حقيقة أردت إثارة موضوع كنت مترددا على الدوام في طرحه , لكن بعد أن كثرت العواطف وغاب العقل والمنطق خصوصا في الآونة الأخيرة , قررت وبتجرد طرح بعض الأفكار من فلسفتي الشخصية عن الواقع الذي نعيشه , والجو الطائفي الذي بات يسود العالم بأكمله .
أولا وأخيرا الموضوع موجه لذوي العقول وكل إنسان غلٌب عقله على عاطفته ونفسه الطائفي .
قد تسأل نفسك : ماالأسباب الحقيقية للطائفية , ولم تغيب وتظهر على الدوام وبتواترات مختلفة .
لنناقش ونحلل ونربط الماضي بالحاضر .
والقصة تعود لأكثر من ألفي عام :
قراءة تاريخية :
نقرأ نظريا مراحل تاريخية كبيرة سادت فيها ديانات على مناطق نفوذ واسعة وانتشار لأفكار عبرت المحيطات , ما يعني عمليا أن معظم البشر في بعض الفترات تبنى أفكار ومعتقدات واحدة ,
إنما في هذا العصر نجد اختلافا وتنوعا طائفيا كبير جدا في العالم أجمع .
· البداية كانت بالديانة الإغريقية القديمة والتي ازدهرت وانتشرت على أصقاع متعددة من الأرض خصوصا في فترة سيطرة اسكندر المقدوني على اتجاهات الأرض الأربعة .
· ثم جاءت بعدها الديانة الوثنية الرومانية والتي تتصل بشكل أو بأخر بالديانة الإغريقية من حيث تعدد الآلهة وألقابها .
· تزامنت هذه المرحلة مع مرحلة ظهور الدولة الفارسية القديمة وعصر الأكاسرة وانتشار الديانة الزرادشتية (المجوسية) في مناطق الشرق .
· على امتداد المراحل السابقة , وبعيدا عن أضواء التاريخ, وقريبا من النصوص الدينية برزت الديانة اليهودية والتي تم اعتبارها الديانة التوحيدية الأولى في الديانات السماوية , وهذا ما نستنتجه من دراسة التوراة والتقاطعات المتعددة مع النصوص التاريخية التي تم التطرق إليها بطريقة دينية بحتة ( كمثال ماذكر في نبوءة دانيال تحديداً تمثال حلم نبوخذ نصر )
· بعد ذلك كان مجيء السيد المسيح وانتشار الدين المسيحي وتبني الديانة المسيحية من قبل روما ليتم استبدال الديانة الوثنية بها .
· خلال هذه الفترة كانت روما تسيطر على اليونان وأراضي المتوسط بما فيها المناطق اليهودية , وكان الفرس لازالوا في مواقعهم وعلى ديانتهم نفسها .
· أما العرب فكانوا ممتدين في شبه الجزيرة العربية على هيئة قبائل متناحرة متقاتلة لاشيء يربط بينها سوى اللغة العربية الواحدة .
· في الفترة اللاحقة كان مجيء الإسلام , والانتشار السريع له ليوحد القبائل العربية التي لم تشأ لتتوحد إلا بالقوة والفتوحات , والفتوحات لم تتوقف هنا بل وصلت لبلاد الفرس الزرادشتية .
· أما اليهود فأصبحوا شتاتا بين الشرق والغرب . وحلم العودة يراودهم من ذلك الحين .
اسقاطات :
الحقيقة ما أردته من هذا الموضوع ليس الشرح أو الصياغة التاريخية للأحداث , فالغالبية تعرف ولديها إطلاع على معظم ما ورد سابقا .
(وهنا أنوه مجدداً إلى أن ما سأذكر يمثل رأي شخصي وفلسفة ذاتية , وليس لها أي علاقة لا بديانة ولا بطائفة معينة ).
المهم :
لو أتينا للواقع الحالي المرير , وأسقطنا الطائفية التي تغمره على التاريخ الذي لخصته سابقا لوجدنا التالي :
1 – بالنسبة للمسيحية التي انقسمت إلى كاثوليك وأرثوذكس بشكل رئيسي .
الكاثوليك للرومان (ولهذا تسمى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية) .
والأرثوذكس لليونان ( ولهذا تسمى الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية ) .
( ودون أن نعمم بشكل مطلق لكن بالمجمل )
والرومان واليونان تاريخهما مليء بالعداوة .
وهذا يماثل الوثنية والإغريقية . قبل ألفي عام
2- بالنسبة للإسلام والذي انقسم لاحقا إلى سنة وشيعة بشكل رئيسي :
السنة للعرب .
الشيعة للفرس ( ودون أن نعمم بشكل مطلق لكن بالمجمل ) .
والعرب والفرس تاريخهما مليء بالعداوة أيضاً .
3- بالنسبة لليهودية ودون التطرق لطوائفها :
لربما عادوا إلى ما يعتبرونه وطنهم , لكنهم مازالوا يعيشون المرحلة التاريخية قبل أكثر من ألفي عام وهي بمجملها معاداة للجوار والخوف الافتراضي من العدو القادم من الشرق ( بداية العراق ولاحقا إيران) .
إسقاطات حديثة :
أمريكا تمثل الآن روما , (وإسرائيل) لازالت تحت وصايتها .
إيران دولة الفرس المعادية .
العرب لازالوا مقسمين , ومشتتين بين روما والفرس .
نتيجة :
أكثر ما يمكننا الاستفادة منه , هو أن كل الديانات التي ظهرت قبل وبعد تم توظيفها وتحجيمها لتكون في خدمة النزعة القومية أو القبلية والعنصرية , وما الطوائف سوى إسقاطات لإمبراطوريات ودول كانت متنازعة سابقا ولازالت للآن ولكن بمسميات مختلفة .
ومهما حاول الدين توحيد القوميات والأعراق , لم ولن يتمكن على الإطلاق توحيد النفوس , مادامت العنصرية والتي مردها الأنانية في النهاية هي التي تغلب على نفوس البشر .
الأهم من ذلك هو أن معظم الشعوب التي خلقت التفرقة والعنصرية , تمكنت من تجاوزها وبناء بلد ذو قومية ثابتة توحد الجميع , الا نحن المشرقيين وتحديدا العرب لازلنا في قوقعة العنصرية التي فرضت علينا من الخارج .
شكرا للمتابعة ..
" هذا الموضوع اشترك به في مسابقة الموضوع المتميز "
أولا وأخيرا الموضوع موجه لذوي العقول وكل إنسان غلٌب عقله على عاطفته ونفسه الطائفي .
قد تسأل نفسك : ماالأسباب الحقيقية للطائفية , ولم تغيب وتظهر على الدوام وبتواترات مختلفة .
لنناقش ونحلل ونربط الماضي بالحاضر .
والقصة تعود لأكثر من ألفي عام :
قراءة تاريخية :
نقرأ نظريا مراحل تاريخية كبيرة سادت فيها ديانات على مناطق نفوذ واسعة وانتشار لأفكار عبرت المحيطات , ما يعني عمليا أن معظم البشر في بعض الفترات تبنى أفكار ومعتقدات واحدة ,
إنما في هذا العصر نجد اختلافا وتنوعا طائفيا كبير جدا في العالم أجمع .
· البداية كانت بالديانة الإغريقية القديمة والتي ازدهرت وانتشرت على أصقاع متعددة من الأرض خصوصا في فترة سيطرة اسكندر المقدوني على اتجاهات الأرض الأربعة .
· ثم جاءت بعدها الديانة الوثنية الرومانية والتي تتصل بشكل أو بأخر بالديانة الإغريقية من حيث تعدد الآلهة وألقابها .
· تزامنت هذه المرحلة مع مرحلة ظهور الدولة الفارسية القديمة وعصر الأكاسرة وانتشار الديانة الزرادشتية (المجوسية) في مناطق الشرق .
· على امتداد المراحل السابقة , وبعيدا عن أضواء التاريخ, وقريبا من النصوص الدينية برزت الديانة اليهودية والتي تم اعتبارها الديانة التوحيدية الأولى في الديانات السماوية , وهذا ما نستنتجه من دراسة التوراة والتقاطعات المتعددة مع النصوص التاريخية التي تم التطرق إليها بطريقة دينية بحتة ( كمثال ماذكر في نبوءة دانيال تحديداً تمثال حلم نبوخذ نصر )
· بعد ذلك كان مجيء السيد المسيح وانتشار الدين المسيحي وتبني الديانة المسيحية من قبل روما ليتم استبدال الديانة الوثنية بها .
· خلال هذه الفترة كانت روما تسيطر على اليونان وأراضي المتوسط بما فيها المناطق اليهودية , وكان الفرس لازالوا في مواقعهم وعلى ديانتهم نفسها .
· أما العرب فكانوا ممتدين في شبه الجزيرة العربية على هيئة قبائل متناحرة متقاتلة لاشيء يربط بينها سوى اللغة العربية الواحدة .
· في الفترة اللاحقة كان مجيء الإسلام , والانتشار السريع له ليوحد القبائل العربية التي لم تشأ لتتوحد إلا بالقوة والفتوحات , والفتوحات لم تتوقف هنا بل وصلت لبلاد الفرس الزرادشتية .
· أما اليهود فأصبحوا شتاتا بين الشرق والغرب . وحلم العودة يراودهم من ذلك الحين .
اسقاطات :
الحقيقة ما أردته من هذا الموضوع ليس الشرح أو الصياغة التاريخية للأحداث , فالغالبية تعرف ولديها إطلاع على معظم ما ورد سابقا .
(وهنا أنوه مجدداً إلى أن ما سأذكر يمثل رأي شخصي وفلسفة ذاتية , وليس لها أي علاقة لا بديانة ولا بطائفة معينة ).
المهم :
لو أتينا للواقع الحالي المرير , وأسقطنا الطائفية التي تغمره على التاريخ الذي لخصته سابقا لوجدنا التالي :
1 – بالنسبة للمسيحية التي انقسمت إلى كاثوليك وأرثوذكس بشكل رئيسي .
الكاثوليك للرومان (ولهذا تسمى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية) .
والأرثوذكس لليونان ( ولهذا تسمى الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية ) .
( ودون أن نعمم بشكل مطلق لكن بالمجمل )
والرومان واليونان تاريخهما مليء بالعداوة .
وهذا يماثل الوثنية والإغريقية . قبل ألفي عام
2- بالنسبة للإسلام والذي انقسم لاحقا إلى سنة وشيعة بشكل رئيسي :
السنة للعرب .
الشيعة للفرس ( ودون أن نعمم بشكل مطلق لكن بالمجمل ) .
والعرب والفرس تاريخهما مليء بالعداوة أيضاً .
3- بالنسبة لليهودية ودون التطرق لطوائفها :
لربما عادوا إلى ما يعتبرونه وطنهم , لكنهم مازالوا يعيشون المرحلة التاريخية قبل أكثر من ألفي عام وهي بمجملها معاداة للجوار والخوف الافتراضي من العدو القادم من الشرق ( بداية العراق ولاحقا إيران) .
إسقاطات حديثة :
أمريكا تمثل الآن روما , (وإسرائيل) لازالت تحت وصايتها .
إيران دولة الفرس المعادية .
العرب لازالوا مقسمين , ومشتتين بين روما والفرس .
نتيجة :
أكثر ما يمكننا الاستفادة منه , هو أن كل الديانات التي ظهرت قبل وبعد تم توظيفها وتحجيمها لتكون في خدمة النزعة القومية أو القبلية والعنصرية , وما الطوائف سوى إسقاطات لإمبراطوريات ودول كانت متنازعة سابقا ولازالت للآن ولكن بمسميات مختلفة .
ومهما حاول الدين توحيد القوميات والأعراق , لم ولن يتمكن على الإطلاق توحيد النفوس , مادامت العنصرية والتي مردها الأنانية في النهاية هي التي تغلب على نفوس البشر .
الأهم من ذلك هو أن معظم الشعوب التي خلقت التفرقة والعنصرية , تمكنت من تجاوزها وبناء بلد ذو قومية ثابتة توحد الجميع , الا نحن المشرقيين وتحديدا العرب لازلنا في قوقعة العنصرية التي فرضت علينا من الخارج .
شكرا للمتابعة ..
(الموضوع لا منقول ولامنسوخ )
" هذا الموضوع اشترك به في مسابقة الموضوع المتميز "
Comment