تورط شركات أمنية أميريكية بتدريب معارضين سوريين

[NermeeN]

ضابط الارتباط بين جهاز”الموساد” وحزب “الكتائب” خلال الحرب الأهلية هو أحد أعضاء الفريق الأمني الذي تعتمد عليه إحدى الشركات في تدريب المعارضين!؟



وليد فارس وعضو الكونغرس سو ميريك

نشر موقع “ويكيليكس” عددا من المراسلات السرية الخاصة ، التي كان حصل عليها من شركة ” ستراتفور” الأمنية الأميركية ، تكشف قيام شركات خدمات أمنية أميركية ، مرتبطة بوكالة المخابرات المركزية ، في تقديم الدعم الأمني والعسكري للمعارضين السوريين المقيمين في تركيا (“المجلس الوطني السوري” و جناحه العسكري المتمثل بما يسمى “الجيش السوري الحر”). وجاء في المراسلات ، التي منح الموقع لصحيفة “الأخبار” اللبنانية بالإنكليزية الحق الحصري بنشرها، إن مركز”ستراتفور” الاستخباري الأميركي ، الذي يشكل ” نسخة القطاع الخاص” من وكالة المخابرات المركزية الأميركية، يساعد المعارضة السورية كما سبق وعمل في ليبيا. وطبقا للمراسلات المشار إليها ، فإن شركة SCG الدولية الأميركية للخدمات الأمنية والعسكرية أبرمت عقودا لمساعدة وتدريب المعارضين السوريين في تركيا ، وهو ما أشارت إليه رسالة من المدير التنفيذي للشركة جيمس سميث أرسلت لمركز “ستراتفور” في كانون الأول / ديسمبر الماضي قبل أيام قليلة من قيام “هاكر” باختراق مراسلات “ستراتفور” ونسخ عشرات آلاف الرسائل السرية التي حصل عليها لاحقا موقع “ويكيليكس”.

ويقول مدير الشركة المذكورة في رسالة أخرى إنه “ذو خلفية في وكالة المخابرات المركزية الأميركية ، ويترأس شركة مكونة من (ضباط) من وزارة الدفاع الأميركية و وكالة المخابرات المركزية ، فضلا عن موظفين أميركيين سابقين متخصصين في القضايا القانونية”. وتكشف رسالة أخرى أن الشركة الأمنية المذكورة تعمل على ” تأمين غطاء جوي (للمعارضة السورية) بالتعاون مع عضو الكونغرس الأميركي عن ولاية كارولينا الشمالية (السيدة) سو ميريك ، وعضو آخر في لجنة مجلس النواب للاستخبارات لتي تشرف على عمل وكالة المخابرات المركزية الأميركية. وتضيف رسالة أخرى من جيمس سميث أن شركته ستعمل أيضا على توفير الحماية الأمنية لأعضاء المعارضة السورية ( من المجلس الوطني) كما فعلت في ليبيا. هذا بينما تكشف رسالة أخرى عن أن شركة”بوز آلن هاميلتون”، وهي شركة أميركية أخرى للخدمات الأمنية والعسكرية كان لها سجل قذر في العراق ، تعمل هي الأخرى مع المعارضة السورية في قضايا مشابهة. وثمة رسالة أخرى من جيمس سميث نفسه تلفت الانتباه أيضا في هذا السياق ، حيث تشير إلى اتصالات بينه وبين المهدي حاراتي ، “قائد لواء طرابلس” في تنظيم “القاعدة” الذي شارك مع “الحلف الأطلسي”في احتلال العاصمة الليبية ، والذي أرسله مصطفي عبد الجليل ليقود المسلحين السوريين في منطقة “جبل الزاوية” في محافظة إدلب السورية ، بناء على اتفاق بين برهان غليون وفاروق طيفور مع “المجلس الانتقالي الليبي” خلال زيارتهما إلى ليبيا في تشرين الأول / أكتوبر الماضي . ومن المعلوم أن الشرطة الإرلندية كانت كشفت قبل بضعة أشهر أن المهدي حاراتي كان مكلفا من قبل المخابرات المركزية الأميركية في نقل الأموال إلى مسلحي “القاعدة” في ليبيا خلال المعارك ضد نظام القذافي، وقد احتفظ بجزء من هذه المبالغ لنفسه ( سرقها) وخبأها في منزله في العاصمة الإرلندية ـ دبلن ، وجرى اكتشافها خلال مداهمة الشرطة لها. وتكشف رسالة سميث أيضا أن شركته ساهمت في عملية اغتيال القذافي بعد اعتقاله!

مع ذلك ، تبقى قضية الدكتور وليد فارس من أبرز ما تكشفه هذه المراسلات . فطبقا لإحدى رسائل جيمس سميث ، يعمل وليد فارس على رأس فريق مع شركة SCG لتأمين الخدمات الأمنية للمعارضة السورية التابعة لـ”المجلس الوطني السوري”. ومن المعلوم أن فارس كان ضابط الاتصال بين حزب الكتائب و ” الجبهة اللبنانية ” من جهة ، وجهاز الموساد الإسرائيلي من جهة ثانية، خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وهو من أصدقاء رئيس جهاز”الموساد” الأسبق مئير داغان. وكانت علاقتهما قد نشأت منذ أن كان داغان مسؤول الارتباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي بلبنان العام 1982. وكان فارس ـ وفق تقرير حصري نشرته “الحقيقة” قبل أكثر من عام ـ فرّ من لبنان بمساعدة ” فرع المعلومات” اللبناني قبيل ساعات من اعتقاله على أيدي مخابرات الجيش بعد “اكتشاف علاقته بتجنيد العميد فايز كرم”. أما الدكتور أسعد أبو خليل فيكشف من ناحيته جوانب أخرى من تاريخ وليد فارس ، إذ نشر مطلع العام 2007 صورا من صحف لبنانية صادرة خلال الحرب الأهلية تسلط الضوء على الدور الذي لعبه في “الجبهة اللبنانية” آنذاك. وفي المقال الذي كتبه بالإنكليزية ، وأحالنا فيه إلى هذه الصور، يشير أبو خليل إلى علاقته أيضا بلجنة كان يترأسها إتيان صقر ، رئيس ميليشيا “حراس الأرز” ، الذي أصبح لاحقا أحد أبرز عملاء الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع أنطوان لحد، قبل أن يفر إلى إسرائيل ومن ثم إلى قبرص بعد التحرير. وكانت الميليشيا ترفع شعارا يقول ” اقتل فلسطينيا تدخل الجنة”!

هنا لا بد من الإشارة إلى أن”الحقيقة” ، وبخلاف التهم التي يوجهها البعض لها لجهة أن تختلق أخبارا للمس بسمعة المعارضين السوريين من الجناح الأميركي ـ الخليجي الذي يمثله “المجلس الوطني” وتوابعه، لم تنفرد يوما بأي خبر أو معلومات إلا وجاءات تقارير ووثائق لاحقة لتؤكده بشكل أو بآخر . وإذا كنا الآن بصدد الحديث عن وثائق “ستراتفور” المشار إليها أعلاه، وما يتعلق منها بعلاقة هذه المعارضة مع شركة ” بلاك ووتر” و شركة SCG ، فإن “الحقيقة” كانت أول من كشف عن هذه المعلومات في تقرير نشرته في 31 كانون الأول / ديسمبر الماضي ، تحدثت فيه عن تعرض مركز ” ستراتفور” للاستخبارات إلى عملية ” تهكير” ، وأشارت إلى أن كافة مراسلاته أصبحت في أيدي جوليان أسانج ، وأن قسما من هذه المراسلات سيكشف حين نشره علاقة معارضين سوريين بشركات أميركية للخدمات الأمنية! كما أنها نشرت في مناسبات مختلفة معلومات حصرية عن علاقة معارضي “المجلس الوطني السوري” بشركة ” بلاك ووتر” و ” شركة SCG ” المذكورة!

[NermeeN]

رد: تورط شركات أمنية أميريكية بتدريب معارضين سوريين

abogabi


شكرا لمرورك