسرائيل هو استمرار الحرب في سوريا حتى إنهاكها واضعافها وتأخيرها 50 سنة الى الوراء وضرب بنيتها التحتية، اضافة الى ما فعلته الحرب من تدمير للمدن والقرى وسقوط الشهداء ووقوع آلاف الجرحى وتشريد السوريين داخل الاراضي السورية.
إنه المشهد ذاته الذي حصل في العراق، فبعد الاحتلال الاميركي للعراق، عاد العراق 50 سنة الى الوراء وفقد مدارسه وجامعاته وبنيته التحتية وفقد علماءه والادمغة في الدولة العراقية، وانتهى الامر الى تقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم: كردية وسنية وشيعية، اضافة الى حرب اودت بحياة مئات الآلاف من الشهداء وجعلت العراق غير قادر على النهوض قبل 20 سنة ويحتاج الى اكثر من 800 مليار دولار لاعادة اعماره من جديد، وذلك يعني مدخول العراق لـ15 سنة من النفط.
نحن نقول هذا الكلام لان سوريا عزيزة جدا علينا ولان شعبها مقاوم وممانع وقدم تضحيات للقضية العربية والفلسطينية على مدى عقود ولا نفرّق بين النظام والشعب والناس والمعارضة، بل نريد سوريا المنيعة سوريا القوية.
سوريا اليوم تحتاج الى حوار سياسي، وسوريا تحتاج الى استعمال لغة العقل، فلا المبادرات العربية ولا الخارجية ستوصل الى حلول، بل العقل العربي السوري سيصل الى نتيجة تحمي سوريا وتحافظ على عزّتها ودورها كقلب للعروبة.
شارل أيوب