سورية تشهد انحباساً مطرياً لم تلحظه من 1958..ما الأسباب وراء ذلك؟!
شهدت سورية والمنطقة انحباسا للأمطار لم تشهده منذ عام 1958 الأمر الذي رأى فيه خبير للبيئة إن ذلك له أثار سلبية على الصحة العامة وعلى الزراعة, فيما أوضحت مديرية الأرصاد الجوية أن سبب تأخر سقوط المطر لهذا الموسم يعود الى سيطرة المرتفع الجوي الصاد على منطقة حوض المتوسط, متوقعة انحساره قريبا.
مرتفع جوي صاد مسيطر
وحول تفسير الأرصاد الجوية لتأخر الهطل المطري، قال المتنبئ الجوي رضوان عوض الأحمد إن سورية تتأثر بامتداد مرتفع جوي صاد يؤدي إلى استقرار المناخ، فيما يعد عدم وصول تيارات باردة من مناطق أوروبا لمناطق حوض المتوسط التي تعمق بدورها المنخفضات الأساسية بالبحر المتوسط، السبب الأساسي لسيطرة المرتفع الجوي الصاد".
وتعد المرتفعات الجوية الصادة ظاهرة طبيعية نادرة التكرار، وتكون أعمار المرتفعات الصادة عادة إما 3 أو 5 أو 7 أسابيع، وظهر المرتفع الجوي الصاد سابقاً في عام 2006 في شهر كانون الأول تقريباً حيث انقطع المطر لمدة 49 يوم.
ويتميز المرتفع الجوي الصاد بالاستقرار النسبي في درجات الحرارة، حيث يكون الطقس مشمساً نهاراً وبارداً ليلاً.
والمنخفضات الأساسية في منطقة المتوسط هي منخفض جنوى ومنخفض كريت ومنخفض قبرص، وسميت هذه المنخفضات بأسماء المناطق التي تتشكل فيها وتعمل على تعزيز الهطولات المطرية في سورية والدول المجاورة.
الحل قريب
وتابع الأحمد إنه "توجد في أوروبا مؤشرات على قرب وصول تيارات باردة لمنطقة المتوسط، تدفع هذه التيارات البادرة المنخفض الجوي للانحسار التدريجي، بعد أن شهدت أوروبا خلال الفترة الماضية درجات حرارة سطحية مرتفعة ما منع وجود تيارات هوائية باردة".
ونوه الأحمد إلى أن " ظهور المرتفع الجوي الصاد ليس بالضرورة ناتج عن التغيرات المناخية لكنه مؤشر على حدوثها، وخاصة من حيث تأخر بدء فصل الشتاء وتأخر انتهائه أيضاً".
وبخصوص توقعات الأرصاد الجوية لحال الطقس خلال الأسبوع الحالي، قال عوض الأحمد إنه "الأرصاد الجوية تتوقع خلال الأسبوع الحالي سيطرة مرتفع الجوي مع ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة، ويكون الجو مستقر نسبياً وتكون الحرارة أعلى من معدلاتها بحوالي 4 -6 درجات مئوية".
تحولات جذرية
وحول أهم التغيرات المناخية الملاحظة مؤخراً، قال رئيس قسم البيئة بكلية الهندسة في جامعة دمشق شبلي الشامي لم"نلحظ في الأعوام الأخيرة تغير في مواعيد هطل الأمطار، فبعد أن كانت أشهر تشرين حتى شباط موعداً لهطول المطر، تأخر وقتها إلى شهور نيسان وأيار، إضافة لظهور أمطار غير مسبوقة على الصحاري تثير القلق بأن تتحول الصحاري إلى مناطق خضراء ويحدث العكس للمناطق الخضراء".
وأظهرت دراسة المنتدى العربي للبيئة والتنمية أن منطقة الهلال الخصيب (الممتدة عبر العراق وسورية ولبنان والاردن والاراضي الفلسطينية) انخفاض كل مؤشرات الخصوبة اذا استمر الوضع على ما هو عليه حاليا، حيث شهد العالم العربي ارتفاعا غير متساو في حرارة الهواء السطحي تراوح بين 0.2 درجة و2 درجة مئوية بين عامي 1974 و2004.
وتتراوح كميات الأمطار التي تهطل في سورية بين (30) و (50) مليار م3 في السنة فحسب مصادر وزارة الري السورية يبلغ متوسط الهطل السنوي في سورية نحو (46) مليار م3 .
تأخر سقوط المطر يؤدي إلى تعفن المحاصيل وانتشار الأمراض المعدية
وتعد الأمطار عاملاً أساسياً في استقرارا الإنتاج الزراعي والحيواني على السواء فضلاً عن تأثير المناخ على الصحة الإنسانية بشكل عام، حيث قال الشامي إن "تغير موعد هطول الأمطار يؤدي إلى كوارث زراعية، خاصة بالنسبة لمحاصيل الزراعة المحلية البعلية، حيث تهطل الأمطار في موسم الحصاد ما يجعل المحاصيل قابلة للتعفن".
وكان المزارعون يعيشون حالة من القلق على محاصيلهم خشية انعكاس تقلبات الطقس المتكررة بين الحار والبارد على الأشجار المثمرة والنباتات والخضراوات، مما يجعل حصيلة تعبهم طيلة موسم كامل في مهب الريح.
وفيما يخص الثروة الحيوانية، قال رئيس قسم البيئة إن "الإنتاج الحيواني مرتبط بالإنتاج الزراعي، وعندما ينقص مستوى الإنتاج الزراعي تتأثر الثروة الحيوانية سلباً، حيث لا تجد الإناث ما تأكله عند وضع المواليد وتقل قدرتها على توفير الحليب اللازم لتغذية صغارها، وهذا يؤدي بدوره إلى موت الكثير من المواليد الجديدة والأمهات نتيجة ضعف التغذية، وتكون النتيجة تتناقص أعدادها ما يدفع إلى الاعتماد على الحيوانات المستوردة".
وأردف الشامي إن " العديد من البكتريا والجراثيم تجد مناخاً ملائماً للتكاثر مع ارتفاع درجات الحرارة، كما أن أشعة الشمس الحارة والأشعة فوق البنفسجية تسبب سرطانات الجلد، لذلك تعد الأمراض الجلدية والسرطانات من أكثر الأمراض المتوقع انتشارها في الفترات القادمة، فضلاً عن تأثير الأغذية الملوثة التي نتناولها، حيث ما زالت تنقصنا الرقابة الكافية على المنتجات الزراعية والغذائية".
وأفاد تقرير أعده علماء أوروبيون أن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض قد يساعد بالفعل الأمراض المعدية على الزحف شمالاً، ويربط التقرير بين ارتفاع درجة حرارة الكوكب وانتشار أمراض مثل حمى الدنج والحمى الصفراء والملاريا وحتى الطاعون البشري.
يذكر أن العالم العربي يعاني من تداعيات تتوافق مع توقعات التغير المناخي، ورغم أن العلماء يحذرون من الربط بين أحداث معينة وارتفاع حرارة الأرض فأنهم يحثون الحكومات العربية على اتخاذ خطوات الان للوقاية من كوارث محتملة، ففي حين أن المنطقة ككل لم تساهم بصورة كبيرة نسبيا في الانبعاثات التراكمية للغازات المسببة للاحتباس الحراري فإنها واحدة من أكثر المناطق عرضة للتغير المناخي كما أن الانبعاثات في تزايد.
المصدر www.daraa.net
شهدت سورية والمنطقة انحباسا للأمطار لم تشهده منذ عام 1958 الأمر الذي رأى فيه خبير للبيئة إن ذلك له أثار سلبية على الصحة العامة وعلى الزراعة, فيما أوضحت مديرية الأرصاد الجوية أن سبب تأخر سقوط المطر لهذا الموسم يعود الى سيطرة المرتفع الجوي الصاد على منطقة حوض المتوسط, متوقعة انحساره قريبا.
مرتفع جوي صاد مسيطر
وحول تفسير الأرصاد الجوية لتأخر الهطل المطري، قال المتنبئ الجوي رضوان عوض الأحمد إن سورية تتأثر بامتداد مرتفع جوي صاد يؤدي إلى استقرار المناخ، فيما يعد عدم وصول تيارات باردة من مناطق أوروبا لمناطق حوض المتوسط التي تعمق بدورها المنخفضات الأساسية بالبحر المتوسط، السبب الأساسي لسيطرة المرتفع الجوي الصاد".
وتعد المرتفعات الجوية الصادة ظاهرة طبيعية نادرة التكرار، وتكون أعمار المرتفعات الصادة عادة إما 3 أو 5 أو 7 أسابيع، وظهر المرتفع الجوي الصاد سابقاً في عام 2006 في شهر كانون الأول تقريباً حيث انقطع المطر لمدة 49 يوم.
ويتميز المرتفع الجوي الصاد بالاستقرار النسبي في درجات الحرارة، حيث يكون الطقس مشمساً نهاراً وبارداً ليلاً.
والمنخفضات الأساسية في منطقة المتوسط هي منخفض جنوى ومنخفض كريت ومنخفض قبرص، وسميت هذه المنخفضات بأسماء المناطق التي تتشكل فيها وتعمل على تعزيز الهطولات المطرية في سورية والدول المجاورة.
الحل قريب
وتابع الأحمد إنه "توجد في أوروبا مؤشرات على قرب وصول تيارات باردة لمنطقة المتوسط، تدفع هذه التيارات البادرة المنخفض الجوي للانحسار التدريجي، بعد أن شهدت أوروبا خلال الفترة الماضية درجات حرارة سطحية مرتفعة ما منع وجود تيارات هوائية باردة".
ونوه الأحمد إلى أن " ظهور المرتفع الجوي الصاد ليس بالضرورة ناتج عن التغيرات المناخية لكنه مؤشر على حدوثها، وخاصة من حيث تأخر بدء فصل الشتاء وتأخر انتهائه أيضاً".
وبخصوص توقعات الأرصاد الجوية لحال الطقس خلال الأسبوع الحالي، قال عوض الأحمد إنه "الأرصاد الجوية تتوقع خلال الأسبوع الحالي سيطرة مرتفع الجوي مع ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة، ويكون الجو مستقر نسبياً وتكون الحرارة أعلى من معدلاتها بحوالي 4 -6 درجات مئوية".
تحولات جذرية
وحول أهم التغيرات المناخية الملاحظة مؤخراً، قال رئيس قسم البيئة بكلية الهندسة في جامعة دمشق شبلي الشامي لم"نلحظ في الأعوام الأخيرة تغير في مواعيد هطل الأمطار، فبعد أن كانت أشهر تشرين حتى شباط موعداً لهطول المطر، تأخر وقتها إلى شهور نيسان وأيار، إضافة لظهور أمطار غير مسبوقة على الصحاري تثير القلق بأن تتحول الصحاري إلى مناطق خضراء ويحدث العكس للمناطق الخضراء".
وأظهرت دراسة المنتدى العربي للبيئة والتنمية أن منطقة الهلال الخصيب (الممتدة عبر العراق وسورية ولبنان والاردن والاراضي الفلسطينية) انخفاض كل مؤشرات الخصوبة اذا استمر الوضع على ما هو عليه حاليا، حيث شهد العالم العربي ارتفاعا غير متساو في حرارة الهواء السطحي تراوح بين 0.2 درجة و2 درجة مئوية بين عامي 1974 و2004.
وتتراوح كميات الأمطار التي تهطل في سورية بين (30) و (50) مليار م3 في السنة فحسب مصادر وزارة الري السورية يبلغ متوسط الهطل السنوي في سورية نحو (46) مليار م3 .
تأخر سقوط المطر يؤدي إلى تعفن المحاصيل وانتشار الأمراض المعدية
وتعد الأمطار عاملاً أساسياً في استقرارا الإنتاج الزراعي والحيواني على السواء فضلاً عن تأثير المناخ على الصحة الإنسانية بشكل عام، حيث قال الشامي إن "تغير موعد هطول الأمطار يؤدي إلى كوارث زراعية، خاصة بالنسبة لمحاصيل الزراعة المحلية البعلية، حيث تهطل الأمطار في موسم الحصاد ما يجعل المحاصيل قابلة للتعفن".
وكان المزارعون يعيشون حالة من القلق على محاصيلهم خشية انعكاس تقلبات الطقس المتكررة بين الحار والبارد على الأشجار المثمرة والنباتات والخضراوات، مما يجعل حصيلة تعبهم طيلة موسم كامل في مهب الريح.
وفيما يخص الثروة الحيوانية، قال رئيس قسم البيئة إن "الإنتاج الحيواني مرتبط بالإنتاج الزراعي، وعندما ينقص مستوى الإنتاج الزراعي تتأثر الثروة الحيوانية سلباً، حيث لا تجد الإناث ما تأكله عند وضع المواليد وتقل قدرتها على توفير الحليب اللازم لتغذية صغارها، وهذا يؤدي بدوره إلى موت الكثير من المواليد الجديدة والأمهات نتيجة ضعف التغذية، وتكون النتيجة تتناقص أعدادها ما يدفع إلى الاعتماد على الحيوانات المستوردة".
وأردف الشامي إن " العديد من البكتريا والجراثيم تجد مناخاً ملائماً للتكاثر مع ارتفاع درجات الحرارة، كما أن أشعة الشمس الحارة والأشعة فوق البنفسجية تسبب سرطانات الجلد، لذلك تعد الأمراض الجلدية والسرطانات من أكثر الأمراض المتوقع انتشارها في الفترات القادمة، فضلاً عن تأثير الأغذية الملوثة التي نتناولها، حيث ما زالت تنقصنا الرقابة الكافية على المنتجات الزراعية والغذائية".
وأفاد تقرير أعده علماء أوروبيون أن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض قد يساعد بالفعل الأمراض المعدية على الزحف شمالاً، ويربط التقرير بين ارتفاع درجة حرارة الكوكب وانتشار أمراض مثل حمى الدنج والحمى الصفراء والملاريا وحتى الطاعون البشري.
يذكر أن العالم العربي يعاني من تداعيات تتوافق مع توقعات التغير المناخي، ورغم أن العلماء يحذرون من الربط بين أحداث معينة وارتفاع حرارة الأرض فأنهم يحثون الحكومات العربية على اتخاذ خطوات الان للوقاية من كوارث محتملة، ففي حين أن المنطقة ككل لم تساهم بصورة كبيرة نسبيا في الانبعاثات التراكمية للغازات المسببة للاحتباس الحراري فإنها واحدة من أكثر المناطق عرضة للتغير المناخي كما أن الانبعاثات في تزايد.
المصدر www.daraa.net
Comment