قبل شهر وبتاريخ 29/06/2011 كتبت مقالا بعنوان (الأسباب العشرون لفشل الثورة السورية )، وبدأت حفلة السباب والشتم والتخوين وهذا ليس مستغربا فنحن لم نعتد بعد ثقافة الحوار واختلاف الرأي لأننا نعيش في بوتقة الرأي الواحد منذ عقود و لندع هذا الحديث جانبا الأن . اليوم وبعد شهر كامل حافل بالتطورات إليكم عشرون سبب أخر توحي بفشل الثورة السورية (الكبرى ) رغم ما يشاع من أن شهر رمضان سيكون حاسما حازما وسيغير مجرى الأحداث وبرأيي أن الثورة قد تبلغ شهر رمضان ولكنها لن تبلغ العيد إلا بشكل خجول ربما وذلك للأسباب العشرين التالية
- 1- تركيا : لقد بلع أردوغان لسانه الذي طال كثيرا ً بل وكثيرا ً جدا حتى بلغ به الأمر أن أعطى للقيادة السورية سلسلة مطالب وجدولا زمنيا وإلا فإنه سيتخذ إجراءات (صارمة ) . منذ شهر تقريبا لم يتفوه أردوغان البتة . لا من قريب ولا من بعيد إلا من خلال حديثه عن عزمه الذهاب إلى غزة ؟؟!! غزة التي نسيها عندما كان يتحدث عن حماة
- 2- اللاجئون السوريون: غاب اللاجئون السوريون عن كل وسائل الإعلام بشكل نهائي بعدما شغلوا شاشتها طولا وعرضا بل وزارتهم أنجلينا جولي لتعطي للموضوع أبعادا عالمية ( لم تذهب إلى الصومال الأن ) . غاب الحدث إعلاميا ً . عاد أكثر من نصفهم إلى بلادهم وبيوتهم . أبدت تركيا معاملة سيئة لهم فالخدمات شحيحة وسيئة ومنعتهم من الحديث مع أي وسيلة إعلامية .. كل ما سبق ينتج عنه إلغاء فكرة منطقة عازلة أو تدخل دولي لحماية المدنيين
- 3- أمريكا : قالت هيلاري كلنتون إن الأسد فقد الشرعية بعدما ذهب سفير أمريكا إلى حماة . وبعد يومين صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية : كلام هيلاري كان ارتجاليا والسفير ذهب دون علم الوزارة ؟ طبعا هذا غير صحيح بل هو التفاف على الأمر حفظا لماء الوجه . منذ متى كان وزراء الخارجية يرتجلون عندما يقرأون بيانا مكتوبا ؟! . أمريكا راجعت حساباتها واقعيا فالتزمت الصمت وتراجعت عن التصعيد السابق
- 4- الدول العربية : دعم كويتي بمبلغ 30 مليون دينار ! قرض سعودي بمبلغ 375 مليون ريال . إيقاف خطيب مسجد في الكويت (نبيل العوضي ) بسبب تدخله بشؤون سوريا . استثمار إماراتي في سوريا بمبلغ 5 مليار دولار في منطقة العدوي بدمشق . وتضييق من بعض الدول العربية على الناشطيين السياسيين السوريين ! عشاء دعم للقيادة السورية وبرنامجها الإصلاحي في السفارة السورية في عمان ! نبيل العربي يدعم شرعية الأسد ! انطلاق حكومة لبنان بعيدا عن الحريري وجماعة 14 أذار . صمت مصري مطبق ! رسالة دعم من رئيس العراق ! تقارب سوري عراقي اقتصادي بوفد سوري في بغداد بتاريخ 26و27 تموز الجاري ! مواقف داعمة وشاكرة من السلطة الفلسطينية وحماس وخاصة بعد اعتراف سورية بدولة فلسطينية على حدود 1967 ! لا يحتاج الأمر لتعليق أو شرح ؟!
- 5- فشل المعارضة (بنقطة أو بدون نقطة – الأمر سيان -) في استصدار ولو بيان واضح واحد موحد أو اجتماعها في مؤتمر واحد . على العكس من ذلك اجتمعوا فاختلفوا فتفرقوا وذهبت ريحهم وحار العرب والغرب معهم . قلنا سابقا ،هم يختلفون على المناصب لا على المبادىء (راجع المقالة الأولى ). وحتى تتبلور قيادة واضحة لهم يحتاج الأمر وقتا طويلا جدا. وأنا أعتقد بل متأكد أنهم لم ولن يجتمعوا على قرار واحد أبد الدهر .
- 6- تماسك الجيش : رغم كل (الإنشقاقات ) على قناة الجزيرة وغيرها لكن الأمر واقعيا غير ذلك بل عكس ذلك تماما . مازال الجيش متماسكا متلاحما وليس من بوادر واضحة لأي انشقاق البتة -على الأقل في المدى المنظور-
- 7- تقارب إيراني سعودي تجلى في تصريحات وزيري خارجية البلدين قبل بضعة أيام واليوم أصبح أكثر وضوحا في تصريحات سفير السعودية في الرياض السيد محمد جواد محلاتي بتاريخ 27/7/2011 قائلا : مستعدون لفتح منشأتنا النووية أمام خبراء سعوديين ( وهذا الكلام ليس ارتجاليا على طريقة هيلاري كلنتون) . الامر الذي يعني أن إيران والسعودية متفقتان على ضرورة بقاء الأسد (ولو بشكل أضعف )- أو- ولو بتحالفات جديدة أراها تتبلور اتفاقا قريبا خاصة بعد اشتباكات طائفية لن تسلم من نارها البلدان المتناحران فيما لو استعرت .
- 8- سياسة اللعب بالنار : أو سياسية حافة الهاوية فليس لدى النظام ما يخسره بعد كل ما صدر من عقوبات اوروبية وأمريكية . فليس لدى أوروبا وأمريكا من أساليب ضغط أخرى غير الحوار مع النظام وهذا ليس ببعيد (بعد أن يقوم وليد المعلم بإعادة أوروبا إلى الخارطة ) أو يستمر فيهضم أمريكا وهذا مستبعد جدا .
- 9- ليبيا مجددا : فشل العالم في الإطاحة بالقذافي وراحوا يفاوضونه وسمحوا له (مشكورين) بالبقاء في بلده المحتل . بتاريخ 26/07/2011 رئيس وزراء ليبيا البغدادي المحمودي يضع شروطا لبدء الحوار أولها وقف الهجمات الجوية بعدما كان كل العالم حتى مصطفى عبد الجليل يقول لا حوار مع القذافي ولا مكان له في ليبا . هذا الأمر يعني فيما يعنيه أن الغرب لن يتدخل عسكريا في سوريا ولو بلغ عدد القتلى أضعافا . وفد ألماني يقول للمعارضة السورية عليكم بالحوار مع النظام . هذا الوفد كان يتحدث من دمشق بعد لقاء مع المعلم وأقصد وليد ؟!
- 10- أسباب اقتصادية : عوّل العالم كله على انهيار اقتصادي في سوريا . حتى اليوم لم تتأخر الحكومة في دفع راتب موظف واحد بل مازالت تسمح بالتحويل للخارج دون شروط أو قيود . وما كانت لتسمح بذلك لولا أنها تملك مخزونا احتياطيا كبيرا من السيولة ولو جاءها من دعم إيران كما تقول بعض الصحف وتنفيه سوريا . بينما يترنح الغرب كله على انهيار اقتصادي شامل بمن فيهم أمريكا انتظروا الثاني من أغسطس القادم ؟!
- 11- انخفاض عدد القتلى في سوريا : وذلك بسبب لجوء الأمن إلى سياسة الإعتقال والجرح بعدما كان الرصاص الحي يدوي في الأيام السابقة . هذا الأمر سيخفف من الضغط الخارجي . فالجريح حتى ولو في حالة خطرة لا يحدث صدمة أو تأثيرا كما القتيل سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي . هذا يعني تراجع الضغط الخارجي
- 12- تراجع تأييد الأقليات بعد ممارسات طائفية ضدهم . وبغض النظر عمن هو السبب في بدء صراع طائفي (السلطة أو المتظاهرون ) فإن استهداف الأقليات جعلهم يتراجعون إلى الصمت إن لم نقل إلى الـتأييد بعدما كان قسم كبير منهم يهب ّ للمشاركة . تراجع شعبي
- 13- حلب : وما أدراك ما حلب لا تعطي ولا تهب . مازلت خارج اللعبة بل ما زالت مسيرات التأييد حاضرة بقوة . فلو كانت هناك بوادر انضمامها للثورة لكانت على الأقل تمر بمرحلة صمت وليس مسيرات تأييد كبيرة جدا ( ليسوا موظفين كما يقول بعضهم . تستطيع أن تأخذ الموظف إلى المسيرة لكنك لا تستطيع أن تجعله يرقص ويغني فرحا ) ؟!
- 14- الإعلام : انكشاف كثير من فبركات الإعلام . الأمر الذي جعل كل شخص يشكك في كل ما يراه ويحتاج دليلا وهذه ظاهرة جديدة . بعضهم يطالب بالاسم الثلاثي لأي شهيد و تصوير مقابلات حقيقة مع ذويه .
- 15- الحل الأمني : نجاح الحل الأمني في بعض المناطق . درعا كانت تشهد مظاهرات بمئات الألوف . اليوم لا يزيد عدد المتظاهرين عن بضع مئات وبشكل متفرق وسريع . بغض النظر عما تبثه الجزيرة وتقول (بث مباشر ) .
- 16- الحسم : قررت القيادة السورية الحسم بعد الدمار والخراب في الممتلكات الخاصة والعامة . وهذا ما بدا واضحا جليا منذ 23/07/2011 . حيث تنفذ السلطات الأمنية حملات سريعة ليلية للقبض على المطلوبين والناشطين واعتقالهم ووضعهم في السجن وليس الإكتفاء بتوقيعهم على تعهد ما يلبثوا أن ينقضوه في يوم الجمعة التالي .
- 17- تماسك ديبلوماسي : رغم كل المغريات لم ينشق سفير واحد حتى اليوم . عكس ما حدث مع ( الشيخ ) القذافي الذي يستشهد بالأحاديث والأيات هذه الأيام . فمنذ اليوم الأول انشق عنه وزيران بينهم وزير الداخلية وعدة سفراء بينهم مندوب ليبيا في الأمم المتحدة . في سوريا لم يحدث أي من هذا ( انشقاق قنصل سابق منذ 10 سنوات في بلد مثل بلغاريا لا يعني شيئا أبدا ) حتى أبناء المناطق المنكوبة ( درعا – حمص – إدلب – حماة ) لم ينشق منها أي ديبلوماسي ولا حتى أي عسكري ذي قيمة رغم المحاولات والمغريات .
- 18- الأخوان المسلمون : أو كارثة سورية قديما وحديثا ومستقبلا ودائما حيث بدا واضحا أن أغلبية الحضور في مؤتمرات المعارضة هم من الأخوان المسلمين الأمر الذي جعل كثير من السوريين يتراجع عن حركة الإحتجاج . هل تتصوروا معنى أن تحكم سورية حركة الأخوان المسلمين ؟؟!! ليس صحيحا أن لهم ثقل جماهيري ( باستثناء مدينة حماة)
- 19- وجود غطاء أمريكي راح يتوضح جليا من خلال زيارة سفيرها لحماة .واستغلال النظام لهذا الموضوع بشكل جيد فتاريخ أمريكا أسود في المنطقة وفي العالم كله وأشد ما يكون سوادا في العراق الذي يعاني من نقص الكهرباء بعدما كان البلد العربي الأكثر تطورا قبل عشرين عاما . هذه التخلف يأتي بعد 8 سنوات من الإحتلال الأمريكي ونشر الديمقراطية في بلاد الرافدين . المالكي اليوم هو صدام الأمس وزد على ذلك تراجع الخدمات وازدياد الأمية والجهل في بلد عربي استطاع أن ينجب علماء عربا سابقا. السوريون لا يثقون بأمريكا وسياساتها وخوفهم من مصير مماثل حدا بهم للسكون إن لم نقل للعودة إلى أيام الصمت الرهيب في مملكة الصمت
- 20- العامل الداخلي : أولاً: القيادات في حلب السنية الصامتة والمتظاهرون في درعا وحمص وهذا يعني انفصال تام بين القيادات والقواعد ( غسان النجار – حسن عبد العظيم – البيانوني – عبد الحميد منجونة .... الخ كلهم من محافظة حلب )
بينما لا توجد قيادات فعالة من درعا أو حمص ودائما تبقى حماة استثناء لأسباب معروفة
- ثانيا: ازدياد البطالة بسبب طول فترة الثورة . تسريح عمالة إغلاق محال وشركات . تخفيض رواتب .... الخ ؟ وحتّاما يستطيع المواطنون الفقراء الإنفاق من مدخراتهم ( إن وجدت ) فصمت خير من صمت وفقر .
ثالثا : انكشاف أمر قيادات المعارضة عند كل السوريين و غياب وجودهم على الأرض فعليا : من يستطيع أن يسمي لي اسما واحدا لمتظاهر واحد في كل سورية تربطه بمعارض واحد أي صلة قرابة ( ابن – أخ - ..... أخ بالرضاعة ) ؟؟!!
رابعا : الدروز مازالوا خارج الثورة رغم تاريخهم النضالي الطويل حيث كانوا سباقين دائما للثورات . وهو وإن كانوا أقلية لكنهم مكون أساسي من مكونات سورية ولهم خصوصية كونهم يتجمعون في محافظة واحدة مع وجود لهم في بعض المناطق الأخرى ( ريف إدلب – جبل الشيخ وقراه – الجولان - القنيطرة ) . وهم ليسوا مع النظام أبدا لكنهم لم يثوروا ؟
قد نختلف في بعض النقاط ترتيبا أو محتوى لكن يجب ألا نختلف في النتيجة وهي : الثورة السورية فشلت وانتهت وقضي الأمر الذي فيه نختلف . وحتى تستطيع المعارضة تشكيل قيادة واحدة تقف خلفها كل الأصوات المعارضة نقول لكم تصبحون على ثورة ليس فيها رضوان زيادة (وغيره ) الذي يجلس في واشنطن يطالب بعقوبات على قطاع النفط والغاز ( في مقابلة مباشرة على قناة الجزيرة مع عبد الرحيم فقراء بتاريخ 26/07/2011 ) وهو يدرك أن العقوبات تطال الشعب ولن تطال َ النظام وطبعا السيد زيادة لن يعاني أبناؤه في أمريكا من برد الكانونين الأول والثاني الذين كما يقول السوريون ( بيقصوا المسمار) كناية عن البرد الشديد . فسوريا بدون عقوبات على النفط تعاني نقصا في المازوت و شحا فيه في الصيف فماذا سيحدث في الشتاء حيث يشتد الطلب عليه ويزيد البرد و عقوبات إضافية . سيبرد الشعب ويجوع والنظام لن يتأثر أزلامه وبالطبع لن يعاني زيادة و مجموعته أيضا ً
هنا لابد أن نشكر السيد نمرود سليمان ( العلوي – الكافر- وليس سنيا – مؤمنا - مثل رضوان زيادة ) الذي قال له على الهواء مباشرة مستنكرا طلبه مستغربا هكذا طلب من (منقذ) سوريا: قال نمرود سليمان : إن العقوبات ستطال الشعب لا النظام والعراق أكبر دليل في عقوباته التي استمرت 13 عاما . تلون وجه زيادة وراح يفسر دونما جدوى
تصبحون على وطن فيه معارضة وطنية تحمل رؤية وفكرا وبرنامجا وأيضا حظا أوفر في ثورة قادمة أتمنى ألا تتكأ على كثيرن من الموجودين على ساحتها حاليا يجلسون في فنادق العواصم ويتهيأون لشغل مناصب تبدو أكبر منهم بل فضفاضة عليهم
عاشت سورية حرة أبية ديمقراطية مدنية تعددية لا دينية. بعلم واحد وصوت واحد وقلب واحد وليس فيها صوت طائفي عرعوري وليس فيها أخوان بل فيه أخوة . تتسع لكل السوريين تحضنهم بدفئها وتسقيهم من بردى والفرات والعاصي ودجلة وينابيع الجولان و منابع اللواء السليب دون تفرقة أبدا
بقلم د . مصعب الحريري / باحث و أكاديمي – متخصص في القضايا السورية – لندن حاليا –
- 1- تركيا : لقد بلع أردوغان لسانه الذي طال كثيرا ً بل وكثيرا ً جدا حتى بلغ به الأمر أن أعطى للقيادة السورية سلسلة مطالب وجدولا زمنيا وإلا فإنه سيتخذ إجراءات (صارمة ) . منذ شهر تقريبا لم يتفوه أردوغان البتة . لا من قريب ولا من بعيد إلا من خلال حديثه عن عزمه الذهاب إلى غزة ؟؟!! غزة التي نسيها عندما كان يتحدث عن حماة
- 2- اللاجئون السوريون: غاب اللاجئون السوريون عن كل وسائل الإعلام بشكل نهائي بعدما شغلوا شاشتها طولا وعرضا بل وزارتهم أنجلينا جولي لتعطي للموضوع أبعادا عالمية ( لم تذهب إلى الصومال الأن ) . غاب الحدث إعلاميا ً . عاد أكثر من نصفهم إلى بلادهم وبيوتهم . أبدت تركيا معاملة سيئة لهم فالخدمات شحيحة وسيئة ومنعتهم من الحديث مع أي وسيلة إعلامية .. كل ما سبق ينتج عنه إلغاء فكرة منطقة عازلة أو تدخل دولي لحماية المدنيين
- 3- أمريكا : قالت هيلاري كلنتون إن الأسد فقد الشرعية بعدما ذهب سفير أمريكا إلى حماة . وبعد يومين صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية : كلام هيلاري كان ارتجاليا والسفير ذهب دون علم الوزارة ؟ طبعا هذا غير صحيح بل هو التفاف على الأمر حفظا لماء الوجه . منذ متى كان وزراء الخارجية يرتجلون عندما يقرأون بيانا مكتوبا ؟! . أمريكا راجعت حساباتها واقعيا فالتزمت الصمت وتراجعت عن التصعيد السابق
- 4- الدول العربية : دعم كويتي بمبلغ 30 مليون دينار ! قرض سعودي بمبلغ 375 مليون ريال . إيقاف خطيب مسجد في الكويت (نبيل العوضي ) بسبب تدخله بشؤون سوريا . استثمار إماراتي في سوريا بمبلغ 5 مليار دولار في منطقة العدوي بدمشق . وتضييق من بعض الدول العربية على الناشطيين السياسيين السوريين ! عشاء دعم للقيادة السورية وبرنامجها الإصلاحي في السفارة السورية في عمان ! نبيل العربي يدعم شرعية الأسد ! انطلاق حكومة لبنان بعيدا عن الحريري وجماعة 14 أذار . صمت مصري مطبق ! رسالة دعم من رئيس العراق ! تقارب سوري عراقي اقتصادي بوفد سوري في بغداد بتاريخ 26و27 تموز الجاري ! مواقف داعمة وشاكرة من السلطة الفلسطينية وحماس وخاصة بعد اعتراف سورية بدولة فلسطينية على حدود 1967 ! لا يحتاج الأمر لتعليق أو شرح ؟!
- 5- فشل المعارضة (بنقطة أو بدون نقطة – الأمر سيان -) في استصدار ولو بيان واضح واحد موحد أو اجتماعها في مؤتمر واحد . على العكس من ذلك اجتمعوا فاختلفوا فتفرقوا وذهبت ريحهم وحار العرب والغرب معهم . قلنا سابقا ،هم يختلفون على المناصب لا على المبادىء (راجع المقالة الأولى ). وحتى تتبلور قيادة واضحة لهم يحتاج الأمر وقتا طويلا جدا. وأنا أعتقد بل متأكد أنهم لم ولن يجتمعوا على قرار واحد أبد الدهر .
- 6- تماسك الجيش : رغم كل (الإنشقاقات ) على قناة الجزيرة وغيرها لكن الأمر واقعيا غير ذلك بل عكس ذلك تماما . مازال الجيش متماسكا متلاحما وليس من بوادر واضحة لأي انشقاق البتة -على الأقل في المدى المنظور-
- 7- تقارب إيراني سعودي تجلى في تصريحات وزيري خارجية البلدين قبل بضعة أيام واليوم أصبح أكثر وضوحا في تصريحات سفير السعودية في الرياض السيد محمد جواد محلاتي بتاريخ 27/7/2011 قائلا : مستعدون لفتح منشأتنا النووية أمام خبراء سعوديين ( وهذا الكلام ليس ارتجاليا على طريقة هيلاري كلنتون) . الامر الذي يعني أن إيران والسعودية متفقتان على ضرورة بقاء الأسد (ولو بشكل أضعف )- أو- ولو بتحالفات جديدة أراها تتبلور اتفاقا قريبا خاصة بعد اشتباكات طائفية لن تسلم من نارها البلدان المتناحران فيما لو استعرت .
- 8- سياسة اللعب بالنار : أو سياسية حافة الهاوية فليس لدى النظام ما يخسره بعد كل ما صدر من عقوبات اوروبية وأمريكية . فليس لدى أوروبا وأمريكا من أساليب ضغط أخرى غير الحوار مع النظام وهذا ليس ببعيد (بعد أن يقوم وليد المعلم بإعادة أوروبا إلى الخارطة ) أو يستمر فيهضم أمريكا وهذا مستبعد جدا .
- 9- ليبيا مجددا : فشل العالم في الإطاحة بالقذافي وراحوا يفاوضونه وسمحوا له (مشكورين) بالبقاء في بلده المحتل . بتاريخ 26/07/2011 رئيس وزراء ليبيا البغدادي المحمودي يضع شروطا لبدء الحوار أولها وقف الهجمات الجوية بعدما كان كل العالم حتى مصطفى عبد الجليل يقول لا حوار مع القذافي ولا مكان له في ليبا . هذا الأمر يعني فيما يعنيه أن الغرب لن يتدخل عسكريا في سوريا ولو بلغ عدد القتلى أضعافا . وفد ألماني يقول للمعارضة السورية عليكم بالحوار مع النظام . هذا الوفد كان يتحدث من دمشق بعد لقاء مع المعلم وأقصد وليد ؟!
- 10- أسباب اقتصادية : عوّل العالم كله على انهيار اقتصادي في سوريا . حتى اليوم لم تتأخر الحكومة في دفع راتب موظف واحد بل مازالت تسمح بالتحويل للخارج دون شروط أو قيود . وما كانت لتسمح بذلك لولا أنها تملك مخزونا احتياطيا كبيرا من السيولة ولو جاءها من دعم إيران كما تقول بعض الصحف وتنفيه سوريا . بينما يترنح الغرب كله على انهيار اقتصادي شامل بمن فيهم أمريكا انتظروا الثاني من أغسطس القادم ؟!
- 11- انخفاض عدد القتلى في سوريا : وذلك بسبب لجوء الأمن إلى سياسة الإعتقال والجرح بعدما كان الرصاص الحي يدوي في الأيام السابقة . هذا الأمر سيخفف من الضغط الخارجي . فالجريح حتى ولو في حالة خطرة لا يحدث صدمة أو تأثيرا كما القتيل سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي . هذا يعني تراجع الضغط الخارجي
- 12- تراجع تأييد الأقليات بعد ممارسات طائفية ضدهم . وبغض النظر عمن هو السبب في بدء صراع طائفي (السلطة أو المتظاهرون ) فإن استهداف الأقليات جعلهم يتراجعون إلى الصمت إن لم نقل إلى الـتأييد بعدما كان قسم كبير منهم يهب ّ للمشاركة . تراجع شعبي
- 13- حلب : وما أدراك ما حلب لا تعطي ولا تهب . مازلت خارج اللعبة بل ما زالت مسيرات التأييد حاضرة بقوة . فلو كانت هناك بوادر انضمامها للثورة لكانت على الأقل تمر بمرحلة صمت وليس مسيرات تأييد كبيرة جدا ( ليسوا موظفين كما يقول بعضهم . تستطيع أن تأخذ الموظف إلى المسيرة لكنك لا تستطيع أن تجعله يرقص ويغني فرحا ) ؟!
- 14- الإعلام : انكشاف كثير من فبركات الإعلام . الأمر الذي جعل كل شخص يشكك في كل ما يراه ويحتاج دليلا وهذه ظاهرة جديدة . بعضهم يطالب بالاسم الثلاثي لأي شهيد و تصوير مقابلات حقيقة مع ذويه .
- 15- الحل الأمني : نجاح الحل الأمني في بعض المناطق . درعا كانت تشهد مظاهرات بمئات الألوف . اليوم لا يزيد عدد المتظاهرين عن بضع مئات وبشكل متفرق وسريع . بغض النظر عما تبثه الجزيرة وتقول (بث مباشر ) .
- 16- الحسم : قررت القيادة السورية الحسم بعد الدمار والخراب في الممتلكات الخاصة والعامة . وهذا ما بدا واضحا جليا منذ 23/07/2011 . حيث تنفذ السلطات الأمنية حملات سريعة ليلية للقبض على المطلوبين والناشطين واعتقالهم ووضعهم في السجن وليس الإكتفاء بتوقيعهم على تعهد ما يلبثوا أن ينقضوه في يوم الجمعة التالي .
- 17- تماسك ديبلوماسي : رغم كل المغريات لم ينشق سفير واحد حتى اليوم . عكس ما حدث مع ( الشيخ ) القذافي الذي يستشهد بالأحاديث والأيات هذه الأيام . فمنذ اليوم الأول انشق عنه وزيران بينهم وزير الداخلية وعدة سفراء بينهم مندوب ليبيا في الأمم المتحدة . في سوريا لم يحدث أي من هذا ( انشقاق قنصل سابق منذ 10 سنوات في بلد مثل بلغاريا لا يعني شيئا أبدا ) حتى أبناء المناطق المنكوبة ( درعا – حمص – إدلب – حماة ) لم ينشق منها أي ديبلوماسي ولا حتى أي عسكري ذي قيمة رغم المحاولات والمغريات .
- 18- الأخوان المسلمون : أو كارثة سورية قديما وحديثا ومستقبلا ودائما حيث بدا واضحا أن أغلبية الحضور في مؤتمرات المعارضة هم من الأخوان المسلمين الأمر الذي جعل كثير من السوريين يتراجع عن حركة الإحتجاج . هل تتصوروا معنى أن تحكم سورية حركة الأخوان المسلمين ؟؟!! ليس صحيحا أن لهم ثقل جماهيري ( باستثناء مدينة حماة)
- 19- وجود غطاء أمريكي راح يتوضح جليا من خلال زيارة سفيرها لحماة .واستغلال النظام لهذا الموضوع بشكل جيد فتاريخ أمريكا أسود في المنطقة وفي العالم كله وأشد ما يكون سوادا في العراق الذي يعاني من نقص الكهرباء بعدما كان البلد العربي الأكثر تطورا قبل عشرين عاما . هذه التخلف يأتي بعد 8 سنوات من الإحتلال الأمريكي ونشر الديمقراطية في بلاد الرافدين . المالكي اليوم هو صدام الأمس وزد على ذلك تراجع الخدمات وازدياد الأمية والجهل في بلد عربي استطاع أن ينجب علماء عربا سابقا. السوريون لا يثقون بأمريكا وسياساتها وخوفهم من مصير مماثل حدا بهم للسكون إن لم نقل للعودة إلى أيام الصمت الرهيب في مملكة الصمت
- 20- العامل الداخلي : أولاً: القيادات في حلب السنية الصامتة والمتظاهرون في درعا وحمص وهذا يعني انفصال تام بين القيادات والقواعد ( غسان النجار – حسن عبد العظيم – البيانوني – عبد الحميد منجونة .... الخ كلهم من محافظة حلب )
بينما لا توجد قيادات فعالة من درعا أو حمص ودائما تبقى حماة استثناء لأسباب معروفة
- ثانيا: ازدياد البطالة بسبب طول فترة الثورة . تسريح عمالة إغلاق محال وشركات . تخفيض رواتب .... الخ ؟ وحتّاما يستطيع المواطنون الفقراء الإنفاق من مدخراتهم ( إن وجدت ) فصمت خير من صمت وفقر .
ثالثا : انكشاف أمر قيادات المعارضة عند كل السوريين و غياب وجودهم على الأرض فعليا : من يستطيع أن يسمي لي اسما واحدا لمتظاهر واحد في كل سورية تربطه بمعارض واحد أي صلة قرابة ( ابن – أخ - ..... أخ بالرضاعة ) ؟؟!!
رابعا : الدروز مازالوا خارج الثورة رغم تاريخهم النضالي الطويل حيث كانوا سباقين دائما للثورات . وهو وإن كانوا أقلية لكنهم مكون أساسي من مكونات سورية ولهم خصوصية كونهم يتجمعون في محافظة واحدة مع وجود لهم في بعض المناطق الأخرى ( ريف إدلب – جبل الشيخ وقراه – الجولان - القنيطرة ) . وهم ليسوا مع النظام أبدا لكنهم لم يثوروا ؟
قد نختلف في بعض النقاط ترتيبا أو محتوى لكن يجب ألا نختلف في النتيجة وهي : الثورة السورية فشلت وانتهت وقضي الأمر الذي فيه نختلف . وحتى تستطيع المعارضة تشكيل قيادة واحدة تقف خلفها كل الأصوات المعارضة نقول لكم تصبحون على ثورة ليس فيها رضوان زيادة (وغيره ) الذي يجلس في واشنطن يطالب بعقوبات على قطاع النفط والغاز ( في مقابلة مباشرة على قناة الجزيرة مع عبد الرحيم فقراء بتاريخ 26/07/2011 ) وهو يدرك أن العقوبات تطال الشعب ولن تطال َ النظام وطبعا السيد زيادة لن يعاني أبناؤه في أمريكا من برد الكانونين الأول والثاني الذين كما يقول السوريون ( بيقصوا المسمار) كناية عن البرد الشديد . فسوريا بدون عقوبات على النفط تعاني نقصا في المازوت و شحا فيه في الصيف فماذا سيحدث في الشتاء حيث يشتد الطلب عليه ويزيد البرد و عقوبات إضافية . سيبرد الشعب ويجوع والنظام لن يتأثر أزلامه وبالطبع لن يعاني زيادة و مجموعته أيضا ً
هنا لابد أن نشكر السيد نمرود سليمان ( العلوي – الكافر- وليس سنيا – مؤمنا - مثل رضوان زيادة ) الذي قال له على الهواء مباشرة مستنكرا طلبه مستغربا هكذا طلب من (منقذ) سوريا: قال نمرود سليمان : إن العقوبات ستطال الشعب لا النظام والعراق أكبر دليل في عقوباته التي استمرت 13 عاما . تلون وجه زيادة وراح يفسر دونما جدوى
تصبحون على وطن فيه معارضة وطنية تحمل رؤية وفكرا وبرنامجا وأيضا حظا أوفر في ثورة قادمة أتمنى ألا تتكأ على كثيرن من الموجودين على ساحتها حاليا يجلسون في فنادق العواصم ويتهيأون لشغل مناصب تبدو أكبر منهم بل فضفاضة عليهم
عاشت سورية حرة أبية ديمقراطية مدنية تعددية لا دينية. بعلم واحد وصوت واحد وقلب واحد وليس فيها صوت طائفي عرعوري وليس فيها أخوان بل فيه أخوة . تتسع لكل السوريين تحضنهم بدفئها وتسقيهم من بردى والفرات والعاصي ودجلة وينابيع الجولان و منابع اللواء السليب دون تفرقة أبدا
بقلم د . مصعب الحريري / باحث و أكاديمي – متخصص في القضايا السورية – لندن حاليا –
Comment