ان يعتقل متظاهرو "مظاهرة المثقفين" لهو أمر مدان دون أي شرط أو قيد! فهم لم يحملوا سلاحا ولا حتى بحصة، ولم يحرضوا على عنف أو تخريب ولا مارسوه بأي شكل! ولا هم ينشرون طائفية ولا يدعون إليها ولا يمارسوها! أي باختصار: اعتقالهم هو انتهاك صريح ومباشر لحقوق الإنسان، ولكل ما تعهد به النظام السوري حول حرية التظاهر.. ما دام قانون منع التظاهر هو ساري المفعول، ولم يعدل بعد ليصير قانونا ديمقراطيا للتظاهر.
لكن هذا لن يعني أبدا أن نقدس هؤلاء، فهم من أطلقوا على أنفسهم صفة مثقفين وسلميين. ولكنهم نسيوا صفة "عميان"!
فعماهم بدأ من إنكارهم وجود الصراع المسلح بين النظام ومجموعات مسلحة أصولية وغيرها! وعماهم هو من دفعهم ليعقدوا مؤتمرهم فورا إثر الخطاب الثالث الذي قال أن الشعب السوري ليس "النخبة فقط"! وعماهم هو الذي دفع بعضهم للكذب بالقول أنه يحضر المتظاهرات فيما هو لا يغادر مكتبه! وعماهم هو من جعلهم يفشلون، في أربعة أشهر ونيف من الأزمة، في قول كلمة واحدة سوى إعادة الاسطوانة المشروخة نفسها عن "سقف مطالب الشارع"!
ولكن عماهم الأكبر هو أن يختاروا "جامع الحسن" في حي الميدان مكانا لمظاهرتهم العتيدة!
كاتب هذا السطور كان من بين من رفض فكرة أن خروج المتظاهرين من الجامع يعني طائفية أو دينية هذه المظاهرات. وأكد أن الخروج من الجامع هو، بشكل رئيسي، استغلال لفرصة التجمع بحجة الصلاة. فهل كان هؤلاء "المثقفون" يصلون في جامع الحسن؟!
وحتى إن كانوا (وهم لم يكونوا)، فبما أنهم أعلنوا عن مظاهرتهم وموعدها وخط سيرها، فلماذا اختاروا جامعا بالتحديد مكانا لتجمعهم؟ هل هو "لملاقاة الشارع" المتظاهر؟ كان بإمكانهم أن يلاقوه حيث يعاني الأمرين! وهم من رفض دعوة "تحت الهواء" لزيارة مفاجئة إلى تظاهرات زملكا (مثلا) للمشاركة فيها تأكيدا على "الحرية والديمقراطية والمطالب"، وبعيدا عن "الزعران والمشكلجية وأصحاب السوابق"! ورفضوا الدعوة بسخرية! مع أن السخرية مني بعد تلبية الدعوة وتكشف كوني، بالجرم المشهود، بوقا للنظام، ستكون أمر وأدهى!
بل رفضوا أيضا زيارة أماكن عدة من الأماكن الساخنة في سورية، رغم تقديم عرض "مغر" من حيث استعدادي لتقديم وسائل النقل مجانا! وهم يعرفون أن تلبيتهم هذه الدعوة، بحضوري على الأقل، ستكشف الكثير مما يعمون عيونهم عنه!
إذا: لماذا اختاروا جامعا؟!
الواقع أن الجواب الوحيد هو عماهم الذي جعلهم يفشكلون خبط عشواء منذ بداية الأزمة حتى اليوم! تخبطا دفع أحدهم ليقول: ربما كوماندوس إسرائيلي من قتل 125 ضحية من الأمن في جسر الشغور! وهو من دفع بعضهم ليدور مثل من يدور حول حلقة الطاحون وهو يرفض أن يجيب على سؤال: من قتل أكثر من 350 جنديا وعنصرا من الشرطة والأمن، وعشرات المدنيين؟!
وطبعا، كأي أخرق، يواجهون السؤال بسؤال: ومن قتل مئات المتظاهرين السلميين؟ لكنهم يحظون بجواب واضح: أجهزة الأمن السورية هي من قتلت أغلبهم! فأين هو جوابكم الواضح أيها العميان؟ أين هي جرأتكم "منقطعة" النظير في تسمية الأشياء بمسمياتها؟!
لقد اختاروا جامعا فقط ليؤكدوا لملايين السوريين كم هم حمقى (وحتى الحمقى لا يجوز اعتقالهم مثلما فعل النظام السوري مع هؤلاء) وهم يؤكدون أن الجامع هو مكان مدني يلتئم الناس فيه ليواجهوا نظاما أمنيا قتل الناس المدنيين بالدبابات، ويواجه راشدين (فوق 18 سنة) عزل بالرشاشات، ويعتقل أبرياء يعرفون جيدا ما يريدون ولا يمدون يدا لتخريب ولا لحرق ولا لتدمير!
لم يعد له معنى مناشدة هؤلاء التخلي عن عماهم، فقد أكل العين وأعصابها. ولم يعد له معنى مناشدة النظام التخلي عن عنفه، فقد أستعادت قوى الموت بعض سلطاتها داخل النظام.
بل ما يجدر قوله هو: إن عمى هؤلاء لا يغير قيد شعرة من حقائق الواقع السوري الذين يؤكد أن سورية لن تمضي نحو الديمقراطية والحرية إلا بالمدني الراقي والحضاري، وبرفض كل العنف الممارس في الشارع مثلما كل العنف الممارس من النظام ضد العزل. وبالاعتراف بالموالاة كجزء من الشعب السوري له كل الحق في اعتقاده وتصوراته السياسية مثلما يطالبون بالاعتراف بالمعارضة كجزء من الشعب السوري له كل الحق في اعتقاده وتصوراته السياسية. ومثلما لكل سوري الحق الكامل في تصوراته السياسية.
وأن الوصول إلى "تسوية" لهذه الحقوق لن يفرضها سفير فرنسي قذر، ولا سفير أمريكي أشد قذارة! لا مظاهرات فقدت بوصلتها، ولا نخب سقطت دون صوت كأي ورق مقوى! بل سيفرضها فقط قراءة الواقع السوري قراءة صحيحة، والعمل على تنظيم الناس في قوى وأحزاب تبلور تصوراتها وتنتخب ممثليها وقادتها!
فلا النظام يمثل الموالاة، بل يمثل نفسه فحسب.
ولا تنسيقيات "الثورة" والمعارضة والمتفوهين يمثلون حتى الكراسي التي يجلسون عليها.
مثقفو سورية، الذين نطالب بحريتهم فورا لعدم ممارستهم أي عنف أو تحريض عليه، باتوا عميانا بالكامل.. إنه لأمر مخجل، لكنه واقع يجب التعامل معه كأي واقع: نراه ونقبله ونسعى إلى تجاوزه..
كتبها بسام القاضي طبعا هو كاتب سوري و هو معارض بس اللي عجبني بهالمقالة و اللي حبيت انقلو هو انو من المعارضين اللي اعترفو بوجود مسلحيين ما متل غيرو اللي تعامو عن الموضوع و كمان نقدو الرائع لماسمي مظاهرة الفنانيين
بالنهاية الله سوريا بشار و بس
لكن هذا لن يعني أبدا أن نقدس هؤلاء، فهم من أطلقوا على أنفسهم صفة مثقفين وسلميين. ولكنهم نسيوا صفة "عميان"!
فعماهم بدأ من إنكارهم وجود الصراع المسلح بين النظام ومجموعات مسلحة أصولية وغيرها! وعماهم هو من دفعهم ليعقدوا مؤتمرهم فورا إثر الخطاب الثالث الذي قال أن الشعب السوري ليس "النخبة فقط"! وعماهم هو الذي دفع بعضهم للكذب بالقول أنه يحضر المتظاهرات فيما هو لا يغادر مكتبه! وعماهم هو من جعلهم يفشلون، في أربعة أشهر ونيف من الأزمة، في قول كلمة واحدة سوى إعادة الاسطوانة المشروخة نفسها عن "سقف مطالب الشارع"!
ولكن عماهم الأكبر هو أن يختاروا "جامع الحسن" في حي الميدان مكانا لمظاهرتهم العتيدة!
كاتب هذا السطور كان من بين من رفض فكرة أن خروج المتظاهرين من الجامع يعني طائفية أو دينية هذه المظاهرات. وأكد أن الخروج من الجامع هو، بشكل رئيسي، استغلال لفرصة التجمع بحجة الصلاة. فهل كان هؤلاء "المثقفون" يصلون في جامع الحسن؟!
وحتى إن كانوا (وهم لم يكونوا)، فبما أنهم أعلنوا عن مظاهرتهم وموعدها وخط سيرها، فلماذا اختاروا جامعا بالتحديد مكانا لتجمعهم؟ هل هو "لملاقاة الشارع" المتظاهر؟ كان بإمكانهم أن يلاقوه حيث يعاني الأمرين! وهم من رفض دعوة "تحت الهواء" لزيارة مفاجئة إلى تظاهرات زملكا (مثلا) للمشاركة فيها تأكيدا على "الحرية والديمقراطية والمطالب"، وبعيدا عن "الزعران والمشكلجية وأصحاب السوابق"! ورفضوا الدعوة بسخرية! مع أن السخرية مني بعد تلبية الدعوة وتكشف كوني، بالجرم المشهود، بوقا للنظام، ستكون أمر وأدهى!
بل رفضوا أيضا زيارة أماكن عدة من الأماكن الساخنة في سورية، رغم تقديم عرض "مغر" من حيث استعدادي لتقديم وسائل النقل مجانا! وهم يعرفون أن تلبيتهم هذه الدعوة، بحضوري على الأقل، ستكشف الكثير مما يعمون عيونهم عنه!
إذا: لماذا اختاروا جامعا؟!
الواقع أن الجواب الوحيد هو عماهم الذي جعلهم يفشكلون خبط عشواء منذ بداية الأزمة حتى اليوم! تخبطا دفع أحدهم ليقول: ربما كوماندوس إسرائيلي من قتل 125 ضحية من الأمن في جسر الشغور! وهو من دفع بعضهم ليدور مثل من يدور حول حلقة الطاحون وهو يرفض أن يجيب على سؤال: من قتل أكثر من 350 جنديا وعنصرا من الشرطة والأمن، وعشرات المدنيين؟!
وطبعا، كأي أخرق، يواجهون السؤال بسؤال: ومن قتل مئات المتظاهرين السلميين؟ لكنهم يحظون بجواب واضح: أجهزة الأمن السورية هي من قتلت أغلبهم! فأين هو جوابكم الواضح أيها العميان؟ أين هي جرأتكم "منقطعة" النظير في تسمية الأشياء بمسمياتها؟!
لقد اختاروا جامعا فقط ليؤكدوا لملايين السوريين كم هم حمقى (وحتى الحمقى لا يجوز اعتقالهم مثلما فعل النظام السوري مع هؤلاء) وهم يؤكدون أن الجامع هو مكان مدني يلتئم الناس فيه ليواجهوا نظاما أمنيا قتل الناس المدنيين بالدبابات، ويواجه راشدين (فوق 18 سنة) عزل بالرشاشات، ويعتقل أبرياء يعرفون جيدا ما يريدون ولا يمدون يدا لتخريب ولا لحرق ولا لتدمير!
لم يعد له معنى مناشدة هؤلاء التخلي عن عماهم، فقد أكل العين وأعصابها. ولم يعد له معنى مناشدة النظام التخلي عن عنفه، فقد أستعادت قوى الموت بعض سلطاتها داخل النظام.
بل ما يجدر قوله هو: إن عمى هؤلاء لا يغير قيد شعرة من حقائق الواقع السوري الذين يؤكد أن سورية لن تمضي نحو الديمقراطية والحرية إلا بالمدني الراقي والحضاري، وبرفض كل العنف الممارس في الشارع مثلما كل العنف الممارس من النظام ضد العزل. وبالاعتراف بالموالاة كجزء من الشعب السوري له كل الحق في اعتقاده وتصوراته السياسية مثلما يطالبون بالاعتراف بالمعارضة كجزء من الشعب السوري له كل الحق في اعتقاده وتصوراته السياسية. ومثلما لكل سوري الحق الكامل في تصوراته السياسية.
وأن الوصول إلى "تسوية" لهذه الحقوق لن يفرضها سفير فرنسي قذر، ولا سفير أمريكي أشد قذارة! لا مظاهرات فقدت بوصلتها، ولا نخب سقطت دون صوت كأي ورق مقوى! بل سيفرضها فقط قراءة الواقع السوري قراءة صحيحة، والعمل على تنظيم الناس في قوى وأحزاب تبلور تصوراتها وتنتخب ممثليها وقادتها!
فلا النظام يمثل الموالاة، بل يمثل نفسه فحسب.
ولا تنسيقيات "الثورة" والمعارضة والمتفوهين يمثلون حتى الكراسي التي يجلسون عليها.
مثقفو سورية، الذين نطالب بحريتهم فورا لعدم ممارستهم أي عنف أو تحريض عليه، باتوا عميانا بالكامل.. إنه لأمر مخجل، لكنه واقع يجب التعامل معه كأي واقع: نراه ونقبله ونسعى إلى تجاوزه..
كتبها بسام القاضي طبعا هو كاتب سوري و هو معارض بس اللي عجبني بهالمقالة و اللي حبيت انقلو هو انو من المعارضين اللي اعترفو بوجود مسلحيين ما متل غيرو اللي تعامو عن الموضوع و كمان نقدو الرائع لماسمي مظاهرة الفنانيين
بالنهاية الله سوريا بشار و بس
Comment