صحفيون ومفكرون عرب: اقتراح قطر إرسال قوات عربية إلى سورية خطوة جديدة في المؤامرة وتنفيذ لأجندات غربية
رأى صحفيون ومفكرون مصريون في المقترح القطري بإرسال قوات عربية إلى سورية خطوة جديدة في المؤامرة عليها وتنفيذ الأجندات الغربية التي فشلت في مجلس الأمن الدولي.
ورأى أسامة الدليل رئيس قسم الشؤون الدولية في الأهرام العربي أن المقترح القطري بإرسال قوات عربية إلى سورية يخدم أهدافاً غربية وهو مقدمة لفتح المجال للتدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية السورية.
واعتبر الدليل في حديث للتلفزيون العربي السوري الليلة الماضية أن الهجوم على بعثة مراقبي الجامعة العربية وطرح قطر إرسال قوات عربية إلى سورية هو استباق لتقرير البعثة وما شهدته من حقائق لا تحقق مصالح قطر كطرف إقليمي يريد فرض إرادته على الشعب العربي السوري.
وتساءل الدليل لماذا لم تقترح أو ترسل قطر قوات عربية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة أو قطاع غزة لحماية الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي الذي يقتل المدنيين العزل يوميا أو إلى البحرين أو السعودية.
وأشار الدليل إلى أن هناك مستقبلاً رسم لمنطقة العالم العربي يهدف إلى ضمان أمن إسرائيل من خلال التصدي لكل أشكال الممانعة أو المقاومة للمشروع الصهيوني وفرض النموذج الصهيوني على كل أرجاء العالم العربي وقال.. إن المطلوب من سورية هو كسر ممانعتها فإذا فرط العرب بالأمن القومي السوري فإن ذلك شهادة وفاة لمنظومة الأمن القومي العربي.
ولفت الدليل إلى أن سورية تتعرض لحرب إعلامية تهدف لتشويه الحقائق واتهام القيادة السورية وتجاهل الأعمال الإرهابية التي تقوم بها المجموعات المسلحة من قتل للمدنيين وقوى الأمن والجيش وحرق للممتلكات العامة والخاصة.
وأضاف الدليل إن من مصلحة العالم العربي بأسره الوقوف إلى جانب الشعب السوري وسلامته وأمنه وسيادته ووحدة أراضيه مؤكدا أن الحوار الوطني والوقوف صفا واحدا أمام الخطر الخارجي الذي يتهدد سورية وشعبها هما الحل الوحيد لحل للأزمة.
من جهته قال ماجد البسيوني رئيس تحرير صحيفة العربي إن اقتراح قطر بإرسال قوات عربية إلى سورية هو نكتة فهل يعقل أن ترسل جيوش عربية لبلد عربي كما يدعي أمير قطر لتقاتل الجيش العربي السوري.
وتساءل البسيوني.. هل يجرؤ أمير قطر أن يقول نريد إرسال قوات عربية لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة وهل تجرأ على المطالبة بوقوف القوات العربية إلى جانب الشعب العراقي.
واعتبر البسيوني أن قطر أرسلت قوات إلى ليبيا كي يصل هذا البلد إلى ما هو عليه الآن ولذلك كان الرد العربي الحقيقي على أمير قطر بطرده من موريتانيا كما طرد من تونس وسيطرد من أي مكان عربي.
بدورها قالت خيرية سمير عضو الائتلاف القومي المستقل إن اقتراح قطر بإرسال قوات عربية إلى سورية شيء مخجل جدا ونتمنى أن يقول لنا أمير قطر كم مواطنا ليبيا قتل جراء قصف حلف الناتو والجيش القطري لليبيا بدل أن يقترح إرسال قوات قطرية يضرب بها الشعب السوري مثلما فعل في ليبيا.
واعتبرت سمير أن اقتراح قطر هدفه تكرار السيناريو الليبي في سورية متسائلة أين كانت هذه الاقتراحات والدول العربية عندما شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على لبنان عام 2006 وعدوانا على قطاع غزة نهاية عام 2008.
وقالت سمير كنا سنفخر بأمير قطر لو قال سنبني جيشا عربيا من أجل حماية المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة وحماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية.
من جهته قال إيهاب شوقي أمين تحرير جريدة القاهرة إن اقتراح قطر هو حلقة من حلقات التآمر على سورية وهو الخطوة الأخيرة في التآمر عليها لأنه يتماهى مع التقارير التي تسربت وتتكلم عن تغيير الخطة الأمريكية للتعامل مع سورية بعدما استبدلت السيناريو الليبي لأنها فشلت في اتخاذ قرار في مجلس الأمن ضد سورية.
وأضاف شوقي.. إن أمريكا استبدلت السيناريو الليبي بالسيناريو اليوغسلافي لتصوير سورية على أنها منطقة منكوبة والأوضاع الإنسانية فيها متدهورة ولذلك لا بد من التدخل دون تفويض من مجلس الأمن.
واعتبر شوقي أن إعلان الخارجية السورية رفض هذا الاقتراح هو قرار صائب مؤكدا أن سورية ستخرج أكثر قوة ومنعة من المؤامرة التي تتعرض لها.
كتاب ومفكرون أردنيون يعبرون عن رفضهم واستنكارهم لاقتراح قطر
كما عبر عدد من الكتاب والمفكرين الأردنيين عن رفضهم واستنكارهم لاقتراح قطر بإرسال قوات عربية إلى سورية مؤكدين أن قطر تنفذ أجندات غربية في المنطقة.واعتبر فايز شخاترة نائب رئيس المنتدى العربي الأردني أن الهدف الأساسي من استهداف سورية هو ضرب منظومة الأمن القومي العربي والدور القطري هو تنفيذ لأجندات صهيونية أمريكية للسيطرة على المنطقة.
وقال شخاترة إن اقتراح قطر وكل من يمشي في ركاب اقتراحها من قوى تركية أو حلف شمال الأطلسي يهدف إلى إضعاف الدول المحيطة بالكيان الصهيوني الغاصب وجميعنا نعرف ارتباط قطر بالكيان الصهيوني والقاعدة الكبرى الأمريكية الموجودة في قطر.
وأضاف شخاترة إن القيادة السورية استجابت لكل مطالب المعارضة الوطنية الشريفة والمطالب الشعبية المحقة والذين يرفضون الحوار هم الذين يعتدون على حق الشعب السوري في أن يكون صاحب السلطة الرئيسية في وطنه ويعلمون أنهم لن ينجحوا في صناديق الاقتراع لذلك كانت أول مطالبهم الحماية الدولية وعندما فشلوا في مجلس الأمن لجؤوا إلى الجامعة العربية.
واشار شخاترة إلى أن ما يجري في الوطن هو محاولة لتفكيك القوى الرئيسية فيه ليكون الكيان الصهيوني القوة الوحيدة في المنطقة لأن الصراع فيها هو بين مشروعين أولهما قومي عربي يطالب بتحقيق وحدة البلاد العربية وتقدمها وتنميتها وثانيهما مشروع صهيوني أمريكي تندرج فيه كل الرجعيات العربية.
وقال شخاترة إن أي مسعى لتوجيه السلاح العربي نحو عربي يشكل خيانة قومية ووصمة عار في جبين كل من يدعو إليه ونتمنى لو كان لدى كل المتشدقين بإرسال قوات عربية أو أجنبية إلى سورية ذرة من نخوة أو شرف عربي وألا يكونوا قد وقفوا في صف الاعتداء الأمريكي على العراق ولا ممن شاركوا في العدوان الأمريكي على ليبيا الذي أسهم في تدميرها وقتل أكثر من مئة ألف مواطن ليبي فمثل هؤلاء لا يمكن إلا أن يصنفوا في خانة الخونة لأمتهم.
وأضاف شخاترة إن الدعوة هي ليست للاهتمام بما يقوله هؤلاء بل للاستعداد للرد عليهم بكل الوسائل المتاحة وأول وسائل الاستعداد هي الوحدة الوطنية السورية القوية ثم الالتحام والاحتضان العربي لقيادة سورية القومية والوقوف معها كما وقف الشعب العربي مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في معركة السويس عام /1956/ فبنتائج هذه المعركة لن يتحدد مصير منطقة الوطن العربي فقط بل سيتحدد التوازن الإقليمي برمته.
من جهته قال سميح خريس الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب إنه إذا كان أمير قطر يهدف من اقتراحه المصلحة العامة العربية أو مصلحة الشعب السوري كما يدعي فعليه أن يوقف التمويل المالي لتهريب السلاح ونشاطه الذي يستهدف سورية وإيقاف الضخ الإعلامي لقناة الجزيرة ونشاطه مع أمريكا والدول الغربية وتحالفه مع العدو الصهيوني.
وأضاف خريس.. لا اعتقد أن هدف أمير قطر المصلحة العربية لأنه احدى أدوات القاعدة الأمريكية الموجودة في الدوحة وبالتالي هو لا يملك حريته وإرادته وقراراته.
وقال درغام هلسا المحلل السياسي الأردني إن اقتراح أمير قطر بإرسال قوات عربية إلى سورية ناتج عن حالة استمرار دوره الوظيفي المعد له سلفا من أجل إسقاط سورية.
وأكد هلسا أن سورية استطاعت أن تصمد أمام هذه المواقف الغريبة عن واقعنا العربي وتحقق نتائج متوازنة في موافقتها على البرتوكول العربي وأعطت المراقبين العرب حقيقة الأوضاع الداخلية فيها.
بدوره قال حسين مطاوع المحلل السياسي الأردني ان المقترح القطري هو تأكيد على النهج القطري منذ بدايات الأزمة التي تشهدها سورية واستكمال لحلقات التدخل في الشأن الداخلي السوري ومقدمة للتدخل الأجنبي وإحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرارات لمصلحة أمريكا وإسرائيل.
وأضاف مطاوع إن الأجدر بقطر وجامعة الدول العربية إرسال قوات عربية إلى قطاع غزة لمساعدة الشعب الفلسطيني الذي عانى ويعاني من العدوان الإسرائيلي المتكرر ونحن ضد أي تدخل في شؤون سورية الداخلية سواء بإرسال قوات عربية أو تدويل أزمتها.
القاهرة-عمان-سانا