يذهب الرئيس بشار الأسد ودون مواكب الرؤساء المجلجلة إلى جبل العرب، ويقدّم واجب العزاء بوفاة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ أحمد سلمان الهجري الذي كان له دور كبير في المساهمة بحماية وحدة سورية إلى جانب علماء سورية الأفاضل، ويجلس بين أقارب الفقيد ومن ثم يخرج بين الحشود المعزية ويصافح الناس ويتحدث إليهم، كأنه بين أسرته، وهو فعلاً بين أسرته وأهله وشعبه، وفي يوم آخر يزور بابا عمرو في حمص، وبلا موكب ويسير في الشوارع مشياً على الأقدام وبين الناس في ظل كل ذلك التوتر الأمني الذي تشهده سورية، والإرهاب الأعمى الذي يرمي حقده في أماكن متفرقة، يتفقد الرئيس الأسد حي بابا عمرو، فما هي أسرار تلك الزيارة؟.
ما بين وليد جنبلاط والعرعور..؟
سألني صديق هل زيارة الرئيس الأسد تأتي رداً على تصريح وليد جنبلاط بأن سقوط بابا عمرو يعني نهاية الثورة السورية، فأجبته: "لك يا رجل مين وليد جنبلاط ليردّ عليه الرئيس الأسد.. بعد مقتل الحريري شتم وعصّب وهاجم ولم يردّ عليه أي مسؤول سوري حتى عاد إلى دمشق معتذراً، ومنذ أن رصدت الإستخبارات السورية قيامه بتحويل أموال إلى ما يقارب من 200 شخص داخل سورية حين كانت تصريحاته مؤيدة للقيادة السورية، وأعتقد أن كشفه من قبل الإستخبارات السورية يعني أن زمنه قد انتهى، وهو يهاجم سورية ولم يردّ عليه أي مسؤول رسمي سوري، فإذا موظف صغير بالخارجية ما اعتبر وليد جنبلاط ولا (قامه من أرضه) أي معقول الرئيس الأسد يرد عليه؟!!".
فقال صديقي: إذاً ربما كون العرعور تحدّى الرئيس الأسد أن يزور حمص، وهنا طبعاً شعرت بالاستفزاز من صديقي وقلت له لك يا حبيبي العرعور وجنبلاط واحد، عيب هالسؤال، وهنا طرح صديقي السؤال الذي يبحث الكثيرون عن إجابة له، ما سبب زيارة الرئيس الأسد إلى حي بابا عمرو..؟.
الأسباب المباشرة لزيارة الرئيس الأسد إلى بابا عمرو
من يراجع تاريخ الرئيس الأسد منذ استلامه السلطة لا يستغرب الذي حدث ولا يبحث عن أسباب، فمن الطبيعي جداً على شخص الرئيس الأسد الذي تميّز بعلاقاته الشعبية وزياراته إلى القرى والأرياف والأسواق والتماس المباشر مع الناس أن يقوم بما قام به، ولكن الذي جعل الناس تتساءل هو قيامه بزياراته ضمن هذه الظروف الأمنية في سورية، فزيارته إلى السويداء كانت متوقعة، ومع ذلك ذهب تقريباً بلا مرافقة، وزيارته إلى حمص غير متوقعة ومع ذلك نزل بين الناس وسار في الشوارع رغم أن عمليات تطهير مدينة حمص من العصابات الإرهابية لم تنته بعد، ومن هنا نفهم أن السبب الرئيسي هو أن الرئيس الأسد لا يربط مستقبل سورية بشخصه ومطمئن تماماً لمستقبل سورية وغير قلق من المجازفات الأمنية، وتكريماً لشعبه الصامد بأنه ليس بعيداً عنهم، وأن حياته ليست أهم من حياة أي مواطن سوري، ولا يسكن أبراجاً عاجية بعيداً عن الشارع، بل هو ابن الشعب في السراء والضراء، ولكن رغم ذلك كان من الممكن تأجيل الزيارة فما سببها..؟.
أسرار الزيارة إلى حي بابا عمرو
قبل أن نتساءل من الذي يعيش قلقاً وغير قادر على التحرك بحرية كالرئيس الأسد يجب المرور على عدة نقاط، ومنها زيارة كوفي أنان إلى موسكو حين قال له الرئيس الروسي: "هي الفرصة الأخيرة للحل السياسي، وإلا فأنتم تدفعون سورية إلى الحرب الأهلية".. وتساءل الكثيرون كيف يدفعون سورية إلى الحرب الأهلية وفي سورية الحسم شبه تام على الأرض تقريباً، وطبعاً العليم بمجرى الأحداث حين يتذكر أن الهدف الأمريكي في سورية تقسيمها بعد سقوط الجيش، يدرك بأن كلام الرئيس الروسي قد حمل تهديداً لا لبس فيه عنوانه المواجهة، فالحرب الأهلية تعني سقوط الجيش العربي السوري وسقوط الجيش يعني تدخلاً عسكرياً تركياً إسرائيلياً عربياً وغيره في سورية، وبالتالي فشل الحل السياسي يعني أن على دمشق التصرّف على أن الغرب يدفع باتجاه حرب أهلية عليها توجيه ضربات استباقية لحماية نفسها، ومهما كانت كلفة الضربة الاستباقية عالية، فهي أرخص بكثير من الحرب الأهلية، وكلنا يعلم أن الروسي هو الذي ضغط على دمشق لقبول المبادرة العربية سابقاً وبعثة كوفي أنان حالياً، وهو الذي نفد صبره أخيراً وقال إن بعثة كوفي أنان هي الفرصة الأخيرة للحل السياسي، وبالتالي هي ليست فرصة بل طريق للحل، وعند نفاد الحل السياسي يعني أن هناك حلاً أمنياً قادماً ظهرت معالمه منذ قال الرئيس الأسد: الصراع كان على سورية وأصبح مع سورية، ويمكن القول إن أي سفير إسرائيلي أو مسؤول صهيوني (بعد تفجيرات ضربت ثلاث سفارات إسرائيلية واغتيال نائب رئيس الموساد في إسبانيا وعالم كبير داخل الأراضي المحتلة) غير قادر على التحرك بالحرية التي تحرك بها الرئيس الأسد.
وقد أكد الرئيس الأسد في رسالته إلى قمة بريكس ما هدفت إليه زيارة حي بابا عمرو، وهي الرسالة الأهم أن سورية لن تسمح بعودة العصابات المسلحة، وبالتالي الرئيس الأسد قال بشكل غير مباشر إن بعثة كوفي أنان هي طريق الحل وليست فرصة، فآخر فرصة كانت مبادرة جامعة الدول العربية التي خلقت فراغاً أمنياً استغلته العصابات لاحتلال مناطق من سورية كحمص وإدلب، بينما بعثة كوفي أنان هي ليست الفرصة الأخيرة وليست فرصة لإعادة العصابات المسلحة والمرتزقة إلى سورية، بل هي طريق للحل، إذا حاول الغرب مجرد التفكير بأنها فرصة لإعادة العصابات المسلحة إلى الأحياء السورية فهو واهم جداً وعليه أن يتحمّل المسؤولية لأن زمام المبادرة لم يعد بيده.
كل عنزة معلقة من كرعوبها
كانت مبادرة الجامعة العربية هي الفرصة الأخيرة للحل السياسي، ولكن استعملوها غطاءً للمّ شمل العصابات المسلحة ومدّها بالسلاح والمرتزقة، وحين أتمّوا الاستعداد سحبوا المراقبين وسقطت المبادرة، وبالتالي توهم أعراب واشنطن ومن خلفهم واشنطن أنهم أخذوا فرصة الاستعداد لعدوان جديد ولكن تم الحسم على الأرض وسقط عدوانهم ومؤامرتهم، وحين سقطت بابا عمرو بعد الغوطة وأدركوا أن مؤامرتهم سقطت عادوا بمبادرة جديدة، وجاءهم الرد على مبادرتهم هي طريق الحل وليست فرصة، وإلا سنكمل الحل بطريقتنا الخاصة، وما بين تصريح الرئيس الروسي لكوفي أنان وزيارة الرئيس الأسد إلى بابا عمرو هناك كلمة سر واحدة مفادها: خلصت بسورية احفظوا ماء وجوهكم وإلا ستخسرون وجوهكم، و(كل عنزة معلقة من كرعوبها)!!.
كفاح نصر .جهينة نيوز
ما بين وليد جنبلاط والعرعور..؟
سألني صديق هل زيارة الرئيس الأسد تأتي رداً على تصريح وليد جنبلاط بأن سقوط بابا عمرو يعني نهاية الثورة السورية، فأجبته: "لك يا رجل مين وليد جنبلاط ليردّ عليه الرئيس الأسد.. بعد مقتل الحريري شتم وعصّب وهاجم ولم يردّ عليه أي مسؤول سوري حتى عاد إلى دمشق معتذراً، ومنذ أن رصدت الإستخبارات السورية قيامه بتحويل أموال إلى ما يقارب من 200 شخص داخل سورية حين كانت تصريحاته مؤيدة للقيادة السورية، وأعتقد أن كشفه من قبل الإستخبارات السورية يعني أن زمنه قد انتهى، وهو يهاجم سورية ولم يردّ عليه أي مسؤول رسمي سوري، فإذا موظف صغير بالخارجية ما اعتبر وليد جنبلاط ولا (قامه من أرضه) أي معقول الرئيس الأسد يرد عليه؟!!".
فقال صديقي: إذاً ربما كون العرعور تحدّى الرئيس الأسد أن يزور حمص، وهنا طبعاً شعرت بالاستفزاز من صديقي وقلت له لك يا حبيبي العرعور وجنبلاط واحد، عيب هالسؤال، وهنا طرح صديقي السؤال الذي يبحث الكثيرون عن إجابة له، ما سبب زيارة الرئيس الأسد إلى حي بابا عمرو..؟.
الأسباب المباشرة لزيارة الرئيس الأسد إلى بابا عمرو
من يراجع تاريخ الرئيس الأسد منذ استلامه السلطة لا يستغرب الذي حدث ولا يبحث عن أسباب، فمن الطبيعي جداً على شخص الرئيس الأسد الذي تميّز بعلاقاته الشعبية وزياراته إلى القرى والأرياف والأسواق والتماس المباشر مع الناس أن يقوم بما قام به، ولكن الذي جعل الناس تتساءل هو قيامه بزياراته ضمن هذه الظروف الأمنية في سورية، فزيارته إلى السويداء كانت متوقعة، ومع ذلك ذهب تقريباً بلا مرافقة، وزيارته إلى حمص غير متوقعة ومع ذلك نزل بين الناس وسار في الشوارع رغم أن عمليات تطهير مدينة حمص من العصابات الإرهابية لم تنته بعد، ومن هنا نفهم أن السبب الرئيسي هو أن الرئيس الأسد لا يربط مستقبل سورية بشخصه ومطمئن تماماً لمستقبل سورية وغير قلق من المجازفات الأمنية، وتكريماً لشعبه الصامد بأنه ليس بعيداً عنهم، وأن حياته ليست أهم من حياة أي مواطن سوري، ولا يسكن أبراجاً عاجية بعيداً عن الشارع، بل هو ابن الشعب في السراء والضراء، ولكن رغم ذلك كان من الممكن تأجيل الزيارة فما سببها..؟.
أسرار الزيارة إلى حي بابا عمرو
قبل أن نتساءل من الذي يعيش قلقاً وغير قادر على التحرك بحرية كالرئيس الأسد يجب المرور على عدة نقاط، ومنها زيارة كوفي أنان إلى موسكو حين قال له الرئيس الروسي: "هي الفرصة الأخيرة للحل السياسي، وإلا فأنتم تدفعون سورية إلى الحرب الأهلية".. وتساءل الكثيرون كيف يدفعون سورية إلى الحرب الأهلية وفي سورية الحسم شبه تام على الأرض تقريباً، وطبعاً العليم بمجرى الأحداث حين يتذكر أن الهدف الأمريكي في سورية تقسيمها بعد سقوط الجيش، يدرك بأن كلام الرئيس الروسي قد حمل تهديداً لا لبس فيه عنوانه المواجهة، فالحرب الأهلية تعني سقوط الجيش العربي السوري وسقوط الجيش يعني تدخلاً عسكرياً تركياً إسرائيلياً عربياً وغيره في سورية، وبالتالي فشل الحل السياسي يعني أن على دمشق التصرّف على أن الغرب يدفع باتجاه حرب أهلية عليها توجيه ضربات استباقية لحماية نفسها، ومهما كانت كلفة الضربة الاستباقية عالية، فهي أرخص بكثير من الحرب الأهلية، وكلنا يعلم أن الروسي هو الذي ضغط على دمشق لقبول المبادرة العربية سابقاً وبعثة كوفي أنان حالياً، وهو الذي نفد صبره أخيراً وقال إن بعثة كوفي أنان هي الفرصة الأخيرة للحل السياسي، وبالتالي هي ليست فرصة بل طريق للحل، وعند نفاد الحل السياسي يعني أن هناك حلاً أمنياً قادماً ظهرت معالمه منذ قال الرئيس الأسد: الصراع كان على سورية وأصبح مع سورية، ويمكن القول إن أي سفير إسرائيلي أو مسؤول صهيوني (بعد تفجيرات ضربت ثلاث سفارات إسرائيلية واغتيال نائب رئيس الموساد في إسبانيا وعالم كبير داخل الأراضي المحتلة) غير قادر على التحرك بالحرية التي تحرك بها الرئيس الأسد.
وقد أكد الرئيس الأسد في رسالته إلى قمة بريكس ما هدفت إليه زيارة حي بابا عمرو، وهي الرسالة الأهم أن سورية لن تسمح بعودة العصابات المسلحة، وبالتالي الرئيس الأسد قال بشكل غير مباشر إن بعثة كوفي أنان هي طريق الحل وليست فرصة، فآخر فرصة كانت مبادرة جامعة الدول العربية التي خلقت فراغاً أمنياً استغلته العصابات لاحتلال مناطق من سورية كحمص وإدلب، بينما بعثة كوفي أنان هي ليست الفرصة الأخيرة وليست فرصة لإعادة العصابات المسلحة والمرتزقة إلى سورية، بل هي طريق للحل، إذا حاول الغرب مجرد التفكير بأنها فرصة لإعادة العصابات المسلحة إلى الأحياء السورية فهو واهم جداً وعليه أن يتحمّل المسؤولية لأن زمام المبادرة لم يعد بيده.
كل عنزة معلقة من كرعوبها
كانت مبادرة الجامعة العربية هي الفرصة الأخيرة للحل السياسي، ولكن استعملوها غطاءً للمّ شمل العصابات المسلحة ومدّها بالسلاح والمرتزقة، وحين أتمّوا الاستعداد سحبوا المراقبين وسقطت المبادرة، وبالتالي توهم أعراب واشنطن ومن خلفهم واشنطن أنهم أخذوا فرصة الاستعداد لعدوان جديد ولكن تم الحسم على الأرض وسقط عدوانهم ومؤامرتهم، وحين سقطت بابا عمرو بعد الغوطة وأدركوا أن مؤامرتهم سقطت عادوا بمبادرة جديدة، وجاءهم الرد على مبادرتهم هي طريق الحل وليست فرصة، وإلا سنكمل الحل بطريقتنا الخاصة، وما بين تصريح الرئيس الروسي لكوفي أنان وزيارة الرئيس الأسد إلى بابا عمرو هناك كلمة سر واحدة مفادها: خلصت بسورية احفظوا ماء وجوهكم وإلا ستخسرون وجوهكم، و(كل عنزة معلقة من كرعوبها)!!.
كفاح نصر .جهينة نيوز