عن موقع البعث ميديا- .محمد محمود
التوصيف الذي قرأه الكثيرون عن مشروع حلم حمص بكونه حلم جميل يحقق طموحات وأحلام أبناء حمص جميعاً، ولا يرتبط بتوفر المال أو بالتشريعات النافذة لبناء محافظة حضارية في كافة مجالاتها العمرانية والخدمية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية.. حلم استيقظ على واقع بدء تنفيذه فلاحو عديدة ممن امتلكوا برادات مخصصة لحفظ موسم التفاح وتخزينه حيث يعتمد هؤلاء بشكل أساسي على العمل بهذه المهنة والعيش من ورائها.
فبعد أن تم تصنيف قرى منطقة الوادي (حارة محفوض- حارة بيت جرجس- ماردوميط- المقابرات- دورين- مفلس- المزرعة- كفرام- رباح- جن كمره- حاصور- الكيمه..) ضمن نطاق هذا المشروع كمناطق أو قرى سياحية وهو أمر جيد كعنوان عريض.
وفي التفاصيل تمّ توجيه عدد من الكتب التنفيذية من المحافظة إلى البلديات متعلقة بمعالجة موضوع البرادات الموجودة في معظم هذه القرى، علما أنها المورد الأساسي لمعيشة معظمهم، وتمّ تصنيف هذه البرادات كمهن "مقلقة للراحة ومضرة بالبيئة"، وارتأت محافظة حمص إغلاق هذه البرادات ونقلها إلى المدينة الصناعية بحسياء، وألزمت المالكين دفع مبلغ 100 ألف ليرة سورية كتأمين للحصول على براد بديل خلال مدة أقصاها أسبوع على أن يتم تحصيل دفعات لاحقة بعد عدة أشهر مع الإغلاق الفوري للبرادات وذلك وفق التعميم الصادر رقم 701/و/10/5 والتعميم رقم 2303/ص/10/5 بتاريخ 28/6/2010 المتعلقان بمعالجة أوضاع المهن المقلقة للراحة والمضرة بالصحة العامة ثم تم الإيعاز لاحقا لقائد شرطة حمص للتنفيذ بتاريخ 14/10/2010 والإغلاق للمتخلفين عن دفع مبلغ التأمين الأولي.
لكن ربما غابت عن محافظة حمص في معالجتها لأوضاع هذه البرادات النقاط التالية، والتي أوضحها وشرحها بتفصيل مقنع أصحاب هذه البرادات، في شكواهم التي كثر من بثوها لهم دون إجابة أو استجابة، فالقرى التي يعتمد سكانها بنسبة 90% على الزراعة، لا ترى من السياح الأجانب منهم أو العرب إلا من اغترب من أبنائهم منها وعاد سائحا، أما دون ذلك فلا سياح ولا سياحة.
والبرادات التي أشير إليها كمصدر ضجة تقع ضمن بساتين بعيدة عن الجوار لا تزعج أيا منهم، ولا أصوات عالية تصدرها، ولم تسجل أي مخالفة شكوى أو إزعاج على هذه البرادات، كما أنها لا تشكل أي ضرر للبيئة لاعتمادها على الكهرباء إذ تعمل على ضواغط كهربائية، وتم تنفيذها وفق أفضل المواصفات العالمية من حيث التقنية والجودة والتحكم بمستوى الحرارة، أما عملها فيبدأ مع وضع موسم التفاح في البرادات خلال النصف الثاني من أيلول ويستمر حتى الشهر الثالث من العام الجديد أي في مدة تتراوح من (3-6) أشهر وتكون مغلقة في باقي أيام العام أي أن الأشهر السياحية مستثناة ضمناً حتى لو قبلنا بوجود السياحة.
نقاط أخرى منطقية
العاملون في هذه البرادات هم من الفلاحين وأسرهم لذلك فوجودها في أقبية منازلهم أو بقربها أمر ضروري ولا بديل عنه.
كما أن وجود هذه البرادات ضمن البساتين يخدم الفلاحين من حيث قربها من المنتوج، وعند تسويقها يكون تصنيفها وتوضيبها بالمستودعات الواسعة المتاخمة لهذه البرادات.
يتحدث بعض المتضررين: هذه البرادات بحاجة إلى مراقبة دائمة وبحاجة إلى إشراف على درجة الحرارة والبرودة حيث يتجلى نجاح عملية التبريد بالمتابعة المستمرة من الفلاح وأسرته، ومن ناحية أخرى فبناء هذه البرادات تم بتكلفة عالية ومرتفعة، حيث قام معظمنا بسحب قروض من الدولة تغطي تقريبا 60 % من تكلفة البراد، والمعلوم أن تكلفة إنشاء أي براد لا تقل عن مليون ونصف المليون فما فوق وهذا الرقم بالنسبة لأي فلاح مشروع العمر رغم قروضه التي لم ننته منها، وحلم تحقق نراه اليوم إلى زوال.
أما المستغرب حقاً من محافظة حمص هو عدم معاملة هذه القرى بالقياس إلى مناطق سياحية سباقة في مجال السياحة مثل "الزبداني، بلودان، سرغايا، مضايا كسب" فكل هذه المناطق تتوفر البرادات فيها دون أن تزعج أحدا أو تؤذي السياحة بل تخدم الفلاحين وتسمح لهم بالتحكم بإنتاجهم السنوي.
في الماضي كانت المؤسسة العامة للخضار والفواكه تستلم معظم إنتاج التفاح من المزارعين لكن تخليها عنهم وتركهم إلى مصيرهم في تسويق ما ينتجوه هو ما قاد معظمهم لبناء هذه البرادات ودفع الغالي والنفيس في سبيل إنشائها، وحفظ رزقهم وصون كرامتهم بوجودها.. فهل تتركهم اليوم محافظة حمص مرة أخرى إلى مصيرهم، وتنهي في سبيل تحقيق حلمها.. أحلامهم؟!
..محمد محمود- البعث ميديا
..
التوصيف الذي قرأه الكثيرون عن مشروع حلم حمص بكونه حلم جميل يحقق طموحات وأحلام أبناء حمص جميعاً، ولا يرتبط بتوفر المال أو بالتشريعات النافذة لبناء محافظة حضارية في كافة مجالاتها العمرانية والخدمية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية.. حلم استيقظ على واقع بدء تنفيذه فلاحو عديدة ممن امتلكوا برادات مخصصة لحفظ موسم التفاح وتخزينه حيث يعتمد هؤلاء بشكل أساسي على العمل بهذه المهنة والعيش من ورائها.
فبعد أن تم تصنيف قرى منطقة الوادي (حارة محفوض- حارة بيت جرجس- ماردوميط- المقابرات- دورين- مفلس- المزرعة- كفرام- رباح- جن كمره- حاصور- الكيمه..) ضمن نطاق هذا المشروع كمناطق أو قرى سياحية وهو أمر جيد كعنوان عريض.
وفي التفاصيل تمّ توجيه عدد من الكتب التنفيذية من المحافظة إلى البلديات متعلقة بمعالجة موضوع البرادات الموجودة في معظم هذه القرى، علما أنها المورد الأساسي لمعيشة معظمهم، وتمّ تصنيف هذه البرادات كمهن "مقلقة للراحة ومضرة بالبيئة"، وارتأت محافظة حمص إغلاق هذه البرادات ونقلها إلى المدينة الصناعية بحسياء، وألزمت المالكين دفع مبلغ 100 ألف ليرة سورية كتأمين للحصول على براد بديل خلال مدة أقصاها أسبوع على أن يتم تحصيل دفعات لاحقة بعد عدة أشهر مع الإغلاق الفوري للبرادات وذلك وفق التعميم الصادر رقم 701/و/10/5 والتعميم رقم 2303/ص/10/5 بتاريخ 28/6/2010 المتعلقان بمعالجة أوضاع المهن المقلقة للراحة والمضرة بالصحة العامة ثم تم الإيعاز لاحقا لقائد شرطة حمص للتنفيذ بتاريخ 14/10/2010 والإغلاق للمتخلفين عن دفع مبلغ التأمين الأولي.
لكن ربما غابت عن محافظة حمص في معالجتها لأوضاع هذه البرادات النقاط التالية، والتي أوضحها وشرحها بتفصيل مقنع أصحاب هذه البرادات، في شكواهم التي كثر من بثوها لهم دون إجابة أو استجابة، فالقرى التي يعتمد سكانها بنسبة 90% على الزراعة، لا ترى من السياح الأجانب منهم أو العرب إلا من اغترب من أبنائهم منها وعاد سائحا، أما دون ذلك فلا سياح ولا سياحة.
والبرادات التي أشير إليها كمصدر ضجة تقع ضمن بساتين بعيدة عن الجوار لا تزعج أيا منهم، ولا أصوات عالية تصدرها، ولم تسجل أي مخالفة شكوى أو إزعاج على هذه البرادات، كما أنها لا تشكل أي ضرر للبيئة لاعتمادها على الكهرباء إذ تعمل على ضواغط كهربائية، وتم تنفيذها وفق أفضل المواصفات العالمية من حيث التقنية والجودة والتحكم بمستوى الحرارة، أما عملها فيبدأ مع وضع موسم التفاح في البرادات خلال النصف الثاني من أيلول ويستمر حتى الشهر الثالث من العام الجديد أي في مدة تتراوح من (3-6) أشهر وتكون مغلقة في باقي أيام العام أي أن الأشهر السياحية مستثناة ضمناً حتى لو قبلنا بوجود السياحة.
نقاط أخرى منطقية
العاملون في هذه البرادات هم من الفلاحين وأسرهم لذلك فوجودها في أقبية منازلهم أو بقربها أمر ضروري ولا بديل عنه.
كما أن وجود هذه البرادات ضمن البساتين يخدم الفلاحين من حيث قربها من المنتوج، وعند تسويقها يكون تصنيفها وتوضيبها بالمستودعات الواسعة المتاخمة لهذه البرادات.
يتحدث بعض المتضررين: هذه البرادات بحاجة إلى مراقبة دائمة وبحاجة إلى إشراف على درجة الحرارة والبرودة حيث يتجلى نجاح عملية التبريد بالمتابعة المستمرة من الفلاح وأسرته، ومن ناحية أخرى فبناء هذه البرادات تم بتكلفة عالية ومرتفعة، حيث قام معظمنا بسحب قروض من الدولة تغطي تقريبا 60 % من تكلفة البراد، والمعلوم أن تكلفة إنشاء أي براد لا تقل عن مليون ونصف المليون فما فوق وهذا الرقم بالنسبة لأي فلاح مشروع العمر رغم قروضه التي لم ننته منها، وحلم تحقق نراه اليوم إلى زوال.
أما المستغرب حقاً من محافظة حمص هو عدم معاملة هذه القرى بالقياس إلى مناطق سياحية سباقة في مجال السياحة مثل "الزبداني، بلودان، سرغايا، مضايا كسب" فكل هذه المناطق تتوفر البرادات فيها دون أن تزعج أحدا أو تؤذي السياحة بل تخدم الفلاحين وتسمح لهم بالتحكم بإنتاجهم السنوي.
في الماضي كانت المؤسسة العامة للخضار والفواكه تستلم معظم إنتاج التفاح من المزارعين لكن تخليها عنهم وتركهم إلى مصيرهم في تسويق ما ينتجوه هو ما قاد معظمهم لبناء هذه البرادات ودفع الغالي والنفيس في سبيل إنشائها، وحفظ رزقهم وصون كرامتهم بوجودها.. فهل تتركهم اليوم محافظة حمص مرة أخرى إلى مصيرهم، وتنهي في سبيل تحقيق حلمها.. أحلامهم؟!
..محمد محمود- البعث ميديا
..
Comment