هل المحتجون السوريون مقدسون؟
من الجهة الأخرى تبرز مسألة التعامل مع حركة الاحتجاج السورية ومع المعارضة السورية في شكل عام وضرورة التعرف على هويتها وتوجهاتها السياسية. فمن الملاحظ أن هناك تقديس للمحتجين وللمعارضة السورية المطالبة بإسقاط النظام. وكأن هؤلاء المحتجين وهذه المعارضة أصبحوا فوق النقد.
أولاً وقبل كل شيء ينبغي توضيح أن الثورات في تونس ومصر واليمن وليبيا تختلف كلياً عن حركة الاحتجاج السورية. فالثورات في البلدان الأربع الأولى كانت عارمة وشملت جميع فئات الشعب وأحزابه السياسية، بل كانت قيادات هذه الثورات في داخل تلك البلدان وقادت الجماهير في الشارع ولم تكن في باريس ولندن وواشنطن واستنبول. فيما أن حركة الاحتجاج السورية ظلت مقتصرة على نفر محدود من المواطنين السوريين في مدن وبلدات موزعة على مناطق بعينها دون غيرها في سورية. فدمشق العاصمة وحلب اللتان تحتويان على أكبر تجمع سكاني في سورية لم تشاركا في الحركة الاحتجاجية، رغماً عن مواصلة "الجزيرة" الحديث عن المظاهرات في ريف دمشق. وبإمكان القارئ أن يتصور ما كان سيؤول إليه الوضع في مصر لو أن الاحتجاجات التي خرجت ضد نظام مبارك اقتصرت على مدن جانبية مثل السويس والاسماعيلية أو حتى الاسكندرية أو على الريف دون أن تشارك فيها جماهير القاهرة وتخرج إلى ميدان التحرير. فالجميع يدركون اليوم أنه من دون القاهرة وميدان التحرير لما كانت الثورة المصرية ستنجح. وهذا ينطبق أيضاً على سورية، فعدم خروج دمشق وحلب هو عامل أساسي في فشل حركة الاحتجاج ضد نظام حكم الأسد. ناهيك عن أن حركة الاحتجاج السورية ظهرت بأنها عفوية ولم تفلح في خلق قيادة محلية لتقودها، مما تركها أسيرة في يد قيادات منفية في الخارج غير متجانسة أصلاً ولدى بعضها ارتباطات مشينة واضحة مع أنظمة الحكم العربية الرجعية ومع الدوائر السياسية الغربية المعادية لمصالح الشعب السوري والمؤيدة لاحتلال إسرائيل لأراضيه، خاصة الدوائر السياسية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. فمن حقنا أن نتساءل كيف يمكن لحكومات تدعم إسرائيل، التي تحتل المرتفعات السورية، بالمال والسلاح إلى أبعد الحدود أن تدافع عن مصالح الشعب السوري؟
ما حصل أنه تدريجياً بدأت حركة الاحتجاج السورية تأخذ شكلاً طائفياً مقتصراً على فئة معينة من الطائفة السنية، وبمساعدة من وسائل الإعلام الغربية والعربية الموجهة أضفِيَ على هذه الحركة طابعاً طائفياً مقيتاً ودفع أبناء الطوائف الأخرى إلى النأي بأنفسهم عنها وعن مطالبها. ويحق لنا أن نسأل جميع الذين يتضامنون مع المحتجين السوريين في بلادنا وغيرها عن موقفهم من الشعارات التي ينادي بها المحتجون السوريون الذين نشاهدهم على شاشات التلفزيون مثل "المسيحي عبيروت والعلوي عالتابوت". فهل هناك عاقل يرضى بالسير وراء مظاهرة ترفع مثل هذا الشعار. بل ما هو موقف المتضامنين مع المحتجين السوريين من مطالبة المحتجين للمسيحيين والدروز في سورية بالوقوف مع حركة الاحتجاج أو الرحيل عن سورية. فأي حركة احتجاج هذه؟ وكيف يمكن التضامن معها؟
لا ندافع عن النظام، ولكن..
بالطبع لا يوجد إنسان عاقل يدافع عن ممارسات نظام حكم الرئيس بشار الأسد وحزب البعث، وهناك داخل سورية أحزاب وحركات سياسية متعددة وطنية تعارض النظام، من ضمنها الحزب الشيوعي السوري (الموحد) بزعامة حنين نمر الأمين العام للحزب، الذي يعتبر أنه متحالف مع حزب البعث من دون أن تكون له مشاركة فعلية في الحكم، على اعتبار أن سورية تمر في مرحلة الدفاع عن أرضها واستقلالها وهي مرحلة شبيهة بمراحل التحرر الوطني، وينبغي تجميع كل الطاقات والقوى السياسية في سورية في جبهة واحدة للتصدي للهجمة الإسرائيلية والإمبريالية على وطنهم. مع ذلك فإن هذا التحالف لم يمنع الحزب الشيوعي من توجيه أقسى النقد للأسد وللبعث. ففي بيان اللجنة المركزية للحزب الصادر عقب الاجتماع الموسع للجنته المركزية في 11 حزيران 2011 ورد ما يلي: "أن المجتمع السوري يعيش أزمة متعددة الجوانب في الداخل، جوهرها هو التناقض بين الصيغة السياسية التي تدار البلاد بموجبها منذ عدة عقود، وبين متطلبات الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يحتاج إليها المجتمع السوري. مما أضحى ضرورياً اتخاذ جملة من التدابير الإصلاحية الجذرية، وفي مقدمتها فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بعضها عن بعض، وتطبيق مبدأ التعددية السياسية على نحو حقيقي ومقونن، وإطلاق الحريات الديمقراطية، وتحقيق سيادة القانون". في هذا البيان تشخيص دقيق للوضع داخل سورية والمأزق الذي يعيشه الحكم والشعب على حدٍ سواء وإشارة واضحة لطريقة الخروج من هذا المأزق.
أما المحتجون السوريون فقد رأوا أن الخروج من المأزق لن يتم إلا عن طريق إسقاط الأسد، ورفعوا شعار إسقاط النظام. فشتان ما بين هذا المطلب وبين مطلب القوى الوطنية داخل سورية وليس فقط الحزب الشيوعي، بل هناك أحزاب وحركات أخرى عديدة تنادي بما ينادي فيه الحزب الشيوعي أيضاً. فموقف القوى الوطنية السورية نابع عن مسؤولية ونضج سياسي ومعرفة جيدة للشارع.
إن مطلب إسقاط النظام يعني أنه لا مجال هنا للتفاهم، إما قاتل أو مقتول. فلو أن الحركة الاحتجاجية كانت قادرة على تجنيد الشارع وراءها، مثلما جرى في مصر وتونس واليمن مثلاَ، لكان الوضع مختلفاً، ولأصبح مطلب إسقاط النظام مسألة فيها نظر. لكن أثبتت حركة الاحتجاج السورية أنها عاجزة عن تحقيق هذا الشعار بقواها الخاصة، فلم يبق أمامها سوى الاستعانة بقوى خارجية. وهذا ما قادها إلى أحضان القوى الإمبريالية والرجعية في العواصم الغربية والعربية.
من حقنا أن نطالب حركة الاحتجاج السورية بإعطائنا تفسير للاستقبال الحافل بالأرز والورود الذي قام به أنصارها في حماة للسفير الأميركي لدى سورية. بل من حقنا أن نطالب المتضامنين مع حركة الاحتجاج السورية أن يفسروا لنا هذا الموقف وأبعاده. إن ارتماء حركة الاحتجاج السورية وأطراف المعارضة المنفية في الخارج في أحضان الغرب واستعداء هذا الغرب على الوطن وصمة عار في جبين هؤلاء المحتجين والمعارضين معاً. فعلى المحتجين والمعارضين أن يُثبتوا لشعبهم أولاً وقبل شيء ثم لنا ثانياً أنهم وطنيون وليسوا مستعدين لأن يكونوا أداة في أيدي القوى الخارجية المعادية لبلدهم.
فالمحتجون السوريون ورموز المعارضة في المنفى أصبحوا يلعبون دوراً شبيها بالدور الذي لعبته الأحزاب الدينية والكردية العراقية في استعدائها للغرب على الرئيس العراقي السابق صدام حسين ونظام حكم البعث في العراق، قبل احتلال العراق عام 2003 وإبانه. فيما وقف الوطنيون العراقيون الشرفاء وعلى رأسهم الحزب الشيوعي العراقي ضد هذا النهج وعارضوا الحرب الأميركية البريطانية لإسقاط صدام وقالوا أن هذه المهمة ينبغي أن تترك للشعب العراقي. فأين هم الوطنيون الشرفاء في سورية؟ إنهم بالتأكيد ليسوا في باريس ولندن واستنبول، بل في دمشق عاصمة الأمويين ومعقل حركات التحرر الوطني العربية قديماً وحديثاً. فهؤلاء الوطنيون الشرفاء ومن ضمنهم الحزب الشيوعي السوري هم الذين ينبغي أن يستنير المتضامنين مع المحتجين السوريين بمواقفهم، ونبذ المعارضة المشبوهة ورموزها أمثال المعارض السوري فريد الغادري الذي ما زال أهلنا يذكرونه جيداً منذ زار إسرائيل عام 2007 وحل ضيفاً على الكنيست وتجوّل في عدة مدن من بينها حيفا. يا حيا الله بهيك معارضة!
إن الإصلاح السياسي في سورية مطلب وطني لذلك كان من المستحيل أن توافق القوى الغربية عليه. فهي حتماً لا تريد الإصلاح السياسي، بل تريد تطويع سورية للمصالح الإمبرالية وخدمة لمصالح إسرائيل. فمن يرفع شعاراً سياسياً عليه أن يكون واثقاً من أنه قادر على تحقيقه، وإلا سينقلب الشعار عليه وعلى المحيطين به، وهم في هذا الخصوص الشعب السوري برمته.
من الجهة الأخرى تبرز مسألة التعامل مع حركة الاحتجاج السورية ومع المعارضة السورية في شكل عام وضرورة التعرف على هويتها وتوجهاتها السياسية. فمن الملاحظ أن هناك تقديس للمحتجين وللمعارضة السورية المطالبة بإسقاط النظام. وكأن هؤلاء المحتجين وهذه المعارضة أصبحوا فوق النقد.
أولاً وقبل كل شيء ينبغي توضيح أن الثورات في تونس ومصر واليمن وليبيا تختلف كلياً عن حركة الاحتجاج السورية. فالثورات في البلدان الأربع الأولى كانت عارمة وشملت جميع فئات الشعب وأحزابه السياسية، بل كانت قيادات هذه الثورات في داخل تلك البلدان وقادت الجماهير في الشارع ولم تكن في باريس ولندن وواشنطن واستنبول. فيما أن حركة الاحتجاج السورية ظلت مقتصرة على نفر محدود من المواطنين السوريين في مدن وبلدات موزعة على مناطق بعينها دون غيرها في سورية. فدمشق العاصمة وحلب اللتان تحتويان على أكبر تجمع سكاني في سورية لم تشاركا في الحركة الاحتجاجية، رغماً عن مواصلة "الجزيرة" الحديث عن المظاهرات في ريف دمشق. وبإمكان القارئ أن يتصور ما كان سيؤول إليه الوضع في مصر لو أن الاحتجاجات التي خرجت ضد نظام مبارك اقتصرت على مدن جانبية مثل السويس والاسماعيلية أو حتى الاسكندرية أو على الريف دون أن تشارك فيها جماهير القاهرة وتخرج إلى ميدان التحرير. فالجميع يدركون اليوم أنه من دون القاهرة وميدان التحرير لما كانت الثورة المصرية ستنجح. وهذا ينطبق أيضاً على سورية، فعدم خروج دمشق وحلب هو عامل أساسي في فشل حركة الاحتجاج ضد نظام حكم الأسد. ناهيك عن أن حركة الاحتجاج السورية ظهرت بأنها عفوية ولم تفلح في خلق قيادة محلية لتقودها، مما تركها أسيرة في يد قيادات منفية في الخارج غير متجانسة أصلاً ولدى بعضها ارتباطات مشينة واضحة مع أنظمة الحكم العربية الرجعية ومع الدوائر السياسية الغربية المعادية لمصالح الشعب السوري والمؤيدة لاحتلال إسرائيل لأراضيه، خاصة الدوائر السياسية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. فمن حقنا أن نتساءل كيف يمكن لحكومات تدعم إسرائيل، التي تحتل المرتفعات السورية، بالمال والسلاح إلى أبعد الحدود أن تدافع عن مصالح الشعب السوري؟
ما حصل أنه تدريجياً بدأت حركة الاحتجاج السورية تأخذ شكلاً طائفياً مقتصراً على فئة معينة من الطائفة السنية، وبمساعدة من وسائل الإعلام الغربية والعربية الموجهة أضفِيَ على هذه الحركة طابعاً طائفياً مقيتاً ودفع أبناء الطوائف الأخرى إلى النأي بأنفسهم عنها وعن مطالبها. ويحق لنا أن نسأل جميع الذين يتضامنون مع المحتجين السوريين في بلادنا وغيرها عن موقفهم من الشعارات التي ينادي بها المحتجون السوريون الذين نشاهدهم على شاشات التلفزيون مثل "المسيحي عبيروت والعلوي عالتابوت". فهل هناك عاقل يرضى بالسير وراء مظاهرة ترفع مثل هذا الشعار. بل ما هو موقف المتضامنين مع المحتجين السوريين من مطالبة المحتجين للمسيحيين والدروز في سورية بالوقوف مع حركة الاحتجاج أو الرحيل عن سورية. فأي حركة احتجاج هذه؟ وكيف يمكن التضامن معها؟
لا ندافع عن النظام، ولكن..
بالطبع لا يوجد إنسان عاقل يدافع عن ممارسات نظام حكم الرئيس بشار الأسد وحزب البعث، وهناك داخل سورية أحزاب وحركات سياسية متعددة وطنية تعارض النظام، من ضمنها الحزب الشيوعي السوري (الموحد) بزعامة حنين نمر الأمين العام للحزب، الذي يعتبر أنه متحالف مع حزب البعث من دون أن تكون له مشاركة فعلية في الحكم، على اعتبار أن سورية تمر في مرحلة الدفاع عن أرضها واستقلالها وهي مرحلة شبيهة بمراحل التحرر الوطني، وينبغي تجميع كل الطاقات والقوى السياسية في سورية في جبهة واحدة للتصدي للهجمة الإسرائيلية والإمبريالية على وطنهم. مع ذلك فإن هذا التحالف لم يمنع الحزب الشيوعي من توجيه أقسى النقد للأسد وللبعث. ففي بيان اللجنة المركزية للحزب الصادر عقب الاجتماع الموسع للجنته المركزية في 11 حزيران 2011 ورد ما يلي: "أن المجتمع السوري يعيش أزمة متعددة الجوانب في الداخل، جوهرها هو التناقض بين الصيغة السياسية التي تدار البلاد بموجبها منذ عدة عقود، وبين متطلبات الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يحتاج إليها المجتمع السوري. مما أضحى ضرورياً اتخاذ جملة من التدابير الإصلاحية الجذرية، وفي مقدمتها فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بعضها عن بعض، وتطبيق مبدأ التعددية السياسية على نحو حقيقي ومقونن، وإطلاق الحريات الديمقراطية، وتحقيق سيادة القانون". في هذا البيان تشخيص دقيق للوضع داخل سورية والمأزق الذي يعيشه الحكم والشعب على حدٍ سواء وإشارة واضحة لطريقة الخروج من هذا المأزق.
أما المحتجون السوريون فقد رأوا أن الخروج من المأزق لن يتم إلا عن طريق إسقاط الأسد، ورفعوا شعار إسقاط النظام. فشتان ما بين هذا المطلب وبين مطلب القوى الوطنية داخل سورية وليس فقط الحزب الشيوعي، بل هناك أحزاب وحركات أخرى عديدة تنادي بما ينادي فيه الحزب الشيوعي أيضاً. فموقف القوى الوطنية السورية نابع عن مسؤولية ونضج سياسي ومعرفة جيدة للشارع.
إن مطلب إسقاط النظام يعني أنه لا مجال هنا للتفاهم، إما قاتل أو مقتول. فلو أن الحركة الاحتجاجية كانت قادرة على تجنيد الشارع وراءها، مثلما جرى في مصر وتونس واليمن مثلاَ، لكان الوضع مختلفاً، ولأصبح مطلب إسقاط النظام مسألة فيها نظر. لكن أثبتت حركة الاحتجاج السورية أنها عاجزة عن تحقيق هذا الشعار بقواها الخاصة، فلم يبق أمامها سوى الاستعانة بقوى خارجية. وهذا ما قادها إلى أحضان القوى الإمبريالية والرجعية في العواصم الغربية والعربية.
من حقنا أن نطالب حركة الاحتجاج السورية بإعطائنا تفسير للاستقبال الحافل بالأرز والورود الذي قام به أنصارها في حماة للسفير الأميركي لدى سورية. بل من حقنا أن نطالب المتضامنين مع حركة الاحتجاج السورية أن يفسروا لنا هذا الموقف وأبعاده. إن ارتماء حركة الاحتجاج السورية وأطراف المعارضة المنفية في الخارج في أحضان الغرب واستعداء هذا الغرب على الوطن وصمة عار في جبين هؤلاء المحتجين والمعارضين معاً. فعلى المحتجين والمعارضين أن يُثبتوا لشعبهم أولاً وقبل شيء ثم لنا ثانياً أنهم وطنيون وليسوا مستعدين لأن يكونوا أداة في أيدي القوى الخارجية المعادية لبلدهم.
فالمحتجون السوريون ورموز المعارضة في المنفى أصبحوا يلعبون دوراً شبيها بالدور الذي لعبته الأحزاب الدينية والكردية العراقية في استعدائها للغرب على الرئيس العراقي السابق صدام حسين ونظام حكم البعث في العراق، قبل احتلال العراق عام 2003 وإبانه. فيما وقف الوطنيون العراقيون الشرفاء وعلى رأسهم الحزب الشيوعي العراقي ضد هذا النهج وعارضوا الحرب الأميركية البريطانية لإسقاط صدام وقالوا أن هذه المهمة ينبغي أن تترك للشعب العراقي. فأين هم الوطنيون الشرفاء في سورية؟ إنهم بالتأكيد ليسوا في باريس ولندن واستنبول، بل في دمشق عاصمة الأمويين ومعقل حركات التحرر الوطني العربية قديماً وحديثاً. فهؤلاء الوطنيون الشرفاء ومن ضمنهم الحزب الشيوعي السوري هم الذين ينبغي أن يستنير المتضامنين مع المحتجين السوريين بمواقفهم، ونبذ المعارضة المشبوهة ورموزها أمثال المعارض السوري فريد الغادري الذي ما زال أهلنا يذكرونه جيداً منذ زار إسرائيل عام 2007 وحل ضيفاً على الكنيست وتجوّل في عدة مدن من بينها حيفا. يا حيا الله بهيك معارضة!
إن الإصلاح السياسي في سورية مطلب وطني لذلك كان من المستحيل أن توافق القوى الغربية عليه. فهي حتماً لا تريد الإصلاح السياسي، بل تريد تطويع سورية للمصالح الإمبرالية وخدمة لمصالح إسرائيل. فمن يرفع شعاراً سياسياً عليه أن يكون واثقاً من أنه قادر على تحقيقه، وإلا سينقلب الشعار عليه وعلى المحيطين به، وهم في هذا الخصوص الشعب السوري برمته.
الياس نصرالله
السبت 10.9.2011
من مقالة انطباعات من وحي الثورات العربية وحركات التضامن معها
السبت 10.9.2011
من مقالة انطباعات من وحي الثورات العربية وحركات التضامن معها
Comment