ماري الطويل أول دمشقية تمتهن صناعة العود
الصعوبة الوحيدة حسب ماري هو احتياج العمل لقوة عضلية
و الاعواد تتنوع ما بين الصغير و الكبير للنساء او للرجال و الأسعار ما بين 3000 - 4000
دمشق-سانا
يعتبر العود آلة وترية رئيسية في التخت الشرقي ويرجع تاريخ صناعة أول عود دمشقي إلى صانع الأعواد عبدو النحات1879-1880م من منطقة القيمرية بمساعدة أخواته الست ليتقنها من بعده قريبه إبراهيم طويل الذي أورثها بدوره لابنه أنطون الذي يعمل بها حاليا مع ابنته الشابة ماري ضمن ورشة طويل لصناعة الأعواد في منطقة التكية السليمانية بدمشق.
وعن سبب انخراطها في هذه الحرفة تقول ماري أنطون طويل تولد دمشق 1987م خريجة معهد فنون نسوية لنشرة سانا الشبابية إن الولع وحب آلة العود هما من شجعاها لتكملة مسيرة النحات وجدها ووالدها وتسرد أن قصتها مع هذه الآلة قديمة تعود لنعومة أظافرها حين كانت الغبطة تغمرها لدى مراقبتها جدها إبراهيم طويل وهو يهم بأناة وعناية بالغة لصناعة أعواده التي كانت بمثابة ولد له فتتابعه بعينين حريصتين متلهفتين لمعرفة كل المراحل الطويلة لولادة العود.
وتكمل ماري ان الخلفية الاطلاعية التي اختزنتها من جدها سهلت عليها خلال عامين قطع أشواط كبيرة في تعلم الحرفة من والدها أنطون باعتبارها مطلعة مسبقا على المبادئ الأساسية للحرفة من أدوات ومواد الداخلة وعمليات ومراحل التصنيع وحسب قولها فأنها أول أنثى دمشقية تمتهن هذه الحرفة الأمر الذي يثير استغراب ودهشة العديد من حولها بمن فيهم الزبائن والسياح الذين لا ينفكون يسألونها عن سبب الدخول الأنثوي إلى حرفة خشنة تتعامل مع مواد قاسية وتتطلب جهدا وفيرا في قولبة الأخشاب وتقعيرها لتأخذ شكل ظهر العود الكمثري المنتفخ.
وتضيف صانعة الأعواد ان العود الدمشقي يتميز بدقة وإتقان صنعه عدا عن جودة الخامات المستخدمة ويتكون من 8 أقسام أولها الصندوق المصوت ويسمى أيضا القصعة أو ظهر العود أو الطاسة ثانيها الصدر أو الوجه الذي تخرقه فتحات تسمى القمريات التي تساعد على زيادة رنين الصوت وقوته وثالثها الفرس ويستخدم لربط الأوتار قرب مضرب الريشة ورابعها الرقبة أو زند العود وهي المكان الذي يضغط عليه العازف على الأوتار وخامسها الأنف أو العضمة وتوضع في رأس زند العود من جهة المفاتيح لإسناد الأوتار عليها ورفعها عن الزند وسادسها المفاتيح أو الملاوي وعددها 12 مفتاحا تستخدم لشد أوتار العود وسابعها الأوتار وتتكون من خمسة أوتار مزدوجة يمكن إضافة وتر سادس مزدوج إليها وثامنها الريشة التي تستعمل في العزف على الأوتار لإخراج وإصدار الرنين وتعتبر من أساسيات العود كذلك.
وتشير ماري إلى أن حرفة صناعة الأعواد مجمع وملتقى لعدة حرف وفنون أخرى أهمها الرسم على الخشب وحرقه وتخريقه بفن يشابه الموزاييك مبينة أن مراحل التصنيع تكون بداية بطي الريش التي تتكون منها الطاسة أو ظهر العود وتقعيرها بالاستعانة بالبخار واحدة تلو الأخرى وهي مكونة من 15 ريشة تتبادل فيما بينها باللونين الأصفر الفاقع والبني و تكون عادة من خشب الجوز والليمون اللذين يعطيان اللون الطبيعي المطلوب ومن ثم تجميع تلك الريش على بعضها بوساطة كيها وإلصاقها بالغراء الأحمر ومن ثم حف أطرافها لتتساوى جميعها إلى 68 سم.
وتابعت.. بعد ذلك تأتي مرحلة قص الصدر على شكل بيضوي من خشب الشوح الذي يعطي رنة العود صوتا حنونا مميزا ثم الرسم عليه بالزخارف الهندسية والنباتية وحفره وتخريقه بالقمرات التي تساعد على زيادة قوة الرنين و ثم إلصاق العوارض الكاملة من الداخل بواسطة كيها وتغريتها بالغراء الأحمر وبعدها تأتي مرحلة تطبيق الصدر على الطاسة ثم شك الرقبة أو الزند بالإكسسوارا
وتضيف ثم نتجه إلى صنع الفرس أي بيت المفاتيح الموجود قرب مضرب الريشة ومهمته ربط الأوتار ويضم 12 مفتاحا لشدها وثم نلصقهم بوساطة كيهم بالغراء الأحمر ومن ثم نقوم بتزيين الفرس من خلال رسمه بالزخارف الجاهزة وحرقه وتخريقه بالنقوش كذلك مشيرة إلى أنها تلتفت بعد ذلك لتركيب وشد الأوتار وهي عادة خمسة أوتار مزدوجة تكون الثلاثة الأولى مصنوعة من النايلون والوترين الباقيين من النحاس والحرير ثم تتجه لحف العود بكامله ومن ثم بردخته لإضفاء الرونق الجمالي واللمعان عليه.
وتبين أن ما يميز القطع التي تنتجها العمل اليدوي البحت بكل مراحل التصنيع الذي يضفي على كل قطعة نكهة فريدة ورونقا يميزها عن الأخرى بخلاف الورش الحديثة التي تعتمد الآلة لصناعة الأعواد والتي تفتقد لهذه الميزة فتخرج يوميا قطعا عدة بذات الشكل والروح لافتة الى أنها كشابة أضافت إلى الحرفة روحاً مميزة جديدة من خلال مزاوجتها للرسوم والزخارف النباتية والهندسية معا وإضفاء لمسة أنثوية رقيقة تلتمسها لدى رؤيتك الأعواد التي صنعتها بشغف عاشقة.
وعن تاريخ الحرفة تشير ماري الى أن العود الدمشقي ولد عام 1879م على يد الحرفي عبدو النحات ضمن ورشته نحات أخوان الكائنة في منطقة القيمرية والذي كان يتقن قبلها حرفة الموبيليا الأمر الذي ساعده في صناعة العود الدمشقي حيث كان يتعاون وأخوته الستة حنا وإلياس وأنطون وروخان وتوفيق وجرجي أخوال ابراهيم أنطون جدها ضمن ورشتهم على صناعة الأعواد في وقت امتنع فيه أولادهم عن احترافها من بعدهم مبررين ذلك توجههم نحو إكمال تحصيلهم العلمي ، لافتة إلى أن الأخ الأخير جرجي انتقل بعد وفاة أخيه عبدو النحات عام 1880إلى ورشته الكائنة في منطقة العبارة بحرستا وكان جدها أنطون حرفي النجارة آنذاك يأتي إلى جرجي يوميا ليتسامرا فتعلم من خلال متابعته المستمرة والدؤوبة لأصول الحرفة فافتتح بعد إتقانه لها ورشة طويل لصناعة الأعواد في التكية السليمانية عام 1953م ليبدأ منها مسيرة آل طويل في هذه الحرفة مبينة أن جرجي النحات توفي آخر أخوته عام 1966م.
وعن الصعوبات التي تواجهها تبين ماري أن قولبة أخشاب العود وتقعيرها يدوياً تتطلب جهداً عضلياً كبيراً يفوق طاقتها الجسدية الأمر الذي يتولاه والدها حرفي صناعة الأعواد أنطون وتبقى تلك العثرة الوحيدة في وجه إكمالها لكل مراحل تصنيع العود معربة عن رفضها القاطع إدخال عنصر الآلة على عملها اليدوي لمساعدتها على ذلك مبينة أن تراجع السياحة الوافدة إلى التكية أضر كثيرا بمصلحتهم باعتبارهم السوق التصريفي الأول لمنتجاتهم..لافتة إلى أن سعر القطعة الواحدة لديهم يتراوح ما بين 3 و 4 آلاف ليرة سورية وأن قياسات العود متباينة حسب توجهها للذكور أو الإناث ويحددها كذلك عامل التوجه والرغبة في الشراء.
وبحسب بعض المصادر الأثرية والتاريخية فأن أقدم أثر يدل على آلة العود يعود إلى ما قبل 5000 عام في منطقة الجزيرة شمال سورية حيث عثر الباحثون والآثاريون فيها على عدة مواقع أثرية تحوي نقوشا حجرية تصور مجموعة من النساء يعزفن على آلة العود وأرجعت تلك المصادر زمنها إلى العصر الآكادي عام 2350حتى 2170 قبل الميلاد واشتهر العود في التاريخين القديم والمعاصر.
الصعوبة الوحيدة حسب ماري هو احتياج العمل لقوة عضلية
و الاعواد تتنوع ما بين الصغير و الكبير للنساء او للرجال و الأسعار ما بين 3000 - 4000
دمشق-سانا
يعتبر العود آلة وترية رئيسية في التخت الشرقي ويرجع تاريخ صناعة أول عود دمشقي إلى صانع الأعواد عبدو النحات1879-1880م من منطقة القيمرية بمساعدة أخواته الست ليتقنها من بعده قريبه إبراهيم طويل الذي أورثها بدوره لابنه أنطون الذي يعمل بها حاليا مع ابنته الشابة ماري ضمن ورشة طويل لصناعة الأعواد في منطقة التكية السليمانية بدمشق.
وعن سبب انخراطها في هذه الحرفة تقول ماري أنطون طويل تولد دمشق 1987م خريجة معهد فنون نسوية لنشرة سانا الشبابية إن الولع وحب آلة العود هما من شجعاها لتكملة مسيرة النحات وجدها ووالدها وتسرد أن قصتها مع هذه الآلة قديمة تعود لنعومة أظافرها حين كانت الغبطة تغمرها لدى مراقبتها جدها إبراهيم طويل وهو يهم بأناة وعناية بالغة لصناعة أعواده التي كانت بمثابة ولد له فتتابعه بعينين حريصتين متلهفتين لمعرفة كل المراحل الطويلة لولادة العود.
وتكمل ماري ان الخلفية الاطلاعية التي اختزنتها من جدها سهلت عليها خلال عامين قطع أشواط كبيرة في تعلم الحرفة من والدها أنطون باعتبارها مطلعة مسبقا على المبادئ الأساسية للحرفة من أدوات ومواد الداخلة وعمليات ومراحل التصنيع وحسب قولها فأنها أول أنثى دمشقية تمتهن هذه الحرفة الأمر الذي يثير استغراب ودهشة العديد من حولها بمن فيهم الزبائن والسياح الذين لا ينفكون يسألونها عن سبب الدخول الأنثوي إلى حرفة خشنة تتعامل مع مواد قاسية وتتطلب جهدا وفيرا في قولبة الأخشاب وتقعيرها لتأخذ شكل ظهر العود الكمثري المنتفخ.
وتضيف صانعة الأعواد ان العود الدمشقي يتميز بدقة وإتقان صنعه عدا عن جودة الخامات المستخدمة ويتكون من 8 أقسام أولها الصندوق المصوت ويسمى أيضا القصعة أو ظهر العود أو الطاسة ثانيها الصدر أو الوجه الذي تخرقه فتحات تسمى القمريات التي تساعد على زيادة رنين الصوت وقوته وثالثها الفرس ويستخدم لربط الأوتار قرب مضرب الريشة ورابعها الرقبة أو زند العود وهي المكان الذي يضغط عليه العازف على الأوتار وخامسها الأنف أو العضمة وتوضع في رأس زند العود من جهة المفاتيح لإسناد الأوتار عليها ورفعها عن الزند وسادسها المفاتيح أو الملاوي وعددها 12 مفتاحا تستخدم لشد أوتار العود وسابعها الأوتار وتتكون من خمسة أوتار مزدوجة يمكن إضافة وتر سادس مزدوج إليها وثامنها الريشة التي تستعمل في العزف على الأوتار لإخراج وإصدار الرنين وتعتبر من أساسيات العود كذلك.
وتشير ماري إلى أن حرفة صناعة الأعواد مجمع وملتقى لعدة حرف وفنون أخرى أهمها الرسم على الخشب وحرقه وتخريقه بفن يشابه الموزاييك مبينة أن مراحل التصنيع تكون بداية بطي الريش التي تتكون منها الطاسة أو ظهر العود وتقعيرها بالاستعانة بالبخار واحدة تلو الأخرى وهي مكونة من 15 ريشة تتبادل فيما بينها باللونين الأصفر الفاقع والبني و تكون عادة من خشب الجوز والليمون اللذين يعطيان اللون الطبيعي المطلوب ومن ثم تجميع تلك الريش على بعضها بوساطة كيها وإلصاقها بالغراء الأحمر ومن ثم حف أطرافها لتتساوى جميعها إلى 68 سم.
وتابعت.. بعد ذلك تأتي مرحلة قص الصدر على شكل بيضوي من خشب الشوح الذي يعطي رنة العود صوتا حنونا مميزا ثم الرسم عليه بالزخارف الهندسية والنباتية وحفره وتخريقه بالقمرات التي تساعد على زيادة قوة الرنين و ثم إلصاق العوارض الكاملة من الداخل بواسطة كيها وتغريتها بالغراء الأحمر وبعدها تأتي مرحلة تطبيق الصدر على الطاسة ثم شك الرقبة أو الزند بالإكسسوارا
وتضيف ثم نتجه إلى صنع الفرس أي بيت المفاتيح الموجود قرب مضرب الريشة ومهمته ربط الأوتار ويضم 12 مفتاحا لشدها وثم نلصقهم بوساطة كيهم بالغراء الأحمر ومن ثم نقوم بتزيين الفرس من خلال رسمه بالزخارف الجاهزة وحرقه وتخريقه بالنقوش كذلك مشيرة إلى أنها تلتفت بعد ذلك لتركيب وشد الأوتار وهي عادة خمسة أوتار مزدوجة تكون الثلاثة الأولى مصنوعة من النايلون والوترين الباقيين من النحاس والحرير ثم تتجه لحف العود بكامله ومن ثم بردخته لإضفاء الرونق الجمالي واللمعان عليه.
وتبين أن ما يميز القطع التي تنتجها العمل اليدوي البحت بكل مراحل التصنيع الذي يضفي على كل قطعة نكهة فريدة ورونقا يميزها عن الأخرى بخلاف الورش الحديثة التي تعتمد الآلة لصناعة الأعواد والتي تفتقد لهذه الميزة فتخرج يوميا قطعا عدة بذات الشكل والروح لافتة الى أنها كشابة أضافت إلى الحرفة روحاً مميزة جديدة من خلال مزاوجتها للرسوم والزخارف النباتية والهندسية معا وإضفاء لمسة أنثوية رقيقة تلتمسها لدى رؤيتك الأعواد التي صنعتها بشغف عاشقة.
وعن تاريخ الحرفة تشير ماري الى أن العود الدمشقي ولد عام 1879م على يد الحرفي عبدو النحات ضمن ورشته نحات أخوان الكائنة في منطقة القيمرية والذي كان يتقن قبلها حرفة الموبيليا الأمر الذي ساعده في صناعة العود الدمشقي حيث كان يتعاون وأخوته الستة حنا وإلياس وأنطون وروخان وتوفيق وجرجي أخوال ابراهيم أنطون جدها ضمن ورشتهم على صناعة الأعواد في وقت امتنع فيه أولادهم عن احترافها من بعدهم مبررين ذلك توجههم نحو إكمال تحصيلهم العلمي ، لافتة إلى أن الأخ الأخير جرجي انتقل بعد وفاة أخيه عبدو النحات عام 1880إلى ورشته الكائنة في منطقة العبارة بحرستا وكان جدها أنطون حرفي النجارة آنذاك يأتي إلى جرجي يوميا ليتسامرا فتعلم من خلال متابعته المستمرة والدؤوبة لأصول الحرفة فافتتح بعد إتقانه لها ورشة طويل لصناعة الأعواد في التكية السليمانية عام 1953م ليبدأ منها مسيرة آل طويل في هذه الحرفة مبينة أن جرجي النحات توفي آخر أخوته عام 1966م.
وعن الصعوبات التي تواجهها تبين ماري أن قولبة أخشاب العود وتقعيرها يدوياً تتطلب جهداً عضلياً كبيراً يفوق طاقتها الجسدية الأمر الذي يتولاه والدها حرفي صناعة الأعواد أنطون وتبقى تلك العثرة الوحيدة في وجه إكمالها لكل مراحل تصنيع العود معربة عن رفضها القاطع إدخال عنصر الآلة على عملها اليدوي لمساعدتها على ذلك مبينة أن تراجع السياحة الوافدة إلى التكية أضر كثيرا بمصلحتهم باعتبارهم السوق التصريفي الأول لمنتجاتهم..لافتة إلى أن سعر القطعة الواحدة لديهم يتراوح ما بين 3 و 4 آلاف ليرة سورية وأن قياسات العود متباينة حسب توجهها للذكور أو الإناث ويحددها كذلك عامل التوجه والرغبة في الشراء.
وبحسب بعض المصادر الأثرية والتاريخية فأن أقدم أثر يدل على آلة العود يعود إلى ما قبل 5000 عام في منطقة الجزيرة شمال سورية حيث عثر الباحثون والآثاريون فيها على عدة مواقع أثرية تحوي نقوشا حجرية تصور مجموعة من النساء يعزفن على آلة العود وأرجعت تلك المصادر زمنها إلى العصر الآكادي عام 2350حتى 2170 قبل الميلاد واشتهر العود في التاريخين القديم والمعاصر.
Comment