أعلن السفير يوسف أحمد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية ورئيس وفدها لاجتماع الجامعة الطارىء اليوم تحفظ سورية على القرار الصادر عن مجلس الجامعة جملة وتفصيلا وفيما يتعلق بصياغته ايضا ولاسيما فيما يخص اسناد رئاسة اللجنة العربية الوزارية لرئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها.
و أوضح السفير أحمد في كلمة أمام الاجتماع أن هناك أسبابا واعتبارات جوهرية تتعلق بالدور المنحاز والسلبي الذي تلعبه دولة قطر سياسيا وإعلاميا تجاه الأحداث التي تشهدها سورية والذي ينصب في اتجاه التصعيد والتحريض ضد سورية وتشويه حقيقة ما يجري فيها على الارض .
وأضاف السفير أحمد إن سورية تحفظت على تضمين القرار دعوة إلى حوار شامل في مقر جامعة الدول العربية مؤكدا أن سورية دولة مستقلة وذات سيادة تقودها سلطة شرعية قادرة على إدراة جميع شؤون البلاد وحماية أمنها وسلامة مواطنيها وإن أي حوار وطني لايمكن إلا أن ينعقد على الارض السورية وبمشاركة جميع أطياف وفئات المجتمع على اختلاف انتماءاتهم وبحضور جامعة الدول العربية وفق ضمانات وآليات شاملة يتم الاتفاق عليها .
وشدد السفير أحمد في هذا السياق على أن سورية لم ولن يتراجع موقعها العربي والإقليمي كعامل أمان واستقرار في المنطقة وإنها لايمكن أن تنكفىء على داخلها أو أن تتخلى عن مواقفها ودورها الأساسي في إدارة العمل العربي المشترك والدفاع عن القضايا المصيرية والحقوق العربية.
وكان السفير أحمد قال في كلمة خلال اجتماع طارئ للجامعة العربية اليوم إن السيد الرئيس بشار الأسد أصدر القرار الجمهوري رقم 33 الذي ينص على تشكيل اللجنة الوطنية لإعداد مشروع دستور جديد للجمهورية العربية السورية تمهيدا لإقراره وفق القواعد الدستورية وقد ضمت اللجنة في عضويتها مجموعة من الشخصيات القانونية والسياسية المشهود بكفاءتها ونزاهتها والتي تمثل الطيف الوطني في البلاد بما يشمل المعارضة ومن مختلف الانتماءات السياسية والاجتماعية ويعزز مفاهيم العدالة والحرية والديمقراطية والتعددية والمواطنة.
سعي الدولة السورية لاستعادة الأمن والاستقرار مازال يصطدم بالنشاط الإجرامي لبعض المجموعات المسلحة التي باتت معروفة بأهدافها وأجنداتها وارتباطاتها الخارجية
وأضاف السفير أحمد إن الأوضاع الأمنية في سورية باتت تنحو بشكل عملي نحو الهدوء والاستقرار بما يساعد على توفير المناخ الملائم للدفع قدما في اتجاه تطبيق القوانين والمراسيم والإجراءات التي تكفل ترسيخ الحريات والإصلاحات في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفي مجالات الإعلام وحرية التعبير عن الرأي والمشاركة في صناعة القرار الوطني بمنأى عن جميع أشكال التدخل الخارجي وإن كان سعي الدولة السورية لاستعادة الأمن والاستقرار مازال يصطدم بالنشاط الإجرامي لبعض المجموعات المسلحة التي باتت معروفة بأهدافها وأجنداتها وارتباطاتها الخارجية لوجستيا وماليا.
وقال السفير أحمد إنني أدعو جامعة الدول العربية في هذا السياق إلى تفعيل مضامين وبنود وتوصيات التقرير الذي وضعه أمين عام جامعة الدول العربية بعد زيارته إلى سورية بتاريخ 10-9-2011 بما يكفل وجود الأمانة العامة على الأرض واطلاعها على حقيقة الأوضاع وخطوات تنفيذ برنامج الإصلاح بعيدا عن عمليات التحريض السياسي والتزوير الإعلامي التي مازالت العديد من الجهات الخارجية تمارسها ضد سورية هذا إلى جانب مشاركة جامعة الدول العربية في جلسات الحوار الوطني في سورية وفق آلية يتفق عليها.
وتابع السفير أحمد إن أكثر من شهر مضى على البيان الذي أصدره هذا المجلس في دورته العادية رقم 136 بخصوص تطورات الأوضاع في سورية وهو البيان الذي تحفظت الجمهورية العربية السورية عليه بسبب سلبية بعض مضامينه وانعدام فعاليتها وتعارضها مع طبيعة وجوهر المهمة التي كان المجلس قد كلف أمين عام جامعة الدول العربية بها بتاريخ 27-8-2011 وأيضا بسبب بعض الممارسات غير الشفافة من قبل بعض الأطراف في المجلس والتي حصلت قبيل و أثناء انعقاده يوم 13-9 لبحث الوضع في سورية ولا أجد ضرورة الآن للعودة إلى تفاصيل تلك الممارسات والتي شرحتها في مداخلاتي أمام المجلس يوم 13 أيلول الماضي.
وأضاف السفير أحمد.. ومن منطلقات الأخوة والعروبة التي تجمعنا والتي تفرض علينا الشفافية والصراحة في التعامل فإنني ألخص هذه الممارسات بالقول إنها لم تعكس على الإطلاق رغبة جادة في تفعيل الاتفاق بين جامعة الدول العربية وسورية على التعاون البناء والشفاف من اجل مساعدتها على الخروج من الأزمة الحالية وحقن الدماء وتجنيبها مخاطر الانزلاق نحو الفتنة والمواجهة في الداخل وسد الطريق أمام أي من مبررات التدخل الخارجي المباشر أو غير المباشر والتوصل إلى حلول تضمن تحقيق الإصلاحات الداخلية في مناخ آمن ومنضبط انطلاقا من حرص جميع الدول العربية على أمن واستقرار سورية.
وتابع السفير أحمد إنني أقتبس ما سبق من مضمون التقرير الذي عرضه الأمين العام على مجلسكم الموقر بتاريخ 13-9-2011 والذي يبدو أنه لم يعجب البعض هنا فسعى إلى تجاهله وتجميده ووضعه في أدراج مكاتب الجامعة مستغلا بكل أسف الأجواء الحيادية السلبية وعدم الاكتراث التي باتت تسود اجتماعاتنا وتطغى على مفهوم ومضمون العمل العربي المشترك تجاه التداعيات الخطيرة والآفاق السلبية لمجمل التطورات التي تشهدها منطقتنا والتي تصب في اتجاه تصفية قضية الصراع العربي الإسرائيلي على حساب مصالح الأمة وأمنها القومي والضغط عربيا على الأشقاء الفلسطينيين لتقديم تنازلات تشوه مفهوم الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة بما في ذلك سعي بعض العرب لإضعاف موقفهم مؤخرا في الأمم المتحدة بخصوص طلب العضوية الكاملة في المنظمة الدولية وكذلك طرح مفاهيم خطيرة توثق الانشقاق والخلاف والتفكك في العالمين العربي والإسلامي وتسير بنا جميعا في نهاية المطاف إلى فقدان الهوية والمكانة والدور وآمل ألا يكون البعض في المجلس مازال ينظر إلى هذا التقييم على أنه كلام مرسل أو شعارات على ورق فالمصير قادم سواء أكان ايجابيا أم سلبيا والتبعات والعواقب ستشمل المجموع ولن يسلم منها أحد.
وفي سياق استعراض المواقف العربية قال السفير أحمد إن يوسف بن علوي وزير خارجية سلطنة عمان الشقيقة أكد في تصريحات بعد لقائه أخاه وليد المعلم وزير خارجية سورية في نيويورك الشهر الفائت حرص بلاده على أمن واستقرار سورية ودورها المحوري ودعا إلى عدم التدخل في شؤونها الداخلية كما أكد أهمية الإصلاحات التي أعلنت عنها القيادة السورية وأهمية مؤتمر الحوار الوطني في سورية وعبر عن قناعته بأن الشعب السوري قادر على حل مشاكله بنفسه ثم أشار إلى ضرورة ألا يكون الانقسام العربي وسيلة من وسائل التدخل الأجنبي في الشؤون العربية وأن يتم استخدام جامعة الدول العربية كأداة فاعلة لتحقيق مصالح الدول العربية وليس ضدها وهو موقف قومي بناء ليس بغريب على الشقيقة عمان ولا عن كل بلد عربي يدرك أن أي أزمة يتعرض لها بلد شقيق إنما ستنعكس على مجمل الوضع العربي.
وأضاف السفير أحمد إن الأزمات الداخلية في أي بلد عربي شقيق لا يمكن أن تصبح وسيلة لتصفية الحسابات مع الشقيق العربي بسبب الخلاف أو الاختلاف في السياسات والمواقف أو وسيلة لخدمة أجندات رسمها البعض في الخارج وألبسها ثوبا زائفا يدعي حماية المصالح العربية والأمن القومي العربي.
وقال السفير أحمد.. وفي مقابل جمود إن لم نقل سلبية التحرك العربي الجماعي تجاه سورية بسبب ما فرضه بيان المجلس الصادر بتاريخ 13-9 من قيود على المهمة الموكلة إلى الأمين العام ورغبة البعض في إفراغ تقريره المقدم إلى الدورة 136 للمجلس من أي فاعلية أو آلية للتحرك والتعامل البناء مع سورية لتجاوز هذه الأزمة مقابل كل ذلك كان التطور الأبرز في تداعيات الأزمة السورية خلال الشهر الفائت هو ذلك التحرك الأمريكي الأوروبي المستعر داخل الأمم المتحدة من أجل استصدار قرار عن مجلس الأمن الدولي يستهدف حصار سورية ومعاقبتها وتوفير الأرضية للتدخل الخارجي السافر في شؤونها بدلا من المساعدة على حل الأزمة فيها.
وتابع السفير أحمد.. وهو التحرك الذي واجهته روسيا والصين بكل شجاعة وحكمة انطلاقا من القناعة بأن مشروع القرار الأوروبي المدعوم أمريكيا كان يستند إلى فلسفة المواجهة والتهديد بفرض العقوبات التي تستهدف الشعب السوري وتجاهل ما تمارسه المعارضة المسلحة في الداخل من عنف أودى منذ تاريخ اجتماع هذا المجلس في 13-9 حتى 14-10-2011 بحياة 160 شهيدا من ضباط وعناصر الجيش العربي السوري وقوات حفظ النظام وتسبب بجرح 850 أصيب ثلثهم بعاهات دائمة, ولدي هنا قوائم تفصيلية بالأرقام لمن لا يزال يرغب أو يهتم بالاطلاع على هذه الحقيقة.
وأضاف السفير أحمد .. سقط من وزارة الدفاع 134 شهيدا منهم 18 ضابطا و555 جريحا ومن وزارة الداخلية 26 منهم ضابطان و135 جريحا ويصبح مجموع الشهداء 160 شهيدا مع 690 جريحا ومن المصادرات من المجموعات المسلحة من تاريخ 19-3-2011 إلى نهاية 14-10-2011 هناك قنابل يدوية إسرائيلية ورشاشات إسرائيلية وهذا موثق وسوف نعرضه على شاشات التلفزيون بشكل كامل فهذه هي الأسلحة التي تقتل أبناء شعبنا من قبل المعارضة المسلحة و التي لم يخرج حتى الآن أي شقيق عربي يعبر عن استنكاره لأعمال هذه المجموعات واستنكاره لسقوط شهدائنا العسكريين دفاعا عن البلد والوطن والشعب.
وقال السفير أحمد.. هنا لابد من الإشارة إلى أننا كنا نعتقد في سورية بأن النشاط الإجرامي لهذه المجموعات المسلحة لابد أن يخلق رد فعل متوازنا لدى الأشقاء العرب يدفعهم لإدانة استهداف الجيش العربي السوري والمنشآت العامة والخاصة وأرواح المدنيين وأمنهم وسلمهم بل كنا نعتقد أن يدين العرب على الأقل الاعتداء على السفارات السورية في الخارج باعتباره عملا إجراميا يخالف القوانين الوطنية والدولية وآخرها محاولة الاعتداء على السفارة السورية في القاهرة يوم أمس والتي تصدى لها عناصر من الجيش المصري الباسل ونقول بكل أسف إن الأشخاص الذين قاموا بهذا العمل الإجرامي مرتبطون مالياً ولوجستيا بأطراف في دول عربية شقيقة لن نسميها الآن.
وأضاف السفير أحمد.. وبالمحصلة فإن تجاهل الأشقاء العرب لما تشهده سورية من أعمال عنف تقوم بها مجموعات إرهابية مسلحة تسعى إلى توتير الأوضاع في البلاد وعرقلة خطوات الإصلاح وسد الطريق أمام أي حوار وطني جاد واستدعاء التدخل الخارجي في الشأن السوري إنما بات يعكس حقيقة خطيرة مضمونها أن مفاهيم العمل العربي المشترك وسياسات بعض الأشقاء العرب باتت محكومة بقواعد واعتبارات ومعايير بعيدة عن المصلحة العربية الجماعية وتختلف من مكان إلى مكان ومن بلد إلى آخر.
نقدر الموقف المشرف والعقلاني لروسيا والصين الذي أعاد الكثير من التوازن والعدالة والمصداقية لمعايير العمل الدولي
وقال السفير أحمد إننا في سورية نقدر عاليا ذلك الموقف المشرف والعقلاني لكل من روسيا والصين ونعتبر أنه قد أعاد الكثير من التوازن والعدالة والمصداقية لمعايير العمل الدولي بمواجهة الرغبة الوحشية لبعض أطراف المجتمع الدولي في جعل مجلس الأمن مجرد أداة للتدخل في شؤون الدول وضرب استقرارها وتفكيكها تحت ذرائع مختلفة كما أننا نعتقد أنه بات من الواجب القومي والاستراتيجي لجامعة الدول العربية أن تتحمل مسؤولياتها بشكل عملي وأن يتوافق دورها بشكل جاد وفعال مع المعطيات التي استند إليها موقف كل من روسيا والصين من جهة ومع المضامين والتوصيات البناءة التي وردت في تقرير أمين عام جامعة الدول العربية من جهة ثانية وبما يسهم جدياً في تخفيف حدة التوتر في سورية والدفع باتجاه الحوار السياسي من أجل تسوية الخلافات وحماية السلم والاستقرار في المنطقة والالتزام بميثاق الأمم المتحدة ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وأضاف السفيرأحمد.. وفي هذا السياق لا نظن أن مهمة جامعة الدول العربية باتت مقصورة اليوم على إصدار بيان سلبي وغير فاعل ولا يطرح رؤى حقيقية تعكس إرادة عربية مخلصة في الحفاظ على أمن سورية واستقرارها ومساعدتها على الخروج من هذه الأزمة والتصدي لمحاولة التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية وتشجيع الأطراف كافة على الانخراط في حوار وطني بناء تحت سقف الوطن وتوفير المناخات السليمة على الأرض لتفعيل القوانين والإجراءات الإصلاحية التي أعلنتها القيادة السورية ومازالت تعلنها وتسعى بشكل جدي لتطبيقها على الرغم من حجم التحريض والضغط الخارجي وسعي البعض في الداخل إلى عرقلة جهود التهدئة واستعادة الأمن والاستقرار وفي منحى آخر فإننا في سورية كنا ومازلنا ندعو الأشقاء العرب إلى تحمل مسؤولياتهم القومية والإنسانية تجاه سورية ونحن على ثقة بقدرتهم على ذلك إذا ما توفرت الإرادة الحقيقية والمخلصة تماشيا مع نص المادة الثامنة من ميثاق جامعة الدول العربية التي تنص على احترام نظام الحكم في كل دولة والتعهد بعدم القيام بأي عمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام ومن منطلق هذا الالتزام الذي يفرضه ميثاق الجامعة فإننا ندعو الأشقاء العرب إلى السعي الجاد لوقف العملية الإعلامية التحريضية والممنهجة والموجهة التي تمارسها أجهزة إعلام عربية تعمل تحت ستار الاستقلالية السياسية والفكرية والمبدئية والمالية وهي بعيدة عنها بل بعيدة كل البعد عن المهنية والأخلاقية والمصداقية وعن ميثاق شرف الإعلام العربي.
وقال السفير أحمد .. إننا من منطلقات العروبة والأخوة والإنسانية نحمل كل ذي مسؤولية المسؤولية عن كل نقطة دم تهدر على الأرض السورية إلى اليوم بسبب قيام تلك الأجهزة الإعلامية باستخدام أساليب التجييش والتحريض والدعاية الرخيصة ضد الموقف الرسمي السوري والتعتيم على الضحايا من مدنيين ومن ضباط وجنود الجيش وقوى الأمن الذين يسقطون برصاص المجموعات الإرهابية المسلحة وغض النظر عن أعمال التخريب والإرهاب التي ترتكبها هذه المجموعات وحبك قصص وهمية عن تظاهرات واحتجاجات لم تحصل على الأرض وتزييف قصص عن قتلى هم مازالوا على قيد الحياة وتبني رواية طرف واحد حتى لو كان سندها مجرد شريط مصور ومركب وغير واضح مدة 10 ثوان على موقع إلكتروني أو أشباح مجهولة الهوية والمكان تحمل صفة شاهد عيان أو ناشط حقوقي بهدف تلفيق الروايات عن مجازر يرتكبها الجيش والأمن في سورية وعن حصار للمدن والبلدات وغير ذلك من روايات وهمية مازال الغرض منها شيطنة السلطة في سورية بأي ثمن وضرب سمعة وشرف الجيش العربي السوري وقوات الأمن الذين سقط منهم المئات بين قتيل وجريح في الدفاع عن أمن الوطن والمواطن وتحريض البعض في الداخل على هيبة الدولة وسلطتها في السعي لاستعادة الأمن والاستقرار وتنفيذ مشروع الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد وصولا إلى الهدف الأخطر وهو استدعاء أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في الشأن السوري.
وتابع السفيرأحمد..وبطبيعة الحال يندرج في هذا السياق الأداء الرخيص لقنوات تبث من عواصم عربية شقيقة ويتم تمويلها من مصادر معروفة لنا ولكم جميعا على ما نعتقد وهي ارتدت زورا وبهتانا عباءة الدين الحنيف ووظفت رجالا ادعوا الفقه والعلم ونسوا قوله تعالى /والفتنة أشد من القتل/ وهي ما زالت تسعى إلى نشر الفتنة والبغضاء والطائفية بين مكونات الشعب العربي السوري وتحريض الأخ العربي والمسلم على أخيه وتكفير الدولة بجميع أجهزتها وتشجيع قلة مضللة من المواطنين على الفوضى والعصيان ولدى سورية سجل حافل وموثق حول أداء هذه القنوات ومن يمولها ويقف وراءها وذلك لمن أراد الاطلاع وأخذ العبر عما يحاك لهذه الأمة وليس لسورية فقط.
وقال السفير أحمد لقد جاء توقيت الدعوة إلى عقد هذه الاجتماع غريبا ومريبا ونرجو ألا يكون مرتبطا بشكل أو آخر بفشل تحرك الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها الأوروبيين ضد سورية داخل مجلس الأمن الدولي وإن كنا نظن ذلك أو أن يكون مرتبطا بأجواء الاختلاط الصحي والطبيعي التي سادت الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين يوم الخميس الفائت لكننا سنبقى في سورية نتعامل بايجابية وانفتاح مع أي جهد عربي مخلص وفعال يسعى إلى تجاوز الأزمة في سورية وبمنأى عن أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في الشأن السوري والعربي.
وأضاف السفير أحمد وفي هذا السياق فإننا نعيد رسميا في اجتماع اليوم طرح مبادرة الجمهورية العربية السورية بشأن تعزيز مسيرة الديمقراطية والإصلاح وحقوق الإنسان في الوطن العربي والتي تتضمن إصدار قرار عن مجلس جامعة الدول العربية يطرح رؤية عربية شاملة لتعزيز الديمقراطية والإصلاح في الدول العربية كافة وبما يتماشى مع نصائح الدول العربية الشقيقة للقيادة السورية في مجالات الديمقراطية والإصلاح وحقوق الإنسان وتلبية المطالب الجماهيرية بحيث يتم تعميم رؤية هذه الدول وخبرتها في مجالات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتجاربها القانونية والدستورية والعملية في مجالات التعددية الحزبية والحرية والإعلامية ونزاهة وشفافية الانتخابات العامة والتشريعية وضمان حرية التعبير عن الرأي وحق التظاهر والاحتجاج واحترام حقوق الأقليات والوافدين الأجانب والعاملين على أراضيها.
ماضون في طريق الإصلاح وفي تلبية المطالب المشروعة لمواطنينا وأداء واجبنا الوطني
وقال السفير أحمد إننا في سورية ماضون في طريق الإصلاح الذي أعلنه السيد الرئيس بشار الأسد وفي تلبية المطالب المشروعة لمواطنينا وأداء واجبنا الوطني وحماية أرواحهم وأمنهم وممتلكاتهم وفي الدفاع عن أمن سورية واستقرارها ووحدتها الوطنية ونؤكد أننا لن نسمح للإرهاب والتطرف أن يستهدف استقلالية قرارنا الوطني والقومي ونجدد تقديرنا للمواقف المشرفة للدول الصديقة والشقيقة التي أدركت حجم وأبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سورية ورفضت جميع أشكال التدخل الخارجي المشبوه في الشأن السوري الداخلي وندعو جامعة الدول العربية كي تتمثل موقف كل من روسيا والصين في التصدي داخل مجلس الأمن الدولي لسعي الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية من أجل جعل المجلس مجرد أداة للتدخل في شؤون الدول واستهداف سيادتها وقرارها الوطنيين وبحيث لا تصبح هذه الجامعة مجرد مطية للأجندات الأمريكية والغربية التي باتت تعمل باستخفاف ووقاحة ضد المصالح العربية وضد الأمن القومي العربي.
سانا
Comment