تتويج الفائزين في الأولمبياد العلمي السوري..
والعشرة الأوائل في كل اختصاص إلى الفريق الوطني
أقامت الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري أمس حفل ختام الأولمبياد وتتويج الفائزين على المستوى الوطني لمواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والتي جرت تصفياته النهائية على مدى يومين بمشاركة 322 شابا وشابة من طلاب الأول الثانوي من جميع المحافظات وذلك في قصر الأمويين للمؤتمرات. وتوجت الهيئة الطلاب الأوائل بمادة الكيمياء حيث حاز يحيى الساعاتي من دمشق على المركز الأول تلاه عصام الأنوف من دمشق بالمركز الثاني ومحمد طيف اسعيد من ريف دمشق بالمركز الثالث وفي مادة الفيزياء حصل حسن العبدالله من دير الزور على المرتبة الأولى وأسامة قرقوط من ريف دمشق على الثانية وعلي رمضان من طرطوس على الثالثة أما في الرياضيات فحصل عبد الباسط الجودي من حمص على المرتبة الأولى وأحمد رامي رحمة من حلب على الثانية وأحمد رجب من إدلب على الثالثة.
وحصل كل فائز بالمركز الأول لكل مادة على ميدالية ذهبية ومكافأة مالية قدرها 150 ألف ليرة سورية والثاني على فضية و125 ألفا والثالث برونزية و100 ألف وينضم العشرة الأوائل من كل مادة إلى الفريق الوطني ليشاركوا نظراءهم الفائزين الأوائل في أولمبياد العامين الماضيين ويدخلوا بملتقى علمي مغلق في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا لصقلهم وتأهيلهم واختيار المنتخب الوطني لتمثيل سورية في الأولمبيادات العالمية للمواد الثلاث التي تقام في صيف كل عام 6 طلاب بالرياضيات و5 بالفيزياء و4 بالكيمياء.
رئيس الهيئة الوطنية للاولمبياد العلمي السوري عماد العزب أشار في كلمة له إلى أن ست سنوات مضت مع الشباب المبدع في الأولمبياد الوطني واليوم تتوج السابعة التي تميزت بانتشار أوسع لثقافة كانت جديدة وبحرص واهتمام وتشجيع ومتابعة جديرة بالاحترام لذوي الطلاب واتساع أفقي لقاعدة الشباب المشارك ليصل الى اثنين وثلاثين ألف شاب وشابة تنافسوا بحب أدائهم العلم وهدفهم التميز.
وقال العزب نعمل في الهيئة لإعداد جيل من الشباب المبدع وتحفيز عوامل الإبداع فيه وتهيئة البيئة السليمة لاحتضان إبداعاته ليصبح قادرا على مواكبة عصر العلم والمعرفة والتفاعل معه بلغته في وطن كان وسيبقى الحاضن الأكبر لأبنائه أجمعين مشيرا الى ان رحلة الشباب المعطاء تمضي بمرتكزات المسالة الرياضية والقانون الفيزيائي والمعادلة الكيميائية ويتفاعل ويرتقي الأداء لتصبح هذه المرتكزات محطات للمنافسة تمتزج فيها المشاعر بأشكالها وأدواتها قدرات فكرية ومهارات ذكاء وفهم فتحليل وبحث علمي لاستلهام طرائقها إلى الحل.
وأضاف.. هاجسنا بناء الأجيال المتسلحة بالعلم والمعرفة التي تمضي بثقة نحو غاياتها لمستقبل أفضل ومن هنا تنطلق مسؤوليتنا بحمايتها ورعايتها مستثمرين كل الإمكانات بشرية كانت ام مادية في صروحنا العلمية الوطنية من جامعات ومراكز أبحاث وهيئات علمية لإثراء معلومات وتفعيل قدرات وتنمية مهارات هذا الشباب المتميز.
وبين رئيس الهيئة الوطنية للاولمبياد العلمي السوري إن الاولمبياد الذي تتوج النخبة منه اليوم هو نتاج عمل طويل وممتع وفق خطط حالية ومستقبلية مدروسة للتفوق على الذات والارتقاء الى مستوى تميز الشاب باشراف لجان علمية وكادر تدريسي وتدريب من امهر الخبرات العلمية الوطنية التي تقدم خلاصة معرفتها ونواة هذا العمل ومركزه ابناء وأخوة شباب هم مستقبل الوطن المشرق.
بدوره قال الدكتور عبد الوهاب العلاف ممثل اللجان العلمية ان المنافسة هي المحفز الأساسي للإبداع والمبعث الرئيسي لخلق بيئة صحية للتميز وخلق جيل جديد يحمل لواء العلم والمعرفة في زمن يعد العلم فيه مفتاح التطور حيث يقاس مدى تقدم الأمم بواقع علمائها مشيرا الى ان الانتقال في المنافسة من المستوى المحلي إلى العالمي ضرورة حتمية ليس فقط لاكتشاف المتميزين وإنما لتقييم وتصحيح قدراتنا على تهيئة أجيال المستقبل بالطرائق التربوية والعلمية الحديثة المتغيرة باستمرار تبعا لانتظار ظهور المبدعين في مكان ما انما يجب اكتشافها والبحث عنها في العقول النيرة من شبابنا وشاباتنا.
وأشار العلاف إلى أن هذه التهيئة تتطلب تغييرا وتحديثا مستمرا في الطرائق المتبعة في التدريس الى طرائق حديثة لخلق بيئة تنافسية عالمية تنتقل فيه من اسلوب التلقي الى اسلوب التفاعلية والمشاركة والذي يقودنا لاكتشاف المبدعين والمتميزين من الشباب والشابات ثم توجيههم والإشراف عليهم ومتابعتهم بتضافر الجهود كل بين الجهات المعنية وفي المراكز البحثية والهيئات العليمة الوطنية. ورأى أنه لتحقيق هذه الغاية لابد من البدء من مرحلة التعليم الأساسي بإيلاء الأهمية للقسم التجريبي للمواد العلمية المذكورة في العملية التعليمية وتفعيل دور المخابر المدرسية المختلفة في تكريس المفاهيم النظرية من خلال الواقع العملي وإحداث تغيير فعلي في المناهج التعليمية والطرائق الحديثة في تدريسها بما يؤدي الى ترسيخ المعلومات بأساليب علمية في أذهان الطلاب ويؤسس الى عقلية والية للتفكير بطرائق تجريبية بحثية إبداعية جديدة.
وقال ان مستوى الذكاء المتقدم لطلابنا يحتم العمل المخلص للارتقاء بالسوية العلمية لهم وهذا ما نعمل عليه في اللجنة العلمية المركزية في الهيئة الوطنية للاولمبياد الى مصاف نظيراتها لدى الدول المتقدمة في هذه العلوم لنصل بجد الى تحقيق الأهداف النبيلة المرجوة في صناعة العلماء من الشباب قادرين على خوض التحديات المستقبلية بلغة العلم مستعرضاً مهمة الهيئة الوطنية للاولمبياد العلمي السوري في تحفيز الطلاب بكل الوسائل وتوجيههم الى هذه الاختصاصات لمتابعة تحصيلهم العلمي فيها ومتابعة الطلاب المتميزين كإحدى أهم السياسات التعليمية التي تتلاءم مع متطلبات المرحلة الراهنة والمستقبلية.
من جهته أشار ممثل الطلاب يزن غنام الى ان الاولمبياد العلمي السوري فرصة للبحث عن الأسلوب الأنجح للتعامل مع عقول الجيل الصاعد وقال ان مشاركاتنا في الاولمبياد العلمي السوري وخوضنا غمار منافساته في مراحلها كافة وتدريباته بمختلف أنواعها ترك إضافات عدة على تكويننا الفكري والعلمي والثقافي والشخصي. ولفت إلى ما حققه الطلبة السوريون في مشاركاتهم الخارجية رغم حداثتها معبراً عن تقديره للهيئة الوطنية للاولمبياد التي أتاحت لشباب الوطن الفرصة لتقديم أفضل ما يمكن من إبداعاتهم الفكرية.
وتضمن الاحتفال عرضا فنيا دراميا استعراضيا يستحضر التاريخ المشرق لسورية بعراقته وعلمائه وصموده ومقاومته وصولا للإشارة إلى المؤامرة التي تتعرض لها سورية في الوقت الراهن والتي تهدف الى النيل من سورية الى جانب عرض فيلم وثائقي عن رحلة الأولمبياد وبداياته. حضر الاحتفال منصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية ووزير التربية الدكتور صالح الراشد ويوسف سليمان احمد وزير الدولة وعدد من رؤساء المنظمات الشعبية والنقابية والمهنية وأمناء فروع القنيطرة والجامعة لحزب البعث العربي الاشتراكي وقيادات الفروع الحزبية لدمشق وريفها وبعض أعضاء مجلس الشعب والأمين العام لاتحاد الطلبة العرب وعدد من ممثلي البعثات الأجنبية بدمشق وممثلي الهيئات والمراكز الأكاديمية والبحثية واهالي الطلبة.
وفي تصريح لسانا أشار الياس شحود رئيس اتحاد شبيبة الثورة المكلف ان مشاركة منظمة اتحاد شبيبة الثورة في تنفيذ منافسات الاولمبياد في مراحله المتعددة عبر روابط وفروع الشبيبة وبالتعاون مع المؤسسات التربوية والعلمية الوطنية بالمحافظات جاءت استناداً لخطة المنظمة لتاهيل جيل شاب مبدع قادر على التعامل مع العالم بلغة علمية وابراز المواهب الشبابية وغرس روح التنافس الإيجابي وتشجيع المتفوقين وتنمية قدراتهم العلمية وتعزيز مجالات الاتصال العلمي والثقافي بينهم وتهيئة الظروف المناسبة للمشاركة في المسابقات الدولية.
وأكد شحود حرص المنظمة على تعزيز مكانة المواد العلمية بين الشباب لاكتشاف ابداعاتهم ومواهبهم ورعايتها وخلق روح المنافسة الخلاقة بينهم للوصول بهذه التجربة الى العالمية وتحقيق نتائج في الاولمبيادات الدولية ومواصلة الجهد لتطوير هذه التجربة عبر تضافر الجهود الوطنية كافة. وعبر حسن العبدالله الحائز على المرتبة الأولى باختصاص الفيزياء عن سعادته بالتكريم الذي يقدم الكثير للطلاب ويحفزهم على بذل الجهود على طريق التميز للمساهمة في بناء الوطن ورفع اسم سورية عاليا على المستويات العالمية مؤكداً أن تجربة الاولمبياد مفيدة لجميع الطلاب الذين من المفترض أن يشاركوا فيها دائماً.
وأشار عبد الباسط الجودة الحائز على المرتبة الأولى بالرياضيات أن تجربة الاولمبياد جيدة جدا لجميع الطلاب حتى للذين لم يفوزوا بالمراتب الأولى وتشكل فرصة للقاء الشباب مع بعضهم البعض وتبادل الأفكار والآراء والتواصل معبراً عن شكره للهيئة الوطنية للاولمبياد التي ساعدت الطلبة وقدمت لهم كل الإمكانات المتوفرة لتأهيلهم وتدريبهم للمشاركة على المستوى الوطني والدولي.
واعتبر يحيى الساعاتي الحاصل على المرتبة الأولى بالكيمياء أن تكريمه من أهم اللحظات في حياته وانه الى جانب الطلبة الفائزين بالاختصاصات الأخرى سيبذلون جهدهم من أجل التأهل للمشاركات الخارجية ضمن الفريق الوطني للمواد الثلاث وخاصة أن المستوى العلمي للطلبة وللأولمبياد الوطني عال جداً وهو في تقدم مستمر مؤكداً أن الأولمبياد رحلة علمية رائعة فتحت أمام الشباب والشابات آفاقاً جديدة نحو تحقيق المزيد من النجاح والإبداع والتميز.
وتم البدء بتنفيذ الاولمبياد العلمي السوري عام 2006 وهو مسابقة علمية في العلوم الأساسية الرياضيات والفيزياء والكيمياء لطلاب المرحلة ما قبل الجامعية انطلقت كأحد نشاطات منظمة اتحاد شبيبة الثورة بهدف تكوين نواة من الشباب المتميز في المجالات العلمية وفرق علمية مؤهلة للمشاركة في المنافسات العربية والإقليمية والدولية تستند إلى طرق تفكير خلاقة والتميز والذكاء والقدرة الفكرية على حل مسائل علمية صعبة وعميقة انطلاقاً من المعارف الدراسية الأساسية في المرحلة الثانوية.
ويتركز عمل الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري التي أحدثت في حزيران 2009 على تطوير وتحفيز القدرات العلمية لدى الشباب في مختلف المجالات واكتشاف الموهوبين منهم ورعايتهم وخلق جيل من الشباب القادر على الفعل والتفاعل في عصر المعرفة المتقدم من خلال تطوير القدرات النوعية العلمية لدى الشباب وتحفيز عوامل الإبداع والاختراع والبحث لديهم.
دمشق - سانا
Comment