جهينة نيوز:
كشفت مصادر دبلوماسية ان واشنطن بنت حساباتها حول الأوضاع في سورية على افتراضات ومعلومات غير دقيقة، حتى انه ثبت أن الكثير منها لا ينطبق على أرض الواقع انطلاقا من مجموعة أمور ومعطيات أبرزها:
ـ الأمر الاول: ان الاميركي كان يعتقد ان ما حصل في كل من مصر وتونس يمكن ان يتكرر في سورية، أي ان الدولة ستسقط في وقت قصير. ولذلك اندفع كبار المسؤولين هناك نحو تحديد مواعيد لهذا السقوط، وهو ما تمكن ملاحظته في المواقف المتكررة للرئيس الاميركي باراك أوباما وعدد من المحيطين به حول تجديد الاعلان عن "رحيل النظام" كلما مضى الموعد الذي كان أعلن عنه في وقت سابق.
ـ الأمر الثاني: لقد بنى الأميركي رؤيته لمسار الوضع في سوريا على معلومات وتقارير تبلغها من تركيا وقطر، بالاضافة الى تقاطعات لبعض الأجهزة الاميركية بأن الوضع في سورية قابل للفوضى وحتى الانهيار في مرحلة قصيرة. ولذلك سارعت واشنطن في الفترة السابقة الى اتخاذ مواقف حادة من القيادة السورية لاعتقادها ان ما يسمى "المعارضة السورية" قادرة مع الدعم الخارجي الدبلوماسي والسياسي والإعلامي والأمني على تحقيق هذا الخيار.
ـ الأمر الثالث: لقد تفاجأت واشنطن ومعها حلفاؤها في الغرب والخليج بصلابة الموقفين الروسي والصيني، اللذين حالا دون اتخاذ اي مواقف في مجلس الأمن لتغطية اي رغبة بالتدخل العسكري ـ ولو تحت عناوين مختلفة ـ خصوصا من جانب ادارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومعه كل من تركيا والسعودية وقطر، وتاليا فقد سقطت كل المحاولات للقيام بإجراء يبرر مثل هذا التدخل مثل اقامة منطقة عازلة أو ممرات انسانية آمنة.
ـ الأمر الرابع: لقد تفاجأ الاميركي وحلفاؤه بطبيعة الواقع على الارض، خصوصا على مستوى تماسك الجيش السوري ونسبة التأييد الشعبي للقيادة السورية وخطابها السياسي.
انطلاقا من ذلك، تقول المصادر انه بعد اكثر من سنة من الأزمة والرهانات الخاسرة، بأن الدولة ستسقط، وان اجهزتها ستتفكك، تأكد للغرب ان الدولة صمدت في وجه كل هذا المخطط الذي أعد لإسقاط سورية، بل ان الدولة استعادت المبادرة من خلال إجراء جملة اصلاحات واسعة وايضا بضرب المجموعات المسلحة ومنعها من السيطرة على بعض المناطق.
لذلك، فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن، ما هي طبيعة السياسة الاميركية تجاه سوريا، وما هي الاحتمالات لهذه السياسة في المرحلة القريبة؟
في تقدير ومعلومات المصادر الدبلوماسية ان هذه السياسة تنطلق من مجموعة توجهات ووقائع بدت معالمها في الاسابيع الأخيرة، وفق الآتي:
ـ التوجه الأول: ان السياسة الاميركية تتحرك في هذه المرحلة كبدل عن ضائع، نتيجة مجموعة عوامل داخلية وخارجية، اهمها دخول الوضع الداخلي في المعركة الانتخابية بما يعطل اتخاذ القرارات الكبرى خصوصا في السياسة الخارجية، وهو ما برز في الاغراءات التي قدمتها ادارة البيت الابيض لكيان العدو "الإسرائيلي" في سبيل تأجيل اي عملية عسكرية ضد المفاعلات النووية في إيران.
ـ التوجه الثاني: ان هناك قناعة لدى كثير من مراكز الأبحاث الاستراتيجية بان عهد التدخلات العسكرية المباشرة من جانب واشنطن، قد انتهى لاعتبارات عدة، أبرزها عودة الثنائية الى السياسة الدولية بعد عودة روسيا لتلعب دورا موازيا للدور الأميركي في العالم، بالاضافة الى الازمة المالية الكبرى التي يعاني منها المجتمع الأميركي.
التوجه الثالث: لقد برز نوع من القلق لدى بعض كبار المسؤولين الاميركيين من ان سقوط سوريا سيؤدي الى تمادي تنظيم "القاعدة" في تحركه على مستوى المنطقة العربية، خصوصا بعد ان تبين الدور الكبير الذي يلعبه تنظيم "القاعدة" في حراك المجموعات المسلحة في سوريا والدول المحيطة بها. كما ان مثل هذا السقوط ستكون له تداعيات سلبية كبرى على الدول المحيطة بسوريا في تركيا والأردن وحتى لبنان.
ولذلك، توضح المصادر، وفق معلوماتها، ان ما يهم واشنطن في هذه المرحلة هو زيادة الضغوط السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وحتى الأمنية على سورية. لعلّ هذا التوجه يؤدي الى احد أمرين: اما خضوع سوريا لسياسة الابتزاز وتاليا محاولة فرض الشروط الاميركية عليها، واما استمرار الأزمة سعيا وراء إشغال القيادة السورية في الوضع الداخلي، لأن ذلك سيعطل الدور الذي كانت تلعبه سوريا على المستويين الاقليمي من جهة، والصراع العربي ـ "الإسرائيلي" من جهة أخرى.
كشفت مصادر دبلوماسية ان واشنطن بنت حساباتها حول الأوضاع في سورية على افتراضات ومعلومات غير دقيقة، حتى انه ثبت أن الكثير منها لا ينطبق على أرض الواقع انطلاقا من مجموعة أمور ومعطيات أبرزها:
ـ الأمر الاول: ان الاميركي كان يعتقد ان ما حصل في كل من مصر وتونس يمكن ان يتكرر في سورية، أي ان الدولة ستسقط في وقت قصير. ولذلك اندفع كبار المسؤولين هناك نحو تحديد مواعيد لهذا السقوط، وهو ما تمكن ملاحظته في المواقف المتكررة للرئيس الاميركي باراك أوباما وعدد من المحيطين به حول تجديد الاعلان عن "رحيل النظام" كلما مضى الموعد الذي كان أعلن عنه في وقت سابق.
ـ الأمر الثاني: لقد بنى الأميركي رؤيته لمسار الوضع في سوريا على معلومات وتقارير تبلغها من تركيا وقطر، بالاضافة الى تقاطعات لبعض الأجهزة الاميركية بأن الوضع في سورية قابل للفوضى وحتى الانهيار في مرحلة قصيرة. ولذلك سارعت واشنطن في الفترة السابقة الى اتخاذ مواقف حادة من القيادة السورية لاعتقادها ان ما يسمى "المعارضة السورية" قادرة مع الدعم الخارجي الدبلوماسي والسياسي والإعلامي والأمني على تحقيق هذا الخيار.
ـ الأمر الثالث: لقد تفاجأت واشنطن ومعها حلفاؤها في الغرب والخليج بصلابة الموقفين الروسي والصيني، اللذين حالا دون اتخاذ اي مواقف في مجلس الأمن لتغطية اي رغبة بالتدخل العسكري ـ ولو تحت عناوين مختلفة ـ خصوصا من جانب ادارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومعه كل من تركيا والسعودية وقطر، وتاليا فقد سقطت كل المحاولات للقيام بإجراء يبرر مثل هذا التدخل مثل اقامة منطقة عازلة أو ممرات انسانية آمنة.
ـ الأمر الرابع: لقد تفاجأ الاميركي وحلفاؤه بطبيعة الواقع على الارض، خصوصا على مستوى تماسك الجيش السوري ونسبة التأييد الشعبي للقيادة السورية وخطابها السياسي.
انطلاقا من ذلك، تقول المصادر انه بعد اكثر من سنة من الأزمة والرهانات الخاسرة، بأن الدولة ستسقط، وان اجهزتها ستتفكك، تأكد للغرب ان الدولة صمدت في وجه كل هذا المخطط الذي أعد لإسقاط سورية، بل ان الدولة استعادت المبادرة من خلال إجراء جملة اصلاحات واسعة وايضا بضرب المجموعات المسلحة ومنعها من السيطرة على بعض المناطق.
لذلك، فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن، ما هي طبيعة السياسة الاميركية تجاه سوريا، وما هي الاحتمالات لهذه السياسة في المرحلة القريبة؟
في تقدير ومعلومات المصادر الدبلوماسية ان هذه السياسة تنطلق من مجموعة توجهات ووقائع بدت معالمها في الاسابيع الأخيرة، وفق الآتي:
ـ التوجه الأول: ان السياسة الاميركية تتحرك في هذه المرحلة كبدل عن ضائع، نتيجة مجموعة عوامل داخلية وخارجية، اهمها دخول الوضع الداخلي في المعركة الانتخابية بما يعطل اتخاذ القرارات الكبرى خصوصا في السياسة الخارجية، وهو ما برز في الاغراءات التي قدمتها ادارة البيت الابيض لكيان العدو "الإسرائيلي" في سبيل تأجيل اي عملية عسكرية ضد المفاعلات النووية في إيران.
ـ التوجه الثاني: ان هناك قناعة لدى كثير من مراكز الأبحاث الاستراتيجية بان عهد التدخلات العسكرية المباشرة من جانب واشنطن، قد انتهى لاعتبارات عدة، أبرزها عودة الثنائية الى السياسة الدولية بعد عودة روسيا لتلعب دورا موازيا للدور الأميركي في العالم، بالاضافة الى الازمة المالية الكبرى التي يعاني منها المجتمع الأميركي.
التوجه الثالث: لقد برز نوع من القلق لدى بعض كبار المسؤولين الاميركيين من ان سقوط سوريا سيؤدي الى تمادي تنظيم "القاعدة" في تحركه على مستوى المنطقة العربية، خصوصا بعد ان تبين الدور الكبير الذي يلعبه تنظيم "القاعدة" في حراك المجموعات المسلحة في سوريا والدول المحيطة بها. كما ان مثل هذا السقوط ستكون له تداعيات سلبية كبرى على الدول المحيطة بسوريا في تركيا والأردن وحتى لبنان.
ولذلك، توضح المصادر، وفق معلوماتها، ان ما يهم واشنطن في هذه المرحلة هو زيادة الضغوط السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وحتى الأمنية على سورية. لعلّ هذا التوجه يؤدي الى احد أمرين: اما خضوع سوريا لسياسة الابتزاز وتاليا محاولة فرض الشروط الاميركية عليها، واما استمرار الأزمة سعيا وراء إشغال القيادة السورية في الوضع الداخلي، لأن ذلك سيعطل الدور الذي كانت تلعبه سوريا على المستويين الاقليمي من جهة، والصراع العربي ـ "الإسرائيلي" من جهة أخرى.