تبنى مجلس الامن الدولي بالإجماع أمس قرارا بنشر 300 مراقب غير مسلح في سورية بشكل مبدئي لمدة ثلاثة أشهر لمراقبة وقف إطلاق النار.
ودعا القرار الحكومة السورية إلى تأمين عمل بعثة المراقبين من خلال المساعدة على نشر أفرادها وتأمين تنقلهم دون عقبات ودعا الأمم المتحدة وسورية إلى التوصل لاتفاق بشأن توفير الطائرات التي تحتاج إليها البعثة.
كما دعا القرار كل الجهات في سورية إلى ضمان أمن أفراد البعثة مشددا على أن الجزء الأساسي من المسؤولية بشأن أمن المراقبين يقع على الحكومة.
ونص القرار الروسي الاوروبي على أن نشر بعثة المراقبين سيكون رهن تقييم من جانب الامين العام للأمم المتحدة للتطورات ذات الصلة على الارض بما في ذلك وقف العنف.
ودعا القرار جميع الأطراف في سورية إلى وقف العنف معتبرا أن الوقف الذي تحقق حتى الآن (غير كامل بشكل واضح).
وقال الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة في كلمة له أمام المجلس.. لقد تابعت باهتمام شديد بيانات أعضاء المجلس ولاحظت أن بعض هذه البيانات التي دعت الحكومة السورية إلى التنفيذ الدقيق لأحكام قرار مجلس الأمن الذي اعتمد للتو قد بدؤوا هم أنفسهم بالابتعاد عن أحكام هذا القرار من حيث استخدامهم لمصطلح نظام في معرض مخاطبتهم للحكومة السورية وأنا قرأت القرار بكامله ولم أعثر على كلمة نظام فيه بل هناك كلمة حكومة سورية.
وأضاف الجعفري.. "لقد التقيت بالأمس أمين عام الأمم المتحدة وكبار معاونيه وناشدته أن يستمر في بذل مساعيه الحسنة التي يخولها له الميثاق وأن ينخرط بشكل إيجابي أكثر في الجهود المبذولة لضمان تطبيق الحل السياسي الوطني المنشود بقيادة سورية لحل الأزمة السياسية وهو بيت القصيد في خطة كوفي أنان.. والفرصة مؤاتية أن أناشدكم جميعا وأن أوجه إليكم نفس المناشدة التي وجهتها للسيد الأمين".
الجعفري: منذ بدء الأزمة كانت الحكومة السورية منفتحة على أي مبادرات أو جهود صادقة وحيادية لمساعدتها في الخروج من الأزمة الحالية :
وقال الجعفري.. "منذ بدء الأزمة كانت الحكومة السورية منفتحة على أي مبادرات أو جهود صادقة وحيادية لمساعدتها في الخروج من الأزمة الحالية التي تستهدف سورية دولة وشعبا مع الحفاظ على سيادتها ودون المساس بقرارها الوطني المستقل وضمان أمنها واستقرارها حيث أبدت سورية تعاونا والتزاما كبيرين مع جهود أنان انطلاقا من حرصها على التوصل إلى حل سياسي سلمي بقيادة سورية للأزمة في البلاد". وأكد مندوب سورية لدى الأمم المتحدة أن الحكومة السورية نفذت وما زالت مستمرة في تنفيذ الجزء المتعلق بمسؤولياتها من خطة أنان حيث تقوم بتزويد المبعوث الخاص بشكل خطي ومنتظم ويومي بالإجراءات المتخذة في هذا الشأن ومن ذلك الإفراج عن عدد من المعتقلين ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة بالتعاون مع مكتب الـ (أوتشا) ومنح تأشيرات لعدد كبير من وسائل الإعلام تجاوز عددها الـ 600.
وأشار الجعفري إلى أن الحكومة السورية أبلغت السبت أنان بتنفيذها البند الثاني من خطته وكل الفقرات الفرعية لهذا البند /أ/ و/ب/ و/ج/ موضحا أن قوات الشرطة وحفظ النظام ستضطلع بمهمة الحفاظ على الأمن والقانون والنظام وستتحلى بأقصى درجات ضبط النفس وستبقى جاهزة شأنها في ذلك شأن أي حكومة أو دولة في العالم لتنفيذ واجباتها في الرد على المجموعات الإرهابية المسلحة إذا استمرت بالاعتداء على المواطنين والقوات الحكومية والممتلكات العامة والخاصة وواصلت خرق الالتزام بوقف العنف.
وأكد الجعفري أن الجيش العربي السوري يبقى مستعدا للدفاع عن أرض الوطن وحدوده ضد أي اعتداء من أي جهة كانت وتأمين الحماية للمواقع والمراكز الاستراتيجية في البلاد مثل الموانئ والمطارات والطرق الدولية ومصافي النفط ومنشآت البنية التحتية.
إرسال مراقبين حياديين إلى سورية كان مطلباً سورياً بالأساس
وقال الجعفري.. "إن إرسال مراقبين حياديين إلى سورية كان مطلباً سورياً بالأساس.. وهو موقف ينطلق من موقع قوة وثقة بالنفس.. وإن الدافع الكامن وراء هذا المطلب هو وقوف الرأي العام الدولي على حقيقة الأمور ورصد جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة بعيدا عن أساليب التضليل الإعلامي والسياسي وقد تمت ترجمة هذا الموقف السوري بداية من خلال استقبال فريق مراقبي الجامعة العربية الذي قدم تقريرا موضوعيا وثق جرائم الإرهابيين بحق الشعب السوري ومؤسساته الأمر الذي دفع حكومتي قطر والسعودية إلى سحب مراقبيهما ووقف عمل هذه البعثة بشكل كامل لاحقا وتجاهل تقرير البعثة بشكل تام وكأنه لم يكن". وأشار الجعفري إلى أن الحكومة السورية جددت ذلك التعاون والانفتاح بالتوقيع مؤخرا في دمشق على التفاهم الأولي الذي ينظم آلية عمل المراقبين التابعين للأمم المتحدة في سورية في إطار احترام السيادة السورية وضمان التزام جميع الأطراف المعنية موضحا أن الحكومة السورية من جهتها جاهزة لتوقيع البروتوكول الناظم لتوزع بعثة المراقبين عندما تكون الأمم المتحدة جاهزة لذلك على أساس التفاهم الأولي.
وقال الجعفري.. "إ"إن سورية لديها مصلحة حقيقية في نجاح عمل بعثة المراقبين انطلاقا من حرصها على أمن الوطن واستقراره وسلامته وسلامة مواطنيه مع التأكيد على ضرورة أن يؤدي المراقبون عملهم على أسس من الموضوعية والحيادية والمهنية عند تنفيذ تفويضهم.. وقد ردت بعض الأطراف على هذا الالتزام الواضح من قبل الحكومة السورية بالقيام بحملة تشكيك هستيرية كشفت النقاب بشكل جلي عن وجود سوء نوايا لديهم من حيث المبدأ إزاء سورية الوطن والشعب وأبرزت إحباطهم الشديد من ظهور بوادر لعودة الاستقرار والهدوء إلى ربوع سورية".
المجموعات الإرهابية المسلحة قابلت التزام الحكومة السورية بخطة أنان بسلسلة طويلة من الانتهاكات
وأضاف الجعفري.. "إن المجموعات الإرهابية المسلحة قابلت التزام الحكومة السورية بخطة أنان بسلسلة طويلة من الانتهاكات التي من شأنها تقويض خطة أنان حيث صعدت أعمالها الإرهابية من اعتداءات وأعمال قتل بحق المدنيين وقوات حفظ النظام وتدمير العديد من المنشآت العامة والخاصة" موضحا أن الحكومة السورية زودت أنان وأمين عام الأمم المتحدة ومجلس الأمن بمعلومات موثقة ودورية عن مجمل الانتهاكات التي ارتكبتها المجموعات المسلحة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم 12 الشهر الجاري والتي وصل عددها إلى 593 انتهاكا حتى يوم الجمعة.
وأعرب الجعفري عن قلق سورية الشديد من استمرار التجاهل المريب لأعمال المجموعات الإرهابية المسلحة والذي ترافق مع حملة إعلامية وسياسية تضليلية ممنهجة تهدف إلى شيطنة السلطات السورية والجيش السوري الوطني من خلال لصق الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية بالدولة السورية والتلاعب بالرأي العام عبر محاولة قلب الحقائق والتعتيم الإعلامي التام على ما تقوم به هذه المجموعات المسلحة من جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان مشيرا إلى أن كل هذه الممارسات ترمي إلى إفشال خطة أنان وتحميل مسؤولية هذا الفشل إلى الحكومة السورية وصولا إلى العمل العسكري تحت ذرائع إنسانية مماثلة للكذب الذي أدى إلى تدمير البنية التحتية لليبيا وقتل 150 ألف مدني ليبي على يد قوات الناتو بمشاركة قطرية.
لا بد من أن تلتزم الأطراف العربية والإقليمية والدولية بوقف تمويل وتسليح وتدريب المجموعات المسلحة
وشدد الجعفري على ضرورة أن يتعامل أنان ومجلس الأمن مع الأزمة في سورية بشكل شامل من حيث ضرورة بذل جهد مضاعف لتحقيق التزام المجموعات الإرهابية المسلحة ومن يقف وراءها بوقف العنف حتى يصبح هذا الوقف مستداما مجددا التأكيد على أن تأييد الحكومة السورية لمهمة أنان لا يكفي وحده لإنجاحها إذ لا بد من أن تلتزم الأطراف الأخرى العربية والإقليمية والدولية قولا وفعلا بوقف تمويل وتسليح وتدريب المجموعات المسلحة والامتناع عن تشجيعها على المضي في أعمالها الإرهابية وكذلك التوقف عن تحريض المعارضة السورية على رفض أي مبادرة للحوار الوطني الشامل. وقال الجعفري.. "إن البعض ممن يتنبأ بفشل خطة أنان يعمل ما في وسعه من أجل تحقيق هذا التنبوء المشؤوم وخير مثال على ذلك تصريحات أمير قطر في روما بعد يومين فقط من اعتماد مجلس الأمن للقرار 2042 حين قال.. إن فرص نجاح خطة أنان لا تتعدى 3 بالمئة إضافة إلى قيام بعض الدول بخلق مسارات موازية لخطة أنان من شأنها تقويض هذه الخطة وتشتيت الجهد الرامي للوصول إلى حل سلمي للأزمة كتلك المؤتمرات التي تعقدها مجموعة من الدول في تونس واسطنبول وباريس وغيرها والتي يتم خلالها إقرار خطط بديلة خارج إطار الشرعية الدولية تتصل بتسليح المعارضة ورفض الحلول السلمية وفرض عقوبات على الشعب السوري والتفاخر بتشديد هذه العقوبات من حين لآخر ومن عاصمة لأخرى وكأن إيذاء الشعب السوري في لقمة عيشه وحرمانه من حقه في التنمية والاستقرار هو النصر الكبير المؤزر الذي يطمحون إليه".
وأضاف الجعفري.. "من المفارقة أنه بعد كل انفتاح سوري في التعامل مع أي طرح سياسي يتم عقد مؤتمر مواز لتسعير الأزمة والدفع نحو إخراج الحل من إطاره السلمي وتقويض أي جهد إيجابي لحل الازمة بعيدا عن سفك دماء السوريين من مدنيين وعسكريين".
الحقيقة المطلقة التي يدركها الشعب السوري جيدا هي أنه يرفض التدخل في شؤون بلاده الداخلية
وتابع الجعفري.. "إن الحقيقة المطلقة التي يدركها الشعب السوري جيدا هي أنه يرفض التدخل في شؤون بلاده الداخلية من أي كان وأنه حريص كل الحرص على حماية سيادة وطنه والمضي قدما في عملية الإصلاح والحوار الوطني الشامل ومنع عقارب الساعة من العودة إلى أي شكل من أشكال التبعية أو الوصاية والاحتلال المباشر أو غير المباشر.. وإن السوريين يعرفون حق المعرفة أن القوى التي تضمر الشر لسورية تستهدفهم جميعا وتتاجر بآلامهم وطموحاتهم المشروعة في سوق الأسهم الدموية التي تتحكم بها مصالح إسرائيل وحكوماتها وحلفاؤها". وختم الجعفري كلمته بالإشارة إلى ما قاله مندوب المانيا في مجلس الأمن خلال مداخلته حول حرص بلاده على حماية الأقليات في سورية مجددا التأكيد على أنه لا توجد في سورية أغلبية وأقليات وإنما هناك شعب سوري يفخر بتنوعه الثقافي والديني ولا يريد أن تتسلل إليه تيارات التطرف الوهابية والسلفية عبر البترودولار والتهييج الديني والمذهبي من قبل الإرهاب الجاهلي الذي تبشر به بعض فضائيات قطر والسعودية.
مندوب روسيا: ضرورة أن يتصرف اللاعبون الخارجيون الضالعون في الأزمة السورية بمسؤولية
بدوره أكد فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة.. "أن القرار الذي اتخذه مجلس الأمن بخصوص نشر مراقبين دوليين في سورية يبعث برسالة دولية مهمة مفادها أن مجلس الأمن هو صاحب الحق في اتخاذ قرارات لتسوية الأزمات الإقليمية مثل الأزمة السورية وأن أي مجموعة أصدقاء أو دول ذات مصالح أو أي طرف آخر يجب أن يلتزموا بشكل واضح بقرارات مجلس الأمن وألا يقوضوا إمكانية تطبيق هذا القرار". ولفت تشوركين إلى "أن روسيا تقدمت بمبادرة هذا القرار على أساس إرسال بعثة مراقبين إلى سورية من أجل تعزيز الوجود الأممي في ذلك البلد" مؤكدا "أهمية القرار للدفع بعملية التسوية السلمية في سورية إلى الأمام إضافة إلى كونه يجسد وحدة موقف وإجماع المجلس وراء خطة كوفي أنان ذات الست نقاط".
وقال تشوركين.. "إن الهدف الأساسي اليوم هو احترام جميع الأطراف للقرار وإن أي انحراف عن بنود القرار سواء عن طريق تفسيره أو تأويله هو أمر غير مقبول.. والنموذج الليبي يجب أن يبقى شيئا من الماضي.. والقرار يبين محددات المسؤولية لكل الأطراف السورية والحاجة لتعزيز مهمة المبعوث الخاص ومهمة المراقبين لكي يكون هناك تطبيق كامل للقرار".
وأكد تشوركين ضرورة "أن يتصرف اللاعبون الخارجيون الضالعون في الازمة السورية بمسؤولية وأن يتذكروا بنود القرار التي اتخذها مجلس الأمن للوصول إلى عملية سياسية تشارك فيها كل الأطراف السورية من أجل إقامة نظام سياسي ديمقراطي تعددي لكل السوريين بغض النظر عن خلفيتهم الدينية أو العرقية معتبرا أنه من خلال هذا النموذج يستطيع السوريون اتخاذ قراراتهم المتعلقة بمستقبل بلادهم السياسي".
وأوضح المندوب الروسي أن أي محاولة لفرض أي قوى خارجية على السوريين قد يفاقم الأزمة مطالبا الدول التي لها تأثير على المعارضة بالعمل على تشجيعها للامتناع عن العنف وتطبيق خطة أنان.
روسيا تهدف إلى إنشاء عملية سياسية وإنهاء العنف وتحقيق طموحات الشعب السوري وعلى من يريد الخير لسورية أن يدعم ذلك
وفي مؤتمر صحفي عقب جلسة مجلس الأمن قال تشوركين: "إنها المرة الأولى في إطار الأزمة السورية التي نرى فيها مجلس الأمن يتمكن من التعبير عن نفسه داعما لخطة واستراتيجية سياسية إيجابية ودعمها بموافقة وخطوات عملية من خلال نشر المراقبين في سورية كما أنه من المهم جدا أن ندرك أن المجلس بتبنيه القرار 2043 أكد مسؤوليته على أنه الهيئة الدولية المسؤولة عن الأمن والسلام في الأزمة السورية ونأمل أن يحترم المجتمع الدولي والجماعات المختلفة التي تنشأ هنا وهناك المتعلقة بالوضع في سورية قرار المجلس وصلاحياته وأن تتصرف وفقا له". روسيا تهدف إلى إنشاء عملية سياسية وإنهاء العنف وتحقيق طموحات الشعب السوري وعلى من يريد الخير لسورية أن يدعم ذلك
وأضاف تشوركين "إننا نرحب بقرار مجلس الأمن ونأمل أن تمارس بعثة المراقبين الدولية دورها الدافع للاستقرار في سورية ونرى من نص القرار أنه دقيق في صياغته ويوجه رسالة ليس فقط للحكومة بل وأيضا للمعارضة ويطلب منها وقف العنف ودعم المراقبين وأن تلتزم بخطة كوفي أنان المبعوث الأممي وتنفيذ كل شروط خطته".
وأوضح تشوركين أن صلاحيات بعثة المراقبة وفقا للقرار تنسجم مع الترتيبات التي تم التوصل إليها بين الأمانة العامة والحكومة السورية ولذلك أعددنا الوضع من أجل بداية عملية مهمة بالتحرك لنشر المجموعة الأولية من المراقبين إلى بعثة مراقبين متكاملة.
وأشار المندوب الروسي إلى أن القرار هو مسوءولية للأمم المتحدة والحكومة السورية وعليهما أن تعملا على تنفيذ كل الترتيبات وتوفير الطائرات لفريق المراقبين بشكل عملي وعندها سنرى إن كانت هذه الترتيبات موافية للمواصفات.
وردا على سؤال عن رأي روسيا بالموقف الأميركي وكيفية التخطيط لضمان تحمل الحكومة السورية مسؤوليتها قال تشوركين: "إننا لا نتحدث عن تجديد بل عن تخويل بعثة المراقبين التي وافق عليها مجلس الأمن بالإجماع وكنت آمل أن تكون بعض البيانات التي سمعناها اليوم أكثر انسجاما مع رسالة القرار ولكن هذا لم يكن حال بعض المتحدثين الذين أهدروا الفرصة في أن يوجهوا رسالة للمعارضة وأنهم يتوقعون من المعارضة أن تحترم خطة أنان والقرار باستثناء الوفد الروسي".
ورأى تشوركين أن الأمر الرئيسي بالنسبة لنا هو أن نقف كلنا وراء قرار نشر المراقبين ونضمن نجاحهم والتوقعات السلبية قد تكون كتنبوء يريد أن يتحدث به البعض ويتنبؤون بأحداث سيئة ولكن هناك "رسالة من وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم إلى كوفي أنان تقول إن الحكومة السورية نفذت الفقرة الثانية من خطة أنان وسحبت مدرعاتها وقواتها العسكرية من المدن السورية وهي خطوة أساسية ومهمة في مسار تنفيذ الخطة وهو أمر مهم للمراقبين كي يراقبوه".
وأضاف المندوب الروسي "إننا بدأنا بزخم سياسي مهم وهذه الرسالة إن كانت دقيقة وآمل أن تكون كذلك هي موءشر لزخم سياسي إيجابي فدعونا ننبذ التهديدات والتوقعات السلبية ونثابر على هذا المسار الذي تمكن مجلس الأمن أخيرا من دعمه بدلا من العودة الى سيناريوهات المواجهة التي ثبتت خطورتها وأنها تؤدي إلى مزيد من التأجيج في الوضع السوري".
وردا على سؤال حول أنه ينظر إلى الموقف الروسي على أنه ضد المعارضة قال تشوركين: "كلا نحن نقوم بالعمل الصائب ومرتاحون لموقفنا والاستراتيجية التي نتبعها منذ البداية هي الاستراتيجية الوحيدة التي تمثلت في خطة أنان ودعمها بقرار من مجلس الأمن اليوم وهي الاستراتيجية الوحيدة التي يمكن أن تبعد دائرة العنف في سورية وتنهيها وتمكن السوريين من أن يعملوا بأنفسهم لأجل مستقبلهم السياسي الذي يكون مرضيا لكل مكونات المجتمع السوري".
لسنا سذجا وندرك أن هناك قوى تشكك ولا تريد لخطة أنان النجاح
ولفت تشوركين إلى أن روسيا عملت دائبة لتضع مجلس الأمن في المسار الصحيح وقال نحن نعرف وندرك ولسنا سذجا أن هناك قوى تشكك ولا تريد لهذه الاستراتيجية النجاح وسمعنا اليوم أن لديهم خططا أخرى بالنسبة للوضع في سورية وكل هذا غير مفيد وناجع بل يشتت دعم خطة أنان للتسوية السلمية للوضع في سورية". وأضاف تشوركين.. "إنه بالنسبة لنا في روسيا نحن سعيدون بأننا نؤمن بأن لدينا دعما دوليا قويا وواسعا وأن استراتيجيتنا أصبحت أكثر تفهما على الصعيد الدولي وجهودنا الثابتة مازالت في مكانها و نعتقد أننا قمنا بدور مهم وأساسي لوقف دائرة العنف في سورية وإبعادها عن المواجهات إلى نتيجة سياسية وهذا ليس مضمونا حتى الآن إلا أننا نسير بهذا الاتجاه والقرار الذي تبنيناه اليوم يؤكد ذلك وعندما نرى جهودا وتصريحات بالاتجاه الآخر فهذا يدعونا إلى القلق".
وقال تشوركين إن "المراقبين يواجهون مهام كبيرة وبالتالي فإنه في نص القرار لابد من احترام المراقبين وتوفير الشروط المواتية لهم كي يتمكنوا من تأدية عملهم بشكل ناجع ووفقا للمراقبين فإن المسوءولية برمتها تقع على كاهل الحكومة السورية فهؤلاء الأشخاص يتمتعون بالشجاعة لأن ينتقلوا إلى هذه الدولة التي فيها التوتر ووضع خطر وبعض عدم الاستقرار ونحن نقلق حيال أمنهم بشكل كبير لأنه سيكون من بينهم مراقبون روس ولكننا نأمل أنهم سيواصلون إبداءهم للشجاعة والعزم لتحقيق هذه المهمة من المجتمع الدولي وأن يحققوا ذلك من خلال تقاريرهم المتكررة عن الأرض".
وردا على سؤال حول جنسيات المراقبين واختيارهم وتركيبتهم قال المندوب الروسي.. "ليس لدينا معلومات عن اتفاقيات واضحة حول مكونات فريق المراقبين فهذا أمر يتعلق بالتواصل مع الحكومة السورية فهناك بعض المرشحين لأن يكونوا جزءا من فريق المراقبين الأولي ولم يكن هناك مشكلة مع الحكومة السورية فقد تقبلوهم وحصلوا على موافقة من الحكومة السورية ونأمل أن يكون هذا الوضع متكررا مع البعثة التالية للمراقبين".
وردا على سؤال حول فرض حظر سلاح كامل قال المندوب الروسي "إن المشكلة مع حظر السلاح معروفة ففي كل الحالات إذا كان هناك حظر ينجح مع الحكومة السورية فإن هناك من ينكرون هذا الحظر ويتجاوزونه بتزويد السلاح للجماعات المعارضة وهذه تجاربنا السلبية من السابق".
مندوب الصين: ملتزمون بإيجاد حل سلمي للأزمة من خلال حوار سياسي واحترام إرادة الشعب السوري والحرص على وحدة سورية وسلامة أراضيها
ولفت باو دونغ إلى أن "كوفي أنان يعد قناة مهمة للتعاون من أجل حل الأزمة في سورية" داعيا جميع الأطراف السورية إلى التعاون بشكل كامل مع أنان من أجل إطلاق عملية سياسية تقودها سورية.
وطالب المندوب الصيني المجتمع الدولي بالاستمرار في تقديم دعمه القوي لجهود أنان وتعزيز ما تم التوصل إليه لجهة تنفيذ خطة أنان من تقدم مهم حتى الآن.
وجدد المندوب الصيني رفض بلاده لأي جهود أو أقوال من شأنها عرقلة مهمة أنان لافتا إلى أن ضرورة البدء بإرسال المراقبين بأسرع وقت أمر مهم بعد التقدم والنجاح الذي حققته جهود أنان.
وأعرب المندوب الصيني عن أمله في أن تحترم بعثة المراقبين بشكل كامل سيادة سورية وتعمل وفق التفويض الصادر إليها من مجلس الأمن وأن تلتزم معايير الموضوعية والحيادية وتعمل من أجل وقف العنف في سورية داعيا الحكومة السورية وجميع الأطراف ذات العلاقة إلى التعاون مع بعثة المراقبين.
من جانبه أكد مندوب جنوب افريقيا لدى الأمم المتحدة أهمية الاستمرار في دعم مهمة كوفي أنان للتوصل الى حل سلمي للأزمة في سورية من خلال حوار سلمي تفاوضي يؤدي الى حوار سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري مع ضمان حماية وسلامة اراضي وسيادة سورية وميثاق الامم المتحدة.
ودعا مندوب جنوب افريقيا جميع الاطراف في سورية إلى الالتزام بخطة أنان والعمل على وقف العنف وتسهيل عمل المراقبين وضمان حمايتهم وأمنهم.
وأكد مندوب أذربيجان الدائم في الأمم المتحدة دعم بلاده لجهود وقف العنف وإيجاد حل سلمي للأزمة في سورية من خلال الحوار ودعمها الكامل لجهود كوفي انان وخطته ذات النقاط الست.
وشدد المندوب الأذربيجاني على ضرورة الالتزام الكامل لمجلس الأمن بوحدة وسلامة أراضي سورية وسيادتها موضحا أن بلاده صوتت لصالح قرار مجلس الأمن على أن يسهم تطبيقه في تعزيز جهود وقف العنف وحماية حقوق الإنسان الذي يؤدي إلى تحقيق حل للأزمة في سورية.
مندوب الهند يدعو بعثة المراقبين الدوليين إلى تنفيذ مهمتها بشكل موضوعي وحيادي
من جانبه قال مندوب الهند الدائم في مجلس الأمن .. "إن جهود المبعوث الدولي كوفي أنان خلال الأسابيع السبعة الماضية أدت إلى تحسين الوضع في سورية وأنه على الرغم من وجود تقارير عن بعض الانتهاكات فإن وقف إطلاق النار الذي بدأ في 12 نيسان طبق من قبل كل الأطراف في أجزاء كثيرة من سورية وهناك ضرورة للمحافظة على هذه الإنجازات إلى حد الآن وهذا يجب أن يجري تسهيله بالنشر السريع لبعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة التي صدرت بموجب القرار ". وأضاف المندوب الهندي.. "إنه لنجاح خطة أنان من الضروري تطبيق كل الأطراف التزاماتها كل طرف على حدة بموجب خطة النقاط الست" مشيراً إلى التفاهم الأولي الذي وقع بين سورية والأمم المتحدة لتقوم سورية والمجموعات المسلحة بالالتزام بالتنفيذ بما في ذلك المعارضة.
ودعا المندوب الهندي في كلمته جميع الأطراف إلى التراجع عن أعمال العنف للوصول إلى وقف إطلاق نار كامل بعد أن كان جزئيا وذلك تنفيذا لالتزامات الطرفين داعياً في الوقت ذاته بعثة المراقبين الدوليين إلى تنفيذ مهمتها بشكل (موضوعي وحيادي) وأن تقوم بمساعدة الأطراف السورية للبناء على وقف إطلاق النار والبدء بعملية سياسية شاملة تقودها سورية تلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري.
وطالب المندوب الهندي كل الدول المهتمة بتحقيق السلام والاستقرار في سورية بتقديم دعمها الكامل لمهمة أنان والبعثة والابتعاد عن أي نشاط قد يؤدي إلى مزيد من سفك الدماء وهذا سيساعد في تنفيذ حل سريع للأزمة السورية.
مندوب باكستان: خلق الظروف اللازمة للوصول إلى عملية سياسية وحوار سياسي تقوده سورية
بدوره قال المندوب الباكستاني.. "إن بلاده تأمل من قرار تأسيس بعثة مراقبة في سورية وقف اطلاق النار من كل الاطراف ومراقبة ودعم التنفيذ الكامل لخطة النقاط الست سيؤدي إلى وقف كامل للعنف وخلق الظروف اللازمة للوصول إلى عملية سياسية وحوار سياسي تقوده سورية ما يؤدي إلى تحقيق حل سلمي للوضع في سورية باحترام كامل لوحدتها وسيادتها وسلامة اراضيها". ودعا المندوب الباكستاني في كلمته جميع الاطراف في سورية الى التعاون بشكل كامل مع البعثة لتنفيذ مهمتها كاملة معتبراً أن كل الاطراف وخاصة الحكومة السورية يجب أن تنفذ التزاماتها ومسؤولياتها على أن تقوم البعثة بعملها بأكبر قدر من الموضوعية والحياد وتتوقف في الوقت ذاته أي خطوات وجهود يمكن أن تؤثر على عمل البعثة.
إلى ذلك أكد مندوبا غواتيمالا وتوغو ضرورة الوقف الفوري للعنف في سورية تمهيداً للوصول إلى حل دائم على أساس تفاوضي يجمع بين جميع أطراف وفئات الشعب السوري وصولا إلى اتفاق سلمي يحترم حقوق الإنسان مجددين دعمهم الكامل لمهمة أنان وكل الجهود المبذولة لعودة الاستقرار والسلام إلى سورية.
من جانبه أكد المندوب الكولومبي الدائم في مجلس الأمن أن بلاده تدعم مهمة المراقبين في سورية وتؤكد تصميمها على مواجهة الازمة السورية وإنهاء العنف بكل اشكاله ومن كل الجهات والتأكد من التطبيق الكامل لخطة النقاط الست للمبعوث الخاص للأمم المتحدة كوفي أنان.
وأشار المندوب الكولومبي في كلمته امام مجلس الامن الدولي إلى أن المقترح الحالي نموذجي ومثالي وموافقة بلاده عليه يظهر ثباتها في التعامل مع الأزمة السورية معبراً عن أمله في أن تكون بعثة المراقبين قادرة على مراقبة وقف إطلاق النار من جميع الأطراف.
مندوبو الدول الغربية يتعامون في كلماتهم عمدا عن جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة
مندوبو الدول الغربية تعاموا في كلماتهم عمدا عن جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة التي ارتكبتها خلال الأيام الماضية من خطف واغتيالات وعمليات تفجير والتي راح ضحيتها مئات الأبرياء من المواطنين وقوات الجيش وحفظ النظام. وجدد مندوب فرنسا الدائم في الأمم المتحدة تحريض بلاده ضد سورية واضعاً مسؤولية العنف الذي صعدته المجموعات الإرهابية المسلحة على الحكومة السورية التي طالبها بالتنفيذ الفوري لخطة أنان دون ذكر أي مطالبة للمعارضة بالالتزام الذي لم تقم به حتى الآن تجاه خطة المبعوث الدولي.
وفي سياق استمرار ممارسة الضغوط واللهجة الاستعمارية التي اعتادها المندوب الفرنسي هدد بأن بلاده لديها بدائل عديدة منها فرض العقوبات على الشعب السوري.
بدوره واصل مندوب ألمانيا الدائم في الأمم المتحدة في كلمته ما بدأه زميله الفرنسي وكال افتراءات واتهامات للحكومة السورية التي قامت بخطوات عديدة لتأمين فرص نجاح خطة أنان على الرغم من استمرار تصعيد العنف من قبل المعارضة المسلحة المدعومة خارجياً.
وقلب المندوب الألماني المعلومات وحقائق الأحداث الجارية في سورية حيث زعم أن الحكومة السورية هي من تقوم بعمليات الخطف والتعذيب والعنف ضد الأطفال والنساء والأقليات على الرغم من أن جميع ما ساقه إنما تقوم به المجموعات المسلحة التي واصلت هجماتها وصعدتها منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار مستمدة الدعم من المواقف الغربية والمال الخليجي.
ووضع المندوب الألماني في كلمته إمكانية نجاح مهمة بعثة المراقبين الدوليين وخطة أنان بيد الحكومة السورية متناسياً أن الخطة تتحدث عن التزام جميع الأطراف المطالبة بوقف العنف مستخدماً لهجة أصدقائه من قوى الاستعمار الغربي المعتمدة على التهديد بقوله.. "إن مجلس الأمن سيدرس خطوات إضافية في حال لم تلتزم دمشق".
وبذات السياق جاءت كلمة مندوب بريطانيا الدائم في مجلس الأمن حيث مارس التضليل المعتاد بتزوير الحقائق اذ زعم أن العنف يتصاعد من قبل الحكومة السورية متجاهلاً العمليات التي تقوم بها المعارضة المسلحة وداعموها لإفشال خطة أنان.
جوقة أعداء سورية ختمت تحريضها وافتراءها على الحكومة السورية بكلمة المندوبة الأمريكية التي استخدمت ما يحلو لها من عبارات تصعيدية لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تؤمن أرضية مناسبة لحل الأزمة السورية بطرق سلمية أو تقدم دعماً لمهمة أنان خاصة أنها اصطفت كطرف مساند يوفر الدعم السياسي العلني للمجموعات الإرهابية المسلحة.
وتناست المندوبة الأمريكية خداع بلادها للمجتمع الدولي وللشعوب من خلال خوضها حرب العراق تحت مزاعم وجود أسلحة نووية اكتشف لاحقاً كذبها كما تجاهلت تحريفها للقرارات الدولية وتوظيفها بحسب رؤية ومصالح بلادها لتتحدث عما سمته خداع الحكومة السورية وعدم احترامها المعايير الأساسية للبشرية والإنسانية.
واستبقت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة نشر المراقبين الدوليين لتعلن فشلهم معتبرة ان وجودهم لا يمكن أن يوقف العنف من قبل الحكومة السورية داعية الى مواصلة الضغوط المكثفة عليها.
ودافعت المندوبة الأمريكية التي قامت بلادها بقتل ملايين الأبرياء حول العالم عن المعارضة السورية ومجموعاتها المسلحة التي زعمت أنها رحبت بوجود مراقبين سيمثلون عيونا حيادية تشهد على ما تقوم به الحكومة السورية من انتهاكات واضحة ومكشوفة وكبيرة لحقوق الإنسان التي تتهم بها وفق القاموس الامريكي جميع الحكومات الرافضة للسياسات الأمريكية حول العالم.
Comment