طالبان سوريان يحققان المركزين الأول والثاني على مستوى المدارس الفرنسية في العالم
05/30/2010
«اكتشف سورية» في لقاء أول وحصري مع عائلتي الطالبين فارس أنطاكي وسابين بوغوصيان
«تذكروا، عشرون عاماً مرت منذ وصولهم، هل كنتم مستعدين لاستقبالهم؟». من هذه العبارة انطلق كل من الشاب فارس إنطاكي والشابة سابين بوغوصيان ليكتبا روايتيهما اللتان نالتا المركزين الأول والثاني ضمن فئتيهما على الترتيب وذلك ضمن مسابقة دولية شملت كل المدارس الفرنسية التابعة للبعثة العلمانية الفرنسية حول العالم. وقد نال فارس المرتبة الأول ضمن فئة «صف سابع –ثامن» عن روايته «زيتون فلسطين»، في حين نالت سابين المرتبة الثانية عن فئة «صف عاشر – حادي عشر» عن رواية «وهم».
«اكتشف سورية» كان الموقع الأول والوحيد الذي انفرد بلقاء شخصي مع كل مع الطالبين الفائزين إضافة إلى عائلتيهما مستطلعاً منهما كيف كان الطريق المؤدي إلى تحقيق هذا الإنجاز وطعم شعور التفوق بالنسبة لهما.
«زيتون فلسطين» والمركز الأول:
«عندما تلقى الشاب فارس أنطاكي خبر نيله المركز الأول في المسابقة من قبل مديرة المدرسة الفرنسية في حلب السيدة كاترين غانيه، كانت ردة فعله هادئة لدرجة قطعه رحلة العودة من المدرسة التي تبعد عن مدينة حلب مسافة 20 كيلومتر بدون أن يخبر حتى أخته التي كانت معه في الباص! ومن ثم انتظر وصولنا جميعاً كأفراد العائلة ليزف لنا هذا الخبر المميز، وليقول بكل هدوء: ربحت المركز الأول».
عائلة أنطاكي مع فارس في مقر وزارة الخارجية الفرنسية
بمناسبة حفل تكريم إبنهم فارس أنطاكي بعد فوزه بالجائزة الأولى
بهذه الكلمات يفتتح الدكتور سميرأنطاكي حديثه عن تلقي ابنه فارس نبأ فوزه بالمركز الأول في المسابقة. مضيفاً بأن هذه الرواية جاءت نتيجة إطلاع فارس على الأخبار التي كان متابعاً لها على الدوام مع والده وتأثره بالمحنة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني. ويوضح الدكتور أنطاكي: «أنا من النوع المتابع جداً للأخبار، وبدوره كان فارس منذ صغره يجلس بجانبي ويتابع الأخبار أيضاً. أتذكر موقفاً أثـّر به للغاية وهو يوم مقتل الطفل محمد الدرة منذ عشر سنوات تقريباً وما رافق ذلك من موقف مؤلم. يومها تأثرت أنا جداً بالموقف وكتبت قصة بعنوان «عندما يبكي الرجال» ذكرت فيها أن طفلي (فارس) ـ البالغ من العمر خمس سنوات آنذاك ـ قدم وسألني عن سبب بكائي وهل يبكي الرجال، فقلت له أن الرجال تبكي عندما ترى مثل هذه المشاهد، ومن ثم انتقلت إلى التحدث عن وظيفة الدمع ومن أين يأتي محولاً إياها إلى قصة طبية. أتذكر كيف جاءني فارس ليسألني كيف وضعت اسمه في الرواية بدون إذنه! في صباح اليوم التالي وجدته مستلقياً على الأريكة التي تواجه التلفاز وبيده بارودة بلاستيكية حيث قال لي بأنه ينتظر خروج شارون على التلفاز لكي يطلق النار عليه! وقد بقيت هذه القصة في ذهنه حين كتب بعد ذلك بسنوات قصة عن غزة بأسلوب مميز نال إعجاب أستاذه في مادة التربية القومية ضمن المدرسة».
هذه المشاعر التي كان يحملها فارس تجاه القضية الفلسطينية، ترجمها إلى رواية بعنوان «زيتون فلسطين» والتي تتحدث عن «ياسر» الشاب الفلسطيني الذي تم تهجيره من أرضه هو وعائلته منذ عشرين عاماً حيث تأتي قطعة زيتون ذات مرارة يتذوقها لتعيده إلى ذكريات عشرين عاماً مضت، ليذكر ما حدث له وما أدى إلى خروجه وعائلته من أرضهم وتشردهم في الأوطان المختلفة.
«فكرة العبارة التي تم بناء القصة عليها والتي هي عبارة: تذكروا، عشرون عاماً مرت منذ وصولهم، هل كنتم مستعدين لاستقبالهم؟» جاءت عن طريق كل من الكاتب الفرنسي فيليب دولا روش والكاتب اللبناني ألكسندر نجار، حيث طُلب من كل المدارس الفرنسية حول العالم المشاركة في كتابة رواية بالاعتماد على هذه العبارة بشكل رئيسي بأقل من ست صفحات تقريباً. في البداية تم ترشيح روايتي من قبل مديرة المدرسة مع رواية أخرى من بين سبع روايات تم تقديمها للمسابقة، ومن ثم تم إرسال كل القصص المشاركة في المسابقة إلى المدرسة الفرنسية في ولاية تكساس الأمريكية التي قامت بعملية مراجعة وغربلة للقصص ومن ثم إرسال القصص المرشحة إلى فرنسا لتراجعها لجنة تحكيم مؤلفة من عدد من الكتاب والشخصيات المشهورة».
بهذه الكلمات يبدأ الشاب فارس كلامه عن المسابقة ونظامها، ومن ثم يمضي قائلاً بأن الفكرة التي اختارها للكتابة كانت عن الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي عانى الكثير ويستحق الكثير كما يقول ويضيف: «كثيرون قرؤوا القصة وقالوا بأنها مميزة فعلاً إنما فرصتها بالربح ستكون قليلة! السبب في كلامهم هذا كان تطرق القصة إلى موضوع شائك هو موضوع القضية الفلسطينية، إلا أنني بدوري قدمت هذه القصة بطريقة حيادية مع بعض النقد اللاذع وتقديم صور تعبيرية مجازية. على سبيل المثال تكلمت أنه في عام 1993 كان هناك اتفاق بين الجانبين حيث لم أذكر أسماء القادة الذين قاموا بالاتفاق، إلا أنني ذكرت أنه تم بوجود الرئيس 42 للولايات المتحدة، وأن الاتفاق تم في واشنطن، ولاحقاً اغتيل كل من هذين القائدين اللذين وقعا على الاتفاق بطريقة غامضة!».
وتروي قصة فارس التي كتبها في خمس صفحات وما يقارب 15 ألف كلمة قصة ياسر الذي يعيش مع زوجته كاتيا في بيروت بعد تهجيره من الأراضي الفلسطينية، حيث يعود بذكرياته ـ بسبب قطعة زيتون ـ إلى عشرين عاماً مضت على الرحيل، حيث تتحدث الرواية عن استضافة عائلة ياسر لعائلة يهودية في منزلهم (مرغمين)، والحوارات التي كانت تتم بين هاتين العائلتين حول الحقوق التي يدعيها كل شعب، حيث يقول بأن عائلة باراك ـ العائلة التي دخلت منزلهم ـ قد تكون تعرضت للظلم بدورها بسبب المحارق التي تمت في أوروبا وطالت اليهود، إلا أن ذلك لا يعني أن يتم تهجير شعب كامل هو الشعب الفلسطيني بسبب ذلك الظلم الذي يدعي اليهود أنهم تعرضوا له. وقد عكست الرواية ـ التي قام الدكتور سمير (والده) بترجمتها إلى العربية ـ أسلوباً مميزاً سلساً قائماً على العبارات والتعابير والمعاني الدفينة التي أبدع فارس في صياغتها بأسلوب كتابي يتجاوز عمره بكثير.
وتقول السيدة حلا أنطاكي لـ «اكتشف سورية»: «الكل يعرف بأن فارس هو الطالب الأول على صفه، وبأنه متفوق في المواد العلمية، ولكن الأمر الذي استغربه الجميع هو وجود الموهبة الأدبية، إذ أنه من النادر أن يجمع شخص ما بين الموهبة العلمية والميول الأدبية في ذات الوقت، أعتبر فارس من الناس المحظوظين والقلائل الذين جمعوا بين هاتين الموهبتين».
ويتابع فارس: «أنا أحب الأسلوب الذي يحتوي على غموض في القصة وتشويق للقارئ لكي يدرك مغزى القصة لوحده ضمن التوجه الذي أضعه أنا في الرواية. كانت مشاركتي بهذه الرواية أول مشاركة لي في مسابقة أدبية على الإطلاق، وعندما أرسلتها كان هدفي إيصال فكرة الرواية حتى ولو كان ذلك لشخص واحد، إذ لم أكن أتوقع أن تنال المركز الأول».
ويقول الدكتور سمير: «خفنا أن يكون موضوع الطرح غير مقبول لأنه يتحدث عن القضية الفلسطينية، إلا أن ما شجعنا على إرسال القصة هو أن فرنسا بشكل عام دولة علمانية لا ترضى الظلم لأي شعب، إضافة إلى أن فارس تحدث عن مبدأ التعايش، والعذاب الذي عانى منه كلا الطرفين وكيف كان العرب طيبين دائماً مع الآخرين».
أما السيدة حلا أنطاكي والدة فارس فتقول: «كان المجال مفتوحاً للطلاب بأن يكتبوا في المجال الذي يحلو لهم اعتماداً على هذه العبارة، فمنهم من كتب قصة إنسانية ومنهم من كتب عن قصة عائلة تبنت خمسة أولاد، وهناك من كتب قصة عن الحاسوب. يمكن أن تعالج العنوان بأكثر من طريقة، ولكن العبرة في أنه يجب أن تعود في ذكرياتك إلى عشرين عاماً مضت، وكان فارس قد طرحها هكذا».
وتتابع بأن فارس كان دائماً متأثراً بدروس التربية القومية التي يتعلمها في المدرسة مضيفة بأن رغم دراسة أولادها وباقي الأولاد ضمن المدارس الأجنبية، إلا أن الفكر القومي ما يزال موجوداً فيهم، وهناك اهتمام كبير من الطلاب بما يجري في فلسطين والهم الفلسطيني وذلك من خلال الأساتذة العرب الموجودين في المدرسة، وخصوصاً أولئك المسؤولين عن تدريس مادة التربية القومية الذين يقومون بزراعة هذا الحس الوطني والقومي لديهم.
ويختم فارس الحديث قائلاً: «حالياً أعمل على رواية تتحدث عن قصة حقيقية هي قصة شخص أعرفه منذ زمن، وهو شخص كانت لديه قصة حب مع فتاة بدأت مع لقائه بها في لندن أثناء دراسته الدكتوراه في إنكلترا، حيث التقى بها وأحبها، إلا أن الفتاة اضطرت للعودة إلى فلسطين لأن والدها كان مريضاً عند ذاك ومشلولاً في ذات الوقت، ولا يوجد من يعتني به كون والدتها كانت متوفاة. وعاد هو إلى دمشق، إلا أن الرسائل بقيت ما بين الاثنين والتي تتم عن طريق أخيه المقيم في لندن لعدم وجود خط بريدي مباشر بين سورية وفلسطين. بعد ذلك ينقطع الاتصال فيما بينهما ليلتقيا بالصدفة بعد سنين في مدينة حلب ليكتشف أنها متزوجة».
«وهم»، رحلة سابين إلى المركز الثاني:
عندما قررت سابين بوغوصيان كتابة موضوع يتعلق بالعبارة التي ذكرناها في البداية، بدأت تكتب بشكل عفوي وتلقائي، ثم ما لبث مسار القصة أن انتقل إلى فكرة أنانية الإنسان والتي تقول بشأنها أنها كانت مخذولة من هذه الأنانية البغيضة. وكانت النتيجة أن كتبت رواية تتحدث عن سكان منطقة في زمان ومكان لا محددين، يتم احتلالهم من قبل أناس قاموا بوعد سكان هذه المنطقة بتحسين حياتهم وتطويرها، حيث يوافق السكان على هذا الاحتلال ويفرحون انطلاقاً من طمعهم ورغبتهم في تحسين حياتهم. وبعد أن يصدقونهم وتمضي السنين يكتشف أحدهم بأن القصة كانت عبارة عن خدعة حيث يأتي هذا الشخص ليخبر القرية بهذه القضية ولتنتهي القصة نهاية مفتوحة كما تقول.
وتضيف سابين بأن القصة بدأت بالعبارة التي قالها هذا الشخص، ومن ثم عادت بالرواية إلى الزمن الذي سبق هذه العبارة للتحدث عن قصة احتلال تلك المنطقة مضيفة بأنها أرادت ترك النهاية مفتوحة لكي تبقي للقارئ توقع النهاية التي يراها مناسبة.
وتتابع قائلة: «كنت الوحيدة ضمن فئتي التي قدمت رواية عن المدرسة الوطنية الفرنسية في حلب. كانت مشاركتي انطلاقاً من فكرة المشاركة بحد ذاتها دون توقع الربح، وذلك انطلاقاً من رغبة أساتذتي والذين كانوا دائماً يقولون بأن لي طريقة مميزة في الكتابة. وما إن أنهيت الكتابة والقصة وعرضتها عليهم، حتى توقع أغلبهم أن تنال الربح وإحدى الجوائز المتقدمة، حيث فرحوا جداً عندما حققت المركز الثاني على مستوى المدارس الفرنسية المشاركة».
السيدة كارول سعدة بوغوصيان والدة سابين تقول: «مذ كانت صغيرة، وسابين لديها موهبة الكتابة الأدبية وذلك باللغتين العربية والفرنسية حيث كانت في صغرها تكتب خواطر وأشعاراً بأسلوب يعطي انطباعاً بأن كاتب هذه الأسطر ذا عمر أكبر من عمرها، أحبت أن تشارك لأجل المشاركة لا بهدف الربح».
وتضيف بأن فكرة الرواية جاءت من بنات أفكار سابين مضيفة بأنها أعجبت بالرواية جداً عندما قرأتها وكانت سعيدة جداً عندما نالت سابين المركز الثاني الذي تستحقه لجدارتها، وتمكنها فإن الظروف الفريدة التي مرت بها سابين والمتمثلة في اطلاعها على عدد من الثقافات مثل الأرمنية ـ بحكم أصل والدها الأرمني ـ والعربية والفرنسية وحتى الإنكليزية، أدى إلى صقل شخصيتها الفريدة واكتسابها لثقافة كبيرة جداً ساعدتها على نيل هذه المرتبة، مضيفة بأن سابين تملك موهبة أدبية مميزة منذ صغرها وأنها كانت بدورها تشجع ابنتها على الكتابة الأدبية دون توجيهها لاختيار مهنة الأدب دوناً عن سواها.
وتتابع بالقول بأن سابين تملك ـ إضافة إلى الأدب ـ موهبة الرسم حيث كان هي من رسم غلاف القصتين الفائزتين، الخاصة بها وتلك الخاصة بفارس، كما أن سابين تمارس رياضة كرة السلة في نادي الجلاء الرياضي الحلبي أيضاً.
وتقول سابين: «بالنسبة لموضوع كتابة القصة باللغة الفرنسية فقد كان سهلاً ممتنعاً. وما جعل الأمر سهلاً بالنسبة لي هو أن موضوع التعامل باللغتين العربية والفرنسية هو أمر موجود في داخلنا منذ الصغر بسبب تواجدنا في المدرسة الفرنسية. فأنا مثلاً في منزلي وبين أصدقائي ومجتمعي أتحدث العربية ومطلعة على العادات والتقاليد والثقافة العربية، في حين أنا ضمن المدرسة الفرنسية أتعلم وفق النظام الفرنسي في التعليم إضافة إلى تعملنا التاريخ والأدب الفرنسيين. هذا الأمر أعطاني لغتين وفي نفس الوقت فكرين وثقافتين مختلفتين. من جهتي أنا أرتاح للكتابة باللغة الفرنسية كراحتي للكتابة باللغة العربية، وعندما أكتب بالفرنسية لا أترجم أفكاري عن العربية بل أفكر كفرنسية وأكتب بكل سهولة».
وتتابع قائلة: «لم أتأثر أثناء كتابتي للقصة بأساليب كُتاب محددين، إلا أن من قرأ روايتي قال بأنها أقرب إلى أسلوب كل من جورج أورويل وألبير كامو. لم أتقصد أنا ذلك، ولكن هكذا قيل لي. برأيي أن للقراءة التي كنت أقوم بها دوراً في ذلك، ولكن نسبتها متفاوتة حيث أغنت القراءة مفرداتي وأثَْرت أسلوب الكتابة لدي. أحب القراءة وأستمتع بها، فهناك قصص أحببتها جداً، مثل سلسلة «هاري بوتر»، إلا أنه في الوقت ذاته لا أستطيع القول بأن هناك وقتاً معيناً للقراءة، إلا أنني اعتدت القراءة وعندما أسمع عن كتاب بأنه مميز، فإنني أبدأ القراءة به حتى ينتهي دون أن أحس بالوقت».
وكانت فرحة سابين كبيرة كما تقول عندما أزفت لها مديرة المدرسة الفرنسية الخبر وذلك على اعتبار أن المسابقة كبيرة وشملت المدارس الفرنسية الموجودة في كل قارات العالم، مضيفة بأن صاحبي المركز الأول والثالث كانوا طلاباً في المدرسة الفرنسية في الولايات المتحدة الأمريكية.
«هذه كانت مشاركتي الأولى ضمن مسابقة أدبية. الأدب بالنسبة لي هواية، إلا أنني في الوقت ذاته ألقى تشجيعاً كبيراً من الأساتذة الذين شجعوني على دراسة الأدب أو الصحافة لأسلوبي المميز في الكتابة، إلا أنني أحب الفن وأريد إما أن أدرس الهندسة أو مجالاً له علاقة بالفن، ولكن من ناحية أخرى فإنني أريد أن أبقى في مجال الكتابة»، تقول لنا سابين.
وتقول السيدة كارول بأن سبب تسجيلها للأولاد في هذه المدرسة كان رغبتها في تعلم الأولاد اللغة الفرنسية بشكل مميز من جهة، ومن جهة أخرى بسبب أسلوب التدريس الفرنسي القائم على التعلم والاكتشاف: «تنمي المدرسة مهارات الولد، حيث نلاحظ أنها تهتم وتنمي فيه كل النواحي وتقدم الفرصة له لكي يبدع في كل المجالات وتوفر له الفرصة للإبداع».
وتقول سابين: «الكثير لديهم فكرة أن مدرستنا هي مدرسة ذات مقررات دراسية سهلة، وبأن منهاجها بسيط كونه يُدرّس بطريقة مختلفة عن الطريقة السورية وخصوصاً في مرحلة الشهادة الثانوية، لكن هذا الأمر لا يعني أن مستوى التدريس لدينا أقل، حيث خرّجت مدرستنا الكثير من المواهب».
وتختم سابين حديثها بالقول بأنها تشكر أهلها لدعمهم الكبير لها، كما تشكر جدها الذي دعمها وشجعها عندما قرأ الرواية إضافة إلى معلمي مدرستها والمديرة.
يذكر بأن عدد المدارس الفرنسية التابعة للبعثة العلمانية الموجودة حول العالم يزيد عن 100 مدرسة، أما عدد المدارس التي شاركت في المسابقة فقد كانت 33 مدرسة من دول مختلفة. من ناحية أخرى، فقد جرى التكريم في يوم الثلاثاء 18 أيار 2010 ضمن الصالون الرئاسي في مقر وزارة الخارجية الفرنسية بحضور وزير الخارجية الفرنسي وعدد من مدراء ورؤساء وممثلي البعثة الفرنسية العلمانية في العالم، حيث تم تسليم الجائزة للشاب فارس بحضور كل من السفير الفرنسي بدمشق السيد إيريك شوفالييه، والقنصل الفرنسي في حلب السيد ديدييه جلبير، ومديرة المدرسة الفرنسية في حلب السيدة كاترين غانيه، إضافة إلى التواجد الفخري لكل من وزير الخارجية الفرنسية السيد برنارد كوشنير، ورئيس البعثة العلمانية الفرنسية السيد جان كريستوف دوبير. وجرى التقليد بأن يتم تكريم أصحاب المركز الأول ضمن الفئات الثلاث للمسابقة («صف سادس – سابع»، «صف ثامن – تاسع»، «صف عاشر – حادي عشر») في مقر وزارة الخارجية في فرنسا.
05/30/2010
«اكتشف سورية» في لقاء أول وحصري مع عائلتي الطالبين فارس أنطاكي وسابين بوغوصيان
«تذكروا، عشرون عاماً مرت منذ وصولهم، هل كنتم مستعدين لاستقبالهم؟». من هذه العبارة انطلق كل من الشاب فارس إنطاكي والشابة سابين بوغوصيان ليكتبا روايتيهما اللتان نالتا المركزين الأول والثاني ضمن فئتيهما على الترتيب وذلك ضمن مسابقة دولية شملت كل المدارس الفرنسية التابعة للبعثة العلمانية الفرنسية حول العالم. وقد نال فارس المرتبة الأول ضمن فئة «صف سابع –ثامن» عن روايته «زيتون فلسطين»، في حين نالت سابين المرتبة الثانية عن فئة «صف عاشر – حادي عشر» عن رواية «وهم».
«اكتشف سورية» كان الموقع الأول والوحيد الذي انفرد بلقاء شخصي مع كل مع الطالبين الفائزين إضافة إلى عائلتيهما مستطلعاً منهما كيف كان الطريق المؤدي إلى تحقيق هذا الإنجاز وطعم شعور التفوق بالنسبة لهما.
«زيتون فلسطين» والمركز الأول:
«عندما تلقى الشاب فارس أنطاكي خبر نيله المركز الأول في المسابقة من قبل مديرة المدرسة الفرنسية في حلب السيدة كاترين غانيه، كانت ردة فعله هادئة لدرجة قطعه رحلة العودة من المدرسة التي تبعد عن مدينة حلب مسافة 20 كيلومتر بدون أن يخبر حتى أخته التي كانت معه في الباص! ومن ثم انتظر وصولنا جميعاً كأفراد العائلة ليزف لنا هذا الخبر المميز، وليقول بكل هدوء: ربحت المركز الأول».
عائلة أنطاكي مع فارس في مقر وزارة الخارجية الفرنسية
بمناسبة حفل تكريم إبنهم فارس أنطاكي بعد فوزه بالجائزة الأولى
بهذه الكلمات يفتتح الدكتور سميرأنطاكي حديثه عن تلقي ابنه فارس نبأ فوزه بالمركز الأول في المسابقة. مضيفاً بأن هذه الرواية جاءت نتيجة إطلاع فارس على الأخبار التي كان متابعاً لها على الدوام مع والده وتأثره بالمحنة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني. ويوضح الدكتور أنطاكي: «أنا من النوع المتابع جداً للأخبار، وبدوره كان فارس منذ صغره يجلس بجانبي ويتابع الأخبار أيضاً. أتذكر موقفاً أثـّر به للغاية وهو يوم مقتل الطفل محمد الدرة منذ عشر سنوات تقريباً وما رافق ذلك من موقف مؤلم. يومها تأثرت أنا جداً بالموقف وكتبت قصة بعنوان «عندما يبكي الرجال» ذكرت فيها أن طفلي (فارس) ـ البالغ من العمر خمس سنوات آنذاك ـ قدم وسألني عن سبب بكائي وهل يبكي الرجال، فقلت له أن الرجال تبكي عندما ترى مثل هذه المشاهد، ومن ثم انتقلت إلى التحدث عن وظيفة الدمع ومن أين يأتي محولاً إياها إلى قصة طبية. أتذكر كيف جاءني فارس ليسألني كيف وضعت اسمه في الرواية بدون إذنه! في صباح اليوم التالي وجدته مستلقياً على الأريكة التي تواجه التلفاز وبيده بارودة بلاستيكية حيث قال لي بأنه ينتظر خروج شارون على التلفاز لكي يطلق النار عليه! وقد بقيت هذه القصة في ذهنه حين كتب بعد ذلك بسنوات قصة عن غزة بأسلوب مميز نال إعجاب أستاذه في مادة التربية القومية ضمن المدرسة».
هذه المشاعر التي كان يحملها فارس تجاه القضية الفلسطينية، ترجمها إلى رواية بعنوان «زيتون فلسطين» والتي تتحدث عن «ياسر» الشاب الفلسطيني الذي تم تهجيره من أرضه هو وعائلته منذ عشرين عاماً حيث تأتي قطعة زيتون ذات مرارة يتذوقها لتعيده إلى ذكريات عشرين عاماً مضت، ليذكر ما حدث له وما أدى إلى خروجه وعائلته من أرضهم وتشردهم في الأوطان المختلفة.
«فكرة العبارة التي تم بناء القصة عليها والتي هي عبارة: تذكروا، عشرون عاماً مرت منذ وصولهم، هل كنتم مستعدين لاستقبالهم؟» جاءت عن طريق كل من الكاتب الفرنسي فيليب دولا روش والكاتب اللبناني ألكسندر نجار، حيث طُلب من كل المدارس الفرنسية حول العالم المشاركة في كتابة رواية بالاعتماد على هذه العبارة بشكل رئيسي بأقل من ست صفحات تقريباً. في البداية تم ترشيح روايتي من قبل مديرة المدرسة مع رواية أخرى من بين سبع روايات تم تقديمها للمسابقة، ومن ثم تم إرسال كل القصص المشاركة في المسابقة إلى المدرسة الفرنسية في ولاية تكساس الأمريكية التي قامت بعملية مراجعة وغربلة للقصص ومن ثم إرسال القصص المرشحة إلى فرنسا لتراجعها لجنة تحكيم مؤلفة من عدد من الكتاب والشخصيات المشهورة».
بهذه الكلمات يبدأ الشاب فارس كلامه عن المسابقة ونظامها، ومن ثم يمضي قائلاً بأن الفكرة التي اختارها للكتابة كانت عن الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي عانى الكثير ويستحق الكثير كما يقول ويضيف: «كثيرون قرؤوا القصة وقالوا بأنها مميزة فعلاً إنما فرصتها بالربح ستكون قليلة! السبب في كلامهم هذا كان تطرق القصة إلى موضوع شائك هو موضوع القضية الفلسطينية، إلا أنني بدوري قدمت هذه القصة بطريقة حيادية مع بعض النقد اللاذع وتقديم صور تعبيرية مجازية. على سبيل المثال تكلمت أنه في عام 1993 كان هناك اتفاق بين الجانبين حيث لم أذكر أسماء القادة الذين قاموا بالاتفاق، إلا أنني ذكرت أنه تم بوجود الرئيس 42 للولايات المتحدة، وأن الاتفاق تم في واشنطن، ولاحقاً اغتيل كل من هذين القائدين اللذين وقعا على الاتفاق بطريقة غامضة!».
وتروي قصة فارس التي كتبها في خمس صفحات وما يقارب 15 ألف كلمة قصة ياسر الذي يعيش مع زوجته كاتيا في بيروت بعد تهجيره من الأراضي الفلسطينية، حيث يعود بذكرياته ـ بسبب قطعة زيتون ـ إلى عشرين عاماً مضت على الرحيل، حيث تتحدث الرواية عن استضافة عائلة ياسر لعائلة يهودية في منزلهم (مرغمين)، والحوارات التي كانت تتم بين هاتين العائلتين حول الحقوق التي يدعيها كل شعب، حيث يقول بأن عائلة باراك ـ العائلة التي دخلت منزلهم ـ قد تكون تعرضت للظلم بدورها بسبب المحارق التي تمت في أوروبا وطالت اليهود، إلا أن ذلك لا يعني أن يتم تهجير شعب كامل هو الشعب الفلسطيني بسبب ذلك الظلم الذي يدعي اليهود أنهم تعرضوا له. وقد عكست الرواية ـ التي قام الدكتور سمير (والده) بترجمتها إلى العربية ـ أسلوباً مميزاً سلساً قائماً على العبارات والتعابير والمعاني الدفينة التي أبدع فارس في صياغتها بأسلوب كتابي يتجاوز عمره بكثير.
وتقول السيدة حلا أنطاكي لـ «اكتشف سورية»: «الكل يعرف بأن فارس هو الطالب الأول على صفه، وبأنه متفوق في المواد العلمية، ولكن الأمر الذي استغربه الجميع هو وجود الموهبة الأدبية، إذ أنه من النادر أن يجمع شخص ما بين الموهبة العلمية والميول الأدبية في ذات الوقت، أعتبر فارس من الناس المحظوظين والقلائل الذين جمعوا بين هاتين الموهبتين».
ويتابع فارس: «أنا أحب الأسلوب الذي يحتوي على غموض في القصة وتشويق للقارئ لكي يدرك مغزى القصة لوحده ضمن التوجه الذي أضعه أنا في الرواية. كانت مشاركتي بهذه الرواية أول مشاركة لي في مسابقة أدبية على الإطلاق، وعندما أرسلتها كان هدفي إيصال فكرة الرواية حتى ولو كان ذلك لشخص واحد، إذ لم أكن أتوقع أن تنال المركز الأول».
ويقول الدكتور سمير: «خفنا أن يكون موضوع الطرح غير مقبول لأنه يتحدث عن القضية الفلسطينية، إلا أن ما شجعنا على إرسال القصة هو أن فرنسا بشكل عام دولة علمانية لا ترضى الظلم لأي شعب، إضافة إلى أن فارس تحدث عن مبدأ التعايش، والعذاب الذي عانى منه كلا الطرفين وكيف كان العرب طيبين دائماً مع الآخرين».
أما السيدة حلا أنطاكي والدة فارس فتقول: «كان المجال مفتوحاً للطلاب بأن يكتبوا في المجال الذي يحلو لهم اعتماداً على هذه العبارة، فمنهم من كتب قصة إنسانية ومنهم من كتب عن قصة عائلة تبنت خمسة أولاد، وهناك من كتب قصة عن الحاسوب. يمكن أن تعالج العنوان بأكثر من طريقة، ولكن العبرة في أنه يجب أن تعود في ذكرياتك إلى عشرين عاماً مضت، وكان فارس قد طرحها هكذا».
وتتابع بأن فارس كان دائماً متأثراً بدروس التربية القومية التي يتعلمها في المدرسة مضيفة بأن رغم دراسة أولادها وباقي الأولاد ضمن المدارس الأجنبية، إلا أن الفكر القومي ما يزال موجوداً فيهم، وهناك اهتمام كبير من الطلاب بما يجري في فلسطين والهم الفلسطيني وذلك من خلال الأساتذة العرب الموجودين في المدرسة، وخصوصاً أولئك المسؤولين عن تدريس مادة التربية القومية الذين يقومون بزراعة هذا الحس الوطني والقومي لديهم.
ويختم فارس الحديث قائلاً: «حالياً أعمل على رواية تتحدث عن قصة حقيقية هي قصة شخص أعرفه منذ زمن، وهو شخص كانت لديه قصة حب مع فتاة بدأت مع لقائه بها في لندن أثناء دراسته الدكتوراه في إنكلترا، حيث التقى بها وأحبها، إلا أن الفتاة اضطرت للعودة إلى فلسطين لأن والدها كان مريضاً عند ذاك ومشلولاً في ذات الوقت، ولا يوجد من يعتني به كون والدتها كانت متوفاة. وعاد هو إلى دمشق، إلا أن الرسائل بقيت ما بين الاثنين والتي تتم عن طريق أخيه المقيم في لندن لعدم وجود خط بريدي مباشر بين سورية وفلسطين. بعد ذلك ينقطع الاتصال فيما بينهما ليلتقيا بالصدفة بعد سنين في مدينة حلب ليكتشف أنها متزوجة».
«وهم»، رحلة سابين إلى المركز الثاني:
عندما قررت سابين بوغوصيان كتابة موضوع يتعلق بالعبارة التي ذكرناها في البداية، بدأت تكتب بشكل عفوي وتلقائي، ثم ما لبث مسار القصة أن انتقل إلى فكرة أنانية الإنسان والتي تقول بشأنها أنها كانت مخذولة من هذه الأنانية البغيضة. وكانت النتيجة أن كتبت رواية تتحدث عن سكان منطقة في زمان ومكان لا محددين، يتم احتلالهم من قبل أناس قاموا بوعد سكان هذه المنطقة بتحسين حياتهم وتطويرها، حيث يوافق السكان على هذا الاحتلال ويفرحون انطلاقاً من طمعهم ورغبتهم في تحسين حياتهم. وبعد أن يصدقونهم وتمضي السنين يكتشف أحدهم بأن القصة كانت عبارة عن خدعة حيث يأتي هذا الشخص ليخبر القرية بهذه القضية ولتنتهي القصة نهاية مفتوحة كما تقول.
وتضيف سابين بأن القصة بدأت بالعبارة التي قالها هذا الشخص، ومن ثم عادت بالرواية إلى الزمن الذي سبق هذه العبارة للتحدث عن قصة احتلال تلك المنطقة مضيفة بأنها أرادت ترك النهاية مفتوحة لكي تبقي للقارئ توقع النهاية التي يراها مناسبة.
وتتابع قائلة: «كنت الوحيدة ضمن فئتي التي قدمت رواية عن المدرسة الوطنية الفرنسية في حلب. كانت مشاركتي انطلاقاً من فكرة المشاركة بحد ذاتها دون توقع الربح، وذلك انطلاقاً من رغبة أساتذتي والذين كانوا دائماً يقولون بأن لي طريقة مميزة في الكتابة. وما إن أنهيت الكتابة والقصة وعرضتها عليهم، حتى توقع أغلبهم أن تنال الربح وإحدى الجوائز المتقدمة، حيث فرحوا جداً عندما حققت المركز الثاني على مستوى المدارس الفرنسية المشاركة».
السيدة كارول سعدة بوغوصيان والدة سابين تقول: «مذ كانت صغيرة، وسابين لديها موهبة الكتابة الأدبية وذلك باللغتين العربية والفرنسية حيث كانت في صغرها تكتب خواطر وأشعاراً بأسلوب يعطي انطباعاً بأن كاتب هذه الأسطر ذا عمر أكبر من عمرها، أحبت أن تشارك لأجل المشاركة لا بهدف الربح».
وتضيف بأن فكرة الرواية جاءت من بنات أفكار سابين مضيفة بأنها أعجبت بالرواية جداً عندما قرأتها وكانت سعيدة جداً عندما نالت سابين المركز الثاني الذي تستحقه لجدارتها، وتمكنها فإن الظروف الفريدة التي مرت بها سابين والمتمثلة في اطلاعها على عدد من الثقافات مثل الأرمنية ـ بحكم أصل والدها الأرمني ـ والعربية والفرنسية وحتى الإنكليزية، أدى إلى صقل شخصيتها الفريدة واكتسابها لثقافة كبيرة جداً ساعدتها على نيل هذه المرتبة، مضيفة بأن سابين تملك موهبة أدبية مميزة منذ صغرها وأنها كانت بدورها تشجع ابنتها على الكتابة الأدبية دون توجيهها لاختيار مهنة الأدب دوناً عن سواها.
وتتابع بالقول بأن سابين تملك ـ إضافة إلى الأدب ـ موهبة الرسم حيث كان هي من رسم غلاف القصتين الفائزتين، الخاصة بها وتلك الخاصة بفارس، كما أن سابين تمارس رياضة كرة السلة في نادي الجلاء الرياضي الحلبي أيضاً.
وتقول سابين: «بالنسبة لموضوع كتابة القصة باللغة الفرنسية فقد كان سهلاً ممتنعاً. وما جعل الأمر سهلاً بالنسبة لي هو أن موضوع التعامل باللغتين العربية والفرنسية هو أمر موجود في داخلنا منذ الصغر بسبب تواجدنا في المدرسة الفرنسية. فأنا مثلاً في منزلي وبين أصدقائي ومجتمعي أتحدث العربية ومطلعة على العادات والتقاليد والثقافة العربية، في حين أنا ضمن المدرسة الفرنسية أتعلم وفق النظام الفرنسي في التعليم إضافة إلى تعملنا التاريخ والأدب الفرنسيين. هذا الأمر أعطاني لغتين وفي نفس الوقت فكرين وثقافتين مختلفتين. من جهتي أنا أرتاح للكتابة باللغة الفرنسية كراحتي للكتابة باللغة العربية، وعندما أكتب بالفرنسية لا أترجم أفكاري عن العربية بل أفكر كفرنسية وأكتب بكل سهولة».
وتتابع قائلة: «لم أتأثر أثناء كتابتي للقصة بأساليب كُتاب محددين، إلا أن من قرأ روايتي قال بأنها أقرب إلى أسلوب كل من جورج أورويل وألبير كامو. لم أتقصد أنا ذلك، ولكن هكذا قيل لي. برأيي أن للقراءة التي كنت أقوم بها دوراً في ذلك، ولكن نسبتها متفاوتة حيث أغنت القراءة مفرداتي وأثَْرت أسلوب الكتابة لدي. أحب القراءة وأستمتع بها، فهناك قصص أحببتها جداً، مثل سلسلة «هاري بوتر»، إلا أنه في الوقت ذاته لا أستطيع القول بأن هناك وقتاً معيناً للقراءة، إلا أنني اعتدت القراءة وعندما أسمع عن كتاب بأنه مميز، فإنني أبدأ القراءة به حتى ينتهي دون أن أحس بالوقت».
وكانت فرحة سابين كبيرة كما تقول عندما أزفت لها مديرة المدرسة الفرنسية الخبر وذلك على اعتبار أن المسابقة كبيرة وشملت المدارس الفرنسية الموجودة في كل قارات العالم، مضيفة بأن صاحبي المركز الأول والثالث كانوا طلاباً في المدرسة الفرنسية في الولايات المتحدة الأمريكية.
«هذه كانت مشاركتي الأولى ضمن مسابقة أدبية. الأدب بالنسبة لي هواية، إلا أنني في الوقت ذاته ألقى تشجيعاً كبيراً من الأساتذة الذين شجعوني على دراسة الأدب أو الصحافة لأسلوبي المميز في الكتابة، إلا أنني أحب الفن وأريد إما أن أدرس الهندسة أو مجالاً له علاقة بالفن، ولكن من ناحية أخرى فإنني أريد أن أبقى في مجال الكتابة»، تقول لنا سابين.
وتقول السيدة كارول بأن سبب تسجيلها للأولاد في هذه المدرسة كان رغبتها في تعلم الأولاد اللغة الفرنسية بشكل مميز من جهة، ومن جهة أخرى بسبب أسلوب التدريس الفرنسي القائم على التعلم والاكتشاف: «تنمي المدرسة مهارات الولد، حيث نلاحظ أنها تهتم وتنمي فيه كل النواحي وتقدم الفرصة له لكي يبدع في كل المجالات وتوفر له الفرصة للإبداع».
وتقول سابين: «الكثير لديهم فكرة أن مدرستنا هي مدرسة ذات مقررات دراسية سهلة، وبأن منهاجها بسيط كونه يُدرّس بطريقة مختلفة عن الطريقة السورية وخصوصاً في مرحلة الشهادة الثانوية، لكن هذا الأمر لا يعني أن مستوى التدريس لدينا أقل، حيث خرّجت مدرستنا الكثير من المواهب».
وتختم سابين حديثها بالقول بأنها تشكر أهلها لدعمهم الكبير لها، كما تشكر جدها الذي دعمها وشجعها عندما قرأ الرواية إضافة إلى معلمي مدرستها والمديرة.
يذكر بأن عدد المدارس الفرنسية التابعة للبعثة العلمانية الموجودة حول العالم يزيد عن 100 مدرسة، أما عدد المدارس التي شاركت في المسابقة فقد كانت 33 مدرسة من دول مختلفة. من ناحية أخرى، فقد جرى التكريم في يوم الثلاثاء 18 أيار 2010 ضمن الصالون الرئاسي في مقر وزارة الخارجية الفرنسية بحضور وزير الخارجية الفرنسي وعدد من مدراء ورؤساء وممثلي البعثة الفرنسية العلمانية في العالم، حيث تم تسليم الجائزة للشاب فارس بحضور كل من السفير الفرنسي بدمشق السيد إيريك شوفالييه، والقنصل الفرنسي في حلب السيد ديدييه جلبير، ومديرة المدرسة الفرنسية في حلب السيدة كاترين غانيه، إضافة إلى التواجد الفخري لكل من وزير الخارجية الفرنسية السيد برنارد كوشنير، ورئيس البعثة العلمانية الفرنسية السيد جان كريستوف دوبير. وجرى التقليد بأن يتم تكريم أصحاب المركز الأول ضمن الفئات الثلاث للمسابقة («صف سادس – سابع»، «صف ثامن – تاسع»، «صف عاشر – حادي عشر») في مقر وزارة الخارجية في فرنسا.
أحمد بيطار - حلب
اكتشف سورية
اكتشف سورية
Comment