ألقى السفير يوسف أحمد مندوب سوريا الدائم لدى جامعة الدول العربية ورئيس وفدها إلى الاجتماع الذي انعقد ليلة البارحة 27-8-2011 في مقر الجامعة في القاهرة، مداخلة اطلع المجلس خلالها على واقع وحقيقة ما تشهده سوريا من أحداث وعلى ظروف وملابسات التدخلات والضغوط الخارجية التي باتت تستهدف بشكل واضح أمنها واستقرارها واستقلالية قرارها الوطني والقومي.
وأوضح السفير السوري في مداخلته أنه منذ أن انطلقت الأزمة الحالية في سوريا في منتصف شهر آذار المنصرم كان تقييم القيادة وأجهزة الدولة السورية لها أنها تحركات احتجاجية شعبية تعكس مطالب المواطنين في توفير مناخ أوسع من الحريات الأساسية وتحسين واقع الحياة الاقتصادية والاجتماعية وقد تجاوبت القيادة والحكومة في سوريا مع المطالب الشعبية المحقة من خلال سلسلة من الإجراءات وعبر إصدار حزمة من القوانين والإعداد لحزمة أخرى كانت وما تزال تسعى بمجملها إلى تحسين ظروف الحياة وفتح الباب أمام حوار وطني حقيقي يجمع أطياف ومكونات المجتمع السوري وإلى ترسيخ المزيد من الحريات السياسية والاقتصادية والإعلامية والحزبية وتوفير فرص عمل جديدة وتحسين ظروف العمل والأجور ومحاربة الفساد وتعزيز مبادئ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين جميع فئات وأطياف المجتمع السوري.
وأضاف السفير أحمد أن تجاوب القيادة السورية مع المطالب الشعبية المحقة أسهم في توقف موجة التحركات الشعبية في العديد من المدن وتراجعها الملحوظ في مناطق أخرى إلا أن ذلك تزامن مع ظهور مريب لنشاط أشخاص خارجين على القانون وجماعات ذات خلفيات دينية وحزبية معروفة تمركزت في المدن والمناطق السورية الحدودية وحرضت على الدخول في مواجهات عنيفة ومسلحة مع الشرطة والمؤسسات الوطنية المسؤولة عن حماية أمن البلاد وهي مواجهات لا تندرج على الإطلاق تحت تصنيف التظاهرات والاحتجاجات السلمية بل كانت استغلالاً بشعاً ووحشياً لشعارات التظاهر السلمي والمطالب المشروعة تختفي وراءه مجموعات إرهابية مسلحة والكثير من الخارجين على القانون في سعي إلى خلط الأوراق واستغلال الأجواء السائدة في المنطقة والعمل على إشعال الفتنة وإثارة الفوضى في البلاد واستهداف المدنيين وقوات الأمن والجيش بالقتل والتعذيب والتمثيل بالجثث وتخريب الأملاك العامة والخاصة وترهيب الناس وابتزازهم وإجبارهم على عصيان الدولة وعلى إغلاق محالهم ومصالحهم التجارية والصناعية والخدمية تحت طائلة التهديد بحرقها وتخريبها وإرهاب العائلات ومنعها من ممارسة الحياة الطبيعية واستهداف أمنها وشعورها بالطمأنينة وإقحام الأطفال والمراهقين من الفئات العمرية الصغيرة في تظاهرات كانت تشهد استخدام هذه الجماعات للاسلحة النارية بشكل عشوائي ضد المدنيين وعناصر الأمن والجيش هذا إلى جانب التخطيط والتنفيذ لعمليات إرهابية تخريبية ضد خطوط الغاز والنفط والكهرباء والسكك الحديدية وقطع الطرق الدولية والطرق الرئيسية داخل المدن لشل الحياة فيها وقطع أوصال البلاد ومنع الناس من ممارسة أعمالهم وحياتهم الطبيعية، أما الأخطر فكان رفع شعارات وبث أخبار كاذبة تحرض كلها على الفتنة الطائفية البغيضة واستخدام دور العبادة للتحريض الطائفي والمذهبي وإطلاق الدعوات التكفيرية ودعوات إقامة الإمارات الإسلامية في بعض المناطق.
ونبه المندوب السوري الدائم إلى أن هذه المجموعات الإرهابية المسلحة كانت وما تزال تتلقى توجيهات وفتاوى خارجية بضرورة إستثارة مشاعر الرأي العام في الداخل والخارج حتى لو كان الثمن سقوط الضحايا الأبرياء من المدنيين والعسكريين ورجال الشرطة مشيراً في هذا السياق إلى أن عدد الضحايا في صفوف الجيش وقوى الأمن قد بلغ حتى الآن أكثر من 600 شهيد و 2000 جريح ما زال معظمهم في المستشفيات وقد أصيب ثلثهم بإعاقات دائمة الأمر الذي يؤكد أن مطالب الحرية والاصلاح كانت بالنسبة للبعض داخل سوريا وخارجها مجرد غطاء تختفي وراءه عملية قذرة منظمة وممولة وأصبحت واضحة الخيوط والأطراف اليوم وهي تستهدف استقرار سوريا وأمنها ووحدتها الوطنية.
ودحض السفير أحمد المزاعم المغرضة التي استهدفت الدور الوطني المشرف للجيش العربي السوري مؤكداً أن القطع العسكرية التي تدخلت لحماية أمن المواطنين وفرض الاستقرار في المدن والمناطق التي شهدت بعض الاضطرابات إنما كانت متمركزة في جوارها أصلاً كونها مدناً ومناطق حدودية بعضها على تماس مباشر مع قوات العدو الاسرائيلي كما أنها مناطق استغلتها تلك الجماعات لتهريب السلاح والأفراد وتسهيل الاتصال والتنسيق وتلقي الأوامر عبر الحدود مع جهات تحرض وتمول وتخطط من الخارج مشدداً على أن الجيش العربي السوري هو جيش وطني يقوم بمهامه على الأراضي السورية من أجل حماية الأمن والاستقرار وسلامة الحدود والأرض.
وشدد السفير أحمد على أن سوريا ماضية في طريق الإصلاح وفي تلبية المطالب المشروعة للمواطنين وفي أداء الواجب الوطني المتمثل في حماية أرواحهم وأمنهم وممتلكاتهم وفي الدفاع عن أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وأنها لن تسمح للإرهاب والتطرف أن يستهدف التعايش السلمي فيها واستقلالية قرارها الوطني والقومي كما عبر عن تقدير سوريا للمواقف المشرفة للدول الصديقة والشقيقة التي أدركت حجم وإبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سوريا ورفضت جميع أشكال التدخل الخارجي المشبوه في الشأن السوري الداخلي داعياً جامعة الدول العربية إلى التمثل والارتقاء لموقف روسيا الاتحادية التي تتصدى داخل مجلس الأمن الدولي لسعي الولايات المتحدة والقوى الغربية من أجل جعل هذا المجلس مجرد إداة للتدخل في شؤون الدول واستهداف سيادتها وقرارها الوطنين.
ثم أشار السفير السوري إلى مواقف بعض الأطراف التي قررت أن تنظر إلى ما تشهده سوريا من أحداث مؤسفة بعين واحدة موجهة وسعت إلى توظيف الحالة السورية لخدمة مصالح ضيقة وقصيرة المدى وإلى استدعاء تدخل خارجي سافر لم يجلب عبر التاريخ والحاضر إلا الويلات والدمار للبلاد العربية وشعوبها وذلك بدلاً من أن تمارس دوراً إيجابياً بناء ينصب على تشجيع الحوار والحل السياسي وإطلاق خطوات الإصلاح على الأرض وان تعكس حرصها على استقرار سوريا وأمنها ووحدتها الوطنية معتبراً أن الحرص العربي الحقيقي على أمن واستقرار سوريا ليس منة أو مكرمة من أحد بل هو موقف وواجب يعكس الحرص على استقرار الدول العربية بأسرها وعلى أمن وسلامة المنطقة.
وتحدث السفير أحمد عن الأداء التحريضي الرخيص لبعض أجهزة الإعلام العربية والأجنبية في التعامل مع ما تشهده سوريا من أحداث مؤسفة والتي زعمت أنها تعمل تحت ستار الاستقلالية السياسية والفكرية والمبدئية والمالية في حين كانت بعيدة عن هذه الاستقلالية وعن المهنية والأخلاقية والمصداقية وعن ميثاق شرف الإعلام العربي حيث جندت أسلحتها غير المهنية للتحريض على الموقف الرسمي السوري وتجاهل إرادة الغالبية العظمى من الشعب السوري فتغاضت عن الضحايا من مدنيين ومن ضباط وجنود الجيش وقوى الأمن الذين سقطوا برصاص مجموعات إرهابية مسلحة وعن أعمال التخريب والإرهاب التي ارتكبتها هذه المجموعات التي كانت في نظر أجهزة الإعلام الموجهة هذه مجرد تظاهرات سلمية تدعو للحرية والإصلاح ثم تبنت روايات طرف واحد حتى لو كان سندها مجرد شريط مصور ومركب وغير واضح مدته عشر ثوان على موقع إلكتروني أو أشباح مجهولة الهوية والمكان وتحمل صفة شاهد عيان أو ناشط حقوقي وذلك لتلفيق الروايات عن مجازر يرتكبها الجيش والأمن في سوريا وعن حصار واقتحام للمدن والبلدات وغير ذلك من روايات وهمية كان الغرض منها شيطنة السلطة في سوريا بأي ثمن وضرب سمعة وشرف الجيش العربي السوري وقوات الأمن الذين سقط منهم المئات بين قتيل وجريح في الدفاع عن أمن الوطن والمواطن وتحريض البعض في الداخل على سلطة الدولة في سعيها لاستعادة الأمن والاستقرار وتنفيذ مشروع الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد وصولاً إلى الهدف الأخطر وهو استدعاء أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في الشأن السوري.
وأشار السفير السوري إلى بعض القنوات التي تبث من عواصم شقيقة وترتدي زوراً وبهتاناً عباءة الدين الحنيف ووظفت أشخاصاً ادعوا الفقه والعلم ونسوا قوله تعالى (والفتنة أشد من القتل) فسعوا منذ البداية إلى نشر الفتنة والبغضاء والطائفية بين مكونات الشعب العربي السوري وحرضوا الأخ العربي والمسلم على أخيه وكفروا الدولة بجميع أجهزتها ودفعوا الناس إلى الفوضى والعصيان وقالوا صراحة دون ورع أن بعض فئات المسلمين أشد عداوة لبعضها الآخر من اليهود والإسرائيليين.
واعتبر السفير أحمد أن وسائل الإعلام هذه تناست وتجاهلت أن الحالة السورية فريدة بعناصرها وتركيبتها الداخلية وبابعادها الإقليمية والدولية وأن الشعب السوري بغالبيته العظمى يراقب ويعي الخلفيات والنوايا من وراء هذا الأداء الإعلامي التحريضي الرخيص وان سورية لم ولن تكون مسرحا للصراع بين ابنائها بجميع أطيافهم وأديانهم وانتماءاتهم ولا ساحة للتدخل الخارجي الذي يستهدف قرارنا الوطني والقومي ويسعى لتقويض أمننا واستقرارنا وصولا في النهاية إلى القضاء على هويتنا ووجودنا كعرب وكخير أمة أخرجت للناس.
واستغرب السفير السوري ذلك التزامن بين اشتداد الضغط الدولي والأمريكي على سورية وبين لجوء أطراف عربية وإقليمية إلى إصدار تصريحات وخطابات تتضمن نصائح للقيادة السورية في مجالات الديمقراطية والاصلاح وحقوق الانسان وتلبية المطالب الجماهيرية معتبرا أن سورية كانت لتقبل التعامل مع نصائح وخبرات تاتيها من دول شقيقة أو صديقة تحرص فعلا على أمن واستقرار سورية وتملك في ذات الوقت تجربة عملية ودستورية وقانونية عريقة في مجال الحريات العامة والأساسية والاعلامية وفي مجال الممارسة الانتخابية الشفافة والنزيهة والحياة البرلمانية الفاعلة معتبرا أن ما جرى كان مجرد محاولات من دول لا يملك بعضها دستورا إلى الآن وبعضها اصدر فتاوى شرعية بتحريم التظاهر والاحتجاج لاستغلال الحالة السورية في خدمة أهداف ومصالح بعيدة كل البعد عن غاية دعم أمن واستقرار وحرية سورية وشعبها.
واعتبر السفير السوري ان الصورة باتت واضحة أمام الجميع اليوم وأن المشكلة صارت تتعلق في تحديد الخيار بين التعامل مع هذه الأحداث بعقلية وخلفية تتجاهل عامدة متعمدة الحقائق والملابسات والتداعيات الحقيقية التي ستطال الأمة العربية جمعاء وليس سورية فحسب وبين إعمال العقل والحكمة وتنحية الاعتبارات والأجندات التي يسعى الاخر لفرضها علينا في تقييمنا وتعاملنا مع ما تشهده سورية والمنطقة العربية بأسرها من أحداث وتداعيات.
وتساءل السفير أحمد فيما اذا كانت البوصلة العربية قد ضاعت وأن المجموع العربي بات مجرد اداة تحركه غرائز تصفية الحسابات مع الشقيق العربي بسبب الخلاف أو الاختلاف في السياسات والمواقف أو توجه اجندات رسمها البعض في الخارج ثم البسها ثوبا زائفا يدعي حماية المصلحة القومية العربية والأمن القومي العربي وتمثيل الحقوق والمصالح العربية حتى انحرفت البوصلة عن العدو والخطر الحقيقيين وبات الشقيق العربي أو الأخ المسلم أكثر عداء من الإسرائيلي أو ممن يستهدف أمننا واستقرارنا ووجودنا جميعاً كعرب دون استثناء.
مصدر الموضوع
وأوضح السفير السوري في مداخلته أنه منذ أن انطلقت الأزمة الحالية في سوريا في منتصف شهر آذار المنصرم كان تقييم القيادة وأجهزة الدولة السورية لها أنها تحركات احتجاجية شعبية تعكس مطالب المواطنين في توفير مناخ أوسع من الحريات الأساسية وتحسين واقع الحياة الاقتصادية والاجتماعية وقد تجاوبت القيادة والحكومة في سوريا مع المطالب الشعبية المحقة من خلال سلسلة من الإجراءات وعبر إصدار حزمة من القوانين والإعداد لحزمة أخرى كانت وما تزال تسعى بمجملها إلى تحسين ظروف الحياة وفتح الباب أمام حوار وطني حقيقي يجمع أطياف ومكونات المجتمع السوري وإلى ترسيخ المزيد من الحريات السياسية والاقتصادية والإعلامية والحزبية وتوفير فرص عمل جديدة وتحسين ظروف العمل والأجور ومحاربة الفساد وتعزيز مبادئ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين جميع فئات وأطياف المجتمع السوري.
وأضاف السفير أحمد أن تجاوب القيادة السورية مع المطالب الشعبية المحقة أسهم في توقف موجة التحركات الشعبية في العديد من المدن وتراجعها الملحوظ في مناطق أخرى إلا أن ذلك تزامن مع ظهور مريب لنشاط أشخاص خارجين على القانون وجماعات ذات خلفيات دينية وحزبية معروفة تمركزت في المدن والمناطق السورية الحدودية وحرضت على الدخول في مواجهات عنيفة ومسلحة مع الشرطة والمؤسسات الوطنية المسؤولة عن حماية أمن البلاد وهي مواجهات لا تندرج على الإطلاق تحت تصنيف التظاهرات والاحتجاجات السلمية بل كانت استغلالاً بشعاً ووحشياً لشعارات التظاهر السلمي والمطالب المشروعة تختفي وراءه مجموعات إرهابية مسلحة والكثير من الخارجين على القانون في سعي إلى خلط الأوراق واستغلال الأجواء السائدة في المنطقة والعمل على إشعال الفتنة وإثارة الفوضى في البلاد واستهداف المدنيين وقوات الأمن والجيش بالقتل والتعذيب والتمثيل بالجثث وتخريب الأملاك العامة والخاصة وترهيب الناس وابتزازهم وإجبارهم على عصيان الدولة وعلى إغلاق محالهم ومصالحهم التجارية والصناعية والخدمية تحت طائلة التهديد بحرقها وتخريبها وإرهاب العائلات ومنعها من ممارسة الحياة الطبيعية واستهداف أمنها وشعورها بالطمأنينة وإقحام الأطفال والمراهقين من الفئات العمرية الصغيرة في تظاهرات كانت تشهد استخدام هذه الجماعات للاسلحة النارية بشكل عشوائي ضد المدنيين وعناصر الأمن والجيش هذا إلى جانب التخطيط والتنفيذ لعمليات إرهابية تخريبية ضد خطوط الغاز والنفط والكهرباء والسكك الحديدية وقطع الطرق الدولية والطرق الرئيسية داخل المدن لشل الحياة فيها وقطع أوصال البلاد ومنع الناس من ممارسة أعمالهم وحياتهم الطبيعية، أما الأخطر فكان رفع شعارات وبث أخبار كاذبة تحرض كلها على الفتنة الطائفية البغيضة واستخدام دور العبادة للتحريض الطائفي والمذهبي وإطلاق الدعوات التكفيرية ودعوات إقامة الإمارات الإسلامية في بعض المناطق.
ونبه المندوب السوري الدائم إلى أن هذه المجموعات الإرهابية المسلحة كانت وما تزال تتلقى توجيهات وفتاوى خارجية بضرورة إستثارة مشاعر الرأي العام في الداخل والخارج حتى لو كان الثمن سقوط الضحايا الأبرياء من المدنيين والعسكريين ورجال الشرطة مشيراً في هذا السياق إلى أن عدد الضحايا في صفوف الجيش وقوى الأمن قد بلغ حتى الآن أكثر من 600 شهيد و 2000 جريح ما زال معظمهم في المستشفيات وقد أصيب ثلثهم بإعاقات دائمة الأمر الذي يؤكد أن مطالب الحرية والاصلاح كانت بالنسبة للبعض داخل سوريا وخارجها مجرد غطاء تختفي وراءه عملية قذرة منظمة وممولة وأصبحت واضحة الخيوط والأطراف اليوم وهي تستهدف استقرار سوريا وأمنها ووحدتها الوطنية.
ودحض السفير أحمد المزاعم المغرضة التي استهدفت الدور الوطني المشرف للجيش العربي السوري مؤكداً أن القطع العسكرية التي تدخلت لحماية أمن المواطنين وفرض الاستقرار في المدن والمناطق التي شهدت بعض الاضطرابات إنما كانت متمركزة في جوارها أصلاً كونها مدناً ومناطق حدودية بعضها على تماس مباشر مع قوات العدو الاسرائيلي كما أنها مناطق استغلتها تلك الجماعات لتهريب السلاح والأفراد وتسهيل الاتصال والتنسيق وتلقي الأوامر عبر الحدود مع جهات تحرض وتمول وتخطط من الخارج مشدداً على أن الجيش العربي السوري هو جيش وطني يقوم بمهامه على الأراضي السورية من أجل حماية الأمن والاستقرار وسلامة الحدود والأرض.
وشدد السفير أحمد على أن سوريا ماضية في طريق الإصلاح وفي تلبية المطالب المشروعة للمواطنين وفي أداء الواجب الوطني المتمثل في حماية أرواحهم وأمنهم وممتلكاتهم وفي الدفاع عن أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وأنها لن تسمح للإرهاب والتطرف أن يستهدف التعايش السلمي فيها واستقلالية قرارها الوطني والقومي كما عبر عن تقدير سوريا للمواقف المشرفة للدول الصديقة والشقيقة التي أدركت حجم وإبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سوريا ورفضت جميع أشكال التدخل الخارجي المشبوه في الشأن السوري الداخلي داعياً جامعة الدول العربية إلى التمثل والارتقاء لموقف روسيا الاتحادية التي تتصدى داخل مجلس الأمن الدولي لسعي الولايات المتحدة والقوى الغربية من أجل جعل هذا المجلس مجرد إداة للتدخل في شؤون الدول واستهداف سيادتها وقرارها الوطنين.
ثم أشار السفير السوري إلى مواقف بعض الأطراف التي قررت أن تنظر إلى ما تشهده سوريا من أحداث مؤسفة بعين واحدة موجهة وسعت إلى توظيف الحالة السورية لخدمة مصالح ضيقة وقصيرة المدى وإلى استدعاء تدخل خارجي سافر لم يجلب عبر التاريخ والحاضر إلا الويلات والدمار للبلاد العربية وشعوبها وذلك بدلاً من أن تمارس دوراً إيجابياً بناء ينصب على تشجيع الحوار والحل السياسي وإطلاق خطوات الإصلاح على الأرض وان تعكس حرصها على استقرار سوريا وأمنها ووحدتها الوطنية معتبراً أن الحرص العربي الحقيقي على أمن واستقرار سوريا ليس منة أو مكرمة من أحد بل هو موقف وواجب يعكس الحرص على استقرار الدول العربية بأسرها وعلى أمن وسلامة المنطقة.
وتحدث السفير أحمد عن الأداء التحريضي الرخيص لبعض أجهزة الإعلام العربية والأجنبية في التعامل مع ما تشهده سوريا من أحداث مؤسفة والتي زعمت أنها تعمل تحت ستار الاستقلالية السياسية والفكرية والمبدئية والمالية في حين كانت بعيدة عن هذه الاستقلالية وعن المهنية والأخلاقية والمصداقية وعن ميثاق شرف الإعلام العربي حيث جندت أسلحتها غير المهنية للتحريض على الموقف الرسمي السوري وتجاهل إرادة الغالبية العظمى من الشعب السوري فتغاضت عن الضحايا من مدنيين ومن ضباط وجنود الجيش وقوى الأمن الذين سقطوا برصاص مجموعات إرهابية مسلحة وعن أعمال التخريب والإرهاب التي ارتكبتها هذه المجموعات التي كانت في نظر أجهزة الإعلام الموجهة هذه مجرد تظاهرات سلمية تدعو للحرية والإصلاح ثم تبنت روايات طرف واحد حتى لو كان سندها مجرد شريط مصور ومركب وغير واضح مدته عشر ثوان على موقع إلكتروني أو أشباح مجهولة الهوية والمكان وتحمل صفة شاهد عيان أو ناشط حقوقي وذلك لتلفيق الروايات عن مجازر يرتكبها الجيش والأمن في سوريا وعن حصار واقتحام للمدن والبلدات وغير ذلك من روايات وهمية كان الغرض منها شيطنة السلطة في سوريا بأي ثمن وضرب سمعة وشرف الجيش العربي السوري وقوات الأمن الذين سقط منهم المئات بين قتيل وجريح في الدفاع عن أمن الوطن والمواطن وتحريض البعض في الداخل على سلطة الدولة في سعيها لاستعادة الأمن والاستقرار وتنفيذ مشروع الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد وصولاً إلى الهدف الأخطر وهو استدعاء أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في الشأن السوري.
وأشار السفير السوري إلى بعض القنوات التي تبث من عواصم شقيقة وترتدي زوراً وبهتاناً عباءة الدين الحنيف ووظفت أشخاصاً ادعوا الفقه والعلم ونسوا قوله تعالى (والفتنة أشد من القتل) فسعوا منذ البداية إلى نشر الفتنة والبغضاء والطائفية بين مكونات الشعب العربي السوري وحرضوا الأخ العربي والمسلم على أخيه وكفروا الدولة بجميع أجهزتها ودفعوا الناس إلى الفوضى والعصيان وقالوا صراحة دون ورع أن بعض فئات المسلمين أشد عداوة لبعضها الآخر من اليهود والإسرائيليين.
واعتبر السفير أحمد أن وسائل الإعلام هذه تناست وتجاهلت أن الحالة السورية فريدة بعناصرها وتركيبتها الداخلية وبابعادها الإقليمية والدولية وأن الشعب السوري بغالبيته العظمى يراقب ويعي الخلفيات والنوايا من وراء هذا الأداء الإعلامي التحريضي الرخيص وان سورية لم ولن تكون مسرحا للصراع بين ابنائها بجميع أطيافهم وأديانهم وانتماءاتهم ولا ساحة للتدخل الخارجي الذي يستهدف قرارنا الوطني والقومي ويسعى لتقويض أمننا واستقرارنا وصولا في النهاية إلى القضاء على هويتنا ووجودنا كعرب وكخير أمة أخرجت للناس.
واستغرب السفير السوري ذلك التزامن بين اشتداد الضغط الدولي والأمريكي على سورية وبين لجوء أطراف عربية وإقليمية إلى إصدار تصريحات وخطابات تتضمن نصائح للقيادة السورية في مجالات الديمقراطية والاصلاح وحقوق الانسان وتلبية المطالب الجماهيرية معتبرا أن سورية كانت لتقبل التعامل مع نصائح وخبرات تاتيها من دول شقيقة أو صديقة تحرص فعلا على أمن واستقرار سورية وتملك في ذات الوقت تجربة عملية ودستورية وقانونية عريقة في مجال الحريات العامة والأساسية والاعلامية وفي مجال الممارسة الانتخابية الشفافة والنزيهة والحياة البرلمانية الفاعلة معتبرا أن ما جرى كان مجرد محاولات من دول لا يملك بعضها دستورا إلى الآن وبعضها اصدر فتاوى شرعية بتحريم التظاهر والاحتجاج لاستغلال الحالة السورية في خدمة أهداف ومصالح بعيدة كل البعد عن غاية دعم أمن واستقرار وحرية سورية وشعبها.
واعتبر السفير السوري ان الصورة باتت واضحة أمام الجميع اليوم وأن المشكلة صارت تتعلق في تحديد الخيار بين التعامل مع هذه الأحداث بعقلية وخلفية تتجاهل عامدة متعمدة الحقائق والملابسات والتداعيات الحقيقية التي ستطال الأمة العربية جمعاء وليس سورية فحسب وبين إعمال العقل والحكمة وتنحية الاعتبارات والأجندات التي يسعى الاخر لفرضها علينا في تقييمنا وتعاملنا مع ما تشهده سورية والمنطقة العربية بأسرها من أحداث وتداعيات.
وتساءل السفير أحمد فيما اذا كانت البوصلة العربية قد ضاعت وأن المجموع العربي بات مجرد اداة تحركه غرائز تصفية الحسابات مع الشقيق العربي بسبب الخلاف أو الاختلاف في السياسات والمواقف أو توجه اجندات رسمها البعض في الخارج ثم البسها ثوبا زائفا يدعي حماية المصلحة القومية العربية والأمن القومي العربي وتمثيل الحقوق والمصالح العربية حتى انحرفت البوصلة عن العدو والخطر الحقيقيين وبات الشقيق العربي أو الأخ المسلم أكثر عداء من الإسرائيلي أو ممن يستهدف أمننا واستقرارنا ووجودنا جميعاً كعرب دون استثناء.
مصدر الموضوع
Comment