المطران لوقا في قداس على أرواح الشهداء بكنيسة الصليب المقدس: حكام أمريكا والغرب القتلة جاوزوا بانتهاكاتهم لسورية كل حد وأساؤوا للإنسانية
تخليدا لأرواح الشهداء وتقديرا لتضحيات الجيش العربي السوري في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة تجمعت حشود غفيرة من المواطنين أمام كنيسة الصليب المقدس لحضور قداس على أرواح شهداء الوطن.
وأكد المطران لوقا الخوري أن سورية هي أرض الحضارات والأنبياء والمرسلين
وأن القتلة حكام أمريكا والغرب ومن معهم والحاقدين المدعين أنهم عرب قد جاوزوا كل حد بانتهاكاتهم لسورية فقتلوا المدنيين ودمروا البنى التحتية وأحرقوا المنشآت الخدمية وأساؤوا إلى إنسانية الإنسان وكذبوا على العالم بإعلامهم المزيف لكثير من الحقائق ويساعدهم بذلك إعلام يسمى بالإعلام العربي والذي رشف سم أفعالهم فاخذ يتخبط بالكذب والتضليل وصنعوا له محطات سمعية وبصرية لا تسمع ولا تبصر كالجزيرة والعربية وغيرهما من المحطات التي لا تنطق إلا بالكذب والتضليل.
وقال الخوري في كلمة له خلال صلاة مشتركة على أرواح شهدائنا الأبرار إنهم يتسترون بالأمم المتحدة دون أن يهتز فيهم ضمير لمعاناة شعب آمن لا يبغي سوى سلامه وسلامة الآخرين مستمرين في غيهم يتحركون كالدمى والبيادق في المؤامرة الصهيونية على بلدنا والعالم.
وتساءل المطران الخوري أتظنون أن هؤلاء الذين يتآمرون على بلدنا الحبيب ويسببون المآسي للشعب السوري المؤمن ويفرضون عليه العقوبات ومحاصرته بلقمة عيشه يعرفون المسيح والمسيحية وهل تحسبون أن هؤلاء المجرمين يعرفون الإنسان والإنسانية كي يعرفوا ما هي الديمقراطية وحقوق الإنسان وما هي القيم الإنسانية ولماذا صار الإنسان إنسانا في كتاب الخلق وهل هؤلاء هم بشر يعرفون القيم و الحضارة .
وقال.. إن سورية هذا البلد الذي يريد حكام أمريكا ومن معهم بحقدهم وعنصريتهم أن يدمروه قد قدم شعبه وكل ما عنده في سبيل حريته وحرية أبناء أمته يريدون مكافأته بالموت عوضا عن البهجة..
والأمل برفع عقوباتهم البغيضة عنه وهنا نخاطب ضمير الأمم المتحدة وضمير مجلس الأمن ونقول لهم لماذا لا تريدون أن تكونوا مع الحقيقة لماذا تدعمون من يريد إثارة الحروب والفتن في العالم وتنادون بهم أحرارا والذين يدافعون عن حقهم وعن العدل تسمونهم إرهابيين و تضيقون معيشتهم تتنادون بالحرية وحقوق الإنسان فلم لا تعملون بخوف من الله و ترفعون حصاركم وعقوباتكم البغيضة عن سورية ونحن نطالبكم بهذا الحق لأن الشعب السوري المؤمن يجب أن يحيا حياته الطبيعية كاملة بحرية وكرامة.
المفتي :الإنسان أقدس من أي مسجد ومعبد في الدنيا
وأكد سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون مفتي الجمهورية عمق الوحدة الوطنية في سورية والتي يجسدها الشعب السوري الذي يعيش امة واحدة منهجها أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.
وشدد المفتي حسون في كلمة له خلال الصلاة على أن الإنسان أقدس من أي مسجد ومعبد في الدنيا وأن من يقتل الإنسان ملعون لأنه يهدم بنيان الله معتبرا أن دم الطفل الشهيد ساري ساعود سيبحث يوم القيامة عمن دفع ثمن السلاح ومن حرض بالكلمة وصاغ بالفكر موضحا أن القاتل ليس فردا وإنما مجتمع لا يعرف المجتمع السوري ومجموعات بشرية ظنت نفسها أنها تصل إلى هدفها بقتل الإنسان وما عرفت أنها بقتلنا قد أحيتنا. وقال المفتي حسون.. أقول لكل أصحاب الرايات الدينية الذين يدعون إلى الإله الواحد لماذا تربى في مساجدنا وكنائسنا ومعابدنا أناس يستحلون الدم وهل خرج هؤلاء من مساجدنا وكنائسنا ومعابدنا.. ومن أوجد هذا الجيل الذي يستبيح قتل الإنسان ولماذا لم نغرس في القلب الحب بدل غراس الكراهية التي يغرسونها من خلال إعلامهم.
أنا أعلم أنكم لم تغرسوا الكراهية ولكنكم لم تنتبهوا أن هناك خارج مساجدكم ومعابدكم وكنائسكم من زور الدين ومن أخذ أبناءه ليغرسهم في أرض الحقد والكراهية.
وقال المفتي حسون.. في أي كتاب سماوي قرأ وفي أي منهج ديني تربى وعلى أي فكر صيغ فكر من استطاع أن يحمل سلاحا على أخيه الإنسان ويرديه قتيلا.. وقال يا من تجرأتم على الشهداء فكل الشهداء ساري وسارية ويا من فقدتم الأحبة لا تحولوا هذا الفقد إلى حقد وكراهية بل حولوه إلى محبة وصفاء فإن أماً بكت تكفي عن كل الأمهات وإن طفلا بكى على أبيه يكفي عن كل الأطفال فكفانا قتلا يا أبناء سورية الحبيبة.
وقال حسون.. إن دماءنا أعددناها لتحرير القدس لا لتكون عاصمة ليهود العالم كما يعلنون اليوم.. فاسمعي يا جامعتنا العربية واسمعوا يا وزراء الخارجية يا من اجتمعتم من أجل سورية شكرا لكم.. ولكن القدس تهود فلماذا لم تجتمعوا.. كانوا يتكلمون بها قبل هجومهم على سورية باستحياء قبل عام أو عامين تكلموا عن تهويد القدس باستحياء يتكلمها وزير ويسحبها وزير آخر أما منذ ثلاثة أشهر وحتى اليوم فما من أسبوع إلا ويخرج حاخامهم ورئيس وزرائهم ليعلمونا مقدما أنهم سيعلنون عام 2012 يهودية القدس للعالم كله.
وتساءل المفتي حسون.. لماذا لم يعقد وزراء الخارجية العرب قمة ولم تتحرك لهم همة ولماذا لم نر لهم ضميرا فهل ماتت ضمائرهم، محذرا من أن الاحتلال الإسرائيلي يهيء الآن لطرد من بقي من الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين، داعياً إلى أن تكون المساجد والمعابد لله وأماكن للمحبة والخير والنور والضياء.
وقال المفتي حسون.. أقول لمن حمل السلاح من خارج هذا الوطن ودخلوه.. أسقطوا السلاح فسورية ستولد من جديد هذا العام.. وإن أردتم سلطة فأرونا مناهجكم ولا تشرعوا علينا أسلحتكم فان أقنعتنا مناهجكم سنتبناها ونحملها على رقابنا أما أن تجبرونا بأسلحتكم على أن نقبلكم فالله تعالى قال لا إكراه بالدين.. لذلك أسكتوا قنواتكم فما عادت تؤثر فينا، فبعد الدماء ما عادت الكلمات تنفع لان الدماء غطت نور كلمات الخير الذي أردناه لكم.
وأوضح المفتي حسون أن سورية أرادها الله لتكون مهدا لرسالات السماء وأن عزتها لا تكون بقتل أطفالها وأبنائها وأهلها مخاطباً أهل الحجاز والسعودية بالقول إن نبينا كان يخرج من أرض الحجاز إلى الشام مباشرة ثم يقول لأصحابه إذا كثر القتل فعليكم ببلاد الشام فإنها الأمن والأمان إلى يوم القيامة.
يا من ترسلون السلاح والمال والمقاتلين إلى سورية لا تقتربوا منها لأن من أرادها بسوء قسم الله ظهره
وأضاف حسون..
إن من يرد الصلح يلتق في أرض الشام ليأخذها بحب الناس وبفكر الناس وبعون الناس وبمنهج الإيمان وإنه لا يمكن جعل سورية ساحة لسياسة رغما عن أبنائها، داعيا الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى تغيير آرائهم تجاه سورية وعدم المراهنة على الطوائف والمذاهب والأحزاب والجماعات في سورية لأنه إذا اشتدت الشدائد ننسى آلامنا مع بعضنا وننصهر جسداً واحداً.
وقال المفتي حسون اجعلوا صلاة الجمعة بناء دولة جديدة لا خوفاً وتحطيما.. واقرؤوا القرآن وتاريخ سورية لتتأكدوا أن هذا التاريخ لم يتصادم في يوم من الأيام مع كتب السماء وإنما كان القرآن والإنجيل والتوراة دائما نورا وضياء في سورية..
قائلا يا من ترسلون السلاح والمال والمقاتلين إلى سورية لا تقتربوا منها ولا من أبنائها لأن من أرادها بسوء قسم الله ظهره.
وأضاف المفتي حسون.. اخترتم يوم الجمعة للتفجيرات وقبل صلاة الجمعة فهل رأيتم أما تقتل أبناءها وهل رأيتم أمة تقتل أبناءها.. تقولون ان هناك من يقتل في الداخل وتبررون لأنفسكم ذلك وتكذبون على الخلق.. نعم ستقفون يوم القيامة بين يدي أعدل العادلين ليقول لكم قتلتم وكذبتكم وكفرتم وأهنتم وشتمتم فعلى أي دين أو شريعة أنتم.
وقال المفتي حسون.. إننا قد نختلف ونتصادم ولكن دعونا ننتقل من الجدال إلى الحوار والحب وتعالوا نصوغ سورية الجديدة بعمل وحب جديد.
وختم المفتي حسون كلمته بالقول.. أحبتي في سورية كونوا يدا واحدة وندعو لقائد هذه الأمة سائلين المولى أن يجعل شبابه في خدمة هذه الأمة وعزتها وكرامتها وأن يجعل له في تطور سورية على يده لكل أبنائها وأطيافها فتحا جديدا..
وقال .. يا قائد هذا البلد نحن ننتظر في هذا العام جمع شمل الأمة وتوحيد الكلمة وتوحيد الصفوف فقف أمام الفساد فكلنا معك وسر على بركة الله وضع طريقا جديدا لهذا الوطن تبعد فيه عنه هذه المؤامرة الكبيرة وتحقن الدماء وافتح أبواب السجون لمن يريد أن يبني معنا في هذا الوطن..
وافتح للجميع خارج الوطن وداخله ليبنوا معنا.. وهناك من كل أبناء العرب الشرفاء يدعون لسورية ألا تركع إلا لله.
سماحة: سورية أعصى من أن تفتتها أدوات خارجية فشلت سابقا في لبنان وفلسطين والعراق
من جتهت أكد الوزير اللبناني السابق ميشيل سماحة أن سورية أعصى من أن تفتتها أدوات خارجية فشلت سابقا في لبنان وفلسطين والعراق وتذوق اليوم مر فشلها في سورية.
وأشار سماحة في حديث للتلفزيون السوري خلال الصلاة المشتركة إلى أن هذا الاحتفال يمثل الوحدة الوطنية في سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد والتي لم تنل منها كل المؤامرات الخارجية لافتا إلى أن كل التجارب التي مرت بها سورية ولاسيما احتضانها للمقاومة اللبنانية والفلسطينية تثبت عمق انتمائها لنهج المقاومة وثقافة العروبة.
من جانبها قالت الأم أنييس مريم الصليب رئيس فريق المركز الكاثوليكي للإعلام
إن سورية هي رسالة سماوية تخص الإنسانية ككل قبل أن تكون بلدا أو دولة أو نظاما مشيرة إلى أن سورية تذكر الإنسانية أنها من أصل واحد وهو أصل إلهي.
ورأت الأم الصليب أن سورية وقفت من خلال احتفالها اليوم وقفة نبوية بين المطران لوقا الخوري وسماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية احمد بدر الدين حسون ليرى العالم بأم العين القيم قيم سورية التي تتعرض لمحاولات تشويه وتدنيس للنيل من هذه الرسالة.
بدورها أعربت الأديبة كوليت خوري عن ثقتها بتعاضد الشعب السوري الواحد وتماسكه ضد محاولات التدخل الخارجي مؤكدة أن أبناء سورية هم أبناء وطن واحد يحبون بعضهم البعض وأن من يريدون الدخول من الخارج هم خونة لا يمتون للمعارضة بصلة.
وأشارت خوري إلى أن الشعب السوري بمختلف فئاته يريد الإصلاح والتصدي للمؤامرة الكبيرة التي تتعرض لها سورية مؤكدة رفضها لجميع الدعوات الى التدخل الخارجي في سورية.
Comment