بعد أن استفحل خطر أكياس النايلون (البلاستيك) على البيئة والإنسان، سرعت وزارة البيئة السورية الخطى للحد من هذا الخطر تمهيداً للتخلص منه، نظراً لآثاره الجسيمة على صحة الإنسان، وتلويثه للبيئة بسموم تدوم لمئات السنين، وتتلف الأراضي الزراعية وتتسبب بنفوق الحيوانات.
كخطوة أولى في حملتها “لا لأكياس النايلون” وزعت وزارة البيئة السورية آلاف الأكياس القماشية والورقية على المحال في الأسواق التجارية والشعبية والمجمعات التجارية كبديل لاستخدام أكياس النايلون البلاستيكية وللحد من استخدامها، وقد صممت الأكياس القماشية بشكل أنيق ومعاصر، كي تلقى قبول المستهلكين، ولا سيما أنه يمكن استخدامها أكثر من مرة. كما تشجع الوزارة وبالتعاون مع الجمعيات الأهلية على إعادة استخدام الأكياس الورقية التي ندر استعمالها مع انتشار كيس النايلون.
وفي خطوة ثانية تستعد وزارة البيئة السورية بالتعاون مع وزارة المالية لفرض رسم مالي على الأكياس البلاستيكية لرفع أسعارها وتقليل استخدامها. وقال مصدر في الوزارة إن الهدف من الرسم المالي ليس زيادة العبء على المستهلك، بل وقف الاستسهال في استخدام هذه الأكياس من قبل الباعة.
أخطار جسيمة
تصنع أكياس النايلون (البلاستيك) من مادة البولي إتيلين ذات الأصل النفطي، وتتفاعل هذه المادة مع السلع الغذائية التي توضع في داخلها لينجم عن ذلك أكاسيد وسموماً، وتدخل إلى جسم المستهلك وتؤدي إلى زيادة فرص إصابته بأنواع عديدة من السرطان. إلى ذلك، يقول المهندس الكيميائي صائب عبد الرحمن إن استخدام أكياس النايلون بصورة متكررة لنقل أو حفظ المواد الغذائية يعد خطراً جسيماً على صحة الإنسان، وخاصة عندما يوضع فيها طعام ساخن، إذ إن هذا الطعام يتفاعل مع مادة (البولي إتيلين) فتذوب المادة الخطرة التي تتركب منها، وتنتقل إلى جسم الإنسان، لتسبب له سرطانات مختلفة، ويضرب مثلاً على ذلك تعبئة الحليب أو اللبن المصفى أو الفول المسلوق الساخن في هذه الأكياس، ويقول إن ذلك يمثل “قمة الاستخفاف” من المستهلك الذي لا يعي خطورة ما يتعرض له من تسمم بطيء يؤدي إلى سرطنة الجسم.
ويحذر صائب من الأكياس السوداء والبيضاء وتأثيرها على الصحة عند تعبئة المواد الغذائية فيها، ويقول إن “الأصباغ التي تعطي اللون للأكياس السوداء والبيضاء تتحلل لدى تعرضها للحرارة، ومنها أشعة الشمس، حيث تطلق السموم والمواد المكونة للبلاستيك، فتنتقل إلى الطعام، ومنه إلى الإنسان”.
ويشير إلى أن المخللات (الطرشي) التي تحفظ في أكياس بلاستيكية سرعان ما يبهت لونها، ما يؤكد حدوث تفاعل سام بين مكونات الكيس البلاستيكي ومحتوياته، ويمكن لأي مستهلك أن يلاحظ ذلك، ليدرك الخطر المحدق به.
خطر صامت
وتحذر خبيرة التغذية سلمى حداد من سمية الأصباغ والملونات التي تستخدم في صناعة الأكياس البلاستيكية وكونها تتفاعل مع المواد الغذائية لتشكل سماً بطيئاً يفتك بالإنسان. كما تؤكد أن الأكياس الشفافة تحمل ذات المخاطر إذا تمت تعبئتها بالزيت أو أية مواد دهنية، لأن الحبيبات المتكونة منها تتفاعل مع هذه المواد الغذائية لتنتج السموم.
يقول الدكتور مجدي عبد الرحيم “من المؤكد أن أكياس البلاستيك تحوي مواد كيميائية تذوب في غذاء الإنسان، وتسبب أمراضاً سرطانية في الكبد والرئتين، وحذر من أن هذا الخطر الصامت يجب الانتباه له والتوعية منه”. ويضيف أن كثيراً من المستهلكين يستخدمون عبوات المياه البلاستيكية أكثر من مرة، ويضعونها في البرادات. وهذا أيضاً يشكل خطراً على صحتهم، إذ إنه لا يجوز استخدام العبوة البلاستيكية إلا مرة واحدة فقط. وذكر الدكتور مجدي أنه بحسب الإحصاءات المتاحة المعلنة، فإن السرطان يأتي في المرتبة الرابعة في سوريا من حيث أسباب الوفيات. وتقول وزارة البيئة إن المخاطر تتضاعف مرات عديدة في الأكياس المكررة والمعاد تدويرها من بلاستيك القمامة.
تلوث المياه الجوفية
ولا تقتصر أخطار أكياس وعبوات البلاستيك على صحة الإنسان، بل هي تضرب البيئة في الصميم، حيث تحتاج أكياس وعبوات البلاستيك إلى 500 عام لتتحلل. أما التخلص منها بالحرق في معامل النفايات فتنجم عنه مادة خطيرة وقاتلة، لأنها شكل من أشكال مادة “الديوكسين” المحرمة دولياً، لأنها مسرطنة وتتسبب مباشرة بإصابة من يستنشقها بالسرطان.
وتنتشر الآن مئات الملايين من أكياس البلاستيك، لتلوث البساتين وطرق السفر، وتحملها الرياح إلى عمق البادية والصحراء، مما يتسبب بتلوث التربة والهواء، كما تؤدي إلى تلوث المياه الجوفية، لاختلاطها مع مياه الأمطار، وتغلغلها عبر التربة لتنقل سمومها إلى المصادر المائية المختلفة، كما أن التخلص منها بإلقائها في البحار يؤدي إلى القضاء على كامل الحياة البحرية.
ويشير الخبراء أيضاً إلى أن عملية تصنيع أكياس وعبوات البلاستيك تؤدي إلى انبعاث غازات سامة، وهي ذات تأثير خطر وسام على الإنسان والحيوان. وبالنسبة للحيوانات البرية والبحرية، فإن نحو مئة حيوان بحري ينفق سنوياً بسبب ابتلاعه خطأ للأكياس البلاستيكية، ولا تتوافر إحصائية عن عدد الحيوانات البرية التي تنفق بسبب التهامها لأكياس البلاستيك وانسداد قنواتها الهضمية، لكن التقديرات تشير إلى عشرات الآلاف من الحيوانات التي تنفق لهذا السبب.
حجم المشكلة في سوريا
تقدر وزارة البيئة السورية استهلاك مدينة دمشق وريفها من الأكياس البلاستيكية وحدها بخمسة عشر مليون كيس يومياً، إلا أن جمعيات البيئة الأهلية ترى أن هذا الرقم يعتبر هزيلاً أمام الاستهلاك الحقيقي. وبحسب وزارة الصناعة السورية، فإن عدد المعامل المرخصة التي تنتج أكياساً وصفائح وحقناً بلاستيكية يبلغ 539 معملاً تنتج ما يعادل 145 ألف طن سنوياً من هذه المادة. غير أن هناك معامل وورشات غير مرخصة وتعتمد على إعادة إنتاج وتدوير البلاستيك المستخدم ودفعه إلى الأسواق.
ويجمع المسؤولون في وزارة البيئة على أن التصدي لهذه المشكلة يعتبر تحدياً صعباً، بعد أن أصبحت أكياس وعبوات البلاستيك تدخل في جميع تفاصيل الحياة اليومية. ولذلك لا بد من خطوات متدرجة تبدأ بتقليل استخدام هذه الأكياس، وإحلال الكيس الورقي والقماشي مكانها. وكذلك تعميم استخدام العبوات الزجاجية بدل العبوات البلاستيكية، وصولاً إلى إنهاء هذه الظاهرة الخطيرة على حياة الناس وسلامة البيئة، لكن مثل هذا الهدف لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عمل دؤوب يستمر لسنوات طويلة.
بدائل حديثة
في الدول المتقدمة يجري العمل حثيثاً لإيجاد بدائل صحية لأكياس وعبوات البلاستيك، في مقدمتها العودة إلى استخدام الأكياس الورقية والقماشية، إضافة إلى تطوير صنع أكياس بلاستيكية قابلة للتحلل إلى ماء وغاز، عبر تغيير بعض المواصفات الفيزيائية لتصنيع الأكياس، وبإدخال مواد بسيطة تساعد على تحللها. وهناك إجماع من خبراء الصحة والبيئة على الاستغناء نهائياً عن الأكياس والعبوات البلاستيكية، ومنع استخدامها.
كخطوة أولى في حملتها “لا لأكياس النايلون” وزعت وزارة البيئة السورية آلاف الأكياس القماشية والورقية على المحال في الأسواق التجارية والشعبية والمجمعات التجارية كبديل لاستخدام أكياس النايلون البلاستيكية وللحد من استخدامها، وقد صممت الأكياس القماشية بشكل أنيق ومعاصر، كي تلقى قبول المستهلكين، ولا سيما أنه يمكن استخدامها أكثر من مرة. كما تشجع الوزارة وبالتعاون مع الجمعيات الأهلية على إعادة استخدام الأكياس الورقية التي ندر استعمالها مع انتشار كيس النايلون.
وفي خطوة ثانية تستعد وزارة البيئة السورية بالتعاون مع وزارة المالية لفرض رسم مالي على الأكياس البلاستيكية لرفع أسعارها وتقليل استخدامها. وقال مصدر في الوزارة إن الهدف من الرسم المالي ليس زيادة العبء على المستهلك، بل وقف الاستسهال في استخدام هذه الأكياس من قبل الباعة.
أخطار جسيمة
تصنع أكياس النايلون (البلاستيك) من مادة البولي إتيلين ذات الأصل النفطي، وتتفاعل هذه المادة مع السلع الغذائية التي توضع في داخلها لينجم عن ذلك أكاسيد وسموماً، وتدخل إلى جسم المستهلك وتؤدي إلى زيادة فرص إصابته بأنواع عديدة من السرطان. إلى ذلك، يقول المهندس الكيميائي صائب عبد الرحمن إن استخدام أكياس النايلون بصورة متكررة لنقل أو حفظ المواد الغذائية يعد خطراً جسيماً على صحة الإنسان، وخاصة عندما يوضع فيها طعام ساخن، إذ إن هذا الطعام يتفاعل مع مادة (البولي إتيلين) فتذوب المادة الخطرة التي تتركب منها، وتنتقل إلى جسم الإنسان، لتسبب له سرطانات مختلفة، ويضرب مثلاً على ذلك تعبئة الحليب أو اللبن المصفى أو الفول المسلوق الساخن في هذه الأكياس، ويقول إن ذلك يمثل “قمة الاستخفاف” من المستهلك الذي لا يعي خطورة ما يتعرض له من تسمم بطيء يؤدي إلى سرطنة الجسم.
ويحذر صائب من الأكياس السوداء والبيضاء وتأثيرها على الصحة عند تعبئة المواد الغذائية فيها، ويقول إن “الأصباغ التي تعطي اللون للأكياس السوداء والبيضاء تتحلل لدى تعرضها للحرارة، ومنها أشعة الشمس، حيث تطلق السموم والمواد المكونة للبلاستيك، فتنتقل إلى الطعام، ومنه إلى الإنسان”.
ويشير إلى أن المخللات (الطرشي) التي تحفظ في أكياس بلاستيكية سرعان ما يبهت لونها، ما يؤكد حدوث تفاعل سام بين مكونات الكيس البلاستيكي ومحتوياته، ويمكن لأي مستهلك أن يلاحظ ذلك، ليدرك الخطر المحدق به.
خطر صامت
وتحذر خبيرة التغذية سلمى حداد من سمية الأصباغ والملونات التي تستخدم في صناعة الأكياس البلاستيكية وكونها تتفاعل مع المواد الغذائية لتشكل سماً بطيئاً يفتك بالإنسان. كما تؤكد أن الأكياس الشفافة تحمل ذات المخاطر إذا تمت تعبئتها بالزيت أو أية مواد دهنية، لأن الحبيبات المتكونة منها تتفاعل مع هذه المواد الغذائية لتنتج السموم.
يقول الدكتور مجدي عبد الرحيم “من المؤكد أن أكياس البلاستيك تحوي مواد كيميائية تذوب في غذاء الإنسان، وتسبب أمراضاً سرطانية في الكبد والرئتين، وحذر من أن هذا الخطر الصامت يجب الانتباه له والتوعية منه”. ويضيف أن كثيراً من المستهلكين يستخدمون عبوات المياه البلاستيكية أكثر من مرة، ويضعونها في البرادات. وهذا أيضاً يشكل خطراً على صحتهم، إذ إنه لا يجوز استخدام العبوة البلاستيكية إلا مرة واحدة فقط. وذكر الدكتور مجدي أنه بحسب الإحصاءات المتاحة المعلنة، فإن السرطان يأتي في المرتبة الرابعة في سوريا من حيث أسباب الوفيات. وتقول وزارة البيئة إن المخاطر تتضاعف مرات عديدة في الأكياس المكررة والمعاد تدويرها من بلاستيك القمامة.
تلوث المياه الجوفية
ولا تقتصر أخطار أكياس وعبوات البلاستيك على صحة الإنسان، بل هي تضرب البيئة في الصميم، حيث تحتاج أكياس وعبوات البلاستيك إلى 500 عام لتتحلل. أما التخلص منها بالحرق في معامل النفايات فتنجم عنه مادة خطيرة وقاتلة، لأنها شكل من أشكال مادة “الديوكسين” المحرمة دولياً، لأنها مسرطنة وتتسبب مباشرة بإصابة من يستنشقها بالسرطان.
وتنتشر الآن مئات الملايين من أكياس البلاستيك، لتلوث البساتين وطرق السفر، وتحملها الرياح إلى عمق البادية والصحراء، مما يتسبب بتلوث التربة والهواء، كما تؤدي إلى تلوث المياه الجوفية، لاختلاطها مع مياه الأمطار، وتغلغلها عبر التربة لتنقل سمومها إلى المصادر المائية المختلفة، كما أن التخلص منها بإلقائها في البحار يؤدي إلى القضاء على كامل الحياة البحرية.
ويشير الخبراء أيضاً إلى أن عملية تصنيع أكياس وعبوات البلاستيك تؤدي إلى انبعاث غازات سامة، وهي ذات تأثير خطر وسام على الإنسان والحيوان. وبالنسبة للحيوانات البرية والبحرية، فإن نحو مئة حيوان بحري ينفق سنوياً بسبب ابتلاعه خطأ للأكياس البلاستيكية، ولا تتوافر إحصائية عن عدد الحيوانات البرية التي تنفق بسبب التهامها لأكياس البلاستيك وانسداد قنواتها الهضمية، لكن التقديرات تشير إلى عشرات الآلاف من الحيوانات التي تنفق لهذا السبب.
حجم المشكلة في سوريا
تقدر وزارة البيئة السورية استهلاك مدينة دمشق وريفها من الأكياس البلاستيكية وحدها بخمسة عشر مليون كيس يومياً، إلا أن جمعيات البيئة الأهلية ترى أن هذا الرقم يعتبر هزيلاً أمام الاستهلاك الحقيقي. وبحسب وزارة الصناعة السورية، فإن عدد المعامل المرخصة التي تنتج أكياساً وصفائح وحقناً بلاستيكية يبلغ 539 معملاً تنتج ما يعادل 145 ألف طن سنوياً من هذه المادة. غير أن هناك معامل وورشات غير مرخصة وتعتمد على إعادة إنتاج وتدوير البلاستيك المستخدم ودفعه إلى الأسواق.
ويجمع المسؤولون في وزارة البيئة على أن التصدي لهذه المشكلة يعتبر تحدياً صعباً، بعد أن أصبحت أكياس وعبوات البلاستيك تدخل في جميع تفاصيل الحياة اليومية. ولذلك لا بد من خطوات متدرجة تبدأ بتقليل استخدام هذه الأكياس، وإحلال الكيس الورقي والقماشي مكانها. وكذلك تعميم استخدام العبوات الزجاجية بدل العبوات البلاستيكية، وصولاً إلى إنهاء هذه الظاهرة الخطيرة على حياة الناس وسلامة البيئة، لكن مثل هذا الهدف لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عمل دؤوب يستمر لسنوات طويلة.
بدائل حديثة
في الدول المتقدمة يجري العمل حثيثاً لإيجاد بدائل صحية لأكياس وعبوات البلاستيك، في مقدمتها العودة إلى استخدام الأكياس الورقية والقماشية، إضافة إلى تطوير صنع أكياس بلاستيكية قابلة للتحلل إلى ماء وغاز، عبر تغيير بعض المواصفات الفيزيائية لتصنيع الأكياس، وبإدخال مواد بسيطة تساعد على تحللها. وهناك إجماع من خبراء الصحة والبيئة على الاستغناء نهائياً عن الأكياس والعبوات البلاستيكية، ومنع استخدامها.
Comment